اليوم الثالث

24 0 0
                                    

وانت صاحي بدري بعد الظهر تقريبا ومليء بالنشاط والطاقة السلبية، تتجه للمراية بحركة سنيمائية بطيئة ومن خلف ستائر العماص والزغللة وعلى غير العادة تقول للمراية "صباح الخير" قبل الإلتفاف بلحظة تسمع من المراية "صباح النور"!، تتحرك بقفزة بهلوانية للوراء وتصرخ بصوت اللمبي "أنت مين ياعم أنت!" ولكن تسمع نفس الصوت تحت أقدامك يردد "براحة ياسطى لحسن استنطاء" تنظر إلى الأرض لترى مصدر الصوت لكن متعرفش تبص ع الأرض بسبب إلتصاق كائن هلامي بجسمك على شكل "نصف كرة جلد مش منفوخة نسبيا" يتحدث الكائن أخيرا قائلا: "حاسس اني هفرقع.. كان لازم تأكل طبيخ قبل ما تنام يعني؟"، تستيقظ أخيرا من هذا الكابوس المرعب -بعد العصر كالعادة- وتقوم لتنظر للمراية لتتأكد من الي شفته في الكابوس لكنك تلاقي نفس الكائن الهلامي بس مبيتكلمش الحمدلله.. تنظر إلى كرشك نظرة أب حنون وتحمد الله انه مبيتكلمش عشان كان زمان فضحك دلوقتي.. ثم تتجه للحمام لتحل خلاف الطبيخ بتاع بليل.. بس ده مش موضوعنا...
في عالمنا الحالي ووسط المجاعات والحروب دائما البقاء لاتنين.. اصحاب السنام كالجمال و أصحاب الكروش كالبشر.. وكونك بتحافظ على كرشك وبتطوره دي حاجة محدش يلومك عليها، بس للأسف يا صديقي الإنسان عدو نفسه ومحدش هيساعدك في مهمتك الغرائزية دي ومش هتلاقي غير صناعة الأفلام الفاسدة الي بتجسدلك الرجالة ككائنات مصنوعة من ٨٠٪ عضلات و الباقي مواد حافظة، و الستات كمانيكانات لا تتأثر بعوامل الزمن وتحفظ بعيدا عن متناول الأطفال.. ف بتالي كله بيدور على هذه الكائنات الأسطورية وبيدمروا مشاعر كرشك الكيوت...
للاسف واحدة من أكتر الحاجات الي ممكن تسببلك الحزن والإكتأب هي عدم تصالح مع شكلك او جسمك، وده هيأثر للاسف في حياتك كلها تقريبا، كونك شخص طويل او قصير او تخين او رفيع او عندك ترهلات او مبيطلعلكش دقن او صوتك رفيع او او او دي مش حاجة وحشة او تخليك تتكسف منها، في الواقع التفاصيل البسيطة دي هي الي بتخليك "أنت"، تخيل كدا لو كلنا بقينا بنفس الهيئة و الشكل والفرق الأسم كنا هنبقا ازاي؟ مجرد الفكرة مريبة جدا.. ف أهم حاجة تعملها دلوقتي هي أنك تتصالح مع نفسك وتحب نفسك زي ما أنت.. زي ما الي بيحبوك بيحبوك زي ما انت...
كان نفسي في اللحظة الرومانسية دي أقولك خد كرشك حضن أبوي لكن هقطع عليك اللحظات دي عشان أقولك كل شيء قسمة ونصيب والصيف داخل ولازم تتفرقوا...
بعد ما حبيت جسمك وبقيت راضي عنه جه الوقت أنك تحسن من نفسك.. مش عشان شكلك بس، لا.
عشان اولا صحتك و عشان اللبس الصيفي يجي مقاسك ثانيا...
وده الي هنعمله في خطوة النهارده اول حاجة أنك هتقسم وجباتك من ٣ وجبات كبار ل ٥ وجبات صغيرين.. وده عشان جسمك ميخزنش دهون وفنفس الوقت تبقا عندك طاقة متوزعة على اليوم كله...
طيب لو انت في ايام صيام مثلا او شايف ٥ وجبات كتير برضو ده هينقلنا للنقطة التانية وهي أنك تعمل أكلك وشربك بنفسك.. اتقل هفهمك.. مبدأيا انك تساعد في شغل البيت هيخليك نشيط وهتغير مزاجك للاحسن وكمان هتاكل الي على مزاجك، طيب أيه العلاقة؟ اصبر.. وعايز تعمل عصاير بنفسك، سواء عصاير طبيعية او بودرة او خليط بالشوفان او كاكاو او اي عصاير عشان تشرب انت والبيت يشربوا معاك.. بس بالنسبالك انت العصير هيبقا وجبة من ال٥.. اشرب بضمير بقا...
وده المهمة التالتة وهي انك تشرب مية كتير.. لو عندك مشكله مع شرب المية جرب تعصر حاجة بسيطة من اللمون على المية عشان تدي طعم بسيط...
لأنك مش فاتح قناة فتافيت ف مش هنقديها طبخ واكل، وجه الوقت الي هتلعب فيه رياضة وتحرك كرشك الجميل.. مش لازم رياضة معينة ولا نظام رياضي وكده بس متسيبش يوم غير لما تتمرن فيه ممكن بطن او ضغط او جري او نط حبل إن أمكن او عقلة إن امكن برضو.. شغل نفسك يعني...
وطبيعي مستني الكوتش يقولك على النظام الغذائي ايه بس افرح يا عم المهمة الخامسة هي أنك تاكل اي حاجة! متستغربش كون انك تربط نفسك بنظام اكل معين ورجيم والهري ده هيعقدك اكتر مانت متعقد ومش هيجيب نتيجة ف كل الي انت عايزة بس براحة على نفسك.. ولو انت متابع مع دكتور رجيم طنش كلامي انا طبعا...
بعد الفرهدة دي كلها عايزك تنام براحتك يعني متعدش على نفسك عشان كل واحد بيحتاج عدد ساعات نوم غير التاني ف انت بس بلغهم لو مصحيتش بعد ١٨ ساعة يبقا يطمنوا عليك...
هتحس ان المهام النهاردة كتير بس كلها مش هتاخد ساعتين في اليوم تقريبا ده غير انك طبعا مش هتعمل الاكل والعصير يوميا، ممكن يوم او يومين بالكتير ولو تعرف تخلي عصير لباقي الايام
متنساش ان الهدف من التجربة انك تدور انك تبقا ناجح و سعيد وطبعا لازم تبدأ بحياتك وتغير روتينك وشوف ايه المناسب معاك وساعدك تتحسن وكمل فيه...
#٣٠يوم_بحثا_عن_السعادة

ثلاثون يوما بحثًا عن السعادةWhere stories live. Discover now