" آآه ! تمهل ! "تأوهت أتوسله بألم واضع ، كان يجلس أمامي يمسك وجهي بيد و يده الاخري أخذت تتحرك بقطنة معقمة جانب شفتي المجروحة ، لان الوغد الذي أمامي كان يلبس خاتم بارز حين صفعني منذ ساعتين مضيا ليستمر النزيف و كأن هذا ما أحتاجه ليكتمل ألمي !
" تصمت أم أُخرسك ؟ "
" لما أنت عنيف ؟ "
قاطعت غطرسته و تعنيفه لي بتذمر و تقويسة حاجبين ، كنت غير راضي و عنيد رغم خوفي منه ، كان هو ذا طابع غريب غامض ، سريع التغير العاطفي ، قاسي لكنه لطيف ثم لطيف ليصبح شرس حين يتطلب الامر ذلك ، ربما هو مجنون ؟
" أتفكر بي ؟ "
انتفض جسدي حين شعرت بلسعة قوية أخري علي جروحي و قد سمعت سؤاله الساخر و كأنه يقرأ أفكاري ، ليتضح أنني قد شردت بتفاصيله دون وعي مني !.
تحاشيت مجال الرؤية بيننا و إكتفيت بالنظر لعقدة يدي التي عُقدت بإضطراب واضح ، الاسئلة و الحديث بعقلي قد يقتلاني إن سربتها خارج هذه الجمجمة ، لهذا اكتفيت بالصمت ، لكني مرة أخري لم أشعر بتحديقي المستمر بأسفل ذقنه و تحديداً لجسده الذي جعلني أتذكر والدي ، كيف كان ! .. كان عمي يرتدي بدلة أنيقة كما كان يفعل والدي ، فأنا مازلت أتذكر ما يرتديه أبي رغم عمري آنذاك و رغم ذاكرتي المشوشة ..
هاه !! ماذا يحدث بحق الجحيم !
تجمدت بالفعل حين أحسست بذراعيه تحتويني تشعرني كما لو كنت طفل بالثالثة ، ذلك الشعور كأن أبي أمامي هو من يفعلها ، أغمضت عيناي أنسحب للعناق ،أستشعر قربه مني كما لو أني أستبدله بأبي الان ، لم أشعر بعمي المتسبب بقتل والدي من يعانقني ، بل كنت أشعر أن والدي من يفعل ، بادلته ألف ذراعي حول ظهره ، كنت أرتجف حرفياً لأجده يمسح علي ظهري بحنان ، كنت خائف ! .. هناك شئ غريب يحدث ! .. هذا ليس مايكل الذي أعرفه ! .. فقط لما هو يشبه أبي و أخي لدرجة كبيرة ؟!
فتحت عيني و دفعته عني أتنفس بإضطراب ، لا .. لا يمكنني أن أنجذب لشخص قتل والداي أو تسبب بمقتلهما ، أو لشخص أبعد عني أخي و السبب بكل ما يحدث لي ! .. أنا لم أجن بعد !
كان يحدق بي لأتحاشى نظراته و أنهض رغم إرهاق جسدي ، أود فقط الاختفاء ، لا يمكنني خيانة أخي و والداي بتعاطفي معه ! لا يمكنني ، لا ، لا ! هل أنا مجنون لفعل ذلك ؟!
لكنه حنون !
حضنه يشبه والدي !
نظراته هادئة !
فيماذا أفكر ؟! .. هل أصبت بالجنون ! أريد العودة لمنزلي ، لا يمكنني البقاء معه ، أظنه يحاول إستعطافي و استدراجي كالغبي لأقع بفخه ، لكني لن أفعل ! أقسم يا أبي لن أفعل ! اسف أخي ! سامحيني أمي !
****
أغمض عيناه متوقفاً عن التفكير المضطرب ، جلس قرب باب الغرفة يستجمع شتات روحه ، محاولته لمقاومة عاطفته ، كان وجود مايكل يستنزف كل روحه منه دون كلل أو ملل !
YOU ARE READING
سَنَد 2 "مكتملة" بقلم أسماء الصافي
Action. ✨في يوماً ما قد غاب السند ، فبقيت أنا السد. ✨ . بدأت 27 ديسمبر 2020 . انتهت 27 مارس 2021 بدأت نشر 26 اغسطس 2021 انتهي النشر 21 ديسمبر 2021