Chapter ::11::

1.7K 140 105
                                    


الصمت حولنا كان يزرع داخلي ضجيج من الفوضي ، انا تائه تماماً ، أشعر بالألم ، أخي أصيب و تعذب كثيراً خلال تلك السنوات و كان يحميني رغم ذلك ، و أنا من ظننت أنه ذهب و تجاهلني ؟! ، ظننته يكذب و يخدعني لكني أنا من خدعت نفسي و خدعته !

نهضت عن الاريكة بهدوء أبعد نظري عنه و شعرت به يحدق بي ينتظر ردة فعلي بعد الحقيقة .. كنت قد إشتقت له لكني بعد ذلك لم أتحرك الا نحو الخارج تاركاً همساتي النادمة :

" سأعود .. أعدك ."

وعدته لسببٍ ما و خرجت دون أن أعرف وجهتي ، لم أستطع النظر لوجهة بعد معرفتي للحقيقة و أشعر بالندم يقتلني لأني ظننت به السوء .. حسناً سأخذ راحتي بعيداً عنه أفكر بالامر قبل أن أعود ، فأنا أحتاج للراحة بمكان منعزل للتفكير بالامر .. احتاج لإخراج تشتتي و ضياعي بمفردي .

دون أن أشعر أخرجت هاتفي لأتصل علي ليام فهو مختفي منذ فترة و لم أره الا أنني تفاجئت به قد اتصل بي كثيراً و هاتفي علي الوضع الصامت ، لم أره حقاً !!

اتصلت عليه و ثواني حتي سمعته ينطق بجفاء :

" أين أنت يا وغد ؟ أتعرف كم اتصلت عليك ؟ "

ابتسمت بتوتر فنبرته تلك ستهلكني أنا متأكد ، فأجبته محاولاً تهدئته :

" ليام ، أنا أعتذر كان هاتفي علي الوضع الصامت و أنا لم أره لأني كنت أتشاجر مع أخي ."

تنهيدة عميقة أطلقها صاحبي معبراً عن إبعاد غضبه لبعد الوقت لينطق دون مقدمات أخري :

" أريد رؤيتك ، حالاً ."

أغلق الخط تحت عبوسي من نبرة الصقيع تلك ، حقاً ! الله بعون أطفاله بالمستقبل ذلك البارد المتجمد !

.....

" إذاً؟! "

نبهه صاحبه علي الحديث ، كان الاثنان يجلسان معاً علي مقعد خشبي ملتصق بأرضية الحديقة العامة ، و كان الصمت حليفهما حتي بادر ليام بالسؤال حين شعر بضياع رفيقه .

نظر آلين لليام و لم يستطع الابتسام بل نطق ما يجول بخاطره مخرجاً إياه لصاحب طفولته العزيز :

" أنه اخي ديفيد .. لقد أخبرني بالحقيقة و كيف اختفى و لماذا .. لذلك أنا أشعر بالضياع فأنا أشعر أني قسوت عليه بظني السوء به ، و هو الذي كان يحميني .. غير ذلك هو تعذب كثيراً بغيابي و كاد يموت حقاً لولا ذلك الرجل الذي يسمي زين فهو صديق طفولته لكنهما إفترقا لسببٍ ما .. الان أنا أريد حل تلك المشكلة لكي أنهي الامر ."

حدق به ليام بصمت حتي انتهي فتقدم قربه و أمسك يديه يبتسم بهدوء قائلاً :

" الذي يساعد الاخرين بكل رحابة صدر و يأثرهم علي نفسه كيف لا تأتيه المساعدة حتي و إن تأخرت ؟ و كيف لا تأتيه الراحة بعد صبر سنوات عجاف ؟ "

سَنَد 2 "مكتملة" بقلم أسماء الصافيWhere stories live. Discover now