الحب الضائع بين البحار ... الكاتبة نوران محمد

الفصل الثاني

يا الله أنت تعلم إنني اتصنع القوة و الجمود معهم و لكن قلبي يتألم لتلك الذكرى السيئة،أكره الذاكرة التي امتلكها لأنها في كل لحظه تذكرني بيوم انفصالهم و ذهاب امي خارج البلاد لتحقيق عملها و زواج ابي من أخرى

يا الله أنت تعلم ان الحمل اصبح ثقيلاً على كاهلي،أرجوك يا الله اجعل هذا الحزن و الذكرى السيئة تذهب بعيداً حتى امضي نحو الامام

بعدما أنهيت الصلاة جلست في مكاني أتدرع و أبكي ألى الله حتى هدأت و بعد ذلك وقفت متوجهه للوقوف خلف شرفة غرفتي أتأمل الطريق الملئ بالناس المضطربة حتى أتاني صوت جدتي تدعوني للعشاء فذهبت لها لنجلس سوياً على منضدة الطعام لنتناول الطعام في حديث هادئ"

=ها بقى أحكيلي عملتي ايه النهارده

"تحدثت و انا اضع الطعام في فمي"

_كان عندي مرور النهارده و تعبني جداً لحد ما خلصته وبعدين ريحت شويه عشان اكمل،بس حصل حاجه غريبة اوي

=بأستغراب:حاجه إيه

_و انا قاعدة في المكتب حصل بلبلة في المستشفى لما سألت في ايه عرفت ان فيه حالة مجهولة الهوية جت امبارح و بتصرخ كتير جداً و كل لما حد يدخلها بتتهجم عليه و تصيبه

=يا ساتر يارب

_بضحك: اهو دة كان نفس ردي والله

=وبعدين ايه اللي حصل

_ولا اي حاجه الدكتور الكبير كان هيتعامل معاها بجهاز الصدمات الكهربيّة بس انا قولتله سيبني ليها و انا هعرف اتصرف

=و سابك!

_بإيماء:اه

=إزاي يسيبك هو اتجنن ولا ايه كان ممكن يحصلك حاجه

_بإبتسامة:اولا هو مكانش موافق بس انا اصريت ثانياً انا كويسة اهو والله مافييش حاجه،استني بس اكملك اللي حصل

=طيب،كملي

_دخلتلها بقى و اول لما شافتني صراخها هدا بس كانت بصالي بخوف و كنت كل لما اقرب منها بتتنفض كدا و جسمها كله بيحمر زي كتلة النار غير بقى اني اول ما دخلت الاوضه حسيت بسخونية رهيبة ولا اكننا في النار نفسها مع ان التكيف كان شغال

=بأندماج:وبعدين

_فضلت احاول اتكلم معاها بس مكانتش بترد لحد ما زهقت روحت قايمة و روحت عند الباب و كنت خلاص طالعة بس وقفني صوتها كان هادي اوي بس قالتلي حاجه غريبة جداً جداً

=قالتلك ايه

_قالتلي أرجوكي اطفي ناري ببرودة بحرك،أستغربت جداً جملتها دي و بعدين اغمى عليها و لما جيت امسكها من ايدها عشان متقعش مكان ما حطيت ايدي احمر اوي اكني حرقتها،تيتا انتي معايا؟

"عندما قولت جملة تلك المرأة لجدتي نظرت لي جدتي بصدمة مصاحبة لخوف حاولت ان تداريه و تركت من يدها ملعقة الطعام"