قصر الذاكره

77 26 11
                                    

فتح السارقون الباب وخرجوا يركضون ممسكون حقائب من المال و المجوهرات و كانوا قد ساروا على الألوان التى وضعها تشارلي
فإرتعب الطفلان من مجرد رؤيتهم ولكن السارقون لم يعطهما أي إهتمام و سارعوا فى الركض بعيدا.
فوقف الطفلان يرتعشان من الخوف لا ينطقان بكلمة ولا يتحركا وأمامهم السيدة ملقية علي الأرض.
فرفع تشارلي صوته و هو قائلا بشجاعة للغاية متخلى عن كل الخوف قائلا: لن نخاف من لص يا مارجريتا علينا إنقاذ تلك السيدة وزوجها الذى فى المنزل لابد انهم اصابوه علينا التصرف سريعاً.
فقالت: و ماذا سنفعل نحن لازلنا أطفال
فقال بثقة: نفذي ما أقوله لك
سوف تصعدين إلى المنزل أعتقد أن كل السارقون قد هربوا من المنزل سوف تأخذين هذا الورق معكِ وحينما تصعدين إذا وجدت اى جرحي سوف تنظرين الى تنفسهم من يتنفس ستضعين عليه جزء من تلك الورقة لكي نسهل العمل على رجال الإسعاف من لا يتنفس سوف تبدأين بتنفيذ الضغط على الصدر ثم شبكت يديها و أراها كيف تفعل ذلك ثم اكمل قائلا عليكي بالتركيز فهذا يمكن أن ينقذ حياة الكثير. فقالت حسنا و ركضت إلى الداخل.و بعد أن دخلت وجد تشارلى الرجل الذى كان فى المحل يأتي و يقول له هل اتصلتم بالشرطة؟
فقال تشارلى: لا تتحدث أيها الجبان أين كنت وقت الصراخ... اعطنى ساعتك هيا أحتاجها لإنقاذ تلك المرأة فقال له تفضل و ألقاها عليه ثم أكمل وكيف لطفل مثلك أن ينقذها فلم يعره تشارلى انتباه ولكن الرجل بدأ بالتصوير بهاتفه
امسك تشارلي ساعته فى يده و وضع يديه على معصم السيدة وأخذ يسمع ضربات القلب فى خلال ١٦ ثانية ليتأكد من انتظامها ثم اخذ الورقة و القلم و كتب فيها معدل ضربات القلب ٦٠
بعد ذلك أخذ يراقب تنفسها فوجد عدم إنتظام فكتب فى الورقه إحتمال توقف التنفس بعد مرور ٥ دقائق أخذ ينظر الى الجروح التى عندها وجد نزيف فى القدم أخرج الكحول و المشرط من الكيس ثم استخدم المشرط لقطع البنطال و بعد ذلك نظر الى النزيف كان غير واضح لون الدم لكي يستطيع تحديد مصدر النزيف فأغلق عيناه وأخذ يفكر بداخل قصر الذاكرة الخاص به أخذ يتنقل بين الغرف و هو يركض فى داخل عقله حتى فتح غرفه الطب و أخرج كتاب الأوعية الدموية وبعد ذلك ابتسم و قال كيف نسيت ذلك الأمر ثم قام بفتح القلم الخاص به وسكب عليه الكحول و وضعه عند النزيف وجد أن الدم لم يرتفع ارتفاع كبير داخل الأنبوبة فأمسك الحبر و كتب نزيف وريدي ليس شرياني
وبعد ذاك أخذ الكحول و وضعه على القطن ثم ضغط على الجرح و بكلتا يديه ونلفه بالشاش و أخذ ينظر إلى التنفس لاحظ أنه شبه منقطع
فركض ناحية صدرها وبدأ بتنفيذ الضغط على الصدر لم يتوقف لثانية واحدة و بدأ يسمع صافرة الشرطة و الاسعاف قادمون فقال لصاحب المحل الذى كان يصور هل يمكن أن يكون لك دور فى الحياة و تتوقف عن التصوير و تأخذ مكاني. فألقى الهاتف و أخذ مكان تشارلى فى الضغط على الصدر فأخذ تشارلى الورقه وكتب يوجد كسر في القدم اليمنى... المريضة ليست فى الوعى ... يوجد احتمال وجود نزيف داخلى لتعرضها للكدمات و كان الإسعاف قد وصل فركض تشارلى ناحيتهم و أعطى الورق للمسعف وقال له بصوت متوتر للغاية: خذوا هذه لقد فقدت التنفس و أعتقد أن النبض قد قل عن ٦٠ عليكم اعطائها ادرينالين بسرعة و لا تهتم بشأن النزيف الذى فى القدم و قوموا بعمل اشاعة علي الدماغ بسرعة ثم ركض دون ان ينتظر رد المسعف و ذهب إلي رجال الشرطة وقال لهم هناك طفلة فى المنزل منذ ٥ دقائق علي أحدكم الذهاب إليها بسرعة و أنت أيها الشرطي تعال معى أعرف مكان السارقون فذهب معه الشرطي دون تردد أو أن يسأله لأنه رأى الجدية و الشجاعة في عيني ذلك الطفل الصغير ركض تشارلى حتى وصل للتقاطع فقال له الشرطى من أي جهة قد ذهب فنظر تشارلى إلي الطريقين ثم قال ناحية اليمين أنظر هذه هي آثار الأقدام و ركضا كلاهما خلف آثار الأقدام بسرعة للغاية و أخذوا يقطعوا المسافات حتى وصلوا إلى تقاطع طريق آخر فقال تشارلى انتظر و اخرج من جيبه زجاجة المياه الصغيرة و أخذ يلقى قطرات الماء على أحد الطريقين فظهر بضع قطرات اللون الأحمر الذي كان نثره تشارلى عند التقاطع دون أن يضيف له ماء فابتسم تشارلى و قال فى نهايه تلك الطريق سنجد المستودع الخاص بهم. كان الشرطي في حالة ذهول أعجز لسانه عن النطق كان يتبع تشارلى حينما يجرى و حينما يقف فقد وضع كل ثقته فى ذلك الصبى و بعد ذلك ركض تشارلى سريعا ناحية المستودع و حينما اقترب منه تفاجأ بخروج اللصان منه
فصرخ رجل الشرطة ووجه سلاحه ناحيتهم و قال قفوا مكانكم لا تتحركوا وكان تشارلي يقف بجانب الشاطئ ولكن يسبقه ببضع خطوات.
وقف أحد اللصين مكانه و هو الذى كان يمسك الحقيبتين و لكن اللص الآخر هجم على تشارلي بسرعه كبيرة فأمسك به
فصرخ رجل الشرطة اترك الصبى
فابتسم اللص ابتسامه وضيعة وقال بخيث أترى هذا السكين الفضى الذى فى يدى ما رأيك أن اجعل لونه احمر.
فقال رجل الشرطة بصوت عالى: اترك الصبى الآن
فقال اللص انا من أتحكم الان أيها الشرطى الأحمق يساعدك صبي في عمر العاشرة.. ثم رفع صوته قائلا اترك هذا المسدس الآن ارمه على الارض
فتردد الشرطى و لم يشأ أن يرمي السلاح
فقام اللص بتقريب السكين من رقبه تشارلى وقال بصوت مخيف: هل اعطيك درس في التشريح ايها الشرطى. ثم رفع صوته قائلا إرم هذا السلاح الآن.
كان تشارلى يرتجف من الخوف و مغلق عيناه ترتعش يداه و يعجز عن الكلام و ظل مستمر فى غلق عينيه لكى لا يرى ما سيحدث حتى وجد نفسه فى قصر الذاكرة مرة اخرى لم يكن تشارلى يبحث عن شيئا معينا قد نساه ولكن بدأت تعرض الذكريات أمامه واحدة تلو الأخرى كل تلك الذكريات كانت عبارة عن كلمات لوالده تشارلي عندما كانا في حديقه المنزل و تعلمه الدفاع عن النفس اخذ يتذكر تلك الكلمات " إذا أصبحت رهينة في يوم من الايام لا تسمح لأحد باستغلال غيرك فقط لاجل سلامتك لا تدع المجرم يفز و تكون انت السبب" أخذت تردد تلك الكلمات في رأسه لا تدع المجرم يفز لا تكن أنت السبب حتى فتح عينيه ووجد الشرطى ينحنى يضع سلاحه على الأرض ففكر بشكل سريع ماذا يوجد معه وفجأة وضع يديه فى جيبه ثم قال بصوت عالي يوجد قناص أعلى المبنى فارتفع الشرطة دون أن يرمي سلاحه و نظر الجميع إلى أعلى وفى تلك اللحظه أخرج المشرط من جيبه و جرح اللص فى يده فسقطت السكينة و ابعد يده عنه فسقط تشارلى على الارض و اخذ يركض نحو الشرطى بينما وجه الشرطي المسدس وقال بصوت عالى : قفوا مكانكم لن اتردد في اطلاق النار لقد كنتم على وشك قتل طفل. فوقف اللصان رافعين يدهم لأعلى . ثم وجه كلامه لتشارلي وقال احسنت أيها الصبي لقد كنت شجاعا للغاية فتركه تشارلى دون أن يجيب و أخذ يركض ليرى ماذا حدث مع مارجريتا مر بضع ثوانى حتى استطاع عبور كل تلك التقاطعات و حينما وصل الى الشارع و جد شخص يصرخ و يقول: ابتعدوا من هنا ابتعدوا وإلا سأقتلها الآن
فاخذ ينظر ليجد من يصرخ فوجد ما يقارب ١٠ رجال شرطة متجمعون حول المبنى المسروق فركض نحوها ليجد مارجريتا بين أيدى مجرم ثالث كان لا يزال فى البناء فأخذها رهينة ليستطيع الهرب أخذ تشارلي يتألم كثيرا حيث انه هو من ارسلها الى ذلك الخطر أخذت يداه ترتجفان مرة أخرى و هو يصرخ بصوت عالي للغاية ولكنه لم يفتح فمه ذلك الصراخ كان داخله فجأه رأى والده أمامه و هو يقول له: لا يهم ماذا فعلت بل يهم ماذا ستفعل انصدم تشارلى حينما رأى والده ففتح عيناه لينظر فى كل مكان لم يجده فاكتشف أنه مجرد صوره له في عقله أخذ تشارلى ينظر للموقف بزوايا عديدة وجد رجال الشرطة يقفون حول المجرم علي هيئة دائرة أى أنه لن يستطيع الركض و الهرب بتلك السهولة فإطمئن على مارجريتا لأن اللص يبقيها على قيد الحياة لأنه يحتاجها فالهروب ليس بتلك السهولة ففكر بزاوية أضيق و هى كيف ينقذها كان تشارلى يقف بجانب صاحب المحل الذى ظل ممسكا للهاتف يصور فخأذ ينظر على الأشياء التي على الأرض ليرى ماذا يمكن أن يستخدم وحينما نظر إلى المكان الذي كانت فيه السيدة التي وقعت من الشرفة فاتجه نحوه و اخذ علبة الكحول من الأرض ثم قام بفتحها وتغطية فتحتها بيده و تقدم حتى وصل الى خلف أحد رجال الشرطة ثم نظر إلى أحد الرجال الذين كانوا يراقبون الحادث وقال له بصوت طفولي ودود: هل يمكنك ان ترفعني لأعلى اريد ان ارى ماذا يحدث
فقال له حسنا ولكن لابد ان تظل بعيدا عن ذاك المجرم كان ذلك الرجل يقف خلف احد رجال الشرطة و بمجرد أن رفع تشارلى لأعلى قام تشارلى بالقفز من يده ليمر من فوق رجل الشرطة و هو ينزل على الأرض كان بالقرب من المجرم فشل أصبعه الذى كان يغطى فوهة الكحول و سقط فى عينى المجرم فترك مارجريتا من يديه و أخذ يصرخ من الالم و يتوعد الفتى بالقتل. وفى تلك اللحظة سقط تشارلى على الأرض بجانب مارجريتا ينظر كل منهما للآخر فمدت مارجريتا يدها لتمسك بيد تشارلي وهى نائمة على الأرض خلفها المياه الحمراء التى سكبها تشارلى أمام المنزل وأشعة الشمس أضاءت الارض فمد تشارلى يده ليمسك بيدها و هو يتألم من السقوط و يقول اعتقد أن تلك أصعب بكثير من السقوط من على السرير الخاص بك.
فضحكت مارجريتا بتألم و قالت: اعتقد أن أسماك القرش ظهرت على الشاطئ لم تنتظر وصولنا للأعماق. التقط صاحب المحل الذى لا وظيفة له سوى التصوير صور ذلك الصبي الأشقر الوسيم ذو الشعر الناعم و تلك الفتاة ذات الشعر الطويل و الوجه الجميل و هما ملقيان على الأرض يبتسمان بتألم و ينظران للسماء فرحة بالانتصار.

تشارلى سميث Charley Smith حيث تعيش القصص. اكتشف الآن