شجاعة.68.

18.6K 1.5K 162
                                    




.



شعرت بموجة من الشجاعة و كأنني لا أخشاها بعد اﻵن ، ما قاله هاري كان صوابا ، لم أرتكب فعلتي عن قصد و أنا شخصيا تخطيت اﻷمر و أشعر أن أبي سامحني فلما أتعب نفسي و أحطم معنوياتي من أجلها



جينا " لا ، أتيت كي نتحدث بنضوج لذا أبقي كلامك الوقح لنفسك "



نظرا لي كلامهما بدهشة ، لم أجرؤ يوما على إجابتها


جينا " غدا صباحا سنعود ﻹنجلترا و لن أعود إلى هنا ، فبقدر ما تكرهون رؤيتي لا أرغب برؤيتكم أيضا ، لقد أتعبت نفسي طوال حياتي كي أنال موافقتك على كل شيء ، كنت أعيش كي أنال إنتباهك لكنك لم تنتبهي لي يوما لشخصيتي ، أحببتني لما كنت أدعي و أمثل دورا أجبرتني على لعبه .. لا ، أنت لم تحبيني يوما ، لطالما عاملتني كأنني غير قابلة للخطأ لكنني لم أكن عند حسن ظنك ، ﻷنني مجرد كائن حي و كلنا نخطئ في حياتنا ، و أنا سعيدة أنني تمكنت من معالجة أخطائي و المضي قدما .. أنا أشفق عليك ، لم تتغيري أبدا ، كنت و لازلت تعيشين في نفس الروتين و كلنا نعلم أنك لم تكوني يوما سعيدة مع نفسك ، حاولت إصلاحك أمي ، حقا حاولت ، لكن مقاومتك أعمتك "



شعرت بالحرارة في عيناي تعبر عن تجمع الدموع هناك ، إحترت لصمتها لكنني إستغليت الفرصة كي أكمل حديثي و أعبر عما أخفيته داخلي طوال حياتي ، بما أنها لم تسامحني و ستبقى غاضبة عني و لن تحدثني فمن اﻷفضل أن أجعل الشجار يستحق



جينا " أعلم أن ما قمت به قلب حياتك رأسا على عقب ، لكنها ليست نهاية العالم ، مرت سنوات على اﻷمر و أنت مازلت حاقدة علي لم تتغيري يوما ، إعتذرت مرارا و تكرارا ، و ها أنا أعيد إعتذاري لكنني لا أرجو و لا أطلب عفوك ﻷنني لم أعد أهتم ، إن أردت أن تعيشي بقية حياتك متعلقة بالماضي فافعلي لا أهتم ، ﻷنه .. "



سقطت هنا دمعتي على خدي و أخذت وقتا ﻷفكر في كلامي .. لم يعد اﻷمر حول أبي اﻵن ، بل عن كم جعلتني أعاني



جينا " اليوم ، أنا من سأتخلي عنك أمي .. "



تغيرت ملامحهم ، هاري للدهشة و أمي للحزن


جينا " لن أبحث عنك ، لن أتصل بك ، لن أزعجك بعد اﻵن ، إبقي تعيسة هنا بفراغ داخلك بينما أذهب أنا ﻷستمتع بحياتي .. أشفق على نفسي ، أمضيت حياتي أحاول إرضاءك معتقدة أن الخطأ في أنا ، و لم أدرك حتى اﻵن أنك أنت الغير قابلة لﻹرضاء ، لم تقتنعي يوما بما إمتلكته ، منذ أعوام فقدت أبي و اليوم ستفقدينني أنا أيضا "


إقترب مني هاري و همس


هاري " أنت متأكدة ؟ "

حركت رأسي ب ' نعم ' بينما بقيت أمي صامتة


AddictedWhere stories live. Discover now