#صور_قديمة.
لطالما كنت ذو نوم قصير...
لم أكن محتاجا لأكثر من خمس ساعات لأستعيد نشاطي وأريح جسدي كليا، لكنها اليوم لم تعد بالشافية والسبب في ذلك؟ نومي المتقطع والمضطرب. منذ عودتي إلى هنا ودماغي يتبنى وضع "الحراسة الليلية". يبدو أنه قد نسي بأن هذا كان منزلي سابقا وبأنني قد عشت هنا لسنوات طويلة.
تنهدت وأنا أمرر يدي على شعري المبلل قبل أن أخرج من بين ثنايا بخار الحمام متجها نحو درج منضدة السرير لآخذ الدواء المرمي بداخله.
بلائي ورفيقي الدائم.
لعنتي.
لم يكن هناك داع لأتفقد ساعتي لأدرك بأن الأوان قد حان لإبتلاعه، كنت أمتلك ساعة بيولوجية دقيقة لا تخطئ أبدا حين يتعلق الأمر به، أستطيع أن أكون بمنتصف اجتماع شائك أو حتى وسط عملية قلب مفتوح...
أعرف بالضبط متى يكون ميعادي معه.
أفرغت ما أنا بحاجته منه في باحة يدي قبل أن ارميه بجحره وأتجه نحو الخزانة لأخرج منها أول طقم أصادفه.
لم يتغير أي شيئ هنا بكل هاته السنوات. لا تزال الغرفة غرفة شاب بعقده الثاني من العمر، نفس المكتب، نفس الخزانة بل وحتى نفس العطر الذي يغطي الافرشة...
لم يتغير مكان أي شيء هنا.
لا شيء...؟
قلصت عيناي لهاته الفكرة قبل أن أفتح الخزانة الثانية ثم دولابها، لأجد كتابا يتحدث عن منظمة تعمل على تقديم المساعدة الطبية للأشخاص الذين يعيشون بالمناطق النائية والمحرومين من الرعاية الصحية، موضوعا بعناية فوق ملابسي القديمة التي كنت قد تركتها هنا.
فعلا... لم يتغير مكان أي شيئ.
أخذته بيدي متصفحا إياه فإذا بصورة قديمة تتسرب منه لتسقط على الأرض، استعدتها في شرود وأنا أدقق بالملامح المتجمدة عليها، بتلك الإبتسامة، بتلك النظرة، بتلك الملامح الشابة الجميلة قبل أن أديرها لأقرأ ماكان مكتوبا على ظهرها بخط نسائي سلس.
YOU ARE READING
و من القلوب ما انكسر...
Romance🛑 تحذير ! هاته الرواية قد لا تلائم الجمهور الناشيئ. #1 تصنيف رومانسية أنير أزارو. غني، عنيد ومعروف بوسامته ونجاحه بقدر ما هو معروف بقسوته، حبه للوحدة وطبعه الديكارتي. . المشاعر؟ لم تعد يوما على صاحبها بالنفع. الحب؟ لم يجده بأي قلب فتحه على طاول...