مملكة سورا
تكاثفت الغيوم في السماء وإختفت أشعة الشمس وفي ذلك المكان الهادئ حيث تراصفت القبور ذات الشواهد البيضاء
وقف رين أمام قبر والده بملامح حزينة وغاضبة وقال بنبرة ساخطة ومستهزئة في الآن ذاته :
" أبي ، لقد بدأ إنتقامي ، ذلك الأمير الأحمق يعتقد أنني وضعت تلك الخطة لمصلحته ضد أخيه ولكن الحقيقة أنني أهدف للتخلص منهما بنفس الوقت ، ثم سأعتلي العرش وأكون الملك الجديد ولن يتمكن أي شخص من إيقافي "
جثى أمام القبر وإلتمس التراب الذي يغطيه ثم قال :
" القليل من الوقت فقط و سيكون أحدهما في القبر إن لم يكونا كلاهما "
نهض و مشى بخطى بطيئة مغادراً المقبرة إلى القلعة ليبدأ بتفيذ خطته المدروسة
.................
كان كازوهيكو جالساً في قاعة الطعام مع يوري والهدوء يخيم على المكان بينما هما يتناولان طعامهما بصمت
بعد دقائق قطع كازوهيكو الصمت قائلاً :
" سنبدأ بتنفيذ خطتنا لذلك أريد سؤالكِ للمرة الأخيرة...... هل لازلتِ مصرة على قتله ؟ ألن تغيري رأيكِ حين ترينه أمامكِ ؟ "
نظرت له يوري وقالت بحزم :
" لو أني سأغير رأيي ما كنت لآتي إليك منذ البداية وما كنت بقيت حتى الأن هنا "
صمتت للحظات ثم هتفت بنبرتها الواثقة :
" لن يلين قلبي ولن أضعف ابداً أمامه لذا كن مطمئناً "
إبتسم كازوهيكو وأكتفى بالإيماء كرد على كلامها ، وبعد دقائق أخرى أنتهيا من تناول الطعام وحينها دخل أحد الخدم ليخبر كازوهيكو أن كل شيء جاهز فأبتسم بشر ونطق :
" هذا جيد ، غداً سيكون أخر يوم في حياتك يا أخي "
زامن قوله دخول رين الذي قال في نفسه :
" وهو يومك الأخير كذلك "
بعد ذلك خرجوا ليتوجهوا إلى المكان الذي سينفذون فيه خطتهم
...............
وفي الميناء
وقف كازوهيكو ويوري و رين مع الجنود الذين سيرافقونهم لتنفيذ المهمة
وبعد لحظات صعد الجميع للسفن التي تم تهيئتها مسبقاً لتنقلهم للمكان المنشود
وعندما أبحرت السفن نظرت يوري لكازوهيكو وقالت :
" هكذا إذاً "
رفع حاجبه بإستنكار وقال :
" ماذا تقصدين ؟ "
أجابته بينما تجلس بجانبه :
" لم يخطر ببالي النقل البحري لذا تفاجأت عندما قلت في الصباح أن غداً سيكون يوم أخيك الأخير ، فلو أننا ذهبنا براً كنا سنستغرق ثلاثة أيام للوصول "
قهقه كازوهيكو ونطق بنرجسية :
" أنا ذكي جداً ، صحيح ؟ "
ضحكت هي عليه وقالت من بين ضحكاتها :
" أجل ، أجل ، أنت كذلك "
ومن القارب القريب منهما كان رين يراقبهما بينما يبتسم بشكل غريب
...............
مملكة أكينيا
كانوا مجتمعين في قاعة العرش كالعادة يتحدثون في عدة أمور ليقاطعهم دخول أحد الحراس بملامح لا تبشر بالخير
إنحنى ثم أظهر لفيفة تحمل ختم مملكة سورا ونطق بسرعة :
" وصلت رسالة من الأمير كازوهيكو يهددنا بها بقتل سمو الأميرة يوري إن لم يذهب سمو الأمير كازوهيرو إلى المكان المذكور في الرسالة "
إستنكار ، صدمة ، غضب ، قلق
هذا ما أظهرته ملامحهم بعد أن ألقى الحارس كلماته تلك
تقدم كادو من الحارس وأخذ اللفيفة وقرأ ما فيها بصوت عالي :
" حياة أميرتكم في خطر ، سأقوم بقتلها إن لم يأتي كازوهيرو بمفرده لغابة غليني ، لديه مهلة حتى مساء الغد ، وإلا ستموت الأميرة
كازوهيكو "
أنهى قراءة الرسالة ثم بدأ بالضحك وبعد لحظات قال :
" واضح أنها خدعة ، من الأحمق الذي سيصدقها ؟ "
وضعت الملكة يدها على فمها وترقرقت عيناها بالدموع وقالت :
" إبنتي ، إبنتي في خطر "
تسمر كادو بمكانه للحظات ثم قال حين لاحظ نظرات آسا له :
" أسحب ما قلته "
ضرب ريدن الأرض بقدمه بغضب وقال بسخط :
" ياله من حقير "
نظرت آسا لكازوهيرو الصامت وأرادت أن تقول شيئاً لكن كازوهيرو فهم ما تريد قوله و سبقها بالكلام قائلاً ببرود :
" سأذهب "
توجهت الأنظار نحوه وبما أن ريدن هو من رباه فهو يدرك جيداً أن الإعتراض والإقناع لن يجديا نفعاً مع كازوهيرو لذا هو وفر الوقت وقال بحزم :
" حسناً ، ولكن لن تذهب وحدك "
صمت لبرهة ثم نطق قائلاً :
" ستأخذ معك حراس لحمايتك وحينما تصلون للغابة سيتخفون كي لا يكشف أمرهم ثم سيساعدونك على إنقاذ يوري وسيحرصون على عودتكما سالمين "
تنهد كازوهيرو وأومأ بالموافقة وأصر كلاً من كادو وآسا على الذهاب أيضاً وبعد دقائق من إلحاحهما تمت الموافقة على ذهابهما
فجهز ريدن بعض الجنود الأكفاء وأرسلهم مع كازوهيرو متمنياً عودته سالماً بأسرع وقت
...................
في إمبراطورية جو
جلس تارومارو مع والده في حديقة القلعة التي إمتلأت بالتماثيل الحجرية ويتحدثان بشؤون البلاد و عن خططهم لجعلها الأقوى
إبتسم تارومارو وقال بشيء من السخرية :
" لقد رفضت مملكة أكينيا التحالف معنا يا أبي ، وأظن أن هذا يرجع لكوني قاتل الملك أوسامو ، إنهم أصدقاء مخلصون حقاً "
تنهد والده وقال :
" إن نجحنا في التحالف مع مملكة سورا سنعمل حينها على جعل أكينيا تخضع لنا "
أومأ تارومارو وسأل بإهتمام :
" ألديك خطة ما ؟ "
أومأ له والده وأخبره بما يجول في ذهنه ومع كل كلمة يقولها كانت إبتسامة تارومارو تزداد إتساعاً وبعد أن إنتهى من كلامه قال تارومارو بإعجاب :
" أنت حقاً رائع وخبيث أبي "
قهقه الملك على كلام إبنه وقال :
" عليك أن تصبح مثلي إذاً "
وأكملا كلامهما غير منتبهين لمن يقف خلف شجرة قريبة وقد سمع كل ما دار بينهما
..................
- مملكة أكينيا -
حل الليل وغابت الشمس ليحل مكانها القمر الذي بدأ بخوض معركته مع الغيوم التي تكاثفت تارةً تحجب نوره عن الأرض وتارةً يظهر هو نوره رغماً عنها
وداخل إحدى تلك الخيمات جلس كادو مع كازوهيرو يتحدثان بأمر ما وفي الخارج جلس الجنود بعضهم يطهوا الطعام ومن بينهم كانت آسا التي تؤنب هذا وتنبه ذاك كونها تملك خبرة في الطبخ والبعض الأخر متحلقين حول النار يتبادلون الأحاديث
وبعد ساعة كان الجميع جالسون حول النار ويتناولون طعامهم وبعد إنتهائهم خلدوا إلى النوم إلا بعض الأشخاص بقوا مستيقظين للحراسة ولكنهم سيتركون الحراسة لأخرين بعد ساعات كي ينالوا هم قسطاً من الراحة
..................
وفي غابة غليني كان كازوهيكو ومن معه قد وصلوا بالفعل ونصبوا خيماتهم لقضاء الليلة فيها
وفي الصباح و مع شروق الشمس نهضوا ليجهزوا الفخ الذي سيوقعون كازوهيرو به
وقفت يوري على بعد مسافة منهم تراقبهم وعقلها شارد
- لا تتعجلوا هي لا تشعر بالندم ولا بالتردد -
تقدم منها كازوهيكو وسألها مستفسراً :
" ما الأمر ؟ هل أنتِ مترددة ؟ "
هزت رأسها نافيةً كلامه ونطقت بهدوء :
" أخبرتك مسبقاً أنني لن أتردد ولن أضعف "
: " ما الذي يشغل بالكِ إذاً ؟ "
سألها بهدوء فتنهدت وقالت بينما تحول نظرها له :
" أتساءل....هل أمي غاضبة مني ؟ أو هل بكت بسببي ؟ في الحقيقة رغم أنني غاضبةً منها إلا أنني أشتاق إليها كثيراً ، وأيضاً أتساءل إن كانت ستسامحني بعد أن تعرف بما سيحدث اليوم ، وأمك والملكة تشيكا أيضاً ، هل سيسامحوننا ؟ "
تنهد كازوهيكو وهز كتفيه وقال :
" لا أعلم ، لكن على الأغلب لا ، ومع ذلك لا يهمني ، سأفعل ذلك وإن كان الثمن ألا تنظر كلتا أمهاتي لي أو تبتسمان لي بعد الأن "
" حسناً ، سأفكر مثلك إذاً "
قالتها بينما تبتسم بهدوء ليبادلها هو ذات الإبتسامة
أنهوا إستعدادهم و أخذوا مواقعهم بإنتظار ظهور كازوهيرو
وفي الجهة الأخرى كان كازوهيرو ومن معه قد دخلوا الغابة وبدأوا بالتوغل فيها وهم يآملون أن يمر الأمر بسلام
..........................
يتبع...
رأيكم ؟
لقاء أخر سيجمع الأخوين فكيف سيكون ؟
وهل سيمر الأمر بسلام ؟
إلى اللقاء