الإسطَـبلْ

By belloo_vk

2M 113K 220K

~اطل الي النظر وسأبقى اعشَقكَ عشقاً ابدياً لا نهاية لهُ وستبقى انت متملكاً خافقي وزمردهُ الوحيد • تايكوك �... More

Intro :
THE STABLE -1-
THE STABLE-2-
THE STABLE -3-
THE STABLE -4-
THE STABLE -5-
THE STABLE -6-
THE STABLE -7-
THE STABLE -8-
THE STABLE-9-
THE STABLE-10-
THE STABLE -11-
THE STABLE-12-
THE STABLE-13-
THE STABLE-14-
THE STABLE-15-
THE STABLE-16-
THE STABLE-17-
THE STABLE-18-
The End of Chapter 1
THE STABLE-20-
THE STABLE -21-
THE STABLE -22-
THE STABLE-24-
THE STABLE-25-
THE STABLE-26-
THE STABLE-27-
THE STABLE-28-
THE STABLE-29-
THE STABLE-30-
THE STABLE-31-
THE STABLE -END-
Romeo in the castel hall

THE STABLE-23-

38.6K 2.9K 5.7K
By belloo_vk

هاي
بارت جديد وطويل تجاهلوا الاخطاء الاملائية 🥺💜

•••







المطر كان ينادي قلوب العاشِقَين
في كُل مرة تتساقط فيها قطرات المياة على الارض وفي كُل مرة يضرب بها شباك غرفتيهما البعيدة عن بعض
كان المطر هو نفسه روحيهما المتشتتة



السماء قد امتلئت بالغيوم الرمادية الحزينة
ودخان القطار قد تصاعد من الارض وبين الاشجار الذابلة مشاركاً الغيوم في رحلتهما عبر الارض سائراً فوق اسقف البشر ويرى كُل احوالهم


صوت القطار وهو يسير على السكة، رائحة الفحم المشتعل بدأت تتلاشئ تدريجياً حينما جلس داخل احدى المقطورات
المشاعر مختلفة حينما كان في ذات المكان قبل مدة طويلة
ولكن الرهبة ذاتها، الخوف والتوتر والتفكير الشديد

جونغكوك كان متوجهاً لصغيرهِ وبيتهِ القديم مقرراً ان تكون زيارةً سريعة
سيذهب فيها للمنزل الذي عاش فيهِ طويلاً ثم سيزور تايهيونغ في منزلهِ هو

لا يدري كيف اصبح عليهِ الحال ولم يكن جونغكوك يعلم بأيِ شئٍ قد حصل ومالذي كان بأنتظارهِ

" تايهيونغ زُمُردي "

ولا يتمنى إلا ان يكون صغيرهُ بخير وبأفضل حال، لا يتمنى إلا ان يراهُ سعيداً هانئاً بحياتهِ التي تألم جونغكوك كي يهديهِ اياها
لم يعلم جونغكوك ان ما اهداهُ كان الالم والمعاناة
والوحدة لقلب صغيرهِ العزيز ...


مسافات طويلة للغاية قَد قُطعها القطار عبر تلك الارضي وهي ذاتها التي اتخذها جونغكوك كي يغادر بعيداً

لقد عانى جونغكوك في اليومين الماضيين كي يسمح لهُ والدهُ بالعودة تاركاً العمل والاشغال والسفر وكل شئٍ خلفهُ ولا يعلم لماذا شعر برغبةٍ مُلحةً بالعودة في هذا الوقت بالذات

بعد عِدة ساعات من الجلوس داخل المقصورة التي كانت مُخصصةً لجونغكوك فقط توقف اخيراً مُطلقاً ابواقهُ مُعلناً للركاب انهً قد وصل لوجهتهِ

جونغكوك قد استقام من مكانهِ ثم حمل الحقيبة الصغيرة التي احضرها معهُ ووضعها على كتفهِ ثِم دَس يدهُ في جيب معطفهِ الدافئ

حينما ترجل من القطار واضعاً قدمهُ اخيراً فوق الارض استطاع ان يتنفس بعمق
الهواء هُنا مُختلف كما لو انه قد عاد الى الديار اخيراً بعد حربٍ طويلة

فرق شفتيهِ واغمض عينيهِ يستنشق ما يدخل رئتيهِ من هواءٍ بارد وبقي لبعض الوقت على هذه الحال قبل ان يحزم امرهُ ويتجه الى الرصيف كي يأخذ العربة التي كانت بأنتظارهِ


حالما رأى العربة المطلوبة والسائق يقف بجانبها
" سيد جيون ؟ "
سأل السائق الذي كان قُرب الباب


" اجل "
اجاب جونغكوك ثم فتح الباب بنفسهِ ليصعد للعربة السوداء والسائق قد اومئ ثم اغلق الباب خلفهُ واتجه الى المقدمة كي يقود العربة


•••


كلما اقترب من المنزل اكثر
كلما كان شعور القلق يملئ جونغكوك يكاد يشعر ان قلبهُ سيخرج من جوفهِ حتى يَصل

هو حتى بالكاد استطاع القدوم
ولولا تمردهُ وعدم انصياعهِ لوالدهِ وتهديدهُ يترك العمل للابد لما استطاع العودة لبعض الوقت
فهو لا يمكنه البقاء اكثر من يومين
وهو محتارٌ كيف سيلتقي تايهيونغ بها وكيف ستكفيهِ ليطفى بها شوقهُ وقلقهُ



استمر الوقت بهدوء في العربة وجونغكوك ينظر الى الخارج من النافذة الصغيرة التي بجانبهِ
كيف سيكون عليهِ المكان يا تُرى ؟

بعد مُدة توقفت العربة اخيراً ليخرج جونغكوك من شروده وينظر عبر النافذة
قلبهُ قد اشتاق كثيراً لهذا المنظر
الى منظر المنزل الكبير وعلى مسافةٍ منهُ الاسطبل !


جونغكوك شعر بخوف كبير
حينما فتح السائق البوابة
" لقد وصلنا سيد جيون "
قال ليترجل جونغكوك من العربة وعينيهِ الداكنة قد تفحصت المكان الهادئ فلم يتغير شئ منذُ ان تركهُ وغادر المكان في ذالك اليوم ..

•••

عينين متوسعة كانت واقفة قُرب شباك المَطبخ
صُدفةً قد قادها القدر فجأةً في اللحظة التي اقترب فيها الرجل ذو المعطف الاسود والخصلات مُطابقة اللون من المكان


التفتت آن الى ماري الي تجلس على المائدة ويدُها فوق خدها بشرود واشارت لها بسرعة بيديها
رفعت ماري ابصارها لتجد ان آن التي تقف قُرب الشباك تدعوها لرؤية شئٍ ما !

" ماذا هُناك آن ؟ "
استقام هي كي تنظر الى ما تُشير اليهِ الفتاة الجميلة وحينما رأت

هي لم تستطع التصديق !


الباب فُتح على عَجَل، يديها قد رفعت ثوبها الطويل الذي قد يُعيقها من السير بحرية ودموع فرح قد امتزجت بصدمةٍ وعدم تصديق


" بُني جونغكوك ! يا اللهي "


نظرا لبعضهما حينما قالت ماري بصوت عالِ تكاد لا تُصدق ما ترى، ثم تركض بلهفة نازلة عتبات الدرج ناحية جونغكوك الذي ترك الحقيبة تسقط من يدهِ ويسير هو ناحيتها ايضاً


" عمتي ماري "


وحينها التقت الاحضان، كوالدة تنتظر عودة ابنها بعد طول فراق !
دموع فرحٍ وحُزنٍ قد امتزجت في ذات اللحظة
عِناقٌ بعد طول فراق

" لا اكاد اُصدق ما ارى ! مالذي تفعلهُ هُنا جونغكوك؟ لماذا اتيت ؟ "
ابتعدت مطوقةً كلا وجنتيهِ بيدها لابنها الذي قد تغير واصبح كرجُلٌ اقوى من ذي قبل


جونغكوك ترك بوجه ضاحك ماري قليلاً كي يعانق آن ايضاً
" يا اللهي آن، لقد كَبرتي واصبحتي اجمل كما توقعت "
يهمس بشوق كبير
جميع ايامهِ الماضية تعود للضهور امامهُ، تلك الايام التي لا تعوض



" لقد اتيت كي ازور المكان، اشتقت كثيراً - "

" جونغكوك ! "
تقول ماري ساحبة جسد جونغكوك حولها
ملامحها خائفة حينما قالت !

" جونغكوك انت لا يجب ان تكون هُنا ! "

تبدلت ملامح جونغكوك
" لماذا ؟ "
يسأل وينظر في عيني ماري المهتزة
الزمن قد توقف بالنسبة اليهِ

•••

الحيرة والذهول يتملكان ملامحهُ
الذعُر والخوف
جونغكوك دَخلَ المنزل يعيد خصلات شعرهِ للخلف بقلق كبير

" لا اصدق عمتي، كيف حَصل ذالك
كيف ذَهب ! اليس من المفترض لتاي ان يكون في منزله! مع عائلتهِ "


اجل فقد صعقتهُ ماري بذالك الخبر الذي جعل جونغكوك ينهار
تايهيونغ كان هُنا طوال الوقت ولم يذهب
والذي جعلهُ يخاف اكثر هو ان تايهيونغ قد ذَهَب بحثاً عن جونغكوك في هذا الوقت بالتحديد دون غيره !


" ليتهُ انتظر قليلاً ! "


" حاولت جعلهُ يبقى ولكن كان مُصراً، جونغكوك عليكَ ان تذهب بحثاً عنهُ ! "



" تايهيونغ ايها المتهور ! "

يمرر اصابعهُ على خصلات شعرهِ السوداء بحيرة وتشتت كبير
كانت رأس جونغكوك يدور بالقلق والافكار

•••

حينما دخل الى الغرفة، غرفتهُ القديمة
لم يتغير شئ، كُل شئٍ في مكانهِ وكُل غَرضٍ تركهُ وحتى اصغر الكُتب ما زالت موجودة على المكتب


سريرهُ مُرتبٌ وخزانتهُ ما زالت مليئة بثيابهِ سوى بعض الثياب الجديدة القليلة ولكن تايهيونغ لم يتخلص من اي شئٍ يخصهُ

وهذا كان اخر شئٍ قد يتوقعهُ جونغكوك
لم يضن ان تايهيونغ كان يعيش وسط اشيائهِ وذكرياتهِ طوال هذا الوقت وانه لم ينساهُ لحظةً واحدة

وحينما نظر الى مكتبهِ الخشبي القديم
اناملهُ تتلمس الخشب الخشن
قبل ان يرى ورقةً مطويةً بجانب الكُتب
يقوم بفتح الورقة المألوفة ويقرء ما كُتب داخلها


ولم تمضي ثوانٍ الا وقد غادر جونغكوك الغرفة مُسرعاً ! حينما وصل الى المطبخ او اخذ وشاحه ولفهُ حول رقبتهِ

" جونغكوك ؟ "
كان ذالك صوت تشارلز الذي اتى للتو متفاجئاً بوجود جونغكوك ولكنهُ كان مُستعجلاً للغاية

" اسف عمي يجب ان اذهب بسرعة ! يجب ان اعثر على تايهيونغ قبل ان يضيع في المدينة هذا المتهور ! "

فور ان قال ذالك عانق تشارلز بسرعة وماري وآن ثم غادر المنزل نحو عربتهِ التي تنتظرهُ دون ان ينتظر اكثر



" تايهيونغ، ارجوك كُن بخير حتى القاك!
انتظرني "

•••

كُل الخيارات التي نتخذها تؤولُ الى امرٍ ما
وخيار تايهيونغ لم يكن يعلم الى ماذا يؤدي
تايهيونغ كان متهوراً في تلك اللحظات كثيراً

ولكن قلبهُ يدفعهُ ويخبرهُ بأن يذهب ويستمر
باحثاً عن روحهِ التي ضاعت منهُ منذُ وقتٍ طويل
وتايهيونغ كان مكسور القلب مُهلكاً من فُراقهِ
وكذالك هو يريد ان يُخبرهُ عن ليوسيل
ثم سيعود بعد ذالك بهدوء ..
ولن يُزعج جونغكوك بحياته الجديدة


عيون زُمردية ذابلة وبشرةٌ شاحبة مِتعبة قد اهلكتها الدموع الكثيرة التي تَسير فوقها


حينما تَرَجَل من القطار شَعر بالضياع في مكان لم يألفهُ قط، ولكنه تذكر الضياع الذي شهر بهِ قبل ثلاث سنوات حينما ذهب للقرية واستقر في المنزل الكبير وانقذهُ جونغكوك من الضياع

فجأةً وجد نفسه يستطيع ان يشعر برائحة جونغكوك في داخل المدينة المُكتضة بالناس
كان يشعر بهِ موجوداً ويشعر انهُ سيُنقذهُ من الضياع مجدداً ولم يشعربشئٍ اخر
وليسَ خائفاً من ان ينساهُ جونغكوك فهو يثق بهِ وبوعدهِ لهُ قبل ان يرحل

ازعجتهُ نظاراته ولكنهُ يعلم انهُ لن يكون قادراً على تمييز وجه جونغكوك ان رآهُ دونها
كان خائفاً من هذه الحقيقة ..
خائفاً من ان يكون جونغكوك تغير لدرجة عدم تمييزهِ مع تهالك عينيهِ

بخطوات متوترة وخائفة يخطو خارج محطة القطار بعد ساعاتٍ قد قضاها داخلهُ يُفكر بكيف يُمكن ان يَجِد جونغكوك فيها
يُفكر بكيف اصبح عليهِ يا تُرى
وعقلهُ لا يهدء

معطفٌ باللون الاخضر الغامق ووشاح جونغكوك القديم وقُبعة تُغطي شعره، حقيبة صغيرة يضعها على كتفهِ قد وضع فيها بعضاً من اشيائهِ قبل ان يأتي مخططاً لعدم البقاء طويلاً

زيارة صديقٍ قديم كانت حجة لتايهيونغ
فهو بقلبهِ الرقيق كان يريد زيارة حبيب قلبهِ وعشيقهُ

حينما وقف قُرب الشارع امام محطة القطار كان يشعر حتماً بالضياع
الكثير من الناس والاجساد يسيرون فوق الارصفة ، عربات الاحصنة الغالية وتجر داخلها الكثير من الناس

سيدات حسناوات ورجال مهيبون واطفال اغنياء
تايهيونغ لم يألف أياً من هذا هو فقط كان فتاً بسيطاً للغاية لا يعرف كُل تلك الاشياء

تنهد بعُمق مُزيلاً كُل القلق ثم رفع الورقة التي كانت في جيبهِ ينظر الى المكتوب
فتايهيونغ استطاع ان يَحصل على مكان عَمَلِ جونغكوك بصعوبة بعد ان طَلب من تشارلز ان يبحث لهُ عنهُ وتوسلهُ

لم يكن هناك الكثير من الكلام فقط اسم احد الشوارع ورقمٌ بجانبها
جونغكوك كان يَعمل في شركة والدهِ وسط المدينة

لم يعرف تايهيونغ كم يبعد الطريق لذا سأل احد المارة
" عُذراً سيدتي، هل يمكنني ان اعرف كيف اصل لهذا المكان ؟ "
سأل تايهيونغ بحذر شديد بعد او اوقف احدى السيدات لتلتفت لهُ وتنظر لهُ بِتكبر شديد ثم تبتعد دون كلام

تايهيونغ لم يعرف مالذي اخطئ بهِ كيف تتصرف بهذه الطريقة ولكن عبوسهُ كان دليلاً على استيائهِ مما حصل
حينما التفت مُجدداً، بدء يشعر بالتخوف والكثير من القلق
شعر ان لا احد يهتم، جميع الناس كانوا على شكل جماعات يتحدثون مع بعضهم وهو كان في المُنتصف يتلفت دون ان يعرف اين يسأل

وقد ازداد الضياع

" يا اللهي جونغكوك اتمنى ان تَضهر الان، لا اعرف ماذا افعل "
يهمس تايهيونغ
ثم شد يدهُ على حقيبتهِ ثم سار على الرصيف

سار تايهيونغ طويلاً ان الليلَ سيَحُل وتأتي معهُ البرودة الشديدة التي بدء يشعر بها تايهيونغ
السماء مليئة بالغيوم الداكنة والاضواء بدأت تختفي من السماء شيئاً فشيئاً

لقد سارَ طويلاً للغاية حتى بدء التَعب يستولي عليهِ والخوف ملئهُ تماماً، شفتيهِ ترتجف وعينيهِ تَنظُر لكل مكان ! الريح كانت عاليهِ للغاية ايضاً


" جونغكوك دُلني على طَريقك "
يهمس من اسفل وشاحهِ الداكن ويتوقف عن السير حينما وصل لنهاية الرصيف
يُشاهد كُل تلك البنايات العالية المُذهلة
ولكن لا شئ يستطيع ان يجذب ابصاره واهتمامهُ الان اكثر من ايجاد جونغكوك

ولكن فجأةً حينما نَظرَ الى الحائط المجاور لهُ كانت هُناك لافته مكتوبٌ عليها احدُ الارقام
وسع تايهيونغ عينيهِ !

الشارع خمسة واربعون
نظر الى ورقة العنوان من جديد ليجد ان الرقم المكتوب عليها كان سبعة واربعين !
اذا يفصلهُ شارعين فقط على جونغكوك !

تايهيونغ شعر بقلبهِ يتصاعد بالنبض الشديد
الرهبة، فهو يكاد يلقى جونغكوك مُجدداً
شارعين يفصلهما لا غيرَ
احكم تايهيونغ امساك قبضتهِ على حقيبتهِ والاخرى على الورقة الصغيرة ثم قرر الركض لشارعين، فهو لا يستطيع الصبر والاحتمال اكثر من ذالك


" جونغكوك "


انفاسهُ بدأت تحرقهُ والهواء البارد بدء يؤذيهِ توقف اخيراً يلهث انفاسهُ سانداً يديهِ على رُكبتيهِ ثم رفع رأسهُ

الشارع سبعة واربعين !

الشارع كان كبيراً للغاية
الناس تَسير على جانبيه فهو كان مليئاً بالبنايات الضخمة ولم يعرف تايهيونغ اي بنايةٍ منها هي خاصة جونغكوك

يرطب شفتيهِ، ثم يقراء العنوان على الورقة ليحفظ الاسم ثُم يعيدها لجيبهِ ويسير بخطوات مرتجفة الى المكان المطلوب



قلبهُ يسير ملايين الاميال
سيجد جونغكوك هُنا !
وقف امام الباب الزُجاجي الكبير ونظر الى الاعلى لكُل هذه الطوابق الضخمة بفمٍ فاره
الشمس كانت قد غابَتْ والجو اصبح مُضلماً ولكن مُناراً بأضواء الشوارع ، والناس بدؤوا يصبحون اقل في الشارع ولم يبقى سوى البرد

لحُسن الحظ كان هُناك حارسين يحرسان بوابة البناية لذا استجمع تايهيونغ جرأتهُ وذهب سائلاً اياهما بحذر

" عفواً، لقد جئت بحثاً عن شخصٍ ما اعتقد انهُ هُنا ؟ "

نظر الحارسان الضخمان لبعض ثم قال احدهما
" أغرُب من هنا يا فتى "

تايهيونغ وسع عينيه، لماذا كُل من في المدينة يعاملونهُ بهذه الطريقة !
" لماذا ؟ "

" ابتعد مِن هُنا دون نقاش، لا يسمح بدخول العامة للمكان ! "
ارتفع صوتهُ ليجفل تايهيونغ على رده !

" لن ادخل ! فقط اخبر جونغكوك انني هُنا انتظره "

استغرب هو ثم قال
" السيد جونغكوك سافَرهذا الصباح ولن يعود إلا بعدَ يومين، هيا عُد ادراجك "

ابتلع تايهيونغ ما في حَنجرتهِ، لا يمكن لما يسمعهُ ان يكون صحيحاً !
جونغكوك سافر ؟ في اليوم الذي اتى فيهِ تايهيونغ لكي يلقاهُ


" لا يمكنني ان اعود ! اعطني عنوان المكان الذي سافر اليهِ كي اُرسلَ لهُ رسالةً ارجوك، ولكن يستحيل ان اعود الان ! "
تحدث تايهيونغ بأنفعال شديد

في اثناء ذالك خرج بعض الناس من البوابة الرئيسية للبناية وتاي نظر بُعمق حتى استطاع تحديد احدٍ منهم

كان والدَ جونغكوك ! وبرفقة بعض الناس الذي لم يعرفهم

" سيد جيون ! "
هو صاح حتى يجذب انتباهه رغم ان احد الحَرس قد حاول ايقافهُ الا ان والد جونغكوك التفت

" من هذا ؟ "

" سيد جيون، لابُد انك تَذكرني، ارجوك ارغب برؤية جونغكوك ولا يسمحون لي بذالك ! "

استغرب الرجل الاشيب ذو المعطف الطويل والقُبعة السوداء، وكأنهُ حاول تذكر تايهيونغ ولكنهُ قد فشل

" انا لا اعرفك يا فتى، ابني ليس في المدينة "
حينما كادَ يلتفت بعيداً عن تايهيونغ صاح الفتى من جديد



" سيد جيون لا يمكنك فعل ذالك، لقد قطعت المسافة كُلها من اجل جونغكوك، انا بحاجةٍ لعنوانهِ الان ! "
يكاد يشعر بالغضب الشديد بسبب الفشل والضعف الذي يَشعر بهُ ! صوتهُ منفعل ومتحشرج فهو كان مُتعباً ورغبتهُ وشوقهُ لجونغكوك قد اتعبهُ اكثر



والد جونغكوك كان يحاول الذهاب بسرعة ورغم ذالك شعر بالتوتر اسفل نظرات شركائهِ في العمل والذين ينظرون الي
لذا قال بسرعة مُشيراً للحرس راغباً بالتخلص منه

" اجعلوه ينتظر في اي مكان ولكنني متأكدٌ ان ابني لا يعرفه "
مشيراً بأصبعهِ السبابة ناحيتهُ ثم غادر بعد ذالك جاعلاً تايهيونغ يشعر بالصدمة الشديدة وتركهُ بين يدي الحارسين الضخمين بملامح فارغة

•••

صوتٌ متألم اخرجهُ تايهيونغ حينما دفعهُ ذالك الشخص الضخم على احد الكراسي الخشبية الصُلبة بقسوة غير مُبالٍ

" هيا اجلس يا فتى الصغير المحتال "
قال بقسوة موجهاً كلامه لتاي الذي كان ينتظر الم ضهرهِ ليتلاشى

" لستُ مُحتالاً ! "
تكلم بصوت ضعيف
يستحيل لتايهيونغ ذو القلب النقي ان يكون مُحتالاً

" اخرس يا صغير، تدعي مَعرفتك بالسيد جونغكوك، فتىً مِثلك لا يستحق ان يعرفهُ مُطلقاً، سيأتي لهُنا وسيطردك انا واثق "


" جونغكوك لن يَفعل ! "
هو صرخَ بغضب بوجه الحارس الذي تفاجئ من ردة فعلهِ ونظر الى زميلهِ في الخلف

" بل سيفعل، هو لن يكترث لك ! "

" اخبرتك جونغكوك لن يفعل ذالك !! "
صرخ بقوة وبغضب شديد
وجههِ احمر اكثر من ذي قبل بسبب مشاعره التي احتقنت داخل صدرهِ
يخبرهُ ان جونغكوك لن يهتم لامرهِ كان من المستحيلات ولكن كانت احدى مخاوف تايهيونغ


وما فعلهُ كان خارج توقعات تايهيونغ تماماً
ما فعله من امرٍ قد جعله يحاول كبت دموعهِ الساخنة فاجئهُ الحارس حينما رفع يدهُ للهواء كي تحط على وجنة تايهيونغ بضربة قد صدى صوتها في الغرفة القديمة المُخصصة للحرس



" لا ترفع صوتك ايها المُحتال ! "
هددهُ الحارس برفع سبابتهِ للهواء ولكن تايهيونغ كان مُغمض العينين يقضم على شفتهِ السُفلى بقوة
نظارتهُ كانت قد سقطت على الارضية وكذالك قُبعتهُ وخصلات شعرهِ قد تناثرت على وجههِ


صمتٌ عمّ المكان سوى من صوت انفاس تايهيونغ الغير هادئة


" جونغكوك، ارجوك عُد الان "
يهمس بصوت غير مسموع

•••

جونغكوك لم ينتظر لحظةً واحدة اخرى في القرية وهو يعلم ان تايهيونغ صغيرهُ ليسَ هُنا
لذا عادَ ادراجهُ بسرعةٍ الى محطة القطار

ومن المؤسف ان القطار التالي سيأتي بعد ساعةٍ كاملة وهذا يجعل جونغكوك مُغتاضاً غاضباً شاعراً بأعصابهِ تحترق بشدة

" سيد جونغكوك ارجوك اجلس كي ترتاح حتى يَصل القطار "
تكلم سائق العربة المرافق لجونغكوك


" لا يمكنني ان اهدء، هذا مستحيل
انا قلقٌ ان يكون قد ضاع في المدينة "


" سيدي الم تَقُل انهُ حصل على عنوان عملك، على الاغلب سيكون هُناك "

" اريد ان اتصل ولكن لا يوجد اتصال بين القرية والمدينة، الهاتف الوحيد الموجود ويربط عملي هو في محطة قطار المدينة، لا يمكنني الصبر حتى اصل لهناك "

يتحدث جونغكوك بقلق بعدما وجد ان السائق الوحيد الذي من الممكن ان يتحدث معهُ الان لعلهُ يخفف من قلقهِ المُبالغ
حتى لو كان تايهيونغ بالغاً ولكنهُ لا يستطيع التوقف عن ذالك

غادر سائق العربة بعد قليلٍ من الوقت تاركاً جونغكوك ينتظر وحيداً حتى يأتي القطار مُجدداً
وبعد طول انتظار استطاع جونغكوك اخيراً ان يصعد اليهِ عائداً للمدينة


•••

الحياة دوماً ما تُسبب المعاناة
لطالما كانت تفتت وتفتح جراحاً في قلوب اصحابها فبِكُل خطوة يوجد هُناك الالم
والصبر كانَ كُل ما يعرفهُ قلب تايهيونغ الذي ذاق الكثير من الالم

فكم اراد ان يسند رأسهُ شديد الثقل على اي شئ، ان يخلُد في لحظةٍ سحرية الى اي شئ، ان يزفر بهواءٍ كان حبيب قلبهِ يتنفسه
كم اراد السكينة التي غادرت والهدوء


مرَّ الكثير من الوقت الذي لا يعرف كم وهو في الغُرفة على الكُرسي، لايدري كم ساعةٍ مرت عليهِ وهو في انتظار قدوم جونغكوك بصمتٍ مرير
يشعُر بكُل جسدهِ يتألم وعينيهِ مُغضمة بتعب

" اسرع جونغكوك وعُد الي، لقد تَعبت ..."

•••

ريحٌ قويةٌ قد عَصفت بالمدينة حالَ ما نزل جونغكوك من القطار، البرد بدء يشتد والغيوم الداكنة قد حجبتْ الضوء تماماً مُنذرةً بعاصفة جديدة ستَحِل على المدينة

جونغكوك سريعاً اتجه الى داخل المحطة حيث مَكتب المدير بعدما تحدث الى مُساعدهِ وسَمح لهُ بأستخدام هاتف المحطة الخاص بعدما اطلع على هويتهُ

لم يستطع جونغكوك الصبر حتى يبحث بنفسهِ في كُل مكان لذا سيتصل مُتأكداً اولاً لربما يكون هُناك، وشئٌ ما يُخبرهُ انهُ هُناك ..!


اصابعهُ تطرُق على الحائط امامهُ بنفاذ صبر حينما يسمع الاصوات العشوائية من السماعة الثقيلة



حُبست انفاسهُ حينما رَفعت السماعة لتصلهُ الى هاتف الشركة الوحيد
" مرحباً، انهُ انا جيون جونغكوك اتصل من هاتف محطة القطار، هل اتى شخصٌ ما باحثاً عني بالامس ؟ "
تكلم جونغكوك بسرعة وبنفاذ صَبِر

استغرق الطرف الاخر وقتاً حتى يرد ليقول جونغكوك
" نادِ لي احد الحرس اذاً، بسرعة "

انتظر جونغكوك حتى يُحضر الطرف الاخر
وحينما اتى احدُ الحرس متحدثاً عبر السماعة
" مرحباً سيد جونغكوك "

" هل اتى بالامس شخصٌ للبحث عني ؟ "
سأل دون مقدمات ليتردد الحارس قليلاً

" فتى بشعرٍ بُندقي وعينين خضراء، انهً بالغٌ ولكنه نحيف البُنية قليلاً ، هل اتى ام لا ؟ "

رطب الحارس شفتيهِ بقلق كبير
وما قالهُ قد جعل جونغكوك يُهسهس بغضب شديد لدرجة انهُ قد ضرب السماعة في مكانها بعد ان قال مُهدداً

" ان اصابهُ خدشٌ صدقني سأصبُ جام غضبي عليك ومن معك ! "

كان الوقت يسير ببطئ شديد على كلاهما
جونغكوك اخذ اقرب عربة لكي يصل في كل مرة يخبر السائق ان يسرع


وتاي الذي ايقظهُ الحارس القَلِق كي يُخرجهُ من الغرفة المُضلمة
" اللعنة، هيا اخرُج يا فتى ! لا تخبر السيد جونغكوك بما فعلتهُ سأخسر عملي ارجوك ! "

تحدث بقلق لتاي وناولهُ منديلاً كي يمحو بقايا الدماء الي نزفت من انفهِ دون ان يشعر تايهيونغ

" هل عادَ جونغكوك ؟ "
اكتفى تايهيونغ بهذا السؤال الوحيد



" اجل عاد ! والان ارجوك لا تخبره، انا حقاً اسف، لَقد كُنت اضن انك مُحتال "

" لن اخبرهُ "
همس بتعب


ثم سارا لخارج الغرفة
وكُلما كان يتوجه نحو الخارج، بدء يسمح اصوات الرعد الي ملئت الجو


" سأنتظر في الخارج "

قال تايهيونغ بعد ان سار الى البوابة لا يُطيق المكان الخانق ، كُل ما يريدهُ هو رؤية جونغكوك

" ولكنها ستُمطر "

تجاهلهُ تايهيونغ ثم دفع الباب كي يقف في الخارج والحارس تبعهُ



الوقت يسير ببُطئ للغاية
والمطر بدء يهطل وتبللت الشوارع بسببهِ
الناس بدأوا يخرجون مظلاتهم كي يحتموا من قطرات المطر الشديد والجو البارد

اما تايهيونغ فقد اكتفى بلف الوشاح حول رقبتهِ مستنداً على الحائط قُرب الباب ينظر الى الشارع لعل جونغكوك يَضهر في اي لحظةٍ



ولكنهُ فجأةً تذكر ان نظارته غيرُ موجودة معهُ ومن الصعب عليهِ الرؤية مع الدموع التي بدأت تتشكل بشعورهِ بقُربِ جونغكوك منهُ
فلقد بقي تايهيونغ قوياً وعانى حتى يستطيع رؤيتهُ مُجدداً





دامت اللحظات الطويلة
ولكن ما بعدها كان شيئاً مختلفاً
عربة تقف قُرب الشارع بعجل ويُفتح الباب

انفاس تايهيونغ توقفت وكذالك قلبهُ الذي اشتد صاخباً
لقد كان كالنور متوهجاً رغم ان السماء داكنة
تايهيونغ كان يرى الحُب ويرى عشيقهُ كذالك

.
.
.
.
.

يتبع ...


شلونكم بعد البارت ؟

واخيراً اللقاء ؟
اكيد ولازم تحت المطرعاداتهم 😭

ماحبيت تايكوك يلتقون من اول بارت او بارتين لازم اخليكم تعيشون بنفسكم مشاعرهم وهم بعيدين وطبعاً القاء خليته ببارت وحدة حتى اسرد في اشياء اكثر دون انقطاع

سو اتمنى البارتات ما تخيب ضنكم وتحبوها مثل ما انا احبها وبس

اشوفكم بالبارت الجاي 💜

Continue Reading

You'll Also Like

5.5K 296 9
-في تِلك الحالة!، عِندَما تُولَد أبْكمًا أو ذُو إعَاقَة!؛ تُعامَل وكَأنكَ وُلدّتَ فَضائيًا، ما لَعنة تِلك الحَياة غَيرُ ناصِفةٍ بِالمَرة. -فَقط كُل م...
34.3K 1.3K 8
- كل شيء برفقتك لا أريده أن ينتهي 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒘𝒊𝒕𝒉 𝒚𝒐𝒖 𝒊 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒘𝒂𝒏𝒕 𝒊𝒕 𝒕𝒐 𝒆𝒏𝒅 - عندما لا تعرف إلى أين تذهب ، إتجه نحو...
148K 5.9K 27
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
2.2K 272 16
"و كل هذا بسبب سجائرك." -فصول قصيره\مكتمله -الشخصيات الرئيسيه : بارك جيمين . مين يونجي -شخصيه داعمه : كيم تايهيونج -القصه لا تشجع علي التدخين وانما ت...