أحببت معلمة ابنتي «مكتملة».

البارت الخامس

وبينما الأطفال يجلسون يستمعون لما تلقيه اية عليهم من شرح باندماج شديد
اقتحم هؤلاء الملثمين الفصل ليرتفع صوت بكاء الأطفال وآية تنظر لهم بريبة

نظرت اية ارضا لتلك الصغيرة التي تحتضن قدمها خوفاً والتي لم تكن سوا ملاك
انخفضت لمستواها ترفعها لأحضانها وهي تنظر خلف هؤلاء الملثمين وكيف دخلوا لهنا والروضة بأكملها محاطة بالحراس
نظرت لهم تردف في قوة وشجاعة مصطنعة : انتو مين وعايزين ايه

اجابها أحدهم : عايزين اللي في ايدك دي يا حلوة

نظرت لملاك بخوف شديد ومن ثم قالت : قصدك ايه

ضرب الباب بجانبه بيده بغضب وهو يصرخ بها : انتي هتستعبطي ولا ايه عايزين ملاك

ربتت اية على ظهرها وهي تسألها بهدوء : لوكا ياحبيبتي انتي تعرفيهم

نفت الصغيرة برأسها فربتت مرة أخرى على ظهرها وهي تطمئنها ومن ثم التفتت لهم في غضب : بصفتكم ايه..وهي متعرفكوش

صرخ بها غاضبا : اخلصي هتجيبيها ولا ناخدك مكانها

_ لا مش هتاخدوها

قالتها في شجاعة مزيفة ليشير بعينيه لأحد الرجال معه على ملاك فذهب بقوة وانترعها من يدها ومن ثم فروا هاربين للخارج
التفتت للأطفال في حركة سريعة تطمئنهم ومن ثم هرولت خلفهم بعد أن التقطت حقيبتها التي تحوي هاتفها ومفتاح السيارة
صعدتها ومن ثم أسرعت خلفهم

حاولت بقدر الإمكان الا تلفت نظرهم لها حيث كانت تتبعهم في سرية تامة
ضيقت عينيها في شك وهي تراهم يتوقفون في طريق خالٍ من الأشخاص وعلى ما يبدو أنه طريق صحرائي
صفت السيارة على بُعد عنهم ومن ثم سارت خلفهم إلى أن ولجت للداخل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طرقت إسراء على باب المكتب ومن ثم ولجت بعد أن اذن لها مراد بذلك
وضعت القهوة أمامه تقول في مرح : عندك واحد قهوة لمراد باشاااا

نظر لها بصدمة يقول في صراخ خافت : بس بس ايه قاعدين ع قهوة ولا ايه يا إسراء

لطالما كانت العلاقة بين مراد وموظفينه كالاصدقاء لذلك عزيزي القارئ قد تصدمك بعض أفعال إسراء التي لم نتعرف عليها بعد

نظرت بتذمر وهي تقول : عايز حاجة تانية يا استاذ مراد

أشار على المقعد أمامه : اقعدي عايزك

جلست أمامه بترقب لما سيقوله..استند بمرفقيه على المكتب يسألها : ايه رايك في رائد اخويا ينفع عريس ولا ايه

غمغمت بمشاكسة : هيتجوز ولا ايه لا لا ميصحش داحنا لسة مراهقة والله وبعدين انا اللي هقول برضو مش المفروض انه اخوك

ارتشف القليل من كوب القهوة أمامه : إسراء انجزي ينفع ولا لا

وضعت ساق فوق الاخر : اي مؤهلاته

صرخ بنفاذ صبر : اسرااااااااااااااء

اخفضت قدمها مرة أخرى تتحدث في جدية مضحكة : تمام يا فندم استاذ رائد بسم الله ماشاء الله مال وجمال ولولولولولولوي

انهت حديثها بتلك الزغروطة بمرح فنظر لها والشرار يتطاير من عينيه قبل أن يشير على باب المكتب صارخا بغضب : برااااااااااا يا اسرااااااااااااااء براااااا

وقفت عن مكانها بسرعة تهرول للخارج قبل أن يفتك بها
بينما بالداخل ارتفع صوت رنين الهاتف الخاص بمراد برقم مجهول التقط الهاتف يجيب على المتصل : الو

_ اعتقد منستش صوتي

قلب عينيه بضيق وملل بنفس ذات الوقت وهو يجيبها : عايزة ايه يا ملك

_ بفكرك بس تسأل عن بنتك كل دقيقة مش يمكن تكون معانا ولا ايه يا كبير

ارتسمت علامات القلق والخوف على وجهه ليردف بصوت حاول بقدر المستطاع صبغه بالبرود : متقدريش تعملي حاجة

_ مشكلتك انك مفكرني ضعيفة

أجابها بثقة : لأنك فعلا ضعيفة

_طب نسمعك صوتك

ترقب الهاتف وضربات قلبه تتسارع بخوف وقع قلبه أرضا حين اتاه صوت طفلته الباكي : بااابا

انتفض عن مكانه كمن لدغته عقربة يردف بصوت عالي خائف : ملاك

_ اظن كفاية عليك..الوقتي حالا اقل حاجة 5 مليون لو حبيت تكتر عادي

حاول التحدث بهدوء : هجبلك الفلوس بس سيبي البنت

_ بالانتظار..اه والعنوان ***... اااااااااه

استمع لتلك الصرخة التي صدرت عن ملك فقال بخوف : الو الو الو

أنهى المكالمة سريعا يهاتف احد ضباط الشرطة بمعرفة له وهو يخبره عن ما حدث باختصار شديد وبالطبع لم ينسى اخباره بالعنوان الذي دلته عليه ملك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولجت للداخل تحاول الوصول لملاك بعد أن اختفوا من أمامها بعد أن كانت تتتبعهم الي ان استمعت الي صوت ملاك الباكي وهي تقول "باابا"

تتبعت أثر الصوت الي ان وصلت لإحدى الغرف اشبه بالزنرانة وهي ترى تلك الفتاة تتحدث بالهاتف وملاك تجلس أرضا تضم قدميها لصدرها بخوف

استمعت لحديث ملك مع مراد وانتظرت الي ان أعطته عنوانها لتلتقط تلك العصا أرضا وهي تدعو ربها ان تنجح تلك الحيلة التي تشاهدها بجميع الأفلام والمسلسلات

وقفت خلف ملك بالضبط وهي ترفع العصا استغلالاً لعدم وجود احد سواهم بالغرفة ومن ثم هبطت بالعصا على رأسها لتصرخ الأخرى وهي تمسك برأسها تلتفت لها
نظرت لها اية بصدمة وهي تقول : مش المفروض تتضرب على دماغها وبعدين يغمى عليها زي ما كوشي عملت لما ارناف كان مخطوف طب اعمل ايه

رفعت العصا مرة أخرى وهي تتذكر إحدى مشاهد الدفاع عن النفس لتدفع بيدها ملك للحائط تضغط على عرق محدد برقبتها لتقع ملك
والتقطت اية ملاك تهرول مسرعة للخارج قبل أن يراها احد

صعدت السيارة وهي تعطيها المياه علها تهدأ حتى وصول ابيها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج رائد من مكتبه متجها لمكتب مراد فوجده فارغ فاتجه لمكتب إسراء التي تصنعت العمل فمنذ اخر موقف حدث معهما وهي تخجل من الحديث معه

وقف أمامها متسائلاً : فين مراد يا إسراء

رفعت رأسها قائلة بعملية : خرج الوقتي يافندم

_ متعرفيش راح فين

_ لا يافندم

نظر لها بضيق : على فكرة انتي ممكن تقوليلي يارائد

_ يافندم...هي العين هتعلى ع الحاجب برضو

صرخ بضيق : عين ايه وحاجب ايه احنا بنعمل عملية تجميل يا إسراء..وبعدين مراد مكلمكيش في حاجة

رفعت وجهها له عاقدة حاجبيها : حاجة ايه يا فندم

ضرب على مكتبها بغضب : اسراء غيري انتي حافظة مش فاهمة ياماما انا ابتديت اتخنق من الكلمة دي

كتمت ضحكاتها وهي تومئ ايجابيا : ماشي يا أستاذ رائد حاجة ايه

نظر لسقف الشركة : يعني عريس او اي حاجة

_ لا...اه اه افتكرت

قالتها متذكرةً حديث مراد فقال الاخر بحماس وهو يصفق بييديه : بالصلاة على النبي قالك ايه بقى

_ قالي رائد اخويا ينفع عريس

همس بخفوت ساخراً : دا بيطفشك ولا ايه...المهم قولتيلوا ايه

_ قولتله يعني مش وحش

نظر لها باشمئزاز : مش وحش بقا القمر دا
(قالها مشيرا على نفسه من الأعلى للأسفل)
يترفض عبيطة مين دي اللي ترفضني

نظرت له بحدة : جرا اي يا استاذ رائد هنهزر ولا ايه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رأيكم بيفرق..♥️