أعين السماء || EYES OF SKY

By VedaylightRa

1M 66.1K 20.5K

هيَ وهوَ كانا رفيقين مختلفين عن الآخرين.. شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر صدري حتى أصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرةٍ غي... More

المقدمة
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17 - End of the season one -
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22 - Farewell -
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26 - End of the season two -
INTRO 27
Part 28
Part 29
Part 31 -THE END-
|| Special Part ||

Part 30

20.2K 1.5K 337
By VedaylightRa







~ كتاليا :

الكتب التي تخص السحر كانت من حولي مبعثرةٍ وصفحاتها تتحرك مع نسيم الهواء الخفيف الذي كان مصدره  الشرفة المفتوحة.. الشموع تتمركز في زوايا الغرفة ليس وكأنني بحاجتها فلم أعد كالسابق ولكنها تريح أعصابي قليلًا..، لم يبقى سوى عدة دقائق ..أقل من نصف ساعة ربما ؟ حتى يحين الإجتماع الذي سيعقد من أجل أن أخبرهم بالحل الذي وجدته لضمان أن من حولنا ليس من أتباع ماينارد أو ماينارد نفسه..ولكن المشكلة هي...

أنني لم أعثر على هذا الحل بعد .

تذكرت نظرات آبراهام لي وبعثرت شعري بحنقٍ وعكفت شفتاي بعبوسٍ " هل إستسلمتِ..؟ " نبرتها الماكرة والمستفزة من خلفي أغاظتني أكثر لأميل رأسي لسارفينا بحدة والتي تبتسم بمكرٍ " بالطبع لا ! " قُلت وأنا أعيد حشر رأسي بإحدى الكتب لأسمع تنهيدتها الضاحكة بخفوتٍ من خلفي و تبدأ نوبة سعالها المقلقة مرةً أخرى  .. " أنتِ لا تبدين بخير..سارفينا حقًا ما الخطب معكِ..؟ " نظرت لها بجديةٍ وبوضوحٍ بأنني لن أقبل كذباتها وأمررها كما فعلت سابقًا..! لهثت بخفوتٍ بعد أن حررتها نوبة السعال أخيرًا لتزيل كفها عن ثغرها وتنظر إلي بعينين متعبتين " أظنني بالغت بإستخدام قوتي مؤخرًا..إستنزفتها أكثر من المسموح لي " أجابتني وأنفاسها التي عادت لوتيرتها المنتظمة قد بعثت جزءً من الراحة بداخلي..

زممت شفتاي قليلًا ورفعت كلا حاجباي لنظراتها التي تحولت لحالمةٍ ومثبتةٌ علي..إبتسامتها التي ظهرت على شفتيها صغيرةٌ ولكن الصدق كان يتفجر منها " ماذا..؟ " صوتي المنخفض المتسائل جعلها توسع بإبتسامتها قليلًا وتستند بظهرها على أحد الجدران " فقط..رؤيتك هكذا تذكرني بنفسي.." أملت رأسي بلا شعور " نفسك..؟" أمائت لي بخفةٍ بذات إبتسامتها " نفسي السابقة..عندما كنت بعمركِ ، كنت أجلس كل يوم بالمكتبة الذي كان يمتلكها والدي..وأتعلم السحر بكل شغفٍ وتلهفٍ للجديد حتى أنني كنت أنسى تناول وجباتي.." شردت حدقتيها عني تطالع بالفراغ وضائعةٌ بذكرياتها للحظاتٍ قبل أن تنفض رأسها وتعود للواقع...

لكنني لاحظت ذلك الشوق والإفتقاد اللذان كانا واضحين كوضوح الشمس على سائر محياها أثناء شرودها ، نطقت " فلتخبريني إن أردت القيام بشيئ ما وسأقوم به من أجلكِ لا تستخدمي سحركِ حاليًا..إن كانت الحواجز التي على مملكتي آبراهام و بسنجامين ترهقكِ فدعيني آخذها عنكِ " أردت تغيير الموضوع من أجلها عندنا شعرت بها تعود أسيرةً لذكريات الماضي.. " لا أظنكِ في وضعٍ يسمح لكِ بالقلق على الآخرين كتاليا..؟" عقدت حاجباي لها بعدم فهمٍ  و ضحكت هي لتشير لشيئٍ ما على الجدار وشهقةٌ عاليةٌ خرجت مني عندما أبصرت الساعة التي تعلن بأنه لم يتبقى سوى سبع دقائق على الإجتماع..! الذي إذا لم أخرج بشيئٍ خلال هذه السبع دقائق فسآتي لهم خالية الوفاض بعد ما أعطيت كلمتي بكل ثقةٍ وتحدٍ ! ولكن منذ أن أعطيت آبراهام كلمتي وأنا أحبس نفسي بهذه الغرفة أحاول إيجاد حلٍ ولم أستطع ! فكل الطرق مسدودة ! لطالما ماينارد يمتص القوة الروحية فهو قادرٌ على نسخها وجعلها وكأنه قوته الروحية الخاصة به-



" يا إلهي ! كدت أتقيئ قلبي خوفًا لما نهضتي فجأةً هكذا ؟! "




صاحت سارفينا علي مرتعبةً وقد أسقطت كوب الشاي الساخن خاصتها لتلقي بنظرةٍ لومٍ وعتابٍ لي بشفتين معكوفتين بعدما نظرت لفُتات كأسها المكسور على الأرض..ولكنني لم أكترث على الإطلاق بل وتجاهلت نظراتها العابسة لأصرخ بحماسٍ مبتهج " لقد عثرت على الحل ! " .



السكون خيم عليهم ، جميعهم ينظرون إلي بحواجب متقطبةٍ في نظراتهم مزيجٌ من التساؤل والإستغراب والإندهاش ولم يكن إيثان مستثنى منهم..

" تريدين وصم جزء من قوتكما الروحية أنتِ وإيثان على الجميع..؟ "



أعاد الألفا مايكل ما قلته توًا لهم لأومئ إليه والسعادة تشرق بوجهي " كما تعلمون ماينارد يتمص القوى الروحية للشخص لذا عندما يمتصها فهو يمكنه أن يجعلها تحتفظ بهويتها وبهكذا هو سيستطيع جعل نفسه أو أتباعه يتسللون بيننا دون أن نلاحظ ذلك..ولكن ماذا إن كان للشخص علامةٌ مميزة؟ ليس أثرًا على جسده بل علامةً سحرية كرائحة الرفيق الذي لا يشتمها سوى الرفيقين ؟ " إيثان نظر لي وعلى شفتيه إبتسامةٌ صغيرةٌ لي " تعنين بأن الوصم الذي سنضعه أنا وأنتِ عليهم ستكون هي العلامة السحرية ؟ " ولم يسمح لي آبراهام بالرد على إيثان حتى قاطعني " وإن كان صحيحًا فلما يجب أن تكون تلك العلامة منكما تحديدًا..؟ " .

ويبدو أن هذا السؤال كان برأس الجميع فهم بدو وكأنهم ينتظروني إجابتي ولكنني هربت من نظراتهم لأنني لست واثقةً من كوني سأشرح هذا لهم جيدًا ونظرت لخلفي بأنقى وأبرأ الأعين حيث تقف سارفينا التي إبتسمت ضاحكةً لي لتنقذني متحدثةً على الفور " هذا لسببين الأول هو أن القوة الروحية لإيثان و كتاليا مميزة ، من الصحيح أن القوة الروحية للأشخاص كذلك مختلفة عن الأخرى إلا أنها في نقطةٍ ما تتشابهٌ فيما بينها وأجل يمكننا التفريق بينها ولكن قد نخطئ بذلك عندما نكون جمعًا ضخمًا بالإضافة لأنها حربٌ فستكون حواسنا مشغولةً بالكامل-" بترتها نوبة سعالها مجددًا لتعطي ظهرها لنا فورًا وهي تسعل بقوةٍ واضعةً كفها على فمها ..سعالها كان أقوى و أحدّ من السابق وهذا جعلني أتقدم إليها بقلقٍ شديد لولا رفعها ليدها ناحيتي لأن أتوقف دون أن يتوقف سعالها أو تستدير حتى لي " هل أنتِ بخير سارفينا ؟ هل أجلب أحد أطباء القطيع ليفحصكِ ؟ " الألفا مايكل سألها ولكنها لم تتمثل لذلك ونفت برأسها سريعًا وأدخلت إحدى يديها بجيب ردائها لتلتفت إلينا مجددًا بثباتٍ ووجهها قد سُحب لونه قليلًا ولم تلقي بالًا للنظرات التي ألقيتها عليها أنا أو إيثان الجالس بالقرب مني وتصرفت وكأنه لم يحدث شيئ ما " أما بالنسبة للسبب الثاني لنفترض لو أنك أنت آبراهام وصمتهم وبأي فرصةٍ كانت ماينارد قد إمتص قوتك الروحية سيتخذ هيئتك وقوتك الروحية ولن نستفيد مما فعلناه..".

" بكلماتٍ أخرى...ماينارد لا يستطيع إمتصاص القوة الروحية لإيثان وكتاليا لذا نحن سنوصم الجميع بقوتهما..؟ " حلّل بينجامين ما ترمي إليه سارفينا من حديثها لتومئ إليه بالإيجاب موضحةً " إيثان وكتاليا ليسا بأشخاصٍ عاديين..لنجعل الأمر بسيطًا ولنقل بأن تعويذة القرناء جعلت قوتهم الروحية غير قابلة للإمتصاص ففي نهاية الأمر..قوتهما الروحية ليست من منشئٍ طبيعي كما أنتم.." أطرفت عينيها بثقلٍ مزدردةً بريقها بإرهاقٍ واضح لتضع عينيها على الألفا مايكل " أظنني بحاجةٍ للإستراحة لذا سأغادر..هلا قابلتني بغرفتي التي هنا بقطيعك بعد إنتهاء الإجتماع ؟ " أعرب الألفا مايكل فورًا عن موافقته و أمسكت أنا معصمها بلطفٍ لأوقفها فإلتفتت إلي مبتسمةً وجهي بإبتسامةٍ ضعيفةٍ واهنة للقلق الواضح كوضوح الشمس على محياي " أنا بخير..لا تقلقي " حركت شفتيها بهذه الجملة الغير مقنعة بتاتًا وألقت بنظرةٍ سريعةٍ لإيثان الذي كان ينظر إليها أيضًا قبل أن تنتزع معصمها عن يدي بخفةٍ وتغادر...

بعد إنقضاء الإجتماع الطويل والذي أنهينا به خطتنا للحرب التي ستكون بفجر الغد ، آبراهام همس لي قبل رحيله " لم أعتقد أبدًا بأن سأقول هذا وخصوصًا لساحرةٍ..ولكنكِ أبهرتني بهذا القدر " ولم تكن المسافة بين إبهامه وسبابته كبيرًا حقًا بل بالكاد يرى... ضممت يداي مدعيةً الإمتنان " هل عليّ الآن البكاء من السعادة لثنائك هذا جلالتك ..؟ " قلت بتساؤلٍ ساخر ولكنه قلّب عينيه متجاهلًا إياي راحلًا...وسمعت تمتمته تحت أنفاسه " يالها من كتلة إزعاج.." كيف يجرؤ..؟! ما الذي فعلته على أية حال..؟!.




على كل حالٍ ، وبعد فقداني الأمل من العثور على سارفينا للإطمئنان عليها ها أنا ذا بإحدى غرف المكاتب لترتيب بضعة أمورٍ كالخرائط وأمورٍ أخرى من ضمنها أفكاري التي أفتكت عقلي ، صوت طرق الباب جعلني أتوقف عن توضيب الخرائط عن الطاولة وإبتسمت بسعادةٍ فورًا لإيثان الذي دلف مبادلًا إياي بإبتسامةٍ فاتنةٍ على شفتيه وأسند ظهره على الجدار يراقبني وأنا أكمل عملي ببعض الإرتباك بسبب تحديقه المتواصل و دون أن ينطق أحدنا بشيئٍ ما حتى طرأ أمرٌ ما بعقلي  " بالمناسبة إيثان.." همهم لي بإهتمامٍ " هلّا أخرجت إيڤانورا من قائمة السحرة الذين سيشاركون بالحرب معنا..؟ "  وعلى الفور هو أردفني " لقد فعلت هذا بالفعل .." أملت برأسي له بتساؤلٍ متعجبٍ و أجابني عليه دون تضييع أي وقت " لقد قابلتها في طريقي لهنا " هذا رائع ظننت بأنني الوحيدة التي علمت بشأن هذا ، أرجعت عيناي على الكتب الخاصة بالسحر والتي كانت بين يداي فقط لثانيةٍ قبل أن تسقط من يداي..


لعناقه لي و من الخلف بغتةً ، صدره الصلب إلتصق بظهري جاعلًا من الشرارات تضرب عامودي الفقري يديه التي تمرّ على أنحاء جسدي بحميمةٍ عنيفةٍ جعلت من أنفاسي تحبس برئتاي والحرارة تتفجر بكل أنحاء بدني " إيثـ-" وقبل أن أكمل إسمه الذي خرج كهمسٍ منخفضٍ زمجر هو مديرًا إياي ولم أعلى متى أو كيف وجدت شفتيه تعذبان شفتيّ وهو يحملني بذراعيه وساقاي حول جانبيه ليضعني على الطاولة مبعثرًا كل ماكان عليها ويده ترتفع من أسفل ظهري لأعلاه معمقًا تلك القبلة الهمجية..التي أحببتها بشدةٍ حاوطت عنقه في محاولة لأخذ السيطرة لكن هذه كانت أمنية مستحيلة فهو فورًا جعلني أستلقي على ظهري واضعًا وزنه على جسدي الذي بأسفله و برودة قلادته المعدنية المتدلية أرسلت قشعريرةً ببشرتي.. قبلاته هبطت من شفتاي لذقني على خط فكي وعلى كل جزءٍ من عنقي ببطئٍ معذبٍ يجعلني مخدرةً..أمسكت وجنتيه موقفةً إياه همست بثقلٍ " قد يرانا شخصٌ ما إيثـ- " علقت بقية الكلمات بحلقي عندما رأيت عينيه العطشتين و..المتوهجتان بشكلٍ مختلفٍ لتتوسع عيناي في دهشةٍ والإبتسامة شقت شفتايّ و بلا شعورٍ مني نطقت " أكايلس..؟ "وأظنها لم تكن فكرة صائبة فهو هدر بقوةٍ ليلصق شفتيه مجددًا بخاصتي والمشاعر التي ضربتني جعلتني أستسلم لقبلته الرطبة التي تمادت وهبطت عن شفتاي ولم يعد يهمني إن إقتحم أحدهم المكتب..فرت شهقةٌ خافتة مني لفرط مشاعري  والقشعريرة سرت بي عندما شعرت بأنيابه على بشرة عنقي..في مكان الوسم تحديدًا..


عقدة مؤلمة تكونت بمعدتي للإضطراب والتلهف الذان إمتلكاني ضربات قلبي قرعت كالطبول صدري يهبط ويعلو في إرتباكٍ..وذهلت من حالي..فالآن فقط علمت بأنني في الواقع كنت أنتظر هذه اللحظة منذ وقت طويلٍ..اللحظة التي سيكون هو لي وأنا له بالكامل أمام الجميع..، إنقبض قلبي بألمٍ وطالتني أيادي خيبة الأمل لإبتعاده عن عنقي ولكن هذا لم يحزني بقدر النظرة المنكسرة التي كانت بعينيه المشعتين..التي كانت واضحةً جدًا إرتجفت شفتي وأدمعت عيناي حينما عرفت لما توقف بينما هو يتوق للحظة التي يوسمني بها عندما أشحت عينيّ عن عينيه المنكسرتين وقطبت حاجباي لأكبح نفسي عن البكاء ولكن قبلته التي كانت بين حاجباي أرخت العقدة و أبادتها " بيبي.." نطق بصوتٍ أجشٍ وببحته المميزة " إن فعلتها..سيكون الأمر مؤلمًا بشكل لا يطاق ولا يحتمل عندما- " أسكته بكفيّ التي حطت على ثغره بخوفٍ ممزوجٍ بغضبٍ قبل أن يكمل تلك الجملة التي هي آخر ما أود سماعه..بل لا أود سماعها على الإطلاق ! حدقتيّ أكايلس إلتقت بخاصتيّ و لانت ليزيح كفيّ عن ثغره إقترب حتى بات واقفًا بين ساقي أحاط وجنتي بكفيه ولازلنا ننظر لبعضنا البعض حتى دنى وقبل عيني اليمنى ثم عيني اليسرى و وجنتيّ كانت قبلاتٍ سريعةٍ و متتالية جعلتني أضحك ليبتسم هو بسعادةٍ لضحكتي وإستمر بتقبيل كل جزءٍ من وجهي بقبلاتٍ سريعةٍ ولكن تأثيرها كان طويلًا ليقبلّ شفتيّ بسطحيةٍ مطولًا في النهاية وسط ضحكاتي نظرت إليه للحظاتٍ طويلةٍ تلاشت الإبتسامة عني وإرتجف صوتي " إيثان أكايلس نحن..سنعيش لذا إياكما والتفكير مجددًا بشأن هذا أنتما لا تعلمان ما أنا قادرةٌ على فعله الآن! " أنبتهما ورأيت وهج عينيه يخفت لأعلم بأن إيثان قد عاد " امم إذا علي الحذر الآن...ولكن عليكِ الحذر أيضًا..فأنتِ لا تعلمين ما الذي أخطط له بعد الحرب " نبس بصوتٍ ماكر ثقيل و إبتسمت بجرأة رغم الحمرة التي أجزم بأنها تلطخ وجنتيّ ووجهت يدي لوجنته " سأنتظر بتلهفٍ لجميع مخططاتك.." عينيه أظلمتا نوعًا ما ودنى مني قليلًا ناحية شفتاي بأنفاسٍ ثقيلة وأغلقت عيناي إلا قليلًا لولا دلوف الألفا مايكل الذي جعلني أرتعب فجأةً وأقف مبتعدةً عن إيثان...


لكنه لم يكترث حتى مع أنني متأكدة بأنه عرف ما يحدث فقط بالنظر لوجهي ، قبضت يدي على صدري وأنا أحلل تعابيره..رغم أنه يشبه إيثان في فراغ سيمائه إلا أنني لمحت..لمحت بين طيات تعابيره مشاعر الضيق والحزن الذي جعل قلبي يقرع قلقًا بعدما كان يقرع بسبب إيثان ، نظر إلينا طويلًا قبل أن يتنهد في يأسٍ هامسًا بكلمةٍ واحدة..

" سارفينا..".

دموعي قد تسابقت على وجنتيّ..لاأستطيع سوى سماع نبضات قلبي الممزق ألمًا كنت على حافة جرف الإنهيار..ولكن نظراتها التي أكدّت لي ما سمعته مسامعي و إبتسامتها الصادقة الواهنة لي التي إستقبلتني بها وهي تجلس على ذلك السرير أسقطني تمامًا من الجرف لقاع الإنهيار...إنتحبت باكيةً وأنا أركض إليها لأغرس برأسي بحضنها أستنشق رائحتها وأنا أجلس على الأرض صوت بكائي إشتدّ حينما مسحت على شعري البني بحنانٍ فريد من نوعه لم أستشعره قط لن أستشعره مجددًا " كنت مترددةً حقًا..إن كان من الصحيح إخباركما..لكن حالتكِ هذه جعلتني أعلم بأنني مخطئة " قهقهت بخفوتٍ في محاولةٍ فاشلةٍ لإيقافي عن البكاء ولكنني فحسب غرست رأسي أكثر بحضنها وذراعاي شدت حول خصرها ودموعي أغرقت قميصها..سمعت تنهيدتها الطويلة لتتذمر بتصنعٍ ركيكٍ " إيثان ألن تساعدني مع رفيقتك ؟ " وشعرت بخطوات إيثان تقترب منا " كلا..فلتتحملي نتيجة خطئكِ الوحيد في هذه الحياة " تجمد جسدها لثوانٍ قبل أن تهمهم له وأحسست ببعض السعادة في همهمتها تلك..لأن إيثان أشار بأنه لم ترتكب أي خطأ..هي لم تكن مذنبةً كما كانت تقول مرارًا وتكرارًا..


" سارفينا...إنها تحتضر..قوتها التي خزنتها طيلة تلك القرون على مشارف النهاية بالفعل " كلمات الألفا مايكل تعاد برأسي في حلقة لا نهاية لها وفي كل مرةٍ كانت تقبض علو قلبي بقوةٍ أشد من سابقتها..


رفعت رأسي قليلًا لها واللسعات في عيني تؤلمني لكن ليس بقدر الألم الذي يعتصر قلبي الدموع تتراكم في مقلتاي..عينيها برقتا في حزنٍ وذنبٍ عندما رأت حالتي إلا أنها إبتسمت مجددًا وهي تمسح الدموع عن وجنتاي هامسةً بضعفٍ والدموع وجدت سبيلها لعينيها " رجاءً..لا تجعلي هذا المنظر هو آخر منظرٍ أراه في هذه الحياة البائسة.." شفتيها كانت ترتجف بشدةٍ كصوتها المتذبذب قضمت شفتها السفلى وهي تمسح دمعةً أخرى سقطت على وجنتي وأرجعت نظرها لإيثان " وأنت أيضًا..لا تبكي حتى وإن رحلت روحي فستنتحب نجوم المجرات أجمع حدادًا لهطل عينيك.." لم يجبها إيثان بل وقف متسمرًا بمكانه يتبادل النظرات معها.. بريق عينيه ولمعانها كانت تصرخ بصمتٍ عمّا يجري بداخله..ولم أستطع حقًا..حاولت أقسم لكنني لم أستطع منع الدموع من السيلان كالأمطار الغزيرة الألم ينهش صدري بلا رحمةٍ منه عيناي تتنقلان في ملامحها ليحفظها قلبي وعقلي.. ذراعاي بلا وعي تتشبثان بها أكثر..وكأنني سأتمكن من منع الموت من إنتزاعها مني إن فعلت ذلك.." إيثان..كتاليا.." ندهت علينا وأمسكت بكفي بيدٍ و بالأخرى رفعتها لإيثان الذي وبسرعةٍ وضع كفه على كفها الضئيل الذي حاوط خاصته بقوةٍ  كما فعلت مع كفي ونفسٌ متحشرجٌ فرّ من بين شفتيها " كيندسلي وأزيل ماتا في سبيل إنقاذ العالم لكن..لستما بحاجة لذلك لا تموتا... لا تتجرآ وتجعلا ذلك حتى من خياراتكما..! رجاءً فلتتخلصا من ماينارد ولتعيشا الحياة التي حلمت بها والتي لم ولن أتمكن أبدًا من عيشها مهما فعلت..فلتعيشاها بدلًا عني في صحةٍ وسعادة دائمةٍ مع أبنائكما وأحبائكما أرجوكما.." وجدت عيناي تغلقان كما خاصتا إيثان التي لمحتها قبل أن تنطبق جفناي سويًا كالسحر وصوتها الحاني المتذبذب يتسلل لعقلي.. " لينتهي كل شيئ ولتنعما بالسعادة الأبدية رجاءً.. أنا حقًا أحبكما..يا أجمل لحظاتي السعيدة في حياتي التعيسة.."..


أجهشت بالبكاء بشدة وتعالى صوت بكائي المرير..صدح صوت رصّ إيثان لفكه تزامنًا مع إرتخاء كفها عن كفي دون أن أفتح عيناي..فقد علمت أنها  من جعلت من أعيننا تنغلق..لترينا الحياة..التي كانت تتمناها الحياة التي كانت ستدفع نصف عمرها فقط لعيشها لثانيةٍ واحدة ..حياةٌ بسيطة في كوخٍ مع إبنتها وزوجها وأخيها...يضحكون سويًا لتصدح أصوات ضحكاتهم في أرجاء ذلك الكوخ.." سارفينا..! "صرخت وأنا أحتضنها عينيها مغلقتان وشفتيها تترسمان عليها إبتسامةٌ ..سعيدة نائمةٌ بعمق كالأطفال إلا أن نومها هذا كان دون إستيقاظ من بعده..كان أبديًا..


السماء..كانت مليئة بالغيوم..كانت السحب الغيوم قد أمطرت مطرًا شديدًا وقتها..ولكن تلك الغيوم لم تكن سوداء أو ما شابه..كانت تليق بوداع سارفينا..كانت السماء تودع وتستقبل في الآن ذاته أنقى شخصٍ في هذا العالم..سارفينا كانت أنقى شخصٍ ولذا الحياة لم ترحمها أفتكت بها..حتى ماعادت قادرةً على لملمة حطامها..وها هي الملاك الباكي تعود لموطنها..لأحبائها..

بإبتسامةٍ سعيدة.


...........
..........
........
.......
.......
......
.....
.....
...

~ نيكولاي:

' إعتن بكتاليا.. نيكولاي '


هذا ما قاله لي إيثان قبل أن يغادر جنازة سارفينا من أجل إكمال بعض الأمور التي تتعلق بالحرب برفقة بينجامين الذي ربت على كتف كتاليا مواسيًا و آبراهام الذي إكتفى بإلقاء نظرة سريعة غير مكترثة عليها..، هو أخبرني بأن أعتني بها و لكن جلّ ما فعلته هو المشي خلفها دون أن أفعل أو أقول شيئًا ما...

حدقت في ظهرها بفستانها الأسود وشعرها البني المعقود وتساقطت بعض الخصلات على وجهها ذا النمش الخفيف تمشي بثباتٍ قوي رغم أن جفنيها المحمرّين بسبب البكاء قد أظهر قدر الحزن الذي شعرت به...، رصيّت على فكي بسخطٍ..إلى متى يجب علينا خوض هذا مجددًا و مجددًا..؟! الأمر يبدو كما لو أننا في حلقةٍ مكررةٍ لا نهاية لها..! أعلم بأنني لست مقربًا لسارفينا ولكنهما كانا كذلك...هما لا يستحقان كل هذا...وفوق ذلك سيخاطرون بحياتهم التي لم ترحمهم فقط من أجل إنقاذ الجميع...ومن يعلم قد يصبحون منسيين كما حدث لأزيل وكيندسلي..

نفضّت رأسي حالما غزت رأسي كلمات ذلك الرجل والتي لم تتوارى عن أفكاري من الأمس إلا عندما علمت بموت سارفينا..ما قاله في آخر مرةٍ رأيته بها قبل أن يجعل ماينارد من رأسه مخرومًا بالجدار...

صوت صرير الباب أعادني للواقع ودهشت عندما وجدتنا بالفعل بالمكتب التي تبقى فيه كيتي أحيانًا للتفكير والتخطيط في أمورٍ تتعلق بالحرب ، تبعتها إلى الداخل بهدوءٍ " هل إيثان يعمل الآن على ما نوينا على فعله ؟ وصم جزء من قوتنا على الجميع ؟ " تحدثت إليّ بصوتٍ مبهم لا يقرأ دون أن تدير جذعها إلي وهي تقوم بالبحث بين الكتب السحرية لأجيبها " أجل..لن يأخذ الأمر وقتًا طويلًا " أماءت دون أن تقول شيئًا لنلبث في صمتٍ لدقائق معدودةٍ هي كانت تتصفح بعض الكتب السحرية وتدون بعض الأشياء على ورقةٍ وأنا كنت أكتفي بمراقبتها صامتًا...


" إذًا...؟ "

أغلقت الكتب بعدما نطقت بهذه الكلمة الوحيدة وإلتفتت إليّ تتكئ على الطاولة بإبتسامةٍ خافتةٍ تُطالعني بإهتمامٍ وإنتباهٍ رغم بريق الحزن الذي بعينيها..ولكن ما الأمر..؟ زممت شفتاي في حيرةٍ  وأراهن أن علامات الإستفهام تحلّق فوق رأسي ولكنها فقط وسعت إبتسامتها الباهتة قليلًا " كنت شاردًا أغلب الوقت و ممتعضًا بعض الشيئ منذ الأمس تحديدًا..هل هنالك شيئ ما..؟ أو هل حدث أمرٌ ما..؟ " توترت قليلًا و إزدردت بريقي إلا أنني لم أظهر أيًا من ذلك على وجهي أو صوتي حينما قلت " لا ، أفكاري مشغولةً بالحرب فحسب.." كذبت أنا و بالمقابل هي لم ترد وبقيت تحدّق بوجهي وكأنها تحاول التأكد ما إن كنت أقول الحقيقة لمدةٍ وجيزة قبل أن تومئ مُمَررةً الموضوع رغم عدم الإقناع الظاهر عليها ..وتنهدت بداخلي في راحة..


" أنا سعيدة.." قالت بصوتٍ منخفض لأعيد إنتباهي إليها بفضولٍ " لم نتحدث معًا منذ فترة..يمكنني القول بأنني إشتقت إليك قليلاً " رفعت حاجبي في مكرٍ لعوب بقصد تغيير الجو الكئيب " لا أعتقد ذلك ..؟ فطيلة الوقت كانت عينيك تلمعان بسعادة تكاد تصيبني بالعمى " قلّبت زرقاوتيها بضجرٍ على كلامي السخيف إلا أنه بلحظةٍ واحدة وجدتها تنقض علي بعناقٍ دافئ كانت تحاوط عنقي بذراعيها تجذبني إليها لفرق الطول بيننا وذقنها يستريح على منكبي..وأنا بعد ثوانٍ قصيرة من محاولة الإستيعاب حاوطت ظهرها بذراعاي ولسببٍ ما..شعرت بالراحة تجتاح دواخلي رويدًا و رويدًا مع مرور الوقت.. ووجدتني أبتسم بخفةٍ..


" شكرًا نيكولاي.."



أرحت ذقني على منكبها الضئيل و أملت برأسي قليلًا ناحيتها بتساؤلٍ عن سبب شكرها وقد شعرت بذلك لتشدّ على على عناقي أكثر وتحشر رأسها في تجويف عنقي " شكرًا..لأنك الوحيد الذي بقيت كما أنت رغم أننا أنا و إيثان وربما الجميع..قد تغيروا إلا أنت..ظللت كما أنت من أجلنا من أجل أن تمد لنا يد المساعدة في كل مرةٍ نسقط هزماءً لما يحدث لنا..من أجل أن تستسمع لغضبنا المتفجر دون أن تتفوه بأي شيئ بقيت كما أنت رغم كل شيئ رغم أننا لا نعطيك بقدر ما نأخذ منك.." قهقهت بخفوتٍ للدغدغه التي شعرت بها لصوتها المكتوم على بشرة عنقي تنهدت مدعيًا السأم لأتذمر " كفى حقًا ! مؤخرتي سئمت من سماع أنني لا أحصل منكما كما أعطيكما ! ما الذي تعرفانه حتى..؟! " توقفت للحظةٍ وقد أبدلت نبرتي لنبرةٍ أخرى جادة منخفضة " أنا حقًا حصلت منكما أكثر مما تتخيلان.." وغدرني لساني فلم أستطع قول بأنهما..باتا كعائلتي التي لم أحصل عليها..


" إيثان سيركل مؤخرتي إن إستمرينا بهذا العناق..رائحتي ستكون فواحةً كالعطر عليك ".


هي فورًا إنسحبت من العناق ضاربةً كتفي بحاجبين معقودين بعبوسٍ " أحقًا نيكو ؟! أنت مخربٌ اللحظات ! ولما تحشر مؤخرتك بكل
موضوعٍ..؟! " ضحكت على عبوسها الظريف وفجأةً جفلت بإرتعابٍ عندما فجأة إقتحمت إيڤانورا بإندفاعية الغرفة وكأنها أمٌ إكتشفت بأنها إبنها يشاهد أفلامًا إباحية..! عينيها توجهت فورًا لكيتي لتتقدم مقتربةً منا بوجهٍ غاضبٍ نوعًا وبه بعض الإعتراض " كتاليا أعلم بأنه فقط قبل قليلٍ فقط كنت بجنازة سارفينا..وربما ليس الوقت المناسب للتحدث ولكن الأمر مهم " وكتاليا لم تبدو فضوليةً أو متسائلةً عمّا تنوي إيڤانورا..وكأنها علمت بما ستقوله لها...


" لما أخرجتماني من الجيش..؟ هل أنا ضعيفةٌ..؟! أنا لا أرغب بالبقاء هنا ساكنةً وجميعكم و رفيقي تخضون حربًا مصيريًا ! فلما وعلى حين غرةٍ وجدتني خارج القائمة..؟! " قالت هذا بنفسٍ واحدٍ ليترفع صدرها ويهبط لإنفاسها المتسارعة بعض خصلاتها الرمادية تناثرت على وجهها المحمر قليلًا من الإنفعال ولكن كيتي فقط إبتسمت نافيةً برأسها " كلا ، أنا أعلم تمامًا بأنكِ لستِ بضعيفة ولكن.." تقدمت لتمسك يديّ إيڤانورا التي تحدق بخا بإنصاتٍ وإهتمامٍ شديدين " أنتِ..لا ترغبين بأن تتأذى إبنتكِ صحيح..؟ ".

مـ..ماذا..؟

تجمدت إيڤانورا وهي تحدق بكتاليا وكأنها قالت شيئًا من خارج الكوكب أما أنا فتوسعت عيناي بصدمةٍ ووحدقتايّ فورًا توجهتا لبطن إيڤانورا..والذي كان مسطحًا و لن يقول أي أحدٌ بأنها حامل ! ولم تقل كتاليا فقط أنها حامل بل وأيضًا قالت بوضوحٍ بأنها فتاةٌ وهي لا تزال فقط نطفةً صغيرة الحجم..! و بجدية شعرت بأنني أبله وبما أنني شعرت بذلك فهذا حتمًا يعود لأمور تخص السحرة والجوجو خاصتهم ، رفعت رأسي بتشوشٍ أنظر لكيتي التي لا تزال إيڤانورا ترمقها ككائنٍ غريب " إ-..إبنتي..؟ " تلعثمت إيڤانورا بعدم تصديق ويدها لا شعوريًا توجهت لبطنها وكأنها فقط الآن أحسّت بطفلتها تنمو بين أحشائها ، أمائت كيتي برأسها وإبتسامتها إزدادت إتساعًا..في حين إيڤانورا بدأت عينيها ترقرق دموعًا خارجة عن إرادتها وشفتيها لازالتا ترتجفان بعدم تصديق..



" ألن تذهبي لإخبار بيتر ؟ "
حاوطت كتفيّ إيڤانورا التي سرعان ما أمائت في فرحةٍ وعينيها أسقطت دموعها بتجد طريقها لوجنتيها لتحتضن كيتي بسرعةٍ هامسةً بـ 'شكرًا ' قبل أن تهرع خارجةً من الغرفة..أظن من ركضها هذا لا تزال غير واعيةٍ بحقيقة أنها حامل..." لن أسأل عمّا حدث..أمور الجوجو تؤلم رأسي " رفعت يديّ بإستسلامٍ لكيتي عندما نظرت إلي بعد ذهاب إيڤانورا لتضحك علي بخفة...

..................
................
..............
.............
...........
.........
.......
.....
....
...
..
.



تتذكر كيف قبل قليلٍ أقامت سحرًا يتضمن أربعة آلاف شخصٍ.. السحر الذي سيجعل كل واحدًا من أولئك الأربعة آلاف شخصٍ يحمل علامةً مميزة تتكون من مزيجٍ من قوتها هي و إيثان والذي قاما به عن طريق دمج دمائهما سويًا بوعاءٍ سحري قبل أن تنثره كله على الأرض لتقيم السحر.. وفي ذات الوقت تذكرت ذاتها السابقة..في قطيع الألفا كريس ذلك الوقت الذي إعتقدت بأنها مجرد فتاة بشرية منبوذة من قبل قطيع المستذئبين الذي تعيش معه منذ أن وعت على الحياة.. تلك الفتاة التي لربما أن قلت لها بأنها ستكون هنا..ستصبح على ماهي عليه الآن ستنعتك بالمختل وسترتجف خوفًا لظنها بأنك بلا عقلٍ...


" كتاليا..."


نده عليها لتفتح عينيها خارجةً من سيل الذكريات التي وقعت بها بلا شعورٍ حين أتت اللحظة المنشودة أخيرًا و النسيم يداعب خصلات شعرها البني...وإلتفتت لخلفها لناحية ذلك الحشد الضخم..تحدّق بمن كانوا بالصف الأول واحدًا تلو الآخر وملامحهم حفظوا بأعماق قلبها وكأنها المرة الأخيرة التي ستراها بهم...والتي قد تكون كذلك..إن لم يجري الأمر كما يأملون..


آبراهام وبنجامين..نيكولاي..و بيتر الذي قبل مدةٍ وجيزةٍ وعندما إحتضن إيڤانورا وكأنما يرغب في إدخالها بين أضلاعه للأبد..مسح دمعته اليتيمة الوحيدة التي سقطت خفيةً من خضرواتيه المحمرتين من التأثر..إلا أنها رأته..ورأت ذلك الجزء الصغير منه..الذي كان يعتقد بأنه لن يعود حيًا..بأنه سيترك رفيقته وحبيبته..وإبنتهما خلفه ويرحل بلا عودة للأبد...

" فلتقتربوا من بعضكم البعض..سأقوم بنقلنا الآن لحيث تقبع مملكة ماينارد.." بصوتٍ جهوري ثابت أمرت ذلك الجيش الضخم والذي يتضمن مختلف المخلوقات وأجناسها من سحرة ومستذئبين و مصاصي دماء وأخيرًا أفراد جنس العنقاء و الذين جميعهم موصومين بجزءٍ ضئيل من قوتها هي وإيثان الذي أردف مقاطعًا " مهلًا " والأعين جميعها توجهت إليه وقد إقترب منها حتى بات بمحاذاتها تعتلي عينيه ذات اللونين المختلفتين نظرةٌ جادة و لا تقرأ بذات الوقت " لا تذهبوا للحرب وأنتم تفكرون بالموت كما أراكم تفعلون الآن..بل فكروا بحياتكم بعد الحرب..بالسلام الذي ستعيشونه مع عائلاتكم وأحبائكم..أنا لم أخض هذه الحرب من أجل الموت في سبيل إنقاذ الجميع..أنا لست بتلك الطيبة كما تعتقدون وإنما لأنني .."

نظر إليها إبتسامةٍ  وليدةٌ تكونت فور إلتقاء حدقتيه الملونتين بخاصتيها  وبرقت عينيه في تصميم " أرغب بالحياة..وسأتشبث بها بكل قوتي..." شفتيها إنفرجتا بمسافةٍ طفيفةٍ للحظاتٍ قبل أن تجد إبتسامة صغيرة طريقها لشفتيها..صغيرةٌ ولكنها كانت تعبر عن سعادة بأضعاف وأضعاف حجمها..كما كان نيكولاي  وبينجامين اللذان ينظران إليهما من مسافةٍ لا بأس بها..

أو آبراهام الذي شخر بسخريةٍ إلا أن إبتسامته لم تكن تحوي على أيٍ من هذا على الإطلاق..

" لذا..أنا لن أعترض أو أغضب إن أراد أحدٌ منكم عدم المشاركة..إن الخيار بين أيديكم وليس لي الحق في إجباركم " عمّ السكون بعد الذي قاله إيثان للحظاتٍ قبل أن تمتلأ مسامع الجميع بالهمسات فيما بينهم المليئة بالإستغراب الحيرة التردد و الضياع الذي إزداد أكثر حالما وضحّ كلًا من آبراهام وبينجامين موافقتهما من خلال صمتهما على ما قاله ولم يعترضا ، وفي غضون بضعة ثوانٍ..كانت صيحات
الجيش المتزامنة قد إعتلت في حماسٍ وتصميمٍ..في رفضٍ قاطع للإستسلام عن الأمل وعن أمنياتهم..وحياتهم.


" إذًا هيا بنا...! "


صراخها الحماسي والذي كان لسببٍ غريبٍ ممزوج ببعض البهجة على الرغم من أنهم متجهين للحرب..كانت آخر ما إلتقطته مسامعهم قبل أن يشعروا بسائر أجسادهم تطفو للحظةٍ..وفي لحظةٍ كانوا قد أصبحوا بمكانٍ آخر..حيث يقبع بأعلى الجبل..قلعةٌ عتيقة ذات هالة عظيمة...


كانوا بالفعل بموقع الحرب.


-إنتهى-

أعتذر للتأخير بس مشهد موت سارفينا أخذ مني وقت كنت ابي احط كل المشاعر فيه ولأكون صريحة بكيت شوية 😭 ، أخيرًا سارفينا
وجدت سلامها الخاص بعد قرونٍ من العذاب.. :(.


يوم سعيدٌ وڤوت رجاءً ❤️.

Continue Reading

You'll Also Like

733K 41.4K 45
تتحدث القصة عن القدر الذي جمع رفيقين من عالم من مختلف أقوى ألفا في العالم يجد أن رفيقته فتاة بشرية لا يستهان بها هل ستوافق البشرية على قبوله كرفيق ؟...
246K 12.1K 25
لطيفة جــمـيــلـة صاحبة عقل طفولي لكن ذكي بنفس الوقت لا تهمها العادات والتقاليد تكره المتسلطين ماذا لو وقعت بحب امير متسلط و بارد ؟؟ ... لولا فتاة...
1.2M 115K 35
في وسط دهليز معتم يولد شخصًا قاتم قوي جبارً بارد يوجد بداخل قلبهُ شرارةًُ مُنيرة هل ستصبح الشرارة نارًا تحرق الجميع أم ستبرد وتنطفئ ماذا لو تلون الأ...
446K 37.1K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...