أعين السماء || EYES OF SKY

By VedaylightRa

1M 66.1K 20.5K

هيَ وهوَ كانا رفيقين مختلفين عن الآخرين.. شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر صدري حتى أصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرةٍ غي... More

المقدمة
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17 - End of the season one -
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22 - Farewell -
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26 - End of the season two -
INTRO 27
Part 29
Part 30
Part 31 -THE END-
|| Special Part ||

Part 28

22.4K 1.4K 483
By VedaylightRa




الغضب..الغضب والغضب فقط ماكان يضخ بعروقه أخذ الغيظ كل ما أخذ فهو لم يدع نيكولاي يكمل جملته حتى إندفع بسرعةٍ متخطيًا إياه وهالته التي تفجرت بغضبٍ وصل لكل من حوله أخرسه تمامًا..! لم يستطع نيكولاي فعل شيئ أمام هالته وهيمنته الغاضبة بجنونٍ سوى الصمت واللحاق به كما فعلت كتاليا ولم تفعل سارفينا وبقيت هناك دون أن تنبس ببت شفةٍ وبتعايبير فارغة ببعض الإرهاق والشحوب على سيمائها..

نيكولاي كان مدركًا للنظرات التي تلقيها عليه كتاليا وهي تركض تحاول مواكبة سرعة خطوات إيثان الغاضب والذي يتقدمهم ، إلا أنه فقط زمّ بشفتيه بإبتسامةٍ باهتةٍ لها لعلّ هذا يخمد من لهيب قلقها وتساؤلها ولم يوضح شيئًا وترك الأمر هكذا لأنه رأى من الأفضل أن يسمتعا لهذا منهما شخصيًا ..من اللذان فورما ما سمع إيثان إسميهما وهو يقترن بموضوعٍ يخصّ ماينارد كان قد جن جنون غضبه وأغشي بصره وحدث ماحدث الآن دون أن يتمكن نيكولاي من إكمال حديثه.

ويفكر أيضًا بداخله...يفكر كيف أن إيثان قد تغير..؟ سمة الهدوء والبرود الشديد الذي كان لطالما يتسّم به بل وكان يمثل جزءً كبيرًا منه قد أصبحت أعمدته هشةً سهلة الإنكسار فقط كما حدث الآن..؟ ولم يكن حقًا مستنكرًا حدوث هذا فما واجهه هو وكتاليا لم يكن أمرًا تواجهه وتنتهي منه دون أن تتأثر به..وهذا كان تأثير ماحدث على إيثان.

وهذا التأثير لم يكن سيئًا على الإطلاق ! .

فالغضب وفقدان السيطرة هي أمورٍ طبيعيةٍ قد تحدث  بأي مخلوق حي في مواقف كهذه ! أمورٌ طبيعية تدل على الحياة ! ولكن إيثان السابق لم يكن كذلك..كان باردًا جدًا كالميت سابقًا لا يشعر بشيئ وقد فقد جميع آماله بهذه الحياة ولذا كونه تغير لمن يقف أمامه غاضبٌ وأوداجه تبرز من شدة غضبه أسعده بطريقةٍ ما طريقة غريبةٍ !.

دلف بهمجيةٍ راطمًا الباب ليفتحه على أوسع مصراعيه تزامنًا مع فرار تنهيدة إرتياح من بين شفتيه الغليظتين وعودة نبضات قلبه المتعالية بسبب إنفعاله الشديد للمعدل الطبيعي حالما وقعت عينيه ذات اللونين المختلفين عليهما..بخير وبحالة سليمة تمامًا رغم التعابير المتهجمة التي تعلوهما..

وأقصد بهما... آبراهام وبينجامين الواقفان بالقرب من الألفا مايكل والجاما بيتر ، دلف وراءه مباشرةً نيكولاي التي أسقط تعابيره السعيدة فور أن حدجه الألفا مايكل بحاجبٍ مرفوع  ، وبعد عدة ثوانٍ طويلة كانت كتاليا قد وصلت أيضًا لتلهث وهي تستند بكتفها على الباب..متمتمةً لنفسها بين لهاثها " كم كنت حمقاء لظني بأنني سأواكب سرعة مستذئبين ! ".

" مرّ وقتٌ طويل ليا..إفتقدتكِ ! "
رفعت رأسها بسرعةٍ بتطلعٍ ولهفةٍ فور سماعها لصوت بيتر المبتسم لها بخفةٍ! والذي تكاد تتكسر عظامه بسبب عناقها المفاجئ والعنيف وكأنها لم تكن توًا مرهقةً وتلهث من إنقطاع أنفاسها ! " إفتقدتك أنا أيضًا..وكثيرًا بيتر ! " صوتها المكتوم ورأسها المحشور بصدره لفرق قامتهم جعل منه يضحك بخفوتٍ رغم أنه لم يكن بتاتًا بمزاج للضحك وليس بعد ما سمعه من أخبارٍ للتوّ..

وبطريقةٍ ما ، كتاليا إستشعرت ذلك به وإبتعدت عنه قليلًا تُطالع عينيه الخضرواتين اللتان لم تنجحا بإخفاء بريق القلق والتشاؤم الذان بهما..، إلتفتت برأسها لجهة الألفا مايكل ذو التعابير الفارغة والشاردة نوعًا ما وإلى آبراهام الذي لم يعر لها إهتمامًا ويطالع إيثان بحدقتيه الحمرواتين الجامدتين وصولًا لبينجامين الذي إبتسم لها إبتسامةً صغيرةً مُرحبة وبعسلتين لامعتين..إلا أنه هو الآخر لم يستطع كذلك محيي ذات المشاعر التي تراود بيتر عنه ! كان واضحًا كوضوح الشمس على وجهه وهالته وتحديدًا على إبتسامته ..! بدا وكأنه يرغم نفسه على أكثر شيئ يشمئز منه وينفره الآن ! تسائلت بداخلها ' ما الذي حدث بحق الإله..؟ ' وبدأت هواجسها وأوهامها المخيفة بشأن ماينارد تنمو برأسها...


" أيجب علي نقل الأخبار السعيدة عوضًا عنك ألفا مايكل ؟ "


تكلّم آبراهام بصوتٍ عميق مصرًا على عدم إنقطاع وصلة عينيه عن عينا إيثان الذي قطب حاجبيه بنفاذ صبرٍ وتهجمٍ ليومئ الألفا مايكل بالإيجاب دون أن ينبس ببت شفةٍ كما بينجامين الذي تنهد مستندًا بظهره على الجدار مستمرًا بالإنتباه على تعابير إيثان حينما نطق آبراهام بثباتٍ كان من الواضح قصر مدته قبل أن ينفجر " ذلك المدعو ماينارد والذي بالمناسبة سمعنا قصتكما المثيرة الإهتمام معه ، قد إختطف العديد العديد من مصاصي الدماء من مملكتي أنا..وبعددٍ مقارب إختطف أشخاصًا من مملكة بينجامين كذلك ولكن ليس ذلك ما في كل الأمر.." مررّ أنامل يده بين خصلات شعره ناصع البياض وبسخريةٍ ضحك ولم تكن بتاتًا ضحكةً فكاهيةً فالشرر يتطاير من حدقتيه الحمرواتين ليكمل بذات النبرة الساخرة " مستوى قوة الذين إختطفهم ذلك الداعر لم يكن بسيطًا..أنا أتكلم عن مصاصي دماء وعنقاء ذوي دماءٍ نقية وأنت تعلم مايعني هذا صحيح ؟ " .

وفي هذه اللحظة قرّر بينجامين الخروج من صمته لتعابير كتاليا المتشوشة مما قاله آبراهام محدثًا إيثان الذي لازم الصمت والسكون حتى في تعابيره " من المحتمل بأنك ستتسائل كيف عرفنا بأن من إختطفهم هو ماينارد ؟- " صرير وإحتكاك أسنان بينجامين مع توقفه عن الحديث عينيه العسلتين المتوهجتين في حقدٍ وبغضٍ بعثّت بقوةٍ مشاعر الغضب لخارج جسده إليهم ، بإشمئزازٍ واضح إسترسل ليرسل قشعريرةٍ ببدن كتاليا التي غلفت ثغرها بكفها في صدمةٍ وتقزز...

" لقد ترك رسالةً صريحةً مبهرة عن طريق الأشخاص الذي كانوا أقل مستوى ممّن إختطفهم وكانوا معهم وقتها..دوّن إسمه عن طريق رؤوسهم المفصولة عن جسدهم وببقية أحشائهم المنزوعة والمتقطعة دوّن..إسميكما أسفله..".

الرجفة تخلخلت عظام كتاليا وإبتلعت ريقها للحقيقة التي ضربتها ... فتلك الرسالة لم تكن سوى..إعلان للحرب التي كانت هي وإيثان يتدربان من أجلها طيلة الأيام السابقة..! ، الحرب التي علم الجميع بأنه لا مفر من حدوثها..ليس وبعد أن حُرّر ماينارد وخرج من ذلك التابوت الذي حرص كلًا من كيندسلي وأزيل على أن لا يخرج منه ، نقلت نظراتها لإيثان الذي لم تتزحزح تعابيره ولو قليلًا..وكم كان جيدًا بتمالك نفسه على عكسها..تمامًا مثل ما ألقت عليهم سارفينا من فاجعةٍ على مسامعهم..كانت جل جزءٍ منها تنتفض وتترجف من ثوران الغضب..الحقد والكره الشديد الذي إندلع بداخلها وشعرت به في كل شرايينها..! لكنه لم يبدِ شيئًا..حتى لم تصل لها مشاعره عن طريق رابطتهم ولا تعلم إن كان ذلك لقدرته العالية بتمالك نفسه أو لأنهما لم يكملا مراسم إرتباط رابطتهما بشكلٍ تام بعد..

عضّت على شفتها ومشاعرها الداخلية تتضارب بداخلها..ولكن عينيها التي توسعتا فجأةً وماتراه رمى كل هذا جانبًا ! أخذ الأمر منها فقط أن تخفض بنظراتها قليلًا لتبصر على يديه التي تتقطر الدماء منهما بسبب مخالبه التي طالت حتى إخترقت باطن كفيه !
رغم أن جسده لا ينتفض ولا قليلًا لا يعبر عن الغضب الذي تملكه....إقتربت خطوتين منه بقلقٍ عليه إلا أن خطواتها لم تكتمل وقدميها إلتصقت بالأرض بل وإيثان أخيرًا أبدى صدمةً بتعابيره عندما نطق بينجامين بأشد النبرات بؤسًا وأكثرهم قلةً بالحيلة وقهرًا..


" أختي الصغرى..كانت ممّن إختطفهم ذلك اللعين العاهر..! " .


كانت الكلمات ستخرج من ثغر إيثان لولا أن بينجامين قاطعه فورًا بتصميمٍ لا يقبل نقاشًا " أنا أعلم إيثان..أدرك تمامًا بأنه لن يستطيع أي شخصٌ عداكما مواجهته ولكن..لن أبقى ساكنًا حتى تنتهون ! أختي الصغيرة التي وعدت نفسي منذ أن توفي والدي بأنني سأحميها بروحي ها هي ذا تختطف من قبل مختلٍ لاينكفّ عن إسفاك الدماء دون أن أفعل أي شيئ! عاجزٌ ولا أعلم بأي جزء من الأرض تقبع ! لا أعلم إن كانت بخير أم لا ! لا أعلم إن كانت تتعرض لأمورٍ سيئة هناك !-" آبراهام وضع كفه على منكب بينجامين الذي تصلّب جسده فورًا وسط لهاثه حينما أدرك بأنه طيلة الوقت كان يصرخ بوجهيهما بتعابير شرسةٍ عدوانيةٍ ومقلتيه تتوهجان بشررٍ بينما نيكولاي وبيتر رقّت ملامحهيما في تعاطفٍ وتفهم ، تنهيدةٍ أخرجها آبراهام من بين شفتيه لتنعقد حاجبيه بعدم رضى " أنا أتفق مع بينجامين ، أنا لا أقول بأن نلقي نفسنا للتهلكة ونهاجم إبن والديه دون خطةٍ ولكن آن الأوان لإنهاء كل شيئ..أنا لن أتقبل أن تبقى هناك إحتمالية لأن يمسّ شعبي بأذى بأي وقتٍ وبغتةً وبينجامين يفعل أيضًا فليست أخته هو كل ما يفكر به فهو عمليًا أصبح ملكًا لمملكته منذ أن والدته الملكة الحالية مريضة حاليًا..علاوة على ذلك..." .


" أجل ، أنا أعربت عن موافقتي لما يقولانه "


أكمل الألفا مايكل والذي تحدث للمرة الأولى منذ قدومهم محررًا الأرض من حدة نظراته ليرفع مقلتيه الرمادتين بهدوءٍ لإبنه..لإيثان الذي نظر له بذات الهدوء لثوانٍ قبل أن يتحدّث مجددًا " ولكن..بنهاية المطاف القرار بيدك إيثان.. فأنت الألفا الآن وإن لم يكن رسميًا بعد " إبتسم في نهاية حديثه بخفةٍ وتبادلا النظرات فيما بينهما حتى إستطاعت تلك الشرارة المحببة التي تولدت بكفه من إنتزاعه نظراته لِتُوجه ناحيتها..التي تنظر لها بزرقاوتين ذات حوافٍ بنفسجية قلقتين بسبب داميه الدامية وفي ذات الوقت أخبرته..أخبرته عينياها عن الثقة والرضى التام لأي قرارٍ سيتخذه إبتسامتها التي رسمتها على شفتيها الذي بالكاد يمسك نفسه و ذئبه عن تقبيلها حتى الغد قد بعثت شعورًا مريحًا بداخله..شدّ يده على يدها وبصعوبةٍ أزاح عينيه عنها للبيتا الخاص به..نيكولاي الذي إبتسم موافقًا على أي قرارٍ يتخذه محركًا شفتيه ' أنا معك فيما تراه مناسبًا..أخي! ' كما فعل بيتر عندما ذهبت عينيه إليه..

في ثوانٍ بدت كالدقائق للجميع ، أخرج نفسًا من ترائبه ووضع عينيه الحالكتين الفاتنين نُصب بينجامين وآبراهام مع إبتسامةٍ كسولة غير مكترثة وبثبات واثق نطق

" إذًا ماذا ننتظر؟ لنلبي أمنيات الداعر بموته .."



..............
...........
..........
.........
.........
........
.......
......
......
....
...
..
.

~ كتاليا :





بوضع الجانب الذي لايزال يفكر بما قالته سارفينا جانبًا ، وغير الجانب الذي يفكر حول ما سيحدث مستقبلًا بعد أن قرّرنا..مواجهة ماينارد رغم أنني واثقةٌ بنا..بي أنا وإيثان والجميع..! على أية حال كان هنالك جانبٌ آخر و بالأصح شخصٌ آخر لم أتمكن من التوقف بالتفكير بشأنه..

" امم..سأغادر هنالك أمرٌ يجب علي فعله قبل أن نعود لسارفينا "
نطقت مقاطعة حديثهم حول الخطط الحربية و تحالفاتهم..فبالنهاية ليست لي فائدة بهذه الأمور فأنا لا أمتلك أي خبرةٍ ، رمقني آبراهام بنظرةٍ من الأعلى والأسفل وتنهد هازًا رأسه في فقدان أمل..؟! إنه لا
يزال على حقارته ولؤمه ! عضضت شفتي وقلبت عيناي له  وعندما لم أرى إعتراضًا من أي أحد وإيثان فقط يبحلق بي دون قول شيئٍ ما مسببًا ألما طفيفًا بمعدتي إبتسمت له بإرتباكٍ قبل أن أدير جذعي متوجهةً للباب الذي وصلت إليه بعد بضعة خطواتٍ-

" كتاليا "

نبض قلبي لإسمي الذي خرج من بين شفتيه من خلفي..وكأنني لست أسمعه منه بشكل يومي بل أكثر إلا أنني وبكل مرةٍ أشعر بسربٍ من الفراشات فقط لسماعي لإسمي منه ، بللت شفتي بتوترٍ من مظهر وجنتاي ملتفتةً للخلف وكل شيئ شعرت به تضاعف بل تفجر عندما حاوط وجنتاي بكفيه المحكمتين وقبلني بقوةٍ وبعمقٍ شديد أذابني كليًا وجعل من ساقاي تنهاران من الزوبعة المؤلمة الجميلة التي تَعبث بكل جزءٍ من جسدي أنفاسه الساخنة التي تلفح وجهي مسببًا قشعريرةٍ على طول جذعي جميعها..جعلتني لا أهتم بأين نحن الآن لا أهتم بمن حولنا لا أهتم بأي شيئ عداه هو..

" أنت تلتهم أختي أمامي ! "

صياح بيتر الغاضب جعل مني أجفل وأخرج من تأثير قبلة إيثان الذي لم يلقي بالًا بل وزمجر بغضبٍ وإعتراض عندما لم أعد أبادله قبلته العنيفة ! ، وضعت يديّ المرتعشتين على صدره ليبتعد ولكنه لم يتزحزح ولو لشبرٍ واحد بل إبتسم على شفتي برضى ؟! دام الوضع لثوانٍ قصيرة إلا أنها لم تكن كذلك لقلبي المنهك والذي سيغدو عضوًا لا فائدة منه إذا إستمر الوضع هكذا !..ولكنه رحمني أخيرًا ليبعد شفتيه عني مع فتحي لعيناي بثقلٍ لخاصتيه المتوهجتين وكفيه التي تعانقان وجهي بالتأكيد إستشعرت إشتعالي...ودون أن يفصل عينيه عني أجاب بيتر بنبرةٍ مثيرةٍ ببحته العميقة الفاتنة " ما العمل..؟ فلستُ أحبذ القبلات اللطيفة مثلك ..إنها لا تشبعني! " .

وعملت..علمت حين لعق شفتي بلا أدنى إكتراث لهم بأنني يجب علي الذهاب من هنا والآن ! فأنا أشعر بألمٍ شديد بمعدتي ويقلبي يخرج من مكانه ! إن إستمريت بالبقاء هنا فسأصاب حتمًا بأمراضٍ مزمنة ! ، نزعت كفيه عن وجنتيّ المشتعلة وغادرت فورًا بأسرع ما لدي حتى وجدتني خارج المبنى وبالطبع..لم تفوّت مسامعي سماع ضحكاته الخافتة من ورائي بالإضافة لشتم بيتر لإيثان أو تذمر نيكولاي مما رآه...



" ليا !! "


الصوت الطفولي البريئ والمألوف لي حرّك قلبي وذمرته لملامحه الغير مصدقة فور ملاحظته لي عندما دخلت للمطعم.. بإبتسامةٍ واسعة جثيت فور رؤيتي لخطواته الظريفة والسريعة ناحيتي حتى إحتضنني بقوةً متشبثًا بي ويمرغ وجهه بتجويف عنقي مرارًا وتكرارًا يشتم رائحتي بعدم تصديق " لقد إشتقتِ لكِ كثيرًا..كثيرًا لم أعد أرغب بدمية البطل الخارق الجديدة لذا لا تغيبي عديني ! " صوته المكتوم والعابس جعلني أحتضنه بقوةٍ لشدة ظرافته بإبتسامةٍ شديدة الإتساع وجزء بداخلي..منعني من إجابته أو وعده بذلك ، رفعت بصري للعم جون الذي نظر إلي بإبتسامةٍ صغيرة وعينين بندقتين لامعتين وبحنوٍ نبس " أتريدين فطوركِ المعتاد ؟ " أخرجت ضحكةٍ قصيرة مومئةً ولكنني سرعان ما غيرت رأيي..


" فلتضعه بصندوق رجاءً عم جون...فأنا سأقدمه لشخصٍ آخر ".


عندما توقفت أمام مكان الشخص الذي كنت أفكر به نظرت لصندوق الطعام الذي بيدي بإبتسامةٍ صغيرةٍ الذي ناولني إياه العم جون بعد صفعةٍ تلقيتها منها بمؤخرة رأسي تأنيبًا منه لجعله يقلق علي...إلا أنه سرعان ما قبّل رأسي دون أن يقول شيئا...وقد ذكرني هذا قليلًا بجاكسون ، تلاشت الإبتسامة من على شفتي وماتت بل وإرتعشت شفتي وزممتها بمحاولةٍ فاشلةٍ تمامًا بإيقاف إرتعاشها..فليس هي الشي الوحيد الذي يرتعش بي بل كلّي...قلبي لا ينفك عن الخفق بشكلٍ مؤذٍ  مؤلمٍ و عقلي لا ينفك عن ترديد جملةً واحدةٍ منذ أن طالت كلمات سارفينا لمسامعي...


أنا أعدت جاكسون للحياة من أجل تفعيل قوتي..ومات من أجل أن أحصل على قوتي بشكلٍ كامل حياته كانت حلقةً نهايتها وبدايتها واحدةً فقد بدأت من أجلي وإنتهت من أجلي...


نفسي أصبح متسارًعا وخفقات قلبي باتت تؤذيني للحد الذي جعلني أشعر بالدموع تتراكم بمقلتاي إلا أنني لم أسمح بسقوطها..ليس الآن وهنا أنا لا أمتلك الحق بعد للبكاء..عندما ينتهي كل شيئ حينها..سأكون قادرة على البكاء بلا حياء ولا توقفٍ كما أريد ! يمكنني زيارة قبر بليكسي والنظر إليه دون خزي دون الشعور بالذنب ينهشني ! مررت عيناي وأدرتها بالسماء لأجفف عيناي من الدموع رغم الألم الذي يضرب قلبي بلا رحمةٍ ولا هوادة وقد نجحت مع خروج نفسٍ متحشرجٍ من بين شفتاي...



" كـ..كتاليا..؟ "


تفاجئت لسماعي لصوتها الأنثوي المتردد من خلفي إستدرت بكامل جذعي وألقيت ألمي خلفي راسمةً على شفتاي إبتسامةً واسعةً صادقةً فقد إشتقت لها كثيرًا..! وتزامنًا مع إبتسامتي هي قد أوقعت سلة التفاحات من بين يديها تُطالعني بعدم تصديق وكأنني شبحٌ ما ! أخرجت قهقهةً صغيرة لم أستطع كبحها وأنا أتذكر لقائنا الأول..كان مشابهًا لما يحدث الآن..

إلا أن الأشخاص قد تغيروا ، أنا تغيرت كما تغيرت هي..إيڤانورا.

رفعت صندوق الطعام لها " جلبته لكِ ! و لا يزال دافئًا ! أعلم أنكِ تكرهين وبشدةٍ أن يبرد الطعام ولو قليلًا " صحتُ بنبرةٍ مبتهجةٍ وبذات الإبتسامة ولكنها فقط عقدت بحاجبها وأسقطت تعابير الصدمة والدهشة عن محياها لتتلبسها تعابير جديةٍ وهي تشزرني بحدة زرقاوتيها تتقدم ناحيتي بعدوانيةٍ واضحةٍ وعندما باتت قريبةً مني هي رفعت يدها لتضربني ولذا وتلقائيًا أغمضت عيناي بسرعةٍ وبذات السرعة أنا فتحت عيناي بذهولٍ لجسدها الذي عانقني حتى شعرت بأنني سأختنق ! " أيتها السافلة اللعينة ! لا فكرة لديكِ كم كنت قلقةً بشأنكِ ؟! أنتي لم تتعبي نفسكِ بإرسال رسالةٍ لي عن طريق بيتر حتى ! و لم تأتي معي..." إرتعش جسدها وخار عناقها..صوتها بهت وتذبذب مكملةً " لزيارة بليكسي..فنحن الإثنتان كنا صديقتيها الوحيدتين! " ضربت ظهري بعتابٍ وشعرت بدموعها على كتفي... إبتلعت ريقي بصعوبةٍ للأشواك التي تؤلم حلقي ورفعت كلتا يداي لأربت على ظهرها بصمتٍ أستمع لعتابها ولومها...

الذي كانت محقةً به تمامًا.





" وسم بيتر جميلٌ "
أثنيت على وسم بيتر الظاهر على عنقها بعد أن دلفنا لمنزلها وجلسنا معًا والطاولة الصغيرة هي ما تفصلنا لتبتسم بخجلٍ وتحمر وجنتيها  مرجعةً خصلات شعرها الرمادي للخلف لا إراديًا وإبتسمت..فمن النادر حقًا رؤية إيڤانورا هكذا بيتر حقًا شيئ ما ، ولم تمر سوى ثانية حتى بدأت تتفحصني بشكلٍ واضح وعلمت تمامًا بما تفكر به زممت شفتي ونطقت ببعض الحنق بصوتي " لم..يقم بوسمي بعد " وكشخصية إيڤانورا المعتادة هي لم تستطع حقًا كبح ضحكةٍ من الخروج بل وأجهرت بها بصخبٍ حتى أدمعت عينيها..؟! " يا إلهي لا أصدق ! حتى إن الدماء التي تجري بداخله دماء ألفا وليس كذلك فقط بل هو ألفا مميز عن بقية الألفا هذا يعني بأن رغبته بتملكك ستكون لديه أضعاف وأضعاف مما لدى البقية ولكن ماهذا..؟! " إبتسمت بتكهمٍ قبل أن أنطق وأنا أجز على أسناني " لا تمتنعي عن الضحك ! فلتضحكي بقدر ماتريدين ! " وبالفعل فهي بلا أي ذرة حياءٍ قد أكملت نوبة ضحككها حتى تلاشت تدريجيًا..

" أخبرني بيتر بأنكِ علمتي بشأن .."
نطقت بعد أخذت قضمةً من الشطيرة تُحدق بي بتوجسٍ وحرصٍ صنعت إبتسامةً مزيفةً وأنا قد فهمت ماترمي إليه " أجل...تقصدين بشأن  القرناء ؟ " إبتلعت ما بفمها وأومأت لي مترقبةً ما سأقوله " أنا أعلم بأن كنتي تعلمين ولكنكِ لك تستطيعي البوح به لأنه السحرة الحفاظ عليه سرًا ولم يسمحوا لأحلٍ بالإفصاح عن هذا سوى أفراد بيرث " أصدرت ضحكةً ساخرةً لتسند وجهها على كفها قائلةً " آهه..أظن أن إتباع القوانين أمرٌ غريزيٌ بالسحرة فهم يجدون صعوبةً بل إستحالةً بالإنحراف عنها مهما كان الظرف أو حتى إن لم يجدوا سببًا مقنعًا يدعهم يفعلون ذلك فهو أمرٌ مقدس لهم ولكن..." إبتسمت تنظر لي بفخرٍ " أظن لهذا السبب السحرة قد خلقوا من أجل الحفاظ على الطبيعة والتوازن " .

أومأت بإتفاقٍ معها قبل أن أبلل شفتي وأحدق بها بتساؤلٍ لاحظته على الفور ورفعت حاجبًا لي وهي تأخذ قضمةً أخرى لأنطق ولم أتمكن من منع الإستغراب من الظهور بصوتي " ولكن..طالما أنك تعلمين بشأن تعويذة القرناء..لما حاولتي قتلي ؟ لما ساحرة قطيعي السابق حاولت قتلي ولما كلتاكما أثبتت بأن أي ساحرةٍ تواجهني ستهمّ بقتلي ؟ " تذكرت بمنتصف حديثي حادثتي مع الساحرة التي قتلها الألفا كريس دفاعًا عني ولكنني وجدت ردة فعلٍ أغرب من هذه الحقيقة التي نطقت بها..فالحيرة الشديدة والضياع هو كل ماكان بوجهها وهي تحدق بي بزروقاتيها الضائعتين واللتا تبدوتا وكأنهما تستنكران ما أقوله ولكنني إسترسلت " أنتِ تعلمين وهي تعلم بأن تعويذة القرناء قد صنعت من أجل القضاء على كاتارينا وإندرياس فلما..حاولتم قتلي ؟ ".

" مـ..ما الذي تتحدثين عنه بحق خالق الجحيم ؟! ما الذي تعنينه حتى بتعويذة القرناء ؟! " .


صاحت بي بعدم فهم ليربط لساني ولم أجد ما أقوله..فأنا أيضا لم أعد أفهم ما الذي يحدث هنا ..؟! لما هي تبدو وكأنها لا تعلم عما أتحدث عنه رغم أنها مسبقًا أبدت بأنها تعلم بشأن القرناء ؟! ما الذي..- اللعنة عقلي لم يعد يتمكن حتى من تحليل الأمور أكثر ! وقبل أن أتفوه بشيئ ما هي نهضت من مكانها بإنفعالٍ متجهةً لرفوف كتبها لتأخذ أحد الكتب المدفونة وراء العديد من الكتب وتنفض الغبار عنه لتعود مجددًا إليّ وتضعه أمامي بعد أن فتحت صفحةً معينةً به مشيرة بسبابتها لسطرٍ معين " أنظري لما كتب هنا ! ما الذي تعنينه بتعويذة قرناء ؟ لم أسمع بهذا قطّ ! قيل بأن أحد السحرة قد تلقى وحيًا بأنه سيكون هنالك قرناء لهما سيأتون بإحدى العصور بالمستقبل..سيكونان أشد سوءً من إندرياس وكاتارينا وأكثر شرًا ! وأنه يجب علينا قتلهم فور ظهورهم أمامنا ! ".

إتسعت عيناي وأنا أقرأ تمامًا ما قالته إيڤانورا بأسطر هذا الكتاب !! إلتفت إليها نافيةً وقد إرتبكت لما قرأته وخفقات قلبي تعالت " إيڤانورا ! ما هذا ؟! ماذا بشأن كيندسلي وأزيل إذًا هما كانوا قرناءٌ مثلنا ! " إزدادت العقدة التي بين حاجبيها كمن يحاول تذكر شيئٍ ما لتردد بخفوتٍ إستطعت سماعه " كيندسلي وأزيل..لم أسمع بهما قط " إلتفت بكامل جذعي لوجهها ونبضات قلبي بدت تتضارب بقوة لأهمس بعدم فهم وتصديق " إنهم قرناء يسبقوننا لقد رأيت صورتهما بعينياي هاتين ! هذا لا يبدو منطقيًا إن كان هذا حقيقيًا لذكروا بأنه ليس قرين واحد بالمستقبل بل إثنين ! بالإضافة إلى ذلك ألم تسمعي قط بإجتماع السحرة السري ؟ الذي خرجوا به بتعويذة القرناء ؟! " ولم تنطق بشيئ..عينيها كانت متزعزعتين وتنتقل من مكانٍ لآخر بضياعٍ شديدٍ بهما لتجر قدميها بإتجاه مقعدها وتجلس عليه بوهنٍ وقد شحب وجهها تمامًا " إيڤا هل أنتِ- " قاطعتني بعينين حازمتين " فلتخبريني بكل شيئ تعرفينه ! ".

عندما إنتهيت من سرد كل شيئ هي فقط كانت تحدق وتحدق بالطاولة التي بيننا جسدها خائرٌ تمامًا على مقعدها وتعابيرها الشاحبة فارغة بالكامل إلى أن إرتفعت إحدى زوايا شفتيها بإبتسامةٍ..تحمل كل معنى السخرية لتليها ضحكاتٌ ساخرةٌ خالية من الفكاهة وببغض وحقد شديدين همست " لا أحد..يعلم بشأن كيندسلي وأزيل سواكما أنتما وسارفينا تلك.." أسندت مرفقيها وخلخلت أناملها بين خصلات شعرها الرمادي الذي تبعثر بسبب تفريكها العنيف له ولم أستطع قول شيئ..! فما الذي سأقوله وأنا بالمعنى الحرفي لا أعلم ما الذي يحدث ولا أعلم بشأن ذلك الوحي الذي تتكلم عنه ! لم تخبرني سارفينا بأمرٍ كهذا ! " حتى بعد موتها..العاهرة لاتزال عاهرة " غمغمت إيڤانورا مجددًا وقد عاد الهدوء لها وعاد لعينيها النفور والإشمئزاز الذي كان يشتعل بعينيها كبداية لقائنا...

" تلك..الكاتارينا لابدّ أنها قد فعلت شيئًا ما قبل موتها.." أنصت لها بإهتمامٍ وقد رفعت عينيها لي بإنكماشٍ مشمئزٍ بتعابيرها موضحةً
" لابد أنها ألقت تعويذةً جعلت من الجميع يفقد ذكرياتهم بشأن كل مايخصّ كيندسلي وأزيل..إجتماع السحرة السري..." فرغت بفاهي والإدراك قد ضرب عقلي بالحقيقة..." ولم تتوقف هنا فحسب..بل وإختلقت أمر الوحي التي تناقلت لعدة قرونٍ بين السحرة حتى يقوموا بقتل القرناء بنفسهم  قبل أن يؤذوا إبنها الذي لم أعرف بشأنه إلا الآن.." إنقلبت معدتي وقبضت على بنطالي بغضبٍ وحنقٍ شديدين..إذًا كل ما عانيناه أنا وإيثان طيلة هذه السنوات بل ومنذ أن خرجنا لهذه الحياة...كان بسبب كذبةٍ إختلقتها و لا تمت للحقيقة بأي صلةٍ...





................
..............
.............
...........
........
......
....
...
..
.

~ إيثان:



طرقت الباب ليجيبني صوتها الأنثوي الهامس من خلفه " أدخل " ودلفت لنتبادل النظرات لمدةٍ وجيزة قبل أن تشير بيدها لأن أقترب وأجلس بجانبها قبالة الشرفة وقد فعلت...ليلقتني المنظر الذي كانت تتأمل به وفرقت شفتاي قليلًا بذهولٍ شديد...فالسماء كانت شيئا من الخيال..بها قمرين إحداهما على شكل نصف دائرةٍ العديد من المجرات البراقة زينّت السماء والنجوم بدت وكأنها قطع كثيرةٌ متناثرة على السواء كقطع من الألماس لشدة لمعانها..! .



" إنه سحري..قلت سابقًا لكما بأن جميع مايريده أفراد سلالة بيرث يحصلون عليه بمجرد التفكير به ! " بنبرةٍ مغرورةٍ تحدثت إلي لأميل برأسي إليها بصعوبةٍ لجمال المنظر لأجدها  تعيد خصلةً من شعرها الأسود القصير خلف أذنها بغرورٍ مصطنع ، إبتسمت إبتسامةً صغيرةً إزاء ذلك " ما رأيكِ بشأن قراري ؟ ما هو شعوركِ..؟ فالحرب لم يعد يفصلنا عنها شيئ.." قلتها بطريقة مباشرةٍ وقد شعرت بالقلق من ردة فعلها ولكنها فقط إبتسمت مشيحةً نظرها عني " أليس من المفترض أن أكون من يسألك هذا السؤال ؟ فلست من توجه للتدريب فور عودته وحتى منتصف الليل دون أي راحة ! " بصوتٍ مرح أجابت ولكنه لم يدم حتى تلاشى بنهاية جملتها لتعيد عينيها علي مجددًا " لما تقلق بشأني؟ بينما أنتما من سيواجهه وجهًا لوجه وبمفردكما..؟" صوتها إنخفض وإهتزّ لتزم شفتيها مبعدةً نظرها عني وإلى المنظر الذي يسلب الأنفاس..



ولم أتفوه بشيئ..ليعود الصمت بيننا ، الصمت الذي إستمر طويلًا حتى قطعته هي ...

" أتعلم ؟ أنا أجد عيناك أجمل من هذا المنظر حتى ...أظن بأن السحر سيفشل من صنع أي شيئ يصل لجمال عينيك " أخرجت تنهيدة ساخرةً من بين شفتاي..فلما المبالغة حقًا ؟ لقد قالت نفس ماقالته كتاليا لي مرارًا وتكرارًا في كل مرةٍ تتأمل عيناي ولم تأبع حقًا بتنهيدتي المليئة بالسخرية بل وأكملت بإهتمامٍ " وأتعلم أمرًا آخر ؟ هنالك أمر تناقله العديد على مر القرون بشأن أعينكم..أقصد إندرياس وأزيل  و..أنت وأنا شخصيًا أومن به لذا سأخبرك به ! " نصبت عيناي بإتجاهها وقد أثار كلامها إهتمامي لتبتسم بإنتصار لي وعينيها المرهقتين برقتا في حماسٍ طفولي لتقترب مني أكثر تحدق بعيناي مباشرةً لتنطق بحماسٍ لم تخفيه " قال الكثير بأن الشمس والقمر أرادتا أن تسكنا الأرض كما سكنتا السماء فلطالما شعرا بالوحدة هنالك بالأعلى حيث أن الشمس تختفي قبل أن يأتي القمر والعكس صحيح وإن إجتمعا سيكون لقائهما قصيرًا لذلك قررتا التواجد بعينك ..ولكن هذا لم يكن كافيا فلابد من وجود سماءٍ بالأرض لتجمعهما ! والسماء بالفعل حزنت وأرادت التواجد معهما كذلك! وقد نجحت أتعلم كيف..؟ "  أملت رأسي بتساؤلٍ وأنا أجاري حماسها الطفولي لتتسع إبتسامتها بحنانٍ " لقد سكنت عينيها..فبالنهاية السماء هي ماتجمع الشمس والقمر..هي ما تجمع شتات ذاتك المبعثرة..أعين السماء هي كتاليا.. " أمسكت بيدي بلطف وإبتسامةٍ حانيةٍ وعينين دمثتين همست...




" لذا...رجاءً أنا واثقةٌ بأنك لست بحاجةٍ لأن أقول هذا لك ولكنني سأفعل...فلتحمها جيدًا لتحمي تلك البراءة التي بداخلها هي..بحاجة أن تبقى كما هي حتى بعد إنتهائكم من ماينارد كما بحاجةٍ أنت تبقى أنت هكذا العالم سيكون بخيرٍ تمامًا..! ولا تكتما تعاستكما ومعانتكما..ستتعفن بداخليكما وسينجلي ذلك النقاء ! وإن كان مصير العالم بين يديكما..هذا لا يعني بأنكما لا تستطيعان التذمر ..ولا تستطيعان البكاء..".





ترددت محادثتي مع سارفينا برأسي بلا كللٍ..رغم مرور مدة عليها فهي وبطريقةٍ ما لمست قلبي ..وبلحظةٍ واحدةٍ نسيتها تمامًا عندما شعرت بها بكل جوارحي .. شعرت بخطواتها الخفيفة الأنثوية تقترب مني ولم أبعد ساعدي عن عيناي..شعرت بإنخفاض السرير وعلمت أنها قريبة مني ولم أبعد ساعدي عن عيناي وذهب هذا كله مع الرياح عندما شعرت بها وهي تستلقي بجانبي بشكلٍ قريب للغاية حتى أنفاسها الدافئة تُلهب رقبتي ورائحتها الجميلة المهدئة أثارتني و تخلخلت بأعماق حواسي ، بومضةٍ عينٍ كنت قد أبعدت ساعدي عن عيناي وأملت برأسي لجهتها حيث كانت مجرتاي تنظر لي..تنظر بعيناي التي أراهن بأن الحلكة أخذت نصيبها منهما..فمهما
تذوقت جوارحي ودواخلي رحيقها رائحتها حبها كل شيئ بها على أمل ببالإمتلاء ولكن ينتهي الأمر بكوني أعطش أكثر وأكثر وكأنني أتذوق الفاكهة المحرمة..


والتي لم ولن أندم على تذوقها..ولن أتوقف عن تذوقها حتى آخر نبضة لقلبي..فاكهتي المحرمة الخاصة بي أنا وحدي..


وفي لحظةٍ واحدةٍ وبشهقةٍ صغيرةٍ فرت من بين شفتيها ، كانت قد أصبحت أسفلي وأنا أضع ساعداي على جانب رأسها ووجهينا قريبان من بعضها البعض..جسدها الضئيل بدا كقطرةٍ لا شيئ أمام ضخامة جسدي الذي بدا كالمحيط مقارنةً بجسدها.. ، أنفاسنا المتسارعة بسبب نبضات قلوبنا العنيفة تخالطت مجرتاي الفاتنتين تعلقتا بعيناي دون مفرٍ ودخلنا بنوبة من التحديق والتأمل.." إيثان.." إسمي بدا كمعزوفةٍ عندما خرج من بين شفتيها..همهمت وأنا أغرق بمجرتيها عميقًا " كان شرط قبولك لأن تصبح ألفا رسميًا هو أن يكون ذلك بعد إنتهاء حربنا مع ماينارد ولكن.." جعدت ما بين حاجبيها والضيق برز بتعابيرها " لما..؟ هل..هل " قطعت حديثها ولا شعوريًا لعقت شفتها السفلى في ترددٍ وإضطرابٍ أبادت آخر قطعة صبرٍ مني وألصقت شفتيها بخاصتيّ بقوةٍ وبسرعةٍ لم تدركها فتفاجئت هي لثوانٍ إلا أنها وبسرعةٍ مررت يديها على طول ذراعاي وصولًا لمنكبيّ..رقبتي وأخيرًا فكيّ التي عانقته بيديها و أرسلت شراراتٍ محببةٍ بلا هوادةٍ بسائر جسدي ، تجاري قبلتي الهمجية بمثل شغفي..

علمت ما تعنيه ولأنه كان صحيح لم أرغب في إثباته..لم أرغب في أن أقول بأنني وضعت هذا الشرط لأنني لست متأكدًا أنني سأخرج حيًا من حربنا مع ماينارد ليس لأنني سأهزم من قبله بل سأتأكد من قتله لأشلاء حتى لا يستطيع أي مخلوق إعادته..ولكنني لا أعلم إن كنت سأبقى حيًا..رميت ذلك خلفي وأنا أمتص شفتها السفلية وهديرٌ من صدري خرج  يدي توجهت لخلف عنقها راغبًا بتعميق قبلتنا...

إلا أن جسدي تصلّب بغتةً عندما أحسست بشفتيها ترتجفان ووتيرة أنفاسها تصبح غير منتظمة ..إضطراب أكايلس بداخلي وقلقه وماجعل مني أتصنّم أكثر هو منظر الدموع التي تساقطت من مجرتاي الذي إستقبلني فور فتحي لعيناي...

وبجزعٍ مني عانقت وجهها بكلتا كفاي وبقلقٍ واضح بصوتي " مابكِ ..؟! هل فعلت شيئًا آلمك..؟؟ ".



" أنا خائفة..غاضبة .وأشعر بالظلم..!! "



كطفلٍ صغيرٍ غطت وجهها سوى أنفها المحمر صوتها المرتجف آلمني..تمهلّت وظليّت صامتًا لتكمل حديثها " لما..؟ " حشرجة صوتها باتت أكثر وضوحًا وأبعدت يديها عن عن وجهها لتضعهم على وجهي برقةٍ شديدة عينيها الدامعتين تنتقلان بين خاصتايّ..." لما لم نكن سوى رفيقان طبيعان..؟ إلتقيا بصدفةٍ جميلةٍ وليس القدر أوجب حتمية لقائهما.. ؟ لما علينا أن نواجه كل ذلك..؟ لما علينا دفع ضريبة ماحدث
قبل قرونٍ عديدة..؟ لما علي الشعور بالقلق على من أحبهم دائمًا ؟ لما علي الشعور بالخوف من فقدانك كل ليلة..؟ لما علي الشعور كل ليلةٍ بالخوف من فقدان روحي التي إلتحمت بك التي لن يكون لها وجودٍ من دونك؟  لما...؟! " بصوتٍ باكي لاهث وعينين دامعتين تنظران إلي تصرخ بأنني كل شيئ بالنسبة لها يديها التي لا تزالان تعانق وجهي إرتجفتا ومسحت بإبهامها على وجنتي متمتمةً بخفوتٍ " كل هذا بسببهما..لو أنهما لم يتواجدا من الأساس لم يكن ليحدث كل هذا ..! لم يكن علينا الخوض بكل هذا..! لم يكن علي فقدان جاكسون أو والدتي ولم يكن عليك فقدان والدتك وبليكسي..! أتعلم ما الذي قالته لي اليوم إيڤانورا ؟ قالت بأن رغبة الساحرات بقتلي ونبذ المستذئبين لك لم يكن إلا نتيجةٍ لكذبةٍ لفقتها كاتارينا قبل موتها ليهموا بقتلنا..! ".

جزّت على أسنانها والغضب بدا جليًا على تعابيرها " أقسم لو أنها كانت حيةً لمزقتها لأشلاء حتى الحيوانات تنفر من تناولها ! لو كانت حيةً لقتـ " رفعت بعينيها لي ما بين دهشةٍ طفيفةٍ وغضبٍ مكتوم عندما وضعت سبابتي على شفتيها وبإبتسامةٍ صغيرةً على شفتاي " توقفي..لا تجعلي الحقد والكره يستحوذان عليكِ..أنتِ أنقى من تسود هذه المشاعر قلبكِ وقلبكِ أثمن من أن تتملكه مثل هذه المشاعر السخيفة ..عوضًا عن هذا.." إقتربت من وجهها حتى تلامست أطراف أنفينا بخفةٍ  أطرفت بأهدابها بثقلٍ و بهمسٍ خافتٍ أكملت " فلتجعلي قلبكِ بالكامل لي..فلتجعلي مشاعركِ أجمع لي..وحواسكِ ملكي كما إمتلكتي وحدكِ قلبي ومشاعري وحواسي..أنا ممتن لأن القدر أوجب حتمية لقائنا..فلولاه لما جربت كل هذه المشاعر..ربما لو تقابلنا بصدفةٍ جميلة لن تكون مشاعري بمثل حجمها الآن..تتسائلين لما صحيح..؟ " وعينيها اللامعتين أجابتني لأبعد سبابتي عن شفتيها وأدنو مقبلًا فكها عدة قُبلٍ على مهلٍ " لأن بكل حدث عصيب خضناه وقعت بحب جانبٍ منكِ..بكل حدث كان جانبٌ مختلف منكِ يظهر ويجعلني أحبك أكثر وأكثر وكأنني لست غريقا بحبكِ بالفعل ! لذا أنا ممتنٌ وشاكر لقدرنا فلربما لم أكن لأفعل وأرى جوانبكِ هذه إن إلتقينا كرفقاء طبيعيين..لم أكن لأغرق بحبكِ بكامل إرداتي " .

ظننت بأنني نجحت بأنني أزلت جميع هذه المشاعر من السلبية وإمتصيّت غضبها بالكامل إلا أن شفتيها التي عُكفتا وعينيها المثبتة علي و التي إمتلئتا بالدموع مسحت هذا الإعتقاد من رأسي تمامًا !
عقدت حاجباي بضيق " بجديةٍ..عليكِ أن تتوقفي عن البكاء لا أحب رؤية دموعكِ " إلا أنها نفت برأسها وبإندفاعٍ وجدت جسدها ينقضّ علي بعناقٍ مفاجئ جعل مني أستلقي على ظهري وهي فوقي وجسدها يحتضنني بقوةٍ شديدةٍ " أحبك..أحبك كثيرًا ولن أسأم من قولها أبدًا إيثان بلاك ! " صوتها المكتوم وأنفاسها الغير منتظمة تلفح تجويف عنقي جعلت مني أبتسم وأنا أحيط خصرها الضئيل بذراعٍ واحدة دنيت فمي من أذنها هامسًا " أفضل أن تقوليها وأنتِ تنظرين لعيناي كتاليا.." وفورًا هي أبعدت رأسها عن تحويف عنقي وتساقطت خصلات شعرها البني المجعد على جانب رأسي ، الحُمرة لطخت وجنتيها تحدق بعيناي بتزعزعٍ وأنفاسها مرتبكة الوتيرة وكأنها كانت تجري لوقتٍ طويلِ تمتمت " أحبك..كثيرًا..! " وأنفاسي سُلبت لجمالها لصوتها لكلماتها..



" لا أستطيع المساعدة إلا بالتفكير بأمرٍ واحد وأنتِ فوقي وأنا نصفٍ
عاري ".


قلت بلا شعورٍ ، والحمرة التي كانت طفيفةّ غدت كثيفةً وكأنما سائر دمائها إندفعت لوجنتيها بثانية واحدة وعينيها توجهت لصدري ومعدتي بصدمةٍ مبتلعةً ريقها  وكادت تهمّ بالنهوض عني لولا كفاي التي ثبتتا خصرها وإستقامتي المفاجئة لجزئي العلوي حتى أصبح لا يفصلنا سوى القليل من الإنشات أخرسها تمامًا لتحدق بي بهيامٍ واضح ، أملت برأسي بإبتسامةٍ ماكرةٍ وتوجهت شفتاي لعنقها لأطبع العديد من القبل لتقبض بكفيها الصغيرتين على كتفاي بإرتجافٍ وكأن جسدي إبتلع جسدها بالكامل..



" سمحت لكِ بالفرار كثيرًا يا أميرة..لكن ليس اليوم "


- إنتهى-

كمية الرومانسية بهالبارت أتعبتني حقيقي وجابتلي جفاف قوي😭
وشيئ آخر ! أخيرًا عرفنا سبب تسمية الرواية بـ أعين السماء
كان هذا السبب هي البداية لكل الرواية حتى ! عشان كذا
مافكرت أغيره حتى لو كان مو ذاك العنوان الجذاب للقراءة أو المميز
لأنه هو البداية لكل هذي الرواية 🥺❤️❤️.



* اذا كنت لا تحب الصور فلا تنزل*








دائما  وأبدًا هذا تخيلي لإيثان

Continue Reading

You'll Also Like

1K 136 6
أنت فرشاتي التي رسمت لـي أبهى لوحــات الحب أنت هو إلهـــامي أنت هو لــوحتي الآبديــة قصة ذات فصول قصيــرة #كل مافيها من تأليفي و أي تشابه فهو محض...
246K 12.1K 25
لطيفة جــمـيــلـة صاحبة عقل طفولي لكن ذكي بنفس الوقت لا تهمها العادات والتقاليد تكره المتسلطين ماذا لو وقعت بحب امير متسلط و بارد ؟؟ ... لولا فتاة...
33.9K 2.1K 18
في زَمن طغت الحُروب و الصراعات على السُلطه فهل للحُب مكان وسط ذلك؟