أعين السماء || EYES OF SKY

By VedaylightRa

1M 66.2K 20.5K

هيَ وهوَ كانا رفيقين مختلفين عن الآخرين.. شعرت بقبضةٍ حديديةٍ تعصر صدري حتى أصبح صدري يعلو وينخفض بوتيرةٍ غي... More

المقدمة
Part 1
Part 2
Part 3
Part 4
Part 5
Part 6
Part 7
Part 8
Part 9
Part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 17 - End of the season one -
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22 - Farewell -
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26 - End of the season two -
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31 -THE END-
|| Special Part ||

INTRO 27

22.6K 1.4K 363
By VedaylightRa







خطواته الوئيدة ناحيته جعلت من عظامه ترتعش ذعرًا وخوفًا..عينيه لا تفارق الهيئة التي تتقدم ناحيته بمهلٍ مميت وكأنه مستمتع بمعازيف الخوف الذي بداخله وصوت إصطكاك ركبيته رعبًا بسببه..بسببه من تملأ الدماء ماحول فمه بشكلٍ مرعبٍ جدًا ووحشي إلا إنه ولسوء حظه يستطيع لمح ماحوله بطرف عينيه وهذا ماجعل قلبه يتخبط بهلعٍ لا يخمد.. بهلعٍ حُكِمَ على قلبه بالشعور به حتى النهاية...

الجُثث..الجثث التي كونت رسمةً دمويةً كانت الأرض الطوبية السوداء لوحتها وألوانها دمائهم المسفوكة من الشخص الذي يتقدم إليه..هو آخر شخص متبقي والذي شهد مقتلهم جميعًا..مقتلهم الذي كان أبشع ما رأته عيناه .

فـفور طرحه لسؤاله ذلك لم ينتظر جوابًا بل وكالمجنون المختل الذي يبحث عن مخدراته قتل واحدًا تلو الآخر كما لو كانت جرعته برؤية دمائهم تلطخ الأرض وتكوّن البرك القرمزية عليها ..لم يستطع أحدٌ الفرار بحياته أو محاولة الهرب حتى ! كانت جوارحهم بلّ كل كيانهم تحت رحمة جبروته وعظمته والخوف التام منه والذي نمى بصدورهم...لذا وهو بآخر ذرة أملٍ بداخله ترجاه بأشد النبرات توسلًا وترجيًا..


" أ-أرجوك..سيد ماينارد- "


ناسيًا بأن من أمامه لا يمتلك للرحمة معنى ..فلم يتمّم كلمته للكفّ القاسية التي إعتصرت وجهه وجعلت من جسده يرتفع حتى لا تُلامس قدميه الأرض يصرخ بصرخةٍ مزقت أحشاء السكون صرخةٌ هزّت هذا القصر الضخم الخاوي.. بدا كما لو أن روحه تقتلع من جسده بقسوةٍ..أو بالأصح كانت كذلك بالفعل..، في لحظةٍ واحدة إختفى صراخه بعد صوت سقوط جسده منتزع الروح على الأرض وإجتمعت شتات السكون مجددًا لتخيم على القصر.. مع ذلك القمر الكامل الذي دخل للمشهد جاعلًا منه أكثر عظمةً من خلال تلك النافذة الزجاجية الكبيرة تسلط ضوئها على سيمائه الوسيمة على شعره البني الطويل بعض الشيئ فكه الحاد وأنفه المستقيم عينيه التي تحتضان مجرةً تنافس جمال المجرات أجمع...

خلع قميصه لتبرز عضلات معدته وصدره التي فشلت القرون التي بقي بها بذلك التابوت بمحيها وإزالتها كما فشلت مع وسامته مفرجًا عن إبتسامة فاتنة على شفتيه..دنى موجهًا يده إلى جيب بنطال من قتله للتوّ مخرجًا علبة سجائرٍ بلا إكتراث بالدماء التي تملأ يديه وتتساقط قطراتها أو بالدماء التي تغطي الارضية وتجعل من خطواته ذات وقعٍ مرتفعٍ..توجه لإحدى النوافذ الزجاجية التي تمتلك شرفةً واسعةً وكأن النافذة أدركت قدومه لها هي فُتحت من نفسها دون أن يلمسها حتى ليدلف للشرفة والنسيم داعب خصلات شعره البنية واقفًا بالقرب من أسوار الشرفة ، فتح علبة السجارة ليخرج سجارةً وبسخريةٍ بصوته العميق همس " هذا ماتبدو عليه سيجارات القرن الواحد والعشرون..؟ " حالما ترمكزت السجارة بين شفتيه هي إشتعلت تلقائيًا وبفراغٍ هو بحلق بالقمر المكتمل لمدةٍ طويلة من الصمت..

نفث بدخان سجارته ببطئ فاتنٍ من بين شفتيه  " أظنّ البقاء بتابوتٍ لستة مئةٍ سنةٍ يجعلك شرهًا.." بعينيه الناعستين اللامباليتين
ألقى بنظرةٍ سريعةٍ للمجزرة التي أحدثها بيديه لاعقًا شفتيه بجوعٍ..لإمتصاص المزيد من القوة الروحية ، تنهدّ بضجرٍ محدثًا نفسه بتعابير ميتةً  " ولكن..لنقم بزيارةٍ قصيرةٍ أولًا ".

كان الأمر يستغرق بضع لحظاتٍ حتى بات بالمكان الذي أراد زيارته.. ، تأمل بحدقتيه المتعالتين في البحيرة التي إنعكس القمر على مياهها الصافية الأشجار و الورود الوردية اللون بكل مكانٍ تقع عليه عينيه الورود الجميلة ورود البوفارديا.. فقط ماكان بمرمى بصره ، أزاح قلنسوة قميصه عن رأسه كان يبدو كأيّ شابٍ طبيعي بملابسه الحالية بغض النظر عن وسامته أو وقفته التي تبعث الجلالة والعظمة..، إحتاج الأمر فقط منه جعل عينيه ذات الزرقة القوية الممتزجة بالرماد البرّاق يشعان بتنافسٍ مع القمر حتى تخرج إمرأةٌ من وسط البحيرة بتاج متلالئ على رأسها و بحدقتين خضراوتين عدوانيةٍ مفترسةٍ حدجته محذرةً بصوتٍ رخيم " من تكون يا هذا حتى تقتحمّ حدود مملكة السايرن بطريقةٍ هوجاءٍ كهذه ؟! " .

لم يكترث بلّ تفحصها من الأعلى للأسفل بنظراتٍ تفحصيةٍ خرجت
من تعابيره الباردة متجاهلًا نظراته التي بكل ثانيةٍ تمر تزداد عدوانيتها ، فهو لم يكتفي بإقتحام المملكة بلا إحترام فحسب بل وبعث طاقةً مهددةٍ منه..! تكونت إبتسامةٌ هازئةٌ على شفتيه ليردفها ببرودٍ مستفزٍ " لما تسأليني هذا السؤال..ألا يمكنكِ معرفة ذلك بالنظر فقط لجبيني ؟ " .

حدقتيها الخضرواتين فورًا توجهت لجبينه وبذات اللحظة عقدا حاجباها وضيقت بعينيها بإستغرابٍ لم يدم طويلًا حتى إتسعت عينيها بعدمٍ تصديق وإنكارٍ تامٍ وقد شحب وجهها " آه.." فرّت بين شفتيه بنبرةٍ مزيفة واضحة لتتسع إبتسامته ويرفع رأسه بإستعلاءٍ خبيثٍ إستوطن عينيه مكملًا " أنتِ لا تستطعين رؤية أي شيئ..أتسائل لما جيرماني..؟ " لم تجب وإنما فورًا هي رفعت يدها بإرتجافٍ كأمرٍ للسايرن اللاتي إختفنّ فور رفعها ليدها لتبقى هي وحدها وبمفردها..معه.

كل خليةٍ بداخلها ترتعش.. أنفاسها المرتجفة تصل لمسامعه كمخدراتٍ تجعله تنتشي يُحب رائحة الخوف والذعر بذات المقدار التي يحب بها رائحة الدماء ، أما هي..فقد عرف جسدها الذي إرتعش وقلبها الذي خفق بجنونٍ علم قبل عقلها بهوية من أمامها..الكارثة التي تحدثت عنها مع كتاليا قد وقعت..حقًا الكارثة بعينها تقف أمامها.. الشخص الوحيد التي لا تستطيع السايرن رؤية إسمه على جبينه..كيف لم تلاحظ حتى رائحة الدماء الملتصقة به..؟! وليس دماء تعود لشخصٍ واحد فقط..بل لعدد مهوّلٌ من الأشخاص الذي من المحتمل بأنه قتلهم قبل أن يأتي إليها..! " مـ-..ماينارد.." بلا وعي تمتمت بين شفتيها بصوتٍ منخفضٍ عينيها الخضرواتان أسيرتان خاضعتان لعينيه وكأنها سترى موتها إن أشاحت ناظرها عنه..عن حاصد الأرواح الذي يقف أمامها ، بإستمتاعٍ بالوضع عدل من هندامه دون أن يقطع وصل أعينهم " إذًا كيف سننهي هذا جير..؟ " إختصر إسمها بنبرةٍ فاتنةٍ مميتة لتكمش وجهها بتقزز ناطقةً بإشمئزاز منفعلٍ " ما الذي تريده..؟! " رغم أنها تعرف كلا بل تجزم إنه يدرك رغم كل الثبات المزيف الذي تظهره إلا نبضات قلبها تخونها..ساقيها التي ترتجف كالهلام تحت الماء تخونها..

أصدر صوت همهمة تفكيرٍ مزيفة تستفزها لثوانٍ قصيرة قبل أن يثقب روحها قبل جسدها بعينينه الميتة ويفرج عن شفتيه المبتسمة قليلًا رادفًا " لنرى أنا أريد ذكرياتكِ..من قتلتهم لم يمتلكوا العديد من الذكريات التي تفيدني حقًا ولكنها دلتني إليكِ.." توقفت مسقطًا الإبتسامة المزيفة عن شفتيه تزمنًا مع إنعقاد ظلٍ حالكٍ بسماء الليل..أشدّ سوادًا وظلمةً ومالبث حتى قصفت الرعد قصفًا شديدًا دوّى الأرض من قوته والرعد ينشر أغصانه الحمراء الزرقاء والبنفسجية بمنظرٍ مهيب يدب الرعب بالقلوب ولكن..لم يكن بقدر الرعب الذي كان يدبه هو..تعابيره ميتة باردة ظلام عينيه تنافسان الظلام الذي إبتلع السماء الساخطة وكأنما صفات الحياة منه قد تأصلت ولكنه يتنفس.. وبرمشة عينٍ كانت كفه قد حاوطت بعنقها خانقًا إياها لم تعلم هي لم تستوعب كيف بحق الإله بات أمامها وبوسط المياه ولم تستطع عينيها أو مسامعها حتى من إلتقاط شيئ..؟! رفعها أكثر ليصبح وجهها أقرب من خاصتها أنفاسها المرتجفة تتضارب مع خاصته المتزنة حدقتيه القاسية لاترحم خاصتيها ليحدثها بصوتٍ كفحيح الأفعى " إستمعي جيدًا..أنا لا أعلم لما أولئك السحرة العهرة قرروا فجأةً أن يتعاونوا معكِ لربما كانوا يائسين بشدةٍ للدرجة التي أنزلوا من مستواهم لكِ لتساعدي القرناء الجدد بقتلي ولكن لست غاضبًا لهذا السبب ، إحرزي لما..؟ " إقترب من أذنها وخده يتلامس مع خاصتها ببطئ معذبٍ مكملًا بهمسٍ قاتلٍ " أنا غاضبٌ لأن حفنةٌ من الحشرات الوضيعة ترفع من قدرها الدنيئ للحد الذي تعتقد بأنها قادرةٌ على إيذائي..بينما مكانها الصحيح هو بأسفل حذائي يتوسلون للرحمة " .

ضرب البرق بصوته بدويٍ أعلا من السابق وكأنه يمثّل الغضب الذي يشعر به والنسيم الهادئ والجميل بات عنيفًا قاسيًا وقبيحًا تحوّل لعاصفةٍ مجنونة تكاد تقتلع الأشجار من جذورها..وإستمرّ هذا الجنون حتى إستشعر قدوم أحدهم من خلفه ليحرّر عنقها الذي طُبع به علامات كفه من قبضته التي توجهت تاليًا لخصرها لتجعلها أقرب إليه ولم تستطع المقاومة قولًا أو فعلًا شعرت بأنها تحت رحمته كليًا وهي تلتقط أنفاسها بسرعةٍ مهولةٍ " من أنت..؟ " ذلك الصوت جعلها تستعيد قليلًا من رشدها وتنظر إليه .. للرجل ذا الشعر الأشقر والعينين الخضرواتين بندبةٍ طويلة على إحديهما التي تحدقان بالهيئة التي بدت وكأنها تحتضنها بينما هي بالواقع تهددها من التفوه بأي شيئٍ تُحاول عدم إظهار تعابير الألم عندما غرز أصابعه بلحم خصرها هامسًا بداخل عقلها بأنه لم يحن الوقت بعد لإلتقائهم به ..! وكلمتين وحيدتين خرجت من شفتيها المرتعشة كصوتها " جـ..جاما بــ-..بيتر " تلعثمها الواضح جعل من الريية تنتابه وهو يقترب أكثر وأكثر لمعرفة هوية ذلك الرجل الذي يبدو وكأنه يعانقها ولم يتمكن من تمييز رائحته ؟! بل لا يستطيع أن يشتمها حتى " أراكِ لاحقًا..عزيزتي " بجهورٍ نطق مقبلًا جبينها بقبلةٍ طويلة وجسدها تجمدّ بمكانه رغم التقزز والإشمئزاز الذي تشعر بها بداخلها هو ليهمس مجددًا بداخل عقلها ولا تعلم كيف بحق الجحيم هو يتطفل على عقلها..؟! " أنتِ لن تنطقي بأي لعنةٍ بشأني يا فاتنتي.." نبرته كانت ممتلئة بالثقة والتعالي..والجبروت الذي يتسم بها هالته التي لا يجعل أحدٌ سواها يشعر به..

أبعد شفتيه عن جبينها بتعابير ميتة مثلجة وأمام أعينهم إختفى كالسراب بل وحتى أسرع من ذلك..! " بـ..بحق الإله ؟! إلى أين ذهب ؟! " بدهشةٍ وقهرٍ صاح وخضرواتيه تتجولان بحثًا عن أثرٍ له ولكن دون جدوى أما هي..فقد تجمدّت بمكانها بل إلتصقت الشعور الذي بعثه بداخلها لم يتلاشى مع ذهابه بل غدا أكبر وأكبر رفعت عينيها المتزعزتين للجاما بيتر الذي لازال يحاول العثور عليه مستخدمًا كلّ حواسه وبأشد التركيز ..أرادت أن تخبره بأنه ماينارد إبن كاتارينا وإندرياس إنه ماينارد من إتفقت معها تلك المدعوة سارفينا على مراقبة إيثان ومساعدته هو ورفيقته القرين الأخير للقضاء عليه وهو نائم بذلك التابوت..! ولكن كل شيئ ذهب مع الرياح وأمسى بلا فائدةٍ.." من كان هذا الشخص ملكة جيرماني ؟ " صوت بيتر وعينيه التي تحدجانها بجديةٍ ونفاذ صبرٍ أرسلت رسالةً واضحةً لها بأنها لن تتمكن أبدًا من الكذب عليه يعلم أن هنالك شيئًا سيئًا حول ذلك الشخص وهو محقّ بل السوء كلمةٌ قليلة بحقه ..! إستجمعت شتات عزمها وقد قررت إخباره على الفور نظرت إليه بتصميمٍ وأفرجت عن شفتيها فقط..فقط قليلًا حتى نبض قليبها بخفقةٍ قويةٍ شعرت بها وكأنها تُفجرها من الداخل من عنفها..! يدها توجهت لصدرها وأنفاسها ضاقتّ تشعر وكأن ممر الهواء لديها أصبح ضيقًا تشعر بالإختناق والحياة تسحب منها عروق دمائها تبرز من الضغط العالي " ملكة جيرماني هل أنتِ بخير..؟ " بتوجسٍ وقلقٍ سألها بيتر مقتربًا لها ببضع خطواتٍ فقد سمع تلك الخبطة القوية التي خرجت من قلبها فجأةً ! كانت خفقةً ذات صوتٍ مخيف مروع تقدم إليها أكثر حتى وصل إليها وأمسك بجسدها الذي كان شديد البرودة وحينها إنتفضت مجيبةً على سؤاله حالًا بصوت خالٍ من المشاعر...

" لا أحد..هو لا أحد ".

فقد علمت..بأن نبرة الثقة تلك والتي كان يخبرها بها بأنها لن تقول شيئًا كانت لسببٍ..وهاهي عرفته ..لن يتمكن لسانها من النطق فروحها ستخرج قبل أن تكمل كلماتها..روحها ستقتلع من جسدها إن قامت بإيصال أي شيئ يخصه بأي وسيلةٍ كانت..


...........
.........
.......
......
....
...
..
.

" آه ! "

فرّ تأوهٌ من شفتيها مع إنطفاء جميع الشموع من حولها ليسقط جسدها للأمام خائرًا مسلوب القوة ويتناثر شعرها البني المجعد بإنسابية والإعياء تمكن من كل خليةٍ منها..فقد شعرت وكأن القوة تسحب منها وتسنتزف بالكامل ، أنفاسها الثقيله المرهقة هو كل مايسمع بهذه الغرفة الفسيحة حتى إرتفعت بجسدها قليلًا لأصوات وقع خُطى خفيفة تعرفها بالقرب منها بللت شفتيها وعقدت حاجبيها
بمحاولة التركيز وبتنهيدة نجمت عن إرهاقها تحدثت " أنا لا أعتقد بأنه بإمكاني التحمل أكثر.." همهمةٌ أنثويةٌ طويلةٍ أجابتها بغرض الإستفزاز وهي تتفحص حالتها المزرية بعينيها الزرقاوتين ذات الحواف البنفسجية بتفكيرٍ لمدةٍ قبل أن هز رأسها برضى على تعابيرها لمستوى تحسنها " أظنكِ بالفعل تستحقين إستراحةً كتاليا ، فمستواكِ بالفعل شارف أن يصبح أعلى مني.." وبهمسٍ لا تسمعه تلك المستلقية بتعبٍ وتستجمع أنفاسها المسلوبة تممت " أو ربما بالفعل أصبحتِ أعلى مني .." .


" ولكن لما تدربيني على قوة التحمّل بجعل سحري بأقصى قوته لأقصى مدةٍ..؟ أليس من الأفضل تعلم تعويذاتٌ هجومية أو دفاعية ستكون أكثر نفعًا..؟ " سألت بما كان يدور بخلدها بعد أن لاحظت بأن طيلة الأيام السابقة التي قضتها كلها وهي تتدرب كان عن قوة التحمل ، تتدرب كما كان يفعل رفيقها بغرفةٍ أخرى عن خاصتها وتحت إشراف من توجهت لمقعدٍ لتجلس عليه بإسترخاءٍ ملتقطةً إحدى كتب
التعاويذ السحرية وبكلمات نموذجيةٍ مسترسلة أردفتها ونظرها متوجهٌ للكتاب الذي بين يديها " نحن مختلفون عن باقي الأجناس كتاليا ، تكمن قوتنا في قوة تحملنا والتي بدورها ستنعكس على قوة تعويذاتك الهجومية والدفاعية فإن كان تحملك ضعيف فلن يكون هجومك أو دفاعك ذو معنى حقًا وأيضًا.." رفعت عينيها الجميلتين وأرجعت خصلةً من شعرها الفحمي للخلف وبملامح مفتخرةٍ وإبتسامة واسعة أكملت " لا تنسي نحن من سلالة بيرث السلالة الفريدة من نوعها..مانريده ومانفكر به سيحدث لا حاجة لنا بأغلب الأوقات للتعويذات " .

حالما رنّت كلمة سلالة بيرث برأسها أطبقت شفتيها مبتلعةً ريقها بترددٍ..هل تسألها الآن..؟ عن السؤال الذي جعل من النوم ينفر من جفنيها بالليل تفكر وتفكر حوله تفكر وتتخيل كيف ستكون ردة فعلها من سؤالها لذلك..؟ ولكن مهما كانت سوء التخيلات التي تصورتها الذكريات التي تهاجمها تجعلها تخرس وتبتعد عن عقلها ذكريات الأشخاص الذين لم يعودوا بهذه الحياة بعد الآن والمحفورة بقلبها تنهشها بألمٍ وخصوصًا بعدما معرفتها بأن هنالك فرصةٍ صغيرةٍ وبصيص أملٍ أمام عينيها..لإعادتهم.



تفرج عن شفتيها تارةً وتغلقها تارةٍ بتوترٍ شديد ينتابها إلا أنه كان هنالك دافعٌ يدفعها بقوةٍ لسؤالها..! ، لذا وأخيرًا بعد حربٍ قصيرةٍ من التوتر فازت هي به إزردت بريقها ونطقت بصوتٍ مهتز رغم تصميمها وإقرارها " أجل.نحن سلالةٌ فريدة من نوعها لأننا الوحيدين الذين نحيي الموتى بعمرٍ معين كعلامةٍ لإستعدادنا لتعلم السحر.." توقفت تحدق بمن أمالت برأسها إليها تنظر إليها وبإنصاتٍ مهتم لما ستقوله ، أخذت نفسًا طويلًا ونبضات قلبها توترت بمزيجٍ من الخوف والتأمل " فلما..فلما..لانستطيع-" صفعها للكتاب على الطاولة جعل من الكلمات تعلق بحلقها ومن جسدها يجفل من صوت الصفعة العنيفة..ومقلتيها التي تغيرت تمامًا وتحولت من لينة لأخرى قاسية محذرة ومهددة مستقيمةً من مكانها لتصيح عليها بصوتٍ مؤنبٍ لا تتجرئي حتى على إكمال ما تفكرين به ! " .

الغضب والحزن..إستولى عليها وقبضت كفيها بقهرٍ لتنهض هي الأخرى واقفةً رغم التعب الذي ينهش جسدها وتصيح عليها مردفةً بحسرةٍ " ولما ؟! لما لا يمكنني إعادة أشخاصٌ ماتوا ظلمًا ؟ ماتوا دون أن يحققوا ما يريدونه ؟ ماتوا تضحيةً لصالح الجميع ؟ ماتوا بأشنع الطرق ومن أجل تحقيق مطالب أنانية من أشخاص لا يعرفون الإنسانية ؟! " لهثت بعد إنتهائها بإلقاء هذه الكلمات بصراخٍ والحرارة والحمرة غزت وجهها..ولم يكن سوى الحزن والقهر سببًا لذلك إبتسامات من فقدتهم تؤرقها..تزورها كل ليلةٍ !! ، الصمت فقط ما كان بينهم وحدث مالم تتوقعه..لم تتوقع أن يحدث هذا توقعت حتى أن تعاقبها على تفكيرها بذلك بتدريبٍ شاق أي شيئٍ آخر سوى أن تمتلئ عينيها بالدموع للحد الذي يجعل من جفنيها السفلتين تحمرّان وتزّم شفتيها بمحاولةٍ فاشلةٍ بكبح دموعها..فدموعها بالفعل شقت طريقها على وجنتيها وخرجت تنهيدةٌ قصيرة من أعماق ترائبها..تنهيدةٌ تعبر عن جميع المشاعر التي تقاتل متسببةً بجرحها بالداخل مرارًا وتكرارًا إبتسمت بمرارةٍ تحدجها بلومٍ " أتعتقدين بأنني لم أفكر قطّ بذلك ؟ بينما أنا في كل مرةٍ أغلق عيناي بها أرى جثة أخي تسبح بدمائه المسفوكة بجانب جثة زوجته ؟ أرى زوجي الذي رأيت أحشائها تخرج منه وتعود وصراخه المتعذب المتوسل لا يزال يتردد بمسامعي ؟ أرى  إبنتي التي ماتت بغرض تصحيح خطئي أنا ؟! إضطرت للموت بسبيل مسح خطئي عوضًا عني.. ؟! أتعتقدين بأنني لم أفكر بهذا ؟ بل فعلت بكل مرةٍ أتنفس بها !! " رمت بالكتابٍ بعنفٍ على الأرض مفرغةً غيظها والدموع باتت تتسابق بشكلٍ هستيري من عينيها المحمرتين وإقتربت منها ممن جسدها إلتصق بمكانه بصدمةٍ من إنفعالها حتى باتت على مقربةٍ منها وأكملت بمرارةٍ وغصةٍ إندلعت ببلعومها " أنا فعلت..ولكن إن فعلتها..إن أعدتهم للحياة أنا سأكون قد أخليت بتوازن الطبيعة التي خُلق السحرة للحفاظ عليها أوتعلمين ما سيحدث إن أحييتُ شخصًا ..؟! لا شيئ دون مقابل لا شيئ دون ضريبة فبغرض جلب شخصٍ آخر من الموت للحياة سيدفع شخصٌ آخر بريئ الثمن ويموت هو مسلمًا روحه بدلًا عنه سيدفع عائلته وأحبائه الثمن على حساب سعادتنا حتى يعود توازن هذا العالم ! لأن بالنهاية كل شي يفعلونه السحرة سيكون لصالح توازن الطبيعة فحسب وليس لتلبية رغباتهم الشخصية ! " .


أنفاسها المتسارعة وصدرها الذي ينخفض ويعلو بوتيرةٍ غير منتظمةٍ منعاها من إكمال حديثها لتلك التي تقف أمامها بتصنمٍ وعينين متوسعتين ، لتقهقه بسخريةٍ " لنقل وبأي فرصةٍ كانت أن الشخص الذي مات بدلًا عنه كان شخصًا سيئًا كان موته سيجلب المنفعة للعالم موته سيكون سعادةً للجميع ! ألم تفكري بمن ستعيدينهم للحياة..؟ هل يرغبون حقًا بالعودة للحياة ؟ ماذا إن كانوا راضين على موتهم كتضحيةٍ ؟ ماذا إن عثروا على سلامهم هناك ؟ أستعيدينهم فقط لأنك تفنتقدينهم وقلبك يتمزق شوقًا لهم ؟ في هذة الحالة.." الدوار باغتها على حين غرةٍ أغلقت عينيها ومسحت دموعها عن وجنتيها لترفرف
بأهدابها بإرهاقٍ وعينيها تعودان إليها مجددًا " أنتِ لن تكوني أفضل من الذين قتلوهم لتحقيق مطالبهم الأنانية كما قلتِ..فجميعكم أنانيون " .

دعكت صدغيها والإعياء يرمي بأحبالها على شامل بدنها ضيقت عينيها بمحاولةٍ شبه ناجحة بالبقاء واعية ، لان و رقّ قلبها عليها شعرت أنها قست عليها فهي لاتزال صغيرةٌ ومرّت بجميع أنواع الأمور المروعة بعمرٍ صغير أرست كفيها على منكبيها وبنبرةٍ حالمة حنونة أكملت " أتعلمين كتاليا لما أفراد سلالة بيرث يحييون شخصًا كعلامةٍ ؟ ستتسائلين لما ؟ أليس هذا إخلالٌ ولكن لا..القدر جعله يموت لتنقذيه أنتِ..سيعود حيًا مع جسد وروحٍ أقوى وبالنهاية المطاف لم يمت أحد وأنتِ تمكنتي من تفعيل قوتكِ لذا هذا إستثناء ليس بخللٍ رغم أنه يبدو قاسيًا.. وآسفة لكونني قسيت عليكِ فلستِ ملامة إن فكرتِ بهذه الطريقة بعد كل ما مررتِ به.." حضنتها بدفءٍ كبيرٍ إستشعرته ذات الشعر المجعد الطويل لتضع يديها من حول وسطها مبادلةً إياها العناق الدافئ..الذي جعلها تفكر للحظةٍ هل هذا شعور عناق الأم..؟ فقد كان دفئًا مختلفًا..، صدى كلماتها يتردد برأسها..فهي حقًا لم تفكر قط..لم تفكر أبدًا هل سيكون جاكسون سعيدًا بالعودة للحياة ؟ لربما هو ورينا يعيشان أفضل حياةٍ هناك مع الألفا كريس واللونا نينا..بليكسي ؟ ربما قد إلتقت بشقيقتها الكبرى وهي سعيدةٌ فلعدة مراتٍ أخبرتني بأنها تفتقدها..؟ هذه المرة الأولى لها بالتفكير بهذا المنظور الذي لم تنظر إليها لولا من تعانقها غامرةً إياها بالدفء إلا أن هذه اللحظات الدافئة لم تستمر لشعورها بثقل جسد سارفينا عليها ويديها توجهت فورًا لظهرها تساعدها على الوقوف وبهلعٍ " سارفينا ؟! هل أنتِ بخير ؟! " .

إبتعدت بوهنٍ عن كتاليا التي مقلتيها تنتقل وتتفحصها بقلقٍ جسيم بهما ، إبتسمت إبتسامةً ضامرةً وهي تشعر بأن العالم يدور من حولها رؤيتها مشوشة وغير ثابتة وكأنها ترّج بعنفٍ " أنا بخير..ذات الإعياء المعتاد " نطقت بكذبتها مجددًا ومجددًا حتى كادت هي تصدقها بنفسها فنبرتها وكل شيئ بها بدا وكأنها تقول الحقيقة " ما حكاية هذا الإعياء ؟ إنه يأتيك بفتراتٍ متقاربة..؟ " ضيقت عينيها لها والريبة بدت تخطو إلى عقلها ويتسلل ولكن كل هذا تلاشى حالما قرصت سارفينا خذها بقوةٍ وبنبرةٍ مؤنبةٍ أعقبت " ربما لأنكِ أغضبتي إمرأةً عمرها يفوق الألف والخمس مئة سنة ؟! " وهكذا ببساطة قضيت على إرتيابها ودعكت خدها الذي يؤلمها بعينين لائمتين وشفتين معكوفتين بعبوسٍ وإبتسمت الأخرى لظرافة تعابيرها..إبتسامة قصيرة ماتت على الفور وهي تتذكر...بأنه مهما حاولت تأجيل ما لم تخبره لهما بعد..فبالنهاية هو سيحدث..


" أتيت بالوقت المناسب ...إيثان "

فورما نطقت بذلك لمن دخل الغرفة ضيّق هو عينيه في إستغرابٍ من نبرتها الحزينة وعينيها المتعاطفة والتي تظهر الشفقة التامة..والتي لم تكن موجهةً له فحسب بل لكتاليا التي ميّزت ذلك أيضًا ، أشارت له بإبتسامةٍ حانيةٍ ممزوجة ببضع الحزن الدفين اللذان شعا ببريق عينيها وعندما فعل هي زفرت طويلًا وتدور بعينيها التي إلتمعت بالدموع مجددًا التي منعتها وكبحتها بنجاحٍ قبل أن تهبط بعينيها عليهما من يقفان بجانب بعضهما البعض  ينظران إليها بإنصاتٍ وإهتمام لما ستقوله...والذي شعر كليهما بأنه حتمًا ليس بالأمر الجيد...

وكم كانا محقان بشعورهما .

" هنالك شيئ تفاديت إخباركما بشأنه بلقائنا الأول..يمكنكما القول بأنني شعرت بالخوف..عليكما ولكن.." زمّت شفتيها وحاجباها إنعقدا بعاطفةٍ متفجرةٍ بكل شيئ بها " إنه أمرٌ لا يجدر بي إخفائه عنكما..فسواء كان هذا الآن أم بعد سنة أو عدة سنوات أنتما ستكتشفان هذا وأنا لا أود حقًا أن تكتشفا هذا من غيري.." عينيها تنقلت بينهما من عدلا دون شعورٍ منهم من وضعية وقفتهم من الإسترخاء لواحدةٍ أخرى مليئة بالعصبية والتوتر مما قالته ومما ستقوله تاليًا فصموتها المتقطع يثير الريبة والعصبية بداخلهم ، بعينين مثبتتين عليهما وبنبرةٍ متوجسةٍ متخوّفة أكملت " هذا شيئ ستعلمونه أنتما الآن بعد حدوثه فقط كما حدث مع أزيل وكيندسلي..على عكس إندرياس و كاتارينا اللذان علما ذلك ولم يرمشا ولم يترددا على الإقدام بفعلتهما وتسريع حدوث هذا فهذا سيجعلهما بكامل قوتهما وعظمتهما..سيكونان متحكمان بالكامل بقوتهما قبل أن يحكما العالم فلم يكن فقط إحياء من وافته الميتة بعمر السنتين لكاتارينا و لون عينا الشمس والقمر الفريدة لإندرياس سببًا كفيلًا بإعطائهما هذه القوة..بل كانت النقطة الأولى فقط من أصل نقطتين.. " .

" إذًا بكلمات أخرى أنتِ تقولين بأن إندرياس و كاتارينا لم يكونا بالأساس بكامل قوتهما وتحكمهما قبل حدوث الأمر الثاني ؟" أومأت لما قالته كتاليا وقد تلاشت كل القوة من عينيها التي كانت تحدث بعما وبعينيهما مباشرةٍ وباتت الآن تحدق بالأرضية هروبًا.. فهي تشعر بالألم يلقي بأسواطه الحارقة على قلبها بقسوةٍ من أجلهما ، أما هما فقد كانتا أفكارهما ومشاعرهما مختلفةٍ تمامًا عنها..كل ماسمعا عن إندرياس وكاتارينا قبل أن يقدما ويجعلا العالم بمتناول أيديهما كان دون أن يتمتلكا قوتهما الكاملة..؟ إستطاعوا فعل كل ذلك دون الحاجة لأن تكون قوتهما تحت سيطرتهما أو بكامل وجودها.. ؟! إذًا ماذا عن إبنهما..؟ وهي من قالت بأنه أقوى منهما..؟ إلى أين تصل قوته..؟ كل مايعلمونه أنه ساحر و مستذئب بنفس الوقت أما قدراته ..؟ أسلوبه..؟ ملامح وجهه..؟ لا يمتلكون أي معلومةٍ عن هذه الأمور فسارفينا لم تقابله قط وجهًا لوجه.

إرتجف صوتها لتكمل دون أن تبرح بصرها عن الأرضية " وهذه النقطة الثانية..كان يجب أن تحدث لكما قبل أن يقوموا بحلّ التعويذة عن التابوت الذي كان ماينارد محجوزًا به وإلا لن تنجح..وكان المدعو آرون ذلك يعلم هذا جيدًا.." وهنا وحالما حطّت تلك الكلمات على قلبهما قبل عقليهما تعالت خفقات قلبيهما وإرتفع الأدرنالين بهما صدر كتاليا كان يعلو وينخفض وكأنها كانت تركض لأميالٍ طويلةٍ أما هو شعر برئتيه تحجزان الهواء بداخلها يأمل ويأمل بأن ليس مايفكر به هو ما تعنيه...! يستحيل حدوث ذلك- " ولذلك قتلت كاتارينا والديها بدمٍ بارد ولذلك إندرياس قام بقتل والده دون أي لحظة ترددٍ إنتابته..كانت النقطة الثانية تنص على موت إثنان من أقرب الأناس لهما .." لم تستطع أقسم أنها حاولت التوقف عن الحديث ولم تستطع صوتها يرتجف وكأن كلماتها تطعنها هي وليس هما الذان شاهدت بعينيها جسديهما اللذان تصلبا وتجمدا لم تستطع التوقف أرادت إخبارهما بكل شيئ مرةً واحدة لعل هذا سيكون طريقةٍ أقل إيلامًا..غير عالمة بأن الأثر سيكون نفسه بالنهاية مهما كانت السّبُل له ، قبضت على فستانها بقضبتها المرتجفتين المتعرقتين بصوتها المتذبذب الذي ألقى بكلماتٍ كانت سهامًا مسمومةٍ وحهتها كانت في أعماق صدرهما " إندرياس لم يحتج إلا لقتل شخصٍ واحد لأن والدته قد إحتُسبت..فهو كان جزءً منه وهي غادرت لذا كان مقتل والده كفيلًا له وهذا ماحدث معك إيثان..أما أنتِ..جاكسون كان أول شخص لكِ وبليكسي كانت الشخص الثاني لكيلكما..".

ولو وقعت إبرةٌ صغيرةٌ الآن لسُمعَ صوتها..السكون هو ما إستولى على المكان فقط تقطعها بين فترةٍ وفترة بعض الشهقات الباكية التي تخرج من ثغر سارفينا..والتي لم تتمكن حتى من رفع بصرها لهما..خائفةٌ من رؤية رد فعلها فالطريقة التي رأت بها تصلّب جسديهما كانت كفيلةً بإدراكها...أن كتاليا أدركت بأن تلك العلامة التي بأسفل عظمة ترقوتها أنها كانت علامةً تدل على أنها باتت متحكمةً وتمتلك قوتها بشكلٍ كاملٍ..فهي حتمًا رأت ذات العلامة في ذات المكان بصورة كيندسلي أما إيثان فوكأنما القدر سهلّ له الطريق بجعل والدته تموت عند ولادته في اللحظة الأولى التي خرج بها لهذه الحياة كما حدث لأزيل أيضًا فقط ليتبقى شخصٌ واحد لإكمال الأمر ألا وهو خالته..

السكون الذي لم يبدو أنه سينتقي قريبًا جعل من نبضات فلبها تتعالي في توترٍ وخوفٍ..إنهما لم ينبسا بشيئ ولم يتحرك جسديهما ولو لمقدار إنش ولا تستطيع هي كذلك رفع عينيها لا تمتلك الشجاعة الكافية لرؤية تعابير متألمة منكسرة على وجهيهما..فقد تعلّقت بهما في هذه المدة البسيطة..وكأنها يومًا وراء يومًا يتضح لها بأنهما من نسلها..يحملون دمائها ودماء أحبائها .

إلا أنها أجبرت على رفع عينيها..عندما وفجأةً ظهرت بوابة سحرية بمنتصف الغرفة وتعرفها فهي بنتها بين القطيع ولها ليسهل على كتاليا وإيثان الذهاب والعودة ، و ليخرج منها فتى ذو شعرٍ بني يتخلخله بعض الخصلات السوداء وعينيه الرمادتين الملطختين ببعض الزرقة يلهث بأنفاس مسلوبةٍ وملامحه لا تبشر بالخير حاجباه معقودين بقلقٍ جسيمٍ ورمادتيه الملطخة ببعض الزرقة توجهت فورًا لهما قائلًا بإنفعالٍ لم يتمكن من يكبحه


" ماينارد... قد أقدم على خطوته الأولى ! ".


- إنتهى-

مرحبًا !! مرت فترة منذ أن نزلت بارت وها نحن أخيرًا بعد ٢٤ يوم
من الإنتظار بأول بارت من الموسم الثالث 🎉😍 ، مره إشتقت
لتعليقاتكم وحماسكم طول هذه الفترة فهي أكثر من كانت تشجعني
على الكتابة ! عمومًا هذا البارت يعتبر كإنترو للموسم الثالث
عشان كذا سميته انترو...لأنه فقط بداية النهاية.

بالمناسبة سأقوم بتغيير الغلاف لأن هذا عفن وطفشت منو صراحةً
بغيره بعد يوم او يومين عشان تميزون الرواية🤣

Continue Reading

You'll Also Like

112K 8.7K 42
لَقَدْ كَانَ يَرَى دَائِمًا الْأُفُقِ مِنْ السَّمَاءِ . . إلَّا أَنْ يَدَهُ الَّتِي مَدَّهَا لِلْأَعْلَى لَمْ تَصِلْ قَطّ لِذَلِك الْأَمَل الْبَعِيد...
462K 37.9K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
90.4K 6.6K 16
أخشى بأنه ستقوم حرباً ظروس ستؤدي بكبريائكِ الذي تعتزين به طريحاً
979K 36.2K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...