في الشوارع الكبيره تلك حيث بينما الشمس الاصطناعية تشع في كل مكان بشكل معتدل، السعاده تبدو على وجوه الجميع بينما لا أحد يعرف ما سينتضره في المستقبل الا عدة محدوده من الأشخاص
يسير أليخاندرو بفقدان امل، خطوات ثقيله وملابس ممزقه ولحية تغطي وجهه الخالي من الملامح
يبدو بأنه لم يستطع تجاوز خبر وفاة حبيبته رينا
يتوجة كل ليلة تمام الساعه التاسعه مساءاً نحو قبرها ليشرب حتى ينام في بجانبها
لا يتلقى اي اتصال فقط ينظر للهاتف ليعيده إلى جيبه بكل برود
"انا انظر إلى الجميع هنا من النافذه، وفي بعض الأحيان أشعر بأنهم محضوضين لعدم معرفتهم بكل ما يحصل، عندما كانت تخبرني امي بأني سأكبر وسأعرف أموراً ما كنتُ سأتمنى معرفتها يوماً، كُنتُ أشعر بأنها مخطئة وكنتُ اريد معرفة جميع أسرار العالم... "
"لكن من كان يتوقع أن ينتهي بي المطاف في سجن وحش لايمكن أن يموت"
" التفتتُ عندما سمعت صرير الباب ليدخل احد العاملين تحت يدي رينيه وضع صينية الطعام على الأرض أمامي ثم تحدث بصوت منخفض قليلاً ليقول <سيكون كل شيء جاهز في غضون أيام> "
" هذه الجمله جعلتني في حيرة من أمري، هل هذا يعني بأن رينيه سينفذ خطته التي عمل عليها طوال هذه الفتره؟ "
تنهدت لورينا ونهضت من مكانها على الأرض بجانب النافذه
-مالذي تقصده بكل شيء جاهز؟ اريد ان اعرف هذا وأريد أن التقي ب رينيه
تحدث بينما ينظر أمامه دون أن يلتفت عليها
-السيد رينيه... إنه مشغول وليس لديه وقت لكِ، ولا تحاولي فعل أي شيء
صمتت لورينا ولم ترد عليه وجلست تأكل الطعام بهدوء
-لا يجب أن أموت يجب أن آكل حتى أتمكن من العيش لاقوم بعملي، نعم لا يجب علي أن ادع رينيه يفعل ما يريده
مرت عدة أيام، في المختبر حيث كل ما يخطط له رينيه هناك
-السيد رينيه يريد كل شيء جاهز اليوم، مالذي ستفعله يا ستيفن؟
بينما يتكلم ستيفن مع احد الخبراء في المختبر معه دخل رينيه بهدوء لينحني له جميع الواقفين
-إذا يا ستيفن، اخبرني كيف هي التحضيرات؟ هل يسري كل شيء مثلما نريد؟
-آهه، صحيح نـ، نعم سيدي كل شيء يسري كما خططنا
استدار ستيفن ليكمل عمله على الحاسبة والجهاز الكبير خلفه بالضبط
ابتلع ستيفن ريقه بينما يتصبب رأسه عرقاً
اقترب رينيه ليقف خلفه وكتف يديه إلى صدره العريض
-ستيفن كنتُ أتساءل، هل ابنتك كانت تبلغ من العمر سبعة سنين؟ وابنك ذلك هل هو في الرابعه من العمر؟
توسعت عينا ستيفن على مصراعيها ونهض بسرعه ليتسدير ويقف أمام رينيه بينما يبتلع ريقه والخوف يأكل ملامحه
-مـما مالذي تقصده؟
-اقصد هذا
ابتعد رينيه ليضهر له أولاده الصغار وزوجته وهم داخل المختبر
- بابا! انت هنا! لقد احضرنا هذا العم إلى هنا!
-ستيفن عزيزي... هل يمكن أن تخبرني مالذي يحصل هنا ومن هذا الرجل؟
ابتسم رينيه ليتقدم ويحمل الطفل الصغير بين يديه ويبتسم
-هل تحب والدك أيها الصغير؟
-نعم احب بابا كثيراً
-وبابا يحبك أيضاً، أليس كذلك يا ستيفن؟
-سيد رينيه ارجوك لا تشرك عائلتي بالأمر ألم تقل لي بأن كل شيء على مايرام طالما انا اعمل لكَ؟
وضع رينيه الطفل على الأرض وتقدم ليقف أمام ستيفن
-ستيفن هل انتَ متأكد أن هذا الجهاز الكبير يعمل بشكل جيد؟
-نعم بالتأكيد
-حسناً إذا أعتقد بأنك انتهيت اليوم من كل شيء، وأعتقد بأنكَ أخبرتني بأن هذا الجهاز يعمل على الطرفين الانتقال والعوده صحيح؟
-نـ، نعم هذا صحيح..
اقترب رينيه أكثر ليمسك ستيفن من فكه ويرفع وجهه ليواجهه في عينيه
-انت تعرف مالذي سيحصل أليس كذلك ستيفن؟
-اعرف هذا جيداً سيد رينيه...
_______________
-رينا، هل كنتُ مهملاً معكِ ولم أكن رجلاً جيداً بما فيه الكفاية لحمايتكِ؟
- لا هذا غير صحيح، رينيه ذلك عليه أن يموت، لحظه واحده مالذي اتحدث عنه انا، انا من يجب أن يموت
-أليخاندرو أفق
سحب جونز اليخاندرو إلى الأعلى بيديه بقوه من ياقته ليقدم عليه بضربه على وجهه ويسقطه أرضاً
-هل ستبقى هكذا؟ هل ستبقى تشرب هنا وتنتضر أن ينفذ رينيه كل ما يريده ليقوم بقتلك بعدها؟
-الا تريد أن تأخذ بثأر حبيبتك؟
تحدث أليخاندرو بينما ينزل رأسه للأسفل لتنهمر دموعه
-اخبرني جونز، لماذا من نحبهم لا يبقون معنا طويلاً؟ انا حقاً لا أشعر بأني اكتفيت من وجود رينا في حياتي
-أليخاندرو، من نحبهم لايمكن أن نكتفي من وجودهم ولو كانوا يؤذون قلوبنا، وجودهم أمام أعيننا يجعل قلوبنا تزهر وروداً بيضاء نقيه، وغيابهم يزهر قلوبناً شوكاً
-ولهذا السبب لا تفكر في أن الركوع أمام رينيه سيكون هو الخيار الوحيد أمامك
- ان نموت بينما نواجهه أفضل من أن نموت ونحن نتحسر على لحظات اردناها، دعنا نسير في وجهتنا للانتقام ولنحاول القضاء على كل شر على هذه الأرض
-هل تقصد أن نكون نحن المسؤولين عن إنقاذ هذه الأرض؟ الا تعلم أن هذه مسؤوليه كبيره يا جونز؟ الا تعتقد أن اخفاقنا قد يتسبب بما هو أعظم من هذا
-لن نموت بسهوله، انهض يا صديقي لاتزال رينا تراقبك من السماء
رفع أليخاندرو يده ليمسك بيد جونز التي كانت تنتضره لينهض بها
-شكراً لك جونز! جعلتني أعود إلى صوابي
- على الرغم من كوننا أعداء في السابق لكن لا يمكنني أن أنسى ايام الثانويه يارفيقي
_________________
بدأت الإشعاعات تتطاير من فوق الجهاز الكبير الذي يبدو كالغرفه
بينما يتكتف رينيه ليراقب كل شيء بهدوء بعيون لامعه وابتسامه مخيفة تغطي شفتيه
تقدم رينيه ليقف أمام باب الجهاز، توقف عنده وفتح الباب عبر الضغط على زر الفتح
فُتح الباب ليتطاير بعض الغاز بعد الفتح
-ستيفن، سأجربه
استدار ستيفن لينظر إلى رينيه لتظهر ابتسامه جانبيه صغيره على شفتيه
- سيكون هذا جيداً، سيد رينيه
دخل رينيه الجهاز واستدار لينظر إلى ستيفن ليكتف يديه ببرود أمام ستيفن بنظره جعلت جسد ستيفن يقشعر
-ابدأ العمليه ستيفن
أغلق ستيفن الباب وبدأ يعمل على الكمبيوتر بسرعه بينما يداه ترتجفان
-سأدمرك يا رينيه!! اقسم!!