ملاك

Autorstwa byan353

619K 14.4K 6.6K

أن تواجه هذا العالم اللعين بمفردك بكل ما يحمله من #خيبات و صفعات و حظ_متعثر.... فلا أخ يساعد.. و ﻻ صديق يرأف... Więcej

المقدمه
الـمـقـدمـة الـتـمـهـيـديـة
الـحـلـقـة الأولــى
الـحـلـقـة الـثـانـيـة
الـحـلـقـة الـثـالـثـة
الـحـلـقـة الـرابـعـة
الـحـلـقـة الـخـامـسـة
الابطال
الـحـلـقـة الـسـادسـة
الـحـلـقـة الـسـابــعــة
تـنـبـيـة
الـحـلـقـة الـثـامـنـة
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة
الـحـلـقـة الـعـاشـرة
اعتذار
الـحـلـقـة الـحـاديـة عـشـر
الـحـلـقـة الـثـانـيـة عــشــر
الـحـلــقـة الـثـالـثـة عــشــر
الـحـلـقـة الــرابـعـة عــشــر
الـحـلـقـة الـخـامـسـة عــشــر
الـحـلـقـة الـسـادسـة عــشــر
الـحـلـقـة الـسـابـعـة عــشــر
الــحـلـقـة الـثـامـنـة عــشــر
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة عــشــر
الـحـلـقـة الـعـشـرون
الـحـلـقـة الـواحـدة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـخـامـسـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـعـشـرون
الـحـلـقـة الـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـواحـدة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـخـامـسـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـسـابـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والـثـلاثـون
الـحـلـقـة الاربـعـون
الـحـلـقـة الـواحـدة والأربـعـون
اقتباس
الـحـلـقـة الـثـانـيـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـثـالـثـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـرابـعـة والاربـعـون
الـحـلـقـة الـخامـسـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـسـادسـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـثـامـنـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـتـاسـعـة والأربـعـون
الـحـلـقـة الـخـمـسـون والأخـيـرة

الـحـلـقـة الـسـابـعـة والأربـعـون

8.4K 265 138
Autorstwa byan353

ما زالت هناك ضحكات لم نضحكها..
وسعادات في جيب الأيام لم نعشها..
ما زالت في العمر خبايا جميله تنتظرنا!!.
_________________________________________

_ انا عايزه اشوف "ادم"، ومفيش حد هيساعدني غير"اكرم"!!.

نطقت بها "آية" بهدوء لتعقد "أمل" جاجبيها باستغراب لتتساءل بحذر: و"اكرم" هيساعدك ازاي؟.

رددت ببساطه: "اكرم" عارف "ادم" قاعد فين، وهو هياخذني ليه؟.

برقت عينيها بذهول متمتمه: عارف مكانه ازاي، دا انا بقالي اسبوع بقوله خليني اشوف "ادم" وهو يقولي انه ميعرفش مكانه!.

رددت بأستياء: ميعرفش مكانه؟ طب انا هعمل ايه دلوقتي؟!.

رمت بثقل جسدها على الكنبه واضعه رأسها بين كفيها، زمت "أمل" شفتيها بحزن لتجلس بجانبها رابته على كتفها بحنان مردفه: متزعليش نفسك يابنتي، لما "اكرم" يرجع البيت انا هسأله عن مكان اخوكي، ومش هسيبه غير لما يقر بكل حاجه، تمام!.

نظرت لها بامتنان قبل ان تردد: بجد شكراً ليكي ياطنط، انتي كده هتعمليلي معروف مش هنساه أبداً!.

انبتها قائله: ايه اللي بتقوليه دا يا"آية"، معروف ايه دا، لو انتي بتدوري على اخوكي، فانا بدور على ابني، مش عايزه اسمع الكلام دا منك تاني، مفهوم!.

اودعتها ابتسامه لطيفه لتتمتم: ربنا يخليكي لينا يارب!!.

تبادلوا النظرات الودوده في ما بينهم غافلين عن ذلك الشاب الذي يسند بكفه على وجنته بشرود حالم وهو يحدق بتلك الصغيره المتمرده، ملامحها الطفوليه، وابتسامتها الرقيقها، وعينيها اللامعه، وخصلاتها الجذابه، باختصار، هو شارد بها، يتابع كل أنش بها، لا يعلم لما، لكن كل ما يشعر به ويريده هو النظر لها فقط، يتعجب من نفسه كثيراً، فطوال الأسبوع كان يريد رؤيتها، او بمعنى اوضح، كان يشتاقها، صحيح انهم لم يتقابلوا سوى مرتين، وكانت مقابلاتهم مليئه بالمشاحنات والشجار، لكن هناك شيئ داخله يجبره ان يفكر بها ليل نهار، حقاً لا يعرف ما الذي قد حل به ليحدق بها الآن كالعاشق الولهان!!.

_ يـــــــــا مــــــــــامـــــــــــا!!.

فزع الثلاثه على صوت "اكرم" الذي فتح الباب بقوه ليدخل بسعاده كبيره، لينظر له الجميع باندهاش وعدم فهم...

وقف امامهم ليهلل قائلاً: زغرطي ياما، زغرط يا "ياسر"!..

اجاب" ياسر" بغباء وبلاهه: مبعرفش!.

لم يكترثه حيث توجه الى والدته ممسكاً بكفيها ليهتف بفرحه: افرحي يا"أمل"، افرحي، ابنك هيتجوز أخيراً، هيتجوز!.

لم يفهمو مقصده لتتساءل "أمل" بدهشه: هتتجوز ازاي يعني ياحبيبي، مش فاهمه، اهدى كده وفهمنى بالراحه!.

لم يستطع ان يهدئ فسعادته كانت كافيه لتجعله كالمجانين، لكنه حاول ان يتكلم بهدوء نسبي فهتف بابتسامة واسعه: عمي.. عمي كلمني من شويه وقالي.. قالي ان "نور" وافقت اننا نتجوز قبل ما تخلص جامعتها، وأخيراً يا ماما هي وافقت، وافقت!.

ترقرت عينيها بدموع فرحه لتطلق زغروطه عاليه جعلتهم يبتسمون بسعاده لتهتف بعدها: الف الف مبروك يابني، وأخيراً هفرح بيك، بجد مش مصدقه..

رفع كفها لفمه مقبلاً اياه بحب وحنو ليتمتم بعدها: صدقي ياروح قلبي، انا خلاص هبقى عريس، انا اللي مش مصدق انها هتبقى ليا خلاص، بعد كل السنين دي ربنا هيفرح قلبي!.

تمتمت بحنان: ربنا يفرح قلبك كمان وكمان يارب!.

قبل كفها مجدداً ليتجه الى رأسها ليقبله بحب مردفاً: ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا ياغاليه!!.

التفت على صوت ابن عمه الذي اقترب منه هاتفاً بابتسامة: الف مبروك ياابن عمي، عقبال اما العب مع ولادك!.

انتهى من اخر كلماته وهو يحتضنه ليبادله الآخر بالمثل هاتفاً: الله يبارك فيك يا "ياسر" عقبالك ان شاءلله!.

ربت على كتفه قائلاً باقتضاب قبل ان يبتعد عنه: تسلم يا صاحبي!!.

_ الف مبروك يا دكتور، تتهنى ان شاءلله!!.

التفت على صوت "آية" الواقفه خلفه، والتي لم يلاحظ وجودها ليهتف بدهشه: "آية"، انتي هنا من امتى، معلش مشوفتكيش..

ابتسمت بهدوء مردده: عادي ولا يهمك، اكيد من الفرحه انت ملاحظتنيش، عموماً، مبروك مره تانيه!.

اجاب بابتسامة صغيره: الله يبارك فيكي، عقبال اما نفرح بيكي!.

ابتسمت بمجامله ليهتف بتساءل: اه صحيح، انتي جايه ليه، اقصد يعني في حاجه حصلت، عمي"فوزي" كويس؟.

اجابت بهدوء: بابا كويس الحمدلله، بصراحه انا كنت جايه عشان عايزاك في موضوع، بس مش وقته دلوقتي مش عايزه ابوظ فرحتك خليها وقت تاني، عن اذنكم!.

هم بالرحيل ليوقفها هو قائلاً بقلق: في ايه يا "آية"، ايه اللي حصل، حد حصله حاجه، "ادهم" كويس، قولي في ايه؟.

ردت بسرعه: لا لا كلنا كويسين، خلاص يا دكتور، خليها وقت تاني انا...

قاطعها بنرفزه: يا "آية" متعصبينيش، قولي في ايه؟!.

نظرت الى "أمل" بتوتر لتحثها الأخيره بعينيها على الكلام، عادت بنظرها ناحيته لتتمتم بخفوت: انا كنت جايالك بخصوص "ادم"!.

ردد بحذر: مش فاهم!.

تنهدت بعمق لتردف: انا عايزاك تاخذني عنده!.

ضل للحظات يحدق بها بجمود قبل ان يجيب بهدوء: بس انا مبعرفش مكانه عشان اخذك عنده!.

حدقت به مطولاً بغموض لتتقدم ناحيته متمتمه: انت صاحبه، وبتعتبر نصه التاني، وهو مبيعملش حاجه من غير ما يقولك، ارجوك لو تعرف مكانه قولي..

ابعد عينيه عنها حتى لا ترى ارتباكه وهو يرد: دا كان زمان، زمان كان بيقولي على كل حاجه، بس دلوقتي الوضع اتغير، وانا معرفش مكانه!.

تحركت لتقف امامه هاتفه باستماته: يا "اكرم" ارجوك، انا لازم اشوفه وتكلم معاه، افهمني ارجوك، مينفعش عيلتي تفضل كده، كل واحد فيهم عايش في دنيا تانيه، كل واحد فيهم ميبصش بوش التاني، انا عايزه عيلتي ترجع زي زمان، ومحدش هيساعدني غيرك، ارجوك!.

اكملت "أمل" وهي تقتربمن ولدها: يا "اكرم" لو عارف حاجه قول يابني، هي عندها حق، مينفعش يفضلو كده، لازم يصلحو كل حاجه مابينهم، قول يا حبيبي ومتسيبهمش كده، عشان خاطر البنت الغلبانه دي اللي بتتفرج على عيلتها وهم بيتفرقوا، وعشان خاطر اخوك اللي بعيد عن عيلته، يله يابني، قول وريحنا!!.

استطاع كلام والدته ان يقنعه بالبوح عن مكان صديقه لذا ردد باستسلام بعد تنهيده طويله: طيب ماشي هقول!.

انفرجت اسارير كل من "أمل" و"آية" ليحثنه على الأكمال ليقول: مبدئياً كده هو مقليش عن مكانه ولا قالي هو قاعد فين، بس هو زمان كان مشتري شقه، فعلى حسب توقعي هو قاعد في الشقه دي، بس مش متأكد ان كان موجود هناك فعلاً ولا لا، دا مجرد توقع!.

هتفت "آية" بلهفه: لا ان شاءلله هيكون هناك، خذني هناك دلوقتي الله يخليك...

أومأ بخفه قائلاً: تمام يله بينا!..

تحرك الأثنان ليتوقفوا على صوت "أمل" التي تمسكت بذراع ابنها قائله برجاء: انا هاجي معاكم يا "اكرم"، عايزه اشوفه!.

امسك بكفها رابتاً عليه بحنو ليتمتم: معلش يا ماما خليكي دلوقتي، انا مش عارف ان كنا هنلاقيه هناك ولا لا، ولو لقيته هاخذك بكرا صدقيني!.

هتفت باصرار: لا انا عايزه اروح، حتى لو مش هتلاقوه، ارجوك يابني انا...

قاطعها بلطف: يا ماما ياحبيبتي، انا مش عايز اتعبك، خلاص انا لو لقيته في الشقه، هاخذك ليه بكرا والله، تمام ياقلبي!.

زمت شفتيها باستياء وحزن لتومأ بخفه، زفر هو بثقل قبل ان يقبل جبينها ثم يشير الى "آية" بالسير...

خرجو من المنزل وتوجهو نحو السياره، قاطع سيره يد "ياسر" الذي امسك ذراعه لينظر له بتساءل...

تمتم بعدم فهم: في ايه يا "ياسر" مالك؟.

_ عايز اروح معاك!.

كان هذا هو رده الذي جعله يهدر بغيض: هو انا رايح دريم بارك، انا رايح ادور على الكلب "ادم" اللي هيجيب اجلي قريب..

ردد بتبرم: مليش دعوه انا عايز اروح، خذني معاك والنبي!.

تمتم بتهكم: هو انت ليه محسسني انك بنت اختي، يابابا انت راجل كبير وعاقل، مينفعش تصرفات العيال دي!

ردد بابتسامه بلهاء: انت مش عايز تفهمني ليه، انا عايز اروح عشان "ادم" وحشني اوي..

ردد اخر جمله وهو ينظر باتجاه "آية" التي وقفت بجانب السياره تنتظر وصول "اكرم"...

اكمل بشجن جعل حاجبي ابن عمه يرتفعان باستنكار متعجب: وحشني اوي اوي اوي اوي!..

همهم" اكرم" بدهشه مصطنعه: اربع مرات اوي!!.

أومأ بشرود وعينيه مركزه على تلك الصغيره الساحره ليردد: واكتر من كده يا "اكرم"، انت متعرفش هو واحشني اد ايه!.

نظر الى ما ينظر اليه ليجده يحدق بـ "آية" ،فعاد بعينيه اتجاهه يتمتم بابتسامة خبيثه ارتسمت على شفتيه: للدرجادي، دا انت طلعت بتعز "ادم" اوي!.

_ اوي اوي يا "اكرم"، انت متعرفش كنت حاسس بايه طول الأسبوع اللي غاب فيه، كنت بتمنى اني المحه بس!.

_ ياقلب امك!.

جمله "اكرم" المتهكمه جعلته يفيق من حاله الشرود التي اجتاحته ويلتفت اليه بحرج جعل "اكرم" يضحك بسخريه قائلاً: مكنتش اعرف انك بتحب "ادم" كده!.

حك مؤخّرة عنقه بحرج قبل ام يتحمحم ليجلي حنجرته ثم يهتف بهدوء مصطنع: احم احم.. ايوه طبعاً مش صاحبي، المهم هاجي معاكم ولا لا؟.

ضل يطالعه بمكر جعل الآخر يتوتر ليقول بعدها بتهكم: ماشي ياخويا، تعال معانا، بس اقعد باحترامك ياروح امك، ماشي!.

ابتسم باتساع فرح ليهتف بمرح: ماشي يا دكتره، كلامك مفهوم طبعاً!.

دفعه من كتفه قائلاً بامتعاض: طب قدامي ياابن الملبوسه، قدامي!!.
___________________________________________

فتح جفنيه ببطئ وتثاقل ليتثائب قبل ان يلتفت بجانبه ليجد نفسه بمفرده، تمطئ بذراعيه براحه لينهض جالساً على السرير وهو يحك فروه راسه بكسل!.

تنهد بعمق ليستقيم واقفاً وهو يجر قدميه الى خارج الغرفه باحثاً عن جنيته..

سمع اصوات تأتي من جهه المطبخ فسار ناحيته فوراً، وقف عند عتبه الباب حين وجدها تقف امام المقود لكنه لا يرى ماذا تفعل لانها كانت توليه ضهرها..

اقترب منها بخفه محاوطاً خصرها من الخلف على حين غفله مما جعلها تجفل بخضه...

تمتم بابتسامة لعوب: مزتي بتعمل ايه؟.

تنهدت براحه قبل ان تجيب بابتسامة مماثله: مزتك قاعده بتعمل شاي لحبيبها عشان تخليه يصحصح بعد كل النوم دا!!.

مرغ وجهه بعنقها قبل ان يقبله قبلات خفيفه متتاليه وهو يردد: ما انا فضلت سهران طول الليل بسببك يا ملاكي!.

رفعت حاجبيها باستنكار لتلتفت له وتصبح حبيسه ذراعيه، فهتفت باستنكار: بسببي انت فضلت سهران، ولا بسببك يا استاذ وبسبب قله أدبك!.

ضحك بخفه قبل ان يلصق جسده بجسدها ليتمتم بخبث وهو يقترب من وجهها: والله انا امبارح كنت نايم بأدبي، بس انتي اللي غرغرتي بيا وجرجرتيني للرذيله، ها تنكري دا؟!.

حرك حاجبيه بطريقه مستفزه ليحمر وجهها من الخجل مما جعلها تردد بتلعثم خجل: عـ.. على فكره.. انت.. انت فاهم غلط، انا.. انا قولتلك اني بردانه عشان بجد كنت بردانه وكنت عايزاك تغطيني، بس انت قليل ادب ودماغك شمال، اعملك ايه انا!!.

ضحك بصوت عالي على خجلها وتوترها ليردف بعدها بمشاغبه: طب بطلي تحمري كده، عشان انا مش همسك نفسي!!.

زمت شفتيها ببرائه وهي تنكس رأسها بخجل كمحاوله منها لأخفاء خجلها منه لينظر هو لها بابتسامه عاشقه...

رفع ذقنها بانامله ليشرد بعينيها اللامعه، تلك اللمعه التي جاهد طوال ذلك الأسبوع ان لا يجعلها تختفي...

انزل عينيه الى شفتيها ليردد: بقولك، انا عايز افطر!.

ابتسمت بعفويه هاتفه: تمام، انا حظرت الفطار، روح اقعد على السفره وانا هجيبه واجي...

بترت حديثها حين تلمس شفاهها بأبهامه وبدأ يحركه بطريقه مغريه وترتها، رأته يقترب برأسه منها بطريقه خطيره حتى باتت انفاسه تلفح جانب وجهها..

ردد بهمس مغري وهو يضغط بابهامه على شفتها: سيبك من الفطار بتاعك اللي يجيب تلبك معوي، انا عايز من الفطار دا!.

جاهدت لمنع ابتسامه خجله كادت ترتسم على شفتيها لتحاول ان تهتف بغيض لكن صوتها قد خانها حين خرج هامساً بضعف: هو انت مبتشبعش، كفايه!.

اجاب بخبث: هو في حد بيشبع من العسل برضو..

انهى جملته ليأسر شفتيها بين خاصته بلذه، لتطوق هي عنقه بذراعيها لتتعمق قبلتهم اكثر، لكن بعد لحظات شعرت بشيئ غريب في معدتها مما جعلها تدفعه عنها بقوه ارتد على اثرها للخلف، لتضع يدها على فمها وتجري ناحيه الحمام لتستفرغ...

ضل متصنم بمكانه بانشداه محاولاً ان يستوعب رده فعلها، لكنه افاق على صوت استفراغها ليهرع لها بسرعه وقلق..

دخل الحمام خلفها ليجد حالتها سيئه جداً، اقترب منها بسرعه ليمسد على ضهرها بخفه ويده الأخرى ابعد بها شعرها ليجعله خلف ضهرها وهو يتابعها بقلق!.

انتهت من استفراغها ليفتح هو صنبور المياه ويقوم بغسل وجهها، ثم اسندها عليه ليخرجوا من الحمام...

اجلسها على الكنبه بحذر ليتساءل بقلق: ايه ياحبيبتي مالك، انتي كويسه؟.

بللت فمها بلسانها قبل ان تردد بضعف: كويسه ياحبيبي متقلقش!.

_ مقلقش ازاي، ايه اللي حصلك دا؟.

_ مش عارفه والله، بس انا فجأة حسيت ان في حاجه في معدتي واني عايزه ارجع، يمكن اخدت برد...

ثم اكملت بمزاح حتى لا يقلق اكثر: ما انا امبارح قولتلك بردانه بس انت مصدقتش وفتكرت اني بتلكك!.

اردف بقلق كبير: طب خلينا نروح للدكتور...

قاطعته بسرعه: لادكتور ايه، دا تعب بسيط، قولتلك متقلقش، انا كويسه والله ياحبيبي!.

زفر بضيق وعدم اقتناع قبل ان يردد: ماشي، بس لو حسيتي بأي وجع، حتى لو بسيط تقوليلي على طول تمام؟!..

أومأت بأبتسامه مهمهمه: حاضر، هقولك متقلقش، بس انت هدي نفسك بس، صدقني "باربي" كويسه!.

ارتسمت على شفتيه ابتسامه عاشقه قبل ان يرفع كفها لفمه ليقبله مطولاً بحنو...

قاطعهم صوت طرقات على الباب مما جعلهم يستغربون، ليتساءل: مين اللي جاي دلوقتي؟.

رفعت منكبيها بعدم فهم مجيبه: معرفش، يمكن حد من الجيران ولا حاجه!.

مط شفتيه للأمام لينهض متجهاً الى الباب وهي تراقبه بتمعن، فتح الباب ليتفاجئ بوجود الثلاثه امامه وعلى وجوههم ابتسامه سعيده...

نظر لهم بدهشه لتتركز عينيه على شقيقته التي تطالعه بحدقيتين تلتمعان بالدموع مع ابتسامه صغيره، ضل ينظر لها مطولاً بهدوء، لكنه لم يستطع الصمود اكثر امام تلك الدمعه التي فرت من عينها، ليفتح ذراعيه لها على وسعيهما برحابه، لتندفع نحوه بلهفه مطوقه عنقه بقوه وتجهش في البكاء مما جعله يزيد من احتضانها!.

قبل قمه رأسها قبل ان يمسد على خصلاتها بحنان متمتماً بشوق: وحشتيني ياقلب اخوكي!.

خرج صوتها بنبره متحشرجه ودموع: وانت كمان وحشتني اوي يا "ادم" اوي!.

ابعدها عنه قليلاً ليتمكن من مسح دموعها متمتماً بحنان: كفايه ياقلبي، متعيطيش، انا قدامك دلوقتي خلاص!.

مسحت دموعها بضهر كفها ببرائه لتنتبه الى صوت "ملاك" التي هتفت من خلف زوجها: طب ومرات اخوكي موحشتكيش ولا ايه؟.

_ لوكه!.

هتفت باسمها بفرحه عارمه لتجري ناحيتها محتضنه اياها بشوق كبير لتبادلها الأخرى بالمثل!.

ضل يطالع الفتاتين بابتسامه جانبيه صغير ليسمع صوت حمحمه تأتي من خلفه ثم يخرج صوت صديقه الذي تمتم: احم احم.. ازيك يا صاحبي!.

اختفت ابتسامته ليحل محلها الجمود قبل ان يستدار دفعه واحده ليوجهه لكمه قويه الى فك صديقه اسقطته أرضاً...

شهقوا جميعهم بذهول من فعله "ادم" اتجاه صديقه الذي امسك فكه ليتأوه بألم وهو يغمغم بغيض: منك لله يابعيد، دا انا فرحي بعد عشر ايام ياحمار، الله ياخدك!.

رفع رأسه الى صديقه مزمجراً بحنق: ليه كده، انا عملتلك ايه ياغبي، يعني دي جزاتي اني جايبلك اختك وجاي!.

التفت الى ابن عمه ااذي يطالعهم ببلاهه ليهدر به: وانت بتبص على ايه انت التاني، تعال قومني!.

اتجه اليه بسرعه ليساعده على النهوض ليجفلو من صوت "ادم" الذي زمجر بخشونه: انة حلفت اني مش هرحمك يا جزمه و...

قاطعه بغيض: يعني حبكت تضربني دلوقتي، ما كنت عملتها اول ما اتخانقنا، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ظالم، يارب ميبقاش اثر لحد يوم الفرح!.

تساءل باستغراب: فرح! فرح مين؟.

اجاب من بين اسنانه بغيض: فرحي يا خويا، فرحي بعد عشر ايام وانت كسرت عضم وشي دلوقتي!.

ردد بتعجب: هو انت هتتجوز؟.

أومأ بحنق ليعاود التساءل: هتتجوز ازاي يعني مش فاهم، وهتتجوز مين، هي "نور" مش قالت انها هتخلص جامعتها الأول وبعدين تتجوزو؟.

اجاب بابتسامة: ماهي "نور" ربنا هداها ووافقت اننا نتجوز قبل ما تخلص!.

ارتسمت ابتسامه عريضه على محياه ليتجه الى صديقه ويحتضنه بقوه مردداً بسعاده: انا بجد مش مصدق، أخيراً هخلص منك، الف الف مبروك، والله فرحت اوي...

ربت على ضهره قائلاً: الله يبارك فيك ياصاحبي، كنت عارف انك هتفرح كده!.

حملق بهم الجميع بانشداه وتعجب ليهدر "ياسر" باستنكار: انت اهبل يلا انت وهو، مش كنتو تتخانقوا من شويه، انتم مجانين؟!.

نظرو له بابتسامة قبل ان يهتف الأثنان بصوت واحد: اه مجانين، عندك مانع!.

صدحت ضحكات الشباب بصوت عالي لتشاركهم الفتيات الضحك، ليسود جو الموده والمحبه بينهم من جديد...

دعاهم للجلوس وذهبت الفتيات لأعدود القهوه، وبقي الشباب الثلاثه بمفردهم ليتشاكسوا في مابينهم...

تنحنح "ادم" قبل ان يتساءل بحذر: هو عامل ايه يا "اكرم"؟!.

استطاع صديقه ان يفهم من يقصد بكلامه لذا اجاب ببساطه: ابوك كويس، متقلقش!.

أومأ بهدوء لينتبه الى" اكرم" الذي تحدث ثانياً قائلاً بابتسامة لطيفه: "ادم"، هو انت عارف اننا اخوات؟.

اجاب بابتسامة وديعه: اكيد اخوات احنا مش بس اصحاب، ودا من زمان اوي..

قاطعه قائلاً: لا مش قصدي كده، انا اقصد ان انا وانت اخوات فعلاً!.

عقد حاجبيه بتعجب ليردد ببلاهه: اخوات فعلاً ازاي، هي"أمل" طلعت أمي ولا ايه؟.

ضحك كل من "ياسر" و"اكرم" على حماقته، وهو ينظر لهم بعدم فهم، ليجيب "اكرم" بضحكه صغيره: لا ياغبي مش أمك، انا اقصد ان وانت راضعين على بعض، "أمل" رضعتك معايا!!.

رمش بعينيه بعدم تصديق، فهو لم يتوقع هذا أبداً، صديقه اصبح أخاه حقاً، كم هذا جميل!.

تمتم بابتسامة: انت بتتكلم بجد؟.

أومأ له بأيجاب ليهتف بسعاده ومرح: والله حاجه حلوه، انت اخويا بجد، يعني انو بقى عندي أخين وأخت، لا حلو، السلاله ابتدت تتزايد!.

ضحكوا بقوه وسعاده متناسين كل شيئ، كى الماضي والحاضر ليعيشوا اوقاتهم الجميله الآن...

انتهوا من قهقهتهم ليردف "اكرم" بترقب: طب بما انك جبت سيره "أمل"، انا عايز اقولك انها عايزه تشوفك!.

اختفت ابتسامته وحل الجمود محلها مما جعل "اكرم" و"ياسر" يطالعونه بأهتمام وترقب منتضرين اجابته!.

ردد بعد لحظات بهدوء: مش دلوقتي يا "اكرم"، أجل الموضوع دا شويه، ونا مش جاهز اني اقابل اي حد فيهم، ولو شوفت حد انا هزعلوا في كلامي، وانا مش عايز دا، فهمتني!.

رغم خيبه أمله لرفضه مقابله والدته لكنه لم يرد اي يزعجه اكثر لذا ربت على قدمه قائلاً بموده: ولا يهمك ياخويا، انا فاهمك كويس، وان شاءلله كل حاجه هتتصلح، عشان عارف طيبه قلبك!.

حدجه بامتنان شاكر لتفهمه ليسير بعينيه الى ذلك القابع بجانبهم دون حديث ليهتف: قولي يا" ياسر"، انت هتفضل في سكندريه اد ايه؟.

اجاب بابتسامة مرحه: وانت مالك، قاعد على قلبك انا؟.

زم شفتيه بأمتعاض مردداً: تصدق انا غلطان اني سألتك، خلاص اولع...

التفت الى الآخر ليكمل: انت جبته معاك ليه، ليه، مش عارف سماجه أمه؟.

اجاب "اكرم" بضحكه: والله انا مجبتوش، هو اللي لزق معايا!.

هم بالحديث ليقاطعه خروج جنيته برفقه اخته التي تحمل اكواب القهوه، عقد حاجبيه من شكل حبيبته وملامحها المتعبه، وما جعله يقلق هي اخته التي وضعت الصينيه التي عليها الاكواب امامهم لتتجه لها وتجعلها تجلس بحذر ثم تتساءل..

_ بقيتي كويسه ياحبيبتي؟.

أومأت لها بهدوء، لينهض هو متجهاً لها بقلق متساءلاً: مالك ياحبيبتي انتي كويسه؟.

لم يترك لها فرصه للرد حيث استدار لأخته ليسئلها: ايه اللي حصل يا "آية"، هي مالها؟.

اجابت بقلق: مش عارفه يا "ادم"، بس هي فجأة داخت وكانت هتقع..

عاد بنظره اليها هاتفاً: مالك يا "ملاك"؟.

اجابت بوهن: مفيش ياحبيبي، شويه تعب..

ردد بلوم: ما انا قولتلك خلينا نروح للدكتور وانتي مرضيتيش...

_ دكتور ايه اللي تروحله وانا موجود، انت احول ولا ايه؟.

كان هذا صوت" اكرم" الذي اكمل: خير يا "ادم" في ايه، مراتك فيها ايه؟.

هدر به بحنق: وانا ايش عرفني فيها ايه، انا الدكتور ولا انت، مش وقت عبط يا "اكرم"!!.

هم بالرد لتهدئته لكن قاطعه صوت هاتف" ادم" الذي رن بصوت عالي، امسك بهاتفه بضجر ليجده رقم المشفى الذي يرقد بها "سامي" مما جعله يزوي بين حاجبيه...

ضغط على زر الاجابه مردداً باقتضاب حذر: الو!!.

صمت للحظات قبل ان تجحض عينيه بصدمه دون ان ينبس بحرف ليجعل الجميع يطالعونه بقلق...

اغلق الهاتف وما زال على صمته المريب لتنهض زوجته وتقترب منه متساءله: في ايه يا "ادم"، حصل حاجه؟.

_ سامي!!.

كانت هذه اجابته التي جعلت قلبها سقط بين قدميها وهي تضن ان مكروه قد اصاب عمها..

تمتمت بصعوبه: م.. م.. ماله؟.

رد بذهول الذي انتقل للجميع بعد سماعهم لأجابته: "سامي" فاق!!.
___________________________________________

_ ادهــــــــم، يـــــــــا ادهــــــــــــم!!.

صاحت بها "ملك" بفرحه عارمه وهي تجري على درجات السلم بسرعه..

استقبلها زوجها وعمها بفزع ليتساءل "ادهم": في ايه مالك؟.

ليلحقه والده أيضاً: ايه اللي حصل يابنتي، بتندهي كده ليه؟.

اخذت نفسها بصعوبه لتجيب بانفاس متهدجه وسعاده ارتسمت على ملامحها: "سامي".. "سامي" فاق!.

اتسعت اعينهم بعدم تصديق ليبادر "ادهم" القول: انتي بتتكلمي بجد؟.

اجابت بحماس: اكيد بجد، "ملاك" اتصلت فيا دلوقتي وقالتلي، خلينا نروح المستشفى يا "ادهم" بسرعه !.

أومأ بأيجاب مردداً بقوه: اكيد طبعاً، يله بينا!.

همو بتلحراك ليوقفهم صوت "فوزي" الذي هتف: انا هاجي معاكم!!.

رد "ادهم" بسرعه: مش هينفع يا بابا، عشان صحتك!.

_ ايوه يابني، بس انا بقيت كويس!.

_ معلش، خليك هنا عشان نطمن عليك اكتر!.

فهم ما يدور برأس ابنه لذا ردد بتهكم صريح: قول انك مش عايزني أجي عشان اخوك هيكون هناك، صح كلامي؟.

وكان شكه في محله حين زفر الآخر بعمق قبل ان يرد: يا بابا دا عشانك، هو لو قابلك هناك مش هيسكت واكيد هيتكلم وانت هتتضايق من كلامه زدا مش كويس عشانك، اوعدك اني هتكلم معاه، تمام!.

هز رأسه بأستسلام ليجيب بقله حيله: ماشي يابني ماشي، بس بالله عليك تكلمه وتقنعه يرجع!.

ردد بابتسامه لطيفه: حاضر ياحاج، انت ارتاح بس!!
___________________________________________

_ انتم مجانين، بقولكم عايز اخرج، بتمنعوني ليه؟.

هدر بها "سامي" للدكتور والممرضات الذين يقفون امامه يمنعونه عن الخروج،

اجاب الدكتور بتعقل: يا "سامي" باشا، انت مينفعش تخرج دلوقتي، احنا لازم نطمن عليك الأول وعلى صحتك بعد...

قاطعه مزمجراً: وانت مالك بصحتي، انت هتعرف اكتر مني بصحتي يعني، انا قولت هخرج يعني هخرج!.

صاح الدكتور بنفاذ صبر: انت ليه مش عايز تفهمني وتسمعني للآخر، انت عارف انك كنت في غيبوبه بقالك شهر، واحنا لازم نعمل فحوصات عشان نطمن على حالتك الاول وبعدين هنسمحلك تخرج، تمام!.

ردد بذهول: ايه دا بجد؟ يعني انا كنت نايم بقالي شهر!.

عض الدكتور على شفته السفلى بغيض ليتمتم: يعني انت كل اللي همك من الكلام دا كله انك نمت شهر، دا اللي فارق معاك، انت عايز تشلني!.

_ بالراحه على اعصابك يا دكتور، دا واحد لسه فايق ومش عارف هو بيقول ايه، وهو اصلا مجنون ،استحمله!.

التفتوا جميعهم على الصوت ليجدوا "ادم" يقف في عتبه الباب بابتسامة سعيده وبرفقته بنات اخيه و"ادهم" الذي وصل بنفس وقت وصول "ادم"، وأيضاً الجميع موجود أيضاً!!.

ركضت الفتاتين الى عمهن الذي فتح ذراعيه لهن، ارتمن في احضانه بشوق لتردد "ملك" بدموع سعيده: ا
حمدلله على سلامتك ياقلبي...

اكملت "ملاك" التي لا يختلف حالها عن اختها: وحشتني اوي اوي ياحبيبي، حمدلله على سلامتك!.

ربت على شعر الأثنتين بحنان مردفاً: الله يسلمكم ياروح قلبي، انتم اللي وحشتوني اوي!.

ابعدهم عنه متساءلاً بحنو: عاملين ايه ياحبايبي؟؟.

اجابته "ملاك" بابتسامة حلوه: دلوقتي بقينا كويسين لما قومتنلنا بخير!.

_ حمدلله على سلامتك ياكابتن!.

قالها "ادم" وهو يقترب منهم، كذلك الجميع اقتربوا ليهنئوه على استعادته لوعيه فشكرهم بامتنان!.

هتف"ادم" بمزاح: ايه ياعم "سامي"، مالك مع الدكتور عشان يتنرفز كده؟.

اجاب بامتعاض: الدكتور ياسيدي بقوله عايز اخرج وهو ميرضاش..

قاطعه الدكتور هاتفاً: انا بقوله كده عشان مصلحته، انا عايز اطمن عليه وعلى صحته، ممكن افهم ايه غلطتي!.

رد "ادهم" بجديه مصطنعه: عداك العيب والله يادكتور، معلش اصله راجل نص عقل استحمله!.

هدر به "سامي" بحنق: مين دا اللي نص عقل ياهبل، اوعى تكون فاكر اني عشان عيان مش هقدر اقوملك، لا ياروح امك دا انا ممكن اقوم دلوقتي واديك بالشبشب على دماغك!.

تحمحم باحراج وهو يمسد رقبته ليصمت دون رد مما جعل الجميع يضحك بسخريه، ليتركهم الدكتور ويخرج من الغرفه!!.

قاطع مرحهم صوتها الذي اشتاقه كثيراً: "سامي"، حمدلله على سلامتك!.

التفتو اليها لبجدوها تقف وصدرها يعلو ويهبط بسرعه على ما يبدو انها كانز تجري، ركز عينيه داخل عينيها والى تلك اللمعه داخل عينيها التي استغربها حين حللها انها لمعه لهفه وشوق!.

اقتربت منه محاوله كبت لهفتها لتهتف بهدوء: حمدلله على سلامتك!.

تمعن النظر بها مطولاً، ليتذكر حين افاق، كانت هي اول شيئ ياتي على لسانه، وسأل الدكتور عنها وهل هي بخير ام لا، ليطمئنه انها بخير ولم تتأذى، كم سعد لسلامتها، والآن سعادته تزايدت وهو يرى نظره الشوق داخل عينيها، لحضه، لما تلك النظره، هي تكرهه ودائماً ما كانت تخبره انها ستكون سعيده حين موته، لكن ما يحدث الآن هو العكس، ماذا حل بها في فتره غيبوبته يا ترى!.

فاق من شروده ليرد بهدوء: الله يسلمك، شكراً!.

هتفت بتساءل ملهف: انت كويس، حاسس بحاجه او اي وجع، قول!.

استغرب الجميع لهفتها تلك التي يرونها للمره الأولى وعلى مَن، على اكثر شخص تمقته...

أومأ بخفه ليردد بخفوت ونظراته مستغربه: ايوه انا كويس الحمدلله!.

ابتسمت بوداعه لتتمتم: الحمدلله!!.

اردف بتساءل وكأنه تذكر شيئ فجأة: اه صحيح، حد شاف موابيلي؟.

عقدو ما بين حاجبهم بتعجب لتجيبه "ملك": لامحدش شافه، بتسأل ليه؟.

هتف بقلق: ازاي يعني محدش شافه، حاجتي كانت مع مين يوم الحادثه؟.

اجابت" كارمن" ببساطه: كانو معايا انا، بس وقتها انا اغمى عليا ومش فاكره راحو فين!.

زم شفتيه بحنق ليردد: اكيد الكلب "مروان" هو اللي اخذه وكمان هو اللي عمل الحادثه انو متأكد، بعد ما اكتشفت وساخته هو و...

بتر حديثه ليصمت بعد ان شعر انه لسانه سيفلت امامهم، فهو لا يريد ان يخبرهم ان "سميه" شريكه"مروان" في كل شيء فقط من أجل "ادم" و"ادهم"!.

_ هو و "سميه" اللي هي أمي، صح!.

رفع رأسه بسرعه يحدق بذهول بـ "ادهم" الذي تمتم بتلك الكلمات بابتسامة مريره ليردد: انتم عرفتو؟.

إومأ بخفه ليتحدث "ادم" هذه المره بنفس الأبتسامه: ايوه عرفنا، وكمان عرفنا حاجات كتير كانت مستخبيه، باختصار كل حاجه انكشفت وهم هياخذوا جزائهم!.

اكملت "آية" كلمات اخويها: هي دلوقتي في السجن، والبوليس بيدور على "مروان"، ان شاءلله يتمسك وحق "مالك"هيرجع بأذن الله!.

تطلع لهم بحزن، فهو لم سرد اخبارهم حتى لا يصبح حالهم هكذا، لم يصدر اي رد فعل منه فقط هز رأسه بخفه وصمت!.

توتر الجو في ما بينهم فحاول "اكرم" وابن عمه بتلطيف الجو قليلاً بمزاحهم!!.

اقترب "ادهم" من أخيه ليهمس له بجديه: ممكن تييجي برا شويه، عايز اتكلم معاك!.

رغم علما بما سوف يحدثه به لكنه لم يرفض، ليومأ بايجاب، تحرك الأثنان الى الخارج ليقفوا في الطرقه!..

تمتم "ادم" بهدوء: سامعك!.

زفر بقوه قبل ان يردف: انا عارف انك اكتر حد اتأذى، وانك اتظلمت كتير، وانت عندك حق في كل اللي تعمله، بس انت طولت كده، واديك شوفت ابوك حصله ايه يوم ما سبت البيت، خليك عارف يا "ادم" انك مهما زعلت في الآخر لازم تسامح، عشان هي دي الحياه، بتجرحنا كتير وبتوجعنا بس احنا لازم نسامح ونغفر ونداوي جروحنا بأيدنا، عشان دي الفطره اللي ربنا حطها في قلوبنا، ومينفعش نفضل زعلانين طول العمر!.

ابتسم بتهكم قائلاً: وعلى كده بقى انت هتسامح امك على اللي عملته؟.

تفاجأ من سؤاله لكنه ردد بهدوء: ايه دخلها في موضوعنا؟.

_ مش انت قولت لازم نسامح ومنفضلش زعلانين، يبقى انت كده اكيد هتسامحها ولا ايه رأيك؟.

_ هي مغلطتش غلطه صغيره عشان اسامحها، هي أذنبت واقتلت طفل صغير ملوش ذنب في حقدها، وهي تستحق العقاب!.

تأفف بضجر ليردف: ايه المطلوب بعد كل الكلام دا؟.

اجاب بحزم: عايزك ترجع البيت!.

_ انا قولت قبل كده اني مش هرجع، ياريت محدش يفتح الموضوع دا تاني مفهوم!.

ردد بعصبيه طفيفه بعد ان سأم منه ومن رفضه: انت ليه بتصعب الموضوع علينا، عنادك دا هتكسره امتى بقى!.

اجاب ببرود: انا كده ومش هتغير، وبعدين انو مش قولتلك متدخلش في اي حاجه تخصني، ولا هي بقت عاده عندك، مترتحش غير لما تحشر مناخيرك في اي حاجه!!.

كلماته الفضه اغضبته كثيراً لكنن حاول بقدر الامكان السيطره على اعصابه، فضغط على انامله بقوه ليهمهم من بين اسنانه: انا هسكت بس عشان احنا في المستشفى، غير كده انا كنت هعرفك ازاي تتكلم كويس!.

قلب عينيه بملل ليشيح بوجهه جانباً دون اكتراث، لمح خروج جنيته من الغرفه وهي تستند على الحائط بتعب بعد ان شعرت بدوار يداهمها فجأة في الداخل فخرجت دون ان يلاحظها إحد، ضل يتابعها بقلق ليرى جسدها يترنح وهي تضع يدها على جانب رأسها بأرهاق...

هدر بأسمها بصوت جوهوري حين فقدت اتزانها ليسقط جسدها على الأرض مغمى عليها، جرى ناحيتها هو وأخيه، جلس على الأرض ليحمل جسدها بين يديه وهو ينده بأسمها بذعر، ليخرج الجميع على صوته حتى "سامي" ليفزعوا من منظرها!.

اتت دكتور شابه لتأمره بسرعه ان يحملها الى تلك الغرفه بجانبهم، فحملها بين ذراعيه لينهض بها متجهاً الى الغرفه...

وقفوا جميعهم بتابعون الدكتوره بقلق وهي تفحصها، وكان هو بجانبها يضغط على كفها بقوه والقلق ينهش قلبه بلا رحمه...

انتهت من فحصها لتنظر لهم بابتسامة لطيفه قائله: متقلقوش ياجماعه، الوضع اللي هي فيه دا عادي جداً في حالتها...

قاطعها "ادم" باستفهام: يعني ايه عادي في حالتها، هي فيها ايه؟.

اتسعت ابتسامتها بوداعه لترد برقه: الف مبروك، المدام حامل!!.
___________________________________________

مش فاضل كتير على النهايه، اتمنى انكم مستمتعين في الروايه...

توقعاتكم...

دمتم سالمين أحبتي...

#byan

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

325K 8.2K 23
مرت سنتين فقط سنتين وهي تستيقظ علي ذلك الحلم حلم رجوعه وعودته للحياة ولكن تجد تلك الحقيقة البشعة وهي انه ميت هو لم يعد موجود حالة حزن اصبحت تسيطر علي...
2M 74.4K 39
احب فتاة صغيرة وعشقها وتحد الجميع ولكن للقدر كلمة أخري فأخذه معه فى غيبوبة دامت سنوات هل سيعود كما كان يحبها ويعشقها ام لاعدائها رأي آخر
1M 10.1K 5
افوت بشارع اطلع مِن شارع وماعرف وين اروح المنو اروح ويضمني عنده صار بعيوني بيت خالته وساسًا ما عندي غيرها حتى الجئ اله اابجي واصرخ شفت بيتهم مِن بع...
124K 4.2K 29
‏لا توجد فتاة عانس ، توجد فتاة منع الله عنها شر زوج غير مناسب و إبتلاء زوج فاشل ، يوم قريب سيمنحها الله كل ما تتمناه .." نجيب محفوظ رواية تُحاكي موضو...