-
بعد مرور أربعة أيام .
٥:٠٠ مّ .
وَ،نّ ؛ الشّخص الثالِث .
جايهيون لا يزال بأوكرانيا ، ومازال حديث سي إل يدور في رأسه ، ليس وكأنه توقف عن التفكير به منذ اللحظة التي تفوهت به ، لا يزال محتارًا لا يعلم ماذا عليه أن يفعل في خطوته التالية ، لكنه فضّل البقاء ساكنًا على القيام بأي شيء حاليًا ، والإستمرار في الإختباء تحت رعاية آندرو .
على اليد الأخرى ، سي إل كانت قد أنهت عملها بالفعل وأخبرت الزعيم بأن بعض قطاع الطرق قد هجموا على خوزيه وجايهيون أثناء إبرام الصفقة وأن جايهيون لايزال مفقودًا لكن لا يحتاج أن يقلق عليه ، لأنها قامت بتوكيل بعض الرجال بأوكرانيا للبحث عنه ، بينما هذا كله جزء من خطتها .
أوقف تيواي لتوّه سيارته أمام المنزل المؤقت الذي يقطن به جايهيون ، كان أليخاندرو يتفقده في الأيام السابقة ويتأكد من أنه يتناول طعامه بشكل لائق ويطمئن عليه ، لكنه اليوم أرسل تيواي له لأنه مشغول مع زعيمه إبرا .
ترجل تيواي من السيارة وبيده اليسرى صندوق بيتزا وكيس مليء بالمشروبات الغازية و الكحولية ، لم يكن يعلم ماذا يجلب على العشاء لذا طلب النصيحة من كاي ، ولنأمل بأنها نصيحة جيدة ، تقدم ليقرع جرس الباب وفتحه قبل أن يسمع الرد ، يتذكر إحدى ملاحظات آندرو بأن جايهيون لايقفل باب منزله لذا يجب عليه عند مغادرته أن يتأكد من إقفاله خلفه .
كان المنزل يعمه الهدوء ومظلم نسبيًا ، من الواضح بأنه غير مرحب بالضيوف هنا " جيفري جونيور " نادى تيواي بينما يتقدم إلى المعيشة ، ليجد ذلك الجسد الهامد على الأريكة و سماعاته بأذنيه ومغلقا عينيه وكما يبدوا هو غارقًا في الموسيقى حتمًا " تشه~ لو كنت لصًا سأكون الأسعد على الإطلاق "
وضع الطعام و الأكياس على الطاولة قبل أن يجلس على الأريكة المقابله له ، ينتظر منه أن يشعر بوجوده ، شعر جايهيون بأحدهم يحدق به ، قبل أن ينزع سماعاته ويجلس لينظر له " لقد ظننت بأن ذلك الرجل سيأتي لرؤيتي اليوم كالعادة " تحدث قبل أن يمد يده ويفتح صندوق البيتزا ليأخذ قطعة .
" يدعى أليخاندرو ، اليوم هو مشغول لذى ليس لديه وقت لمجالسة الأطفال ، لهذا إنتهى بي المطاف هنا " همهم جايهيون قبل أن يخرج له مشروب من داخل الكيس " كنت سأتذمر وأقول بأنه لا فرق ، لكنك تجيد إختيار المشروبات " نطق بسخرية قبل أن ينهي جملته بابتسامة جانبية ويشرب من مشروبه قليلًا " أظن الفرق جليًا بين رجل عجوز و شاب " أجابه تيواي ساخرًا أيضًا ليضحك جايهيون قليلًا .
لاحظ جايهيون عدم مشاركة تيواي له الطعام " لما لا تأكل ؟، ليس كأنني سأتناولها جميعها بمفردي " ، " ناولني البيرة فحسب " رمى جايهيون عليه قنينة البيرة ليمسك بها تيواي ، ويعود الصمت بينهم بينما تيواي يعبث بهاتفه و جايهيون يتناول طعامه .
" بالمناسبة لاحظت علب الطعام في المطبخ بينما كنت في طريقي إلي هنا ، من الأفضل لك ألا ينتهي المطاف بالبيتزا هناك " هدد مازحًا تيواي بينما يرتشف من قنينته " في الواقع السيد أليخاندرو يحضر الكثير من الطعام وأنا لست شخصًا يأكل كثيرًا ، وبالنسبة للبيتزا سأحرص على رميها في القمامة قبل أن تأتي المرة القادمة " ضحك تيواي على تعليقه الأخير ، لم يتوقع أن يكون منفتحًا له هكذا " سأحرص على ركل مؤخرتك حينها أيها الحقير ! "
جايهيون منذ اليوم الثاني له في أوكرانيا وبعد حديثه مع سي إل كان يتظاهر بأنه يحاول أن يتقرب منهم ليكسب ثقتهم ، بالذات مع آندرو فهو أكثر من يتردد عليه ، واليوم بما أن تيواي حضر بدلًا منه لم يكن يمانع حقًا حضور تيواي على الرغم بإنه يشعر بأنه يكنّ بعض الضغينة له بسبب ماحدث بينهما سابقًا ، لكنه لا يستطيع إفساد ما يخطط له على أي حال بسبب شخص .
بينما تيواي على الكفّة الأخرى ليس غبيًا ، هو يعلم حقًا جايهيون أي نوع من الأشخاص يكون وكيف هي طريقة تفكيره ، والتغير الطفيف الذي طرأ على شخصيته ، هو إستطاع ملاحظة الكثير ، لكنه عكس جايهيون ، فضّل أن يتصرف على طبيعته ويفعل ماهو مطلوب منه مبقيا الأمور الشخصية خارج النطاق .
" إلى متى تنوي البقاء على هذا الحال ؟ " تحدث تيواي بعد لحظة تفكير مخرجًا كلاهما من دوامة الأفكار التي كانا بها ، نظر له جايهيون عاقدا حاجباه ، إستوعب تيواي بما تفوه به عن غير قصد ليتدارك الوضع " أعني الجلوس في منزل وتنتظر الطعام أن يصل إليك كل يوم دون أدنى مجهود منك ، أنت لا تنوي البقاء عليه للأبد صحيح ؟ "
جايهيون كان بالفعل قد أنهى طعامه ، إكتفى بشريحتين بيتزا بينما تبقت ثلاث بالصندوق ، إلتقط قنينة البيرة ليشرب منها ويصفي حلقه قليلًا " أظن بأن أليخاندرو أخبركم بالأمر بالفعل " نظر إلى تيواي الذي لا يبعد عينيه عن هاتفه لكنه بطريقة ما مركزًا مع جايهيون " أخبرني أنا ، تعلم لكي يقنعني بالذهاب و الإعتناء بك " لم يكن هناك نبرة سخرية في صوت تيواي لكن جايهيون إستطاع بطريقة ما فهم إسلوبه " إذا أنت تقول بأنك الوحيد الذي يعلم بالأمر بجانب العجوز ؟ " ، " أضف إلينا كاي ، إحتجت إلى نصيحته عن نوع العشاء الذي أجلبه لأجلك اليوم " همهم جايهيون بينما ينظر لقنينة البيرة التي تتوسط حضنه ويزم شفتيه بتفكير .
" أنت لم تجب على سؤالي بالمناسبة " تحدث تيواي بعد مدة عندما لاحظ هدوئه و شروده " لا تقلق لن تضطر لفعل هذا كثيرًا ، لست أنوي على البقاء هنا طويلًا " ، " تتحدث وكأنك تملك خيارًا آخر " ، " مالذي تعنيه ؟ " ، " أنت لا تفكر بالعودة إلى المافيا السابقة خاصتك أليس كذلك ؟ " ، " ما المشكلة في ذلك ؟ " ، " إنه أشبه بفكرة إنتحارية " ، " تشه~ أنت لا تعلم شيئًا " في هذه اللحظة أبعد تيواي الهاتف عن وجهه و وضعه في جيبه وإرتشف من البيرة الخاصة به قبل ينحني للأمام متكئا كلا مرفقيه على ساقيه وينظر لـ جايهيون " أخبرني إذًا "
لاحظ جايهيون التغير الذي حصل ، لكنه لم يهتم " مالذي تريد معرفته ؟، ظننت بإنك على دراية بالذي حصل " ، " أريد سماع القصة من وجهة نظرك " عقد جايهيون حاجبيه ، هو لا يفهم مالذي يحاول تيواي الوصول له لذا قرر المراوغة " أخبرني بخاصتك أولًا ، كيف إنتهى بك المطاف برفقة المافيا الروسية و آندرو بالذات " نخر تيواي بسخرية " يالك من عاهر لا يجيد شيئًا سوى المراوغة " إبتسم جايهيون على تعليقه ، إسلوبه بالمناسبة يذكره بـ جوني قليلًا .
" حسنًا تريد معرفة قصتي " إعتدل تيواي بجلسته بينما يتحدث " بدأ كل شيء عندما كنت باليابان ، كنت أعيش بميتم ، ليس لأن والداي قد فارقوا الحياة أو ماشابه ، والدتي كانت راقصة تعري لذا لم يكن لدي والد من الأساس بينما العاهرة لا تستطيع الإعتناء بإبنها الغلطة أثناء عملها ، على كلٍّ ترعرعت بالميتم إلى أن وصلت سن العاشرة ثم هربت منه برفقة الفتيان الذين أكبر مني سنًا ، يوتا كان من ضمنهم كذلك ، لقد كنا ثمانية فتيان أكبرنا بالسادسة عشر وأصغرنا يوتا الذي كان بالعاشرة أيضًا ، كنا نقوم بأعمال سرقة مختلفة ، نسرق الطعام و النقود و الملابس وماشابه ذلك ، الفتيان الكبار كانوا يقومون بالأعمال السيئة بالنيابة عنا ويبحثون لنا عن مأوى جديد كل يوم ، ذات يوم بينما كنت أهرب أنا و يوتا من الشرطة بعد أن سرقنا محل أطعمة ، رآنا آندرو للمرة الأولى ، قام بمساعدتنا في الهروب من الشرطة وأخبرنا بأن ننضم له ، في البداية لم نشعر بالاطمئنان له وأردنا الهروب منه والعودة لرفاقنا لذا اضطر بأن يهددنا بأنه سيخبر الشرطة عن مكاننا ، لذا إنتهى بنا المطاف بالذهاب معه ، قابلنا يومها كاي لأول مرة كذلك ، قام بتعليمنا جيدًا و الإعتناء بنا لفترة إلى أن بلغنا سن المدرسة الإعدادية ، أخذنا يومها لرؤية الزعيم إبراهيموڤيتش والذي علمنا لأول مرة حينها بأن آندرو يعمل بالمافيا الروسية ، لقد كان يعاملنا كصغاره ولم يبدوا عليه قط بإنه رجل عصابات ، على أي حال أخذنا إلى الزعيم ليطلب منه أن يدخلنا للمدرسة وأن يخرج لنا هويات مزيفة وأن يجعلنا تابعين له عندما نكبر ، طبعًا فرصة كهذه لن يضيعها الزعيم لذا قبل بنا بصدر رحب وعاملنا جيدًا ، بالطبع قدم لنا بعض الأعمال التي تناسبنا كتدريب لنا بينما لا نزال صغار ، من ضمنها عندما إنتقلنا لمدرستك للبحث عنك أنت و رفقتك ، في المدرسة الثانوية إنضم إلينا لوكاس و وينوين والذي أحضرهم لنا آندرو أيضًا ، وإستمرينا برفقة بعض إلى يومنا هذا "
كان جايهيون يستمع بحذر لكل تفاصيل قصته ، لم يتوقع منه بأنه سيخبره بها حقًا وأن يكون صريحًا معه هكذا ، نظر له تيواي عندما لاحظ هدوئه بعد أن أنهى كلامه " هل ستخبرني الآن ؟ " تنفس جايهيون قبل أن يرتشف من القنينة ويجيبه " قتلت عائلتي على يد الزعيم دراغون لأن والدي كان يحلم بحياة هادئة و هانئة له برفقة عائلته الحقيقية ، بينما أنا قرروا إبقائي على الحياة و ضمي لهم ، ترعرت وأنا أظن بإنهم عائلتي الوحيدة التي أنقذتني من ظلمات الحياة لأكتشف بأنهم هم سبب الظلمة ، الأمر الذي بقي مخبئًا عني حتى قبل أيام قليلة " ، " وتريد العودة لهم ؟ " ، " ليس وكأن الأمر هو إنني لا أزال أشعر بالولاء لهم أو ماشابه ، أنا فقط أريد أن أحسم بعض الأمور ، لا أريد لشعور الحسرة أن يطاردني لبقية حياتي "
" إن كنت تريد لحياتك أن تستمر ، لاتذهب وأبقى مختبئًا بيننا هكذا أفضل " تحدث تيواي بجدية بينما ينظر لعيني جايهيون مباشرة " لما تقول هذا ؟ " ، " أنت تعلم قواعد المافيا ، لا يمكن لشخص ترعرع على يدي المافيا أن يخرج منها حيا أبدًا ، وأعلم بأن هذا سبب موت أبيك أيضًا ، لذا أنت أتتك فرصة العيش على طبق من ألماس !، لا تنسى أيضًا بأن نونا خاصتك تخاطر بحياتها الآن من أجل إبقائك تتنفس " تحدث بحدة تيواي محاولًا جاهدًا إقناعه بالعدول عن أفكارة الغبية و المستهترة بنظره ، ليستأنف " أيضًا لا تنسى الوعد الذي قطعه أليخاندرو لأبيك والذي كان أباك من وصاه عليك من الأساس ، إحترم رغبة والدك هذه على الأقل وأبقي نفسك بعيدًا عن الخطر قدر المستطاع بما أنك تملك الخيار الآن ! " إكتفى تيواي بقول هذا قبل أن يقف ليخرج للباحة الأمامية للمنزل و يشعل سيجارته ، أحتاج لاستعادة صفاء ذهنه الآن .
تيواي لا يفعل كل هذا من دافع الخوف على مصلحة جايهيون ، هو حقًا لا يكترث البتة إن عاش أم مات ، لكن شخص عزيز عليه ذو مكانة خاصة في قلبة يكترث بأمر جايهيون ، و تيواي أيضًا قطع وعدًا له سابقًا بأنه سيجده له لذا لايمكنه ترك جايهيون يرحل ليلقى حتفه بسهولة بعد كل الذي قام به لإيجاده .
بينما جايهيون بقي صامتًا بالداخل يفكر بكل الحديث الذي دار بينه وبين تيواي قبل دقائق ، جايهيون يجب أن يحسم قراره ، و يجب أن يكون سريعًا .
-
مساحة إضافية أستقبل بها جميع تعليقاتكم و آرائكم برحابة صدر .
أحبكم و إعتنوا بأنفسكم جيدًا 🤍🤍.