• لمَ لا تسقطُ أيها الوَغد !؟
يقولُ الحزن..
ثم يدفعُني بـ كلتَا
يديهِ •
....................
دخل ديفيد - والد لوسيل ومارسيل - الى المنزل بعد عودة مارسيل بنصف ساعة
كان يترنح في مشيته بسبب الكحول التي شربها
اغلق الباب بخفة ليصعد الى غرفته
رغم انه ثملاً لكنه واعي قليلاً
فتح باب غرفته ليجد نيكول جالسة على سريرهم تنتظر عودته وعندما لمحته يدخل وقفت تنظر اليه بغضب
" الى متى ستستمر بأفعالك هذه ؟! ، تعود قرابة الفجر ثملاً "
تجاهلها ديفيد ليسير بالقرب منها ليخلع ثيابه
امسكت نيكول ذراعيه بقوة لتسحبه ناحيتها
" اجبني لا تتجاهلني تعلم كم انا امقت تجاهلك لي "
لم يتحمل ديفيد ليثور غاضباً حيث امسكها من عنقها بقوة ودفعها على السرير واصبح هو فوقها ويده على عنقها ، عينيه حمراء كانت مخيفة بسبب الكحول و السهر لوقت طويل
صر على اسنانة وتحدث بغضب شديد
" توقفي .. لم اعد اطيق سماع صوتكِ اللعين .. انا اكرهك واكره تصرفاتك هذه .. ليتني لم اتزوجك وهربت من المنزل في ذلك الوقت ... لكنني لعين جبان "
دفعته نيكول من فوقها ليقع بجانبها على السرير ينظر اليها ببرود
لتشهق باكية
" انا احبك .. لا اتحمل فكرة ابتعادك عني .. ارجوك متى ستتقبلني بحياتك هذه "
ابتسم ديفيد بسخرية ليشيح بنظراته الى سقف الغرفة
تحدث بهدوء شديد
" لقد احببتك عندما كنتِ صديقتي لكن .... ليس بعد الان ، تصرفك المتسلط ومحاولة اجبارنا على ماتريدين وليس ما نريد نحن .. الانسان لديه طاقة محدودة وعندما يصل اليها ... ينفجر وانا تعديت هذه المرحلة .. انا هنا معكم لانني لا اريد هذه العائلة ان تنكسر لكن .. هي مكسورة بالفعل بسببكِ "
نظر لها ليرى دموعها لطخت وجنتاها
ليشيح بوجهه ويستدير بجسدة
" اريد النوم لا تتحدثي معي "
هو يشعر بعدم الانتماء في هذه العائلة
كان يتمنى ان تكون لديه عائلة سعيدة وقوية لكن .. كل هذا تحطم بسبب زوجته
اخذ يسحب انفاسه بحسره ليعيد ذكرياته القديمة حيث ترك حب حياته بسبب هذا الزواج ولم يتأقلم به الا بعد عناء طويل
حاول ان اجبر نفسه على حب نيكول حتى يتعايش معها لكنه لم يستطع
ليس بعد الان
اصبح يمقت النظر الى وجهها
هو نادم بشدة
يتمنى الموت
استلقت نيكول خلفه لتنظر الى ظهره مدت يدها تنوي ان تلمسه لكنها تراجعت فهي لا تريد ان تكون ضعيفة ومثيرة للشفقة
هي تحبه منذ ان كانوا مراهقين
تتذكر عندما استغلت ثمالته لتغويه وتقيم معه علاقة جنسية
هي تعلم بانه لا يحبها لانه كان يردد اسم غير اسمها عندما كان يضاجعها
لكنها صَمت اذانها وجعلت نفسها تتخيل بأنه ينادي اسمها فقط
لازالت تتذكر عندما استيقظ من نومه ورآها عارية بجانبه
كانت تعابيره مصدومة ومخذولة فهي كانت صديقته وتعلم بحب حياته
شعر وكأنه طعن بقلبه
تمنى لو ان يقتل نفسه او انه مجرد كابوس وسيستيقظ منه
لكن ..كل هذا كان حقيقة
تتذكر عندما صفعها واخذ يصرخ بهيسترية بوجهها
لكنها كانت تواجهه بكلمة ' انا أحبك '
عندما علمت بأنها حامل كانت سعيدة جداً بأن ديفيد سيكون ملكها
ذهبت الى والدته ' جدة لوسيل ' واخبرتها بأن ديفيد اغتصبها عندما كان ثملاً
كانت بلدتهم صارمة وناسها متشددين بالدين
فعندما علمت والدته انه ثمل
ضربته بقسوة واجبرته ان يتزوج بنيكول والا ستحرمه من الميراث
كان ديفيد ينظر لها بتوسل لكنها اشاحت عينيها عنه
قائله له ' ستحبني مع الوقت وتنسى حبك المقزز '
لكنه لم يفعل عاملها ببرود شديد فهو اصيب بالأكتئاب بعد انفصاله
شعر ان حياته تحطمت
هي تعلم بأنها مخطئة فهو عندما يرفض لها شيء تهدده دائماً
هي تحبه بجنون لا تستطيع ان تتركه
لا تتخيل ان تكون حياتها بدونه
هي مريضة بحبه
استيقضوا جميعهم في الصباح الباكر
يجلسون على طاولة الطعام يتناولون فطورهم بصمت كالعادة
نظر مارسيل الى لوسيل لينظر الى وجنتها فوجد ان الكدمة البنفسجية قد اختفت
علم انها اخفتها بمساحيق التجميل
تنهد لينزل نظره الى طعامه
تحمحمت نيكول بخفة لتكون اشارة بأنها ستتحدث وعليهم ان ينصتوا لها
" مارسيل عزيزي ... البارحة مدير مدرستك اتصل بي ويريدني ان اتي ... هل فعلت شيئاً خاطئاً ؟ "
نظر مارسيل لها ببرود ليرفع حاجبه
" من يعلم .. ربما "
تنهدت نيكول بخفة وابتسمت له بحنان
لتمسك بيديه وتربت عليها
" انا اعلم ان ابني مثالي ولا يفتعل الاخطاء فأنت مثل مااردت تماماً مثالي وتعلم كيف تتصرف - تنظر الى لوسيل بجانبية - افضل من بعض الناس "
لم يستطع مارسيل ان يكتم ضحكته
ليضحك بشدة وينظر لوالدته بسخرية ليسحب يده من يدها ويعيد ظهره الى الكرسي
توقف عن الضحك ليبتسم بجانبية
" اوه .. اذن انا ابن مثالي "
اشار الى لوسيل
" هي المثالية ولست انا "
نظرت له لوسيل بصدمة فهي لم تتوقع ان يتحدث اخاها عنها هكذا
نظر لها مارسيل ليقلب عينيه وينظر الى والدته
" انظري اليها انها مطيعة بشكل مثير للأشمئزاز ، تستمع لكلامك بالحرف الواحد ، انظري اليها ' امي ' انها كبيرة لكنها لا تزال مقيدة بكِ ، الا يعجبك هذا ؟ "
نظرت له لوسيل بقلة حيلة فهي ماذا كانت تتوقع ؟
ان يمتدحها مثلاً ؟
ياللسخرية
هي لا تنكر فكلامه صحيح انها ضعيفة ومقيدة بسلاسل من حديد تتحكم بها والدتها
نظرت له نيكول بأنزعاج
" لا تقارن نفسك بها .. انها لاشيء .. انها ضعيفة الشخصية ومريضة
انا دائماً اتوقع بانها ستفتعل الاخطاء الشنيعة وتشوه سمعتنا
يكفي انني اجعلها تذهب الى الجامعة المليئة بالرجال "
انزل ديفيد الصحيفة التي كان يقرأها لينظر لنيكول بسخرية
لم يستطع تحمل سكوته وهو يستمع الى كلامها الشنيع
" لمَ نيكول ؟ هل تخافين ان تصبح لوسيل مثل فتاة نعرفها ؟! "
نظرت له نيكول بصدمة فهي علمت ماذا يقصد
" ديفيد !! "
قلب ديفيد عينيه لينهض من الطاولة وهو ينظر لها
" اذا نسيتِ ، فأنا لم ولن انسى "
غادر ديفيد المطبخ
لتستمع نيكول الى باب المنزل وهو يغلق
لتبتلع ريقها وتنظر الى مارسيل تجده يبتسم لها ابتسامة غريبة
لتشيح بنظراتها الى لوسيل تجدها تنظر لها بغرابة
" لا تنظري لي هكذا هيا انهضي لتذهبي الى جامعتكِ ، وانت عزيزي هيا اذهب لمدرستك فأنها سنتك الاخيرة لا اريدك ان ترسب ، فأنا اضع املي بك
واريد مصلحتك "
ضحك مارسيل بخفة
" حقاً ؟ .. وهل عندما حطمتي حلم لوسيل بأن تصبح طبيبة وادخلتيها لجامعة الفنون يعد مصلحة ؟! .. ارجوكِ دعي مصلحتك بعيداً عني "
نظرت نيكول له بحدة
" مستحيل ان ادعها تزاول مهنة الطب .. هل تريد ان ترتاد اختك المستشفيات وتقيم فيها بعض الايام ؟! .. هل جننت ؟
هل تعلم كم الاطباء هناك يقيمون علاقات غير شرعية ؟
فتيات الطب جميعهن عاهرات يركضن وراء المال "
نظر لها مارسيل ببرود
" من ساعدك على انجابي وانجاب لوسيل ؟ .. اليست الطبيبة
عندما تمرضين من يجعلك تتحسنين ؟!
ايتها المرأة المؤمنة التي تخاف الرب عندما يصاب مهبلك بالطفيليات هل ستفتحين ساقيك لرجل ام إمرأة ؟! ، تفكيرك العاهر فقط "
انهى كلامه مارسيل ليستقيم وينظر الى لوسيل ليجد تعابيرها حزينة جداً
فهو يعلم بأنها لازالت تتحسر على حلمها الذي ضاع بسبب انانية والدته
لا يزال يذكر كم مرة يراها تنظر بعينان مغلفة بالدموع الى جارتهم الطبيبة عندما تعود للمنزل وهي ترتدي زي عملها
خرج مارسيل من المنزل ليذهب الى سيارته المركونة
عندما قام بتشغيلها رأى لوسيل تركض ناحيته
" مارسيل ارجوك اوصلني الى الجامعة فأنا تأخرت ولن اجد سيارة
اجرة الان "
همهم مارسيل لها ليفتح الباب بجانبه
لتصعد لوسيل
ويحرك مارسيل سيارته الى جامعتها
وصلت لوسيل الى جامعتها لتنزل من سيارة مارسيل
لتودعه وتدخل
جالت بنظراتها بين الاشخاص واخذت تنظر الى البناية
لتتنهد بضيق فهي لا تشعر بالانتماء هنا
هذا ليس حلمها
ليس مكانها هي تمقته
كانت تتمنى لو كانت قوية حتى تردع قرار والدتها بتحطيم حلمها
لكنها مثل ما يقول مارسيل ' ضعيفة و جبانة '
رأت جايدن من بعيد تسير لتلعن بين انفاسها
استدارت لوسيل لتهرب لكن لم يحالفها الحظ فجايدن قد نادتها
' اللعنة '
استدارت لوسيل جهة جايدن لتضع ابتسامة مصطنعة
" مرحباً جايدن "
عانقت جايدن لوسيل ورحبت بها
" هيا تعالي معي لنجلس مع الفتيات ، يجب ان تختلطي مع الناس "
تنهدت لوسيل بملل فهي تكره مخالطة الناس
وخاصة المنافقين
سحبتها جايدن جهة الفتيات لتجلس بعد ان رحبن بها
اخذت تنظر اليهن وهن يتحدثن بأحاديث سخيفة جداً
ثرثرة و الكثير من الثرثرة
كانت لوسيل لا تشاركهن الاحاديث ابداً فقط تنظر الى وجه من تتحدث
حتى رأتهن ينظرن اتجاه فتاة كانت تسير
' حان وقت النميمة اذن '
تنهدت لوسيل بملل رأتهم كيف يتحدثون عنها بكلام قبيح جداً
اصبحت تشعر بعدم الراحة و الاختناق
رأت الفتاة تأتي بأتجاههم لتلقي عليهم التحية وجدتها مارسيل فتاة لطيفة جداً
لترى الفتيات يردون التحية بلطافة تامة وهم يجبرونها على الجلوس معهم كانها صديقتهم الحميمة
رفعت لوسيل حاجبها بذهول تام
' سأتقيأ .. انا اعلم الان بأنهن يلقبونني بابشع الالفاظ عندما انهض من الطاولة '
مارسيل الذي كان يقف امام مكتب المدير ووالدته بجانبه
كان يقف بملل ويضع يديه في جيب سترته الجلدية
كان ينظر الى المدير ببرود تام ينتظر ان ينتهي من الهراء
يحاول ان يكتم اعصابه ولا يغضب
تحدث المدير بغضب الى نيكول
" سيدة نيكول .. ابنك المحترم يتغيب عن الحصص الاولى منذ ثلاثة ايام
وعندما يأتي في الحصة الاخيرة يفتعل المشاكل ويخرج "
نظرت نيكول بأستغراب لمارسيل فهي تعلم بأنه يستيقظ معهم مبكراً ليذهب الى المدرسة .. لكن كلام المدير هنا يناقض افعال ابنها
" مارسيل هل كلام المدير صحيح ؟ "
نظر مارسيل لها ليرفع حاجبيه ويهز رأسه بمعنى نعم
نظرت نيكول له بصدمة
" اين تذهب ياولد تحدث "
رفع كتفه مارسيل بمعنى لا اعلم ولم يجب بحرف واحد
غضب المدير من تصرف مارسيل اللامبالي
ليضرب بيده على المكتب بقوة دليل على سخطه
" تحدث ايها الارعن والا سأفصلك .. انت تغضبني طوال هذه السنوات بتصرفاتك الطائشة كل يوم تأتي بمصيبة جديدة
الى متى ستستمر هكذا ؟ .. هيا تحدث اين كنت تذهب في هذه الثلاثة ايام ، حتى والدتك لا تعلم ماذا كنت تفعل "
لوى مارسيل شفتيه ليبتسم بسخرية
" ارجوك افصلني "
شهقت نيكول لتصفع كتف مارسيل بخفة
" تأدب ياولد انت تحرجني .. انا اسفة سيدي ابني لن يكررها اعدك "
نظر لها المدير ليزفر بحنق
" سيدة نيكول ابنك عديم الاخلاق .. كان يتنمر على الطلاب ويضربهم "
تحدث مارسيل بملل
" وماذا في ذلك .. هم من يغضبونني "
صرخ المدير بحدة
" ابنك ياسيدة نيكول وجدته يتحدث بالهاتف و يستمني في حمامات المدرسة "
شهقت نيكول لتضع يدها على فمها بصدمة
ليشهق مارسيل بسبب ضحكته
اصبح يضحك بشدة
ويقول
" ماذا ، لقد شعرت بالاثارة انا لم افعل شيئاً غير قانوني "
غضبت نيكول بشدة لتمسك ذراعه بغضب شديد
استدارت لتعتذر من المدير لكنه قاطعها
" مارسيل انت ستتحدث هنا و الان بأين كنت خلال هذه الفترة "
تنهد مارسيل بقلة حيلة
" اوه حسناً سأخبرك رغم انني لم اكن اريدك ان تعلم "
نظر الى المدير بأبتسامة
" كنت اضاجع زوجتك "
انتفض المدير من مكانه بغضب ليسحب ياقه مارسيل الذي لا زالت ابتسامته المستفزة على وجهه
لتقف نيكول بينه وبين المدير فهي لاتريد ان يضرب ابنها
دفعه المدير بعنف ليعود الى مكتبه ويوقع على ورقة
" خذ انت مفصول لمدة اسبوع .. وعندما تعود اتمنى ان لا اراك امامي لانني لو رأيتك تفتعل المشاكل صدقني لن ارحمك سأفصلك نهائياً
ولن تستطيع اي مدرسة احتوائك "
اخذ مارسيل الورقة بابتسامة شديدة وشكر المدير ليخرج من غرفته
لينظر الى الورقه بسعادة فهو كان يتمنى ان يحصل على الفصل من المدرسة
نظر الى والدته التي ترمقه بنظرات غاضبة
لينظر لها بمعنى تحدثي
" ما هذه التصرفات مارسيل .. كيف اصبح كلامك بذيء هكذا ، الرب سيعاقبك على افعالك هذه "
رفع مارسيل حاجبه قائلاً
" وهل الرب سيعاقبكِ انتِ ايضاً ؟ "
نظرت نيكول له بحيرة
" ماذا تقصد "
ابتسم مارسيل لها ببرود
" هيا اذهبي الى المنزل ، لن اعود معكِ لدي عمل اقوم به "
" الن توصلني "
" لديك قدمين ومال بجيبك ما شأني "
تركها مارسيل بصدمتها ليذهب الى خارج الدرسة
اخذت نيكول تفكر بأفعال ابنها الغريبة وكلامه المليء بالالغاز
فهي لم تشعر بالراحة ابداً
رن هاتف نيكول لتأخذه فترى المتصل اخت ديفيد
" مرحباً دانييل .. نعم غداً سنأتي .. اجل اخبري زوجكِ اللطيف بأن عشائنا عندكم "
انهت نيكول المكالمة لتعود الى المنزل تجهز اغراضها للعودة الى مسقط رأسها
- لَيل -