ام البنات(6)
.
.
.
.
.
كان الجميع بحالة صدمة وذهول مما جرى في ملجأ العامرية،بحثت أفراح عن ابناءها او اي احد تعرفه من عائلة زوجها او جيرانها لكنها لم تجد اي احد منهم لان جثثهم قد انصهرت واصبحت اكواما من اللحم،وقع الخبر كالصاعقة على قلب ام عمر اغمي عليها ونقلت الى المستشفى وبسبب قلة العلاج وانشغال الكوادر الطبية باسعاف الجرحى توفيت ام عمر بنفس اليوم،بقيت أفراح وحيدة لاتعرف اين تذهب لاابناءها ولااولادها ولايوجد احد تعرفه،انهار مقداد لفقدانه امه واخواته وزوجته وابنه وبنته فقد بذلك الملجأ 42 فردا من عائلته،كانت فاجعه احرقت قلوب الكثير من العراقيين وزادت من سخطهم على امريكا وعلى حكومتهم التي ادخلتهم بحرب لانتيجة لها سوى الدمار،عاد عمر من الجبهة فور سماعه لخبر قصف الملجأ،اصيب بحالة انهيار شديدة واول شي قام به هو ضرب أفراح وبقوة وكأنها هي سبب ماجرى،طردها من بيته وليس لديها مكان تذهب اليه،ذهب الى المسجد المجاور للملجأ تجلس قرب الملجأ وتبكي على اولادها وتتذكرهم كيف لها ان تعيش بدونهم،كان هنالك الكثير من الامهات والاهل يجلسون قرب الملجأ يبكون ابناءهم وعوائلهم التي فقدوها...
بعد قصف ملجا العامرية ب16 تقريبا انهزم الجيش العراقي في معركته ضد 33 دولة،انسحب الجيش الى داخل العراق وقامت الحكومة العراقية بحرق آبار النفط الكويتية،فكانت السماء سوداء بسبب دخان الآبار،كانت الاجواء كئيبة مابين الخسارة،خسارة الحرب والاحبه والاهل ومابين الدمار والخراب الذي حل بالبلد بسبب القصف الذي دمر اغلب المدن العراقية لاكهرباء لاماء لان القوات الامريكية قصفت البنى التحتية للدولة،فرضت عقوبات اقتصادية على البلاد كانت سببا في انتشار الجوع والامراض..
.
.
عاد اغلب افراد الجيش العراقي سيرا على الاقدام من الكويت إلى البصرة،كانوا مذهولين ومصدومين نفسيا بسبب ماجرى شاهدوا اخوتهم وزملائهم يقتلون امام أعينهم،كانوا بحالة نفسية سيئة جدا ساخطين على الحكومة لانها السبب بكل ماجرى وكذلك الشعب كان بحالة هيجان بسبب تصرفات الحكومة الرعناء،ثار احد الجنود فور وصوله لساحة سعد في البصرة ورؤيته لتمثال صدام سحب سلاحه ورمى على ثمتال صدام وبدأ بالسب والشتم على صدام وحكومته،وكأن الشعب بحاجه لهكذا شرارة عندها انطلقت الثورة وبصورة سريعة في كافة مناطق البصرة،دمروا مراكز الامن دخلوا السجون وحرروها من السجناء المسجونين ظلما،بدأوا بالهجوم على مراكز حزب البعث وقتل المسؤولين البعثيين،كان مؤيد يسوق سيارته في شوارع البصرة عائدا الى بيته اثناء اندلاع الثورة او الإنتفاضة،شاهده احد الثوار صاح بأعلى صوته:هذا ابن البعثي اقتلوووه،فور سماعه لهذه الكلمه حرك سيارته باقصى سرعة،حاول الأهالي اللحاق به لكنهم لم يفلحوا بالامر...
.
.
في بيت ابو مؤيد...
دخل أحمد الى البيت وبصياح:بسررررعة لبسوا حجاباتكم واخذوا الفلوس والذهب لتأخذون اشياء منحتاجهة.
زينب:خير يارجال شبيك؟؟؟؟
احمد:بسرعة وبدون نقاش ماكو وقت بسررررعة..
.
.
دخل مؤيد الى البيت وهو لايستطيع التنفس:بوية حاولوا يقتلوني
احمد:ابني ساعد مرتك تلملم غراضها راح نطلع لبغداد واني راح اخذ وياي مسدس ورشاشة يلة ماكو وقت بسرررعة،هرب احمد وعائلته الى بغداد،كانت سهيلة بهذه الاوقات حامل في الشهر السابع،وبسبب الخوف والقلق كانت تحس بالام قوية وكانها آلام الولادة لكنها حاولت ان تصبر نفسها لحين وصولهم الى بغداد..
.
.
اندلعت الانتفاضه بسرعة في محافظات الجنوب والشمال..
.
.
في النجف الأشرف....
دخل قاسم الى البيت مسرعا وهو غاضبا توجه ناحية غرفة والده واخذ مسدس واراد الخروج اوقفه والده:وين رايح بهذا السلاح تعااال هنا
قاسم:بوية الشعب ثار وانتفض على الحكومة وتريدني اكعد واسكت مثل النسوان لاوالله الا اخذ بثار بيت عمي راح اروح احاسب كل شخص كان السبب بقتل ولد عمي وبناتهم..
باقر:قاسم تعال لتطلع ولتتوقع الحكومة راح تسكت
قاسم:ابقى بالبيت يالاثول حالك حال النسوان👐
وخرج قاسم من بيت اهله وهو يردد عبارات وهتافات...
(صدام لتشيل ايدك شعب النجف ميريدك)..
وصلت عائلة ابو مؤيد الى بغداد بسلام وفور دخولهم الى بيت عمة مؤيد بدأت سهيلة بالصراخ من شدة الالم..
عمة مؤيد:هذي عدها ولادة
زينب(ام مؤيد):بعدها بشهر السابع..
عمة:اكو قابلة يمنه راح اجيبها تشوفها لان الوضع بالمستشفيات موزين...
جاءت القابلة وبعد فحص سهيلة او حياة كما يسميها اهل مؤيد وقالت لهم ان تريح ظهرها وان يبعدوها عن كل الضغوطات حتى لايحصل لها ولادة مبكرة..
.
.
.
.
توجه قاسم ومجموعة من الاهالي الغاضبين نحو مقرات حزب البعث الاشتراكي وبعد مناورات بالاسلحه تمكن الثوار من دخول المقرات وتحريرها من السجناء السياسيين وقتل مسؤولي حزب البعث لان اغلبهم قد تورطوا بقتل ابناء المحافظة ظلما فقط لانهم لم يعلنوا ولاءهم لحزب البعث...
توجه احد السجناء باتجاه قاسم وكانه يعرفه..
نظر له قاسم بتركيز شديد:انت؟؟؟ محمد صديقي بعد عايش وحضنه قاسم بشدة وهو فرح فقد سجن محمد ولم يعرف احد اخباره ولم يتجرأ احد من الاهالي بالسؤال عنه وكانت سبب سجنه هو بسبب دخوله الى مرقد امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وعند دخوله قال رحم الله من صلى على محمد وال محمد وبعدها بدقائق جاء رجال الامن وزجوه بالسجن...
سحبه قاسم لخارج المقر الحزبي وبعدما تناول محمد الطعام وغسل يديه قال له قاسم:تعال احجيلي شصفى بيك الدهر؟؟؟؟ شسووا بيك السفلة؟؟؟
نظر له محمد وعيونه دامعه ولد عمك وصوني اذا ابقى حي واطلع من السجن ان تتزوجون خواتهم اثنينهن واعطاني سامر اسماء الأشخاص اللي يطلبهم سامر فلوس،واماكن ....اسكته قاسم خبرني كيف عاشوا ولد عمي بالسجن...
اغلق محمد عينه وتحسر بحسرة قوية:حياتهم كانت تعذيب بتعذيب حتى اخوهم الصغير ماسلم من التعذيب مي حار،الجوع،العطش،صعق بالكهرباء،خلع الاظافر،ضرب بالكيبلات كان التعذيب ليل ونهار وكان سامر واخوته يتعذبون اكثر لانين اخوهم الصغير ولهذا السبب قرر سافر ان يعترف هو واخوته كذبا بانهم منتمين لحزب الدعوة فقط كي ينهوا هذا
الالم بعدها بساعتين من الاعتراف تمت محاكمتهم وصدر الحكم بالاعدام حتى الطفل الصغير،طلب الضابط منهم ان يهتفوا بحياة صدام حسين كي يخفض الحكم من اعدام الى سجن مؤبد صرخ سامر واخوته باعلى صوتهم لااله الا الله صدام عدو الله وبدأ الجنود برمي الرصاص عليهم الى ان قتلوهم اربعتهم..
بكى قاسم لماحدث لاولاد عمه وندب حظه اكثر لانهم لم يستطيعوا ان يمنعوا ماحدث،توجه قاسم باتجاه مكاتب البعثيين وبحث كثير في القضايا وعرف بان جاسم جارهم هو من قدم التقرير الكاذب عن اولاد عمه فصرخ باعلى صوته:ولك جااااسم ياكلب موتك راح يصير على ايدي ركض قاسم خارج المديرية باتجاه المنطقة التي يسكنون فيها دفع باب بيت اهل جاسم باحثا عنه الى ان وجده مختبئا بين كومة من الحطب ضربه ضربا مبرحا وبعدها قتله بالرصاص وخرج من البيت وهو في قمة غضبه..
.
.
.
كانت الاخبار الخاصة بالانتفاضة بدأت بالانتشار وزادت شدة الثورة عند دخول المعارضة العراقية المتواجده في ايران بقيادة محمد باقر الحكيم،جاء معهم الكثير من العراقيين المعارضين لحكم صدام ومن ضمنهك عبد الله (ابو سامر) جاء خصيصا لكي يلتقي بافراد عائلته بعد غياب طويل لكنه صدم بخبر اعدامهم توجه مع ابو قاسم الى مقبرة وادي السلام جلس امام قبورهم يبكي وينحب يحمل التراب ويشمه ويبكي لحال اولاده بكى كثيرا الى ان اعياه البكاء ساعده اخوه بالنهوض توجه لبيت ابو قاسم سأل عن بناته فاخبروه بانهن قتلن ولم يستطيعوا العثور على جثثهن......
.
.
بغداد....
كان عمر بحالة بائسة جدا،يجلس في البيت ويشرب ويدخن وهو بحالة يأس شديده حاله حال مقداد الجالس بجانبه يبكون ويشربون حاولوا النسيان لكن بلافائدة،ازعجتهم طرقات الباب تقدم مقداد وفتح الباب وكان أحد المسؤولين البعثيين،اخبرهم بضرورة الالتحاق بالجيش فورا لان من لايلتحق سيعتبر خائنا ومصيره الاعدام،طلب مقداد من عمر ان يجلب أفراح الى المنزل لكي تبيت فيه فهي لاذنب لها بكل ماحصل وبحثوا عنها وتركها في البيت لوحدها وهي مابين الحياة والموت من شدة حزنها على اولادها....
.
.
تقدم الجيش وقوات الحكومه باتجاه المحافظات المنتفضة وكان القصف الجوي له اثر كبير في رعب الاهالي،قصف ضريح الامام الحسين عليه السلام وضريح اخيه العباس والمناطق السكنية المجاورة للضريحين
.
.
.
.
اما في النجف الاشرف فقد اذيع بأنه من يلتحق بالجيش ويعلن ولاءه للحكومه فانه لاتتم محاسبته وعليه ان يجتمعوا في فندق السلام،ولهذا السبب اجتمع الكثير من الشباب الذين لادخل لهم واغلبهم ابرياء لاذنب لهم،كان عمر واقفا يشاهدهم من بعيد،جاء الضابط المسؤول في الجيش وفور رؤيته لهولاء الشباب أمر باطلاق الرصاص عليهم وقتلهم ودفنهم في نفس المكان بصورة عشوائية فكان الجثث متداخله فيما بينها،صرخ عمر بالضابط:ليش هيج سويت مو احنه انطيناهم الامان؟؟؟
ضرخ الضابط:ماكو شي اسمه امان واني اللي اقرر بكيفي اللي اريده واذا ميعجبك كول حتى ادفنك وياهم...
وبعد تهديد الجيش بانطلاق الغازات السامه انتهت الثورة بهزيمة الثوار وهرب اغلبهم الى معسكرات في السعودية او في ايران وهرب قاسم مع عمه عبد الله الى ايران. بدات الانتفاضة بتاريخ 1 مارس 1991 وانتهت بتاريخ 5 أبريل 1991 اما نتائج هذي الانتفاضة كانت هي تجفيف الاهوار في الجنوب وقتل الكثير من الشباب والعوائل وهجرة مايقارب مليوني عراقي الى خارج العراق وتدمير البنى التحتيه اضافة الى قيام اقليم كردستان العراق..
.
.
.
.
.بغداد..
تصرخ حياة(سهيلة) بشدة فقد حانت ولادتها وهي في بداية شهرها الثامن..
القابلة:بنتي اخذي نفس وعصري بسرعة يلة مابقة شي..
حياة يااااعليييييي
صرخت القابلة جابت جابت زينب تقترب من القابلة:ولد بنية؟؟؟
القابلة:بنية حلوة كلش ماشاء الله..

زينب:الحمد لله عالسلامه واهم شي تمام الخلقة
القابلة:شنو هاي اكو بعد طفلة دفعي شوية بعد وبعدها بربع ساعة انجبت سهيلة طفلة ثانية كانت صدمه للقابلة وزينب لان الطفلة الثانية كانت عكس الطفلة الاولى في الشكل
.*************
.
.
.
.
يتبع...
ام البنات (7)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخيل ان تأتيني شائعة غير صحيحة عنك،وأن اصدقها واحكم عليك بأفكاري السيئة دون اللجوء اليك او حتى تكليف نفسي بمعرفة الحقيقة شعور سئ أليس كذلك؟؟؟؟
لذك قم بالمثل ولاتحاول ان تحكم على الآخرين من شائعة غير مؤكدة ولاتحاول ان تكون جلادا لقصة غير مكتمله وتفعل بالناس ماتكهرهه ان يفعل بك..
شغلة ثانية خلونه نتفق من هسة تردون نشر يومي حيكون يوم بارت طويل ويوم بارت قصير او اذا يعجبكم بين يوم ويوم بارت طويل بدل ميكون النشر يومي
اتمنى بنهاية كل بارت تعطوني توقعاتكم اضافة الى رايكم
اختكم ام فاطمه......تحياتي لكم
.
.
.
.
كان احمد ومؤيد ينتظران في باحة البيت حينما سمعا صوت صراخ الطفلتين
احمد:ههه الظاهر هلمرة هم توم لان سامع صوتين ان شاء الله هلمرة يكون ولد ...
مؤيد:كل اللي يجي نعمة من رب العالمين المهم سلامتها وتمام الخلقة.
احمد:والنعم بالله بس هذا الخير كله المن يروح للنسابة الغربة لازم يجي ولد من صلبك يدير املاكنا كلها،عمك الجبير ميصير عنده اطفال وانت بالادوية والتعب حتى اجيت للدنيا.
مؤيد:الله كريم،ان شاء الله ميصير الا كل خير..
.
.
.
انتبهوا الى زينب(ام مؤيد) وهي خارجة تضحك،استبشر احمد من ضحكة زينب خيرا:ها جابت ولد؟؟؟
زينب:لا بنات اثنين.
احمد.عكر وجه
مؤيد:حياة شلونها زينه؟؟؟
زينب:زينه الحمد لله جابتلك اثنين بنات وحده گيمر ووحده دبس اسود
مؤيد:شنو
ضحكت زينب والتفتت الى احمد تعال شبيك ضايج تعال شوف جنتك جابت بنية تشبه جدنا علي الله يرحمه..
احمد:مستحيل مااصدك
زينب:تعال شوف بنفسك وسحبته الى داخل البيت واعطته الطفلة،نظر احمد وزينب الى الطفلة بحنان بينما مؤيد كان في حالة صدمة

احمد بفرح:يالله نسخة من جدي الله يرحمه
زينب:اي والله شگد تمنيت يجيني طفل يشبه جدو بس الحمد لله اجتنه حفيدة تخبل مثله..
احمد:ان شاء الله يكون گلبها طيب مثل جدي.
مؤيد:هذا اللي كاتلكم واني بكل ولادة لسهيلة كنت اخاف وادعي ربي مينطيني بنية تشبه جدكم علي،هسة وين انطي وجهي هذي منو راح يأخذها
زينب:ولد ولي يلة منا روح لمرتك
احمد وهو حامل الطفلة خلونه نتحمد لحياة بالسلامة..
احمد:حمد لله عالسلامة بنتي
حياة:الله يسلمك عمو..
احمد:شوفي بنتي هذولة التوأم اني راح اسميهم
الجبيرة تهاني والصغيرة الدبيسة أماني..
مؤيد:اول امنية راح تكون هو كون تحصل عريس يتزوجها ومتبقى عانس
زينب:ابني مسامع الحظ للزركات واني راح اتطفل بتربية أماني راح تكون حبيبة بيبي وجدو
مؤيد:عجيب امركم ولا مرة هيج شفتكم فرحانين بولادة بناتي البقية
احمد:هذي غير عن بقية البنات،حبيبة جدو أمونه
سهيلة ومؤيد:واحد يباع بوجه الاخ
التفت مؤيد الى الطفلة الاخرى وحملها بيديها وقبلها وجلس بالقرب من سهيلة وقبلها:حمد لله على سلامتج حبيبتي.
سهيلة:الله يسلمك
احمد:يلة شدي حيلج نريد ولد
مؤيد:بوية هسة وكتها بعدها مصارلها ساعتين من ولدت.
احمد:حبيت انبهكم لااكثر اريد اخو لامونه حبيبتي
مؤيد وسهيلة:😓
.
.
.
.
عاد عمر من النجف بعد فترة من انتهاء الانتفاضه (وتطهير الجيش من الاعداء الخمينين كما كانوا يسموهم في هذاك الوقت)..
دخل إلى البيت وهو بحالة كآبة وصلت الى حد الجنون،وجد افراح حبيسة غرفتها،تبكي فقط ترتدي السواد وجالسة كالمومياء،الحركة الوحيدة التي تدل بانها على قيد الحياة هي حركة عينيها..
تركها عمر ودخل الى غرفته وبعد اخذه للحمام،حاول النوم لكن بلافائدة،صور جثث الشباب الذين قتلوا امام عينيه وطريقة دفن اغلبهم وهم احياء وصراخهم كانت امام عينيه حاول النوم تقلب في فراشه كثيرا ولكنه لم يستطع ان يغمض عينه لدقيقة واحده،بحث في خزانة ملابسه وجد قنينة من الشراب،شربها دفعة واحده،محاولا ان ينسى حياته لكن بدل النسيان اصبح يرى كل شئ امامه كشريط الفيديو اطفاله،جثث الملجأ المحترقة،صراخ الشباب،بدأ يصرخ باعلى صوته ويكسر كل شي يراه أمامه،سمعته أفراح رق قلبها فهي ولهذه اللحظة تحبه وقلبها ينبض بإسمه،دخلت لغرفته محاولة ان تواسيه بالرغم من كل افعاله معها،صرخ باعلى صوته ضربها بكل قوته الى ان فقدت وعيها وبعدها اغتصبها بوحشيه،كان فاقدا لعقله مجنون فعل فعلته وبعدها فقد وعيه بجانبها..
.
.
.
عادت الحياة الى سابق عهدها لكن بقيت آثار الدمار في كل مكان وزاد بكاء الامهات على ابناءهن سرا في بيوتهن فلا يجرؤ احد على السؤال عن مصير ابناءهم الذين فقدوا خلال الانتفاضة ولم يعلموا بمصيرهم هل هم احياء ام اموات،عادت سهيلة وعائلتها الى البصرة وعاشت بترف حالها كحال اغلب عوائل مسؤولي الدولة والمنتمين لحزب البعث الاشتراكي،بينما كان الشعب يعاني من الحصار والدمار والجوع وسوء التعليم وقلة الادوية وانتشار الامراض والاوبئة...
أصبح عمر وحش بلا شفقة ولارحمه كان كلما يتواجد في البيت يضرب أفراح ويعنفها بشدة واحيانا يغتصبها استمر الحال لأشهر اصبحت فيه افراح جسدا بلا روح فبالرغم من عذابها لفقدان ابناءها وكانت كل يوم تذهب فيه لزيارة الملجأ القريب من بيتها ترجع للبيت لعذابها الثاني عذاب الشخص الذي احبته بصدق عند عودتها للبيت فوجئت بمقداد جالس في صالة البيت ولوحده ينفخ سيجاره وهو بحالة كئيبة يرتدي السواد وطالت لحيته نظر لأفراح واخفض نظره مرة اخرى...
سلمت عليه افراح بصوت اقرب للهمس،رفع نظره مرة اخرى لكن خانته دموعه فبكى وبشده فهو قد فقد اكثر من 40 شخصا من عائلته في ذلك الملجأ وبالرغم من مرور اشهر لكن العذاب واللوعة لفراقهم لم تقل بل تزداد يوما بعد يوم خصوصا عندما يكون الانسان وحيدا لايوجد من يواسيه بكى مقداد وبكت افراح كثيرا،بعد فتره انتبه مقداد الى كدمات باللون الازرق على وجه افراح،تقرب منها:هذا عمر هيج سوة بيج؟؟؟؟
بكت افراح بشدة وبدون ان تنطق بحرف واحد
مقداد:عذريه خيتي هو هم اللي مر بيه مو شوية
أفراح:ليش واني اللي مريت بيه قليل،فقدت اهلي كلهم وبعدما كنت عايشة بالعز والدلال اللي جنت بيه صرت خدامه وبعدما گلت الدنيا ضحكتلي وانطتني باحمد ومحمد،فقدتهم اني هم مثلكم فقدت اعزاز كلبي ليش محد بيكم يحس بيه..
طأطأ مقداد راسه:اوعدج اني اتكلم وية عمر واطلب منه يحسن من معاملته وياج.
أفراح:خوية بحق كلشي عزيز خلصني منه شوفلي اي احد يشغلني حتى لو خدامه بالبيوت خلصني منه تعبت من عيشتي وياه.
مقداد:شنو خدامة بالبيوت؟؟؟تكعدين ببيتج معززة مكرمة،وغصبا على عمر يتعامل وياج باحترام،انتي نسيتي ام عمر الله يرحمها تنازلت عن البيت وسجلته باسمج يعني هسة هو دخيل على بيتج.
أفراح:بس...
مقداد:لابس ولاأي شي انتي هم خيتي اني راح احجي وياه وغصبا عليه يعاملج باحترام..
.
.
.
ليلا...
دخل عمر الى البيت وهو بقمة غضبه توجه الى غرفة أفراح:كلبه تشكيني لمقداد بت النعال.
انهال عليها بالضرب ولم يعطيها اي فرصه لكي توضح له ماحدث كان كالوحش في تصرفاته،ضربها لساعات وتركها مغطاة بدمها فاقدة للوعي..
بعد مدة من الوقت استطاعت أفراح ان تسحب نفسها باتجاه التلفون الارضي اتصلت بمقداد:خوية مقداد الحك عليه راح اموت..
.
.
بعد فترة قي المستشفى طلب مقداد من اصدقاءه العثور على عمر وجلبه الى المستشفى وبينما كان واقف بانتظار اي خبر من الاطباء،اخبرته الطبيبه انها في حالة حرجه وحملها مهدد بالاسقاط..
مقداد:حاااامل
الدكتورة:نعم حامل تقريبا صارلها تسع اسابيع وتحتاج الى عناية ورعاية واهتمام.
مقداد:دكتورة راح اطلب منج طلب واريدك تلتزمين بكلمتج..
الدكتورة:أأمرني..
مقداد:.....
.
.
بعد ساعتين من الانتظار وصل عمر وهو بحالة عصبية شديدة:انت شلون تخلي جماعتك يتعاملون وياي بهيج طريقة هااا
صفعه مقداد صفعة قوية جعلت رأس عمر يصطدم بالحائط..
عمر:تخبلت انت؟؟
مقداد:خبل اصحى على نفسك وشوف شنو سويت بروحك وينه عمر الانسان المثقف شنو دخل أفراح بموت اهلك غبي..
خرجت الدكتورة من غرفة الفحص،التفت لها مقداد:هادكتورة بشري؟؟؟
الدكتورة:احنه سوينه اللي نكدر عليه بس انت تعرف امكانيات المستشفى وبعد الاجهاض صار عدها نزف قوي ومكدرنا نسيطر عليه،البقية بحياتكم..
.
.
.
.
.
.
.
....
.
عمر:مستحيل مستحيل تموت اكيد انتي تجذبين عليه واراد ان يتهجم على الطبيبة لولا تدخل مقداد فضربه بوكس ودفعه بعيدا..
مقداد:اسمع هنة كلمتين مو اكثر تلم غراضك وتطفر خارج العراق قبل متجي الشرطة باعتبارك السبب بموت افراح وتخرج الامور عن سيطرتي ومااكدر احميك..
عمر:بس افراح و..
مقداد:معليك انت مجنت موجود ببغداد انت بالموصل واني راح ارتب مراسيم الدفن والعزاء روح منا بسرعة سافر للاردن رووح ودفعه بعيدا،خرج عمر من المستشفى ومقداد يرمقه بنظرات غاضبة بسبب تصرفاته اللامنطقية مع أفراح..
.
.
بعد شهرين...
شفيت افراح من جروحها الجسدية لكنها كانت بحالة نفسية سيئة جدا،اخبرها بمقداد باتفاقه مع الدكتورة ودفعوا عمر الى السفر هاربا خارج العراق،طلب مقداد من افراح ان يرعاها خلال فترة حملها وان تترك البيت الذي تعيش فيه فهو كبير وهي وحيدة وقام مقداد بتأجير البيت والاستفادة من اجاره بتاجير بيت صغير الى افراح وان تستفاد من بقية الإيجار كمصروف يومي لها،قام مقداد بتجهيز افراح بكل.مايلزم للطفل الجديد،انجبت افراح ولدا اسمته وليد فقد من الله عليها واكرمها بطفل كي تجد ماتحيا لأجله...اما سهيلة فقد انجبت بنتا واصبح لديها 7 بنات وهذا الامر زاد من غضب احمد...
.
.
.
.
بعد مرور سنة على ولادة سهيلة وافراح اي سنة 1992
كانت العائلة مجتمعه على العشاء احمد وزينب وسهيلة ومؤيد وبنات سهيلة..
زينب:شبيك يارجال صارلك كم يوم احسك ضايج،صاير شي؟؟؟؟
ترك احمد الملعقة ونظر اليهم:اني قررت اتزوج
زينب&مؤيد&سهيلة بصوت عالي:هااااا
احمد:الشرع حلل اربعه واني اريد ولد وبما انه خلفة مؤيد بس بنات فقررت اني اتزوج حتى احصل على ولد ثاني
زينب:نسيت يارجال الصوج بيك مو بية ولو اني متزوجة غيرك كان هسة عندي درزن جهال
احمد:اني صارلي اكثر من سنة اتعالج والحمد لله هسة اقدر اتزوج ويصير عندي اطفال..
زينب بصوت مخنوق:بكل سهولة تحجيها؟؟؟
احمد:رايتج بيضة يابت عمي مقصرتي وياي اني مااريد هواي اطفال ولد واحد يكفيني.
زينب:والله مو صوجك صوج اللي ضحت بحياتها علمودك صوج اللي وكفت بوجه اهلها من عرفوا بيك عقيم ورادوني اتركك وعاندتهم وكتلهم عدنا مؤيد مافي علينا،انت فعلا متستاهل الواحد يذرف دمعه
وحده علمودك..
وقف مؤيد معترضا كلام والده:بوية اذا انت تريد ولد اني اتزوج،غضبت سهيلة لكلام مؤيد وتركتهم واخذت بناتها الى غرفتها والدمعه في عينها:شبيج سهيلة معقولة تحبيه ليش هيج اختنكتي وزادت دقات كلبج؟؟؟
شهقت زينب وصرخت:اسكت ولتحجي كلام ماصخ،تريد تدمر حياتك وسعادتك لخاطر شنو اسكت مااريد اسمع منك هذا الكلام وبعدين انت وسهيلة صغار بالعمر والحياة كدامكم وان شاء الله ربي يرزقك بولد بس اني اعرف ابوك كلش زين انت صارلك فترة متغير عليه كول شايفلك شوفه وفضها وجاي تتحجج بالولد
احمد:اني حبيت ابلغكم لااكثر وباجر راح يجون ينصبون غرفة اخشاب للعروسة الجديدة والخميس الجاي راح تشرف بيتها.
زينب:اي خليه تشبع بيه اني مااكعد دقيقة وحده بهذا البيت..
ساند مؤيد والدته:اني وزوجتي وبناتي هم راح نطلع من هذا البيت
احمد:طلعوا براحتكم بس يكون بعلمكم أماني تبقى برعايتي

هنا أماني من كبرت شوية
.
.
.
.
زينب:اماني اني اللي اهتم بيهة ومستحيل اتركها الك
مؤيد:واني مااقبل اترك بنتي يمك..
احمد:اي براحتك لتقبل بس بنفس الوقت اعرف ابوك منو وشنو منصبه بالدولة بحجايتين اخلي مرتك بالحبس
مؤيد:متسويها
احمد:تحب تجرب؟؟؟؟
مؤيد:مو بعيدة على مجرم مثلك
صفعه أحمد صفعة قوية:احترم نفسك اللي تتكلم وياه يصير أبوك،وتعرف كلش زين اني دخلت الحزب لخاطر احميكم..
مؤيد:واني مو طفل وماافتهم اللي يدخل للحزب مجبور من اللي عجبه هوس السلطه وكبر موقعه بالدولة ولااني غبي حتى مااعرف انه هاي الدولة متنطي ترقية لمسؤول ولايصعد واحد بيهة الا اذا شارك باعمالهم الإجرامية وصار مجرم مثلهم ولااني اطرش حتى مااسمع حجي الناس بيناتهم عن افعالك واعمالك القذرة اتركنا نعيش بسلام ولهنا وكافي روح انت سوي اللي تريده..
احمد:محد يطلع من البيت والله اللي يطلع منا وجهته الثانية راح تكون اما السجن او القبر،وضعت زينب يدها على فمها تكتم شهقة قوية بعدما رأت امام عينيها ولأول مرة شجار الاب وابنه،صرخت باعلى صوتها:كااااااافي كااااافي وانهارت قواها ركض اليها احمد خائفا:حبيبتي زينب اكعدي لتعوفيني اني مااگدر اعيش بدونج اني احبج الج والله اللي راح اجيبها تكون خدامة جوة رجليج وقبلها لكنها كانت مغمى عليها لم تسمع كلمه منه،اضطرت زينب الى الرضوخ لمطلب احمد،قررت اهماله واحتقاره وان لاتهتم به وقررت البقاء في البيت خوفا من المشاكل التي قد تحصل بين الأب وابنه...
.
.
.
تزوج احمد من بنت صغيرة بعمر 14 سنة اسمها سؤدد،كان احمد في غاية السعادة،شعر بانه عاد شاب صغير فقد كانت سؤدد فتاة تتمتع بكل حيوية جعلته كالخاتم بين اصبعها اما زينب فقد كانت تذبل يوما بعد يوم،
كانت زينب في حالة من الكآبة والحزن كانت لاتنام الا وهي تبكي ضعفت هزلت لم تعد تلك الانسانه صاحبة الابتسامه الرائعة،اصبحت انسانه اخرى حبيسة غرفتها التي منعت احمد من الاقتراب منها،كانت تموت ببطأ حاولت سهيلة مواساتها لكن بلافائدة،في ليلة ولعد مرور عدة اشهر قررت زينب بهذا اليوم ان تعيد الحق لاصحابه،قررت ان تعيد زينب الانسانه القوية المرحه وقررت ان تعيد حياتها كما كانت ولهذا جهزت نفسها لاغراء احمد واستعادته قررت الخروج من قوقعتها وانا لابد ان تحارب من اجل من احبته وهي صغيرة،خرجت من غرفتها باتجاه مكتب احمد ارادت ان تطرق الباب لكن الباب كانت مفتوحه قليلا رأت احمد يقبل غيرها،تجمدت في مكانها كيف؟؟؟كيف؟؟؟كيف تجرأ على ان يقترف مثل هذه الافعال هل فعلا قام بهذا؟؟؟هل هدم كل مابنته بهذه السنين بلحظة طيش ونزوه فقط من اجل طفل ضحت بسنين عمرها له ولخدمته لكن كافأها بضره رجعت زينب الى غرفتها وهي تبكي،هذا المنظر حرق قلبها بشدة نامت على سريرها ودموعها لم تتوقف ولادقيقة واحدة

اشرقت شمس الصباح لتعلن بداية يوم جديد وكما هو النظام الجديد فان زينب رفضت رؤية احمد او ان تجتمع معه بمكان واحد
وكذلك مؤيد فقد كان يخرج صباحا وبوقت مبكر،كي لايلتقي بوالده استيقظت سهيلة وكعادتها بدأت بتجهيز الفطار لها وليبانتها ولعمها احمد وزوجته الجديدة وتجهز فطار منفصل لعمتها زينب،بدات بحمل صينية الفطور واتجهت للأعلى،طرقت الباب،لارد
سهيلة:عمه جبت لك الفطور،لارد
سهيلة:عمه بدأت بالطرق بشكل اقوى لكن لارد فتحت الباب ودخلت وجدتها نائمة في سريرها اتجهت إلى عمتها حاولت ايقاظها لكنها استغربت من برودة جسدها اتجهت للناحية الثانية من السرير وصرخت باعلى صوتها:عممممممه......
انتفض احمد لصراخ سهيلة ركض الى اتجاه غرفة زينب دخلها بعد ثلاثة اشهر من الغيبة فوجد سهيلة تحضن زينب وتبكي سحبها من يدي سهيلة وكانت صدمة بالنسبة له الانسانه التي عشقها دومها فراقت الحياة وهي غاضبة منه..
.
.
دخل احمد في حالة حزن وكآبه مفرطه لم ينطق من يوم الذي ماتت به زينب بقي في عزلته بغرفة زينب يطالع الى صورهم ويبكي الى ان يغفو ويصحى من نومخ ليعود الى حالته السابقة من البكاء

حضر عزاءها الكثير من شخصيات المجتمع لكن من بين من حضر اولاد اختها لزينب وامهم بالرضاعة خالد وسرمد وهم غاضبين حاولوا التهجم على احمد وقتله لكن الناس ابعدتهم من العزاء وهو يسبون ويلعنون به وبزوجته واما احمد فقد كان صامت لاينطق بكلمه،اما مؤيد فقد ترك اللوم على والده فهو السبب بوفاة والدته وهكذا اصبح البيت مكانا للبؤس والحزن...
هجر احمد سؤدد بل ضربها بقوة ورماها لبيت اهلها وكانها السبب بما حدث وليست نزوته....
.
.
.
بالرغم محاولات مقداد من مساعدة أفراح المادية لكنها رفضت وبشدة فقد كانت كرامتها فوق كل شي،لجأت افراح الى غزل الصوف وبيعه للناس وحياكة الملابس للناس وماتربحه كانت تستخدمه كمصروف يومي اما الإيجار العائد من منزلها التي امتلكته بعد وصية ام عمر فقد فتحت حساب مصرفي واودعت المبلغ فيه وكما كانت تفكر فانها احتفظت بهم للظروف وللزمن..عاشت هي وابنها حياة التقشف والفقر مثلها مثل باقي افراد الشعب العراقي..
.
.
بعد سبعة اشهر ...
دخل مؤيد الى البيت بوجه عبوس طلب من سهيلة ان تلبس حجابها وترافقه الى الخارج،سؤدد زوجة أبيه متعسرة بولادتها وطلب من زوجته ان ترافقهم لحين اكمال الولادة،ارتدت سهيلة حجابها ورافقت مؤيد الى الخارج

ولدت سؤدد ابنا لاحمد واخا لمؤيد وهي بانفاسها الاخيرة طلبت من سهيلة ان تعتني من ابنها وطلبت منها وعدا ان تعامله كإبنا لها ولهذا فأطلق على هذا المولود بإسم وعد حتى تتذكر سهيلة وعدها بان تهتم به..
.
.
النجف الأشرف......
سمعت طرقات باب بيت ابو قاسم في منتصف الليل
فتح ابو قاسم البيت:خير خيتي ام رغد(رغد هي نفسها صديقة سهيلة واخوها محمد اللي نقذه قاسم من السجن واثنين هربوا لايران بعد الاحدات) صاير شي
ام رغد:خوية ابو قاسم داخله على الله وعليكم
ابو قاسم:امريني
دخلت ام رغد ومعها بنت مححبة ولم يظهر منها شي حتى وجهها استغرب الجميع من هذا المنظر،جلست ام رغد وامرت البنت بالجلوس
ام رغد:خوية ابو قاسم هاي بنت اختي هيام طالبة كلية بجامعة بغداد وهناك عدي ابن صدام حين زار الكلية وشافها واعجب بيهة وكان يريدها اله وارسل حمايته حتى يخطفوها وبمساعدة اولاد الحلال هربت من بغداد وجابوها اليه وخايفة عليها خاف يسألون عنها ويعرفون عدها خالة بالنجف
ام قاسم:والمطلوب شنو؟؟؟؟
ام رغد:استروا عليها عدكم ابنكم باقر ممتزوج خل يتزوجها واخليها يمكم بالبيت حتى اذا سألوا عنها يعرفوها متزوجة
ام قاسم:من كل عقلج يعني اذا البنت متزوجة مراح ياخذها،هذا الخبل عدي اي وحده يشوفها وتعجبة ياخذها واذا كانت متزوجة يقتل زوجها ويستفرد بيها وبعدما يشبع يقتلها....
ام رغد:والحل اخلي البنت تضيع و..
ابو قاسم: خيتي ام رغد بتكم راح تتزوج ابننا بس ماكو عقد محكمه بس مومن ومراح نذكر انه هي تقرب لك
ام رغد:ماعندي اي مانع بس شوف ابنك باقر شيكول
ابو قاسم:مااظنه يكسر كلمة ابوه..
كانت هيام بيضاء البشرة وخضراء العينين وشقراء الشعر كانت ملكة جمال بحق اسرت باقر بجمالها وانثوتها ودلالها عليه استطاعت ان تخرجه من قوقعته واصبحت سهيلة من الماضي...

.
.
.
بعد سنوات الحصار التي عاشها الشعب مابين الدمار والجوع وقلة الادوية وتسلط الدولة واهناتها للشعب العراقي مرت السنوات بحلوها ومرها الى سنة 2003
.
.
كانت افراح نائمة في فراشها الى ان ايقضها صوت التلفاز العالي يصدح بالاغاني الوطنية
.
.
.
.
ياگاع ترابچ كافوري
عالساتر هلهل شاجوري
عالساتر كلنا تعنينه
رجعنا الراد يلاوينا مكسور ذراع
اي والله وعونچ ياگاع. ( هذي الاغنية لهسة اسمعها)
.
.
.
..ماما وليد شنو هاي شصاير..
وليد:ماما بدت الحرب امريكا هجمت عالعراق..
طفرت أفراح من فراشها ولطمت على صدرها:شنووووو
وليد وهو يرقص على الاغنية:ماما شبيج هسة نطيح حظهم للامريكان
أفراح:هنيال امك على هيج برود اعصاب بس شكول حقك معشت ولاشفت اللي شفناه ولك يابن الخايبة كوم منا حظر غراضك خلي نطفر..
وليد:يوم وين نروح وبعدين هسة ماكو مدرسة خلينه ببيتنا كاعدين
ارتبكت افراح وعادت لها الذكرى الأليمة ذكرى فقدانها احمد ومحمد في ملجأ العامرية جلست على سريرها بحزن :اي ابني مثل متكول وين نروح نشوف شنو كاتبلنا ربك نشوفه...
.
.
ابتدأت حرب الحواسم من تاريخ 19 مارس الى 3 مايو لسنة 2003 انتهت الحرب سريعا بالرغم من التضخيم الاعلامي لقدرات الجيش العراقي،فكان ماحدث صدمة للعراقيين اجمع فقدوا في هذه المعركة اكثر من 100 الف شهيد مابين مدني وعسكري وهرب اغلب المسؤوليين بينما ساد الهرج والمرج في شوارع اغلب محافظات العراق،نهبوا دوائر الدولة،سرقوا القطع الاثرية من المتحف واتعسها نهب وسرقة اسلحة الجيش العراقي من قبل افراد الشعب...
فور سقوط بغداد تجمع الكثير من افراد الشعب الغاضب على هذه الحكومة وقاموا بمساعدة ناقلة أمريكية باسقاط تمثال صدام وبدأت الناس تسب وتشتم بصدام حسين وحكمه فقد كان هذا اليوم هو يوم فرح وحزن لدى الكثير من العراقيين الذين عانوا من تسلط حكومة حزب البعث الاشتراكي لكنه بنفس الوقت حزنا لهم لانهم اصبحوا تحت وطأة الاحتلال واكيد كان هذا اليوم هو يوم العذاب والانهيار النفسي لكل من كان يساند حكومة صدام واكيد هم من المنتمين الى الحزب والمستفادين من حكومته....
كانت الناس في حالة ذعر شديد بسبب ماحصل فقد كانوا خائفين من جنود الاحتلال الامريكي ومايمكن ان يفعلوه..
.
.
.
افراح كانت خائفة من فقدان ابنها لهذا السبب رفضت خروجه من باب البيت ولهذا السبب فقد كانت هي من تخرج لجلب المستلزمات الضرورية للبيت...
.
.
.
في البصرة كان بيت مؤيد تسوده الكآبه والقلق وكان احمد ومؤيد بحالة ذهر وخوف شديد من ان تتم مهاجمتهم من قبل الناس الغاضبين فقد كان والد مؤيد مسؤول كبير في الحزب وقد استغل منصبه ابشع استغلال،لهذا السبب كان احمد لاينام أبدا وسلاحه بيده تحسبا لأي طارئ،وقد امرهم بعد الخروج من. البيت الا للضرورة واكتفوا بما لديهم من مؤنه.
.
.
مرت ايام قليله بعد سقوط النظام....
في الليل سمع مؤيد صوت غريب نزل الى المطبخ وشاهد اكثر من شخص يحاولون فتح باب المطبخ فصرخ بهم وبشدة،هرب اللصوص ولكن كل من في البيت استيقظ لصراخه..
قام احمد من مكانه وطلب من سهيلة ان تجلب كل ماتملكه من ذهب واموال ومستمسكات ووضعهم في صرة من القماش واحكم شدها:بنتي هاي الصرة بيهة كلشي نملكه راح تكون يمج لان منعرف شنو يصير،والله يستر..
مؤيد:خير بوية شبيك؟؟؟؟؟؟
احمد:ابني،احساسي يكول راح يصير شي،باجر الصبح مرتك وبناتها ووعد يطلعون من البيت يرحون لاختي لبغداد هذا افضل حل..
.
.
عاد الجميع الى النوم ماعدا احمد ومؤيد فقد جلسوا في صالة البيت حارسين له،فجأة احسوا صوتا غريبا
قفز مؤيد وبرعب الى المطبخ وشاهد من خلال نافذة الشباك مجموعة من الرجال المسلحين ركض الى الصالة حمل البندقية وبدأ بالرمي عليهم هربوا الى خارج سور البيت وبدأت المناورات حاولوا اقتحام البيت اكثر من مرة لكن احمد وزعد ومؤيد كانوا لهم بالمرصاد وكانت سهيلة تساعدهم أيضا استمرت المناورات لاكثر من ساعتين وبدأ الفجر بالبزوغ وقاربت الذخيرة على الإنتهاء طلب احمد من مؤيد ان يساعد سهيلة والبناء على الهرب من البيت بقي احمد وحده يقاوم دخولهم وصعد مؤيد ووعد وسهيلة وبناتها الى سطح البيت
مؤيد:وعد انت هسة رجالهن اهتم بيهن وهنة امانه برقبتك
وعد وهو يبكي:وعد والله وعد بس انت هم اهتم بنفسك.
مؤيد:الله كريم، قبل مؤيد اخوه وعد وقبل وضم بناته واحده تلو الاخرى وهو يبكي وبعدما قفز وعد على سور الجيران من السطح تلقى وعد بنات اخيه واحدة تلو الاخرى،بقيت سهيلة تودع زوجها مؤيد وهي تبكي قبلها مؤيد بحرارة
الوداع:ديربالج على نفسج واهتمي بالبنات وبوعد صح المسؤولية جبيرة لكن انتي كدها،سهيلة لو رجع الزمن لورة مرة ثانية كان هم اختاريتج انتي من بين كل البنات،قبلته سهيلة وحضنته بقوة وبقوا على هذا الخال لدقائق مابين القبل والاحضان والدموع الى ان سمعوا صراخ احد المسلحين:سلم نفسك احسنلك ياكلب يابعثي يانكس..
انتهى احتضان مؤيد لسهيلة وساعدها يالقفز على السطح التابع للجيران وبدأ في مقاومة المسلحين من سطح البيت......
.
.
اما عند الجارة الوفية ام عبد الخالق..
فقد ساعدتهم بالاختباء داخل بيتها في حالة رعب ولم تنشف دموعهم وكانوا يسمعون صوت العيارات النارية الى أن هدأ كل شي وعم السكون،،بعدها قام عبد الخالق بتهريب سهيلة والجميع بسيارته الخاصة هربوا من المنطقة واعينهم الدامعه على بيتهم

بعدما هجم الناس عليه وبدأوا بسرقة ماموجود فيه بحجة انها أملاك الشعب.....
.
.
.
في السيارة........
عبد الخالق:خالة وين اوديكم؟؟؟؟
سهيلة:تكدر تاخذنا لبغداد؟؟؟
عبد الخالق:بغداد خطرة ولهسة الوضع الامني بيهة ممستقر..
اغمضت عينيها وتنهدت تنهيدة قوية:ودينه للنجف..
عبد الخالق:تدللي خالة...
سهيلة بينها وبين نفسها:ايي ياسهيلة سنين وانتي دافنه ماضييج وتاليها غصبن عليج راح ترجعين لاصلج،اوووف ياربي شلون راح اكدر التقي بعمي؟؟شلون راح اشوف باقر بعد هاي السنين كلها،الله يستر.
.
.
.
يتبع...
ام البنات (8)
وصلت سيارة عبد الخالق الى الحي الذي كانت تسكنه سهيلة مع عائلتها قديما طلبت من الجميع البقاء في السيارة لانها تريد التجول في الشوارع لوحدها بحجة انها نسيت المنطقة..
مشت في الشوارع بخطوات مثقلة بالهموم تنظر الى البيوت لم تتغير المنطقة. ولكن البيوت اصبحت اقدم مما تركتها منذ سنين..تمشت ولم تنتبه الى دموعها التي تجري الى ان وصلت الى بيتهم القديم،وقفت تنظر الى باب البيت وعلت شهقاتها وهي تتذكر ايام طفولتها الى ان كبرت الى اخر يوم غادرت به هذا البيت...
بقيت في حالتها هذه الى ان فاجأها صوت من خلفها:بنتي بيج شي؟؟؟التفتت له سهيلة تذكرته جيدا فهو صاحب الدكان المقابل لبيتهم فكانت تشتري الحلويات منه بصورة مستمرة منذ طفولتها نظرت اليه فقد امتلأ رأسه شيبا،وتغير كثيرا لكنها تذكرته اما هو لم يتعرف عليها مطلقا
سهيلة:حجي ردت أسألك عن اصحاب البيت وينهم؟؟؟
تنهد الرجل المسن قليلا:اصحاب البيت بعثية من سقط النظام انهزموا،وكأن هذه العبارة قد صوبت كرصاصة في قلبها.
سهيلة:مشكور حجي،وتمشت قليلا الى ان وصلت الى بيت عمها وقفت من بعيد تنظر اليه انفتح باب البيت وخرج منه طفل صغير ذو شعر اشقر يشبه باقر كثيرا،ابتسمت سهيلة وفي داخلها:اكيد هذا ابن باقر من مرته الثانية...
عادت سهيلة الى السيارة،وطلبت من عبد الخالق ان يدخل في شوارع المنطقة فقد تذكرت المنطقة..
وقفت امام بيت صغير وقديم،طرقت الباب وبعدها بفترة قصيرة فتح باب البيت وظهرت امرأه عجوز بيضاء الشعر:هايمة تفضلي
سهيلة:رغد موجودة؟؟؟
ام رغد:منو اكوللها؟؟؟
سهيلة:صديقة..
جاءت رغد وهي تضع وشاحا على رأسها،فتحت الباب قليلا وصرخت فور رؤيتها لرغد وحضنتها وهي تبكي اما سهيلة فقد شهقت وبكت بشدة بين ذراعي رغد....
.
.
تعرفت رغد على بنات سهيلة فهي كانت تعرفهم بالاسماء فقط،قصت سهيلة ماحدث لها بعد سقوط النظام وواستها رغد وامها وطلبت منهم البقاء في بيتهم ليرتاحوا لانهم لم يناموا منذ ليلتين ...
ام رغد:بنتي سهيلة البيت بيتج اني حضرت لكم الاستقبال وفرشت الفراش هسة اسويلكم العشا واتعشوا وارتاحوا وبعدين يصير خير..
بعد اعداد العشاء ونوم وعد وبنات سهيلة بقيت سهيلة ساهرة ليلها تبكي،تقربت منها رغد وجلست تواسيها:سهيلة بتوقعاتج مؤيد قتلوه؟؟؟
اغمضت سهيلة عيونها وشهقت بقوة:ماادري كل اللي عرفته،المسلحين تهجموا عالبيت وبعدها كلشي انتهى وماعندي اي معلومات شنو اللي صار كان كل همي اهرب اني وبناتي وحماي باسرع وقت،خفت يارغد خفت لايقتلوهن ويمثلون بجثثهن لانهن حفيدات المسؤول البعثي الجبير بالدولة،رغد قضيت حياتي كلها خايفة،مابين خوفي من حزب البعث وهسة خوفي من الناس.. والله تعبت شوكت ارتاح بحياتي

رغد:اهدئي حبيبتي فترة وتنقضي بس خلي يرجع الوضع يستقر وان شاء الله ميصير الا كل خير،بس كوليلي الخطوة الثانية شنو؟؟؟
التفتت سهيلة الى رغد:اكيد راح انتقل لبيت ابوية اني احق وحده بيه من باجر راح اطلع واشوف شنو يحتاج
رغد:وبيت عمج؟؟؟
سهيلة:وهمة شكو؟؟؟؟مو كافي اللي صار لو همة مستقبليني ببيتهم ومزوجيني باقر مجان تعذبت هاي الفترة كلها،مالهم اي حق واي سلطه عليه كافي الحقد اللي شايلته بكلبي عليهم..
رغد:وباقر؟؟؟
سهيلة:شبيه؟؟؟؟؟؟
رغد:ماعندج مشاعر تجاهه؟؟؟؟
سهيلة:مشاعر؟؟؟اني كلبي من زمان شمرته جوة رجليه وبعد مااحس باي شي غير الحقد والكراهية تجاههم،اصلا نفسي منقرفة منهم....
رغد:مجاوبتيني عن سؤالي؟؟
سهيلة:صدكيني اني كلبي مات من زمان بس ماانكر اني خايفة على بناتي منهم..
رغد:حبيبتي هسة انتي نامي والصباح رباح
سهيلة:ان شاء الله...
.
.
.
نامت سهيلة وكانها فاقدة للوعي واستيقظت صباحا وعندما نظرت لها رغد شهقت بقوة
سهيلة:شبيج؟؟؟؟
رغد:بااعي بالمراية 😢
اتجهت سهيلة الى المرآة وهي تتكلم والله يارغد روحي طاكه هسة وكت اباع لخلقت...يااااااه مستحيل هاي اني؟؟؟
رغد.وهي تبكي:حبيبتي سهيلة ترة مصار شي نگدر نصبغ شعرج ويرجع حلوو
سهيلة:رغد راح اتخبل امس نمت واني متاكدة شعري اسود شلون صار ابيض هيج....
رغد:اكيد من الشوطة اللي عشتيه مو هين عليج.
سهيلة:اول مرة اسمع بهيج حالة
حضنتها رغد،حبيبتي مصار شي،ان شاء الله كلشي ينحل...
سهيلة:ان شاء الله..
رغد:اني حضرت عدة التنظيف بعد الفطور نطلع للبيت نشوفه اذا يحتاج تنظيف او تعديل..
التفت. لها سهيلة:مشكورة رغد راح اتعبج وياي
رغد:تعبج راحه شكم سهيلة عندي...
.
.
.
اقتحمت سهيلة باب البيت بكسرها وذهبت رغد ووعد الى احد الحدادين لعمل قفل جديد للبيت وبدأت سهيلة باعادة ترتيب وتنظيف البيت هي وبناتها وبسبب اهتمام وعناية الذي سكنوا في هذا البيت فلم يحتاج الى اي تعديلات سوى تنظيف بسيط..
.
.
احس صاحب الدكان الرجل الكبير في السن بحركة واصوات داخل البيت المقابل لدكانه اقترب من البيت وطرق بابه فتحت سهيلة الباب:هاحجي رايد شي؟؟؟؟
الرجل:لابنتي مرايد شي بس هذا البيت هو....
سهيلة:حجي هذا البيت رجع لاصحابه وماكو شي ثاني اكوله الك وخليني اشتغل براحتي وقفلت الباب:هف ناس فضوليين بكلشي حاطين روحهم
توجه الرجل المسن الى بيت عم سهيلة وفي طريقه صادف باقر فاخبره بانه يوجد من سكن بيت عمه،عندها توجه باقر الى البيت،وبعد طرق الباب بعنف شديد الامر الذي اغضب سهيلة كثيرا فتوجهت الى الباب تفتحها وهي تصرخ:ميكدر الواحد يرتاح شوية..؟!!!!!!!!!
اوباقر:.......
لدقائق وقف الطرفين وكلاهما ينظر الى الآخر بصدمة قوية ...
.
.
.
وليد:يووووم يووووم شبيج صافنه عالتلفزيون
التفتت افراح الى ولدها:ابني اقرا لي هذا المعمم شنو اسمه؟؟؟
وليد:اسمه قاسم ال....
شهقت افراح وبعدها بدأت بالضحك الهستيري
وليد:يوم شبيج؟؟
افراح:دسكت خليني اضحك
قاسم شراب العرگ والبيرة صار شيخ معمم لا وفوكاها شلون مطول لحيته
ويسبح وتارس ايديه محابس هنيالي وهنيال امي
وليد:منو هذا ؟؟؟
افراح:هذا التحفة يصير ابن عمي وجان كاتل روحه عليه بس سامر الله يرحمه واني مقبلنه ورفضته لان ساقط ويشرب ويدور مشاكل ونسوان
وليد:يوم هذا كاتبين عنه مجاهد وبطل و...
أفراح:بعد ماادري شوكت صار بطل
توبته،هاي إذا صدگ تاب
شهقت افراح هذا هذا ابوية دمعت اعين افراح تقربت من شاشة التلفاز وهي تشاهد والدها يجيب على اسئلة المذيع تلمست وجنات والدها وكانها تتلمسه على الواقع وحينما ذكر والدها اعدام اولاده وبناته،بكت افراح بكاءا شديدا:ليش هيج بوية ليش هيج بسببك اخوتي وسهيلة انعدموا
وليد:يوم ليش مترحين تقابلين ابوج؟؟؟
افراح:هو السبب بكلشي صار بحياتي هو السبب صار ضمن المعارضة العراقية وقاتل ابناء بلده ولهذا الحكومه عدمت اخوتي واختي بسببه مراح اسامحه لاخر نفس بعمري ومستحيل مستحيل راح اغفر له اللي صار ولااريد اشوف خلقته...
.
.
.
طرقت باب بيت مقداد الخائف بعد سقوط النظام وهو قافل باب بيته لم يغادر البيت الذي يحوي ذكرياته مع فينان ازعجه ضرب الباب نظر من شباب سطح البيت وابتسم للطارق وركض وفتح الباب بسرعة واحتضنه..
مقداد:اهلا اهلا حبيبي عمر مشتاقلك يانذل
عمر:والله اني الاشوق شلونك اخبارك؟؟؟
مقداد:صحتي الحمد لله،بس اخباري موزينه تفضل للداخل...
.
.
مقداد:اثول سنين لاتتصل ولاتخابر ليش هيج سويت بيه
ابتسم عمر واغمض عينيه:بعد وفاة افراح،سافرت للاردن ودخلت مصح نفسي وعالجت روحي من الادمان عالكحول والحمد لله يوم ورة يوم تحسنت نفسيتي وبديت اتقبل الواقع اللي اني عايشة...
مقداد:اني آسف لان قسيت عليك بهذاك اليوم،بس اكو موضوع اريد احجي بيه وياك..
عمر:قبل كلشي احجيلي شحتسوي بوضعك الحالي؟؟؟
مقداد:احتمال جبير اسافر لسوريا،اغلب زملائي انهزموا لسوريا بس بنفس الوقت افكر التحق بالمقاومة اللي تشكلت بالرمادي...
عمر:اسمع نصيحتي وسافر لسوريا افضل الك وعيش ايام حياتك بسلام كافي حياتك قضيتها حروب وكفاح لوقت طويل
مقداد:ماعندي شي اخسرة وطول هاي الفترة جنت متأمل انك ترجع حتى اسلمك الامانه..
عمر:ياامانه؟؟؟
مقداد:عمر اني اسف انت بهذيك الفترة كنت مو على طبيعتك وكنت اقرب للمجنون واكثر من مرة ضربت افراح بعنف ولهذا السبب اضطريتني اتفق وية الدكتورة حتى تكولك انه افراح ماتت
عمر:هااااا
مقداد:عمر افراح عايشة وكانت حامل وانجبت وليد
قفز عمر من مكانه وخنق مقداد:انت كلب حقير سنين واني اتعذب،احساس الذنب دمرني حيووان ليش هيج سويت بيه وضربه
وبعد فترة من الضرب المبرح وبدون مقاومة مقداد تعب عمر وجلس على الارض:وديني الها هسة..
.
.
تنقلوا بسيارة مقداد الى المنطقة التي تسكنهة افراح طرق مقداد الباب ولم يجب
عمر:ليش متفتح الباب؟؟؟
تنهد مقداد اليوم ليلة جمعة افراح كل ليلة جمعة تزور ملجأ العامرية وتبقى فترة طويلة هناك تقضيها مابين بكاء وقراءة قرآن..
ركض عمر الى السيارة وجلس على المقعد والتفت الى مقداد:شمنتظر متصعد يلا ماعدنا وقت...
.
.
.
.
يتبع
*************