ام البنات(6)
.
.
.
.
.
كان الجميع بحالة صدمة وذهول مما جرى في ملجأ العامرية،بحثت أفراح عن ابناءها او اي احد تعرفه من عائلة زوجها او جيرانها لكنها لم تجد اي احد منهم لان جثثهم قد انصهرت واصبحت اكواما من اللحم،وقع الخبر كالصاعقة على قلب ام عمر اغمي عليها ونقلت الى المستشفى وبسبب قلة العلاج وانشغال الكوادر الطبية باسعاف الجرحى توفيت ام عمر بنفس اليوم،بقيت أفراح وحيدة لاتعرف اين تذهب لاابناءها ولااولادها ولايوجد احد تعرفه،انهار مقداد لفقدانه امه واخواته وزوجته وابنه وبنته فقد بذلك الملجأ 42 فردا من عائلته،كانت فاجعه احرقت قلوب الكثير من العراقيين وزادت من سخطهم على امريكا وعلى حكومتهم التي ادخلتهم بحرب لانتيجة لها سوى الدمار،عاد عمر من الجبهة فور سماعه لخبر قصف الملجأ،اصيب بحالة انهيار شديدة واول شي قام به هو ضرب أفراح وبقوة وكأنها هي سبب ماجرى،طردها من بيته وليس لديها مكان تذهب اليه،ذهب الى المسجد المجاور للملجأ تجلس قرب الملجأ وتبكي على اولادها وتتذكرهم كيف لها ان تعيش بدونهم،كان هنالك الكثير من الامهات والاهل يجلسون قرب الملجأ يبكون ابناءهم وعوائلهم التي فقدوها...
بعد قصف ملجا العامرية ب16 تقريبا انهزم الجيش العراقي في معركته ضد 33 دولة،انسحب الجيش الى داخل العراق وقامت الحكومة العراقية بحرق آبار النفط الكويتية،فكانت السماء سوداء بسبب دخان الآبار،كانت الاجواء كئيبة مابين الخسارة،خسارة الحرب والاحبه والاهل ومابين الدمار والخراب الذي حل بالبلد بسبب القصف الذي دمر اغلب المدن العراقية لاكهرباء لاماء لان القوات الامريكية قصفت البنى التحتية للدولة،فرضت عقوبات اقتصادية على البلاد كانت سببا في انتشار الجوع والامراض..
.
.
عاد اغلب افراد الجيش العراقي سيرا على الاقدام من الكويت إلى البصرة،كانوا مذهولين ومصدومين نفسيا بسبب ماجرى شاهدوا اخوتهم وزملائهم يقتلون امام أعينهم،كانوا بحالة نفسية سيئة جدا ساخطين على الحكومة لانها السبب بكل ماجرى وكذلك الشعب كان بحالة هيجان بسبب تصرفات الحكومة الرعناء،ثار احد الجنود فور وصوله لساحة سعد في البصرة ورؤيته لتمثال صدام سحب سلاحه ورمى على ثمتال صدام وبدأ بالسب والشتم على صدام وحكومته،وكأن الشعب بحاجه لهكذا شرارة عندها انطلقت الثورة وبصورة سريعة في كافة مناطق البصرة،دمروا مراكز الامن دخلوا السجون وحرروها من السجناء المسجونين ظلما،بدأوا بالهجوم على مراكز حزب البعث وقتل المسؤولين البعثيين،كان مؤيد يسوق سيارته في شوارع البصرة عائدا الى بيته اثناء اندلاع الثورة او الإنتفاضة،شاهده احد الثوار صاح بأعلى صوته:هذا ابن البعثي اقتلوووه،فور سماعه لهذه الكلمه حرك سيارته باقصى سرعة،حاول الأهالي اللحاق به لكنهم لم يفلحوا بالامر...
.
.
في بيت ابو مؤيد...
دخل أحمد الى البيت وبصياح:بسررررعة لبسوا حجاباتكم واخذوا الفلوس والذهب لتأخذون اشياء منحتاجهة.
زينب:خير يارجال شبيك؟؟؟؟
احمد:بسرعة وبدون نقاش ماكو وقت بسررررعة..
.
.
دخل مؤيد الى البيت وهو لايستطيع التنفس:بوية حاولوا يقتلوني
احمد:ابني ساعد مرتك تلملم غراضها راح نطلع لبغداد واني راح اخذ وياي مسدس ورشاشة يلة ماكو وقت بسرررعة،هرب احمد وعائلته الى بغداد،كانت سهيلة بهذه الاوقات حامل في الشهر السابع،وبسبب الخوف والقلق كانت تحس بالام قوية وكانها آلام الولادة لكنها حاولت ان تصبر نفسها لحين وصولهم الى بغداد..
.
.
اندلعت الانتفاضه بسرعة في محافظات الجنوب والشمال..
.
.
في النجف الأشرف....
دخل قاسم الى البيت مسرعا وهو غاضبا توجه ناحية غرفة والده واخذ مسدس واراد الخروج اوقفه والده:وين رايح بهذا السلاح تعااال هنا
قاسم:بوية الشعب ثار وانتفض على الحكومة وتريدني اكعد واسكت مثل النسوان لاوالله الا اخذ بثار بيت عمي راح اروح احاسب كل شخص كان السبب بقتل ولد عمي وبناتهم..
باقر:قاسم تعال لتطلع ولتتوقع الحكومة راح تسكت
قاسم:ابقى بالبيت يالاثول حالك حال النسوان👐
وخرج قاسم من بيت اهله وهو يردد عبارات وهتافات...
(صدام لتشيل ايدك شعب النجف ميريدك)..
وصلت عائلة ابو مؤيد الى بغداد بسلام وفور دخولهم الى بيت عمة مؤيد بدأت سهيلة بالصراخ من شدة الالم..
عمة مؤيد:هذي عدها ولادة
زينب(ام مؤيد):بعدها بشهر السابع..
عمة:اكو قابلة يمنه راح اجيبها تشوفها لان الوضع بالمستشفيات موزين...
جاءت القابلة وبعد فحص سهيلة او حياة كما يسميها اهل مؤيد وقالت لهم ان تريح ظهرها وان يبعدوها عن كل الضغوطات حتى لايحصل لها ولادة مبكرة..
.
.
.
.
توجه قاسم ومجموعة من الاهالي الغاضبين نحو مقرات حزب البعث الاشتراكي وبعد مناورات بالاسلحه تمكن الثوار من دخول المقرات وتحريرها من السجناء السياسيين وقتل مسؤولي حزب البعث لان اغلبهم قد تورطوا بقتل ابناء المحافظة ظلما فقط لانهم لم يعلنوا ولاءهم لحزب البعث...
توجه احد السجناء باتجاه قاسم وكانه يعرفه..
نظر له قاسم بتركيز شديد:انت؟؟؟ محمد صديقي بعد عايش وحضنه قاسم بشدة وهو فرح فقد سجن محمد ولم يعرف احد اخباره ولم يتجرأ احد من الاهالي بالسؤال عنه وكانت سبب سجنه هو بسبب دخوله الى مرقد امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) وعند دخوله قال رحم الله من صلى على محمد وال محمد وبعدها بدقائق جاء رجال الامن وزجوه بالسجن...
سحبه قاسم لخارج المقر الحزبي وبعدما تناول محمد الطعام وغسل يديه قال له قاسم:تعال احجيلي شصفى بيك الدهر؟؟؟؟ شسووا بيك السفلة؟؟؟
نظر له محمد وعيونه دامعه ولد عمك وصوني اذا ابقى حي واطلع من السجن ان تتزوجون خواتهم اثنينهن واعطاني سامر اسماء الأشخاص اللي يطلبهم سامر فلوس،واماكن ....اسكته قاسم خبرني كيف عاشوا ولد عمي بالسجن...
اغلق محمد عينه وتحسر بحسرة قوية:حياتهم كانت تعذيب بتعذيب حتى اخوهم الصغير ماسلم من التعذيب مي حار،الجوع،العطش،صعق بالكهرباء،خلع الاظافر،ضرب بالكيبلات كان التعذيب ليل ونهار وكان سامر واخوته يتعذبون اكثر لانين اخوهم الصغير ولهذا السبب قرر سافر ان يعترف هو واخوته كذبا بانهم منتمين لحزب الدعوة فقط كي ينهوا هذا
