لطالما أردتُ العيش بسلام ، لم أرغبْ بشيئ سوى السلام.
كنتُ أحبُّ نفسي و أحبُّ غيري ، لم أكنْ سيئاً لأحد ، لكن لربما هذا ما أودى بي لهذه الحالة .
أن أترّجى أحدهم بأن لا يَضربني ، أن يمنحني الحُرية لساعاتٍ معدودة ، أن يغفر لي خطأ لم أرتكبهُ .
و لكن هذا كلّهُ قد ولّى حينما اعتزلتُ حُبّي لمن حولي أو قللت منهُ إضافةً لمخافتي على الجميع سوى نفسي ، حينما لاحظتُ بأن لا أحد يهتمّ لأجلي كما أعتقد .
سأخبركَ قصتي مِنَ البدء حتى وضعي الحالي .
١٣ / ٨ / ٢٠١٥
" مين يونغي هل تقبل بِ بارك جيمين زوجاً لكَ ؟ "
" أقبل ."
" بارك جيمين هل تقبل بِ مين يونغي زوجاً لكَ ؟ "
ابتلعتُ لُعابي و عيوني تكاد تقطرُ حينما ضغط يونغي على يدي قليلاً لأرفع بصري للكاهن أمامي :
" أقبل ."
" و الآن أُعلنكما زوجاً و زوج ، يمكنكَ تقبيل زوجكَ ."
اقتربَ يونغي ببطء و لامس شفتاي لأرتجف تحت يديه مع علو الصيحات فالجميع يرانا الثنائي المثالي .
لطالما كان يونغي مُغرماً بي و أنا أكرهه ، لأسباب لا أدريها لكنه قاسٍ .
لكن أخي الصغير جونغ كوك وقعَ لأخيهِ الصغير تايهيونغ و كذلك تاي لأخي ، لكن تاي لا يعترض على كلمة يقوُلها أخيه و بالطبع يونغي أستغلَّ الأمر لصالحه و رفض زواجهما ، إلّا إن تزوجتهُ أنا .
و هذا ما حدث ، فاصطحاب جونغ كوك إلى المُستشفى كل يومين كان يقتلني ببطء .
و الآن بعد زفافي سيكون زفاف شقيقي من تايهيونغ بعد عدة أسابيع .
يونغي يكبُرني بأربعة سنوات و تايهيونغ بعمري و شقيقي يصغرني بسنة واحدة فقط .
كنتُ آمل خيراً و لكنني لم أجدْ سوى الشرّ .
فبعد شهرين من زفافنا ، انتقلنا من منزل والديه إلى منزلٍ متوسط الحجم يكفينا في حيٍّ راق و على بُعد منزلين يقبع منزل شقيقي كذلك و منزل صديق يونغي المُفضل نامجون و زوجه سوكجين الذي يقبع إلى جوارنا .
لازلتُ أذكر ذاك اليوم و قد مضى على حفلة عيد ميلادي الصاخبة الذي أقامها هو لي حوالي اثنا عشرة يوماً .
٢٥ / ١٠ / ٢٠١٥
٣٠ : ٧ م
كان جين هيونغ يعرّفني على أرجاء منزله و يونغي و نامجون في غرفة المعيشة ، كان جين هيونغ مضحكاً للغاية لدرجة إنني أهملت يونغي للغاية .
و استمريت في الثرثرة مع جين هيونغ دون ملل و لم تكن هنا المُشكلة ، بل حينما انضمّ إلينا الجار الأعزب بيكهيون هيونغ و تعرفت عليه - أنا بطبيعتي شخصٌ اجتماعيّ و يسهل عليّ أمور التعارف -
أخذتُ أُلقي النكات مع بيكهيون هيونغ و نضحك بشدة حتى عندما تركنا جين هيونغ لبعض الشيئ و هنا اشتعلَّ يونغي في مكانه حتى نادى عليّ يونغي و قد لبيّت نداؤه بعد زمن بسيط .
عُدنا إلى المنزل و كان يونغي يمسك في يدي طوال الطريق ضاغطاً عليها بشدة ، لم أفهم !
" هل أنتَ بخير ؟ " سألتهُ بهدوء فيما أعانق كتفيه .
لقد عاهدتُ نفسي أن أُحبّه كما يفعل هو منذ الأزل و لذلك أتعاملُ معه بكامل حنيتي و لكنه دمّر هذا كله بالصفعة التي رماني بها .
" هل أنا بخير ؟ و تسألني ؟ "
رفعتُ عيناي بغضبٍ جمّ .
" كيف تسمح لنفسكَ أن تصفعني ؟ ها ؟ من تظنّ نفسك ؟ "
قلتُ غاضباً و دافعاً إياه من صدره بكلتا كفيّ ليرتدّ إلى الخلف بنظرات ثابتة ليمسك شعري جيداً و يشدّني نحوه لتدمع عيناي من الآلم الذي اجتاح رأسي .
" من هو بيكهيون بالنسبة لك ؟ "
لم أفهم هدفهُ من السؤال لأحدق بهِ بأعين دامعة ، لينهال بصفعة أخرى و يرميني أرضاً لأتلّوى قليلاً قبل أن أحاول الوقوف لكنّه يمنعني من جديد بدفعة من قدمه .
" ألن تُجيب أيها العاهر الصغير ؟ "
و حينها استوعبت الموقف و لكن لغبائي نفيت برأسي قاصداً ما تفوه به عن بيكهيون و ليس سؤاله الأخير .
" حقاً ؟ "
و بغضون ثانية وجدت نفسي أتلّقى صفعات و لكمات متتالية على جسدي بأكمله لأصرخ متألماً فقوته بالنسبة لي لا يُستهان بها و رغم محاولتي للدفاع عن نفسي و إبعاده لم تفلح ، لأصرخ مترجياً :
" أر-جو-ك تو-قف .. ل-يس كما فهم-ت .."
" ما الذي فهمته خطأ ؟ ها ؟ "
صرخ في وجهي فيما أحاول التماسك من الألم الذي يجتاح جسدي و لأول مرة و دموعي تأبى التوقف مع شهقاتي المتقطعة ..
" ألن تُجيب ؟ "
أومئتُ له بسرعة مخفياً وجهي بكفتيّ .
" حسناً ؟ "
قال بنفاذ صبر .
" لم أكن أق-صد النفي لسؤالك الأخ-ير و إنما على معر-فة مسبق-ة بِ بيكهيون هيونغ ."
أجبتهُ و أردفت و ذلك لمعرفتي المسبقة بغيرته المفرطة و القاسية كما إنه رجل شكّاك للغاية :
" لقد تعرفت عليه في منزل جين هيونغ و لأنه في ذات عُمري و يدرس ذات دراستي الجامعية اختلطنا بسرعة و ليس أكثر ."
" يا لك من سريع! "
استهزأ ثم أردف بلؤم :
" أنت لن تحدثه من جديد ."
و كان الغضب بداخلي يتأجأج و أيضاً الخوف فضرباته لم تكن بمزحة و بالرغم غبائي فاز أو لربما كان جهلي :
" ليسَ لكَ دخل بعلاقاتي ."
قلتها بصوت هادئ .
" عذراً ؟ أتذكر من أنا يا صغير ؟ "
" اللعنة في حياتي ."
أجبتهُ بهدوء فيما أتحامل للنهوض عن الأرض و ألحظ بعض الدماء من فمي .
" أنا لعنة في حياتك! جيمين حبيبي .."
قال بصدمة في البدء قبل أن يذكر اسمي بصوتٍ أسمعه لأول مرة و قد بثّ الرُعب فيّ و سُرعان ما عاد لإمساك خُصل شعري و جذبي نحوه لأصرخ بقوة ..
جلسَ على الأريكة و وضعني أمامه جاثياً على رُكبتي .
" أولاً لا تحاول النهوض حتى لا نحتاج الإسعاف ..
ستسمع ما سأقوله لك جيداً الآن ، لأجل سلامتك و أن تعيش حياةً أفضل معي ."
كان صوتهُ مرعباً و غير مألوف لأومئ له دون إرادة و شهقاتي لا تتوقف .
" أنا شخصٌ متملّك تجاه أشيائه للغاية و أنت على دراية بالأمر و لكنك تجهل أمراً واحداً ؛ أنت هو أهم و أثمن هذه الأشياء و من ممتلكاتي الجداً خاصة و شخصية التي لا أسمح لسواي بلمسها أو الإقتراب منها ، و بالنسبة لكَ أنا كل شيئ و محطّ إهتمامك الوحيد ، كلامي لا أعيدهُ مرتين و إلا سأعاقبكَ بشدة ، لا تحاول التذاكي بالطلاق مني لأنني لن أسمح لك و سترفض المحكمة طلاقنا و أحول الطلاق الجميل هذا لإسم شقيقك من شقيقي و بعدها سأجعلك تذوق المُرّ بأصغر تفاصيل حياتك الوديعة ، أتفهم ما أقوله لكَ حبيبي ؟ "
كنتُ أنظر إليه بعدم تصديق و عيناي متحجرة لأبتعد عنه مرتجفاً و أنطق :
" ما أنت ؟ أنت وحش .."
" أجل حبيبي ، أنا وحش لممتلكاته الثمينة و الآن أستنفذ ما أقوله لك أم نستخدم العُنف ؟ "
" ابتعد عني .."
صرخت .
" الخيار الثاني إذاً ، للأسف ."
كلّ عنادي ، كل كبريائي حطّمهُ و كسرني خلال أسبوع واحد و كما يقول روضني لهُ ..
ضربني و حجزني ، منع عني الطعام و حتى الشراب في بعض الأحيان ، جعلني أتوسله مرات عديدة ليتوقف عن إيذائي و قد مرّ من هذا الأسبوع خمسة أيام لي دون نوم مخافةً منه أو آلماً إما من شدة الجوع أو من شدة اللكمات على جسدي المُزرّق .
و للأسف لم يعلم أحد أو يسمع أحد بالأمر ، من حولنا ، فشقيقي يجول العالم مع حبيبه و نامجون و زوجه في عطلة أيضاً ..
لم يُبقيّ هذا التعذيب سوى شيئاً بسيطاً من كبريائي ، دمّره بممارساته الجنسية معي .
لقد مضى على هذا اليوم ستة أشهر ..
الستة أشهر بالنسبة لي جحيم حيّ ، فخوفي من عقوباته أو من غضبه كان أكبر من أي شيئ فكنت أُطيعه بكل كلمة حتى إنني التزمت المنزل و أصبحت أدرس في المنزل ، لم أعد أخرج أبداً بدونه و لم يعد يزورني أحد سوى شقيقي و زوجه اللذين يعتقدان بإنني بغاية السعادة و ذلك لأنه هددني بإحدى عقوباته إن حاولت فعل شيئ أحمق كطلب المساعدة .
و هذا من أحد أيامي الحافلة
..
٣٠ : ٧ ص
" يونغي حبّي ، هيا استيقظ .. "
" أجل سأفعل .."
قال بخمول لأذهب إلى المطبخ أعدّ لكلينا الفطور ، فقد طرد جميع الخدم و استبدلهم بي .
" صباح الخير أيها الجميل .."
قالَ مقبلاً شفتاي و من ثم الكدمة الزرقاء على عنقي و التي سببها البارحة .
" صباحك خير ."
ابتسمت بتكلف كالعادة ..
" اليوم أرتحْ قليلاً فهناك حفلة في منزل نامجون-اه "
قال فيما يرتشف من قهوته لأسكب البيض المُقلي في صحنه فيما أسأله ببرود :
" بمناسبة ماذا هذه المرة ؟ "
" شقيقة جين الصُغرى جاءت البارحة من لندن ."
" جيد .."
أجبتُ بهدوء لأجلس في مقابله ، أتناول فطوري بهدوء ليدّق الباب بخفة ، عقدتُ حاجباي ، ليرفع رأسه و يومأ لي ، فأنا لا أجرؤ على فعل شيئ دون تلك الإيماءة منهُ ..
" صباح الخير جيمين-اه .."
اللعنة إنه بيكهيون ..
" صباح النور بيكهيون هيونغ .."
قلتُ بصوت مرتفع ليسمعني في الداخل ..
" كيف حالك ؟ لم أعد أراك مؤخراً بعد أن إنتقلتَ للدراسة المنزلية ."
" بخير ، أجل لم أعد متفرغاً ."
" لابدّ أن الحياة الزوجية ترهقك و أنت في سن التاسعة عشرة ."
لا ، يونغي يريحني كثيراً ."
و مازال صوتي عالياً .
" جيد ، أتمنى لكما دوام الصحة و المحبة ، الآن جيمين هل يمكنني اقتراض بعض السُكر من عندك .."
" أجل ، لحظة واحدة .."
آخذتُ الكوب منه و دخلت المطبخ تحت أنظار يونغي المترقبة للخطأ ، عبأت السُكر له بيدين مرتجفة و أعطيتهُ إياها بسرعة ..
" شكراً لك جيمين-اه .."
" أهلا هيونغ .."
" اوه أرجوك أكبرك بشهرين فقط .."
" لا بأس ، أنا مرتاح هكذا .."
قلتُ بتوتر ، فأنا أشعر بحركة يونغي ..
" حسناً إذاً إلى اللقاء .."
" إلى اللقاء ."
لفّ وجهه لأسارع بإغلاق الباب لكن صوته يوقفني :
" اوه جيمين ، هل أنتَ قادم لحفلة جين هيونغ ؟ "
لأقول في نفسي : إن إستمريت بالحديث معي لا ، لن أستطيع النهوض من السرير عندئذٍ ..
" أجل سنحاول ."
" رائع ! أراك هناك ."
ابتسمت له ليلف وجهه و أغلق الباب أخيراً لأزفر مغمضاً عيناي و لكن ما أن فتحتهما حتى ارتعبت صارخاً بخفة من نظرات يونغي الحارقة إضافةً لقربه الشديد مني ..
" أكنت مستمتعاً بالدردشة حبيبي ؟ "
" لا "
قلتُ بهدوء ثم أردفت :
" كنت أحاول إنهاء الحديث و لكنه ثرثار ."
" كم أكره ذاك الشاب .."
تمتم ليردف : " أحضر لي معطفي و حذائي "
" حاضر .."
غادر المنزل أخيراً ، لأهرع لتنظيف المنزل ..
و بعد حوالي الساعة و نصفها كنت قد خرجت من الإستحمام ، أعددت لنفسي كوباً من القهوة و جلست أمام حاسبي لأُشاهد المحاضرات إلكترونياً ، كم أتحسر على نفسي ..
مضت الخمس ساعات بسرعة بين ثلاث ساعات محاضرات و ساعتين دراسة ، عليّ البدأ بإعداد الغداء .
راسلتُ يونغي بالكلام المعسول الكاذب :
إلى : يونغي .
' ماذا يحبّ حبيبي أن يأكل ؟ '
إلى : جيمين .
' حساء الخضروات الشهيّ من يديك .. '
نظرتُ في الثلاجة لأجد نُقصاً ..
إلى : يونغي .
' لكن حساء الخضروات ينقصه بعض الأشياء ، أيمكن لجيميني الخروج لإحضارها ؟ '
اتصل بي لأجيب بخوف :
" أجل حبيبي ."
" ما الذي ينقصه ؟ "
" البطاطس و البازيلاء و بعض البهارات ."
" جيمين أنا أحذرك إن كنت تكذب ."
" لا أقسم لكَ ، لا أكذب ."
" أخرج و أحضر البعض ، سأتصل بعد نُصف ساعة على الهاتف الأرضي و إن لم تُجيب اعتبر نفسك في عِداد الأموات ."
" حسناً ."
ارتديتُ بنطالاً و معطفي و حذائي على عجل ، لألتقط محفظتي و أخرج على عجل ، ابتسمت مباشرة فقد مضى على خروجي من المنزل حوالي الأسبوعين ..
اتجهت إلى المحل التجاري القريب ، لأبتسم للبائع و أجلب حاجياتي بسرعة قبل أن يمضى الوقت ..
" كيف حالك سيد مين ؟ لقد اشتقتُ لإبتسامتك هذه "
قال البائع العجوز في حيينا ..
" بخير و أنت سيد لي ؟ الدراسة و أعمال المنزل لا ترحمني بتاتاً ."
قلتُ ضاحكاً ..
" أوه ، يا لكَ من شاب و زوج صالح ..أتمنى لك السعادة ."
" شكراً سيدي و الآن إلى اللقاء "
" إلى اللقاء ."
لقد مضى خمسة عشر دقيقة و مازال أمامي خمسة عشر أخرى المنزل يبُعد دقيقتين ، سأخذ الطريق الأطول لأمشي قليلاً ..
أن فصل الربيع جميل و ممتع بالنسبة لي ، فقط نسماته تجعلني أشعر بشعور أفضل..
أسرعت بخطواتي قليلاً لأصل إلى المنزل و الهاتف الأرضي يرن لأهرع و أردّ :
" أجل يونغي لقد وصلت .."
" أوه أنا لستُ يونغي ، أنا جين ."
اللعنة ! أتمنى أن يصدق بأنني لم أفصل الخط .
" اوه جين هيونغ ، أعتذر كنت أنتظر إتصالاً من يونغي ."
" لا بأس ، أردتُ التأكد من قدومكما اليوم في السابعة مساءً .."
" أجل بالتأكيد سنفعل ."
قلت ليرن هاتفي الخليوي و أجيب عليه أيضاً و أقربه من سمّاعة الهاتف الأرضي .
" رائع ممتاز ، أراكما إذاً لا تتأخرا ."
" حسناً هيونغ سنفعل ، أترغب مني بمساعدتك بشيئ ؟"
" أوه أيها الجميل ، لا شكراً شقيقتي تساعدني في كل شيئ ."
قال بلطف ..
" حسناً .. أراك مساءً هيونغ ."
" إلى اللقاء تشيم ."
و أغلقت الخط الأرضي لأتحدث مع يونغي الذي لم أسمع سوى أنفاسه :
" أنا آسف لكنه أتصل و لا أستطيع الإغلاق بوجهه ."
تنهد ليجيب :
" لا بأس ، هل أحضرت الأغراض ؟ "
" بالطبع ، سأباشر الآن بإعداد الحساء ."
" حسناً حبيبي ، أُحبك جيمين-اه .. "
قال بحنو ، لأغمض عيناي و أبتلع الغصة المؤلمة ..
" و أنا أحبك يونغي .."
قلتُ بأفضل طريقة أمتلكها لأغلق الخطّ و أشعر بدموعي تبلل وجنتي ، سرعان ما أنهض و الدموع تعيق رؤيتي و أبدأ بتقطيع الخضار ..
في السادسة مساءً .
" تشيم تشيم .."
سمعتُ صراخاً داخل المنزل و من ثم شخص يقفز على ظهري و من سواه مصدر سعادتي الوحيد ، جونغ كوك .
" كوكي ، صغيري اشتقتُ إليكَ . " قلت معانقاً إياه بخف لأرى يونغي خلفهُ و أبتسم لهُ كالمفترض :
" أهلاً أهلاً حبيبي ."
ذهبت له مقبلاً شفتيه كما يريد .
" تشيم أريد قبلة أيضاً .."
قال كوكي من خلفي بلطف لأقهقه بخف و لكن يونغي جذبني نحوه و مدّ لسانه لكوكي قائلاً :
" لا القُبل لي فقط .."
" تشيم! "
صاح بصوت خفيف ..
أتصدق بأن هذا حدث في غضون دقائق ، ففي كل يوم يزورني جونغ كوك مع يونغي أو قبل قدومه و يحدث عراك بينهما على تقبيلي .
" كما يقول حبيبي فقط "
قلتُ ضاحكاً ليبتسم يونغي و أردفت لهُ :
" اذهب لتغتسل و بدل ثيابك و العشاء سيكون جاهزاً ."
أومئ لي بتعب ليخرج من المطبخ و اقترب من جونغ كوك العابس لأقبّل وجنتيه و أرنبة أنفه مرات عديدة حتى انفجر ضاحكاً ..
" كيف كان يومكَ صغيري ؟ "
" رائع ، الجامعة ممتعة ، لا أدري لما انتقلت أنت إلى داخل المنزل .."
" جيد ، أنا مرتاح هكذا ."
قلت بجمود .
" أنتما ذاهبان لحفلة جين هيونغ ؟ "
" أجل و أنت ؟ "
" أجل ." قال جونغ كوك بهدوء قبل أن يردف :
" تشيم تشيم ، هل يمكننا الحديث بأمر حقاً هام ؟ "
" بالطبع صغيري ."
أجبتهُ بحنو .
" غداً سأتغيب عن الجامعة و آتي للحديث معك ، لأنني أفضل وجودنا على انفراد ."
" حسناً كوكي ، سأنتظركَ ."
" لم لا تأتي إلى منزلي ؟ "
" لأن لدي أعمال في المنزل أم أنت لديك خدم ."
" لمَ طردت الخدم إن كنتَ منزعجاً ؟ "
" أولاً ، طعامي أفضل و ثانياً ، يونغي لا يحبذّ وجودهم ."
" همم .. "
" هل العشاء جاهز ؟ "
قال يونغي الذي يجفف شعرهُ ..
" أجل دقيقة واحدة فقط ."
أجبته ليومئ و يخرج .
" أين تاي ؟ "
سألت كوكي ليجيب :
" في المنزل ."
" لما تتركه لوحده ؟ "
قلت بعتاب لينظر لي قائلاً :
" ذاك الخائن ، تعاركنا ليشتمني و حتى الآن لم يعتذر و أنا لن أحادثه أو أدعه ينام بجانبي حتى يعتذر و يقسم بعدم إعادة الكرّة ."
لم أشعر بنفسي حينما أنفجرت ضاحكاً و دموعي تذرف بلا وعي مني ..يا إلهي لقد شتمه فحسب و هو غاضب و لا يحادثه أو يدعه ينام بجانبه .
" هيونغ ما الأمر المضحك لهذه الدرجة ؟ "
سأل كوكي و التفت ليونغي الذي دخل للتو ، لأحاول كتم دموعي قبل ضحكتي ، مسحت على وجهي مزيلاً دموعي .
" لهجتك اللطيفة و البريئة و أنت غاضب كالقطط البريّة تجعلني أضحك ."
" هيونغ أنا غاضب و أملك الحق بالغضب صحيح ؟ "
" بالطبع عزيزي .. "
اقتربت معانقاً إياه و أردفت :
" لا تدعه يقلل من احترامك أبداً ، و لا تتنازل عن كرامتك و كبريائك الحقّ ."
" حسناً هيونغ ."
ابتسم لأصفق تحت نظرات يونغي الساخرة لكلامي ، فما قلته يعاكس مجرى حياتي .
و أثناء جلوسنا على المائدة دُقّ الباب لأنهض و أفتحه .
" أهلاً تاي ، أدخل أيها المشاكس ."
ابتسم و عانقني ليدخل و يعانق شقيقه فيما يجلس أمام
جونغ كوك البارد .
" تناولا طعامكما ."
قال يونغي بلهجة جافة للذين توقفا .
و بعد العشاء ركع تاي و أمسك يد كوكي مقبلاً إياها مرات عديدة مطالباً السماح حتى تصالحا ، لأبتسم بوسع لسعادة شقيقي ، على الأقل واحداً منا .
نظرَ لي لأومئ لهُ و ابتسم و من ثم يخرجا للإستعداد للحفل .
" لا تدعه يقلل احترامك و لا تتنازل عن كبريائك ها ؟"
قال يونغي ساخراً فيما أغسل الصحون و أتجاهله .
" لمَ لا تُجيب ؟ "
و المزيد من التجاهل لكنه يونغي ، اقترب مني و شدّ شعري للأسفل لأصرخ بألم .
" حينما أحادثك تجيب ، مفهوم ؟ "
أومئت لهُ ليقترب و يقفل صنبور الماء و من ثم يقفل شفتيه على خاصتيّ ، مقبّلاً بشراهة و يده تعبث بأرجاء جسدي ، ابتعد و نظرَ لعيني لأرى سوادهما الغامق و ألعن حظي .
جذب يدي و سحبني للسرير في الأعلى ، رماني عليه .
خلع المئزر عني و قميصي الأبيض ليظهر عُري صدري ،
سار بقبله من شفتيّ حتى أسفل معدتي ، واضعاً علاماتٍ جديدة حمراء ، اتخذ إحدى حلمتيّ و بدأ بتقبيلها تارة و عضّها تارة تحت تآوهاتي المتألمة فيما تعبث يده بما بين فخذاي ، ابتعد عن الأولى لينطلق إلى الثانية و من دون تآني خلع قميصه و بنطاله مع سرواله الداخلي و أرتجف للألم الآتي ..
خلع بقية ثيابي لأضحي عارياً أمامه و بأعين جائعة ، قبل باطن فخذي - مكانه المفضل - بشراهة مطلقة
ليدخل أصابعه و يداعبني هناك ، لأشعر ببعض المتعة ، ابتعد قليلاً ليدخل قضيبه على مهل و أنا أتنفس بقسوة للألم الجاري و كان يدفع بقوة و سرعة ، متخذاً شفتاي طعاماً له ، يقضمها تارة و يمصها تارة أخرى حتى و أخيراً قذف بداخلي ، ليخرج سعيداً مني و أنا بألمٍ مضاعف جسدياً و نفسياً .
حمل جسدي لنغتسل سوياً ، قبل أن نستعد للحفل .
و دعوني أخبركم بأن تلك الممارسة السريعة ليست سوى ليضع بعضاً من علاماته عليّ و يذكرني لمن أنتمي فهذا ما يفعله دوماً قبل خروجنا سوياً .
ارتديت قميصاً أبيض صوفي مع بنطال أسود و حزام جلدي ، لقد خسرتُ بعض الوزن مؤخراً ، أما يونغي فقد ارتدى قميصاً مخططاً أبيض و أسود و بنطال أسود .
جففت شعري و شعره قبل أن نعدله بعض الشيئ .
نظرت لنفسي و ابتسمت ، لازلت جميل رغم ظروفي البائسة .
" أنا جاهز حبيبي ."
قلت له لينهض عن الأريكة و يطفئ التلفاز ملتقطاً مفاتيح المنزل .
" هيا ."
مدّ يده لي لأمسكها جيداً كما يحب .
....