الإفاسيسا: فجر ديانا

By AishaAlposifey

1.2M 71.6K 16.9K

فائزة بجائزة خيار الجمهور في مسابقة أسوة 😭💙 فائزة بالترتيب الثالث في مسابقة "رائد القلم الليبي" على الوتباد... More

أغلفة الرواية 📚
Insta account
Ι
II
III
IV
V
VI
VII
VIII
IX
X
XI
XII
XIII
XIV
XV
XVI
XVIII
XIX
XX
XXI
XXII
XXIII
XXIV
XXV
XXVI
XXVII
XXVIII
XXIX
XXX
النهاية
ما بعد النهاية
مئة ألف مشاهدة 😭❤
هنيئًا لنا 🎉
استفسار
الجزء الثاني

XVII

22.7K 1.8K 605
By AishaAlposifey

لا تنسوا التصويت والتعليق حتى تزداد ساعدتي 🤗

'الاصدقاء كالسيوف بعضهم للحرب وبعضهم للعرض'

استمتعوا

🌟 🌟 🌟

وقف لوكاس عند باب الغرفة لينظر إلى أخيه قائلًا بتردد: ويليام...

كان ويليام جالسًا على السرير بالقرب من ديانا -التي تغط في نومٍ عميق- عندما أجابه: ماذا؟

بقي لوك مكانه قائلًا ببعض التوتر: أريد أن أحدثك في أمرٍ مهم.

نهض ويليام ليتوجه إلى حيث يقف أخوه منتظرًا، أيًا كان الذي دفع لوكاس للمجيء في وقتٍ متأخرٍ كهذا بعد أن نام الجميع، فهو حتمًا ليس شيئًا جيدًا.

وقف ويليام أمام لوك متسائلًا: ماذا هناك؟

أجابه لوك بقلق ممزوج بالفزع: ديانا تستعيد ذكرياتها ويليام.

ظهرت الصدمة والحزن والألم جميعًا على ملامحه الوسيمة: لا يمكن لهذا أن يحدث، هذا مستحيل.

كان ويليام يتمتم كالمحموم ويغمض عينيه بأسى، فأمسك لوك بكتفي أخيه لينظر إليه بإصرار قائلًا: لا يمكن أن تظل ديانا هنا أكثر من هذا، وجدت مكانًا آمنًا لتبقى فيه حتى يحين الوقت المناسب لإعلان وجودها، بعد أن تكتمل قواها.

تمتم ويليام بألم ودمعة خائنة تنحدر على خده الملتحي: تؤلمني فكرة رحيلها عنّي مرة أخرى.

شعر لوك بالألم لحال أخيه، فهو يعرف جيدًا كيف يكون العذاب الذي يُسببه فقدان شخص عزيز: هذا هو الحل الوحيد ويل.
ابتلع غصّته ليكمل: ديانا أيضًا لن ترضى بالبقاء معك وهي تعلم أن في ذلك ستكون نهايتك، أنا متأكد أنها ستختار العيش بعيدًا عنك على أن تراك تموت.

قال ويليام باستسلام ومسح دموعه، بعد التفت بعيدًا ليقع نظره عليها، حيث تنام بعمق تحلم به: كما تريد، ولكن ليس الآن.

تردد لوك قليلًا قبل أن يتساءل بنبرة حزينة: هل مازلت تحبها ويل؟

فأتاه الرد: أنا مُتَيّم بها.

~٠~*~٠~

فتحت عينيّ بسعادة أول مرة منذ فترة طويلة، وهذه أول مرة أيضًا التي أستيقظ فيها صباحًا ويكون هذا الوجه الوسيم هو بداية يومي.

كان ويليام يجلس على الكرسي بجانب النافذة التي تغطيها الستائر المنسدلة، يحدق بالفراغ وبيده كأس يحوي شرابًا ما.

بعد فترة شعر بتحديقي به فنظر إليّ ثم رسم ابتسامة صغيرة، جعل قلبي يخفق بجنون وكأنه عاد ينبض بعد سنوات طويلة من توقفه.

وضع الكأس على الطاولة الصغيرة أمامه، ثم نهض قادمًا نحوي ليستلقي بجانبي على السرير ناظرًا إلى السقف.

همست لنفسي وأنا أراقب وجهه: هل هذا حلم؟

التفت لينظر إلي، وشعرت أنه حاول إخفاء ابتسامته قبل أن يجيب: لا، لستِ في حلم.

غيّرت وضعيّتي لأستلقي على ظهري قائلة بسخرية: هذا حتمًا ما ستقوله لو كنت أحلم.

سأل رافعا حاجبه بنظرة عابثة: ما الذي سيثبت لكِ أنكِ لا تحلمين؟

هل هذا ويليام حقًا؟ قلت متنهدة بعبوس: لو لم أكن أحلم ما كنت لأجدك هنا، ولا كنت لتبتسم أيضًا.

لم يتحدث، شعرت بكفه يحتضن كفّي، ورغم برودته إلا أنني شعرت بالدفء ينتشر داخلي، نظرت إليه فتقابلت أعيننا في حديث صامت رغم نبضات قلبي العالية.

أتمنى أن يتوقف الزمن عند هذه اللحظة...

~٠~*~٠~

مضى اليوم كسابقه دون تدريب، ذهبت كارمن لزيارة عائلتها، أما ويليام فقد توجه إلى المكتبة منذ الصباح بعد تركه السرير ولم أره حتى الآن. أرسل آيزاك للقيام ببعض الأعمال من أجله ورافقه ألفين، وأما لوك فقد بقي في الحديقة.

فضّلت الانضمام إلى لوك وتحمل تصرفاته الفظَّة؛ لأنني إذا بقيت وحدي أكثر من هذا سأُجَن حتمًا.

راقبت ملامح لوك وأنا أجلس على المقعد المقابل له، حيث تفصل بيننا طاولة خشبية ذات سطح مصقول، لم يبدُ عليه الضيق أو الغضب فاسترخيت باطمئنان.

بدا مختلفًا بعض الشيء، لوكاس في العادة يتصرف معي بفظاظة، ويتصيّد الفرص حتى يُلقي عليّ كلامه المسموم الذي لا ألقي له بالًا؛ فأنا لم أفعل شيئًا يؤذيه، ولستُ مسؤولة عن أفكاره وتصرفاته ولا شأن لي بها.

ترددت كثيرًا قبل أن أسأل: هل أنت بخير؟

لم يرد كما توقعت فتجاهلته، جلست باسترخاء أراقب أجواء المكان وأستمتع بنسمات الهواء المنعشة، الشمس على وشك الغروب، مما جعل السماء تتلون لتصنع أجمل لوحة فنية.

تسرب السؤال من بين شفتي، رغم عدم رغبتي في الحديث معه، وعلمي أنه لن يُتعب نفسه ويُجيب: ما الذي فعلته والدتي لويليام؟

مضى بعض الوقت حتى ظننت أنه لن يرد علي، ولكنه فاجأني بقوله: لا أظن أنكِ ترغبين في معرفة الإجابة.

نظرت إليه عاقدة حاجبيّ باستنكار قائلة: ظنّك ليس في محله.

ظل يراقب وجهي ثواني قبل أن يتنهد وهو يريح نفسه على ظهر المقعد، ثم تحدث: منذ آلاف السنين كانت هناك عداوة بين أوين (والد ويليام) وأسهيري (والد هيلا).

استغرقت عدّة ثوانٍ حتى أستوعب أن أمي هي ابنة ملك اللارميون، وبالتالي فإنها واحدة منهم.

أكمل لوك بهدوء قبل أن أقول أي شيء: كانت هناك حروبٌ طاحنة بين المملكتين، ورغم ذلك نَمَت صداقة قوية بين ويليام وهيلا، ولكنها انتهت بشكلٍ مأساوي.

صمت ثواني وبدا غارقًا في ذكرياته ثم أعقب: قام أوين بقتل إيلا زوجة أسهيري ووالدة هيلا.

شهقت واضعةً يدي على فمي في صدمة كبيرة، ولكن ذلك لم يمنعه من إكمال حديثه: كان ملك اللارميون يبحث عن أفضل طريقة للانتقام من أوين؛ حتى يشعره بالألم نفسه الذي أحس به هو. في ذلك الوقت كانت منيرفا قد انفصلت عن أوين لذلك قتلها كان خيارًا مستبعدًا، خصوصًا أنها تعتبر الملكة الشرعية لمملكة السحرة، لذلك كان ويليام هو الطريقة المثلى لجعل أوين يتألم.

تساءلت بهمس عمّا إذا أراد قتله، ولكنه هزّ رأسه نافيًا ووضّح: بل أسوأ، قام أسهيري بأمر هيلا بأن تفصل روح ويليام عن جسده، وتلقي عليه لعنة.

صمت ليبلع غصة كانت تخنقه، فجلست وقتئذ غير قادرة على قول أي شيء.

بعد بعض الوقت استجمعت بعضًا من أفكاري المتضاربة وهمست: ما هذه اللعنة؟

حاول أن يوضح لي: إذا اجتمع مع فتاة يحبها وتحبه تبدأ قوته بالتلاشي شيئًا فشيئًا، وبما أنه دون روح فجسده يعتمد على قواه ليبقى على قيد الحياة، لذلك إذا فقدها بالكامل...

أخذ نفسًا عميقًا غير قادر على قول المزيد والألم يعصف بملامحه.

همست بغير تصديق: سيموت!

فهزّ رأسه إيجابًا. لم أتوقع هذا، كيف يقولون أنهما صديقان مقربان وهي دمّرت حياته بهذا الشكل! لا أصدق أن أمي فعلت شيئًا كهذا!

ولكنني لم أعرفها أبدًا، ولم أرها في حياتي إلا من خلال صورة صغيرة أعطاني إياها والدي بعد مطالبتي إياه بمعرفة شكلها، ولو حتى على ورقة.

ليس من حقّي الدفاع عنها، حتى لو فعلت ذلك انتقامًا لأمها!

كانت نظرات لوكاس غريبة، رأيت الاستغراب يمر في عينيه سريعًا قبل أن يشيح بوجهه بعيدًا.

إذا بقيت هنا سأحب ويليام، أنا متأكدة من ذلك، قلبي الأخرق حتمًا سيتعلق به، وهو حتمًا لن يضحي بحياته من أجل الحب، خصوصًا حبي أنا، لذلك فأنا ألقي بقلبي في الجحيم بيدي. لم أستطع منع تنهيدة مرتجفة من أن تفلت من بين شفتي. ما الذي أوقعت نفسي فيه؟ ما كان يجب أن أهرب من القرية.

لا أعرف كيف نهضت من المقعد ودخلت إلى المنزل، توجهت إلى حجرة ويليام التي شغلتها طوال فترة بقائي هنا، والتي على ما يبدو ستنتهي أبكر مما ظننت.

كنت قد تركت دفتري للرسم على المقعد الجلدي بالقرب من النافذة، حملته لأضعه على حِجري وأقلّب صفحاته، رسومات مختلفة وعديدة، والدي، ستيفان، أصدقائي، المنازل الخشبية الضئيلة المتواجدة في قريتي، والكثير غيرها، ولكن عندما بلغت آخر الصفحات التي رسمتها كانت مليئة بويليام، ودون أن أشعر وجدت نفسي أبتسم بحزن طال نبضات قلبي الأخرق، لماذا أتألم على شخص لم أعرفه إلا منذ فترة قصيرة!

انتشلني من زوبعة أفكاري صوت ألحان عذبة وهادئة، نظرت إلى مصدره فوجدت ويليام على بُعد خطوات قليلة، ممسكًا بين يديه كُرة بيضاوية مصنوعة من الكريستال المُلون بحجم الكف، وقد كانت هي مصدر الموسيقى الجميلة.

مارست عيناه الجذابتان لعبتهما في العبث بنبضات قلبي، ولم أستطع أن أشيح بنظراتي بعيدًا عنه. وضع تلك الكرة على طرف السرير، ثم يقدم نحوي باسطًا كفه أمامي، في طلب واضح منه لمعانقة يدي التي قبضت عليها بقوة حتى لا أفضح ارتجافها بسبب توتري وخجلي -اللذين يثيران في داخلي رغبة قوية في حفر حفرة ودفن نفسي داخلها في هذه اللحظة-.

رسم ابتسامة حانية -لم تظهر أسنانه- حين تمتم بنبرة دافئة: أتشرفينني بهذه الرقصة؟

لم أستطع رفض طلبه اللبق، خصوصًا وأن نظراته تلك تأسرني، وتمنع عقلي من التفكير جيدًا. لم أكن راقصة جيدة أبدًا، وقد سبب لي هذا إحراجًا عظيمًا حين استمررت في التعثر، حتى اقترح أن أدوس على قدميه؛ ليقود هو هذه الرقصة، هذا وقد كانت ذراعه اليمنى تحتضن خصري، وكفي الأيسر يستكين على كتفه، ويدي الأخرى أسيرة كفّه.

هذه المرة الأخيرة التي أنعم فيها بدفء عناقه الآسر، لذلك حاولت تجاهل أي فكرة كئيبة قد تنغص علي هذه اللحظات النادرة.

أسندت رأسي على صدره ونبضات قلبه تداعب سمعي، استكان رأسه على رأسي عندما قاد رقصتنا بكل سلاسة.

ما الذي يحدث؟ وما هذه التصرفات التي يقدم عليها هذا الرجل؟ وكأنه يقول بصريح العبارة «فلتغرقي في عشقي.»

ولا أدري كيف استطعت النوم تلك الليلة بمجرد إغماض عينيّ، فور أن أويت إلى سرير!

~٠~*~٠~

إن كنت تظن أن حياتك عبارة عن مأساة، انظر إلى ماحولك وتمعن جيدًا، اسأل نفسك، هل خُلِقت لتحزن وتكتئب؟ أو وجِدت لتموت وأنت على قيد الحياة؟ قطعًا لا.

قد تتساءلون كيف يموت المرء وهو ما زال حيًّا، سأخبركم...

نحن نموت عندما نفقد الأمل في إيجاد السعادة، عندما يموت شخصٌ نحبه أو عندما يهجرنا ويرحل، ولكن الحياة لم تتوقف، لم يُخِلّ ألمنا بنظام الكواكب، ولا بدورانها حول الشمس، لماذا لا نموت عندما نتألم؟

الإجابة بسيطة جدًا...

لأننا خلقنا لسبب، ولن نرحل عن هذه الحياة قبل أن نتِم ما وُجِدنا من أجله، ونحن لم نولد لنحزن حتمًا، ولا لنعيش متألمين.

قد تتساءلون الآن، لماذا ولدنا إذًا؟

لا توجد إجابة ثابتة، وستتغير من شخص لآخر حتمًا، ولكن بالنسبة إلى بطلة قصتنا فأحد أسباب ولادتها، هو إدخال السعادة في قلب شخص ما، أظن أنكم تعلمون من يكون.

تركض بكل ما تملك من سرعة، ابتعدت أميالًا كثيرة عن منزل عائلة أندرسون، ليس لديها مكانٌ لتذهب إليه، ولكنها حتمًا لا يمكنها البقاء مع ويليام؛ بقربها منه سيكون موته وبالتالي موتها هي.

كانت الشمس على وشك البزوغ، تتمسك بحقيبة ظهرها، ترتدي قلنسوة سوداء تخفي تحتها خصلات شعرها النحاسية، ونظرات عينيها الزرقاوين الثاقبتين تراقب الطريق.

تعي جيدًا أنها ابتعدت كثيرًا، وأنه حتى لو قرر ويليام اللحاق بها فسيمنعه لوكاس، كما طلبت منه قبل رحيلها أثناء نوم ويليام.

جلست مستندةً بظهرها إلى إحدى الأشجار، نظرت إلى تلك الورقة المطوية التي أخرجتها من الحقيبة، وهي تتذكر كلمات لوكاس وهو يعطيها إياها قبل خروجها.

«هذه خريطة سحرية، ستمكنك من معرفة أماكن تواجد المخلوقات الخارقة وإن كانت خطرًا عليكِ أم لا.»

كانت تشعر بفراغ يسكن روحها، فكرة عدم إيجادها مكانًا آمنًا ترعبها بشدة، ليس خوفًا من الموت، ولكن لوكاس حذرها قبل رحيلها أنه إذا تمكن أحد ما من قتلها، أو الحصول ولو على قدرٍ بسيط من دمائها فسيتمكن من الحصول على قواها، وإذا وقعت هذه القوى بين يدي الشخص الخطأ، فسيحدث ما لا يُحمد عُقباه.

تنبهت أسينا -ذئبتها- إلى وجود شخصٍ ما، وقفت متأهبة لأي هجوم مفاجئ، تجهز نفسها للتحوّل الكامل إذا لزم الأمر.

حملت حقيبتها سريعًا لتبدأ في الركض، لن تجازف ببقائها؛ وهي تشعر بوجود عدّة أشخاص يقتربون من مكانها.

التفتت خلفها بعد فترة من الزمن، ولم تجد أحدًا، لكنها ارتكبت خطأ بفعلتها تلك، إذ أنها اصطدمت بأحدهم فاندفعت إلى الخلف وهي تحاول عدم فقد توازنها.

نظرت إليه عاقدة حاجبيها في ترقّب، شعرت بعدّة أشخاص يحيطون بها، أبقت عينيها على الواقف أمامها تتفحص منظره الهادئ.

شعره أشقر طويل يصل إلى صدره وعيناه زرقاوان داكنتان، ألوان ثيابه كانت مزيجًا بين الأخضر والبني، وحذاء جلدي ذو عنق طويل يصل إلى ركبته.

تركت حقيبتها فسقطت بجانبها وهي تلقي نظرة سريعة حولها، كانوا خمسة أشخاص بألوان شعر تتدرج بين الأشقر والبني، والعيون الزرقاء والعسلية والسوداء. لا أحد منهم كان يتخذ وضعية الهجوم أو الدفاع، وفكرت في أنهم ربما يملكون قوى، وليسوا بحاجة لاستعمال أجسادهم.

راقبت اقتراب أحدهم منها قبل أن تجعل نارًا تحيط بها في دائرة واسعة نسبيًا؛ لتمنعهم من الاقتراب، عدا ذلك الذي اصطدمت به قبل قليل. وعندما قررت أن تنظر إليه، صُدمت بوقوفه أمامها وجهًا لوجه، مع أخذ فارق الطول في الحسبان.

حاولت استخدام قواها عليه ولكنه لم يتأثر، وعندما قررت أن تتحول بشكلٍ كامل فقدت القدرة على الحركة، وتجمدت تمامًا.

رفع يده اليمنى ليكشف عن رأسها بإزاحة القلنسوة عنه، ناظرًا إلى قسمات وجهها بملامح جامدة، أخفض بصره إلى عنقها حيث تتدلى تلك القلادة التي باتت تتوهج بشكل غريب.

وقبل أن تفكر ديانا في الاعتراض، كان قد أمسك بقلادتها لينزعها عنها بقوة، اجتاحها شعور مؤلم وكأن الهواء قد سحب من جسدها.

أشار لأتباعه بالرحيل عندما سقطت على الأرض تشهق الهواء بقوة، وقد أصاب جسدها وهنٌ مفاجئ لم تعرف سببه، أما هو فقد وقف يراقبها بعض الوقت حتى تمكنت من استعادة قدرتها على التنفس، حينئذ التفت راحلًا ليختفي بين الأشجار.

اتكأت على جذع إحدى الأشجار وهي تتنفس بسرعة، يحيط بجسدها ألم عظيم، حاولت الإبقاء على تحولها ولكنها لم تنجح؛ فقد كان جسدها مُرهقًا على نحوٍ يثير جنونها.

التقطت أذناها ذاتا السمع الحاد صوت وقع أقدام مسرعة، ليست بشرية، فكرت في أنها قد تكون حيوانات ضالة، ولكنها لم تتخيل أبدًا ولا حتى في أحلامها أنها سترى ذلك الذئب الرمادي العملاق يخرج من بين الأشجار، ولحق به أربعة آخرون تتدرج ألوانهم بين الأسود والأبيض.

أبقت عينيها على الذئب الأول ونظراته الغريبة التي لا تليق بحيوان على الإطلاق، كانت تعي خطورة هذا الوضع وهي تقف أمام بني جنسها من البنيفا؛ الصنف الأقوى من المستذئبين.

رغبت في التحول الكامل حتى تملك فرصةً للدفاع عن نفسها، رغم علمها بعدم قدرتها على هزمهم جميعًا. وقبل أن تغمض عينيها لتسمح لذئبتها بالسيطرة، تغير الذئب الواقف أمامها لترى آخر شخص قد تتوقع رؤيته الآن.

~٠~*~٠~

تحدث ويليام بنبرة حادة مليئة بالاستنكار، وجّه كلامه إلى أخيه الجالس على الأريكة التي تتوسط غرفة المعيشة وكارمن بقربه: لقد طلبتُ منك عدم إبعادها حاليًا، كما أنك لا تملك الحق في التدخل في شؤوني لوكاس.

نظر إليه لوكاس بهدوء مستفز قائلًا: كانت سترحل عاجلًا أم آجلًا.

تحدث آيزاك -الواقف بجانب آلفين- قائلًا بنبرة مليئة بالغيظ والحنق الشديدين: ليس بهذه الطريقة، ما الذي أدراك أنها ستكون في أمان؟

وقف لوكاس ليقابله بذات النظرات الغاضبة المستنكرة: ستكون برفقة بني جنسها ومعارفها، حتمًا ما كنت لأسمح بذهابها إن لم أكن أضمن سلامتها.

أجاب ويليام بنبرة كانت هادئة تعكس حزنه العميق، وألمه الشديد وهو يشعر بالعجز، وقلّة الحيلة: رغبتي لا تقتصر على حمايتها جسديًا فقط، بل لا أريدها أن تعلم ما سيشعرها بالألم والقهر وهي بعيدة عنّي، حيث لن أكون قادرًا على حماية قلبها من ذلك الوجع الذي سيصيبها حالما يصلها خبر مقتل عزيزٍ عليها.

🌟 🌟 🌟

رأيكم يهمني 😢❤

البنيڤما ظهروا أخيراً 🐺

توقعاتكم؟؟

دمتم سالمين 🌹

Continue Reading

You'll Also Like

298K 24.3K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
769K 44.9K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...
108K 6.2K 28
بعد ينشر القاتل المتسلسل أول كتبه الذي يتحدث عن سيرته الذاتية ووصف جرائمه وأسباب أرتكابها هي لكونه يحمي أخته بذاك الوقت ينقسم الناس نصفين مؤيد لجرائم...
9.5K 643 13
في زمن الحّرب و العَداوة حِكاية تُسرد