الإفاسيسا: فجر ديانا

By AishaAlposifey

1.2M 71.7K 16.9K

فائزة بجائزة خيار الجمهور في مسابقة أسوة 😭💙 فائزة بالترتيب الثالث في مسابقة "رائد القلم الليبي" على الوتباد... More

أغلفة الرواية 📚
Insta account
Ι
II
III
IV
V
VI
VII
VIII
IX
X
XI
XII
XIII
XV
XVI
XVII
XVIII
XIX
XX
XXI
XXII
XXIII
XXIV
XXV
XXVI
XXVII
XXVIII
XXIX
XXX
النهاية
ما بعد النهاية
مئة ألف مشاهدة 😭❤
هنيئًا لنا 🎉
استفسار
الجزء الثاني

XIV

26.1K 2.1K 628
By AishaAlposifey

هالوووو ⁦^_^⁩

كيفكم؟؟

'كلما أحببت نفسك أكثر،كلما قلّ تشابهك بالآخرين، وهذا ما سيجعلك فريداً!'

🌟 🌟 🌟

وقف أمام المرآة، تخللت أنامله خصلات شعره الأمامية، أعادها للخلف فلامست ياقة قميصه ذات اللون الأحمر القاني، لم يغلق أزراره الموضوعة على طول مقدمته.

هبط درجات السلم بخفة، ابتسامة واسعة زادت جاذبية ملامحه؛ رؤية زوجته الحبيبة تتنقل في أنحاء المطبخ الصغير تعد الإفطار...لم تكن تجيد الطبخ يومًا، إلا أنها تبذل جهدها للتعلم من أجله، رغم أنه لا يمانع تولي مهام الطبخ بدلًا منها إلا أنها رفضت ذلك وبشدة.

قالت بنبرة حازمة: اجلس على المائدة، أكاد أنهي إعداد الطعام.

نفّذ ما طلبته دون نقاش، اتخذ من إحدى الوسائد -المحيطة بالطاولة الخشبية- مجلسًا له، وعلى وجهه ابتسامة واسعة تعكس سعادته.

لم تمر سوى دقائق قبل أن تلتفت نحوه بابتسامة عذبة، تحمل بين يديها طبقًا خزفيًا باللون الأزرق الباهت، وقد نُقِشت على أطرافه بعض الورود متعددة الأشكال.

انحنت ووضعت الطبق أمامه ولكنه لم يزح عينيه عنها؛ لقد أسرته ابتسامتها، احمرّ وجهها خجلًا من نظراته، لم يكتفِ من إشعارها بالارتباك، زاد من استحيائها بالقبض على كفّها ساحبًا إياها فجلست على فخذه محيطًا خصرها بذراعه اليسرى.

منعها حياؤها من التلفظ بأي حرف، وظلت تراقب جانب وجهه عندما نقل بصره إلى الصحن أمامه؛ أفلتتْ من بين شفتيه ضحكة مستحسنة، وظللت نظرة معجبة عينيه، ثم أعاد تركيزه إليها؛ التقت نظراتهما فازدادت ارتباكًا.

ابتلعت ريقها بتوتر وهمست بنبرة قلقة: إن لم يعجبك سأعد شيئًا آخر.

انحنى نحو وجنتها وطبع قبلة سريعة ثم قرّبها إليه أكثر -إن كان هذا ممكنًا-، همس وعلى وجهه ابتسامة لطيفة: أرغب في تناولك أنتِ.

راقب مشاعر الصدمة وهي تظلل ملامحها البريئة بشكل لطيف، ما زالت خفقات قلبها تتسابق بسرعة، وقد زاد ذلك من اتساع ابتسامته وقرر التوقف عند هذا الحد، وإلا ستذوب خجلًا بين يديه.

انتشل نفسه من ذكرياته فاتحًا عينيه ذاتا الألوان المختلفة والفريدة، قابله سقف الحجرة الخشبي، وقد جثمت الكآبة على قلبه أكثر وأكثر.

تنهد ونظر نحو الفراش، وقد استغرقه الأمر بضع ثوانٍ حتى استوعب أن ديانا ليست هناك، انتفض واقفًا وتملكه القلق.

التقطت أذناه صوت نبضات قلبها المتسارعة القادمة من مدخل الكوخ، توجّه إلى هناك وهبط درجات السلم بسرعة فائقة وهو يُؤنب نفسه على استغراقه في أفكاره لدرجة عدم انتباهه، ليس لاستيقاظها فقط، بل ونزولها إلى الطابق السفلي ومنه إلى حافة البحيرة.

أصابه الهلع وهو يراقب جسدها يهوي إلى البحيرة، ما من أحد عاقل قد يرغب في السباحة في هذا الوقت، لم تمضِ ثوانٍ حتى لحق بها وهي تُسحب إلى القاع غير قادرة على التنفس.

حاول الاقتراب منها ولكن حاجزًا غير مرئي منعه من ذلك، نظر إلى وجهها فوجد عينيها ذهبيتين مشعّتين، شعرها أبيض تمامًا، وابتسامة جانبية ساخرة استفزته، كانت تحيط بها هالة حمراء زادت من قلقه.

تغيرت ملامحها فعادت عيناها الرماديتان الخائفتان، وارتجفت شفتاها فزعًا، جلب ذلك التغير المؤقت الذي دام ثواني قليلة أسوأ الأفكار إلى ويليام.

استخدم قدرته التي تمكنه من التحدث إليها والسماع بوضوح، همس اسمها داخل عقله وكأنه ليس واثقًا من تأثير قواه عليها: ديانا.

تلقى منها نظرات جعلته يتأكد من أنها سمعته، عاد لون عينيها إلى الرمادي ثانية واحدة ثم رجع للذهبي من جديد، قال: لا أستطيع مساعدتكِ، آنا.

لم يزِح عينيه عنها أبدًا، لم يرمش حتى، أكمل: تستطيعين إنقاذ نفسك، أنتِ قوية ديانا، أقوى ممّا تظنين، فكّري في ستيفان، إنه يحتاجك، عليكِ أن تكوني قوية حتى تعودي إلى قريتك وتقفي في وجه كل من يحاول أذية من تُحبين، لا تستسلمي!

كلماته جعلتها تتكور كالجنين وكأنها تحمي نفسها من شيء ما، أعاد كلامه: تستطيعين فعلها.

عاد شعرها إلى لونه الأسود بخصلات بنية صدئة بعد أن كان أبيضَ، تغير لون الهالة التي تحيط بها فأصبحت فضيّة، جعلتها تشع كالقمر في سماء ليلة مظلمة.

ارتخى جسدها وظهرت ملامح وجهها وهي مغمضة العينين، حينئذٍ استطاع الاقتراب منها وانتشالها من المياه وأخذها إلى الكوخ، لم يبعد نظره عن وجهها أبدًا.

وضعها على السرير ثم حرّك يده بخفة فجفت المياه التي تبللهما، وبحركة أخرى جعل مقعدًا جلديًا يظهر من العدم، جلس عليه وتأمل ملامحها.

لم يستطع منع أنامله من مداعبة الخصلات المتسللة من شعرها -الذي كان مرفوعًا على شكل كعكة- المتناثرة على وسادتها.

استند على ظهر المقعد وأرجع رأسه للخلف ووجّه نظره إلى السقف الخشبي القديم، ربما أكثر قِدَمًا ممّا يبدو عليه، غارقًا في أفكاره اللانهائية.

~٠~*~٠~

فتحت عينَيّ بتعبٍ وإرهاق، جُلتُ بنظري في المكان الذي بدا مختلفًا بعض الشيء، كما أنّي لم أجد ويليام.

كان هناك أربعة أَسِرّة صغيرة لم تكن موجودة بالأمس، إضافة إلى تلك الفوضى الصغيرة، ملابس أطفال متناثرة في المكان، أما الطابق السفلي لم يختلف كثيرًا، فقد وضعت أوانٍ خشبية على طاولة الطعام القصيرة وحولها خمس وسائد على الأرض.

سمعت صوت لعب أطفال في الخارج، هبطت آخر درجات السلم فتقدمت بضع خطوات مرتجفة نحو الباب، رأيت أربعة أطفال يبدون في سن السادسة يلعبون في البحيرة، وبرفقتهم رجل يبدو في نهاية عقده الثالث.

وقفت أراقبهم بصمت وابتسامة لم أعرف مصدرها، ربما فقط بسبب تلك السعادة المُعدية التي تعيشها تلك العائلة.

حذّر الأب ابنه صاحب العينين الحمراوين الناريتين: بِتْراكي، لا تزعج شقيقك.

ابتسم بمرح مستمرًا في رش الماء على إخوته.

ضحك الأب على لطافة أطفاله ثم نهض، التفت فتلاقت عينانا، رأيت ابتسامة سعيدة ترسم على محياه.
كان طويلَ القامة وذا ملامح حادة رغم لطف نظراته، يملك شعرًا أسودَ وعينين باللون نفسه، قال: لقد جئتِ أخيرًا، كنتُ في انتظارك.

صدمني حديثه، دخل المنزل فعقدت حاجبيّ باستغراب.
لمحت انعكاس صورتي على سطح البحيرة والتي صدمتني، لقد كان شعري قد تحول كاملًا للبُني المائل إلى الأحمر، وعينَاي أصبحتا زرقاوين، هذا مستحيل!

تحدث وهو يجمع ملابس الأطفال المبعثرة: هناك أشياء كثيرة ستتغير، أعلم أن السعادة لن تدوم، ولكني أعرف أن الحزن لن يدوم أيضًا .

سألت بحيرة: ماذا تقصد بأنك كنت في انتظاري؟

ابتسم بلطف قائلًا: ستعرفين في الوقت المناسب.

ضرب إدراكي ذاك الاسم الذي نادى به أحد أطفاله التوائم؛ فسألت بارتباك وصدمة: أنتَ ديكسون؟

أجابني بإيماءة فهمست: أولئك أبناؤك؟

كان تأكيدًا أكثر منه سؤالًا.

أومأ بالإيجاب ثم تحدث بهدوء ونظرة ذات مغزى: والذين يعتمدون عليكِ، ينتظرونكِ لتصبحي الملكة الشرعية، القادرة على حمايتهم، وإرجاعهم عائلة واحدة كما كانوا.

تحدثت بعصبيةٍ:

- حمايتهم من ماذا؟ إنهم أقوياء بالفعل، ولا يحتاجون فتاة مثلي لتنقذهم!

- أنفسهم، يحتاجونك لتحميهم منهم، إنهم يتغذون من الحب، به يصبحون أقوياء، ولكنهم فقدوه...

قاطعته بتعجب: الحب ليس قوةً بل مشاعر لا أكثر.

ابتسم بلطف وقال: الحب هو أعظم قوة على مر التاريخ.

مضى بعض الوقت أحاول فيه تنظيم أفكاري قبل أن أهمس: أين نحن الآن؟ كيف أستطيع التحدث معك هكذا وأنت مُتوفّى منذ زمن طويل؟ كل شيء يبدو حقيقيًا!

تحدث مفسّرًا: هذا يسمى لقاءً في الذاكرة، أنت وحدكِ تستطيعين فعل هذا؛ التواصل مع الموتى في المكان الذي يشعرهم بالسعادة.

أغمضت عينيّ بانزعاج قليلًا وأخذت نفسًا عميقًا، هذه القدرة مميزة ومفيدة إلا أنها مخيفة!

هذا يفسّر لقائي مع والدتي ذلك اليوم، لحظة! أنا لم أفكر به، كيف ألتقي بشخص لم يخطر على بالي؟

تحدث بهدوء: لأنك تحتاجين لقائي.

علمت أنني وبكل فخر فكّرت بصوت عالٍ، يا للإحراج! ابتسم وهو يستند على خزانة الملابس عاقدًا ذراعيه أمام صدره، إنه وسيم رغم التجاعيد المبكرة التي اجتاحت وجهه.

سألت باستسلام: ماذا يجب عليّ أن أفعل؟

يجب أن أُساعدهم حتى يعودوا عائلة واحدة من جديد!

ابتسم ناظرًا عبر الباب إلى أطفاله الذين يلعبون خارجًا، وقال: الأشياء الجميلة دائمًا تحدث دون تخطيط مسبق.

فعلت المِثل، إنهم يحتاجونني، سأفعل ما بوسعي حتى يعودوا إلى ما كانوا عليه؛ تلك العائلة السعيدة المليئة بالحب.

~٠~*~٠~

فتحت عينَيّ باتساع، كنت في المكان نفسه ولكن كان الوقت ليلًا، ورغم الظلام الجزئي المخيّم على الحجرة -المضاءة بنيران المدفأة- إلا أنه لم تواجهني أية صعوبة في الرؤية والفضل يعود لكوني مستذئبة.

رأيت ويليام ينام بهدوء على مقعد جلدي بالقرب من السرير، ويبدو لطيفًا بملامحه الهادئة.

قفز إلى ذاكرتي ما حدث قبل فقداني الوعي داخل البحيرة، لقد كان الألم لا يطاق وقتها، كِدتُ أموت لولا وجود ويليام.

كنت سأطلب منه إرجاعي إلى القرية -عندما يعود من منزل عائلته- بعد أن أصابتني نوبة الهلع تلك، شيء ما في داخلي يخبرني أن ما حدث في البحيرة كان بسبب حالة الضعف التي كنت بها.

ما زلت أحتاج وجود ستيفان بجانبي الآن، ولكنني أفضل ممّا كنت عليه في وقت سابق من اليوم.

نهضت من السرير فاستيقظ ويليام بسرعة ناظرًا نحوي بترقب، فهمت أنه قلق ممّا قد أفعله الآن، حتمًا سيظن أنني حاولت الانتحار، ابتسمت له وقلت: شكرًا لكَ على إنقاذي، مرتين.

تذكرت عندما كدت أموت غرقًا في القرية ذلك اليوم، لولا همسه لي ما كنت أملك القدرة على البقاء حية.

وقف ونظر إلى عنقي حيث ترقد قلادة والدتي، وقال متجاهلًا كلامي: من أين لكِ بهذه القلادة؟

همست بعبوس: تركتها لي أمي.

ثم أكملت: أكره أن يتجاهل كلامي أحد، سيد أندرسون.

ابتعدت من أمامه ونظرت إلى انعكاس صورتي على النافذة، شعري -والذي تحول للون البني الصدئ بالكامل- مبعثر بعد أن كان مرفوعًا على شكل كعكة، رفعت يدي لأُمشِّط غِرّتي بأصابعي، ثم فككته فسقط على ظهري ووصل إلى منتصف فخذي.

لا أحب طوله، ولكن لطالما منعني ستيفان من قصّه بحجّة أنه هكذا أجمل، دائمًا ما كنت أطلب منه أن يسرّحه من أجلي.

رأيت انعكاس صورة ويليام عندما وقف خلفي بملامح شاردة وتمتم: لم أعتدْ التصرف بلطف، أعتذر.

اقترب أكثر وأمسك خصلة من شعري بين أصابعه وهمس: إنه ناعم، إنه جميل.

ابتسم بشرود وهو ينظر إلى انعكاس وجهي على النافذة حيث تحولت عيناي إلى الأزرق البحري بالكامل.

سخرت منه بابتسامة عابثة متجاهلةً نبضات قلبي المجنونة: لم تعتدْ التصرف بلطف!

التفتُّ له، شعري ما زال بين أصابعه، اختفت ابتسامتي بعد فترة من تبادلنا النظرات الصامتة، أصبحت نبضات قلبي مسموعة وعندما دنا مني أكثر، لم تعد هناك مسافة تفصلنا، نسيت كيف أتنفس!

مال برأسه للأمام فأصبحت أنفاسه تضرب وجهي بلطف، رفعت يدي المرتجفة بتوتر ووضعتها على صدره حيث قلبه ينبض بهدوء، شعرت بعضلاته تتشنج فأغمض عينيه بابتسامة صغيرة.

لم أستطع منع الابتسامة من الظهور على وجهي، حتى مع انحنائه ما زال أطول مني، بالكاد أصل إلى كتفه وهو يقف باستقامة.

فتح عينيه ببطء آخذًا نفسًا عميقًا، لم يبعد وجهه عن وجهي إلا ببضعة إنشات.

تبدّلت ملامحه بأخرى هلعة ثم أسرع بإخفائها، انتقلت صدمته لي عندما رأيت انعكاس صورتي في عينيه.

عيناي كانتا ذهبيتين مشعّتين!

~٠~*~٠~

أخذتُ نفسًا عميقًا ثم غطست في البحيرة، أحاول ترتيب أفكاري المبعثرة.
تركني ويليام أستحم بينما يجلس بجانب المدفأة يقرأ كتابًا ما، كان قد جلب لي حقيبتي وبعض الملابس عندما عاد بالأمس.

أخرجت رأسي من الماء والذي رغم برودته إلا أنني لم أنزعج منها، يبدو أن هذه ميزة في كوني مستذئبة!

أغمضت عينيّ وفكّرت بعمق...

كل شيء بدأ عندما ظنّ كبار القبيلة أن بيني أنا ولوثر علاقة وهذا غريب حقًا، ما الذي جعلهم يظنون أننا كذلك؟ في الحقيقة، أنا أُعامل لوثر كباقي الأصدقاء نتشاجر أكثر ممّا نتصرف بلطف.

فرار لوثر، ثم تحول ستيفان...

هروبي وتحولي وتلك الحوادث التي كادت تودي بحياتي.

لماذا يحدث كل هذا؟

ربما لألتقي بويليام وعائلته؟

كوني ممّا يسمونها التايتينيا يجعل المستقبل يبدو صعبًا وخطيرًا للغاية!

خرجت من الماء ولففت المنشفة حولي سريعًا، وصل طولها إلى مستوى شعري نفسه.

خطوت إلى داخل الكوخ ثم صعدت إلى الأعلى، رفع ويليام نظره عن الكتاب نحوي ثم وقف وخرج...

تحدّث بهدوء: سأكون في الأسفل حتى ترتدي ملابسك، خذي وقتك.

ثم نفّذ حديثه.
نظرت حولي بتشوش، لقد أصبح جافًا في معاملته معي منذ تلك اللحظات المربكة التي تشاركناها قبل فجر اليوم، هناك شيء خاطئ يحدث معي يسبب له القلق حتمًا.

ارتديت فستانًا أسودَ وحوله ما يشبه المِشد يحيط بجذعي باللون الرمادي الغامق، لففت المنشفة حول شعري وجفّفته، ثم وضعتها على المقعد لتجف وتركته منسدلًا، همست: ويليام.

لم أكن بحاجة لرفع صوتي حتى يسمعني ويدخل دون أن ينظر نحوي، قلبي انكمش بضيق!

همست بغصة فخرج صوتي مهزوزًا: أيُمكنك مساعدتي في تسريح شعري؟

سار بهدوء ولم يكن ينظر إليّ، وقف خلفي مخفيًا وجهه عن ناظري، شعرت بيديه تتخلّلان شعري، مرّت لحظات قليلة قبل أن يبتعد ويهمس: أنهيت تسريحه.

نظرت إلى انعكاس صورتي في النافذة، وجدت أن شعري قد صار على هيئة ضفيرة جميلة جدًا، بدأت من خلف رأسي وليس كما كان يضفره لي ستيفان وقد كانت تبدأ من عُنقي.

تحدّثت بشرود وابتسامة عريضة: إنه جميل للغاية، شكرًا لك.

وضعت الضفيرة على كتفي الأيمن وتحسّستها بين أصابعي، أشعر أني طفلة حصلت على أول لعبة في حياتها!

نظرت إلى ويليام فوجدته يجلس على المقعد الجلدي بجانب المدفأة يحمل كتابًا بين يديه ويبدو غارقًا بين سطوره، لم يكلف نفسه عناء الرد عليّ أو حتى النظر نحوي ولو ثانية! وقح.

لم أتوقع أن يكون بغيضًا هكذا، لقد بدا لطيفًا في اليومين الماضيين، تجاهله إياي سبّب شعورًا غير مريح داخلي، وكأن يدًا قوية تقبض على قلبي.

ذهبت إلى السرير وجلست عليه ثم احتضنت رجلَيّ المثنيتين بين ذراعَيّ، واستندت بذقني على ركبتيّ أُراقب ويليام بصمت.

عقد حاجبيه وهو يقرأ بتركيز، ترتفع يده بين فترة وأخرى، يخلل أصابعه في شعره ويمشِّطه للخلف، ومرة تداعب أنامله لحيته الخفيفة، أعلم جيدًا أنه يشعر بنظراتي نحوه ولكنه فقط تجاهلني، سألته: ماذا حدث؟ هل عائلتك بخير؟

مضت دقيقة، اثنتان، وثلاثة لم يُجِبْني أو ينظر نحوي حتى! هذه وقاحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

لم يكن يركز على الكتاب الذي بين يديه حتى، إن كان يتجاهلني مُتعمدًا سأقتله...حسنًا ليس جديًا، خسارة أن يموت رجل بوسامته تلك.

استلقيت على السرير، وأنا أشعر أن الملل يقتلني، سرحت بما أراه من الطبيعة عبر النافذة والتي تتسلل من خلالها نسمات هواء لطيفة.

سمعت حركة طفيفة صادرة عنه تدل على أنه نهض من مقعده، ولكنني تجاهلت الأمر وأغمضت عينيّ مستمتعةً بالهدوء والسكينة.

تحدّث: ديانا.

أخيرًا بعد فترة طويلة تكلّم، وكم يبدو اسمي جميلًا بصوته الأجش العميق!

بما أنه كان يتصرف وكأنني غير موجودة فليأكل ممّا صنعت يداه، لم أرُد عليه وبقيت على حالي حتى شعرت بثقل بجانبي على السرير، ارتجف قلبي وأحسست وكأنه يكاد يتوقف عن النبض.

شعرت به يقترب منّي وأنفاسه تصبح أقرب أكثر فأكثر، ممّا جعل قلبي يكاد يخرج من بين أضلُعي، وهو يسمعه بالتأكيد ويعرف أني مستيقظة.

كنت عازمة على أن أستمر في تجاهله، وعدم الرد عليه أو الحديث معه، ولكن جُملته التي همس بها بجانب أذني جعلت عينيّ تُفتحان باتساع، وقلبي توقّف عن النبض حرفيًا! لقد قال: وجدت طريقة تتواصلين بها مع ستيفان!

🌟 🌟 🌟

بحبكم كتير 💜💜💜

الرواية في طريقها إلى5k مشاهده 😭💜

اترككم في أمان الله 💜

Continue Reading

You'll Also Like

59K 2.8K 15
وفي ظلام الليل رأته يبتسم .. لا! كان يزمجر فظهرت أنيابه ثم زأر , إنه غاضب عيناه تقدحان..رباه أتهرب!. لمَ كل هذا الرعب منه .. وقفت بثبات وهي تكاد...
187K 6.4K 24
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...
594K 9.5K 17
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء من هذه ال...
882 63 6
عازفه وقلبي آلتها الموسيقية وشراييني اوتارها وحبي نوتها المفضله ولاغنيتي اخذت كلمات عشقها لتكون قاموسي وامام جمهوري اصف شعوري وفي عزفها تشرح جمالنا ف...