كان يدفعني بواسطة مسدسه الموجه لرأسي ، شريط لاصق وضع علي فمي ليمنعني من التحدث بينما يداي مقيدتان خلف ظهري ، و فقط انطوني يسير امامي و رالف و الرجل الآخل الذي امسكني خلفي ، كنا قد قاربنا علي الخروج من الغابة ، بينما انا حقا ارتجف ، انظر حولي آملة ان اجد احدهم لينقذني و لكن لا احد ، و كأن امري انتهي بالفعل ، و لكنني اواجه صعوبة في تصديق هذا.
اضع امل صغير سيُدهس بعد ساعات ، تنفست بضيق بعد شعوري بدفعة اخري من مسدس هذا اللعين الذي خلفي و صوته الساخر " لما تتحركين كسيدة عجوز ؟ "
كان يقصد تباطؤي في السير و الذي اتعمده.
اردت الصراخ بوجهه و لكن اللاصق يمنعني ، اردت جعله يخجل من نفسه و لكن لم استطع.
الصراخ ، الركض ، الهروب ، اي شئ ..
لم استطع، وصلنا لنهاية الارض العشبية لنبدا السير علي تلك الارض المستوية ، متجهين لاتجاه ما حيث يقودنا انطوني ،
نظرت للامام لاجده توقف للحظة ، لم اري ما الذي اوقفه كونه يسد عني الرؤية ، و لكنه تحرك سريعا بتردد و قد لحظت حذره ، مِلتُ لليمين قليلا لاري من خلفه ، و فوجئت بسيارتهم التي كانوا يلاحقوننا بها محطمة .. رجاله مستلقون ارضا حولها ، او لاكون اوضح.. مقتولون !.
توقف الاثنان خلفي و رالف شدني ليوقفني ايضا تاركاً انطوني يستمر في تقدمه الحذر نحو السيارة ، او حطام السيارة.
اراه يتوقف و ينظر حوله بضيق ، ليثبت نظره نحوي ، او نحو رالف الذي خلفي كما يبدو.
" انت امرت رجالك بفعل هذا " حدثه بحدة ، و قد شد قبضته علي سلاحه مستعداً لرفعه .
سمعت صوت رالف يتحدث بدهشة من خلفي " هل تسمع ما تقوله ؟ لقد اتفقنا و انا لم تكن لدي ادني نية بفعل هذا كما تري " كانت نبرة رالف تمتزج ما بين الدهشة و الضيق .
" و ما الذي سيثبت لي ؟ ربما اردت الحصول عليها لتفعل بها افعالك القذرة كعادتك "
" جدياّ ؟ هدفي هو هدفك ، انت اتفقت مع الزعيم و انا فقط تحالفت معك "
" تجالفت معي و لم تتفق ، لا اضمنك"
" كان علينا التحدث بشأن هذا قبلاً " سخر رالف هامسا بها و شعرت بقبضته تشتد علي ذراعي ، تنفس انطوني بعمق قبل ان يتحدث محاولا حفظ اعصابه " سلمها لي لنرحل من هنا "
ابتسامة جانبية ارتسمت علي شفتا رالف مع همهمة غامضة " لترحل انت و هي وحدكما صحيح ؟ "
" تعلم انني لن افعل "
" اري هذا " همس رالف من خلفي بهدوء لينظر انطوني له بحدة ، قبل ان افاجأ به يرفع سلاحه و يوجه فوهته نحو رالف ، او نحوي لأن رالف فورما فعل انطوني هذا ثبتني تمامه ..
توسعت عيناي و اردت الصراخ و لكن هذا لم يخرج سوي علي شكل همهمة خائفة ، سمعت همس رالف من خلفي للرجل الآخر و الذي بدا تابعاً له " لا تصوب عليه".
اري ذراع رالف التي امتدت من خلفي ليصوب بها نحو انطوني ، بينما ذراعه الاخري احاط بها كتفاي من الامام ليثبتني ضد جسده.
رص انطوني علي اسنانه بغيظ لفعلة رالف بينما سمعت تهديد رالف " اذا اردت حقا نجاتها فانصحك بعدم استعمال تلك الطرق في الحصول علي ما تريده " .
" لا يهمني موتك او موتها " القاها انطوني و لم يتحرك حركة صغيرة من مكانه ، بينما انا ارتجفت ، بدأت احاول الافلات من رالف بينما اري انطوني يستعد لاطلاق رصاصته محاولا التصويب علي رأس رالف .. و اراهن انه قد يصيبني انا.
رالف شد قبضته علي لاسحب نفساً عميقاً و كانني استعد لما سيحدث ، سمعت صوت طلق ناري لاغمض عيناي فورا منتفضة ، و لم اعلم حتي من الذي اطلقها..
لكن قبضة رالف لم تنفك عني ، شعرت بانزاله لذراعه الممسكة بسلاحه بينما انا فقط متصنمة في مكاني ، لافتح عيناي ببطئ ، لا شئ ، لا سلاح مصوب نحوي ، فقط انطوني الممسك بصدره و الدماء تندفع من فمه ، جاثياً علي الارض امامي .
" كانت تدريباتي كافية لاصابة عنقك بدقة و لكنني تعمدت تعذيبك " همس رالف ولكن انطوني بدا انه سمعه ، لانه رفع رأسه ببطئ ليواجهه ، بنظراته المتألمة ، كان يصارع الموت..
قبل ان يميل ليسقط مغمضا عيناه و مفارقا للحياة ، قتله !.
تقدم مساعد رالف علي ما اظن ناحية جثة انطوني ليحركها بقدمه و كأنه يتأكد من كونه ميت ..
" تحركي " شعرت بدفع رالف لي للامام لاسير ببطئ للأمام ، مارةً بجانب جسد انطوني الغارق بدمائه اسفل قدماي ، كنت اسحب انفاسي بصعوبة ، بتثاقل ، كنت خائفة ، يمكنه قتلي ببساطة كما قتله! .
" تأكد ان كانت تلك السيارة تعمل ام لا " امر رالف مساعده ليتجه الآخر ناحية تلك السيارة ذات الزجاج المحطم ، من مظهرها اظنها حطام بحق.
ابتلعت ريقي لمرة اخري برعب عندما شعرت بتلامس فوهة المسدس مع رأسي من الخلف ، و تجمدت في مكاني " لما تبدين خائفة هكذا ؟ كوني هادئة ، " تكلم خلفي ثم شعرت بوجهه قريبا مني و سمعت همسه الذي سبب رعشة لجسدي " لأن وقت الخوف لم يحن بعد. "
تخيلته يبتسم ، او شعرت بهذا ، تحركت فجأة آملة الهرب و لكنه قبض علي ذراعي بقوة ليعيدني امامه مجددا و اشعر بفوهة المسدس خلف رأسي مباشرة " لا تجبريني " همس بحدة .
اطعته و اكملت سيري باتجاه تلك السيارة ليتوقف موقفاً اياي بجانبها ، " يبدو ان محركها لا يعمل ." تحدث مساعده بينما يخرج من السيارة مجدداً .
" اذن اتصل بالزعيم و اخبره ، سيرسل احدهم ليأخذنا من هنا " امر رالف ليومئ الآخر بينما انا فقط واقفة هكذا.
انظر حولي و قد شعرت بتلك الدموع تتجمع بعيناي ، لا يعقل اللا انجو ، لا يعقل ان لا ينقذني احدهم.
زوي ، او زين او حتي ذالك الحارس الذي اتي معنا ، او حتي ليام.
ابي علي الاقل ؟
او ايثن ؟
لا احد ..
لا - ..
لم اكد اكمل تفكيري السلبي و تفاجأت بحركة رالف المفاجئة حلفي ، لم اره و لكنني شعرت بالمسدس يبتعد عني ، و شعرت بقبضته علي كتفاي مجدداً ، كان يصوب باتجاه ما ، داخل الغابة ، يمرر المسدس يميناً و يسارا تحسباً لأمر ما ، " هل سمعت هذا ؟" سمعته يسأل مساعده.
و الذي كان ينظر حوله تماما مثله ، دفعني رالف بعيدا عنه باتجاه مساعده " امسكها جيدا و ساذهب لأري ان كان احدهم يتبعنا "
لاحظت ان نظرة رالف الحادة هي طبيعة نظرته ، هو حاد النظرات ، بشرته الخمرية و حاجبه البني الايسر الذي حلق جزئاً منه ، مقلتاه العسليتان بدرجة تميل للاصفر ، جسده بدا قوياً ، و قبضته التي شعرت بقوتها ، هيئته توحي بحدته و حذره الدائم في كل خطوة يخطوها.
حولت نظري للغابة لالمح تحرك شئ ما وسط ظلامها في الداخل ، نظرت لرالف لاجده ينظر للجهة الاخري و يتجه اليها ليختفي وسط اشجار الغابة ، و بقيت انا مع مساعده الذي احكم امساكي .
حاولت الافلات منه و لكنه جذبني ليلقي بجسدي ضد باب السيارة المغلق بحيث اصبح جسدي من الامام ملتحم مع السيارة ، و هو يثبتني من يداي و كتفي من الخلف ، انفاسه قريبة مني و هو يهدد بحدة " انتِ عنيدة و لن ينتهي هذا اللا عند تخديرك " ، الم البث مدة بعد ما قاله لانني انتفضت بخفه حينما شعرت بشئ حاد قد انغرز بذراعي ، مصل !.
مخدر ، انه يخدرني ، بدأت بفقدان الاحساس بقدماي ، كل ما ثبتني و انا واقفة عليهما كان هو ، المكان دار حولي بشكل مرهق ، و حمله انزاح عني فجأة لاسقط ارضاً بعدما تركني .. كنت عاجزة عن الحركة و انا غير مدركة لما اراه امامي .
اري اقدام عدة اشخاص ، اري جسد مساعد رالف الذي ارتطم بالارض بعيداً عني و هناك بقعة دماء ظاهرة من اسفل ملابسه عند صدره ، لم ادرك ماذا يحدث لانني فقط اغلقت عيناي مستسلمة لهذا الشئ الذي يحرقهما بشدة.
_____
عبس بانزعاج لتلك المياه التي تصتدم بوجهه ليحرك رأسه للجانبين ببطئ محاولاً ابعاد تلك المياه ، فرق بين جفناه ببطئ ليقابله وجه ذالك الحارس ، ذالك الذي تركهم ليذهبو ، كان ليام بجانبه ..
عقد زين حاجبيه متذكرا اخر شئ حدث ، كاد يسأل عن متي جاء ليام و لكنه صمت حين لاحظ كونهم في الصباح ، و انه في المقعد الخلفي في السيارة ، اتسعت عيناه و نظر حوله باحثاً عنها ، لم يكن هناك سوي هنري الذي يقف امام باب السيارة المفتوح و ليام بجانبه ممسكاً بذالك الكوب الذي سكبه علي وجهه كما يبدو ، و الحارس الجالس في المقعد الامامي و يتابعه بنظره.
" اين هانا ؟" سأل سريعا ناظراً لليام لينظر له ليام بصمت " الا تعلم اين هي !" سأله.
" و هل ابدو لك كشخص يعلم ؟" سأل زين بضيق و حول نظره للحارس " اين هانا ؟" سأله ..
" لقد افترقت عنكم ، كنت انت و زوي فقط وحدكم في الغابة و هي قالت انها ستذهب و لم تعد "
" ماذا ! " صرخ زين لينتفض الحارس بدهشة و يلتفت له ، بينما ليام تحدث سريعا " لقد بحثنا عنها بانحاء الغابة و لا اثر لها " حول زين نظره لليام بصدمة ثم نظر للفراغ امامه " لا .. لا يمكن ان يكون قد اخذها " تمتم زين ثم هدأ لوهلة قبل ان يتحرك مندفعاً خارج السيارة من الجهة التي لا يجلس ليام بها ، " ديلان ! الي اين انت ذاهب " صاح هنري و لحق به .
" انتظر و اللعنة ، ديلان " صرخ ليام في وسط الطريق و لكن الآخر لم يسمعه حتي ، مسح وجهه بحيرة ثم التفت لسيان - الحارس - الذي كان واقفاً بجانب السيارة يتابع الطريق الذي ركض زين منه ..
" لنتبعهم ، هيا " قال ليام ليومئ له سيان و يتبعاهما بالسيارة ..
تحركا من امام منزل هنري الذي كانت السيارة متوقفة امامه ليتجها بنفس الاتجاه حيث ركض زين مبتعداً عنهما..
وصل لذالك المكان ليدفع الباب الحديدي بعيدا عن طريقه و يكمل ركضه للداخل ، دلف ليركض باتجاه ذالك المبني ، هو يتذكره جيداً ، بدا قديماً بعض الشئ عن ما يتذكره و لكنه اكمل طريقه ناحية ذالك الباب ليتوقف امامه لاهثاً بصعوبة ..
ضغط الجرس عدة مرات و بدأ بطرق الباب ، يلتقط انفاسه بتثاقل ، قطرات العرق التي التمعت علي وجهه و نظرته المتعبة ، صامت ، هو فقط صامت ..
لم يتكلف عناء الانتظار ليبتعد عن الباب و يلتف حول المنزل متجها لمكان ما ، هو حتي لا يعلم ان كان احدهم فيه ام لا ، توقف امام تلك الفتحة التي تؤدي لقبو المنزل من الخارج ، و التي كانت غير مغلقة .
هو انخفض ليمسك بهذين البابين ليجذبهما للأعلي مفرقا بينهما ليفتح القبو ، الجو المكتوم خرج منه ليقابل وجهه ، شعر و كأن هذا المكان لم يفتح منذ فترة طويلة للغاية ، نهض ليتمسك بطرف تلك الفتحة و يزلق جسده بداخلها ليتعلق في السقف ، افلته لينزل علي قدميه في ذالك القبو و يقابل التراب الكثيف به ..
تحرك فيه بتيه و هو يحاول التذكر ، ممرراً عيناه علي تلك الفوضي به ، ممرراً عيناه علي الخشب المحطم ، قطع الحبال المنثورة ارضا ، الاتربة ، و الاختناق المنتشر في الجو ، الدماء .. و هنا توقف.
تلك الدماء علي الارض جعلته يتبع اثرها الممتد علي شكل قطرات و نقاط ، ممتدة من نقطة ما حتي ذالك الدرج المؤدي لخارج القبو ..
كانت دماءاً جافة ، استطاع رؤيتها بوضوح بسبب ضوء الشمس الذي اضاء جزئا من القبو ..
اسرع في خطواته متسلقا ذالك الدرَج ليفتح باب القبو ، كان المنزل مضائا قليلا بواسطة ضوء الشمس المتسلل له ، الاثاث مغطي بأقمشة بيضاء ، الارض الخشبية كانت عليها آثار تلك الدماء امتدادا من باب القبو و حتي باب المنزل ..
هو توقف يشاهدها ، ينقل عيناه لينظر حوله ، يلامس سور الدرَج بيده و يمر ممررا يده علي الجدار ..
يصعد الدرَج ببطئ لتلتقي عيناه مع تلك الصور المعلقة علي ذالك الحائط بجانب الدرج..
لتتعلق عيناه بأول صورة مر بها ، كان هو ، كان هو و هو صغير ، طفل لا يتعدي الخمس سنوات ، نقل نظره للايطار الذي يليه ليصعد درجتين ايضا ، و يقف مقابلا لذالك الايطار الذي ضم اب و ام ، و ابنهما الصغير الذي يجلس فوق كتف والده .
السعادة ، هي كل ما رآه في تلك الصورة ، هو فقط رفع انامله ليلامس زجاج الاطار البني المحيط بالصورة بهدوء ، لا يعلم لماذا لا يشعر بشئ.
لا يعلم لماذا رؤيته لوالديه فقط تشعره بالفراغ .
انتقل بنظره للاطار الذي يليه صاعداً درجة اخري ، و كان هذا يضم صورته فقط ، صورته في شبابه ، يبتسم للكاميرا و ذالك البريق الواضح في عيناه ، لم يتذكر في اي سن كانت تلك الصورة ، و لكنه لاحظ ذالك الشريط الاسود الذي يدل علي وفاته ، موضوعاً علي طرف الاطار ..
حدق به لثوان قليلة قبل ان تمتد يده بتردد ليسحبه من علي الاطار ، نزعه و القاه بعيدا ناظراً لتلك الصورة ، صورته تنعكس علي زجاج الاطار بنظرته الغامضة .
السكون هو كل ما حوله ، ضوء خافت للشمس تسلل من نافذة المنزل ليضئ جزئا من ارضيته الخشبية ، بينما هو يتراجع ليستند علي سور الدرج بصمت ..
هو لا يعلم من اين يبدأ بحثه ، هل سيجد ما يريده هنا ام لا ..
~~~~~~~~~~~
انا عارفة اني اتاخرت
و عارفة انو صغير
بس انا بقالي فترة مبكتبش فعلا
تجاهلو اي خطأ املائي لاني مراجعتش علي الشابتر
رأيكو ايه ؟
انا داخلة في نهاية القصة كدا 😂
تفتكرو هانا ممكن يكون حصل معاها ايه ؟
و رالف برضو ؟
و مساعدو دا ؟
توقعاتكو ؟
في بنت بتكتب رواية حلوة اوي اسمها the doctore
الرواية فيها امراض نفسية و حياتهم في المستشفي و كدا نوعا ما و حوارات دي يعني و جميلة جدا
دا اليوزر بتاعها
ayamohseen
اقراوها و قولولها رايكو و ان شاء الله هتعجبكو ♥
و شكرا ل MayarFariad انك نشرتيها عندك انتي و اية ♥♥ لاڤ يوو