الإفاسيسا: فجر ديانا

By AishaAlposifey

1.2M 74.9K 17.2K

فائزة بجائزة خيار الجمهور في مسابقة أسوة 😭💙 فائزة بالترتيب الثالث في مسابقة "رائد القلم الليبي" على الوتباد... More

أغلفة الرواية 📚
Insta account
Ι
II
III
IV
V
VI
VII
IX
X
XI
XII
XIII
XIV
XV
XVI
XVII
XVIII
XIX
XX
XXI
XXII
XXIII
XXIV
XXV
XXVI
XXVII
XXVIII
XXIX
XXX
النهاية
ما بعد النهاية
مئة ألف مشاهدة 😭❤
هنيئًا لنا 🎉
استفسار
الجزء الثاني

VIII

30.4K 2.5K 469
By AishaAlposifey

مرررحبا 😊💜

'القلق لا يغير أي شيء، لكن الثقة بالله تغير كل شيء'

قراءة ممتعة

🌟 🌟 🌟

وقف جميع أفراد القبيلة المقربين، أمام ذلك المنزل الخشبي الذي يقع في أحد أطراف القرية، تحيطه الأشجار من كل جهة، ما عدا الجهة التي تطل على البحر.

كانت الصرخات المتألمة لزوجته، تسبب له الألم والعجز اللذين يعتصران قلبه، ويرسمان التوتر والقلق على ملامح وجهه.

كان هناك سؤال واحد يدور في عقول الجميع...هل ستنجو يا ترى؟

جاءتهم الإجابة سريعًا، على هيئة بكاء طفل صغير داخل المنزل، خرجت القابلة مع مساعدتها بعد فترة، وكُلٌّ منهما تحمل طفلًا بين يديها.

قالت سيدة أربعينية بابتسامة عريضة: مبارك لكَ، إنهما أجمل طفلين، صبي وفتاة.

كانت السعادة منتشرة في كل مكان، بينما كان الأب يحمل طفليه التوءم.

سأله أحد أصدقائه الذي تشع السعادة من وجهه: والتر، ماذا ستقوم بتسميتهما؟

أجابه مبتسمًا دون إزاحة عينيه عن طفليه: دَيانا وستفان.

تذكر أمرًا مهمًا، وهو حال زوجته، فقال سائلًا بلهفة وقلق: هل هيلينا بخير؟

أجابته بابتسامة مُطمْئِنة: أجل، إنها بصحة وعافية.

رُسِمت على وجهه أعرض ابتسامة بسبب سعادته التي لا توصف، ثم دخل وتفقدها وقضى بعض الوقت بجانبها برفقة طفليهما.

أنهى والدي قص حكايته وصمت برهةً يراقب بقايا النار بابتسامة شاردة، لم يتحدث بضع دقائق، لم أره حزينًا هكذا من قبل! لطالما استطاع إخفاء حزنه دائمًا.

سألت بصوت هادئ: من منّا وُلِد أولًا؟ أنا أم ستيف؟

أجابني مبتسمًا: أنتِ.

ثم أكمل: ولدتِ في منتصف الليل تمامًا بينما ستيفان بعدك بست دقائق.

فكّرت بتذمر: الآن فهمت لماذا تدلل ستيفان، الطفل الصغير المدلل.

ضحك والدي فاكتشفت أنني فكّرت بصوت عالٍ توًا، هذا محرج.

قال بهدوء: لم أسمعكِ تتذمرين لهذا السبب من قبل.

نظرت إليه بابتسامة وقلت: إنني لا أشكو، لا يعني أنني لا أشعر.

لم يُجِب، فقط نظر بعيدًا، توقعت هذا، لم أكن رقم واحد بالنسبة إلى أي أحد من قبل، ولن أكون أبدًا.

سألت بهدوء وأنا ألملم أغراضي:

- هل يمكنني النوم عند الخالة كلوديا؟

- لم أمنعك عن ذلك يومًا.

~٠~*~٠~

لم يرَ لوثر أحدٌ منذ ساعات طويلة، حاولت طمأنة والدته: خالتي، لا تقلقي أنا متأكدة أنه سيكون بخير.

قالت وهي تذرف دموعها بغزارة: كان لوثر يفكر في الرحيل منذ أيام، ظننت أنها مجرد فترة ستمضي ويتجاوز الأمر، لم أكُن أعلم أنه سيفعلها فعلًا.

نظرت إليها بصدمة وقلت: يستحيل أن يفعل هذا! لوثر لن يترككِ ويرحل بهذه السهولة.

شعرت بالألم لمجرد تفكيري في رحيلك يا لوثر، فكيف سيكون شعور والدتك وهي لا تملك في هذه الحياة أحدًا غيرك؟

مضى الوقت حتى جاء موعد الغداء، كانت الخالة كلوديا تعد الطعام بينما أجهز الطاولة؛ فأنا أكبر فاشلة في الطبخ.

حاولت تشتيتها عن فكرة رحيل لوثر قائلةً: خالتي، كيف تعرف والدي على والدتي وهي من البشر؟

كنت أجلس القرفصاء على أحد كراسي المطبخ.
ما أعرفه أن والديّ قد تزوجا عن حب لكن لا أعلم القصة كاملة.

نظرت نحوي مبتسمة بحزن وقالت: قصة حبهما هي الوحيدة التي انتصرت على قوانين القبيلة.

قلت بتعجب: حقًا!

جلست قُبالتي وبدأت في رواية الماضي...

أشرقت شمس القبيلة على نبأ الملاك الذي وُجِد فاقدًا الوعي على شاطئ القرية؛ فتاة بشعر بني طويل وعينين باللون نفسه، بشرة بيضاء كالثلج.

تم نقلها إلى منزل الزعيم السابق، عند استيقاظها لم تتذكر شيئًا حتى اسمها فتمت تسميتها بهيلينا.

كان والتر أحد شباب القرية المقربين للغاية من الزعيم ويزوره بشكل يومي وهكذا أصبح يراها دائمًا، بعد فترة أعجب بها وأحبها وهي كذلك، وكأنهما خُلقا لبعضهما.

أقنع والتر الزعيم بأن هيلينا أصبحت منهم، تحبهم ويحبونها، حينئذٍ استطاع الزعيم إقناع كبار القبيلة بزواج والتر وهيلينا دون أن يعلم بقية زعماء القبائل الأخرى.

~٠~*~٠~

لطالما ظننت أن المخلوقات الخارقة للطبيعة قد انقرضت وأن القصص التي يروونها عنهم ليست إلا تخليدًا لذكراهم، ولكن الأمر لم يكن كذلك.

كنت أجلس على الشاطئ وقد تجاوز الوقت منتصف الليل، أقرأ مذكرات والدتي كعادتي منذ سهرة رودريك قبل أسبوع، عرفت الكثير عن صفات أفراد الممالك الثلاثة الأخرى وكيف أتعرف عليهم عند رؤيتهم، ما زلت لا أصدق أنهم ما زالوا موجودين بعد كل هذه السنوات، أو ربما لا أريد التصديق!

أغلقت المفكرة وراقبت السماء ذات النجوم المضيئة والهلال الذي يزين السماء.

نظرت حولي متنهدةً بحزن، لم أرَ لوثر منذ أيام وهذا يشعرني بالاختناق، وما يؤلمني أكثر هو فكرة عدم رؤيته مرةً أخرى.

لمحت ظلّ شخصٍ يركض صوب الغابة، وأنا -كالعادة- يستحيل ألّا أوقع نفسي في المشاكل، لا يمكنني أن أرى شخصًا يهرب ولا ألحق به؛ فالفضول يقتلني وعليّ طرد الملل.

تركت أغراضي حيث هي وركضت خلف ذلك الشخص المجهول، دخلت الغابة وسمعت صوت أنين منخفض، تتبّعت الصوت حتى وصلت لمصدره وهناك كانت صدمتي.

لم أُحس بالخوف في البداية؛ وجد الأدرينالين الذي سببه شعور المغامرة، ولكن في اللحظة التي وقع نظري فيها على ذلك الشاب، الذي يتكور على نفسه من شدة الألم وكأنه يحترق، شعرت بقلبي يتوقف عن النبض ثواني بدت كأعوام طوال.

وجهه لم يكن واضحًا لذلك لم أتعرف عليه سريعًا، ولولا ذلك السوار الذي أرتدي نسخة طبق الأصل عنه في معصمي الأيمن والذي لا يملكه أحد غير أخي ستيفان.

همست بصوت مُرتجف متقطع: ستيفان...

التفت نحوي؛ ارتجف جسدي بخوف شديد بسبب عينيه اللتين تغيرتا من الأسود إلى الأبيض الثلجي الذي يضيء في الظلام، إنه يتحول!

همس بتقطع وألم: ارحلي من هنا، ديانا.

توجهت نحوه وجلست القرفصاء بجانبه ووضعت رأسه في حِجري كما أفعل دائمًا عندما يكون مريضًا أو يشعر بالضيق من أمر ما، وقلت: لن أرحل وأتركك، سأبقى بقربك دائمًا، يا أخي.

كنت قد سمعت قصصًا من أساطير القبيلة أن شباب القرية يتحولون عند استعداد أرواحهم التام وأن تكون قوية كفاية ليتحول إلى ذئب، أو بالأحرى يملك صفات الذئاب، لا أحد تحول إلى ذئب حقيقي أبدًا، أما إذا لم تكن روحه قوية كفاية فقد يموت أثناء عملية التحول، وهذا ما أنا خائفة منه.

كانت حرارته مرتفعة للغاية وكأنه نار مشتعلة، مضت بضع دقائق، بدأ في الاسترخاء، انخفضت حرارته قليلًا ولم يعد صوت أنينه مسموعًا.

همست باسمه عدّة مرات ولكنه لم يُجب، تحسّست نبضه فوجدت خفقات قلبه سريعة بعض الشيء، لا بأس، المهم أنه على قيد الحياة.

بما أن وجود المستذئبين في قبيلتنا حقيقة والإثبات أمامي الآن، من المؤكد أن مصاصي الدماء والسحرة واللارميون متواجدون إلى يومنا هذا.

~٠~*~٠~

جلست بجانب لورين على سريري بعد أن اطمأننّا على ستيف، كنت قد عدت إلى القرية لأطلب المساعدة، أخبرتهم أننا كنّا نتمشى وفقد وعيه فجأة، لا أحد يعلم بالحقيقة سوى كبار القبيلة.

همست لها بابتسامة: لوري، لا تقلقي، ستيفان سيكون بخير.

نظرت إليّ بعينين مليئتين بالدموع، يا لها من حساسة! دائمًا تبكي حتى على أتفه الأسباب.

تمتمت والغصة تخنقها: أعلم ولكنني فقط...

لم أسمح لها بالمتابعة، أمسكت شفتيها بين إصبعي السبابة والإبهام وقلت: يكفي دراما، أشعر أحيانًا أنك تتنفسين الاكتئاب.

ضحكتُ ونظرتْ إليّ بغضب فأردفتُ: يجب أن تغيري اسمك من لورين إلى آنسة كآبة.

قهقهتُ فدفعت يدي ونهضتْ بغضب متوجهة نحو باب الغرفة.

نهضتُ واضعةً يدي على الجدار أستند عليه، لحقتُ بها محاولة السيطرة على ضحكتي...

تحولت الغرفة من حولي إلى مشهد آخر، لم تختلف كثيرًا سوى أنه بدلًا من سريري وُضِع مَهْدان داخلهما طفلان، فتى وفتاة.

دخلت امرأة الغرفة بابتسامة عريضة، وقالت بسعادة فور رؤيتها الطفلين: صغيرتي، دائمًا تستيقظين قبل الجميع.

كان صوتها وكأنه صدى.

وكما حدث كل شيء فجأة...اختفى فجأة!

وجدت نفسي واقعة أرضًا على ركبتيّ، أتنفس بسرعة طلبًا الهواء، شعرت وكأن روحي قد خرجت من جسدي ثم عادت.

شعرت بجسمي يرتخي ولم أعد أستطيع فتح عينيّ، سرعان ما فقدت الوعي.

أشعر وكأني في بئر عميق، أحاديث مبهمة تصلني كالصدى، لا أستطيع الحركة وكأن شللًا قد أصابني!

بعد صراع طويل استطعت فتح عينَيّ، قابلتني أرضية غرفتي الخشبية، قلبي ينبض بسرعة كبيرة.

بعد أن كنت أفترش الأرض نهضت بهدوء، ووجه خالٍ من التعابير، ثم خرجت من غرفتي وتوجهت نحو حجرة والدي.

فتحت الباب ببطء فوجدته يغط في نومٍ عميق، قبّلت جبينه، ثم ذهبت إلى غرفة ستيفان؛ فوجدته يجلس على سريره ينظر إلى الفراغ.

سألت بهدوء: هل يمكنني الدخول؟

نظر نحوي وهزّ رأسه بالموافقة، لم نتحدث، جلسنا بجانب بعضنا ننظر إلى الفراغ.

سألني: هل تعرفين السبب وراء رحيل لوثر؟

نظرت نحوه بصمت، وهمست وأنا أشيح نظري عنه: لا أستطيع إفشاء سرّه، أعتذر.

لو أخبرته ستحدث الكثير من المشاكل، همس بصوتٍ حزين: أتعلمين؟ أحيانًا أتمنى لو أني لم أولد.

لففت ذراعيّ حوله واحتضنته بقوة، كأني أحاول إدخاله إلى قلبي حتى لا يتألم، سمعت تنهيدته المرتجفة.

حركت يدي صعودًا وهبوطًا على ظهره فشد على عنقي أكثر وهمستُ: أنتَ نصفي الآخر ستيف، أنتَ سعادتي، ولا حياة لي من دونك.

سامحني يا أخي، سامح شقيقتك التي قررت الرحيل بعيدًا ولا تعلم إن كانت ستعود يومًا ما أو لا.

ما جرى معي لم يكن وهمًا أو مجرد خيال، يجب أن أعلم لماذا يحدث معي كلّ هذا.

والإجابة عند شخص واحد فقط...ويليام أندرسون.

🌟 🌟 🌟

رأيكم يا حلوين؟؟

بعض التفاعل رجاءًا 😢

اترككم في رعاية الله 💜💜

Continue Reading

You'll Also Like

16.8K 893 32
قصة من الزمن البعيد ، حول الأميرة المتمردة التي أُسرت من طرف شيطان ... شيطان متنكر على هيئة امير امير للإمبراطورية العظيمة ايبرغ .. حيث القوة و المك...
ZARA By ROOR

Historical Fiction

2.8K 1.2K 15
' اميرة مملكة "Aster" التي عُرفت بذاتِ الحظ السيء و المشؤوم التي لُعنت من قبل الجميع ، لا احد غيرها استطاع ان يكونَ اميرًا لهذه المملكة الى ماذا ستؤو...
1.6M 88.6K 53
"سأتركك مثلما تشائين ولكن بشرط" "ما...ماهو" خرج صوتى لا يُعادل الهمس، حتى شعرت بأنفاسة على رقبتى "...تعلمين انا احب الالعاب، لهذا...قررت لتوي...اذا...
24.2K 534 37
ةحش الصعيد حاجه تاينه خالص الحزئين