عزلاء أمام سطوة ماله ج ١...

By ShaimaaGonna

3.2M 73.2K 4K

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول أظلم الكون من حولها فقدت كل شئ و أغلقوا الأبواب بوجهها لتلتفت و تأخذ... More

_ زفاف أسود ! _وعرض
_ حادث مدبر ! _ :
_ صدفة ! _
_ الوجه الأخر للثعبان ! _
_ تهديد ! _
_ أول يوم عمل ! _
_ مدير صارم ! _
_ مفاجآت ! _
_ كبرياء ! _
_ مليونير مغرور ! _
_ أعزب فاسق ! _
_ تسوية ! _
_ منومة مغناطيسيا ! _
_ عقد زواج ! _
_ قصر عائم ! _
_ غادر ! _
_ تودد ! _
_ تراجع ! _
_ رعب ! _
_ فرار ! _
_ سر ! _
_ غيرة ! _
_ صراع ! _
_ إحتياج ! _
_ مرارة ! _
_ تمرد ! _
_ إنفصال ! _
_ خطة زواج ! _
_ عرين الأسد ! _
_ فرد جديد ! _
_ أشباح ! _
_ خروج ! __هروب ! _
_ خيبة أمل ! __ مفقودة ! _
_ حنين ! __ و عاد ! _
_ وعد ! _ الأخير
الجزء الثاني

_ حساسية ! _

87.3K 2K 177
By ShaimaaGonna

  

دخل "عثمان" و هو ينقل نظراته بينهما بفضول شديد ...

إلتفتت "هالة" إليه و قالت بإبتسامة خفيفة :

-عثمان ! تعالي . أنا كنت جاية أشوف آا .. و توقفت لتتساءل :

-هي مراتك إسمها إيه ؟

عثمان و هو ينظر بتركيز نحو "سمر" :

-إسمها سمر.

إبتلعت "هالة" غصة في حلقها و جاهدت لترد بنفس الإبتسامة :

-أه سمر . كنت جاية أشوفها و أطمن عليها.

زم "عثمان" شفتاه و قال :

-اممم . طيب إيه حكاية إللي أول مرة تشوفيني كده دي ؟!

-أبدا . كنت بقولها إنك كنت قلقان عليها لما كانت فاقدة الوعي . كنت بقولها إني أول مرة أشوف نظرات حب في عنيك .. كانت هناك رنة حزن في صوتها

عثمان شاكيا بمرح :

-جري إيه ياناس ؟ هو أنا كنت جبلة يعني و مابحسش ؟ أنا إنسان عادي و الله !

هالة بضحكة بمصطنعة :

-مش قصدي يا عثمان أنا بس حبيت أعرفها إنها الوحيدة إللي قدرت تلمس قلبك.

فهم "عثمان" ما ترمي إليه ، لكنه إكتفي بالصمت و رسم إبتسامة بسيطة علي ثغره ..

تتنهد "هالة" بعمق ثم تقول برقتها المعهودة :

-أوك . أسيبكوا أنا بقي عشان تستريحوا و ألف سلامة عليكي يا سمر.

سمر بشئ من الأرتباك :

-الله يسلمك !

هالة بتردد :

-و لو تسمحيلي أبقي أجي الصبح للصغنونة و أخدها العب معاها . ممكن ؟

هزت "سمر" كتفاها و قالت :

-ممكن .. ثم داعبت شعر "ملك" بأناملها و أكملت :

-هي شكلها أخدت عليكي بسرعة !

هالة بإبتسامة :

-أنا حبيتها أووي بجد . هي جميلة و لذيذة خآالص . بس صحيح هي إسمها إيه ؟؟؟

سمر بنبرة ودية :

-إسمها ملك.

هالة بإعجاب :

-الله إسمها جميل أوي و لايق عليها أووي . خلاص بكره الصبح هاجي أستلمها منك .. و ضحكت بخفة

-يلا تصبحوا علي خير.

و إنصرفت "هالة" أخــيــــــــــرا ..

ليتوجه "عثمان" صوب زوجته .. جلس علي السرير بجوارها ، فتزحزت بعيدا عنه فورا

رفع حاجبه بدهشة :

-ده إسمه إيه ده ؟!

زجرته "سمر" بنظرة غاضبة ثم أشاحت عنه

عثمان بإستخفاف :

-طيب ماتبوصليش كده بس عشان بخاف !

لم ترد عليه بعد ، ليقول بغيظ :

-لما أكلمك تردي عليا .. و شدها صوبه من ذراعها

-آااااه .. تأوهت "سمر" بألم عندما ضغط بقوة علي متطقة الكسر في ذراعها

تركها "عثمان" بسرعة و قال بأسف :

-أنا آسف . ماكنش قصدي .. و أكمل بحدة :

-بس بردو لما أكلمك تردي عليا.

نظرت له "سمر" بدهشة شديدة ..

" البني آدم ده مش طبيعي ! " .. تمتمت في نفسها ، و عادت تنظر للجهة الأخري و هي تقول بجمود :

-عايز إيه ؟ إوعي تكون فاكر إن الموضوع خلص و إنك عملت إللي في دماغك و كله تمام . لازم تعرف إني وافقت علي الجواز منك عشان أحمي سمعة إخواتي و بس مش عشان أي حاجة تانية . فلو جاي دلوقتي و فاكر إني ممكن أسلملك تاني تبقي غلطان أنا مش طايقة أشوفك أصلا.

وجدته صامت ، فنظرت له بطرف عينها رأته مبتسما بحبور شديد .. رمقته "سمر" بإستغراب ، لينفجر ضاحكا و يقول :

-عارفة يا سمر رغم إننا ماعشناش فترة كبيرة مع بعض بس أنا بقيت عارفك أكتر من نفسي . إنتي فاشلة في الكدب خالص يا حبيبتي .. و أكمل ضحك

حدقت "سمر" في وجهه بشراسة و قالت :

-أنا بكرهك !

عثمان بإبتسامة مستفزة :

-Very Good الكره عاطفة جياشة من ضمن العواطف معني كده إني مستحوذ علي جزء من عواطفك.

إحتقن وجهها بالدماء من شدة الغيظ ، فهدئها بلطف :

-طيب خلاص إهدي . عموما إطمني و إنتي في حالتك دي مستحيل أقرب منك طبعا و آ ..

-مش هتقرب مني و مش هتنام جمبي أصلا .. قاطعته "سمر" بصرامة

عثمان بإستهجان :

-نعم ياختي ! أومال عايزاني أنام فين ؟ دي أوضتي و ده سريري !!

سمر ببرود :

-من بكره الصبح هاسيبلك سريرك و أوضتك و بيتك كله . همشي.

عثمان بحدة :

-الجنان إشتغل بقي صح ؟ تمشي علي فين يا حبيبتي ؟!

سمر بإزدراء :

-أي حتة بعيد عنك.

زفر "عثمان" بنفاذ صبر و قال :

-سمر صدقيني أنا خلقي ضيق جدا و في العادة ماعنديش صبر لأي حد . ماتلعبيش بأعصابي لو سمحتي عشان ماعملش حاجة أندم عليها و ماتنسيش إني لو غلط فأنتي كمان شريكتي في الغلط يعني ماتمثليش بقي و إظبطي كده خلي الحياة تبقي سهلة بينا.

نظرت له بغضب ، ليكمل بلا إكتراث :

-الليلة بس أنا هنام في أوضة اللبس بتاعتي . هكون Gentle Man معاكي للأخر و هديكي مساحة خصوصية عشان تأقلمي نفسك علي الوضع الجديد .. ثم نظر لأختها و تابع :

-بالنسبة لملك أنا وصيت الخدم يجهزوا أوضة عشانها بكره هتكون جاهزة و لما تقومي بالسلامة ممكن تختاريلها ديكور حلو.

سمر بإستنكار :

-أختي مش هتبعد عني !

عثمان بحزم :

-مش هتعرفي تاخدي بالك منها و إنتي كده . في مربية أجنبية هتيجي من بكره ترعاها و تقعد بيها هتكون هي شغلها الشاغل يعني ماتقلقيش.

كادت تفتح فمها ثانيةً لتعترض

عثمان بصرامة :

-مش عايز نقاش . كلامي مافيهوش حاجة غلط يبقي إعتراضك مالوش لازمة .. ثم أشار إلي كومة الحقائب بأقصي الغرفة و قال :

-أنا جبتلك كل هدومك من البيت علي فكرة و هدوم ملك كمان . بكره هخلي حد يفضي الشنط و هوسعلك مكان جنب هدومي.

سمر بإبتسامة ساخرة :

-شكرا.

عثمان بنفس طريقتها :

-العفو .. ثم قال بحنق :

-أنا هقوم من جمبك دلوقتي قبل أجيب أخري . مش كفاية كتفي كان هيروح عشان خاطرك !

عبست "سمر" بضيق ، فإبتسم فجأة و سألها :

-صحيح أنا فاكر إنك صوتي عليا و أغم عليكي لما شوفتيني بنزف . خوفتي عليا ؟ .. و غمز لها

نظرت له من علو و قالت بجفاء :

-أنا ماخوفتش عليك إنت . أنا كنت خايفة علي أخويا !

عثمان ضاحكا :

-و أنا مصدقك . يلا تصبحي علي خير .. ثم حني رأسه ليقبل "ملك" و هو يقول :

-تصبحي علي خير يا أنسة ملك.

إبتسمت "ملك" له و شبكت أصابعها الصغيرة في شعره و شدته إليها ..

ضحك "عثمان" من جديد و قال :

-هو يا دقني يا شعري ؟ إيه حكايتك مع وشي يابنتي ؟!

و فك أصابعها بصعوبة ، ثم ربت علي شعرها برفق ، و توجه نحو غرفة ملابسه و أغلق الباب وراءه ..

في هذه اللحظة أمسكت "سمر" بالصغيرة و هزتها بقوة لتجعلها تنظر لها ، ثم قالت بحدة :

-إنتي يا بنت . بوصيلي و إسمعيني كويس !

إلتحم حاجبي "ملك" الدقيقين ببعضهما تحت عيناها الواسعتين و هي تنظر بإستغراب لشقيقتها ، بينما أكملت "سمر" :

-الراجل ده . بطلي تضحكيله بطلي تلعبي معاه . ده مش كويس و مابيحبناش لو شوفتك ضحكتيله تاني أو لعبتي معاه مش هيحصلك طيب فاهمة ؟؟؟

إنتفضت "ملك" علي أخر كلمة و راحت شفتاها ترتجفان ... لاحظت "سمر" فجأة أنها كانت تضغط بشدة علي جلد أختها ، فوجئت بردة فعلها و قالت بصوت مخنوق :

-حبيبتي . أنا آسفة يا لوكا !

و لكن فات الآوان ، هطلت دموع "ملك" و علا صوت نشيجها المحموم .. أسرعت "سمر" لمواستها و هي تقول :

-لأ لأ . ماتعيطيش يا حبيبتي . خلاص حقك عليا . أنا ماقصدش أزعلك يا قلبي ده إنتي أغلي حاجة في حياتي .. ثم ضمتها إلي صدرها و تابعت بمرارة :

-أنا بس مش فاهمة إيه سر حبك للراجل ده ؟ حبتيه إزاي ؟ إزاي بتضحكيله و بتتبسطي كده و هو موجود ؟ إزآااي يا ملك ؟؟؟

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

يأتي صباح يوم جديد ...

ليذهب "صالح" عند "صفية" و يصر علي تناول الفطور معها بالأسفل في الحديقة .. إستسلمت "صفية" أمام إصراره الكبير و نزلت معه

بقت شاردة طوال جلستها معه ، إلي أن قاطع شرودها بنفاذ صبر :

-صافي ! و بعدين معاكي ؟ هتفضلي سرحانة كده كتير ؟؟؟

صفية بتساؤل :

-كنت بتقول حاجة يا صالح ؟! .. كان وجهها أكثر شحوبة عن أي وقت مضي

صالح بضيق :

-بقالي ساعة بحاول أخليكي تاكلي أو تتكلمي . مالك يا صفية ؟ قوليلي فيكي إيه ؟؟

تنهدت "صفية" و قالت بكآبة :

-ماليش و الله . أنا كويسة !

صالح بتهكم :

-لا يا شيخة ؟ إنتي كده كويسة ؟؟؟ .. ثم قال بغضب :

-قوليلي مالك ؟ إيه إللي مضايقك أوي كده ؟ حد عملك حاجة إمبارح ؟ حد آذاكي لما كنتوا هناك ؟؟؟؟؟

صفية بنفي سريع :

-لأ طبعا محدش عملي حاجة . عثمان كان معايا و مخلاش حد يقرب مني.

صالح بإنفعال :

-أومال مـــالك . إنتي كده هتجننيني أنا !

نظرت له "صفية" و قالت بآسي :

-يا صالح إفهم . أنا نفسيتي تعبانة من إللي حصل . إللي حصل كان حاجة في منتهي العنف . أنا و أخويا شوفنا الموت بعنينا . ماكانش عندي أي أمل إننا هنخرج عايشين من المكان ده . الدنيا إسودت في عنيا و أنا و هو محجوزين في البيت و مش قادرين نطلع منه . كنت مكلبشة فيه بأيديا كنت بحميه و بحمي نفسي . ماكنتش عارفة أفكر في حاجة ساعتها .. كل إللي فكرت إنتوا هنا . كنت عايزة أزعق بأعلي صوتي و أنادي عليكوا . اللحظات مرت ببطء شديد . أول مرة يا صالح أعرف فعلا معني الخوف و الرعب . صدقني معناهم مختلف تماما عن إللي سمع و ماجربش.

و أطرقت رأسها حزنا

مد "صالح" يده عبر الطاولة و أمسك بيدها و قال بلطف :

-صافي . إنسي يا حبيبتي . خلاص الموضوع إنتهي.

-أنا عارفة إنه إنتهي . بس هحتاج شوية وقت لحد ما إنسي خوفي إنما لو علي الموقف ده عمري ما هقدر أنساه . هفضل فكراه لحد ما أموت !

صالح بإستياء :

-بعد الشر عليكي . ماتجبيش سيرة الموت تاني سامعة ؟

صفية بإبتسامة حزينة :

-بتحبني يا صالح ؟ بتخاف عليا ؟؟؟

صالح بحب :

-أنا مابحبش حاجة في حياتي أد ما بحبك . إنتي حب الطفولة بتاعتي و لحد ما كبرت لسا بحبك . إنتي حياتي كلها يا صافي و إللي يقرب منك أنسفه.

إبتسمت "صفية" بخجل و قالت :

-و أنا كمان بحبك أووي يا صالح . ربنا يخليك ليا.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

في غرفة "مراد" ...

يسأله والده للمرة العاشرة حتي الآن :

-يابني كلمني بصراحة إديني جواب واضح . هترجع لندن معانا و لا هتقعد هنا ؟

مراد بضيق :

-يا بابا في إيه بس ؟ إنت شاغل نفسك بيا أوي كده ليه ؟!

محمود بعصبية :

-هيقولي شاغل نفسك بيا ليه ؟ أومال لو ماكنتش أشغل نفسي بيك هشغل نفسي بمـيــــن ؟؟؟

مراد بجدية :

-يا بابا أنا لسا ما قررتش . لسا مش عارف أنا عايز أمشي و لا عايز أقعد !

محمود بغضب :

-و هو المشروع هيستني قرار حضرتك ؟ إنت فاهم أنا بحاول أعملك إيه و إنت بترفض ؟ إنت مش عايز تبني مستقبلك لولا أنا بزقك بالعافية ماكنتش هتنفع في أي حاجة.

مراد بلطف :

-طيب إهدا يا بابا عشان خاطري . أنا عارف و مقدر كل إللي بتعمله عشاني . بس أرجوك حاول تفهمني . دي مسألة متعلقة براحتي .. ثم قال بتردد :

-أنا حاسس إني مش هرتاح هناك . أنا هنا مستريح أكتر.

محمود بخشونة :

-يعني إيه ؟ مش هترجع معانا ؟ الطيارة هتقوم بكره.

هز "مراد" رأسه حائرا و تمتم :

-مش عارف !

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تلك الآريكة اللعينة ... آلمت ظهره و أرقت نومه طوال الليل

لم يحصل "عثمان" سوي علي ساعتين فقط من النوم .. إستيقظ باكرا و للوهلة الأولى إستغرب نومه في خزانة الملابس ، قام من مكانه ببطء و حذر و إتجه نحو المرآة

كانت قلة النوم واضحة علي وجهه ، و إكتمل الأمر بأنه شعر بذراعه يلتهب و يؤلمه مجددا :

-لازم أغير عليه دلوقتي زي ما قال الدكتور .. تمتم "عثمان" لنفسه ، ثم أخذ منشفة و خرج إلي غرفته و هو يتثاءب بكسل ..

و إذا به يجدها قد إستيقطت و تتحدث بهاتفهه

إنتبهت "سمر" لوجوده ، فأنهت المكالمة سريعا و قالت بإقتضاب :

-مش معايا موبايل زي ما إنت عارف . فإضطريت أستخدم موبايلك.

عثمان بإبتسامة :

-مش مشكلة بس كنتي بتكلمي مين علي الصبح كده ؟

سمر بإيجاز :

-كنت بكلم ماما زينب . كانت بطمني علي فادي.

أومأ "عثمان" بتفهم و قال :

-أوك . بس عموما كويس إنك فكرتيني.

نظرت له بإستغراب ، بينما مضي هو نحو خزانة خشبية صغيرة ، فتحها و أخذ شيئا منها ، ثم مشي ناحيتها ..

-خدي ! .. مد لها يده بهاتف أخر حديث جدا و لكنه أقل حداثة من هاتفهه الذي إستعملته منذ قليل

سمر بتساؤل :

-إيه ده ؟

قلب "عثمان" الهاتف بين يده و هو يقول بسخرية :

-أظن كده و الله أعلم إنه موبايل !

سمر بحنق :

-عارفة إنه موبايل . جايبهولي ليه ؟؟؟

عثمان ببساطة :

-جايبهولك عشان إنتي زي ما قولتي مش معاكي موبايل .. ثم قال بجدية :

-علي فكرة هو جديد أنا ماستعملتوش غير مرتين بس و بعدين جبت الأحدث إللي نزل بعديه علطول . مافيهوش خط بس إطمني هجبلك واحد إنهاردة.

سمر بمقت :

-شكرا مش عايزاه.

عثمان بفتور :

-خديه يا سمر و ماتتعبنيش مش أحسن من الأنتيكا إللي كان معاكي ؟

نظرت له بغضب ، فقهقه بمرح و هو يلقي به في حجرها :

-خديه و بطلي عناد . إفتحيه كده و شوفي هتعرفي تتعاملي معاه و لا لأ . لو إحتاجتي مساعدة أنا موجود.

سمر بصرخة آسي :

-مش عايزة منك حاجة .. و خذلتها دموعها و إنهمرت علي وجهها

عثمان بدهشة :

-إيه الحساسية الفظيعة إللي إنتي فيها دي ؟ أنا بهزر معاكي علي فكرة !

خبأت "سمر" وجهها بكفيها و لا زالت تجهش بالبكاء ... إقترب "عثمان" منها و حاول الإمساك بيديها دون نتيجة ، ليقول بلطف :

-سمر . أنا آسف . بجد و الله . ماتزعليش أنا مش قصدي إللي فهمتيه . سمر .. خلاص كفاية من فضلك . إنتي حساسة أووي أنا كنت بهزر و الله .. و أخذها في حضنه

سمر بصوت مكتوم :

-إبعد عني.

عثمان و هو يقلدها :

-إبعد عني . علي فكرة أنا بقيت جوزك رسمي لو كنتي نسيتي يعني .. ثم قال مازحا :

-ده قبل كده ماكنتيش تقدري تقولي كلمة زي دي . جاية بعد ما إتجوزتك بجد تقوليها ؟ طيب ياستي الورقة العرفي لسا معايا لو كده ممكن أطلعها و أوريهالك عشان ترجعي زي الأول تاني .. و ضحك

في اللحظة التالية إبتعدت "سمر" عنه و حملقت فيه بقوة متسائلة :

-الورقة العرفي لسا معاك ليه ؟؟؟

عثمان بحيرة ممزوجة بالإرتباك :

-لسا معايا يا سمر . هتروح فين يعني ؟!

سمر بغضب :

-و محتفظ بيها ليه لما إنت إتجوزتني ؟ لسا هتعمل بيها إيه تاني ؟؟؟

تعجب "عثمان" من ردة فعلها و قال :

-هعمل بيها إيه ! مش هعمل بيها حاجة طبعا مابقاش ليها لازمة.

سمر بعصبية :

-مابقاش ليها لازمة دلوقتي لكن ليها لازمة بعدين ؟ حضرتك شايلها لوقت عوزة مش كده ؟؟؟

عثمان بحدة :

-قولتلك عشرين مرة قبل كده صوتك مايعلاش عليا لو أتكررت تاني هـ آ ...

-هتعمل إيه ؟ .. قاطعته "سمر" بتحد

-هتضربني ؟ زي ما عملت المرة إللي فاتت ؟ إضربني . إعمل فيا إللي إنت عايزه ما إنت إشتريتني بفلوسك و كل شوية لازم تفكرني بعطفك و إحسانك عليا و أنا طبعا لازم أسكت و غصب عني أفضل عبدة ليك.

نظر لها بصدمة و إنقبض وجهه غضبا .. رد بعد أن تمالك نفسه :

-إنتي إللي حصل كله أكيد لسا مأثر عليكي .. كانت لهجته مقتضبة

-أنا مش هحاسبك علي إللي قولتيه دلوقتي بس أحب أعرفك حاجة . إنتي بقيتي مراتي . بقيتي مرات عثمان البحيري . يعني خدتي إسمي و واجهت الناس بيكي . عمري ما كنت هعمل حاجة زي دي إلا إذا كنت متأكد مية في المية إنها صح . عمري ما كنت هتجوزك كده و خلاص و أضر إسم عيلتي .. أتمني تكوني فهمتي !

و قام من أمامها و مضي صوب الحمام ، لتستوقفه بسخرية :

-ما إنت كنت متجوز قبل كده و طلقتها . بس طلقتها عشان جرحت رجولتك مش عشان ضرت إسم عيلتك .. و تابعت بمرارة :

-إنما أنا بقي الصدفة وقعتني في طريقك .. عشان تدمرني و تحس بينك و بين نفسك إنك رديت كرامتك.

إشتدت عضلات فكيه و هو يجاهد للمحافظة علي هدوئه ، إنها تتعمد إثارة أعصابه و هو لا يعلم إلي متي سيظل يتحملها !!!

لزم الصمت و أكمل طريقه نحو الحمام ، ليهتز كل شئ ساكن عندما صفق الباب بعنف من خلفه .. و لكن هي ، لم تهتز ...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كانت تمشي صوب غرفته بخطوات مترددة ... علي ثغرها إبتسامة خجلة ، كانت تمسك في يدها لوحتها الفريدة التي تابعتها بدقة و لم تتركها إلا و هي مكتملة

دقت بابه و إنتظرت للحظات ، فتح لها "مراد" و إنفرجت أساريره بشدة عندما رأها ..

مراد بإبتسامة عريضة :

-هالة ! . أهلا . إزيك يا هالة عاملة إيه ؟؟

هالة بصوتها الرقيق :

-الحمدلله يا مراد . كويسة ! .. و تفادت النظر إلي عيناه حتي لا تزداد إرتباكا

-إيه خير ؟ .. تساءل "مراد" و هو يشملها بنظرات مبتهجة

-كنتي عاوزاني في حاجة ؟!

و أخيرا نظرت "هالة" إليه :

-أيوه . كنت جاية أوريلك حاجة !

-يا تري إيه ؟؟؟

-طيب ممكن أدخل ؟ .. سألته بتردد ، لتتلاشي إبتسامته و يجيبها غير واثقا :

-أه . أه طبعا . إ إتـ إتفضلي ! .. و أفسح لها مجالا للدخول

تمر "هالة" بمحاذاته ببطء و إستحياء ، و إذا بها ترفع اللوحة بعد أن أغلق الباب و تديرها ليري صورته المرسومة بمنتهي الدقة و الإبداع ..

مراد بذهول :

-إيه ده يا هالة ؟ .. ده أنا ؟؟!!

توردت "هالة" خجلا و أومأت له مبتسمة :

-أيوه .. إيه رأيك ؟؟؟

مراد و هو يتأمل الصورة بإعجاب شديد :

-تحفة . روعة .. جميلة جدا يا هالة . زي ما تكون صورة حقيقية مش رسمة ... ثم إبتسم و قال مداعبا :

-بجد ماكنتش أعرف إنك رسامة جامدة أوي كده . و لا بيكاسو في زمانه.

ضحكت "هالة" بدلال و قالت :

-يآااه بيكاسو مرة واحدة ؟ مش للدرجة دي يا مراد.

-لا والله للدرجادي و نص . إنتي يابنتي مش عارفة قيمة نفسك . لكن عموما شكرا علي تعبك.

-ماتقولش تعب . طول ما أنا برسم مش بتعب . و كمان ماتقولش شكرا .. أنا كنت مبسوطة و أنا برسمك ! .. نطقت الجملة الأخيرة بخجل شديد

لتتلاشي إبتسامة "مراد"للمرة الثانية ، و لكن السبب كان مختلف الآن ..

-مالك يا مراد ؟ .. تساءلت "هالة" بقلق عندما أطال في صمته

-أنا قلت حاجة ضايقتك ؟

مراد بإبتسامة حزينة :

-لأ . لأ يا هالة ماقولتيش حاجة . و أنا مش مضايق خالص.

هالة بحيرة :

-أومال مالك ؟!

تنهد "مراد" بثقل و أجابها :

-أنا مسافر بكره يا هالة.

هالة بصدمة :

-بتقول إيه ؟ .. مسافر ؟؟؟؟

مراد و هو يراقب إنفعالاتها بتركيز :

-أه يا هالة . مسافر . خرجع لندن مع بابا و ماما.

نظرت له بصمت طويل .. و عندما تكلمت قالت بدهشة :

-حتي إنت كمان ! .. كان صوتها هامسا ، لكنه سمعها بوضوح

مراد بإستغراب :

-قصدك إيه يا هالة ؟!

هزت "هالة" رأسها قائلة بهدوء :

-و لا حاجة . مش قصدي حاجة يا مراد .. إتفضل اللوحة.

مد "مراد" يده و أخذ اللوحة منها ، لترسم إبتسامة خفيفة علي ثغرها و تقول :

-حافظ عليها بقي أهي تذكار يفكرك بيا . مع السلامة يا مراد.

و مشت عدة خطوات ..

-إستني يا هالة ! .. صاح "مراد" ليوقفها

إلتفتت له "هالة" فسألها :

-هنبقي نتكلم صح ؟

هالة بإبتسامة :

-أكيد .. ثم خرجت لتعود من حيث آتت

-دايما من طرف واحد ! .. تمتمت "هالة" لنفسها ، و تابعت بكآبة :

-العيب فيا و لا فيهم ؟؟؟

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في غرفة "عثمان" ...

يخرج من الحمام متدثرا بالروب المجفف ، تفوح منه الروائح الطيبة .. تظاهر بتجفيف شعره و لم يعير "سمر" ذرة من إهتمامه و تصرف كما لو أنها غير موجودة

و لكنها في الحقيقة لم تبالي به و راحت تعتني بأختها .. كانت تطعمها أخر ملعقة ملأتها من الصحن عندما دق باب الغرفة و ذهب "عثمان" ليفتحه

و كانت الخادمة ..

عثمان بتساؤل :

-نعم !

الخادمة بتهذيب :

-عثمان بيه الممرضة إللي من طرف دكتور رؤوف وصلت تحت و كمان الـBabysitter جت و مستتية علي البوابة برا عند الآمن حضرتك.

عثمان بجدية :

-قولي للآمن يدخلوها و هاتيهوهملي هنا هما الإتنين.

الخادمة :

-تحت أمرك يا بيه ! .. و إنصرفت

لتعود بعد قليل و بصحبتها آنستان ناضجتين بدت كلا منهما قريبة من عمر الأخري ..

إقترب "عثمان" منهما و خاطب المربية أولا :

-إزيك يا مس تانيا ؟!

تانيا بلكنة إنجليزية :

-الهمدلله مستر آوثمان . إنتي إزي هضرتك ؟

عثمان بإبتسامة :

-أنا تمام شكرا يا مس تانيا . شرفتيني و نورتي بيتي.

تانيا و هي تبادله الإبتسامة :

-منور بيكي . Thanks .. ثم سألته :

-أومال فين الـBaby إللي كلمتني آشانها مستر آوثمان ؟!

إلتفت "عثمان" و أشار نحو "سمر" التي إنتقلت الآن و جلست في ركن الإستقبال :

-مس تانيا أقدملك مدام سمر مراتي و دي تبقي أختها الصغيرة . الطفلة إللي كلمتك عنها.

إبتسمت "تانيا" بود و قالت بصوت مرتفع قليلا :

-Good morning مدام سمر . إزي حضرتك ؟

لم ترد "سمر" لا علي تحيتها أو إبتسامتها ، بل نظرت لها شزرا .. إذ كانت جميلة جدا ، جميلة إلي حد الإيلام

شقراء ، عيناها زرقاواتان واسعتان ، وجهها أبيض و أحمر مثل الفراولة ... جمالها لا يطاق !

-مس تانيا بتتكلم عربي كويس أوي يا سمر .. قالها "عثمان" و هو يقترب من "سمر" و تابع :

-هتعرفي تتعاملي معاها و مش هتقابلك أي مشكلة.

سمر بإستخفاف :

-حتي لو مش بتتكلم عربي . حد قالك عليا جاهلة ؟!

رمقها "عثمان" بإبتسامة جانبية و قال بصوت ناعم :

-أنا مش قصدي . كنت بحاول أشرحلك بس !

سمر بإبتسامة باهتة :

-شكرا ليك .. ثم أشاحت بوجهها للجهة الأخري

إتسعت إبتسامة "عثمان" ليلتفت إلي "تانيا" في اللحظة التالية و يقول بلطف زائد :

-مس تانيا . حضرتك ليكي أوضة مخصوصة بس Sorry مش هتكوني فيها إلا يوم أجازتك و باقي الأيام هتكوني مع ملك في أوضتها.

أومأت "تانيا" قائلة :

-Never mind مستر آوثمان مافيش مشكلة .. ثم مالت برأسها لتنظر نحو الصغيرة "ملك" :

-Oh my goodness . She is a very beautiful girl !

و مضت صوب الشقيقتان و مدت ذراعيها نحو "ملك" و هي تقول :

-مدام سمر May i ( تسمحيلي ) ؟!

لوت "سمر" ثغر بإمتعاض و ناولتها "ملك" ..

حملتها "تانيا" بسهولة و حرص و هي تغمغم بسعادة :

-أوه . إنتي جميلة أوي أوي . إهنا هنلـآب سوا كتـيييير كتـييير .. و راحت تؤرجحها بخفة ، ثم نظرت إلي "عثمان" و قالت :

-إطمني مستر آوثمان . الـGirl هتكون Safety ( في آمان ) معايا مش تخافي عليها إنتي و مدام سمر.

عثمان بإبتسامة :

-شكرا يا مس تانيا.

-فين بقي آوضة إللي قولتي عليها ؟؟

في هذه اللحظة نادي "عثمان" الخادمة و آمرها بإيصال "تانيا" إلي الغرفة الخاصة بـ"ملك" و بعد ذلك إلتفت إلي الممرضة الواقفة بمكانها في هدوء تام ..

عثمان بإعتذار :

-أنا آسف يا آنسة خليتك تنتظري و أكيد عطلتك !

الممرضة بإبتسامة لطيفة :

-لأ أبدا يا عثمان بيه و لا يهمك . أنا تحت أمر حضرتك.

عثمان بصوت هادئ :

-شكرا كلك ذوق.

الممرضة بنبرة رقيقة :

-حضرتك حاسس بإيه إنهاردة ؟ الخياطة تعباك و لا حاجة ؟؟

عثمان و هو يتحسس كتفه من فوق رداء الإستحمام :

-في الحقيقة تعباني أه و ماعرفتش أنام طول الليل.

-لأ ألف سلامة علي حضرتك . أنا ههتم بالموضوع ده ماتقلقش و أنا بغيرلك علي الجرح هحطلك مخدر موضعي مش هيخليك تحس بأي آلم.

-أوك . طيب تحبي تشوفي شغلك فين ؟ أقصد يعني تفضلي أكون قاعد علي السرير و لا فين بالظبط ؟!

الممرضة بإرتباك شديد عندما إلتقت عيناها بعينا "سمر" الملتهبتين :

-حـ حضرتك ممكن . ممكن تقعد هناك جمب المدام !

و أومأت بذقنها إلي كرسي فارغ بجانب "سمر" ..

في هذه اللحظة صوب "عثمان" نظراته نحو زوجته ، بينما حاولت "سمر" إستعادة تعابير وجهها الطبيعية لكنها لم تستطع إخفاء العذاب الظاهر في عينيها

إبتسم "عثمان" بخبث ، فزمت شفتاها بغضب و نظرت للجهة الأخري ، ليهتز جسده بقوة و هو يحاول يصعوبة كيت ضحكة مجلجلة ... !!!

Continue Reading

You'll Also Like

2.4M 59.5K 62
خذلها بعد ان بنت عليه أحلامها وجعلته أمير حكايتها
452K 35.2K 61
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
3.1K 164 39
برائتها، حنوّها، ضحكتُها، عيونُها اللامِعة، مُزاحُها . . تتمتع بكل هذه الصفات رغم ما حدث وما يحدُث لها، فقدت ذاكرتَها وتسبب هذا في عقباتٍ كثيرة، ليأ...
348K 2.1K 6
عمل جديد بإذن الله هينضاف لأعمالي اتمنى يعجبكم المُقـدمة كـ ورقةٍ ذابلةٍ كاد أن ينثرها الخريفُ الجافي وينهيها فـ تعطشت أن تسقط قطـرة من حبـك عليهـا و...