_ صدفة ! _

79.9K 2.1K 47
                                    

في الثامنة صباحا بتوقيت "باريس" .. تجلس فتاة في الثانية و العشرين من عمرها داخل غرفتها

كانت تتصفح أخبار الموضة و المجتمع عبر حاسوبها الخاص ، عندما دلف والدها حاملا صنية الفطور ..

"رفعت " بإبتسامة هادئة و هو يقترب من سريرها :

-لولا حبيبتي .. يلا سيبي إللي في إيدك ده و تعالي نفطر سوا.

إعتدلت "هالة" في جلستها ، ثم قالت و هي تبادله الإبتسامة :

-إيه ده يا بابي ! أنت إللي عامل الفطار بنفسك كمان ؟ أنا كنت فكراك نايم ، طب ليه ماقولتليش كنت حضرته بدال حضرتك !

-يعني أنا سيبتك لوحدك إسبوع بحاله محتاسة ، قلت أعوضك بقي بالفطار الملوكي ده .. و أعطاها كأس العصير مكملا :

-بس ماتاخديش علي كده ماشي ؟

هالة ضاحكة بسرور :
-ماشي يا بابي .. ربنا يخليك ليا يا حبيبي.

-ها بقي .. قوليلي عملتي إيه في غيابي ؟؟

هزت كتفيها بخفة قائلة :

-و لا حاجة ، كنت بروح الجامعة كل يوم الصبح ، و كنت برجع أطبخ و أكل و أنام .. بس ، علي كده طول الإسبوع إللي سيبتني فيه.

-مش عارف بس مارضتيش تيجي معايا ليه ؟ رغم كل المصايب إللي حصلت ، بس كنتي هتغيري جو.

هالة و قد عاودها السرور بشدة ، فسألته بحماسة :

-قولي يا بابي .. هو صحيح عثمان طلق چيچي خلاص ، يعني طلقها بجد ؟!

-أيوه يا بنتي طلقها ، بقولك كانت فضيحة ، إنتي ماشفتيش الأخبار علي البتاع إللي في إيدك ده ؟ .. و أشار إلي حاسوبها ، لتجيبه بفرح :

-لأ شفت .. شفتها كلها يا بابي.

رفعت بنظرة شك :
-إنتي مالك مبسوطة كده ليه يا هالة ؟ .. لا تكوني لسا حاطة عثمان في دماغك.

رمقته في صمت و لم ترد ، ليتابع هو بصرامة :

-عموما لو كنتي بتفكري فيه فأنا بقي بقولك لأ مش هينفع ، بعد كل إللي عمله ده مستحيل أوافقك.

هالة بإنفعال مدافعة :
-ليه بس يا بابي ؟ هو كان عمل إيه يعني ؟ عثمان ماغلطش في حاجة ، رد فعله كان طبيعي جدا.

رفعت بحدة :
-عثمان إتجبّـر يا هالة .. شم نفسه و مابقاش يهمه حد ، إوعي تكوني لسا فكراه إبن عمك الطيب الظريف ، لأ ، ده إتغير و بطريقة بشعة .. صدقيني ، عثمان ماينفعكيش و لا ينفع أي واحدة غيرك كمان.

-بس أنا بحبه يا بابي .. قالتها بشرود دون وعي منها ، فزم "رفعت" شفتيه في أسف ، و قال :

-و هو ماعندوش إستعداد يحبك زي ما تحبيه .. مانتي كنتي قدامه يا حبيبتي .. و توقف فجأة عندما لمح بوادر دموعها ..

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبWhere stories live. Discover now