_ تمرد ! _

88.4K 1.7K 82
                                    

تفتح "سمر" عيناها بتثاقل علي ضوء أبيض ساطع ... كانت في مكان لا تعرفه ، تبينت شئيا فشئ أنها غرفة

غرفة بيضاء كئيبة ، و لكنها حديثة جدا ، و فوق رأسها كانت هناك إضاءة شديدة تعمي البصر .. السرير الذي ترقد فوقه كان مسطح غير مريح

تأوهت بصوت غير مسموع عندما شعرت بوخز علي ظاهر يدها اليسري ، بعثت نظرة إليها لتجد الأنابيب الشفافة تحيط بها ..

و هنا أدركت "سمر" كل شئ ... فهمت أنها بالمشفي ، و في لمحة عادت إليها أخر أحداث عاشتها قبل أن تفقد وعيها ، أو كما كانت تعتقد قبل أن تفارق الحياة

لم يكن هناك متسع من الوقت ، لم يكن هناك وقت للتفكير في شئ أخر ، إنتابها الذعر و سيطر عليها كليا ، لابد أنها غابت مدة طويلة في هذه الغيبوبة و مؤكد أن الجارة "زينب" قد بدأت بالفعل تبحث عنها ..

حاولت "سمر" القيام من مكانها ، حاولت رفع ذراعها ، تحريك ساقها ، و لكن ثمة آلم جسيم يلف عظامها و يحبط كل محاولاتها

واصلت الكفاح بإصرار و قد بدأت الدموع تتدفق من عيناها شلالات تحرق خديها الشاحبين ... نجحت "سمر" نوعا ما

حيث إستطاعت تحريك ذراعها الأيمن .. إهتاجت أنفاسها و هي تستند علي مرفقيها ثم تنتقل للخطوة التالية بسرعة و ترتفع بجذعها و هي تشق الصمت المخيم علي الغرفة بصرخة حادة

حضرت الممرضة في الحال علي صوت صرختهتا و قامت بسندها بحذر و لطف بالغين ، إعتقدت أنها واجهت مشكلة أو أنها كادت تسقط من فوق الفراش ..

-علي مهلك يا مدام . بالراحة ! .. قالتها الممرضة بنبرة ودية خافتة و هي تحيط بكتفي "سمر"

سمر بعصبية ممزوجة بالتوتر :

-إوعي إنتي سيبيني . أنا عايزة أمشي من هنا . سيبيني إوعــــــــــي.

الممرضة بلهجة هادئة مهذبة :

-ماينفعش حضرتك . إنتي لازم تستريحي . لسا مش هتقدري تتحركي كويس دلوقتي !

سمر بإنفعال :

-بقولك إوعي سيبيني . إوعي همشي يعني همشي سيبيــــــــني.

إحتارت الممرضة ماذا تفعل معها و هي في هذه الحالة العصبية ، ظلت ممسكة بها و هي تهتف بصوت عال :

-يا منيــــــر . منيــــــــــر . منيــــــــــــــر !

جاء المدعو "منير" مهرولا ..

-في إيه سهام ؟

الممرضة بشئ من الإضطراب :

-روح نادي دكتور محمد بسرعة . قوله جناح 203 المريضة جاتلها حالة عصبية و مش عارفين نهديها يلا بسرعة.

منير و هو يلقي نظرة قلقة نحو "سمر" :

-حاضر حاضر !

و ذهب مسرعا ، بينما تجاهد الممرضة سدى محاولة تهدئة "سمر" ...

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن