عزلاء أمام سطوة ماله ج ١...

By ShaimaaGonna

3.2M 73.2K 4K

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول أظلم الكون من حولها فقدت كل شئ و أغلقوا الأبواب بوجهها لتلتفت و تأخذ... More

_ زفاف أسود ! _وعرض
_ حادث مدبر ! _ :
_ صدفة ! _
_ الوجه الأخر للثعبان ! _
_ تهديد ! _
_ أول يوم عمل ! _
_ مدير صارم ! _
_ مفاجآت ! _
_ كبرياء ! _
_ مليونير مغرور ! _
_ أعزب فاسق ! _
_ تسوية ! _
_ منومة مغناطيسيا ! _
_ عقد زواج ! _
_ قصر عائم ! _
_ غادر ! _
_ تودد ! _
_ رعب ! _
_ فرار ! _
_ سر ! _
_ غيرة ! _
_ صراع ! _
_ إحتياج ! _
_ مرارة ! _
_ تمرد ! _
_ إنفصال ! _
_ خطة زواج ! _
_ عرين الأسد ! _
_ فرد جديد ! _
_ حساسية ! _
_ أشباح ! _
_ خروج ! __هروب ! _
_ خيبة أمل ! __ مفقودة ! _
_ حنين ! __ و عاد ! _
_ وعد ! _ الأخير
الجزء الثاني

_ تراجع ! _

77.6K 1.8K 55
By ShaimaaGonna





تدخل "سمر" إلي "عثمان" ... تقف أمام مكتبه في برودة أعصاب ، تتقصد التظاهر بهذا الشكل أمامه

فقد تمت الصفقة التي عقداها بالنسبة لها ، و هي لم تعد تبالي له بعد الآن ..

-صباح الخير يافندم ! .. حيته "سمر" بفتور ، و تابعت :

-نجلاء قالت إنك سألت عليا كتير . أنا آسفة إني إتأخرت إنهاردة بس كنت مضطرة . الصبح روحت أجيب أختي من المركز.

زمجر "عثمان" .. أطلق صوتا مفاجئا مرعبا .. و تجمع غضب أسود وجهه كما تتجمع السحب قبل العاصفة ..

-إنتي عارفة أنا كلمتك كام مرة من إمبارح للنهاردة ؟ .. سألها بنبرة هادئة تشي بحلول غضبه القريب

سمر ببراءة :

-موبايلي كان silent و ماسمعتوش !

عثمان بإستهجان :

-و الله ! و ده من إمتي إن شاء الله ؟ من إمتي بتصل بيكي و مابتسمعيش ؟!

سمر ببرود :

-أهو إللي حصل يافندم . أعمل إيه يعني ؟

في هذه اللحظة وثب "عثمان" من مكانه و مشي ناحيتها و الشرر يتطاير من عينيه ..

-إنتي بقالك إسبوع سايقة العوج ! .. قالها "عثمان" بحنق شديد و هو يقبض علي ذراعها و يلويه بقوة خلف ظهرها

سمر بألم :

-آااه آه آاه . إيه إللي بتعمله ده ؟ أنا عملتلك إيه سيب إيدي !

عثمان بغضب :

-إنتي بتلعبي بالنار يا سمر . و إوعي تكوني فاكراني مش واخد بالي من وش البرود إللي بترسميه قدامي ده بقالك كام يوم . أنا عارف كويس إنتي بتفكري في إيه ؟ بس أنا بقي مش هاسيبك بالسهولة دي . إللي بينا مش لعبة تقدري تنسحبي منها وقت ما تحبي . لأ . في قوانين و أنا بس إللي أقول إمتي تنسحبي أو إمتي تخلص اللعبة.

سمر متصنعة عدم الفهم :

-أنا مش فاهمة إنت بتتكلم عن إيه ! و أنا أصلا مابفكرش في حاجة أنا فعلا كنت مشغولة أوي إنهاردة و تليفوناتك غصب عني ما ردتش عليها .. ثم قالت بألم أشد :

-سيب إيدي بقي !

تركها "عثمان" بحركة غاضبة ، لتتآوه و هي تدلك مكان أصابعه الغليظة علي جلد معصمها ..

-كنتي بتعملي إيه طول الإسبوع إللي فات ؟ .. تساءل "عثمان" بخشونة ، لترد "سمر" بنبرة مهزوزة و هي تحاول السيطرة علي أعصابها :

-ماكنتش بعمل حاجة . كنت بشتغل ما إنت عارف.

عثمان بلهجة صارمة :

-برا الشغل . كنتي بتعملي إيه برا الشغل ؟

سمر بحيرة ممزوجة بإلإرتباك :

-ماكنتش بعمل حاجة !

عثمان بحدة :

-طالما كده . كنتي بتتهربي مني ليه ؟؟؟

سمر بضيق :

-ماكنتش بتهرب . فادي خلص إمتحاناته و قاعد في البيت . مقدرش أعمل أي حاجة تلفت نظره.

عثمان بإنفعال :

-أنا ماليش دعوة بالكلام ده . أنا وقت ما أعوزك لازم ألاقيكي . مشاكلك مع أخوكي تشوفلها حل منغير ما تزعجيني أنا.

سمر و قد تملك منها الغضب أخيرا :

-إنت مش من حقك تؤمرني و تكلمني بالطريقة دي . أنا مش جارية عندك يا عثمان بيه . أنا حره و مش مضطرة أقولك أمين علي أي حاجة تطلبها مني.

ضحك "عثمان" بسخرية و قال :

-مش تتأكدي من كلامك قبل ما تقوليه يا سمر ؟ إنتي مراتي . تبقي حره إزاي ؟ إنتي نسيتي الورقتين إللي كتبناهم سوا ؟

سمر و هي ترمقه بمقت :

-لأ مش ناسية . إنسي إزاي الكابوس إللي مابيفارقش أحلامي كل يوم ؟!!

عثمان بنفاذ صبر ممزوج بالحدة :

-أنا عايزك إنهاردة . بعد الشغل إستنيني برا ماتمشيش.

-لأ مش هينفع ! .. قالتها "سمر" برفض قاطع ، ليرد بغضب :

-ليـــــه ؟ مش هينفع ليه ؟ إنتي بقالك إسبوع بتقوليلي مش هينفع.

سمر بشئ من العصبية :

-قولتلك فادي قاعد في البيت . مقدرش أشوفك و لا أقابلك برا الشغل ممكن يحس بحاجة.

أمسك "عثمان" بكتفيها و حني رأسه إلي الأمام ، ثم قال بصرامة تامة :

-بكره . بكره بعد الشغل هتيجي معايا . تقوليلي بقي أخوكي جن أزرق مش هيهمني . إتصرفي و حلي مشاكلك كلها إنهاردة عشان بكره مش هقف أتناقش معاكي كده . بكره هتسمعي كلامي كله من سكات .. فاهمة يا بيبي ؟!

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

عند "صالح" و "صفية" ... بعد إنتهاء الجلسة ، يتم نقل "صالح" إلي جناحه مجددا

يحملوه رجال التمريض و يضعونه علي سريره بحرص ، ثم يخرجون بعد أن شكرتهم "صفية" ..

-آاااااه آاااااه .. هكذا راح "صالح" يتآوه بخفوت ، لتجلس "صفية" بجواره علي حافة السرير ، و تربت علي شعره قائلة :

-سلامتك . سلامتك يا حبيبي !

صالح بحزن :

-لأ . لأ يا صافي أنا زعلان منك.

صفية بدهشة :

-ليه بس يا حبيبي ؟ أنا عملت إيه ؟!

-فضلت أترجاكي و أقولك إبعدي عني الدكتور إبن الـ---- ده و لا سألتي فيا.

صفية برقة :

-يا قلبي علي أد ما قدرت خليته يخفف عنك . هو كان لازم ينهي الجلسة كاملة يا صالح عشان تخف بسرعة يا حبيبي.

صالح و هو ينظر لها بضيق :

-أنا زهقت من المستشفي يا صافي . عشان خاطري إسألي الدكتور الحيوان ده لو ينفع أكمل العلاج في البيت !

صفية بإبتسامة :

-حاضر يا حبيبي . هسأله.

صالح و هو يهز رأسه بخيبة :

-و ربنا أنا إتحسدت.

ضحكت "صفية" و سألته بإستغراب :

-و مين يعني إللي هيحسدك يا صالح ؟

صالح بتبرم :

-كل الناس يا حبيبتي . أنتي مستقلية بخطيبك و لا إيه ؟ ده أنا صالح . يعني ماتكونيش فاكرة إن أخوكي لوحده يبقي دونچوان .. ثم قال بخبث ليغيظها :

-ده أنا البنات بتجري ورايا لحد دلوقتي و أنا علي وضعي و مش عارف أتحرك.

صفية بسخرية :

-لا يا راجل !

صالح بغرور :

-أومال إيه يا بنتي . ده أنا بفتح الـChatting عندي بلاقي الـInbox هينفجر من الرسايل . إللي تقولي سلامتك يا صالح و إللي تقولي وحشتني يا صالح و إللي تقولي هموت و أشوفك يا صالح.

صفية بغيظ و هي تلكمه علي كتفه :

-طب ما تتلم بقي يا صالح . بدل ما ألمك !

ضحك "صالح" بخفة و غمز لها قائلا :

-إنتي بتغيري يا صفصف ؟

صفية بصدمة :

-صفصف ! إيه صفصف دي ؟

-بدلعك يا حبيبتي.

صفية بغضب :

-لأ مادلعنيش كده . أنا صفية أو صافي لكن مش صفصف !

صالح بإبتسامة مرحة :

-أوك يا عمري . إنتي أصلا حياتي كلها أحلي حاجة في الدنيا بالنسبة لي بنات إيه دول إللي هبصلهم و إنتي جمبي ؟!

إبتسمت "صفية" بخجل و قالت :

-حبيبي يا صلَّوحي . ربنا يخليك و يقومك ليا بالسلامة يا رب.

صالح بحب :

-و يخليكي ليا يا قلب صلَّوحك.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في مكان أخر ... تحديدا بمطار العاصمة الإنجليزية ( لندن )

يقف "يحيى البحيري" أمام شباك ختم بطاقات السفر ، فيأتي شخص و يضع يده علي كتفه ..

يلتفت "يحيى" ليكتشف هويته ، ليجده "محمود أبو المجد" والد "مراد" و أحد أصدقاؤه القدامي

ينظر له "يحيى" و يقول بسرور :

-مش ممكن . محمود أبو المجد بحاله . إزيك يا رااجل عامل إيه ؟

محمود و هو يصافحه بحرارة :

-إزيك إنت يا يحيى ! أخبارك إيه ؟ و باقي العيلة إزيها ؟

يحيى بإبتسامة :

-كلنا كويسين الحمدلله .. ثم نظر إلي السيدة التي تأبطت ذراع زوجها و تقف مستمعة في هدوء ، و قال :

-إزيك يا مدام رباب ؟

رباب بإبتسامة رقيقة :

-الحمدلله كويسة . أنا كنت بقول لمحمود إننا لازم نكلمك من مدة عشان نشكرك.

يحيى بإستغراب :

-العفو . بس تشكروني علي إيه ؟!

-علي إستقبالك لمراد في بيتك من ساعة ما نزل لحد دلوقتي . هو كلمنا و قالنا إنكوا بتراعوه و بتعاملوه أحسن معاملة . بجد إحنا متشكرين أووي يا يحيى بيه.

يحيى بإبتسامة :

-لا شكر علي واجب يا مدام رباب و بعدين مافيش بينا شكر . محمود صاحبي قبل ما يكونوا ولادنا أصحاب و بعدين مراد ده زي عثمان إبني بالظبط.

محمود بإمتنان و هو يربت علي كتفه :

-طبعا . طبعا يا يحيى . ربنا يديم المحبة.

-أمين يا سيدي .. ثم قال بتخمين :

-إنتوا شكلكوا قررتوا تنزولوا أخيرا . صح و لا إيه ؟

محمود بإبتسامة :

-مش بالظبط . إحنا قولنا ننزل نشوف مراد عشان وحشنا أوي و بالمرة نزور مصر . بس هنرجع تاني .. إنت إللي كنت بتعمل إيه هنا و ماجتش تزورنا ليه ؟

-أنا ماكنتش فاضي و كان عندي شغل مهم أوي والله لسا مخلصه و روحت قاطع التذكرة علطول حتي مش قايل لحد إني راجع عاملها مفاجأة.

محمود بحماسة :

-إحنا كمان مش قايلين لمراد إننا راجعين . كانت فكرة رباب قالتلي يتفاجئ بينا أحسن.

-طيب طالما كده بقي يبقي هنسافر مع بعض و هتيجوا معايا علي القصر هتبقوا في ضيافتي لحد ما تقرروا ترجعوا تاني إن شاء الله.

محمود بشئ من الخجل :

-إحنا مش عايزين نتقل عليكوا يا يحيى كفاية إبننا لحد دلوقتي . إحنا ممكن ننزل في أوتيل أو نأجر شقة أو حتي ڤيلا جمبكوا.

يحيى بإستياء :

-مش عيب تقول كده يا محمود ؟ أوتيل إيه إللي تنزل فيه و لا بيت إيه إللي تأجره ؟ ماتزعلنيش منك لو سمحت و إوعي تقول الكلام ده تاني.

-بس آا ..

-مابسش .. قاطعه "يحيى" بصرامة ، و أردف :

-هتقعدوا معانا في القصر طول مدة سفاركوا . خلاص إنتهي !

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في منزل "سمر" ... تفتح باب الشقة عند دقات السادسة مساءً

كانت "ملك" مستيقظة ، رأتها جالسة علي الأرض و معها "فادي" ..

كانت تلعب بكومة صغيرة من المكعبات خاصتها و عندما شاهدت أختها قذفت بالمكعبات فأحدث قرقعة خافتة علي الأرض ، ثم أشارت إليها بحركة إستحواذية آمرة

لاحظ "فادي" وصول أخته هو الأخر ، فوثب علي قدميه للحال و هرول صوبها و هو يقول بإبتسامة عريضة :

-باركيلي يا سمر باركيلي !

سمر و قد إنفرجت أساريرها تلقائيا :

-مبروك يا حبيبي . إيه إللي حصل ؟؟؟

فادي بفرحة غامرة :

-أنا نجحــــــــت . نجحت يا سمر.

صرخت "سمر" من فرط سعادتها و قفزت محتضنة أخيها بشدة و هي تقول :

-مبرووووووووك . مبرووك يا حبيبي ألف مبروك يا فادي .. ثم نظرت له و سألته بإهتمام :

-المهم درجاتك و لا التقدير إيه ؟؟؟

فادي بضحك :

-إطمني يا سمر الدرجات كويسة و إحنا لسا في أول ترم أخر السنة هتشوفي التقدير إللي هيعجبك بإذن الله.

سمر بسعادة شديدة :

-إن شاء الله يا حبيبي.

في هذه اللحظة وصلت "ملك" عند قدمي شقيقتها و هي تحبو علي قوائمها ، فإنحنت "سمر" و رفعتها عن الأرض بسرعة ..

تبادلت معها إبتسامة واسعة ، ثم قالت و هي تقرص وجنتها بمنتهي اللطف :

-مش تقولي مبروك لأبيه فادي يا لوكا . ها ؟ قوليله مبروك يا حبيبتي.

-سمر كنت عايز أقولك حاجة كمان ! .. قالها "فادي" بجدية تامة و ما زالت البسمة تزين ثغره

إلتفتت له "سمر" متسائلة :

-خير يا فادي ؟

-إللي جابلي النتيجة يبقي دكتور عندنا في الكلية و كمان يبقي صاحب شركة بترول كبيرة أوي هنا في إسكندرية.

سمر بعدم فهم :

-طيب !

تنفس "فادي" بعمق ، ثم قال :

-هو إنهاردة عرض عليا شغل عنده.

سمر بجدية :

-شغل إزاي بس يا فادي ؟ هتعرف توفق بين شغلك و دراستك إزاي ؟!

-هو راجل كويس جدا و بيعزني يا سمر . فاهم وضعي و قالي طول الأجازة دي هشتغل و لما الدراسة تبدأ هقعد من الشغل و بعدين دي أخر سنة ليا و فاضل كام شهر و هتفرغ للشغل علطول.

سمر بتفكير :

-طيب . هو عرض كويس بصراحة .. ثم قالت بإبتسامة :

-إعمل إللي يريحك يا فادي . أنا واثقة في قراراتك.

فادي و هو يرد الإبتسامة :

-ربنا يخليكي ليا سمسمة إنتي و لوكا . إن شاء الله قريب وضعنا هيتحسن أوي و مش هخليكوا تحتاجوا لحاجة .. ثم صاح مستذكرا :

-صحيح يا سمر نسيت أقولك كمان . الدكتور ده هيجي يزورنا بكره . أنا عزمتو علي الغدا . لازم بقي تاخدي أجازة من شغلك عشان تطبخي . معلش لو بتقل عليكي يا حبيبتي.

سمر بلطف :

-لا يا حبيبي و لا يهمك . هو أنا عندي أغلي منك يعني !

و فجأة برزت صورته في ذهنها ..

يا للكارثة .. التي ستحل لو لم تذهب غدا إلي الشركة !!!

............................................................................

  في هدأة الليل ... تجلس "فريال" بغرفتها نصف غافية علي الكرسي الهزاز

عندما إقتحمت وصيفتها جناحها فجأة و هي تهدل بصخب :

-فريآاال هآاانم . يحيى بيه وصل . يحيى بيه وصل !

إنتفضت "فريال" من غفوتها النصفية و وثبت قائمة في لمح البصر ..

-بتقولي إيه يا سعاد ؟ يحيى . يحيى جه بجد ؟؟؟

كانت "فريال" شديدة الإضطراب و الإنفعال ، كان صوتها مهزوزا فيه قدر كبير من الذهول و الفرح و الشك ... فمازال باكرا علي موعد عودة زوجها من السفر ..

أكدت الوصيفة بإبتسامة عريضة :

-يحيى بيه لسا واصل حالا يا هانم أنا أول ما شوفته تحت جريت علي حضرتك علطول عشان أبشرك.

فريال بسعادة مفرطة و هي تغطي فمها بكفيها :

-ميرسي يا سعاد . إنتي بجد تستاهلي مكافأة علي الخبر ده . ليكي عندي هدية.

و أسرعت نحو المشجب الخشبي حيث بعض ثيابها المعلقة هناك ، بينما قالت "سعاد" بإبتسامة خجلة :

-العفو يا هانم . أنا ماعملتش حاجة.

إلتقطت "فريال" روب محتشم منسوجا من الحرير الخالص و إرتدته فوق قميص نومها الغير محتشم و لم تنتظر ثانية أخري

طارت عبر الغرفة و هبطت إلي الأسفل بسرعة فائقة ..

-يحيــــــــــــــــــــــــــــى ! .. هتفت "فريال" عاليا و هي تركض صوب زوجها ، ليلتفت لها "يحيى" مبتسما و يفتح ذراعاه بحركة تلقائية

إرتمت "فريال" بقوة في حضنه

تكورت في صدره و دست رأسها تحت إبطه ، ثم همست بعاطفة ملتهبة :

-حبيبــــي .. حبيبي وحشتني أووي أووووي . يآاااااااااااااااااااااه . ده حضنك واحشني بشكل !

-إنتي كمان واحشاني جدا جدا يا حبيبتي .. تمتم "يحيى" بخفوت و هو يحتضنها بشدة ، لتستعر اللهفة في صدرها و تزيد إلتصاقا به و هي تتنهد بحرارة

بينما مال "يحيى" مبتعدا عن عناقها و هو يحمحم ثم يقول بنبرة رزينة مرتفعة إلي حد مناسب :

-مش هتسلمي علي ضيوفنا و لا إيه يا فريال هانم ؟

في هذه اللحظة إنقشعت الغمامة الوردية التي غلفت حواس "فريال" ..

لقد نست أنهما ليس وحدهما ، ثم أدركت أن طريقة إلتحامها بزوجها الآن ليست سلوكا مهذبا في وجود الآخرين

شعرت بالإحراج ، فإبتعدت نصف خطوة و هي تجوس بنظرها علي وجهي "محمود أبو المجد" و زوجته الأنيقة السيدة "رباب التميمي" ..

-آاا أهلا و سهلا ! .. قالتها "فريال" بقدر من التوتر ، ليرد الزوجين في نفس واحد و البسمة تعلو شفاههما :

-أهلا بيكي يا فريال هانم.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

بعد وقت قصير ... يصعد "يحيى" مع زوجته إلي الغرفة

ينصرف الخادم الذي نقل حقيبة السفر من الأسفل إلي هنا ، لتنفرد "فريال" أخيرا بزوجها ..

-إنت إزاي ماتقوليش إنك راجع إنهاردة .. قالتها "فريال" بغنج و هي تسند يديها علي صدر "يحيى"

ليرد الأخر بإبتسامة و هو يداعب خصلات شعرها اللولبية :

-حبيت أعملهالك مفاجأة . إيه ! كانت مفاجأة وحشة يعني ؟!

فريال برقة شديدة :

-دي أحلي مفاجأة يا قلبي.

و طوقت رقبته بذراعيها و هي تبتسم بحب ، ثم صاحت فجأة :

-و صحيح إيه إللي جاب محمود و رباب معاك ؟ و جبتهم هنا ليه ؟!

يحيى بصوته المخملي الجذاب :

-قابلتهم في المطار يا حبيبتي و كانوا علي نفس طيارتي فإقترحت عليهم يقعدوا عندنا هنا طول مدة سفرهم زي مراد إبنهم كده.

عبست "فريال" قائلة :

-هو بيتنا بقي آوتيل يا يحيى كل من هب و دب هيجي يقعد عندنا.

يحيى بضحك :

-إيه ده يا فريال هانم ! إيه التحولات الغريبة دي . ده إنتي طول عمرك كريمة إيه إللي حصل.

فريال و هي تمط شفتاها و تعكف حاجباها في شئ من الضيق :

-ماقولتش حاجة يا حبيبي . أنا قصدي بس إن بيتنا في أسرار و لازم يبقاله خصوصية . وجود ناس أغراب معانا حاجة مش لطيفة أوي و لا إنت إيه رأيك ؟

يحيى بتفكير :

-بس هما مش أغراب عننا يا فريال . إحنا نعرفهم . ماتنسيش إن محمود صاحبي من زمان أوي ! .. ثم قال بجدية :

-و بعدين إبنهم قاعد معانا بقاله أكتر من شهر ماشوفناش منه حاجة و مافيش سر من أسرار بيتنا طلع برا .. علي ما أعتقد.

تنهدت "فريال" و قالت بإستسلام :

-خلاص يا يحيى . إللي تشوفه !

يحيى بنعومة و هو يسير بأنامله ببطء علي خدها :

-لأ مش إللي أشوفه . إللي نشوفه يا حبيبتي . لو حاسة بقلق ناحيتهم خلاص . أنا مستعد أعتذرلهم و أخليهم يمشوا بكره الصبح.

فريال بإستنكار ممزوج بالحرج :

-يا خبر ! لأ . لأ يا يحيى ماينفعش طبعا . كده يبقي بنطردهم مايصحش لأ .. ثم أردفت بإبتسامة متكلفة :

-خلاص . أنا موافقة يقعدوا معانا . أمر لله بقي !

إبتسم "يحيى" بحب ، ثم قال :

-قلبك أبيض طول عمرك يا حياتي.

فريال و هي ترد له الإبتسامة :

-و إنت طول عمرك قلبي يا يحيى .. ثم قالت بتحذير :

-بس بعد كده ماتبقاش تتصرف من دماغك و تعزم أي حد زي ما عملت إنهاردة . لازم تاخد رأيي في حاجة زي دي الأول.

يحيى بأداء مسرحي :

-سمعا و طاعة يا سيدتي.

ضحكت "فريال" بدلال ، و من جديد إزدادت إقترابا منه ليلتحما ببعض مرة أخري

و لكن هذه المرة دون قلق أو خجل من أن يراهم أحد ..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في نفس الوقت بالجهة الأخري ... يسمع "مراد" بخبر مجيئ والديه

يتفاجأ بهذا هو أيضا ، فينزل من غرفته بسرعة ليتأكد بنفسه ..

-بابا . ماما !! .. هتف "مراد" مبتسما بدهشة ، ثم أسرع إلي أحضان أبويه و ضمهما معا و هو يكمل بعدم تصديق :

-إنتوا جيتوا إزاي ؟ ليه ماقلتوش ؟ .. وحشتوني أووي.

ربتت "رباب" علي شعر إبنها قائلة :

-حبيبي يابني . إنت وحشتنا أكتر.

محمود بإبتسامة :

-إحنا قولنا نعملهالك مفاجأة و نطب عليك علي غفلة.

نظر "مراد" إلي والده و قال بحبور شديد :

-و أنا فعلا إتفاجئت . ماتتصوروش إنتوا كنتوا واحشني إزاي .. ثم تساءل بإهتمام عندما لمح الحقائب بجانبهم :

-بس إيه الشنط دي ؟ إنتوا لسا ماحجزتوش في آوتيل و لا إيه ؟!

محمود بجدية :

-لأ يا سيدي . يحيى أصر إننا ننزل عنده هنا لحد ما تنتهي رحلتنا و نرجع تاني.

مراد بإستغراب :

-أنكل يحيى ! هو وصل ؟

-أيوه . قابلناه صدفة في المطار و جينا سوا.

أومأ "مراد" بتفهم ، ثم قال بتردد :

-بس إنتوا هتستريحوا هنا ؟ مش هتبقوا مضايقين يعني ؟

محمود بدهشة :

-و إيه إللي هايضايقنا يابني ؟!

مراد و هو يهز كتفاه بخفة :

-يعني . البيت مش بيتنا و ممكن آا .. و صمت فجأة ، لا يعرف كيف يصوغ عبارته

لتندفع أمه و تقول بنزق ممزوج بالحدة :

-إنت بتقول كده ليه ؟ هو حد هنا ضايقك يعني ؟ حد عملك حاجة ؟ ما ترد آا ..

-إستني شوية يا رباب . قاطع "محمود" زوجته بصرامة دون أن يحيد بنظره عن إبنه ، و تابع :

-إسمع يا مراد . زي ما قولتلك يحيى هو إللي أصـــــر و ألــــــح كمان إننا نيجي هنا .. إحنا تمام هنقعد بس لو حسينا نفسنا مش مرتاحين أو حسينا حد من أهل البيت مش مرتاح لوجودنا هناخد بعضنا و هنمشي فورا . خطتنا ماكانتش الإقامة في قصر البحيري . إحنا كنا عاملين حسابنا ننزل في آوتيل و بعدين كنا هنأجر بيت أو شقة نقعد فيها الفترة إللي هنكون فيها هنا . يعني بالنسبة لنا مافيش مشكلة .. فهمت ؟

مراد بإبتسامة :

-فهمت يا بابا . و عموما حمدلله علي السلامة.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

صباح يوم جديد ... تستيقظ "سمر" علي صوت زقزقة العصافير

تنظر إلي ساعة التنبيه ، فتجدها السابعة و النصف صباحا

تزفر بضيق و تتمتم لنفسها : " هيعمل فيا إيه ده لو ماروحتش ؟ يادي المصيبة ! "

و قامت من فراشها و الكدر يغيم عليها كليا ..

تقابل "فادي" بالصالة ، كان يحمل "ملك" التي إستيقظت في وقت باكر كعادتها

بينما كانت تميل الصغيرة برأسها علي كتفه بلا حراك ، تراوغ غفوة راحت تثقل أهدابها الكثة بين الحين و الأخر ..

-صباح الخير يا فادي ! .. قالتها "سمر" بصوت متحشرج من تأثير النوم

إبتسم "فادي" و هو يرد :

-صباح النور يا سمسمة . إيه ! جاهزة ؟

سمر بوجه خالٍ من أي تعبير :

-أيوه يا فادي . هغسل وشي و هحضرلكوا الفطار و بعدين هبدأ في الغدا.

فادي بإمتنان :

-ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي . معلش لو هتعبك إنهاردة و أسف إني عطلتك عن شغلك.

سمر بإبتسامة باهتة :

-و لا يهمك يا حبيبي .. و أكملت بتساؤل :

-بس هو الدكتور بتاعك ده جاي الساعة كام ؟

-جاي علي الساعة 4 كده.

أومأت "سمر" قائلة :

-طيب . يدوب بقي .. شوية و الفطار يبقي جاهز !

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تمر ساعات النهار بسرعة بالنسبة لـ"سمر" ... فقد قامت بإنجاز كبير ، حيث أعدت طعام الغداء الفاخر كله

طبخت أصناف عديدة و شهية في زمن قياسي ، ثم تنفست الصعداء أخيرا و ولجت إلي المرحاض ..

أخذت حماما سريعا ، ثم ذهبت إلي غرفتها

إرتدت ملابس نظيفة و أنيقة تلائم إستقبال الضيف ، و من جديد نظرت إلي ساعة هاتفهها .. أصبحت الرابعة إلا الثلث عصرا

و لكن غريب .. إنه لم يتصل و لا مرة حتي الآن !!

-سمر ! يلا تعالي دكتور أدهم قدامه عشر دقايق و يوصل.

و بعد عدة دقائق كانت "سمر" تقف بجانب أخيها عندما دق جرس الباب

يفتح "فادي" ليظهر الضيف المنتظر ..

كان رجلا في أوائل الثلاثينيات ، ذا وجه وسيم و إطلالة جذابة ، بدت عليه إمارات سعة العيش و الترف بصورة كبيرة ..

ألقي نظرة خاطفة نحو "سمر" ثم توجه إلي "فادي" بالقول ..

أدهم بإبتسامة خفيفة :

-مساء الخير يا فادي.

فادي و هو يصافحه بحرارة :

-أهلا مساء النور يا دكتور . نورتنا .. ثم إلتفت إلي أخته و قدمها له :

-سمر ده دكتور أدهم إللي حكيتلك عنه . دكتور أدهم دي سمر أختي.

صوب "أدهم" ناظريه إليها .. شملها بنظرة فاحصة و البسمة البسيطة تعلو ثغره ..

-إتشرفت بيكي يا أنسة يا سمر .. قالها "أدهم" بنبرة هادئة ، لتومئ "سمر" و هي ترد بإبتسامة :

-الشرف ليا يا دكتور.

و هنا ... دق هاتفهها ، لتري حروف إسمه تضئ الشاشة مع الرنين الصاخب المـُلح !!!!!

Continue Reading

You'll Also Like

827K 26K 47
لا تعلقني بكَ، ان كنت ستخذلني و تمضي هاربًا في منتصف الطريق، لا تقترب مني أن كنت ستبتعد فكلما، احببت بعمق جرحت بعمق روايـة لـيـتـنـي لـم أحـبــك بـق...
5.5K 119 50
رواية تحكي عن معاناة طفلة واجهت الحياة دون والدين .. وإحتضنت أخيها بحضن الأم الدافي وأمان الأب الوافي للكاتبة سندس :: 29\2\2016
8.5K 441 8
حب محرم يجمع بيننا إمتدت يدانا للشجرة المحرمه لنعاقب علي حب لا يحمل معني الخطيئه لكنه كذلك بالنسبة لعائلتي طوفان يحمل عواصفه بين طياته يغرق كلينا ف...
176K 7.7K 24
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل و الاقتباس البدايات أحيانا تتشابه؛ ولكن دائما ما تختلف النهايات ! وللعشق طريق اخر طريق الانتقام طويل... درب...