عزلاء أمام سطوة ماله ج ١...

By ShaimaaGonna

3.2M 73.2K 4K

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول أظلم الكون من حولها فقدت كل شئ و أغلقوا الأبواب بوجهها لتلتفت و تأخذ... More

_ زفاف أسود ! _وعرض
_ حادث مدبر ! _ :
_ صدفة ! _
_ الوجه الأخر للثعبان ! _
_ تهديد ! _
_ أول يوم عمل ! _
_ مدير صارم ! _
_ مفاجآت ! _
_ مليونير مغرور ! _
_ أعزب فاسق ! _
_ تسوية ! _
_ منومة مغناطيسيا ! _
_ عقد زواج ! _
_ قصر عائم ! _
_ غادر ! _
_ تودد ! _
_ تراجع ! _
_ رعب ! _
_ فرار ! _
_ سر ! _
_ غيرة ! _
_ صراع ! _
_ إحتياج ! _
_ مرارة ! _
_ تمرد ! _
_ إنفصال ! _
_ خطة زواج ! _
_ عرين الأسد ! _
_ فرد جديد ! _
_ حساسية ! _
_ أشباح ! _
_ خروج ! __هروب ! _
_ خيبة أمل ! __ مفقودة ! _
_ حنين ! __ و عاد ! _
_ وعد ! _ الأخير
الجزء الثاني

_ كبرياء ! _

79.1K 1.9K 58
By ShaimaaGonna



أجفلت في إستغراب ممزوج بالتوتر ، و رددت :

-جايبالي عريس ! .. ثم إنتفضت بعد برهة و هي تكمل بإستنكار حاد :

-بس بردو ده مش مبرر يخليك تزعق للست كده . دي في مقام ماما الله يرحمها و يعتبر مربيانا !

فادي بغضب :

-في مقام ماما و مربيانا علي عيني و راسي . لكن تفتكر نفسها واصية علينا لأ.

-إنت شوفتها جابت بندقية و هددتك بيها يا توافق يا تقتلك ؟ الست عرضت عليك الموضوع و إنت رفضت خلاص خلصنا.

فادي بعصبية مفرطة :

-لأ ماخلصناش . لازم الكل هنا يلزم حدوده و محدش يفكر يتدخل فينا.

سمر بغضب :

-عايز تعمل إيه ؟ هه ؟ هتروح تتخانق معاها تاني ؟ بقت دي أخلاقك دلوقتي ؟!

ضغط "فادي" علي فكيه بحنق شديد و هو يشيح بوجهه عنها ، بينما تابعت "سمر" متسائلة :

-ثم تعالي هنا قولي ! .. إنت عصبي كده ليه ؟ فيها إيه لو جالي عريس ؟ ده إنت أكتر واحد متحمس للفكرة و إمبارح بس كنت بتشجعني عليها .. إيه إللي حصل بقي ؟!!

فادي و قد عاوده الغضب الشديد مرة أخري :

-إللي حصل إن الست إللي في مقام ماما و مربيانا زي ما بتقولي كانت عايزة تجوزك خميس إبن المعلم رجب الجزار !

ذهلت "سمر" في البادئ و هي تتخيل كلامه !

إذن له الحق .. نعم له ملء الحق ليغضب ، إذ أن هذه العائلة كلها أرباب سجون و محبي للمشاكل ، صيتهم ذائع في كل مكان بأنهم أشد شرا عن غيرهم داخل منطقتهم أو خارجها ..

-طيب .. قالتها بهدوء غامض ، ليستوضحها "فادي" بحدة :

-طيب إيه ؟؟!!

-طيب خلاص الموضوع إنتهي .. و لو إني شايفة إننا خسرنا.

فادي بإستهجان :

-نعم ياختي !!

سمر ضاحكة بمزاح :

-أه و الله خسرنا . علي الأقل كنا هناكل لحمة ببلاش.

و إستمرت في الضحك ، ليتحول عبوس "فادي" إلي تعبيرات منفرجة ، ثم يقول مقاوما الإبتسام :

-إنتي بتهرجي صح ؟ .. طيب إسكتي بقي عشان ماتعصبش عليكي !

و إنفجر ضاحكا هو الأخر ..

تشاركا معا الضحك للحظات قبل أن يصيح "فادي" بإستذكار :

-أه صحيح .. قوليلي عملتي إيه في الشغل ؟ أول يوم كان كويس و لا إيه ؟!!

سمر و هي تهز كتفاها بخفة :

-الحمدلله .. كان كويس أه.

-محدش ضايقك يعني ؟؟

سمر بضحك :

-مين إللي هيضايقني بس يابني ؟ ده مكان شغل . حد هناك فاضي للكلام ده بردو ؟!

فادي بشيء من الحدة :

-أه فاضيين . و خدي بالك كويس بالذات من مديرك ده . أنا مش مرتاحله أصلا.

-يابني إنت كنت شوفته قبل كده !!

فادي بعدم إرتياح :

-مش مرتاحله و خلاص . خدي بالك منه و لو حاول يعمل معاكي أي حاجة تسيبي الشغل فورا سامعة ؟؟

أدارت عيناها معبرة عن ضيقها و هي تقول :

-اففف .. حاضر يا فادي . لو صدر منه ليا أي حاجة مخلة للآداب هسيبله الشغل علطول.

فادي بغيظ :

-بتتريقي ؟؟؟!

ضحكت "سمر" بخفة ، ثم إقتربت منه و ربتت علي كتفه قائلة :

-بس لو تبطل الوساوس بتاعتك دي يا فادي ! إطمن يا حبيبي . أنا هبقي كويسة . كلنا هنبقي كويسين إن شاء الله و قريب مش هنحتاج لأي حد.

و هنا برز صوت نشيج "ملك" المتقطع ، لتبتسم "سمر" و تستدير ماشية صوب الآريكة حيث تجلس أختها ، ثم تقول :

-حاضر يا حبيبتي . عارفة . عارفة إنك جوعتي . هحضرلك أحلي أكل دلوقتي !

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في المشفي الخاصة بإستقبال النزلاء الأثرياء فقط ..

يصعد كلا من "عثمان" و "مراد" إلي الطابق الرابع حيث جناح "صالح" المترف يقع هناك

ينقر "عثمان" علي الباب نقرتين متتاليتن ، ثم يدير المقبض و يدفعه

كانت "هالة" تجلس بجوار شقيقها عندما دخل إبن عمها و صديقه و قد إتخذت مكان "صفية" التي ذهبت إلي المنزل لتنول لتقسطا من الراحة ..

-أهلا عثمان . إزيك .. قالتها "هالة" بإبتسامة خاصة لـ"عثمان" وحده ، ليرد عليها بإبتسامة عادية :

-أهلا يا هالة .. الحمدلله كويس . إزيك إنتي ؟

-كويسة.

-أهلا أهلا بإبن عمي الندل . لسا فاكر تيجي تطمن عليا ؟ .. قالها "صالح" مبتسما بصعوبة

فضحك "عثمان" و هو يقترب ليجلس في كرسي أخر مجاور لسريره ، ثم قال بلطافة :

-عامل إيه يا واد ؟ تمام و لا خلاص بركت زي الجمل ؟!

-بتتريق يا خويا ! ما أنا لو بركت زي الجمل هتبقي إنت السبب مش كنت سايق عربيتك ؟ .. ثم نظر إلي "مراد" و صاح :

-و مراااد كمان هنا ! لا لا ده كتير عليا و الله.

مراد بإبتسامة :

-إزيك يا صالح ؟ ألف سلامة عليك.

-الله يسلمك يا سيدي . تعالي أقعد .. ثم طلب من "هالة" :

-لو سمحتي يا هالة قومي خلي مراد يقعد.

مراد يرفض :

-لأ تقوم إزاي ! خليكي يا هالة أنا مستريح كده.

هالة بإبتسامتها الرقيقة :

-تعالي يا مراد أقعد مكاني . أنا أصلا تعبت من القعدة . هروح أجيب قهوة من البوفيه تحت و هجيب كرسي كمان و أنا جاية .. تحبوا أجيبلكوا قهوة معايا ؟؟

عثمان / مراد :

-أه يا ريت !

رمقتهم بإبتسامة أخيرة ، ثم خرجت ..

-إيه يا عم مراد . جاي إقامة و لا زيارة ؟ .. قال "صالح" بتساؤل ، ليجيب "مراد" :

-جاي إقامة يا صاحبي . نويت إستقر هنا خلاص . بس و الله ما كنت مخطط أرجع اليومين دول أصلا أنا نزلت بسرعة عشانك . لما قريت الخبر حجزت تذكرة تاني يوم علطول.

-فيك الخير .. طمرت فيك العشرة ياض.

و هنا تدخل "عثمان" ..

عثمان بجدية :

-المهم قولي .. إنت كويس ؟ حاسس إنك تمام يعني ؟؟؟

صالح بوساطة :

-يعني ! .. مش قادر أتحرك خالص و جسمي كله بيوجعني خصوصا ضهري . بس تمام . أكيد كل ده هيتعالج بسرعة إن شاء الله.

عثمان و هو يربت بلطف علي كتفه :

-إن شاء الله .. ثم قال بصوته العميق :

-رشاد الحداد كان قاصدني أنا . بس جت فيك . للآسف ماعرفتش أثبت عليه حاجة . بس قولي يا صالح .. إنت حاطط الموضوع في دماغك ؟ لو شايلها في نفسك قولي و أنا أساويهولك بالأرض . مش هيهمني حد و إنت عارف.

تنهد "صالح" تنهيدة طويلة ، ثم قال :

-خلاص يا عثمان .. سيبه . إحنا مش ناقصين مشاكل تاني . و أنا قريب هقوم علي رجلي بإذن الله.

عثمان بإلحاح ممزوج بالغضب :

-مش إحنا إللي عملنا المشاكل . و كمان أنا مش عايز أسيب حقك . يعني أنا لو كنت مكانك كنت هتقف ساكت ؟؟؟

صالح بدون تردد :

-لأ طبعا ! .. ثم أكمل و هو ينظر إلي "مراد" :

-بس أنا بقول طالما بقيت كويس يبقي مافيش داعي نشوشر علي نفسنا . و لا إنت إيه رأيك يا مراد ؟!

مراد موافقا :

-صالح بيتكلم صح يا عثمان . أي حاجة ممكن تعملها ممكن تتقلب ضدك و كمان مافيش حاجة هترجع إللي فات . تقدر تقولي لو إتعرضتله بالآذي هتستفيد إيه ؟!

عثمان بشراسة :

-هبقي رديت إعتباري و إعتبار عيلتي كلها و فهمته كويس أنا مين عشان يفكر ألف مرة بعد كده قبل ما يحاول يآذيني.

-هو خلاص هيحرم يتعرض لأي واحد فيكوا تاتي . متنساش رقبته تحت رجلك و لسا الڤيديو بتاع بنته معاك .. المهم ماتتهورش و عديها المرة دي علي خير !

عادت "هالة" في هذه اللحظة حاملة طقم القهوة بين يديها ، لينقطع حديثهم الحاد ، و يتطوع "مراد" بالإبتسام عن صديقيه الصامتين الواجمين ..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

صباح يوم جديد ... تستيقظ "سمر" باكرا و تهم من فراشها بنشاط

إستغلت إستغراق "ملك" في النوم و ذهبت لتؤدي بعض الواجبات المنزلية ..

نظفت الشقة سريعا ، أحضرت الفطور ، إيقظت "فادي" كي لا يتأخر علي جامعته ، ثم إتجهت إلي الحمام

إغتسلت و توضأت ، ثم خرجت و أدت سنة الضحى ..

إنتهت من صلاتها و قامت لتبدل ملابسها

كانت تثبت ربطة حجابها عندما إستيقظت "ملك" في هذه الأثناء و كالعادة باكية ، هرولت "سمر" إليها و حملتها من سريرها الصغير

ضمتها إلي صدرها بحنان و هي تتمتم مغنية بعذوبة في أذنها ..

هدأت "ملك" نسبيا ، بينما أخذتها "سمر" إلي "فادي" حيث كان يجلس هناك بالصالة و يتناول فطوره

أقبلت عليه "سمر" و هي تتحسس جبين أختها و تقول بقلق :

-فادي ! .. شكل ملك تعبت تاني و لا إيه ؟!

ترك "فادي" طعامه في الحال ، و مد يده و إحتوي وجهها الصغير بكفه الكبير ..

فادي بإبتسامة هادئة :

-لأ .. مافيهاش حاجة.

-أومال أنا حاسة إن حرارتها عليت ليه ؟؟

-إنتي بتقلقي عليها دايما يا سمر .. إطمني مافيهاش حاجة.

سمر و هي تحتضنها بقوة :

-يا رب .. ربنا يشفيكي يا حبيبتي !

ثم طبعت قبلة عميقة علي وجنتها المكتنزة

بينما قام "فادي" و هو يلتقط حقيبة ظهره من فوق الطاولة ، و قال :

-يلا بقي أنا لازم أمشي دلوقتي عشان ورايا إمتحان بعد ربع ساعة . يدوب يعني مسافة سكة .. ثم سألها بإهتمام :

-إنتي هتعملي إيه دلوقتي ؟؟؟

-و لا حاجة . هخلي ملك عند الحاجة زينب زي إمبارح و بعدين هروح علي شغلي.

فادي بضيق :

-تاني الحاجة زينب !

سمر بلوم :

-إسكت بقي مش كفاية إللي عملته إمبارح . يا رب بس ماتكونش زعلت منك أوي .. ثم قالت مقترحة :

-بقولك إيه ! .. ماتنزل معايا و إعتذرلها.

فادي برعونة خفيفة :

-نعم يا ماما ؟ أنا مابعتذرش لحد . و إنتي كمان إياكي تفتحي الموضوع سامعة ؟ .. يلا أنا ماشي.

و غادر "فادي" بينما جمعت "سمر" أغراض "ملك" ثم أخذتها و هبطت إلي شقة السيدة "زينب"

طرقت بابها و إنتظرت لثوان ، فتحت لها السيدة و رحبت بها ..

"زينب" ببشاشة :

-أهلا أهلا ببناتي الحلوين . إزيك سمر ؟ إزيك يا ملوووكة ؟

و مدت ذراعيها لتتلقي "ملك" ..

فناولتها "سمر" الصغيرة و هي تقول بإبتسامة :

-الحمدلله يا ماما زينب كويسة . إنتي إزي حضرتك ؟

-في نعمة يابنتي . نشكر ربنا . تعالي إدخلي واقفة عالباب ليه ؟!

ولجت "سمر" و تبعت السيدة إلي حجرة الجلوس

جلست قبالتها و هي تبحث عن الكلمات المناسبة لتبدأ بها حديثها ..

سمر بإرتباك و حيرة :

-ماما زينب أنآاا . إحم . أنا كنت عايزة .. كنت عايزة أقول يعني آاا ..

زينب بضحك :

-في إيه بس يابنتي ؟ علي مهلك عايزة تقولي إيه ؟!

سمر بشجاعة :

-كنت عايزة أقولك يعني ماتزعليش من فادي . هو مايقصدش يزعلك و الله . ده حتي كان عايز ينزل معايا يعتذرلك بس إتكسف منك !

-سمر يا حبيبتي .. إنتي أكيد عارفة غلاوتكوا عندي . أنا ست طول عمري عايشة مع جوزي لوحدي . ربنا مارزقنيش بالولاد . بس رزقني بيكوا أنا ربيتكوا مع أمكوا الله يرحمها .. ثم قالت و هي تداعب "ملك" بتحبب :

-و إن شاء الله ربنا يديني العمر و أربي الصغننة دي كمان.

سمر بإبتسامة :

-يا رب . ربنا يديكي الصحة.

-أنا عمري ما أزعل منكوا .. و ماكنش قصدي أضايق أخوكي . و الله يابنتي فكرت الموضوع ممكن يكون لمصلحتك . خميس إبن المعلم رجب كسيب و حياته حلوه و مبسوط.

-أيوه يا ماما زينب بس إنتي عارفة سمعته و سمعة عيلته كلها عاملة إزاي !

-و الله يابنتي أنا ما إتكلمت إلا عشان مصلحتك . و علي رأي المثل الراجل مايعبوش إلا جيبه و الجدع باينه شاريكي هو إللي إتكلم عليكي بنفسه.

تنفست "سمر" بعمق ، ثم قالت :

-يلا . مافيش نصيب يا ماما زينب . ربنا يوفقه مع واحدة أحسن .. ثم أكملت و تقوم عن المقعد :

-أنا همشي بقي عشان ماتأخرش علي الشغل .. عايزة مني حاجة قبل ما أمشي ؟

-ماتحرمش يا حبيبتي . طريق السلامة !

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في قصر آل "بحيري" .. علي مائدة الفطور إجتمع الجميع

تنهي "صفية" طعامها بسرعة ، لتنتبه إليها "فريال" و تسألها بإستغراب :

-في إيه صافي ؟ بتاكلي بسرعة كده ليه ؟ علي مهلك !

صفية بصوت شبه واضح بسبب كمية الطعام التي تملأ فمها :

-عايزة أخلص بسرعة يا مامي . عشان ماتأخرش علي صالح.

ثم ران صمت قصير بعد ذلك ، قطعته "هالة" بسؤال متوتر :

-هو . هو عثمان لسا نايم و لا إيه ؟!

أجابتها "فريال" مبتسمة و هي تعلم تماما ماهية سؤالها :

-لأ يا حبيبتي . عثمان صحي من بدري و راح علي شركته لسا ماشي من ساعة تقريبا.

-ياااه . مشي بدري أوي.

-أه . ما إنتي عارفة بقي شركته لسا جديدة و لازم يظبط كل حاجة بنفسه في الأيام الأولي.

أومأت "هالة" بتفهم ، بينما تحدث "يحيى" إلي "رفعت" ..

يحيى بنبرة هادئة :

-رفعت ! كمان شوية هروح أبص علي المجموعة . تيجي معايا ؟ بقالك كتير ماروحتش.

لم يرفع "رفعت" إليه بصرا ، ما زال غاضبا منه

لكنه قال ببساطة :

-مرة تانية أبقي أروح . مش معقول هسيب إبني و أروح أبص علي الشغل . إبني أهم.

إزدرد "يحيى" برودة أخيه معه ، و قال بلطف :

-إحنا مش هنطول هناك . هنروح بسرعة و بعد كده نبقي نطلع أنا و إنت علي المستشفي .. إيه رأيك ؟؟

رفعت بعد تفكير :

-ماشي .. قالها بإقتضاب

لينظر "يحيى" نحو زوجته ، وجدها تبتسم له برضا ، بدالها بإبتسامة حب ، و من دون أن يراه أحد أرسل إليها قبلة في الهواء

توردت "فريال" خجلا ، و خفضت رأسها بسرعة و هي تزم شفتيها مقاومة تلك البسمة الواسعة ...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في مؤسسة ( البحيري للتسويق و التجارة ) ... تجلس "سمر" في المكان المخصص لها

تقوم بطباعة بعض الرسائل المرسلة إلي الشركة من الخارج ، ثم تجمعها كلها و تضعها بملف خاص لتسلمها الآن لمديرها كما طلب منذ قليل ..

كادت تنهض ، لولا رنين هاتفهها الذي أعادها لتجلس ثانيةً

كانت "السيدة زينب" هي من تتصل بها ، عبست "سمر" بقلق ، لكنها ردت :

-آلو ! .. أيوه يا ماما زينب . في حاجة ؟ .. ثم صاحات بهلع :

-بتقولي إييييييه ؟؟!!!!!

.................................................

كان "عثمان" جالسا بمكتبه ، يتحدث في هاتفهه إلي صديقه "مراد" ..

قضي أكثر من نصف ساعة هو يحاول إقناعه بالمكوث في قصر عائلته الخرافي ..

-إسمع بقي عشان إنت صدعتني و قرفتني .. قالها "عثمان" بنفاذ صبر ، و أكمل بحسم :

-إنت هتسيب الآوتيل إللي قاعد فيه ده إنهاردة و هتيجي تنقل عندنا في البيت . مش عايز إعتراض خلاص إنتهي.

رد الأخير بحيرة :

-يا عثمان إنت بتضغط عليا كده . أنا مش عايز أضايكوا . خليني زي ما أنا يا أخي بالله عليك !

-تضايقنا إيه و بتاع إيه ياض ؟ هو إحنا قاعدين في عشة ؟ ده قصر البحيري . أكبر قصر فيكي يا إسكندرية و مش بس في إسكندرية في مصر كلها .. شوف إنت هتسمع كلامي غصب عنك . هتسيب الآوتيل زي ما قولتلك و هتيجي تقعد عندنا من إنهاردة ساامع ؟؟؟

تنهد "مراد" و قال بإستسلام :

-ماشي ياسيدي . كمان شوية هبقي هنزل أعمل Check Out و هكون عندكوا علي بليل كده !

و ما كاد "عثمان" يرد ، إلا و شاهد باب مكتبه ينفتح بقوة يليه دخول "سمر" السريع

كانت حالتها مزرية للغاية و الدموع تهطل من عينيها كالشلال ..

إندفعت صوب "عثمان" و هي تهتف بصوت مرتعش :

-عثمآاان بيه !

وثب "عثمان" عن مقعده فورا و هو يقول بذعر :

-في إيه يا سمر ؟ المبني بيولع ؟؟!!

هزت رأسها نفيا مع أنين خافت سمعه "عثمان" صادرا عنها ..

-طيب إيه إللي حصل .. سألها بشيء من العصبية ، لترد بصعوبة غير قادرة علي إيقاف سيل دموعها :

-أخـ أختي مـ لـك . تـ عبانة أو ي . مش قـ ادرة تتـ نفس.

عثمان بلهجة هادئة و هو يستدير حول مكتبه ليقف أمامها :

-إيه ! طيب إنتي عرفتي إزاي ؟

-جارتـ نا إ إتصـ لت بيا و وقا لتـ لي .. آ نا لازم إمشي د دلوقتي حا لا يـ يافنـ دم !

-هتعملي إيه طيب ؟؟؟

-هاوديها للد كتور طـ بعا.

عثمان و هو يلتفت و يأخذ هاتفهه و مفاتيحه من فوق سطح المكتب :

-طيب خلاص أهدي . أنا هاجي معاكي.

سمر برفض و هي تمسح دموعها بظهر يدها :

-لأ .. ماتتعـ ـبش نفـ سك أنا هـ آاا ..

-و لا كلمة ! .. قاطعها بحزم ، و أردف بصرامة :

-أنا جاي معاكي . و يلا قدامي بسرعة عشان منتأخرش علي البنت.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في المستشفي ... داخل جناح "صالح"

تقف "صفية" أمام سريره مطرقة الرأس ، بينما هو كالصنم .. لا يتحرك و لا يتكلم

فقط ينظر إلي الفراغ في وجوم و صمت لا يطاق ، حتي ملت "صفية" و قالت و هي ترفع رأسها فجأة :

-هتفضل ساكت كده ؟ بتعاقب مين دلوقتي ؟ أنا و لا إنت ؟ .. رررررد عليآاا !

صمت قصير .. ثم تكلم "صالح أخيرا :

-عايزاني أقول إيه ؟ .. تساءل بصوت بارد قاس ، ثم تابع و هو يحول إليها بصره الحاد :

-ألومك عشان طلبتي مني أنزل ساعتها ؟ و لا ألوم نفسي عشان سمعت كلامك و كنت بحاول أرضيكي ؟ و لا ألوم أخوكي إللي خد حظي و المفروض هو إللي كان يحصله كل ده ؟ هه ! ألوم مين بالظبط ؟ ما تردي إنتي بقي ؟؟!

صفية و هي تنتفض منزعجة :

-إللي بتقوله ده ماينفعش علي فكرة . أولا أنا ماقصدتش آذيك بأي طريقة و أكيد لو كنت أعرف إن حاجة زي دي ممكن تحصلك ماكنتش طلبت منك تنزل ساعتها . ثانيا أنا عمري ما طلبت منك ترضيني و لو كنت رفضت طلبي ماكنتش هزعل . ثالثا بقي و الأهم أخويا مالوش ذنب في إللي حصلك . ده قدر و آا ..

-قدر ! .. قاطعها بحدة شديدة و قد إتسعت عيناه غضبا ، ثم صاح مكملا :

-دي عربية أخوكي يا هانم . هو إللي كان هيطلع بيها لو ماكنش عايز يدهالي كان هو إللي طلع بيها و عمل الحادثة بدالي.

-قصدك إيه ؟ .. تساءلت بغضب

-عايز تقول يعني إنه كان علي علم بإللي هيحصلك ؟!

لم يجب و ظل علي حالته الحادة ، فإنفجرت "صفية" بغضب مضاعف :

-إنت أكييد إتجننت . أكيد الحادثة آثرت علي دماغك . إنت مابقتش طبيعي . مابقتش بتفكر !

صالح و هو يهز رأسه موافقا بهدوء شديد :

-صح . إنتي عندك حق . أنا مابقتش طبيعي .. عشان كده . خدي يا صفية !

و رفع يده اليمنى و إنتزع منها خاتم خطبته ..

قام بوضعه علي الطاولة القريبة من سريره ، بينما تابعت "صفية" ما يفعله في صمت ذاهل حتي إنتهي ..

فسألته :

-إيه إللي إنت عملته ده ؟!

صالح ببساطة :

-فسخت خطوبتنا . إنتي لسا قايلة إني مابقتش طبيعي . كلامك صح . أنا دلوقتي بقيت إنسان عاجز . مش هعرف أمشي علي رجليا تاني . خلاص . مسألة إرتباطنا إنتهت !

دخلت كلماته إلي رأسها و إستقرت الواحدة بعد الأخري ، فضاق صدرها و تقطعت أنفاسها

في تلك اللحظة بالذات ، شعرت "صفية" بعمق مكانة "صالح" في حياتها و بصعوبة إقتلاعه من حياتها ..

فتحت فمها و أغلقته ثانيةً ، ثم قالت بصدمة :

-صالح ! .. إنت بتقول إيه ؟؟؟!

كانت الكلمات تختنق في حنجرتها ، بينما رد بجفاء و هو يشيح بوجهه عنها :

-إللي سمعتيه.

صفية بصوت مرتجف :

-إنت كده بتنهي كل إللي بينا !

صالح و قد عاد ينظر إليها مجددا ..

-بالظبط كده ! .. قالها بتحد و ثقة ، ثم أكمل بطريقة ساخرة لا تخلو من العتب و الإهانة :

-أنا أصلا عمري ما حسيت إنك بتحبيني . دايما بتحسسيني إنك إتنازلتي أوي لما وافقتي نتجوز . ليه ؟ كنتي تقدري ترفضيني عادي جدا و كنا بقينا ولاد عم و إخوات بدل ما تحاولي تقبلي فكرة إني خطيبك و كمان كام شهر و هبقي جوزك . أنا ماقبلش إتجوز واحدة مابتحبنيش.

-أنا بحبك يا صالح ! .. تمتمت ، و شعرت بالرعب يخنقها و بركبتيها ترتجفان و تهددان بإسقاطها

-شكرا .. قالها ببرود و حيّد عنها مجددا ، بينما سعت إليه و هي تقول برجاء :

-رجع دبلتك زي ما كانت . أنا بحبك . و الله بحبك و مافيش حاجة من إللي قولتها صح . جايز بس أنا ماعرفتش أعبرلك عن مشاعري بالطريقة إللي إنت عاوزها . لكن صدقني أنا بحبك . بجد بحبك يا صالح !

تنهد "صالح"بفتور ، ثم قال بمرارة :

-حتي لو بتحبيني بجد .. خلاص ماعادش ينفع.

-هو إيه ده إللي ماعادش ينفع ؟ .. و صرخت بصوت أعلي :

-إنت مش من حقك تقرر في حاجة زي دي من نفسك . أنا شريكتك في القرار.

صالح بصياح منفعل :

-و إنتي مش عايزة تفهمي ليه ؟ أنا خلاص إنتهيت . مابقتش نافع لا ليكي و لا لغيرك . هفضل عاجز كده طول عمري.

-مين قالك كده ؟ إنت ماسمعتش الدكتور كويس و لا إيه ؟ إنت لسا هتتعالج و بعد فترة قصيرة هترجع زي ما كنت و أحسن.

صالح بإنفعال أشد :

-مش عايز أتعالج . مش عايز أرجع أحسن من الأول . سيبيني يا صفية . سيبيني و إمشي أنا مابقتش عايزك . خلاص مش عايزك في حياتي تاني . أخرجي برا . إمشيييي !

إرتدت "صفية" للخلف و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة و ترمقه بعدم تصديق

ترقرقت الدموع بعيناها ، و لكنها حبستها ..

إلي أن خرجت فعلا من غرفته

و هنا فقط ، أطلقت لنفسها العنان و راحت تبكي بنشيج مكتوم و هي تركض مجتازة الردهة الطويلة

بينما أعين جميع من في الطابق مصوبة نحوها ، تشملها بنظرات التعجب و الإستفهام حتي إختفت ...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أمام بيت "سمر" ... تقف سيارة "عثمان" الضخمة الفارهة

لتترجل "سمر" بسرعة و هي تقول :

-خليك زي ما إنت يا عثمان بيه . أنا هدخل أجيب ملك و هاجي بسرعة.

أومأ "عثمان" بالموافقة ، بينما إندفعت "سمر" راكضة إلي الداخل

وصلت إلي شقة السيدة "زينب" و ضربت الجرس بتواصل و إلحاح ، فتحت الأخيرة بعد لحظات و هي تحمل علي ذراعها "ملك" المسكينة ..

كانت الصغيرة في حالة صعبة للغاية ، حيث كانت متهدلة و هامدة بصورة مخيفة و بدت و كأنها تنازع لتأخذ أنفاسها ، بخلاف حشرجة صدرها و عيناها الملبدتان بالدموع ..

-إيه إللي حصل ؟ .. تساءلت "سمر" برعب و هي تمد ذراعيها لتأخذ أختها ..

ناولتها "زينب" الطفلة ، ثم أجابت و صوتها لا يخلو من القلق و الخوف :

-يابنتي و الله كانت كويسة بعد مامشيتي حتي جاعت و أكلتها و كله حاجة كانت ماشية تمام . بس فجأة لاقيت وشها أصفّر و شفايفها إزرّقت و إبتدت تاخد نفسها بالعافية . ساعتها لما غلبت قلت مابدهاش بقي و إتصلت بيكي طـّوالي.

سمر و هي تحتضن الطفلة بشدة :

-طيب أنا هاخدها للدكتور دلوقتي . لو فادي رجع قبل ما أجي إبقي قوليله يتصل بيا يا ماما زينب.

-حاضر يابنتي . علي مهلك و إنتي ماشية . و لا إستني هلبس و أجي معاكي !

سمر و هي تهبط درجات السلم بخفة و حذر :

-لأ خليكي يا ماما زينب . إن شاء الله مش هنطول . هنرجع علطول.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

قبل دقيقتين ..

أمام محل الجزارة المقابل لبيت "سمر" .. وقف شاب في مستهل عمره ، يباشر تقطيع شرائح اللحم الطازج فوق الأورمة " قطعة خشب يتم وضع اللحوم فوقها من أجل تقطيعها " ..

شاهد سيارة سوداء إصدار أحدث طراز للعام ، تدخل ببطء و روية في الشارع الضيق نسبيا

و من خلال نظراته الفضولية المتفحصة ، لمح "سمر" تجلس في المقعد المجاور لمقعد السائق الذي بدا له رجلا ثريا من هيئته و ملابسه و أيضا من سيارته التي يقودها

تابع النظر إليهم حتي توقفت السيارة و نزلت منها "سمر" ..

رآها تقول لمرافقها شيئا وجيزا ثم تستدر و تتجه إلي داخل البيت مسرعة

لم ينصرف صاحب السيارة الثمينة و بقي منتظرا كما هو ، فشعر الشاب بالغضب ينتابه و هو يحدج هذا النبيل بنظرات نارية حتما ستحرقه لو كانت فعلية

و فقط السؤال الذي أخذ يلح عليه أثناء هذه اللحظات هو ؛ . من هذا يا تري ؟ و ما علاقته بـ "سمر" ؟

عادت "سمر" و إستقلت السيارة ثانيةً ، و لكنها لم تكن بمفردها هذه المرة ، كانت شقيقتها الصغري معها ..

شاهد الشاب سائق السيارة يبذل جهدا بالغا في إخراج سيارته من هذا الشارع ، و بعد عدة محاولات ، نجح أخيرا و إنطلق بها للطريق الرئيسي

بينما ذهب الشاب ليكلم والده داخل المحل ..

-شفت يابا ! .. قالها الشاب بحدة ممزوجة بالغيظ ، ليسأله والده الجالس يجري بعض الحسابات خلف مكتبه المبهرج :

-في إيه يابني ؟ حصل إيه ؟؟

-لسا شايف سمر راجعة مع واحد شكله إبن ذوات و في عربية أبهة خالص . مش هاممها حد يشوفها و مشيت معاه تاني هي و أختها الصغيرة.

الوالد بنبرته الطبيعية الغليظة :

-راجعة مع واحد شكله إبن ذوات و في عربية أبهة ؟ .. لونها إسود العربية دي ؟؟

الشاب بتقطيبة مستغربة :

-أيوه !

-و إللي سايقها ده شكله نضيف كده و مستحمي ؟؟

-أيوه يابا إنت تعرفه و لا إيه ؟!

-لأ ماعرفوش . بس شفته من قيمة يومين كده كان بيوصل الصنيورة بتاعتك بنفس العربية بردو !

الشاب مضيقا عينيه بغضب :

-يا تري مين ده ؟ تكونش رفضتني عشانه يابا ؟؟؟

-وارد يابني . بس و لا يهمك سيبك منها . أصلا لا أنا و لا أمك كنا موافقين عليها . ماكنتش هتشيلها لوحدها . إخواتها الإتنين كانوا هيبقوا فوق البيعة.

الشاب بغضب أشد :

-بس ماتجيش منها .. لسا ماتخلقتش إللي ترفض المعلم خميس.

-يابني إحنا مش ناقصين عوأ . ورانا شغل أد كده . سيبك منها و أنا هجوزك ست ستها . حسب و نسب و أحلي منها كمان.

إبتسم "خميس" بسخرية ، ثم إنصرف ليتابع عمله مجددا و هو لا ينوي خيرا أبدا ...

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في العيادة الخاصة ، حيث الطبيب الذي فحص "ملك" منذ أيام قليلة يعاود فحصها مرة أخري .. و لكن مع إختلاف الوضع هذه المرة

إذ أن "ملك" وحدها داخل غرفة الفحص ، بينما تقف "سمر" في الخارج مع "عثمان" الذي عمل علي تهدئتها منذ وصولهم :

-إهدي شوية يا سمر . ماتقلقيش هتبقي كويسة.

سمر و هي تتضرع بخشوع :

-يااارب .. يا رب تبقي كويسة !

و صدح فجأة رنين هاتفهها ، لتخرجه من جيب سروالها الواسع و ترد دون الحاجة لرؤية إسم المتصل :

-فادي .. ماتخافش يا حبيبي .. أيوه إحنا عند الدكتور .. طيب .. طيب خد العنوان !

و فيما راحت "سمر" تلقن أخيها عنوان العيادة ، ذهب فكر "عثمان" للبعيد و هو يرمقها بنظرات ذات مغزي

ثم أخذ يتساءل في نفسه ..

"مين فادي ده ؟ يمكن هو ده إللي مراد قال عليه كانت نازله فيه حب ؟ يعني هو خطيبها ؟ بس إزاي ؟ مافيش في إيديها دبلة ! و كمان دي بتقوله يا حبيبي . الله علي براءتك يا سمر . كنت بدأت أصدق !! "

و قطع تفكيره خروج الطبيب من غرفة الكشف ..

هررلت "سمر" في إتجاهه هاتفة :

-دكتور ! لو سمحت طمني . أختي فيها إيه ؟؟؟

الطبيب و هو يزم شفتيه بأسف :

-للآسف شكي كان في محله .. إلتهاب رئوي حاد و للآسف أكتر حالتها إتأخرت !

سمر و قد إرتعشت ساقيها من الصدمة إلتوتا من تحتها ، ليسندها "عثمان" بسرعة قبل أن تقع ..

بينما سارع الطبيب بالقول :

-إهدي إهدي ماتقلقيش . في علاج إن شاء الله . هي عمرها لسا 10 شهور يعني سهل تدخل حضـّانة ، هنعملها جلسات أكسچين من إنهاردة و مش هتخرج من هنا قبل إسبوع أو إسبوعين حسب إستجابتها للعلاج.

سمر بوهن :

-إعمل أي حاجة يا دكتور . إعمل أي حاجة بس ملك تبقي كويسة !

الطبيب بأدب :

-تمام يا أنسة . أنا هخلي المساعدين هنا يجهزوا كل حاجة و هننلقها للحضـّانة علطول . بس معلش يعني هتحطي خمستلاف جنية برا تحت الحساب.

جحظت عيناها و هي تتمتم بذهول :

-خمستلاف جنية تحت الحساب ؟ طيب هما من أصل كام ؟؟؟

-من أصل عشرتلاف حضرتك اليوم في الحضـّانة بالمبلغ ده . طبعا بالآدوية و العقاقير و خلافه.

بـُهتت "سمر" و عجزت عن الكلام ، ليأتيها صوت "عثمان" قائلا بهدوء :

-ماتقلقيش . ماتشيليش هم حاجة يا سمر . أنا هدفع الحساب كله !

إلتفتت "سمر" إليه في هذه اللحظة ، لتكتشف أنه لا زال يسندها

ما كادت تبتعد عنه و تستقيم في وقفتها ، إلا و سمعت صوت أخيها الغاضب آتيا من الخلف ينادي بإسمها :

-سمــــر !

Continue Reading

You'll Also Like

560K 31.9K 62
مقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من ني...
91.8K 2.2K 20
كـورده تيوليب بيضاء تلوثت بالدماء ، تمزقت أشلائها في الرياح الهوجاء ، ألن تأتي- ككل مـره- مُنقذاً وتخمد نيران الأجواء ، والتمس من أضلاعك مسكناً فأحتم...
462K 37.9K 15
في عالمٍ يملأهُ الزيف غيمةً صحراويةً حُبلى تلدُ رويدًا رويدًا و على قلقٍ تحتَ قمرٍ دمويْ ، ذئبا بشريًا ضخم قيلَ أنهُ سَيُحيى ملعونًا يفترسُ كلُ منْ ح...
976K 36.2K 40
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...