ابن الشيطان || نبض

Oleh Anat0ria

297K 22.5K 22.9K

{ مُكتملة } \ { الجزء الأول } ليس شرطا ان يأتيك الشيطان بوجه احمر وقرون، هو يأتيك على هيئة اكثر الاشياء التي... Lebih Banyak

-تَمهيد-
-تَقرير-
( الفَصلُ الأول-رائِحَةُ مَطرٍ )
{ الفَصْلُ الثاني-اللِقاءُ الأوَلْ }
{الفَصْلُ الثالِثْ-حَريق }
{ الفَصْلُ الرابِعْ-صُورَة }
{ الفَصْلُ الخامِس-لَمسة }
{ الفَصْلُ السَادِس-عَلاماتُ إستفهام }
{ الفَصلُ السابِع-فَكُ الشَفرة }
{ الفَصلُ الثامِن-عَلى أعتابِ القيامةِ }
{ الفَصلُ التاسِع-صَفعةٌ قاسِيَةٌَ }
{ الفصل العاشر- مَولى آلجَحِيم }
{ الفصل الحادي عشر-طُبول الحرب }
{ ملاحظة مهمة لأستيعاب الرواية }
{ الفصل الثاني عَشر - حُصون وَسِيوف }
{ Vid. Ver }
{ الفصل الرابع عشر-إيمان }
{ الفصل الخامس عشر - قُبلة وَداع }
{ خآتِمة }
- أسوة 2018 -
- ابن الشيطان || نورٌ وظلام \ الكتاب الثاني -

{ الفصل الثالث عشر-ساعةُ الصِفرِ }

7.6K 777 1K
Oleh Anat0ria

الثاني عَشر من اكتوبر - 8:30 مساءا :

كانت كارا تقفُ امام مرآةَ غُرفتها بملامحٍ خاليةٍ من اي تعبير، ساكنة بهدوءٍ سامحةً لتلك السيدة ذات العمر المتوسط بترتيب ثيابها العسكرية الرمادية لتفرد شعرها الاشقر الطويل بتسريحةٍ بسيطة جمعت بعضاً من خصلات شعرها الامامية الى الخلف بربطهما بطريقة ناعمة وتركت باقي شعرها حُراً.

كانت تائهةً بعالمٍ مُظلم فلم تعد تشعر بصفاءِ الهواءِ حولها، حتى باتت تشعر بالاختناق الشديد. نبضاتُ قلبها المرتعشة من جونغكوك كانت لحناً موسيقيا يفضحُ خوفها من خسارتها في هذه المعركة التي انتظرها الاخيار منذُ امدٍ بعيد، لم تراه حتى الان واخذت ترتجفُ منه، ماذا لو قابلته في ساحة المعركة؟ ماذا لو اخذ محاولاً إثارةَ اعصابها والاستهزاء بما تفعل؟ ماذا لو فشلت في قيادةِ هذا الجيش! ماذا لو قُتِلَ جونغ ان؟! جيمين؟! سيونغ هيون او اي شخصٍ اخر؟! 

ستدخل تلك الساحة معتمدةً على مخيلتها الواسعة ككاتبة لا أكثر! حاولت اقناع نفسها بأنها الان تعيش رواية ملحميةً وهي بطلتها؛ لذا فقيادةُ الجيش والخروج من الحرب فائزة سيعتمدُ على كونها كاتبة ماهرة ذات خيالٍ واسعٍ ومعرفةً جباره! ماذا عن ايمانها بالرب؟ هل سيساعدها ذلك ايضا؟ هل سيجعل الرب الفوز من نصيبها؟ ام سيجعلها شهيدةً في سبيلِ هذه القضية؟ 

سُحبت من دوامةِ افكارها المُعتمةَ تلك بسبب صوتٍ مُريحٍ لمسامعها، تمنت بالفعل ان يأتي إليها ليحدثها قليلا فقد باتت تستمدُ القوةَ منه..

" لا تخافي، سيكون كل شيء على ما يرام "
بهمسٍ قريب من اذنها اليمنى همس جونغهيون برقةٍ راسماً على شفتيه ابتسامة ناعمة بعدما اخذ الدرع الفولاذي من تلك السيدة ليسمح لها بالخروج وتركه وحده مع محبوبته الصغيرة

" انا.. انا لستُ شجاعةً بما فيه الكفاية لقيادة الجيش.. ارجوك! افعل ذلك انت! لا أريدُ أن...!! "
قالت ذلك بتوترٍ حتى تغيرت نبرتها للتوسل قبل ان يقاطعها  

" لو لم تكوني شجاعةً عزيزتي، لما نزلتِ سابقا تبحثين عن جونغ ان عند اختفاءه في منزلكِ قبل ان تأتي الى هنا بصحبة الحُراس "
قال بعدما رفع ناظره الى المرآة ليسمح لعينيه العسليتين بالنظر الى عينيها مُحاولا زرع بعض الثقةِ فيها بأبتسامة اكثر اتساعا

سادت لحظاتٌ من الصمتِ بينهما حيث اخذ هو يُهيء دِرعها الفولاذي ليُلبسها إياه، بينما كارا كانت تتأمل هدوءه العميق، كيف له ان يكون هادئا لهذهِ الدرجة؟ ألا يعلم أن لكل حربٍ خسائر! ماذا لو خسر فريقهم شخصاً مُهِماً؟ هل هو على علمٍ بنتائج الحرب؟

ارتعش جسدها بعدما سمعت رده الذي كان يحمل اجابته على اسئلتها وجحظت عينيها مُستمتعةً الى كلماته.. 

" اعلم أننا من المحتمل ان نخسر العديد من الارواح بالاخص البشر؛ فقد انضم الينا العديد وبالتأكيد لن يصمد اغلبهم أمام قوة الشياطين واتباعهم، لكننا جميعا من اخترنا هذا الطريق، طريق الدفاع عن مملكة الرب وإرجاع الشياطين الى جحورهم. من المحتمل أن أُقتل انا ايضا في ساحة المعركة لكن لن يتأثر الكثيرون بموتي؛ أنهم يعلمون أنني قد جئت الى هنا اما للفوز او للموت دِفاعاً عن عقيدتي. ولكن.. قد نخسر بالفعل وينهار فريقنا إن لم تكوني بأمان تُقاتلين اولئك المسوخ؛ فالجميعُ هنا مُتأملاً بالفوز بسببكِ انتِ، فكما الشياطين تظن أن جونغكوك هو ورقتهم الرابحة، نحن على يقين بأنكِ طريقنا للفوز! انا بالفعل لا اعلم نتائج المعركة لكنني اعلم شيئا واحداً فقط.... "
قال كلماته بهدوءٍ وهو يضع الدرعُ الفولاذي حول جذعها مُحاولاً تثبيتهُ بإحكامٍ لكنه سكت في نهايةِ حديثه عندما رفع عينيه الى عينيها ليُكمل..

" بأن الرب لم يجعلكِ الملاك الثالث عشر لنخسر، هو لن يهدر كل ما فعلناه سُدىًّ؛ لذا عليكِ ان تكوني متأكدة بأنكِ القائدة المثالية لنا "
اكمل حديثه بنبرة اخذت تجعلها تثقُ بنفسها اكثر وتُهدأ من روعها.. 

" بالنسبة للدرع فلا تقلقي لن يكون ثقيلاً عليكِ، صنعناه خصيصا إليكِ مُقاوماً للضربات القوية وخفيف الوزن كالريش "
اكمل بعدما أحكم الدرع الفولاذي مُربتاً على كتفها الايسر

اخذت تتأملُ كلماته منبهرة بكيف انه زرع فيها بعضاً من الامل، سيكون عليها الا تعصي له حرفا وألا تُخيب لَهُ ظنه؛ ففي النهاية هو لن يستحق الخذلان..

" هيا بنا فالجميعُ ينتظركِ في الاسفل "
قال ذلك بعدما مضى بخطواتهِ واقفا بالقرب من الباب فاتحاً إياه مُنتظرا منها ان تمشي في المقدمة.. 

ابتلعت ريقها مُتنفسةً بعمق لترسم على شفتيها ابتسامة ناعمة، اخذت تخطو خطواتها خارجةً من الغرفة ليتبعها جونغهيون.. 

خطوة تلت خطوة حتى اصبحت وسط حشد كبيرٍ من مخلوقات الربِ المُخلصة التي تَهتف بهتافاتٍ تشجيعية عالية زَرعت حماساً داخل كل من في تلك القاعةِ الكبيرة التي فُتحت ابوابها لتطلُ على القاعات الاخرى الضخمة والتي ضمت العديد من المُحاربين الذين ملئت هتافاتهم العالية المعبد وما يحيطهُ..

شهقت كارا لهول ما رأت؛ فلم تتوقع ان يكون جيشها هائلا لهذه الدرجة! لكن تايهيونغ أبعد تَمعنها جيشها عندما ربت على كتفها بشيء من القوة..

" هذا نصف الجيش لم تري بعد الفُرسان والرُماة! "
قال تايهيونغ بأبتسامة واثقة 

" لم اتوقع.. هذا العدد! "
همست بذهول حيث كان بصرها شاخصا عندما عادت بنظرها اليهم..

" الكثير من الجان والبشر انضموا الى صفوفنا، بالاضافة الى أن جميع ملائكة السماوات قد هبطوا لمساندتنا، لن تفرقي بين كل هؤلاء لأنهم اختاروا ان يتجسدوا على هيئة بشر "
قال سيونغ هيون بعدما انحنى اليها واقفاً بجانبها..

" خمسمائة الف مقاتل منا، سيفي ذلك بالغرض "
قال دونغهي بأبتسامة واثقة مراقباً الجيش بفخر..

" لكننا لا نعرف عدد ذلك الفريق بعد "
قال كي بوم بحاجبين مُنعقدين واقفاً بجانب تايهيونغ ناظراً الى دونغهي..

" ليس ذلك مهماً ما دمنا نحن هنا بعزيمتنا العالية نقاتل اؤلئك الوحوش "
قال شخصٌ ما لم تستطع كارا التعرف عليه..

ابتسم ذلك الرجل مُقترباً لينحني أمامها خمسٌ واربعون درجة مُقرباً يدها اليمنى حيث شفتيه ليترك قُبلة دافئةً على بشرتها الرقيقة..

" سامحيني على وَقاحتي عزيزتي؛ فلم اعرّفكِ بنفسي، انا جي يونغ الملاك الثالث "
قال ذلك بابتسامة لطيفة رسمها على شفتيه 

" والد جيمين؟! "
تساءلت بحاجبين مُنعقدين وإبتسامة صغيرة.. 

" اجل، انا كذلك "
اومئ جي يونغ مُجيبا إياها بعدما ترك يدها..

" اوه يا له من شرف كبير حقا..!! "
قالت ذلك اثناء محاولة انحناءها له لكنه بسرعه اوقفها 

" إياكِ ان تنحني لأحد! أنتِ مُختلفة "
قال جي يونغ ناهيا اياها..

تمعنت للحظاتٍ تصرفه هذا ثم وقفت بأعتدال لتومئ بنعم.. هل هي مُقدسة لهذهِ الدرجة؟

التفتت الى جانبها حيث صوت كي بوم مُحدثا جونغهيون مُشيراً الى منصة عالية تطل على صفوف المُحاربين..

" تفضل سيدي بأمكانك الصعود لألقاء خُطبتك "
اومئ جونغهيون بنعم واخذ يصعد درجات سُلم المُنصةِ واصلا أعلاها وهو يسمع صوت الهتافات ترتفع اكثر فأكثر، توسط المنصة الخشبية البيضاء ورفع كَفهُ عالياً طالباً منهم الهدوء والاستماع إليه..

" اليوم المنتظر قد حان اخيرا، الثالث عشر من اكتوبر لسنةِ لقاء قائدي الجيشين لم يتبقى له سوى ساعاتٍ قليلة، في الخارج وعلى بُعدِ بضعٍ من الاميال يتقدم جيش الظلام إلينا بغية إهلاكنا، لكن هيهات! هيهات ان يُهزم جيشٌ اختار الرب له إلهاً والسلام له سيفاً، يا اخوتي.. ابنائي ورفاقي لا تهدروا دماً دون ضرورة، لا تقتلوا نفساً على غير يقين إنها مؤذية.. "
كلمات جونغهيون اخذت تصدح في أرجاء القاعة بعد ان انتشر الهدوء في ارجائها. كانت كارا تستمعُ لكل حرف منه لكن صوت همساتِ جونغ ان القريبة منها والموجهة لأحدهم سرقت اهتمامها لغموضها..

" يا لروعةِ القدرِ عندما يجعلك النصف الاخر لشخصٍ تفضله، لن امانع حتى إن تم قتلي في هذه المعركة.. ففي النهاية انا سأموت بسبب قضيةٍ ناصرتها هي، سأكون فخورا بذلك حقا "
قال جونغ ان كلماته تلك لجيمين الذي كان يقف بينه وبين كارا وعلى مسافةٍ تكفي لأن تسمعه، لم يكن يعلم أن كارا قد سمعت كلماته واخذت تفكر بما الذي يقصده؟

" لم أفهم؟ "
تساءل جيمين مقطبا حاجبيه 

اكتفى جونغ ان برسم ابتسامة هادئة على شفتيه واخذ يبتعد عن جيمين الى الأتجاه المُعاكس له، حول الاخير رأسه بحيرةٍ نحو جونغهيون ليلمح كارا التي كانت تراقب حديثه مع جونغ ان؛ لذا هو حول نظره إليها دون أي تعبير حتى أبتسم مُستغرباً إبتسامتها البسيطة التي رُسِمَت فور رؤيتها إياهُ يلتَفِتُ إليها..

" مرحبا كارا "
همس بعينين مُبتسمتين..

" مرحبا جيمين "
اقترب بعض الشيءِ ليقف على مقربةٍ منها محولاً نظره الى جونغهيون الذي كان يُكمل خطابه بجيشيهم..

" اخبريني بماذا تشعرين؟ "
همس جيمين دون أن ينظر إليها..

" الكثير من الخوف والمسؤولية "
اجابته ناظرةً الى جونغهيون

" الخوف؟ كل هذه المخلوقات حولكِ وانتِ خائفة؟ "
تساءل بدهشة ماسحاً القاعة المُمتلئةِ رجالاً بعينيهِ الهِلاليتينِ الباسمتين لجُملتها اللامنطقية بالنسبة له..

" اخشى ان أُقتل فينهار كل شيءٍ بعدي، لقد اخبرني ابي أن الجميع متأملاً بالفوز بسببي، اخشى ان يهرب نصف الجيش إن واجهوا جونغكوك ووحوشه! "
همست بعينين تراجف رِمشها رُعباً لظلام مُخيلتها التي لم تُصور لها حتى أشكال وحوش جونغكوك وقوتهم..

" لا تقلقي انا هنا ولن ارحل، سأحرص على سلامتكِ، سأحمي ظهركِ وسأدافعُ عنكِ وسأشدُ على يديكِ، سأكون هنا دوما لأجلكِ "
قال كلماته عندما حول نظره إليها راسما على شفتيه ابتسامة حانية وعينيه تُخبرانها بالكثير من المشاعر التي جهلتها هي في هذهِ اللحظة..

اخفضت رأسها وعلى محياها ابتسامة كبيرة لترفع رأسها مجددا ناظرةً إليه..

" انا ممتنة بحق لأنك هنا "
قالت ذلك بعدما ربتت على كتفه لتتعالى في نفس تلك اللحظة اصوات هِتافات المُقاتلين على اثر انتهاء جونغهيون من القاء كلمته.. 

" هيا كارا، اذهبي إنه دورك "
قال جونغهيون ذلك بعدما وقف مُقابلاً لها..

اومئت بالموافقة واخذت تسلك طريقها نحو المنصة. تحرك جونغهيون بسلاسةٍ ليقف متوسطا تايهيونغ ودونغهي اللذين نَصبهما كقائدين لفصيلتين مُهمتين في الجيش..

" عليكم بحمايةِ الهرم الرئيسي فهم سر فوزنا، اجعلوهم قريبين من بعض ولا تغفل عيونكم عنهم، ان حدث اي امر خاطئ اسحبوهم من ارض المعركة لجانب آمن وقودوا الجيش انتم "
همس جونغهيون بنبرةٍ استطاع الاثنين سماعها؛ فلا أحدٌ غيرهما يعرفُ سر الهرم الرئيسي..

" حاضر سيدي "
قال كُلاً من دونغهي وتايهيونغ ذلك في ذات اللحظة.. 

ابتسامة جانبية تدل على راحة جونغهيون قد ارتسمت على شفتيه كقوسِ مطرٍ رُسم في السماءِ بعد عاصفةٍ شديدة؛ فعلى الرغم من عدم خبرة فتاته بقيادة مجموعة كبير من الرجال هو على علمٍ بأنها كفوءة بما فيه الكفاية لترسم خطةً ذكية رأى خيالها في ذِهن كارا. يعلم أن فتاته الصغيرة اصبحت تتخيل انها في رواية ملحمية ما وانها بطلتها؛ فعليها الان عاتق حماية الكون من دُنس الشياطين.. ويا لها من رواية!

ارتخت اعصابه كُليا وتسربل الهدوء الى اعماقه لرؤيته اولئك الرجال وهم يُحيّونها بكل حماسةٍ ممكنة ويهتفون بأسم الرب لأعلاء شأنه ولتطهير السنتهم بذكره، اخذوا يرفعون سيوفهم واسلحتهم عاليا يُمجدون الاله الواحد. اولئك الرجال زرعوا شعور القوةِ والحماسة في ارجاء قلب كارا التي اخذت تتمعن ملامحهم المليئة بالكبرياء والشرف لخوضهم غمار هذه المعركة الباسلة، رسمت على شفتيها ابتسامة فخرٍ لكونها قائدةً لهؤلاء الذين سيفخر بهم الاجيال القادمون وسيُخلدهم التاريخ على انهم حُماة الارضِ وفُرسانها الامجاد.. 

" كما يسقي المُعلم تلامذته عقولهم بنور العلم، كما تزهو الحقول لقطراتِ مَطرٍ باردةٍ شتاءاً وكما تَحيا النفوس بكلمةٍ طيبة، احييتم بداخلي الشجاعة، القوة والتفاؤل! زرعتم بقلبي امل الفوز فيالكم من فُرسان! سنجعل اسم الله قِبلة اهتداء الضالين ونصلاً حادا لمن يَعتدي على جبروته! بأسمه الرحيم سندخل الى قلب الجحيم وبلطفه الواسع سنشق طريق الايمان الى اجسادهم الجاحدة وبعدله التام سنمزق اشلاء الظلام لننشر في الاخير رسالته، رسالة توحيد إله واحد! اليوم.. لن يفرقنا مذهبٌ، طائفة، دين ولا حتى عرق او جنس! اليوم.. سنتوحد تحت راية السلام لننطلق الى آفاق الدمار لنزرع فيه بساتيناً من المحبة والخضوعِ للرب! "
قالت حروفها فور هدوء اولئك الجبابرة ثم عادوا ليهتفون مجددا فورما رفعت هي قبضتها عاليا وعلى محياها ابتسامة مُرافقاً إنعقاد حاجبيها، ذلك المعبد باتت تُسمع منه هِتافات تجاوزت حتى قوة هتافات الجيش المُعادي لهم. تلك الاشجار القريبة من ذلك المكان اخذت ترتعد؛ فهي على وشك ان تشهد اقوى معركة قد تشهدها جميع المخلوقات.

---------------

الثاني عشر من اكتوبر - 9:30 مساءا :

" تلك القصة العاطفية الممثلة بمثلث مُعقد غريبة بعض الشيء، لا ادري لما فكرت بالتنازل عن مكانتي والتدخل فيها، لكن الأمر الذي اصدره ذلك الشخص أوجب علي أن احقق الحب بين الشابين. كان علي ان ابعده عن الحب الحقيقي وادفعه نحو المثلية، أن اعميه عن الحقيقة التي كانت يجب ان تظهر لتنقذ أنصار الرب، انه امر يستحق العناء "
تلك الكلمات كانت تدور في ذهن يونغي الذي كان يمتطي جواده سائرا في الصفوف الاولى لجيش جونغكوك. ملامحه الباردة متضادة مع مشاعره الداخلية والتي كانت مزيجا من الحماس للقضاء على مفهوم العبودية ومزيجا من القلق ان يفشل كل ما تم التخطيط لأجله.. 

" لا تقلق فكما نجحت بمفردك سابقا سننجح هذه المرة؛ لأننا معاً جميعا "
كلمات هامسة خرجت من جوف هونغ هيون والذي كان جواده يسير بقرب جواد يونغي..

التفت يونغي مُستغرباً ليساره فوجد الاخر يبتسم دون النظر إليه..

" ما الذي تعنيه؟ "
تساءل يونغي

" اعلم بأنك من شجعت هيوري لترفع قضيتها ضد جونغكوك وايضا من قمت بمساندتها للفوز بها "
اجابه هونغ هيون 

توسعت مقلتي يونغي واصبحت انفاسه ثقيلة، ريقه بات كجمرات من جهنم اخذت تملء فمه حتى ابتلعه ليُحرق لَه جوفه ذُعراً ودهشةً لمعرفة الآخر بما حدث في الماضي.. 

" ما الذي تهذي به؟ "
قال يونغي بهمسٍ اوضح توتره وبؤبؤين يتحركان يميناً ويساراً بخفةٍ تتمشى مع خوفهِ بعدما حول نظره الى الامام

" انا شيطان الملذات يا صاح، انا افكار جميع المخلوقات واعرف كل تفاصيلها التي اود معرفتها، فكما تعلم ليست بالسهولة أن يحصل المخلوق على مرتبة عالية عند ابليس "
قال كلماته ليشير في نهايتها الى ييسونغ كدلالة على انه هو ابليس نفسه..

" ليس للأمر علاقةً بالملذات، انت تهذي! "
قال يونغي ليشدد على حروفه الاخير بحدةٍ بعدما حول نظره الى هونغ هيون غاضباً..

" حقا؟ ماذا عن تلك الليلة الحامية التي قضيتُماها معا ليلة صدور قرار المحكمة؟! يا رجل انا اعلم بالضبط كيف شعرت طوال تلك الامسية! لقد كانت جيدة جدا في...!! ربما لهذا السبب حارب جونغكوك لأجلها "
اجابه هونغ هيون بابتسامة جانبية وعينين حادتين حتى وصل الى فقرة مدحها مُقرباً قبضته من شفتيه ويبعدها بشكلٍ عامودي دلالة على ايحاء جنسي ثم اكمل كلماته بأبتسامة اكثر اتساعا..

ابتلع يونغي ريقه بتوتر شديد، حدث ذلك بالفعل لكن ليس من تلقاء ذاته، هو نفذ فقط التوجيهات التي صُدرت من المخلوقات الأعلى منه! 

" لقد امرني بذلك صاحب الجلالة ييسونغ، لم اكن لأتجرئ على فعل ذلك الامر، ظننا جميعا بأن جونغكوك مُجرد وسيلة لأغراء جيمين وأن الأخير هو نفسه الشيطان الثالث عشر؛ لذا حطمنا قلب جونغكوك لنهيئه لجيمين "
قال يونغي بهمسٍ مُحاولاً تبرير تصرفهِ ذاك

" اعلم اعلم "
قال هونغ هيون 

لحظاتٌ من الصمت سادت بينهما ليتساءل هونغ هيون..
" لك رغبات واهداف كباقي مخلوقات الرب؟ "

" اجل "

" لكنك ملاك! "

" مثلما جونغكوك رجل يُحب رجل اخر، انا ايضا ملاك لي رغبات؛ أنت تعرف بأن لكل قاعدة شواذ "

" لا تدعه يسمع -شواذ- منك؛ سيمزقك حينها "
قال هونغ هيون بقهقه صغيرة..

لحظاتٌ هادئة اخرى سادت بينهما؛ فكلاهما اخذ يُفكر بأمرٍ مُختلف..

" امر جونغكوك مُحير؛ هو لم يعرف بأنني من اغريتها، هو حتى لا يسمع حوارنا هذا! "
قال يونغي 

" بالتأكيد؛ صاحب الجلالة يجعله مُركزا فقط على المعركة؛ هذه الامور الجانبية ليست مهمة الان "
اجابه هونغ هيون قبل ان يُربت بخفة على جواده ليزيد من سرعته وليبتعد عن يونغي قليلا 

زفر يونغي بحيرةٍ؛ فُكل ما يحدث هنا لا يتم الا بأمر وموافقة ييسونغ، ماذا لو انتهت المعركة بفوزهم؟ هل سيُخبر جونغكوك عن فعلته؟ ربما سيتخلص منه بعد الفوز وانتهاء الخطة؟ فما فائدة يونغي حينها!

حول يونغي نظره لييسونغ ليرتعش له بدنه فور رؤيته الاخير يناظرهُ بحدة، تلك النظرة استقبلت ابتسامة جانبية باردة على شفتيه ليُدير رأسه الى ناحيةً اخرى، تُرى ما الذي يُخطط له ييسونغ؟

-------------------

الثاني عشر من اكتوبر - 11:45 مساءا :

توحدت الصفوف وسُلَت السيوف، انفاسٌ مُضطربة ونبضاتٌ متسارعة، مَشاعِرٌ متناقضة غزت قُلوبُ الكثيرين..

أبٌ وَدع اطفاله بقبلةَ أملٍ لفوزٍ ساحق وإيابٍ لاحق. مَخلوقٌ ينوي عصيان امر الرب فقط لأجل اهواءٍ شيطانية زرعها الظلام..

لم يكن جيشُ الربِ ينوي افتعال اي حربٍ ولا ازهاق اي روح، لكن الطرف المُقابل كما اختار العصيان اختار الدمار والقتال..

 عَلِمَت كارا بأنها ستجده بهيئة مُختلفة، فكما تخيلته وجدته حقيقة! بضعةِ اميالٍ كانت بينهم لكنها استطاعت رؤيته..

بالتأكيد لم تكن قادرة على رؤية تفاصيله بشكل دقيق لكنها استطاعت رؤية القليل منه بفضل شُعلات النيران القريبة إليه، سترتهُ الرمادية المُذهبة الواضح بأنها ثقيلة الوزن وعباءته الحمراء المُطرزة بالذهب والتي تُغطي إحدى كتفيه، كانت كفيلة بأن تقطع لها انفاسها لفخامةِ مَنظره، انفاسهُ..! هي كانت قادرةً على سماعها من ذلك البعد!

الهدوء كان مُسيطراً على الجيشين، لا صوتَ سوى انفاسِ جونغكوك الثائرة لرؤيتهِ جيمين يمتطي جواده بالقرب من كارا بثقةٍ عالية وملامحٍ قاسية، ثم صوت نبضاتِ كارا المُضطربة اثر خوفها وتوترها من جونغكوك؛ فعينيها لم تتحرك عنه وريقها نَشف حد الالم..

" لا تنسي ما اوصيتكِ به بُنيتي، هل فهمتِ؟ كوني صامدةً كالجبل ومسالمةً كحمامة رقيقة "  
صوته الذي تصفهُ بالنعيم رَن في اذنيها كأجراسِ الكنائس اللطيفة، جونغهيون همس بتلك الكلماتِ بعدما انحنى قليلاً عن جواده إليها.. 

" تُرى ما الذي من الممكن ان يهمس به ذلك العجوز إليكِ؟ "

جونغكوك قال كلماته بأبتسامة كارهة، صوتهُ صَدح في ارجاء الساحةِ، كان رجولياً عميقاً بما فيه الكفاية ليجعل بدنها يرتجف.. 

" يُخبرها بأنها ستكون بخير وأنه سيُهديها دُمية إن تمكنت من العيش للدقائق الخمسة المُقبلة؟! "
قال فيرنون كلماته ساخراً منها ومن والِدها ليضحك بعده العديد من المُخلوقات عدا ييسونغ الذي اكتفى برسم ابتسامة هادئة على شفتيه وجونغكوك الذي لم تتغير ملامح الكُره فيه.. 

" لا يا عزيزي، انه يُخبرها بأنك ومن معك سَتُطهون جيدا في الجحيم هذه الليلة "
قال دونغهي بحدة عاقدا حاجبيه بعدما حاول السيطرة على جواده الذي يبدو بأنه ثائرٌ وينوي الهجوم كسيده..

" اوه! حقا؟ ومن سيطهونا؟ تشيمنياه؟ "
قال جونغكوك بنبرة ساخرة ناظرا الى جيمين 

" تظن إنك في الطريق الصحيح؟ إنك مُخطئ حتما! فهذا الطريق لا يؤدي الى أي اتجاه اخر سوى العذاب، لن تقودك هذه المعركة الى الفوز! لن تفعل! "
قال جيمين بنبرة هادئة تفاخرت بقوتها..

قهقه خفيفة صُدرت من جوف جونغكوك لتجعل جوادهُ ذو العينين الحمراوتين يتحرك قليلا ليسطر عليه أخيراً.. 

" يا ملاكي، ما الذي تتفوه به؟ اه بحقك! انا لن ادخل معركة خاسره. لقد درست كل الاحتمالات.. الاحتمالات التي ستعجلك مُلكي، فلا مهرب مني "
بنبرة اكثر هدوءاً من خاصة جيمين جونغكوك تحدث..

" مُلكك؟ لقد اضلك ابليس بالفعل يا فتى "
بسخرية قال تايهيونغ

" انا لم أجبر أحدٌ على إتباعي، فقط قُمت بعرضِ الامور التي يُحبها الجميع والكثيرُ منهم أتبعوني لأجلها، انا صَريحٌ في افعالي واقوالي، أهديهم ما يطلبون لكن في المقابل يقومون بالانصياع لأوامري، تلك الاوامر التي اختارها الكثير وفضلوها على عروض الرب المتعلقة بالجنان والفردوس وما الى ذلك. فقط اخبرني.. ما الفائدة من أن يخسر المخلوق حياته الدُنوية ليعيش الحياة الاخرى بسعادة؟ فقط اخبرني ما هو دليلك على أن الرب سينفذ لك وعده؟ كم مرة تدعون ربكم في حياتكم؟ هل استجاب لاثنتين من امنياتكم؟ هه..! ومن يقول أنه هو من حققها إن لم يكن القدر من فعل ذلك! تقولون بأن ربكم غفور رحيم لذنوب عباده لكنكم قمتم بلعني، تطردون المنافقين من رحمتكم الا انكم انتم المنافقون أوليس؟ تدعون بالرحمة والسلام لكنكم تقتلون من يخرجون عن طاعتكم وتحاربوهم اشد حرب كما تفعلون الان مع جونغكوك، ما ذنبه ان اختار قلبه روحا على هيئة رجل؟ انكم انتم من في ضلال وليس نحن "
قال ييسونغ ذلك بنبرة باردة عميقة تخللها بعضُ من النبرات المُرتفعةِ ثم المُنخفضة والتي تتناسب مع بعض كلماته، استفز الكثير من صفوف عبدة الرب؛ فياله من عاصٍ!

" الامور التي عرضتها للجميع.. اخبرني هل هي دائمة؟ هل تلك الشهوات والنزوات او المناصب والرغبات ستستمرُ للأبد؟ أم أن لها وقتاً معيناً وستزول؟ هل هناك سببا مُقنعا أن يجعل الرب امانينا تتأخر ام انه فقط يفعل هذا ليثبت انه قادرٌ على كل شيء؟ لم ولن يفعل الرب امراً بأتجاه البشرية إن لم يكن ذلك في مصلحتهم؛ فجميع تلك الاحلام سكنت صفوف الانتظار لحكمةِ خالقٍ جبار ولأنه يعلم الوقت المناسب لتحقيقها. نحن جميعاً اخترنا الوقوف بجانب الرب ونصرته في هذه الحرب لأنهُ الشخص الامثل للعبادة، فمن غيره يستحق لقب الواحدُ الأحد؟! هل تريد ان تُقنعنا جميعا بأنك ستُبقي الحُكم للجماعه بعد خسارتنا نحن؟ ألن تفتعل حروباً بينكم لتتربع على عرش الالوهية والمعبود الواحد؟ أخبرني لما علي ان اختارك كقائد؟ لجشعك؟ لطمعك؟ لحقدك؟ ام لفسادك؟ بمن اجعلُ ثقتي إن لم اضعها في خالقي؟! هو يعلم اسراري ونواياي وهو من سمح لي بالعيش! أتريد مني عصيانه؟ لماذا؟ لألبي نزواتي المؤقتة الزائلة؟ ربي غفورٌ رحيم.. ولكنه ايضا شديدُ العقاب! أخبَرَنا جميعا بالقوانين التي يجب ان تُحفظ وألّا يتم تجاوزها فأن قمت بتجاوزها بعد أن اخبرك بمضار خرق القانون وعقباته، فعند ذلك الحين تستحق أن تكون مُبعدا مطرودا من رحمته! هذا الإله الذي يرعى كافة المخلوقاتِ من اصغرها لأكبرها ويحفظها ويحميها بعنايته تجرد منه صفة الرحمة؟ إن جردت منه ذلك لمن ستعطيها؟ لنفسك اللئيمة؟ ام لولدك العاق؟ "
كلماتٌ خرجت بقوةٍ زلزت الأسماع وتوترت بسببها القلوب، تلك الكلمات رسمت على شفتيّ جونغهيون ابتسامة رضا لأن جي يونغ تلفظ بها..

" ولدٌ عاق؟! هه! أتعلم؟ افضلُ أن اكون عاقاً على أن اكون انانيا مثلكم! اشعلتم نار الحرب بقلبي بعد ارسالكم طليقتي إلي بطريقةٍ استفزازية اثارت غضبي. بحقكم لا تحاولوا ان تقولوا بأنكم لم تقصدوا ذلك فبالتأكيد انتم كنتم على علمٍ بالعواقب! "
قال جونغكوك ساخراً حتى احتدت نبرته بغضب..

" لم يُخبرك احدنا أن تقوم بقتلها، فكما نملكُ نحن عقلاً وهبك الرب الذي تقوم بعصيانه بعقلٍ يعمل، كان بإمكانك استخدامه "
بنبرة هادئة قال سيونغ هيون..

" يااه تشيم تشيم! ما رأيك ان تُلقي التحيةَ على شخصٍ طال لقاءكَ به؟ "
بعدما تجاهل جونغكوك كلمات سيونغ هيون هو قال بنبرة ساخرة عندما تذكر أمراً مُهماً..

" شخصٌ طال لقائي به؟ "
بتساءل همس جيمين بحاجبين منعقدين 

تقدم احد الرجال من صفوف جونغكوك دافعاً امامه شخصاً ما قد تم تغطية وجهه، وعلى بعد مسافة تُمكن جيمين من النظر بوضوح الى ذلك الاسير. بِعنفٍ دفع الرجل الاسير ليجعله يجثو على الارض بركبتيه ثم سحب عنه الغطاء ليتضح بأنه إمراة! تمعن جيمين في ملامحها حتى توسعت عينيه بصدمةٍ ساحبا كمية من الهواء بقيت في رئتيه لفترة طويلة بعض الشيء..

" من قامت بتربيتك ومن انجبتني لهذه الدُنيا.. بارك هيو سونغ! "
بسخرية قال جونغكوك..

" امـاه! "
همس جيمين بتثاقل

" بُني.. انا.. انا اسفة بحق لكل ما حدث وما سيحدث! انا لم اكن اعلم بأن نامجون شيطان! اعلم بأنني من سببت بكل ذلك! انا اسفة! "
بصوت باكي قالت هيو سونغ اثناء انحناء نصف جسدها العلوي الى الارض، بدا صوتها كمن يغرق في مُحيط النَدم المُظلم..

" لا تتباكي الآن يا امرأة فقد فتحتِ بنفسكِ ابواب الجحيم! "
بأنزعاج قال تايهيونغ

حول جونغهيون نظره لتايهيونغ ناظرا إليه مُعاتباً قسوةَ كلماته، ما إن انتبه تايهيونغ إليه حتى جحظت عينيه مُتذكراً جيمين ليستدير نحوه والذي كان وجهه يصرخ ألماً وحُزناً لوالدته..

" جميع البشر يرتكبون الخطايا هيو سونغ "
بصوتٍ هادئ قال جونغهيون

" اجل اجل، سيبدأ الملاك الطاهر برسم تخيلات وردية بأن الرب سيغفر لها وبأنها ستكون شهيدة شجاعة! "
بسخرية قال نامجون راسما على شفتيه ابتسامة جانبية

" اطلب من الرب ان يغفر لي! ارجوك! انا لم اتقصد فعل ذلك! "
بصوتٍ بالكاد كان واضحاً لبكائها هي قالت ذلك قاصدةً جونغهيون

" لكننا بالتأكيد لن نختار أي شخصٍ ليُنجب ذريتنا المُنتظرة، كانت لكِ صفات يجب ان تورث لجونغكوك "
قال فيرنون ذلك بنبرة باردة

" جيمين.. سامحني! سامحني لأني لم اجعلك تهرب منذ البداية، سامحني لأني لم اخبرك ذلك بنفسي ولم ابرر لك فِعلتي تلك! "

بأنتحاب قالت هيو سونغ مُتغاضيةً عن كلمات فيرنون

" امي.. على أي حال لم اكن سأهرب! كنت سأتخذ ذات القرار الذي سيجعلني اقف هنا، انا فخور لكوني فردا من افراد هذا الجيش وسينالني الشرف الاكبر ان مُت في هذه المعركة؛ فأنا أُدافع عن هدفٍ نبيل؛ لذا لا تقلقي، سأصلي طوال لحظات حياتي المُتبقية بأن يغفر الله لكِ خطاياكِ أُماه "
بنبرةٍ هادئة قال جيمين ليكمل بألمٍ رافقتهُ تجمعاتٌ لؤلؤية مالحة في عينيه كدلالةً على حزنه الشديد وأن يَكبتُ داخله عواصفاً كادت تُدمر له نفسه..

لحظاتٌ من الهدوء سادت في تلك الاثناء، كان جيمين يناظر والدته بنظراتٍ حزينة وكذلك هي. ربت جونغكوك بقسوة على جواده لينطلق به الى حيث هيو سونغ حتى توقف عندها..

" كلمة اخيرة ايتها العجوز؟! "
بنبرة قاسية صرخ جونغكوك بها

انفاسها الساخنة المتسارعة كانت تُسمع من على بُعد بضعةِ خطوات لكلا الطرفين، تلك النظرات الحزينه التي كانت تغزو ملامحها تحولت لنظرة باردة لتقول بقوة قاصدةً جيمين..
" احرص على ارسال ارواحهم العفنه الى الجحيم بُني! "

.

.

صوت تلاطم وجهي السيف مع الهواء المُضاف إليهما قطرات الدماء التي تناثرت بسخاءٍ حول جسدها وطيران رأسها وهبوطه على مقربةٍ من جيمين قد شكلوا سوياً لحناً مأساوياً قد عُزِفَ في فؤاد الأخير، سيف جونغكوك كان مُنتصباً بشموخٍ في قبضتهِ وقطراتِ دماءها اخذت تنسال منه برويةٍ. عيني جيمين الدامعتين المملؤتين بأثار بقايا الصدمة التي خلفها جونغكوك فيه كانتا مُعلقتين برأسها الذي اُغلِقت عينيه امامه. سقط جذعها ارضا ليسمح لأنهار دماءها بالسيلِ على عجلٍ، بنظراتٍ تملؤها نشوةُ قاتلٍ مُختل قَرب جونغكوك السيف من وجهه واخذ يتمعنُ دماءها القانية..

" ابي.. قُلت ذات مرة أن إن احب الشخص شيئاً ما بات طعمه في دماءه، أتعلم ما اظن طعم دماءها؟ "
قال جونغكوك بصوتٍ هادئ غير آبهاً بما فعله قبل قليل حتى حول في نهاية كلماته نظراته الحادة لجيمين الذي اخذت دموعه تتخطى عينيه حتى وجنتيه لتعلن ان مشاعره في حالة فوضى عارمة، نظرات جونغكوك احتدت اكثر عندما لاحظ كارا وهي تمسدُ بخفةٍ حيث كتفه وذراعه لتصل حتى يده لتمسكها..

" بما انها كانت تُحب القهوة كما يفعل جيمين اذاً لابد ان يكون طعم دماءها كشفتيه، ما رأيك ان اجرب طعمه؟! "
بصوتٍ لشخصٍ بات يكظم غيظه قال جونغكوك

" إياك حتى أن..!! "
بهمسٍ مليء بالغضب قال جيمين ذلك قبل ان يقاطعه جونغكوك

" حاول ان تجعلني اتوقف! "
اجابه جونغكوك بأبتسامة خبيثة ليخرج لسانه ببطءٍ مُقتربا من سيفه لاعقا إياه بروية مما جعل كارا تُدير رأسها للجانب الاخر بتقزز وليعقد جونغ ان حاجبه بأشمئزازٍ مما يفعله ذلك الشيطان، اما باقي الملائكة فقد اغمضوا أعينهم سويا مُخفضين رؤوسهم بأسفٍ لتلك السيدة. ثوانٍ حتى ابعد جونغكوك سيفه مُقلبا قطرات الدماء في فمه بتفكير..

" ابتلعه.. ابتلعه "
بهمسٍ اخذ سيونغ هيون يردد

" ماذا لو لم يبتلعه؟! "
بتوجسٍ تساءل جونغ ان

" ان لم يُعجبه طعم دماءها فسيحترق جسدها حتى يُصبح رماداً وستحتاج الى تضحية كُبرى حتى يتم تخليص روحها منه "
اجابه سيونغ هيون

زفر جونغ ان بتوترٍ فهو لا يريدها ان تصبح سجينة الشيطان في الحياة الاخرى ايضاً!

" لقد انتهى امرها "
بتأسفٍ همس كي بوم فور سماعه صوت بصق جونغكوك دماءها ارضا لتأخذ النيران بألتهام جسدها بشراهةٍ، لقد خرجت تلك النيران من العدم! واصبحت تتغدى بتلذذ على ذاك الجسد الهزيل المشؤوم..

" للأسف لم يكن لمذاقِ دماءها ذات مذاق شفتيك "
بنبرة مُتأسفة قال جونغكوك راسما على شفتيه ابتسامة عاقدا حاجبيه بعدما أعاد سيفه الى غمده..

" يا لك من حقير! "
زمجر جيمين صارخا بغضب

" مثلما فعلت بي فكما يقول البشر العين بالعين، السن بالسن والبادئُ اظلم! "
بهدوءٍ مُرافقا ابتسامة عريضة قال جونغكوك قبل ان يشد على لجامِ حصانه ليعود الى مكانه..

" انا حتى لم ابدء بحفلتي بعد يا عزيزي،. لن اسمي هذا اللقاءُ حرباً؛ فهو لن يستحق ذلك لسذاجته فبالتأكيد سأفوز انا وسأحملك الى جناحي الخاص لأتفنن بتقبيل كل انش بجسدك، لكني سأسميه حفلة، مؤخرا بات الموت بالنسبة الي حفلاً اجتمعُ فيه مع من احب! انت لم ترى حتى الان خادمي الاكثر وفاءا يا صاح ! انا لم اكشف عنه بعد "
قال كلماته بملامحٍ مُرتخية أثناء عودته الى مكانه مُتوسطاً الصف الأمامي لجيشه حتى وصل لنهايةِ حديثه عند وصوله الى وجهته مُستديراً الى جيمين قائلاً بنبرة خبيثة مُشيرا إلى جهته اليُسرى القريبة، تقدم شخصٌ ما يرتدي عباءة طويلة سوداء ذات قلنسوة اخفت معالم وجهه..

" ستتعرف على خادمي المُخلص في الوقت المناسب، دعني أريكَ شخصين اخرين "
بذراعه اليُمنى اشار الى جهته اليمنى ليتقدما شخصان يرتديان ذات عباءة خادم جونغكوك المُخلص لكن بلونٍ احمر..

" هذان من سيجعلان نصف جيشك رمادا؛ فكما ارسلت الي هيوري برداءٍ وقلنسوة كهدية! احضرتُ لك انا ثلاثة هدايا فقط لتعلم أنني احبك اكثر مما تفعل انت، بالطبع انا لا احدث كارا كقائدة هنا لأنها بالتأكيد اضعف من ان تمنع نبضات قلبها السخيفة أن تُسمع؛ فكما تعلمين لي سمعٌ حاد "
قال كلماته الاولى بهدوء حتى ابتسم في نهايةِ حديثه مُستهزئاً بكارا

رمقتهُ الأخيرة بكُرهٍ لتقول..
" لم اعد نجسةً كما كنتُ سابقا لأحبب مخلوقاً ملعونا "

" افضل ان اكون ملعونا على ان اكون فتاةً مُدللة تنوي قيادة جيشٍ كلُعبة الكترونية "
اجابها بنبرة هادئة راسما على شفتيه ابتسامة واثقة

" انا افضل ان اكون كذلك على ان اكون شخصاً يعتقد بأن الحب عِبارة عن ممارسات جسدية وارضاء شهوةَ! "
اجابته بحدةٍ راسمة على شفتيها ابتسامة جانبية وحاجبين مُنعقدين

لحظاتٌ من الصمتِ سادت بينهما، فجونغ ان ودونغهي اخفضا رأسيهما ضاحكين على ملامح جونغكوك التي باتت كملامحُ طِفلٍ صغير تم الاستهزاء من لُعبه وابطاله الخارقين..

" أتعلمين لما يُلقب الاسد بالملك؟ "
تساءل جونغكوك بعدما زفر بغيظ

ضيقت قطري عينيها منتظرة جوابه..

" السرعة، القوة، المهارة واهم من ذلك الذكاء! كل تلك الصفات هو يملكها ولهذا هو يُلقب بالملك، تُرى يا كارا.. هل تملكين تلك الصفات لتُصبحي ملكة عالمك كما اصبحت انا؟ فلا ينصاعُ الجيش الا للملك! "
تساءل جونغكوك

" ومن اخبرك بأنني اود ان اصبح ملكة؟ من أخبرك بأنهم يتبعوني أنا ويُحاربون لأجلي؟ فأنا عبدة للإله وهذا اعلى مقام يُمكن أن يصل إليه المخلوق في حياته، أن يكون عبدا مُخلصا لله! ثم أن هذا الجيش لا ينصاع لأوامري وإنما ينصاع لأوامر الله فهو مَلِكَهُ الوحيد "
بهدوءٍ اجابته، تلك الثقة التي خرجت مع حروفها جعلت من جونغهيون يشعر بالرضا؛ لأن فتاته اخيرا قد اخذت تسلك دَرب الإيمان والقوة..

" آوه يا لثقتكِ العالية! لنرى إن كان جنود الرب يملكون ذات ثقتكِ "
بنبرة خبيثة قال جونغكوك ليبدأ بالنظرِ بحدةٍ لصفوف جيوشها..

اخذت تجول أنظارها حولها بقلقٍ مما قد يفعله جونغكوك لتتعالى صرخات احدهم من الصفوف التي تلي صفها .. تلك الصرخات لشخصٍ اصبحت لعدة اشخاصٍ!

" سنرى إن كان إلهكِ هذا سنقذهم من الالم! "
بسخرية قال هونغ هيون

" توقف! ما الذي تفعله؟! "
صرخت كارا بهلع وهي ترى العديد من رجالها يسقطون ارضا..

" هو يقوم بإيذاء البشر فقط لأنهم الاضعف، سيقتلهم ان استمر بذلك "
كي بوم قال مُراقبا بقلقٍ أولئك الصارخين بألم..

" اخترتِ الله إلها لكِ؟ انا اخترتُ الحب! الحب الذي سخرتي منه بوصفهِ شهوة! فإن لم تكوني تعلمين دعيني أضيفُ لكِ معلومة مُفيدة، الحب قوي كما هو الموت؛ فهما وجهين لعملة واحدة لأن كِلا طريقيهما شائكُ مؤلم ومُظلم! الحب يا حُلوتي هو المعنى الاخر للموت، وكما ذكرت سابقاً بأني بتُ ارى الموت حفلاً اجتمعُ فيه مع من أُحِب "
بنبرة مُشابهة لفحيح افعى سامة قال جونغكوك مُراقبا ملامحها..

" علينا إلهاءه،علينا ان نجعله يفقد تركيزه! ما الحل؟ "
همس تايهيونغ بحدة لجونغهيون

سحب جونغهيون نفسا عميقا مُحولاً نظره لكارا

" اخبرتكِ بأن تحافظي على صفاءكِ صغيرتي "
بنبرة عميقة وصوتٍ هامس قال جونغهيون قاصداً كارا..

اعتدلت كارا مغمضةً عينيها لتزفر بعمقٍ محاولةً اخراج الهلع والتوتر من اعماقها، عليها الا تهلع فالرب موجودٌ أليس كذلك؟

لمحاتٌ باتت تطرق باب مخيلتها، ذلك السواد الناجمُ عن اغلاق عينيها اخذ يختفي شيئا فشيئا اثر فتحها مُقلتيها لتجد نفسها في مكانٍ يملئهُ النقاء والصفاء، اللون الابيض كان طاغيا على كل شيء، صوتٌ رقيقٌ كرقةِ براعم الأزهارِ في الربيع اخذ يتسربلُ لسمعها..

" السماوات، الجنان، الملائكة والأهم منهم.. الرب! كلهم بجانبكِ، لن اخبركِ الا تخافي فالخوف بداية النجاة، لكنني اخبركِ أن تثقي بنفسكِ، فالشياطينُ تتغذى على بؤسكِ.. كوني قوية! "
صوتُ والدتها بدا كُحقنة مُخدر، تتألم في البداية إن شعرت بها لكن تدريجياً تفقد ذلك الشعور لترتخي وتهدأ..

شعرت بالحُزن لأن والدتها ليست بجانبها وأنها سمعت صوتها فقط، كم تَمنت لو إنها تراها وهي تقول ذلك، لكن تلك الكلمات قد أخذت تسري بداخلها لتُعوضها عن رؤيةِ والدتها..

ذلك الصوتُ الحنون سقى بذورَ قوتها المتخفي تحت دقائقِ الهلع، باتت تشعر بأن غيوم القلق انزاحت عن شجاعتها لتسمح لها بأرسال اشعتها المُنيرة الى اعماقها المُظلمة..

بدأت تشعرُ كمن يسحبها من ذلك المكان ليُعيدها الى ساحةِ المعركة، يديّ والدتها سحبتها من الأعماق مُعيدةً إياها بروحٍ أكثر قوة..

فتحت عينيها بحدةٍ لترمق جونغكوك بنظرة اثقبت جداره المتين الكامن في عينيه الخبيثتين، عقد حاجبيه بغضبٍ لرؤيتها ترمقه بتلك النظرة القوية..

" انت لست سوى اكذوبة، قوتكَ هذه ليست الا اكذوبة! وما الكذب الا ذو حبلٍ قصير "
كلماتها تلك عقبها هدوءٌ مُطلق اثر انشغال الجميع برؤية السماءِ فوق صفوف الرب، انوارٌ ساطعة باتت تُنير جانبهم لتُغرق الجانب الاخر بالظلام الدامس، جانب الشياطينِ الآن لا يُنيرهُ شيءٌ سوى ضوءِ البرق وأعين الأحصنه الحمراء وبعضٌ من أعين الشياطين والجان فشُعلات نيراهم طُفِئت اثر الرياح القاسية التي تحركت بلطفٍ من جانب الرب لتصبح جارحة في الجانب الاخر. قطرات الثلج اللطيفة باتت تَهطلُ برفقٍ من السماء القابعةِ فوق جيش الرب وغيومٍ غاضبة فوق جيش الشيطان.

 دقت ساعةُ الصفر.. الساعة المعلنة عن بدءُ اليوم الثالث عشر من اكتوبر قد أخذت تمضي بالفعل!

شدت على لجام فرسها مُتقدمةً عن صفها الاول وجعلت من جوادها  يتحرك امام جيشها ذهابا وايابا..

" إن الله اعظم الصابرين وأننا لأنبل الفُرسان! نحن من اخترنا الله في حياتنا ولمماتنا وفضلناه على أي شيء اخر طالما كُنا على قيد الحياة أو الموت! خلفنا يقبعُ اللاجئين لأمان الله وأمامنا المعترضين على حكم الله، صبرنا على فسادهم لقرون لكن اليوم..!! اليوم اعتدوا على إلهنا الواحد الى حدٍ لا يُطاق واخذوا يستهزؤون بنا ويؤذوننا اكثر، تمردوا وساء تمردهم حتى باتوا يحاولون قتلنا لأننا لم نُبايع شرهم وبغيهم! انا هنا اخترت الحرب! فأما أن تكون حربي سلاماً او انتقاماً لسنين صبرٍ طوال! اليوم..!! أقفُ هنا حاملةً في قبضتي سيفاً أما أن يكون حاوياً على دماء العدالة او دمائي! "
بصوتٍ دوى بقوةٍ في ارضِ المعركة هي اخذت تُلقي كلمتها الاخيرة قبل الحرب لجيشها مُحاولةً استنهاض همتهم، رفعت صوتها في كلماتها الاخيرة مستديرةً نحو جيش جونغكوك الذي لم تكن قادرة على رؤيةِ أي شيء منهم سوى عيونهم الحمراء التي اخذت تقتربُ بسرعة..

" خطوط الدفاع الاولى! "
بقوةٍ أمرت جيشها بعدما تراجعت الى الخلف لتسمح لجنود الصف الثاني بالتقدم مع دروعهم الضخمة صانعين بها جداراً ذو ارتفاع متر ولصفوفِ الرماةِ بالتجهز لأطلاق صراح سهامهم، ما ان اقترب ذلك الجيش المتسارعُ بوحشيةٍ نحوهم واصبحوا تحت سمائهم المُنيرة هي اشارت للرُماة بأطلاقِ سهامهم لتسقط على رؤوس العديد من جنود جونغكوك الذين سقط القليل منهم والكثير استمر بالتقدم، حتى اصبحت المسافةُ شبه معدومةٍ بين صف جونغكوك الاول ودروع جنود كارا قفز من خلف تلك الدروع العديد من الفرسان بصحبةِ خيولهم فوق ذلك الجيش البائس لتلامسُ بعض تلك السيوفِ رؤوس الجنود وبعضها سيوفاً اخرى ليشكلوا بذلك صوت صرخاتِ الحماسةِ والقوة.    

.

.

.

بعض معاني الكلمات الي ممكن مو الكل فهمها :

لجام = الحبل الي يسيطر من خلال الفارس على فرسه ( حصانه )

سل سيفه - سُلت السيوف = السيف من غمره ( مكانه ) , انتزعه و اخرجه برفق 


{ نهاية الفصل الثالث عشر }





Lanjutkan Membaca

Kamu Akan Menyukai Ini

1.3K 160 8
" الغِلافُ الجمِيلُ جذَّابٌ ولطِيفٌ والألطَفُ عِندمَا تَضعُه علَى كِتابِكَ والأكْثرُ لطَافَة أن تَكونَ أنتَ مَن صمَّمتَه " - هَل أنتَ مُبتدِئ أَو ذُ...
11.6K 1K 20
قتلت عائلتي ، لقد قتلتهم بسبب غبائي لم يقدر الناس اختلافنا ...ونظروا لنا كالوحوش التي يجب قتلها هل اردت ان اكون هكذا؟ لم ارد ولكنهم لا يشعرون بمقدار...
188K 6.4K 24
| مكتَملة.. قيدَ التعدِيل |. ما الذِي ستعيشُه تيانَا عندَ إنتقالهَا لعالمٍ آخرٍ؟، عندمَا تدركُ أنّها كانَت جزءاً منهُ وأنّها ذاتُ تأثير؟. كيفَ ستستَم...
522K 12.9K 34
من يقول إن النور لاغاب رجع ؟ ومن منّا يضمن مشاوير الطريق ! وحتى الصياد لو قضى ليله سّهر يجمع بين شبّك ومغارات الموج عودّ التيّار ولا رجع وخيب آماله و...