الغراب المتهم

By reema_albodiry

41.8K 285 20

📝 بقلم: طارق اللبيب More

الجزء 01
الجزء 02
الجزء 03
الجزء 04
الجزء 05
الجزء 06
الجزء 07
الجزء 08
الجزء 09
الجزء 10

الجزء 11

4K 52 15
By reema_albodiry


قال سعد لابيه .. يا ابي ان الامر ليس شيئا سيئا .. ولكني وعدت نفسي على كتمان السر لمصلحة عليا .. فانت لاتريد مني ان احنث بوعدي .. ولكن استأذن منك.. ان ازور معلمي وعمي يوسف التيمي ..

وساستأذن منه هو لاخبرك .. فتكون زيارة ود وخير وبركة .. وان تكون انت في صورة الامر ..

قال له ابوه ما رأيك ان اذهب معك؟؟ ..

قال له سعد لك ذلك يا ابي غدا صباحا نذهب اليه .. ان شاء ربي

ورجع سعد الى غرفته.. وبدا في الاستغفار.. وطلب العفو من الله من اجل الكذبه التي كبها على ابيه .. مع انها كانت من اجل مصلحة ودرء مفسدة ..

فقضى اليوم مهموما مغموما.. على فقدان العصا.. وعز عليه جدا ان يسافر من دونها .. ولكنه عندما استيقظ لصلاة الفجر.. وجد العصا موضوعة على صدره .. وفرح بها فرحا عظيما ..

تجهز الولد وابوه وتزودا للسفر.. وسافرا معا" الى يوسف التيمي ..

فلما نزلا ورأهما يوسف التيمي.. فرح وارتعب وعلت وجهه موجة الاضطراب.. التي تكسي وجوه العظماء .. اذا حاصرهم الاحراج ..

رحب بهم بصوته العالي كما هو معهود له .. فاجتمع الابناء الذكور ..من كلا البيتين .. ليسلموا على سعد.. وليروا اباه الذي يسمعون به كثيرا .. من حكايات ابيهم وحكايات سعد التي يحكيها عن والده.. ..

بعد ان اكرم وفادتهما .. اختلا بهما الاثنين ..

فقال له .. يا عماه انا لم اخبر ابي بأي شي جرى بينا .. منذ ان سافرت الى صيعر ..

وقد جئت اليك به لتخبره بنفسك.. فانا اريد ان اسمع باقي القصة .. وتفاصيل اللغز الذي ارسلته لي مع ابي ..

فتنحنح يوسف التيمي .. وقال ابدأ لكم .. باسم الله ..

ارجوك ان تستمع ياورقة بكل انتباه.. ولا تسخر بنا .. حتى اكمل لك الكلام ..

حدث ان بنتي منذ فترة يحصل لها كذا وكذا .. وفي يوم سافر سعد الى صيعر .. وراي في الطريق كذا .. وحدث كذا ..

المهم حكى له الذي جرى مع سعد ..

قال له ولما جئت واشتكت لي ابنتي .. لم اصدقها .. حتى رايت اثار سعد امام الباب .. وهو يقول ان الجني المتشكل في صورة الغراب ظهر بصورتي ليزق بي التهمة .. وسخرت به ولم اصدقه ..

فاتهمته واذيت قلبه ..

وطردته من بيتي ياصديقي .. فاصر ان يمكث ثلاثة ايام .. والى الان لا اعرف لماذا طلبها ليقيم في المسجد ..

وبعد ان ذهب مني سعد باسبوع.. جاءني ثلاث رجال ملامحهم غريبة .. لايبدو عليهم اثر سفر .. ولاغبار طريق ..

فنزلوا عندي ضيوفا" .. فلم اسألهم من اي القوم انتم.. الا في اليوم الثاني .. فقالوا لي ان شربت من شرابنا الذي نعطيك .. سنخبرك من نحن ..

فقلت لهم ان شربتم منه قبلي سأشرب .. فاخرج احدهم قنينة فيها سائل ازرق .. فشرب منه جرعة وابتلعها امامي.. وناولني فشربت منها .. فقال ان كان طعهمها طيب فأكملها.. فاكملتها لانها كانت من اطيب ما ذتوقت من الشراب ..

فقال لي احدهم هل لك ابنة مريضة تقول انها ترى اشياء ؟

فقلت له نعم .. قال وانت تصدقها ام تكذبها .؟؟ فقلت له لم نصدقها لاننا لانرى ماتري.. فنقول لها انه يخيل اليك ..

فقال لي من الان سوف تعلم .. هل هي ترى فعلا .. ام انها تتخيل ..

ونحن سنذهب .. فقلت له لقد شربت الشراب ولم تخبروني من انتم فقال نخبرك باسماءنا فحسب ..وهذا مايسمح لنابه .. هذا زايد وهذا زياد ..وكان الذي يتكلم معي هذا يقال له كعب الاكبر .. ابناء عبدالجليل .. فلم اعرف أباهم ولاقبيلتهم .. وهنا عرفت انهم ابناء الملك عبدالجليل الذي اخبرني به سعد ولم اصدقه ..

فلما سلكو الطريق غابو بسرعة لاتصدق .. فبقيت مرابطا في البيت قريبا من ستة ايام.. وانا اراقب غرفة ابنتي .. وكل يوم أسالها هل رايت شئيا فتقول لي لا ..

وفي يوم من الايام.. حط غراب على تلك التلة .. وهو ينظر الى الغرفة.. وانا انظر اليه .. ورايت ابنتي تنظر من النافذة الى الغراب .. وهي ترتعد من الخوف .. فقلت لها مالك يابنيتي؟؟ ..

قالت .. لاشي يا ابي ..لا شي .. فان قلت لكم لن تصدقوني .. ان الغراب على تلك التلة يا ابتاه انه يراقبني ..انا خائفة يا ابي ..

فقلت لها انا اصدقك يا ابنتي .. انا اصدقك ..

فدخلت امها علينا ..وانا احتضن ابنتي وهي ترتعد كانها اصيبت بامطار البرد والثلج من برودة جسدها ..

فقالت لي امها هل عادوتها خيالاتها؟؟ .. قلت لها ليست بخيالات يا زبيدة؟

قالت اذن ماذا يا يوسف؟؟ .. قلت لها انظري الى تلك التلة.. هل تري شيئا ؟ فنظرت الام وقالت لا ار شيئا"..

فقلت لها انا وابنتي نرىغرابا اسودا كبيرا قبيحا ..

ولكن يا ابنتي ان سعد بن ورقة عنده وصية .. قبل ان يسافر.. اذا راي اذا رايت الغراب ان يقول له كلاما .. وانا سأقول له هذا الكلام .. وارى ماذا يحدث ..

فخرجت من غرفة ابنتي.. واتجهت الى الغراب .. ولما اقتربت منه خشيته ان يطير .. فقلت له .. يا ايها المعتدي ان ان الملك عبدالجليل .. يامرك ان تفارق الفتاة وتأتيه .. وهو يطلبك ان تأتيه ويقول لك الهامة الهامة ..

فصرخ الغراب .. وقال بصوت كانه طفل .. سمعته اذناي ووعاه قل

بي .. (لن ارجع اليها لن ارجع اليها) ..

ثم طار الغراب وهبط عند باب الغرفة.. وادخل منقاره تحت الارض

واخرج سبيبة كانت مدفونه واخذها من عند الباب وطار .. فقالت لي ابنتي يا ابي .. انه لن يرجع مرة اخرى .. قلت لها لماذا ؟

قالت لي لان الخوف الذي في قلبي ذهب ..

قلت لها هل تستطيعي ان تخرجي ؟ قالت لي نعم ساخرج .. قلت لها وحدك؟ ..قالت وحدي .. فقلت لها اذن الحقي بي بعد قليل .. في بيتك امك ام الكرام ..

ثم ذهبت انا .. وخرجت الفتاة من غرفتها التي حبست فيها لخمس سنوات

حتى انها لم تستطيع ان تواجه الشمس .. ثم ذهبت وسلمت على اخوانها ابناء امها .. وجاءت الى عند ام الكرام.. فبكينا جميعا فرحا بشفاء ابنتنا .. ودعونا لسعد .. وحكيت لهم جميعا القصة التي حدثتني بها سعد ..

وقلت للفتاة .. لقد اتهمتيه زورا وبهتانا ياسلمى .. فان الجني تشبه لك في صورته .. وكلام درة كان حقيقة .. حينما كان الجني معك في الغرفة في صورته .. كان سعد ياكل الطعام في غرفته ..

قالت لي سلمى يا ابي .. وماذا افعل اذا بهذه الندامة؟؟

التي في قلبي .. ياليته كان موجودا.. فاطلب منه العفو والسماح .. لماذا لاتدعو سعد ان ياتينا فيفرح بما يرى.. ويزيل عبء الندامة من قلبي؟؟

فقلت لها يا ابنتي لا استطيع مواجهته.. فقد جرحناه .. وألمنا قلبه باتهامنا له .. فوالله ان الحياء منك يقتلني ياسعد ..

فبكى سعد.. وقال له ولا يهمك ياعماه .. فغضبك مبرر .. ولو ان اي احد في مكانك .. لفعل مثلما فعلت ..

ثم التفت يوسف الى ورقة وقال له ..مالي اراك ساكتا يا ابا مرثد .. اما عندك ماتقول ..

فقال ورقة .. والله ماكنت اظن.. ان في يوم من الايام.. ساسمع مثل هذا العجب العجاب ..واصدقه .. فالامر كله بيد الله ..

وقال يوسف .. يا سعد بن ورقة .. ادخل على امك ام الكرام.. فانها تشتاق اليك .. واذهب الى زبيدة ..وسلم اخوانك وسلم على سلمى واحمد لها الله على شفائها .. فانها تشتاق الى رؤياك وتتمنى مجيئك .. فهي لك متى ما اردت ان تصحبها .. فانا رجل ووعدي نافذ ..

قال ورقة يا يوسف.. ارجوك ان تسمح لي بكلمة مع ابني ..

فقام يوسف وهو يقول لك ذلك ياصديقي ..

فقال ورقة لابنه .. يابني لا ترفض عرض عمك لك . فاني ارى فيه لك خيرا وفيرا .. واقل شي هو ما أريدك ان تفعله.. اذهب وقابل الفتاة .. وانظر اليها .. فان اعجبتك .. فتعال وقل لي (لم اتعب من السفر) .. وان لم تعجبك فتعال وقل (يا ابي اني متعب من السفر) .. وعلى كل امر تقوله ..اناسأتولى الكلام عنك مع يوسف .. اتفقنا؟ قال له اتفقنا يا ابي ..

فنادى ورقة .. يايوسف هلم .. فجاء ثم قال له ورقة ..هل يدخل الفتى عليهم؟؟

قال فليدخل ..

فقام سعد واستأذن على ام الكرام.. وسلم عليها .. وعلي بقية اخواته الكبار منها

ففرحن به .. وقالت له ام الكرام .. يشهد الله يابني .. اني ادعو الله في كل صلاة ان يردك الينا .. فقد تقطع قلبي بشوقك ..

تتكلم والدموع تملا عينيها .. امراة فاضله.. في نهاية الستين من عمرها .. وهي اكبر من زوجها بثلاث سنوات ..

تزوجها يوسف وعمرة ثمانية عشر عاما ..

وانجب منها اولاده الكبار .. وتزوج زبيدة .. وهي اصغر منه بسبع سنين وهي ام سلمي ..

بعد ان اخذ سعد قسطا من الوقت مع الام الكبيرة..

تحرك في اتجاه الهوى والغرام .. وفي كل خطوة من السبعمائة خطوة .. يزاد قلبه في الخفقان.. حتى كاد ان يخرج من صدرة .. واحس ان ارجله تضعف عن المشي .. من هول الحب الذي يتحكم في قلبه ..

فلما دخل وسلم على زبيدة .. وعلى يسارها تجلس تجلس القمر .. سلمى اية الجمال.. وعنوان الفرحة .. كأن الدنيا تغني بجمالها.. وكان الاكوان ترقص امامها ..

فالما رأته تبسمت .. وطأطات راسها .. مستحية حياء غير متصنع

.. وسعد نفسه يكاد يدخل في اثوابه من الحياء ..

فقالت له زبيدة ان هذه الفتاة لا تسكت عن ذكرك .. وقد ازعجت اسماعنا بالكلام عنك .. فقالت سلمي لامها .. (امي؟؟)

وهي الكلمة الوحيدة التي سمعها منها سعد.. ثم خرج مسرعا .. الى ابيه..وهو يتبسم .. قرأ ابوه على وجهه الفرحة التي تبعثر الحب كالعطر في الفضاء ..

فلما وصل جلس بالقرب من ابيه.. ويوسف جالس ...قال يوسف هل رايت سلمي ياسعد ؟

قال نعم ياعمي.. فقال له هاااه ما رايك؟؟ .. فتبسم سعد وطأطا راسه ..

فقال ورقة .. اظنه يايوسف متعب من السفر؟؟

قال سعد لابيه .. لا يا ابي والله كأني لم اكن مسافرا .. فاني لا اشعر باي تعب..

فضحك ورقة .. وقال له كيف يتعب من السفر فارس مثلك .. انما نتعب نحن العجائز ..

فقال يوسف التيمي .. واين الريح يا سعد؟؟ والريح هو (فرسه الاسود) مالي اراك تركب هذا الفرس الأدهم ؟

قال لي عليك واجب العزاء ياعماه .. فان جوادي الحبيب مات قبل شهر .. فتأثر يوسف على الفرس جدا .. وقال له الخير فيما اختاره الله .. ولكني لا ارضى لك هذا الفرس الادهم .. وساهديك البراق؟

البراق .. هو فرس من سلالة الريح ايضا" ..

فكان الكرم من يوسف التيمي لضيوفه لايوصف ..

قال له ورقة مقاطعا.. جزاك الله خيرا يا صديقي.. فلم تترك شيئا من صنوف الكرم ..

فيا . صديقي الصدوق .. جهز لنا عروسنا .. فاننا لانريد ان نترك حرمتنا وراءنا .. وجهز لها هودجا وناقة صهباء .. فاننا سنعقد قرانها غدا .. ونسوقها معنا .

قال له يوسف وهذا يوم فرحتي ياصديقي .. ولم اكن احلم بان يتزوج سعد بن ورقة بنتي ..

سلمى .. وما ادراك ما سلمى ؟ .. فتاة من بني تيم جمال وعراقة . وعروبة صارخة .. لونها كالذهب الاصفر مشربة بحمرة .. اذا تبسمت توردت خدودها .. و كأن اللؤلؤ يضي من ثغرها .. انها الان بلغت الخامسة عشر من عمرها .. ولكن من يراها يظن انها ناهزت العشرين .. في قوام فارع .. وتربية حسنة ..

كاد الفرح ان يفتك بسعد .. وهو يحاول ان يخفي فرحته .. ولكن عيونه لاتزال تفضحه ..

وبالليل لم يستطيع المنام .. ولما اصبح وجد ان يوسف ذبح النوق ودعا اهل القرية .. بصائح على فرس .. على طعام الغداء.. وعقد قران سلمى على سعد السعيد .. وحلق الفارس في الظهيرة .. وخطف على جواده الاميرة .. وطار بها الى خلف الصحاري الكبيرة .. وانتهت الحكاية الخطيرة ..

لكم التحية والاجلال .. واسعد الله اوقاتكم بكل خير ..

وكتبها محبكم طارق اللبيب ..

في يناير 2018

Continue Reading

You'll Also Like

615K 30.4K 54
كام جاب سجينه جبيره زحفت وابجي ::- شتريد سوي شتريد ::- تبقين مالتي تعجبيني بكلشي وراح اسوي طول عمرج مراح تفكرين اصلاً برجال غيري همست بوجع ::- شاه...
10.7K 295 16
ودايما الخير منتصر .. والشر والفساد منهزم .. ورواياتي هي امنياتي .. لمجتمع متعافي من كل مرض ..اللهم ثبت الخطى وتقبل العمل .. تحيتي خالصة ممزوجة بالح...
351K 14.7K 10
فتاة مدلله تذهب نهوه بلأجبار الى ابن عمها العصبي الضابط 😍😍
175K 6.6K 159
#قصتي ، خلتني اقتنع تماماً ان مافي مرتين حيقبلو يتشاركوا في راجل واحد ! ملوحظه : ما تنحاز لي اي طرف من اشخاص القصة !!! و بعدها قوي قلبك و اقرأ للنه...