ابن الشيطان || نبض

By Anat0ria

297K 22.5K 22.9K

{ مُكتملة } \ { الجزء الأول } ليس شرطا ان يأتيك الشيطان بوجه احمر وقرون، هو يأتيك على هيئة اكثر الاشياء التي... More

-تَمهيد-
-تَقرير-
( الفَصلُ الأول-رائِحَةُ مَطرٍ )
{ الفَصْلُ الثاني-اللِقاءُ الأوَلْ }
{الفَصْلُ الثالِثْ-حَريق }
{ الفَصْلُ الرابِعْ-صُورَة }
{ الفَصْلُ الخامِس-لَمسة }
{ الفَصْلُ السَادِس-عَلاماتُ إستفهام }
{ الفَصلُ السابِع-فَكُ الشَفرة }
{ الفَصلُ الثامِن-عَلى أعتابِ القيامةِ }
{ الفَصلُ التاسِع-صَفعةٌ قاسِيَةٌَ }
{ الفصل الحادي عشر-طُبول الحرب }
{ ملاحظة مهمة لأستيعاب الرواية }
{ الفصل الثاني عَشر - حُصون وَسِيوف }
{ Vid. Ver }
{ الفصل الثالث عشر-ساعةُ الصِفرِ }
{ الفصل الرابع عشر-إيمان }
{ الفصل الخامس عشر - قُبلة وَداع }
{ خآتِمة }
- أسوة 2018 -
- ابن الشيطان || نورٌ وظلام \ الكتاب الثاني -

{ الفصل العاشر- مَولى آلجَحِيم }

8.1K 803 674
By Anat0ria

:السابع مِن أُكتوبر - 11:25 صباحا \ مقاطعة تيروفانانتا بورام - مدينه كيرالا - الهند

بخطى سَريعةٍ سار تايهيونغ نحو الأريكة الضخمة حيث القاعة الواسعه في ذلك المَعبد ليضع عليها كارا التي كانت شاحِبَةً كزهرةٍ أوشكت على الذبول، رِفاقها كانوا قلقَين أن تَفقدُ قُدرتها على التنفس فقد كانت تأخذ شَهقاتً سَريعةً ومُتقطعه فقد كان حالها يُرثى له بالفعل..

" !بحق السماء ليشرح لي احدكم ما خطبها  "
صرخ جيمين بعدما وضع يده على شعرها ماسحاً عليه برفق وعينيه تتحركان بشكل سريعٍ

" لما فقط حدث هذا؟ لما؟! تشوي سيونغ هيون! لقد كنت الحارس الخاص بها كيف لم تنتبه لذلك؟! كيف سمحت لها بالجلوس مع ذلك الشيطان؟ "
بغضب امسك تايهيونغ ياقةَ سيونغ هيون صارخا بوجههِ

" !لم اكن اعلم بأنه الشيطان الثالث عشر! لم تخبرني بذلك! لقد كان يعاملها برفق ولم الحظ أي تصرفٍ خاطئ منه "
قال سيونغ هيون مُبرراً بقليل من الارباك

" نامجون لم يلحظ أن جونغكوك هو ابنه المنشود أتود منا ان نلاحظ نحن ذلك؟ ماذا؟؟ هل أنت تهذي؟ إنه خطأك فلم تُخبرنا إلا قبل  يومين من اتمام ما فعله يوم امس!"
قال دونغهي ذلك بحدةٍ مُبعِداً تايهيونغ عن سيونغ هيون بقليلٍ مِن القوة

" ليشرح لنا احدٌ ما يحدث!! "
بصوتٍ واحد صرخ كُلٍ مِن جونغ ان وجيمين بغضب

" الانسة كارا قد أحبت شيطاناً، يبدو أنها وبدون شك قد أحبت جونغكوك فمن شيطاناً غيرهُ تَقربَ مِنها لدرجةِ سقوطها بذلك الحُب الملعون؟ "
اجابهما دونغهي ناظِراً إليهما

" ماذا؟ "
بدهشةٍ همسَ جيمين

" عندما يُحِبُ مَلاكٌ مَخلوقاً مَلعون سيُعاقب بهذه الطريقة، سيكون على إتصال مُباشر بجسد الشيطان وسيؤذي الرب كليهِما فقط ليُحاسب ذلك الملاك على خطيئته هذه، حينما اطلق نامجون ضربته نحو تايهيونغ قام الأخيرُ بتوجيه ضربةٍ اليه عَكسَت ما قد اطلقه نامجون ليُصيب جونغكوك مُتَقصداً حتى يجعل جانب الشيطان مُتأخراً في هذه المعركة لكننا لم نكن نعلم أن كارا قد احبت جونغكوك! وعند سقوط الاخيرُ متألماً سقطت كارا ايضا لأن جسدهما قد اصبحَ واحِداً "
أكمل دونغهي عاقداً ذراعيهِ الى صدرهِ ناظِراً الى كارا في نهايةِ حديثهِ بأسفٍ كبير

" من ناحيتها فقط اصبحا جسداً واحدا فلو اصيبت كارا لن يشعر جونغكوك بذلك لأنه لم يبادلها ذات الشعور "
تحدث سيونغ هيون بذلك بعدما أطلق تنهيدة عميقة

" لكنها تأخرت حتى سقطت! لِما؟! "
قال جونغ ان بذهول

" ذلك لأنها الملاك الثالث عشر لقد تأخر وصول العذاب اليها ليكون ذروتهِ عند جونغكوك وبذلك ستتألم هي بطريقة مفاجئة وبشكلٍ قاسي؛ لأنها الملاك الثالث عشر تَوجب ان يكون عقابها قاسيا بهذه الطريقة "
اجابه تايهيونغ بعدما رَفعَ سبابتهِ يُمَسِدُ على جبهتهِ مُحاوِلاً التفكيرِ بطريقةٍ يُنقذ بها تلك الشابة التي اخذت تأنُ ألما بين احضان جيمين

" افعلوا شيئا لها! إنها مفتاح نجاحكم في هذه المعركة! افعلوا شيئا!! "
زمجر جيمين بغضبٍ محاولاً اخراج ذلك الاسى الكبير الذي اجتاح صدره جاعلاً مِن جَسدهِ يَرتجف بغضبٍ كما ترتجفُ اوراق الاشجارِ في وَسط عاصفةٍ هوجاء

" ألم ترى أن والدتها قد حاولت التواصل مع ابيها؟ لن يقدم لنا احد مساعدةً الآن! هي تتلقى عقابها! "
هتف تايهيونغ بغضب

" جدوا حلاً ما! من المستحيل ان نجعلها تموت بسهولة! "
اجاب جيمين بذات نبرة تايهيونغ

" اين.. اين والدتها الآن؟ "
جونغ ان تساءل بذبولٍ محاولا استجماع افكاره؛ فكل هذهِ المعلومات الخاصة بالملائكة والشياطين كثيرة على ان يستوعبها عقله البشري دفعة واحدة

" انها داخل احدى حجرات المعبد تصلي للرب ان ينقذنا من هذه المحنه "
اجاب سيونغ هيون مزفرا

سادت لحظات من الهدوء بين هذه المجموعه ولم يُسمع سوى صوت انين كارا وهمسات جيمين لها بأنها ستكون بخير، لقد كانت تذرف دمعا من دون قصدٍ محاولةً تخفيف الالم عنها ببكائها و انينها مما اثار حُزن جيمين بطريقة اخذت دموعه ايضا تنسابُ ببطءٍ على خديه ضاما إياها الى صدره اكثر

" لقد وجدتها! سأذهب الى والدها بنفسي! "
قال تايهيونغ ذلك بنبرة سريعة مُبيناً إنه قد وجدَ حلاً ممتازا

" لم يستجب لزوجته، سيستجيبُ إليك؟ "
قال دونغهي ساخرا

" هي لم تصعد إليه ولن تتمكن من ذلك! بينما انا ملاك ولي منزلةٌ عند الرب! هي مجرد حورية وزوجة الملاك الاول! "
قال تايهيونغ بنبرةٍ اوضحت حماسه

" انا اؤيده، علينا تجربة ذلك "
قال سيونغ هيون بنبرة هادئة

" لا ادري! فقط انقذها وانقذ ذلك المسكين "
قال دونغهي ذلك مشيراً الى جيمين في نهاية جملته حيث لاحظ كيف كان يمسد على ظهرها ويمسح على شعرها ويضمها الى صدره بقوةٍ ليقبل بين الفينة والاخرى رأسها برفق هامسا إليها ببعض الكلمات في اذنها

اومئ تايهيونغ ليتحرك مسرعا خارج تلك القاعه لتتبعه نظرات سيونغ هيون ودونغهي آملين ان يعود تايهيونغ مُصطحبا بعض الاخبار الجيدة

اما عن جونغ ان فقد تحرك خارجا بخطوات متثقالة من القاعة بعد خروج تايهيونغ، لقد بدا كَمن يَسحب بأحدى ساقيه جبالاً مِن الحزن وبالاخرى أطناناً من الخذلان والاسى، لقد اكتفى من سماع صوت انينها لذا تحرك خارجا عله يحاول جمع شتات نفسه مجددا ليخدم هذه القضية الاسطورية وليخرج بها الى بر الامان.

----

السابع مِن أُكتوبر - 1:21 ظُهراً :

" ابتعد ابتعد بسرعه! صاحبُ الجلالةِ هنا! "
صرخ احد الرجالِ على يونغي الذي كان يقف بالقرب من جونغكوك المُمَدد جَسده الخالي من اي حركة على سَريرٍ ضَخم في إحدى غُرفِ تِلكَ القلعةِ المُهيبة

ألتفت يونغي الى الخلف بغية أن يتعرف على هويةِ ذلكَ الرجل المُلقب بـ -صاحب الجلالة-، عينيه توسعتا وتوقف عقله عن التفكير بكل الامور سوى أنه قد رأى لتوهِ الشيطان الأعظم.. الشيطان الاول!

" لِنرى ما خَطبُ هذا الصغير "
بصوته الهادئ قال ذلك الشيطان راسما على شفتيه ابتسامة خفيفة مقتربا من جونغكوك بعدما ابتعد يونغي بسرعةٍ ليقف على الجانب الاخر من طرف السرير

ببطءٍ مسح الشيطانُ الاول على رأس جونغكوك لتنخفض لمساتهُ تدريجيا نحو الاسفل، عينيه.. شفتيه.. رقبته.. صدرهُ العاري الذي يسودهُ اللون الازرق لتستقر لمساته حيث مكان الضربة التي تلقاها بشكل مفاجئ من تايهيونغ. اغمض الشيطان عينيه متنهدا بعمق وقد بانت على ملامحهِ الجدية فيما يفعل.

اخذت اضاءةُ المكان تخفتُ ببطءٍ واصواتُ أمواجُ البحرِ باتت عالية وتُسمع بوضوحٍ على الرغم من كونهم بعيدين عن البحرِ بفارق مسافةٍ كبيرة! لقد اخذت الظُلمى تنتشر بسرعةٍ كما تنتشرُ قَطراتِ الحِبر في قَدحِ ماءٍ صافٍ لتغيرَ لونهُ، الحرارة بدأت تنخفضُ بشكلٍ ملحوظٍ حتى بات يونغي يَرتجفُ قليلاً في مكانه، ما الذي يفعله هذا الشيطان؟

شيئا فشيئاً حتى عادَت الامور إلى طَبيعتها فور انفتاح عينيّ الشيطان الاول واعتدالهُ في وقفتهِ بعدما كان مُنحنياً نحوَ جسد جونغكوك، ابعد يدهُ التي كانت تلامس جسدَ الاخير لِينذهل يونغي مما رأى، لقد اخذت تلك الكدمة التي اخذت مساحة كبيرة من صدره بالتقلص ببطءٍ كما لو فريسةً تنوي الهرب من مخالبِ الأسد حتى اصبحت نقطة صغيرة ثم.. اختفت!

اخذ جونغكوك يُحرك حاجبيه عاقداً اياهما ويأن بطريقةٍ كما لو انه اخذ يستفيقُ من ليلةٍ قد ثملَ فيها حد فقدانه لوعيه.

هرع يونغي اليه وبدأ يتفحصه بأهتمام

" جونغكوك؟ هل تسمعني؟ جونغكوك! "
تساءل يونغي مُحركاً كتف جونغكوك بخفةٍ

" دعه، يحتاج بضعِ ثوانٍ حتى يستفيق بشكل كامل "
قال الشيطان الاول ذلك بنبرة هادئة دون النظر الى يونغي

تحرك يونغي مسرعاً لينادي نامجون مُطمئناً إياه أن ولده قد بدأ يستقيظُ؛ لذا هو خرج من الغرفة تاركا الشيطان الاول وجونغكوك وحدهما

اخذت عينيّ جونغكوك تتحركان ببطء حتى بدأ يفتح عينيه برويةٍ عاقداً حاجبيه، رفع رأسه بتساؤل عن هوية المكان ليجد شخصاً ما ذو بشرة بيضاء صافية تماما وعينين عسليتين وشفتين حمراوتين متناسقتين مع ملامحه الباردة ونظراته الواثقة وابتسامته الجانبية الخفيفة، لقد كان كل شيئا فيه متناسق حد دقةِ تتالي الليل والنهار أحدهما تلو الآخر دون اي سهوٍ او خلل.

" من.. من تكون؟ "
بصوت مُتعب همس جونغكوك بذلك موجهاً سؤاله للشيطان الاول

" ييسونغ.. الشيطان الاول، مولى الجحيم يا صغيري "
عَرّف الشيطان الاول عن نفسه بعدما اتسعت ابتسامته اكثر وأمال برأسهِ قليلاً الى جانبه الايمن مُتمعناً ملامِح الدهشة التي هبطت على وجه حفيدهِ.

في هذه الحرب يا سادة، ستشاركُ فيها الجنان والفردوس شخصيا، فلِما لا يتدخل فيها ايضا الشيطان الأعظم وجحيمهِ المُلتهبةِ لتلتهم بشهوة راغبةً بتدميرِ كُل من يُعادي مولاها؟

-----

السابع مِن أُكتوبر - 5:30 عصراً :

كان يجلسُ وَحيداً مُقابِلاً انوارَ مُقاطعة تيرو فانانتا بورام الهندية، لقد اخذت اضواء المنازل تُضيءُ تدريجيا الأفق الواسعةِ أمامه والتي باتت ملونةٍ بلون المساءِ المُعتم والذي يتخللهُ بَعضٍ من خيوط الشمسِ الاخيرةِ مُعلناً عن إنتهاءِ يومٍ آخر مُقتربين اكثر مِن تلك الملحمة التاريخية والتي سيخوضها النورُ والظَلام في معركةٍ حاسمةٍ ستركعُ البشريةِ على اثرها لألهٍ واحدٍ.

لم يَمضي الكثير على جلوسهِ هناك محاولاً التخفيف من قلقه واضطرابه مما قد يحصل لكارا، فبعد ساعاتٍ طويلةٍ مِن الالم الهائل الذي لاقتهُ لم تعد هي قادرة على تحمل المزيد لذا وبكلِ بساطة اغلقت عينيها فاقدةً وعيهآ لتغط في نومٍ عميقٍ مستسلمةً لجسدها الذي خارت قواه تماما ولم يعد بإمكانهِ مقاومة الالم مُسترخياً بين احضان النوم العَميقِ طالباً منه الراحة عله يشفقُ عليه محققا له مَطلبه.

اخذ جيمين يُقطع بَعضٍ مِن الحشائش الصغيرة القريبة منه وببرودٍ دون النظر اليها كأنه يحاول اخراج غضبهِ المكتوم لكن بأسلوبه المُختلف! كان قد سَمحَ لساقه اليُسرى بالاستلقاءِ امامه والاخرى قد ثناها جالسا عليها ناظرا الى الامام غيرُ مبالياً لما تفعله يده اليمنى من تقطيع تلك الحشائش المسكينه.

شعر بجلوس شخصٍ ما قربه مُرافقاً إياهُ عُطره الهادئ الذي تعودَ جيمين استنشاقه منه

" لا ذنب لهذه الحشائش بما حصل سيدي "
قال دونغهي بنبرة هادئة دون النظر الى جيمين مُكتفياً بضم ساقيهِ الى صدره مُراقباً اختفاء اخر خيوط الشمسِ ليحل محلها سواد الليلِ الغامض

" سيدي؟ وكأنك كنتَ حارسا شخصيا بحق "
قال جيمين ساخرا

" انا بالفعل حارسك سيدي، لقد خلقني الرب لذلك "
اجابه دونغهي

" حقا؟ اذاً أين كنتَ يوم امس؟ لما لم تكن حاضرا؟ أتعلم لو انكم قد تدخلتم بطريقة هادئة لما حدث ما حدث! "

بإنفعال هَتف جيمين ملتفتا الى دونغهي

" ما حدث كان يجب ان يحدث! ثم انها تتعذب الان لأنها احبت شيطانا لا دخل لنا بذلك "
بهدوء اجابه دونغهي ملتفتا اليه

" برودك هذا سيقتلني بحق! ألا تخشى ان تخسر؟ هل انت بجانبنا ام بجانب الشياطين؟! "
زمجر جيمين بغضب

" ولما اتوتر وانفعل وانا اعلم بأن كل هذا سينتهي قريبا وأن الرب يعاقبها فقط! هو سيزيل عنها هذا الالم وستقاتل لجانبه وسنفوز نحن! ماذا؟ ألا تثق بربك بارك جيمين؟ "
قال دونغهي مميلا رأسه الى الجانب قليلا راسما ابتسامة تضاهي هدوءه وسلامه الداخلي

اخذ جيمين يتمعن الثقة التي تشعانها عيني دونغهي وهو يقول ذلك وبات يفكر بكلماته، سيزول كل ذلك بالتأكيد فهو لطالما وضع ثقته بالرب منذ صغره على الرغم من كونه يجهل حقيقة كونه ملاكا خُلِقَ لعبادةِ الإله الاعظم.

زفر جيمين مغلقا عينيه محاولا تهدئة نفسه قليلا واخفض رأسه الى الاسفل مستسلما للطاقة الايجابية التي منحها اياه دونغهي ليسترخي بعد ذلك مُستمتعا بنعومةِ لمساتِ الرياح الخفيفة التي اخذت تداعب وجهه وخصلات شعره برقة لتسود بينهما دقائق من الصمت.

" في القطار.. عندما شرحت لي قصة هذا المعبد واصوله والتمثال الذي كان فيه وكيف وجدته والدة جونغكوك وكيف باتت حاملا بهِ، قد تولدت لي بعض الاسئلة بعدما فكرت ملياً في الامر، هل بأمكانك اجابتي عنها؟ "
تساءل جيمين بهدوء فاتحا عينيه ملتفتا الى دونغهي

" بالتأكيد! اسأل ما تريد "
ابتسم له دونغهي مجيبا اياه بذات نبرته

" ذَكرتَ أن قبل العثور على التمثال داخل تلك البوابة كانت هناك اصوات تلاطم امواج واضح، لما لا اسمعها الآن؟ لما اختفت؟ "
تساءل جيمين عاقدا حاجبيه

" لقد حرص الرب يا صديقي على أن يُذكر الشيطان بمصيره الاخير، صوت تلاطم الامواج هذا ليس الا مكان منفاه الأبدي والذي سَيُرسل الى هناك بعد خسارتهِ في معركتنا الاخيرة، وجعل الرب هذا الصوت ملازماً إياهُ أينما سار وذهب لذا فعند تحرر الشيطان من هنا ومغادرته هذا المعبد لم يَعد اي احد يسمع تلك الاصوات مجددا "
اجابه دونغهي مُراقباً عيني الآخر التي بدتا تَحملانِ مزيجاً من المشاعر المُختلفة كالدهشة.. الحيرة والقلق

" ولتستدل على وجوده و لتعلم أنه حولك، ستتمكن من استنشاق رائحةَ مَطرٍ وسماعِ صوت تلاطم امواج بحرٍ على الرغم من عدم قُربك من اي بحر ولا حتى وجود اي غيومٍ في السماء، كل ذلك لما في رائحةِ المطر وصوت الامواج من علاقةٍ لمكان نفيه الابدي "
اكمل دونغهي

" كيف يمكن لشيطان لعين البقاء في معبدٍ لفترة طويلة؟ "
بدهشة تساءل جيمين

" بَقي داخل تلك الحُجرة الملعونه حيث حُبِست كل الحاجياتِ الخبيثة في الارض، لقد حُبِسَ ذلك التمثال داخل تلك الحجرة في هذا المكان لحمايةِ الناس حتى جاءت حَبيبةُ الشيطانِ لِتُحرره من هنا "
اجابه دونغهي

اومئ جيمين بتفهمٍ محاولاً تخيلَ ما كان داخل تلك الحُجرة وما اطلقتهُ حبيبةُ الشيطانِ من مصائب لهذه الدُنيا حتى اقشعر بدنه فور مرور نسمةٍ باردة لامست اطرافه وخديهِ ليمسدَ على ذراعيهِ مُحاولاً تَدفِئةَ نفسه.

" أتعلم؟ من مزايا هذا المكان أنه دائما ذو رياحٍ باردة، فكما تعلم الشياطين مخلوقاتٍ ملعونه تكره البرودة والروائِحِ العطرة والامور النقية "
قال دونغهي

" الروائح العطرة؟ لكن..! كنتُ دائما ما استنشقُ عَبق جونغكوك! لقد كان كما.. كرائحةِ المسكِ تماما! كيف هذا وهو الشيطان الثالث عشر؟ "
تساءل جيمين بشك  

" لأنهُ أحبكَ انت، لقد امتلئ فؤادهُ بكَ بارك جيمين "
قال دونغهي ذلك بأبتسامة جانبية

" اذاً لما لا يعاقبه الشيطان كما يعاقب الرب كارا؟ "
بانزعاج تساءل جيمين

" وهل سمعت يوما أن الشياطين ترفض الخطأ وتحاربه يا صديقي؟ "
بأبتسامة خفيفة اجابه دونغهي

" لكنهم بهذه الطريقة حافظوا على بقاء ثغرة واسعةٍ وسنتمكن من ايذاءهم! "
قال جيمين مُندهشاً

" حقا؟ وكيف نؤذيهم؟ بأذيتك مثلا؟ نقوم بقتلك ونحن من حرصنا على ولادتك وحمايتك وانت بين احضانهم؟ نجعل الملاك الثاني عشر يصرخ الما لأجل القضاء على ذلك المخلوق؟ ألا تشعر بسخافة الامر يا صاح؟! لم يَتسم الرب ابدا بالانانية، هو لم يؤذي اتباعه ابدا في سبيلِ نصرته! بالعكس! هو حَماهم وحرص على امانهم وبذات الوقت هو انتصر في حروبه ضد جيوش الشيطان منذ الازل! "
دونغهي اجابه في بادئ الامر ساخراً حتى تحولت نبرته لأعصارٍ من الجدية

" لا ادري.. بحقٍ لا ادري! "
قال جيمين ذلك متنهدا بضيق

سادت لحظات صمتٍ اخرى بينهما، لقد كان دونغهي هادئاً جدا ومستعداً ان يبقى حتى الصباح يُجيب على اسئلة جيمين فهو سلاحٌ جبار ستقاتل به كارا لاحقاً، جيمين يمثل نجاح نصفَ خطتهم وبالتأكيد هو سيحرص على سلامته ولو تطلب ذلك التضحية بنفسه في سبيل ابقاء جيمين سليماً. مال دونغهي قليلا في جلستهِ نحو جيمين ليجعل الاخير يلتفت اليه مستغربا ليجدهُ يُخرجُ شيئاً ما من جيب سترتهِ السوداء، اعتدل في جلستهِ ليجعل جيمين يرى ما بيدهِ، اخذ دونغهي يحرك بهدوء حجرين بيده وبالاخرى يمسح عليها بلطف مُبتسما.

" ما هذا؟ "
تساءل جيمين عاقدا حاجبيه

" حجرين من الفردوس، انهما من الارض الساكنة تحت عَرش الرَبِ يا صديقي، فور نزولي من السماء ومعرفتي بما سيحصل ولأنني حارسكَ الشخصي اخذت لك هذين طالبا الإذن من الرب ان أنزلهما من السماواتِ اليكَ "
حول دونغهي نظره اليه مُبتسما ليقول ذلك

رسم جيمين ابتسامة ناعمة على شفتيه وحاجبيه قد انعقدا بإستغراب مفكرا بفائدتهما

" إن اعطيتَ هذين الحجرين لشخص ما عزيز على قلبك واحتفظت بالاخر لنفسك ستكونان على تواصل تام مع بعضكما ولن يفرقكما اي شيء مهما بلغت قوته! حتى إنك ستشعر بنبضاتِ قلبه وسيشعركَ الامر بالراحة كما لو انه بين احضانك "
اكمل دونغهي بذات ابتسامته

" هل ستعطيني احد الحجرين وستحتفظ انت بالاخر؟ "
تساءل جيمين

" لا! بل انهما لك، اعطي احدهما لمن تشاء واحتفظ بالاخر "
قهقه دونغهي في بداية جملته نافياً ظَن الآخر حتى انهاها غامزا لجيمين، سحب يد جيمين اليُمنى وبيدهُ اليُسرى هو وضعَ الحجرين على راحةِ يدِ الاخر.

مَسد دونغهي على كتف جيمين بأبتسامة واسعة لينهض تاركا اياه جالسا وحده. اخفض جيمين نظره نحو الحجرين بنظراتٍ هادئة مُفكراً حتى ابتسم بحب مكوراً قبضةَ يديهِ لتحتضن اصابعه الحجرين مانحاً اياهما بعض الدفء وهو يفكر بطريقةٍ مناسبة لإعطاء احد هذين الحجرين لشخص ما في الوقت المناسب.


---------

السابع مِن أُكتوبر - 10:18 مساءا :

بهدوءٍ فَتح جونغكوك بابَ الغُرفةِ التي ارسل صاحبها في طلبه، اجال نظره هُناك بذهول، لا إنارة فيها سوى موقدِ النار الذي يشتعل برويةٍ صادرا مِنه صوتٍ أحتراقِ قُطع الخشب ليبعث رائحة رمادٍ زكيةٍ في المكان الساكن هذا. رأى كُرسيين امام الموقدِ احدهما كرسي ثابت والاخر ما يُعرف بتسمية الكرسي الهزاز حيث كان يتحرك بهدوءٍ جالسا عليهِ شخص ما قد اعطى ظهرهُ إليهِ ويبدو أنه قد جعل رأسه ينحني الى الامام قليلاً كما لو أنه كان يفعلُ شيئاً ما وقد تأكد جونغكوك من ذلك حين سَمع صوت تحريك صَفحةٍ ما من كتاب كان بين يدي ذلك الرجل.

" ادخل بُني، لا تبقى واقفاً هناك تسترقُ النَظرَ كما لو كنتَ تفعلُ خطأ ما "
صوتٌ بِبحة عميقة صُدِرَ من جوفِ ذلك الرجل بعدما توقف كُرسيه عن التحرك

ابتلع جونغكوك لُعابهُ ودخل مُغلقا الباب خلفه، بخطى متباطئة هو سار نحو ذلك الرجل حتى وقفَ بجانبه ليتعرف على هويته، انه ييسونغ! بدون اي كلمة وضع الأخير الكتاب الذي كان بين يديه على طاولةٍ كانت على يساره ليرفع نظره الى جونغكوك بأبتسامة هادئة مشيرا الى الكرسي الاخر وكأنه يطلب منه أن يجلس هناك، اومئ جونغكوك وجلس حيث اشار ييسونغ حيث الكرسي الساكن بجانبه مُلصقاً ساقيهِ ببعضهما وكلتا يديه في حُجرهِ جاعلا من ظهرهِ منتصباً بطريقة اظهرت توتره، لقد كانت انفاسه بعض الشيء مُتسارعة وعينيه لم تثبتا على اي مكانٍ حيث استمرتا بالتنقل في ارجاءَ الغُرفةِ.

" انا جَدُكِ الاكبر، لما أنتَ متوترٌ لهذهِ الدرجة؟ "
ييسونغ قال ذلك بعدما وَضعَ وجنته اليمنى على كفه الذي اسنده حيثُ الذراع الأيمن مقعده

" انا؟ "

اشار جونغكوك الى نفسه بتوترٍ بعدما ابتلع ريقه مجددا

" ومن غيركَ أحدثه في المكان يا عزيزي؟ "
اجاب ييسونغ  بنفس وضعيته 

" لا ادري.. ربما.. ربما لأنني.. لا ادري حقا! "
جونغكوك بصوت مُتراجفٍ حتى قال بنبرةٍ اوضحت حيرتهُ مُخفضا رأسه الى الاسفل

" لا بأس لقد كان الامرُ صدمةً للجميع! لكن لا تقلق على اي حال لطالما فضلتكَ منذ البداية على جيمين، ذلك الابله بالتأكيد لو كان بُني لكنت قد قتلته بيدي الاثنتين ولفعلت ذلك الان لو لم تكن حاملاً له مشاعر حُبٍ حقيقي "
قال ييسونغ ذلك بنبرة هادئة مُرفقا اياها بأبتسامة جانبية

رفع جونغكوك نظره الى ييسونغ بترقب كما لو انه فَهم أنه سيجعله يحصل على جيمين! فهو لا يزال يرغب بهِ كنارٍ تشتهي إلتهامَ الحَطب.

" لا تقلق! سنفوز في هذه المعركة وسيكون جيمين هنا في غرفتكَ الخاصة تتبادلان اللمسات التي لطالما حَلمت بها بُني "
قال ييسونغ بذات نبرتهِ قاصدا بها ان يُريحَ جونغكوك

ابتسم الاخير ابتسامة هادئة مُسترخياً كما لو انه قد سَمع شيئاً انتظر سماعهِ لفترة طويلة ليومئ بنعم وينقل نظره الى حيث الموقد مُراقبا النار وهي تأكلُ ذلك الحطب محولةً اياه الى رَمادٍ مُتناثر، هو رُبما حَسدها لأنها تلتهم ما تشتهيه الآن عَكسه!

" اخبرني.. هل التنفس امرٌ ممتع؟ "
تساءل ييسونغ عاقداً حاجبيه

" عذرا؟! "
بدهشةٍ تساءل جونغكوك

" الشيطان الثالث عشر وحده من يملك القوى العظيمة والتي تفوقني حتى! وحده قادر على جمع صفات افضل الشياطين وافضل البشر لتكونَ فيه! انني أراقب كيف يعلو صدرك ويهبط وانت تتنفس، نحن لسنا قادرين على فعلِ ذلك! لا شيء داخلنا سوى الظلام والنار. أخبرني كيف هو شعورك وأنت تستنشقُ شيئاً لا تُلحظهُ بعينيك؟ لما البشر تنتفضُ اجسادهم فور انقطاع الأنفاسِ عنهم؟ هل هو جيدٌ لهذه الدرجة؟ "
قال ييسونغ بنبرة هادئة بعدما اعتدل في جلسته

" في الحقيقة.. البشر يفعلون ذلك ليتمكنوا من الاستمرار في العيش، احيانا هم لا يعجبهم سحَب الهواءِ لداخلهم واطلاقهِ خارجهم ولكنهم مُجبرين على فعل ذلك لأسباب كثيرة "
اجابه جونغكوك مُبتسما

" وما تلك الاسباب؟ "
تساءل ييسونغ

" لا اعرف الكثير عنها لكنني اعرف اهمها، انه الحب! عندما احببت جيمين وجدت سببا لأعيش من اجله، لقد كانت حياتي سابقا كما العاصفة المهولة التي تَضرِبُ المُدن بإستمرارٍ لقتلِ الحياةِ فيها لكنني بعد التعرف عليه باتت حياتي افضل حالاً "
اجابه جونغكوك بأبتسامة اكثر اتساعا

اومئ ييسونغ بتفهم مقابلا اياه بابتسامة باردة

" هل لي ان اسألك سؤالا؟ "
بعد صمتٍ دام القليل تساءل ييسونغ

" بالتأكيد "
اجابه جونغكوك بهدوء

" في البداية.. عندما اراد يونغي ارسال كارا الى حيث جاءت لما اعترضتَ على ذلك؟ لما جعلتها تبقى واصبحت حارسا شخصيا لها؟ "
تساءل ييسونغ

" وما الفائدة من ارسالها بعيدا؟ لَكُنتَ الآن تبحث عنها لقتلها قبل الثالث عشر من اكتوبر! قد احبها جيمين منذ البداية ولن يتمكن من نسيانها بل ربما كان سيسافرُ كثيراً ليلقاها هناك ولضاعت منا فرصة الغلبة عليهم. ثم انني فكرت وخططت لأجعلها تُعجب بي بطريقة خاصة حتى اتمكن من تحطيم قلب جيمين وجعله يكره النساء من خلال ملامساتي لها وجعلها تدافع عني بدلا عنه وهي في الفترة الاخيرة كانت قد كرهت جيمين بالفعل! وددت فقط ان اجعله مَثلياً كما اصبحت انا، فلم اصبح هكذا الا عندما تحطم قلبي وبتُ اكره النساء كثيرا وشعرتُ لأجل ذلك بالميول لبني جنسي، ففي النهاية نحن اكثر خبرةً بأجسادنا منهن "
اجابه جونغكوك

" لكن جيمين كرهك لفعلك ذلك! وجميعنا لاحظنا هذا "
قال ييسونغ

" كان سيكرهني لفترة قصيرة ثم اخبره أنني لم احبب سواه وبأنني سأبقى بجانبه الى الابد وسأحبه الى اللانهاية، بالتأكيد كان سيبدأ بأستلطافي ان كررت عليه ذلك "
اجابه جونغكوك بأبتسامة واثقة

اومئ ييسونغ ولم يجبه وانما اكتفى بأماءهِ له بأبتسامة جانبية وكأنه يبدو فخورا بحفيدهِ فعلى الرغم من انهم لم يكونوا على علمٍ بأنه الشيطان الثالث عشر بدلاً عن جيمين فهو سعيدٌ بهِ كثيرا وشعر بأن الحظ لجانبه في هذه المرحلة لأن جونغكوك هو المنشود فلو كان جيمين هو الشيطان الثالث عشر لَصَعُبَ عليهم تدريبه ولهُزيموا شَر هَزيمةٍ في هذه المعركة! هو سيكون ممتنا للقدر لأنه قدم له جونغكوك بدلاً عن جيمين واختصر لهم ذلك الطريق الطويل.

" هل لي بسؤال اخر؟ "
تساءل ييسونغ بعد دقائقِ صمتٍ اخرى

" اسأل ما شئت "
اجابه جونغكوك مُبتسماً

" لماذا جعلت جونغ ان حارساً شخصيا لها ايضا؟ لما ذهبت اليه واخبرته ان يكون حارسا شخصيا لها؟ "
تساءل ييسونغ

" لقد كان يُراقبها في كل تفاصيل حياتها ويعلم اي الاشياء أحب الى قلبها وكيف بأمكاني إرضائها بطريقة صحيحة، قمتُ بإستغلالهِ بطريقةٍ لم يَلحظها ابدا، اخذت منه الكثير من المعلومات التي يعرفهُ عنها بحجةِ أنني اود منها ان تشعر بالراحة والاطمئنان الينا ولكوني رئيس الحرس الخاصين بها، هو قام بأخباري ببعض تلك المعلومات "
امال جونغكوك برأسه اثناء اجابته سؤال ييسونغ

" اذاً بأمكانك السيطرة عليها حتى قبل المعركة! "
ييسونغ قال مستنتجا بأبتسامة خبيثة

" وكيف بأمكاني مُلاقاتها؟ "
تساءل جونغكوك

" سأقوم بتعليمكِ ذلك لا تقلق "
قهقه ييسونغ قائلا جملته

اومئ جونغكوك بتفهم، فهو بالتأكيد سيحصل على تدريباتٍ كثيرة ليحاولوا فيها ابراز قوتهِ التي لم يكن على علمٍ بها. تذكر سؤالا مهماً حاول معرفة اجابته كثيرا

" لما الثالث عشر من اكتوبر؟ لما هذا التاريخ بالذات؟ لما هذه السنه؟! "
تساءل جونغكوك مترقبا اجابة الاخر

" ألم تسمع إن التاريخ قد اطلق لقب –شهر الموت- على شهر اكتوبر؟ يا صغيري هذه المعركة التاريخ ينتظر حلولها بنفاذ صبرٍ! لقد تم تحديد اليوم الثالث عشر من هذا الشهر بأعتبار ان الرقم ثلاثة عشر هو رمز القوة الشيطانية الهائلة والتي تُفتح فيها ابواب الجحيم على مصراعيها لِتنفثَ لهيبها على اعداءها، هذا التاريخ هو التاريخ الوحيد الذي تتنفسُ فيه الجحيم! كِلا الفريقينِ بأنتظار التقاء الملاك الثالث عشر مع الشيطان الثالث عشر ليحين وقت الخلاص! سنقضي عليها وعلى الملائكة الاثنا عشر جميعهم ليخسروا هم ونسيطرُ على كل شيء ونحظى بالحُرية! يا بني.. لا تنسى أنك اقوى منها بكثير فأنت المُدمر الذي يخشونَه اكثر من اي شيء اخر، لا تنسى بأنك ابناً لأنثى حافظت على عذريتها بعدما اقامت علاقة حميمية مع الشيطان الثاني عشر للحصول عليك! "
اجابه ييسونغ ببرودٍ حتى تحولت نبرته تدريجيا الى نبرة حماسية دبت القلق في ذات جونغكوك فلقد احس بأن على عاتقه مسؤولية كُبرى لا يجب اطاحتها ابدا!

" انثى حافظت على عذريتها.. بعدما اقامت علاقة حميمية.. مع شيطان؟! الأ ترى بأن الجملة غير مُترابطة؟ "
بأرتباك مُبطن بنبرة استهزائية تساءل جونغكوك ليجعل من الاخر يقهقه لجرأته على التكلم معه بتلك الطريقة

" عندما يقيم البشر علاقة مع شيطانٍ ما فإناثهن لا يفقدن عذريتهن ابدا كما لو انهن ضاجعننا باحلامهن، فعندما تكون الفتاة المنشودة مكشوفةَ مفاتنها ولو قليلاً او سبق وفكرت بممارسة علاقة حميمية مع احدهم ستكون فريسةً سهلة جدا لنا وبهذا نحن نقضي ليالٍ طويلة وكُثر مع بنات الانس وكثيراتٍ هُن من حَبُلنَ منا وحافظن على عذريتهن حتى الولادة! حاول الطب البشري ايجاد تفسير منطقي لهذا النوع من الحمل وقاموا بتعليله أن الانثى قد تعرضت لأحتكاك في منطقتها الخاصة باحدى قُطع الملابس التي تحوي على حيواناتٍ منوية لأحد الرجال وبسبب هذا الاحتكاك تحركت النطف وسارت الى داخلها لتخصبها وتحمل بذلك طفلا بين احشائها! ربما هو تفسير صحيح لبعض الحالات ولكن حالة والدتك يا صديقي لم تكن كذلك، فلقد اقام والدك علاقة حميمية حقيقية معها "
اجابه ييسونغ بإبتسامة هادئة

" هل بأمكاني رؤيتها قريبا؟ "
تساءل جونغكوك

" ستلتقي بها في الوقت المناسب لا تقلق "
اجابه ييسونغ بعدما اخذ الكتاب الذي كان يتصفح به واخذ يُقلب صفحاته بهدوء

كل تلك المعلومات كانت كثيرةً لجونغكوك فلقد تلقى الكثير والكثير منها اليوم، حول نظره الى الموقد واخذ يفكر ويتخيل ما قد يحصل مُستقبلا وما حدث في الماضي. إنه لحملٍ ثقيلٍ على كاحليه! لكنه لن يستسلم، سيفعل المستحيل للحصول على حبيبه.

كان ييسونغ ينظر الى كتابه مُبتسما فهو لم يكن يقرأ محتواه بل كان يفكر بحالهم المُتقدم على وضع الفريق الاخر وعلى علمٍ بما حصل لكارا لكنه وللأسف يجهل مكانهم لكان الان بينهم يضحك على خيبتهم الكبيرة! فبالتأكيد لن يرضى والدها المُبجل بمسامحةِ خطيئة ابنته المسكينة.

لقد كانت تلك حظوة جبارة ومن حسن حظهم ان يُحب جونغكوك ملاكا فلقد قرأ ييسونغ في عيني حفيده الحب الحقيقي ولاحظ اصراره في الحصول عليه لذا هو كان سعيدا جدا، فمع اصراره هذا بالتأكيد سيفعل المستحيل لفوز فريقهم الملعون.


{ نِهايةُ الفصلِ العاشر }


Continue Reading

You'll Also Like

298K 24.2K 71
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
25.4K 2.9K 28
إلى صديقي المُفضل، لِمَ فلعت هذا ؟! - مين يونغي × جونغ هوسوك - علاقة صداقة - مُكتمل ✓
718K 37K 49
🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها القدر في قبضة شيطان هجين و لكنها تختار بإ...
28.4K 2.7K 8
هُنَا أحكي عن مجموعةَ فتيان،ومن بينهم جيهوب بَطل قصتنا الذي يصارع ألمَ الفقد والحب ~ إستمتعوا ✨ نُشرت في6 June إكتملت في 28 June