ابن الشيطان || نبض

Autorstwa Anat0ria

297K 22.4K 22.9K

{ مُكتملة } \ { الجزء الأول } ليس شرطا ان يأتيك الشيطان بوجه احمر وقرون، هو يأتيك على هيئة اكثر الاشياء التي... Więcej

-تَمهيد-
-تَقرير-
( الفَصلُ الأول-رائِحَةُ مَطرٍ )
{ الفَصْلُ الثاني-اللِقاءُ الأوَلْ }
{الفَصْلُ الثالِثْ-حَريق }
{ الفَصْلُ الخامِس-لَمسة }
{ الفَصْلُ السَادِس-عَلاماتُ إستفهام }
{ الفَصلُ السابِع-فَكُ الشَفرة }
{ الفَصلُ الثامِن-عَلى أعتابِ القيامةِ }
{ الفَصلُ التاسِع-صَفعةٌ قاسِيَةٌَ }
{ الفصل العاشر- مَولى آلجَحِيم }
{ الفصل الحادي عشر-طُبول الحرب }
{ ملاحظة مهمة لأستيعاب الرواية }
{ الفصل الثاني عَشر - حُصون وَسِيوف }
{ Vid. Ver }
{ الفصل الثالث عشر-ساعةُ الصِفرِ }
{ الفصل الرابع عشر-إيمان }
{ الفصل الخامس عشر - قُبلة وَداع }
{ خآتِمة }
- أسوة 2018 -
- ابن الشيطان || نورٌ وظلام \ الكتاب الثاني -

{ الفَصْلُ الرابِعْ-صُورَة }

11.3K 1K 1.4K
Autorstwa Anat0ria

الثالث عشر من سبتمبر - 9:00 مساءا :

كانَ شارِدُ الذهنِ بما حَصَلَ مَعهُ الليلةَ الماضية، رُبَما هو بالغَ قَليلاً بأنفعالهِ على صديقه لَكِن ما قد قيلَ لم يَكُن هَيناً عَليهِ البَته، عَينيهِ تُراقِبانِ تَسابُقَ أوراقَ الاشجارِ الذابلةِ في الخارجِ مَع بَعضِها، السماءَ مُتَلئلئةً بنجومِها لِتَبدو كَمن ارتدت فُستاناً اسوداً مُرصعاً بالماسِ، السَياراتُ تَمضي بطريقها مُعلنةً تَسابقها مَعَ بعضها هي الاخرى وهُناكَ نَهرُ الهانِ الذي عَكس سَماءَ سيؤول الصافية تِلكَ الليلةَ والذي كان لا يَفصِلُ بَينهُ وبينَ جيمين سِوى الشارع، كانَ يُراقِبُ كل ذلِكَ مِن خِلال النافِذةُ الكَبيرة المُجاورة لطاولتهِ التي قامَ بحَجِزها مُسبقاً للقاءهِ مَع تِلكَ الكاتِبة التي جَذبتهُ افكارِها، لَم يَنتبه حتى لِدخولِها الى المَقهى فَهو كان مَشغولُ البال سانِداً ذِقنهُ الى ابهامهِ وسبابَتهُ بينَ شَفتيه عاقِداً حاجبيه، بالسترةِ السوداء القاِبعُ تَحتهُ قميصٌ أبيضُ اللونِ وبنطالٍ بِذاتِ لَونِ سِترته وشَعره المُصَفف بعنايةٍ ليُشَكِل حَولهُ هالةً مِن البرودِ والغُموضِ الذي زادَ تَوتُر كارا كَثيراً.

حَمحَمَت قَليلاً لتأخذُ نَفساً عَميقاً قَبلَ القاءِ تَحيتها عَليه واقِفةً بالقربِ مِن طاوِلَته

" مَسائُكَ سَعيد سَيد جيمين "
حاولت ان تَرتسِمَ على شفتيها إبتسامة قائِلةٌ ذلك

أدارَ رأسَهُ مُبعِداً يَدهُ قَليلاً عَن ذِقنِهِ باحِثاً عَن صاحِبَة ذلِك الصَوتِ حَتى تَغيرت مَلامِحَهُ تِلقائياً لِينهضَ مُبتسماً بأشراقٍ بَسطَ يدهُ أمامها لِمُصافَحتها.

" اوه انسة كارا! يسعدني لِقاؤكِ مجدداً "
قال ذلك بعدما تلامست ايديهما في مصافحةٍ ودية

" تفضلي بالجلوس لو سمحتِ "
قال بعدما أُفلِتت ايديهما عن بعضما مُشيراً الى المقعد المقابل له، سحبت كرسيها وبهدوءٍ جلست أمامهُ ليجلس هو ايضا في مكانه

" لم اطلب اي شيءٍ حتى الآن، كنتُ في انتظاركِ، ماذا تودين ان تشربي؟ "
قال بحماسٍ شابكاً اصابعهُ واضعا كَفيه على الطاولة التي كانت تفصله عن كارا

" همم، لا ادري اطلب ما شِئت "
بقليلٍ من التوتر هي أخذت تُفَكِر، رُبما هو تَفهم لِما هي تتحدثُ سريعاً بنبرة مُرتَبكة وذلكَ لأنها تُقابل شخصاً مِثله؛ لِذا هو ابتسم مُحرِكاً رأسه الى الاعلى 

" سأطلب لكِ من نفس نوع قهوتي المفضلة، فهي مفتاح افكاري "
بأبتسامةٍ واسعةٍ قالَ ذلكَ غامزاً. كانَت مُتوترة حد الموت قبل رؤيته لكنها الآن وللطافته هي بَدأت تهدأ شيئاً فشيئاً. رَفع يَدهُ بعلوٍ مُناسب مُشيراً الى نادلٍ ما ليأتيهِ سريعاً

" تفضل سيدي "
النادل بوَجهٍ بشوشٍ حامِلاً بيدهِ دَفترُ مُلاحظاتٍ صَغير وقلم

" كوبين من القهوة الفرنسية لو سمحت "

" في الحال سيدي "
اومئ النادِلُ مُنحنياً بأحترامٍ مُغادِراً بعدما سَجلَ طَلبَ جيمين. اعادَ نَظرهُ اليها مُبتسماً لِتبادلهُ كارا ذلك

" لا اصدق أن شابةً بمقتبلِ العُمر تَكتُب روايةً كَهذه، كِتابُكِ هذا من الكُتبِ المُحببة لِقلبي "
اخرج كتابها من الجيب الامامي لحقيبتهِ الجلدية.

" في الحقيقة انا من علي طلب توقيعكِ! لَقد كنتُ جاهلِاً مَوهبتكِ العظيمة لكني الان على اطلاعٍ بها، لذا لو سمحتِ قومي بالتوقيعِ لي لأضمه الى صَفِ كُتبي المُفضلة "
قال ذلك مُعطياً إياها كتابها مُرفِقاً اياه بقلمٍ اسود، هي لم تكن تصدق ما يقوله، أكاتِبُها المفضل قال ذلك الآن؟ بأبتسامةٍ بَلهاء هي اخذت الكِتابَ منه لتفتحَ غلافه ببطءٍ محاولة استيعاب ما يجري، امسكت بالقلمِ لِتَخُطَ توقعيها على الورقةِ الاولى من مُقدمةِ الرواية.

" النهاية المأساوية التي وَضعتها هي ما شَكلت لكِ نَقداً بسيطاً، كانَ مِن المُفترض ان تتركي النهايةَ مَفتوحةُ للقراء "
قال مائِلاً بجسدهِ على الطاولة من خلال وضع كِلا ذراعيه عليها مُراقبا ما تكتبه

" أتقصد أن اجعل القارئ يُحدد النهاية بنفسه؟ لماذا؟ "
رفعت ناظِرُها ثوانٍ اليه وعادت تنظر الى داخل الكتاب

" لأن موضوعها له دخل بالامور الدينية لذا كان من المفترض ان تبقى النهاية مَفتوحة يُحددها القارئ بنفسه "

" وهل تجد ذلك خَللاً كبيراً؟ "
تساءلت مُعطية اياهُ الكتاب

" لم يكن خللاً كبيراً جداً لكن ..!"
التفت بذهولٍ بعدما اخذ منها الكتاب الى شابٍ ما وضعَ يَدَهُ على كتفهِ مُتَمَسِكاً بِهِ بقوةٍ.

" مستحيل! بارك جيمين! هل هذا انت بالفعل؟! "
بحماسٍ كبير قال ذلك الشاب فاتِحاً فاهه بذهولٍ وعينينِ مُتلألئتين كأنهما عينين لشابٍ قد خَرج تواً من عالم الرسوم المتحركة.

" اوه اجل انه انا "
جيمين مُتداركاً الوضع بقهقهٍ خفيفة راسِماً على شفاهَهُ ابتسامةً لطيفة، هو فَهِم أن هذا الشاب ليسَ سِوى مُعجب.

" انا ادعى كيم تايهيونغ! نادني بتاي! انا.. انا مِن اشد المُعجبينَ بكتاباتكَ سيدي! انت اسطورة! يجب على الدولةِ ان تُقيمَ لكَ تِمثالاً في البيت الازرق -اسم القصر الرئاسي في كوريا الجنوبية- يجب عليهم ذلك! انت فَخرُ الشعب! "
تايهيونغ بحماسٍ كبير مُشيراً الى نفسهِ ثم الى الشارع قاصِداً الدولةَ

" شُكراً لك، انا سَعيدٌ حقاً بما تَقوله هذا تاي "
جيمين بضحكةٍ سَعيداً لحماسِ ذلك المعجب. اتسعت ابتسامةَ تاي غير مصدقاً ما تراه عينيه ليُلامِسَ بسبابتهِ خَد جيمين الأيسر برقةٍ.

" انت حقيقي فعلا! لا اصدق ان هذا لـ...! "
بحماسٍ قال ذلك حتى توقف عن الحَديث عندما لَمح جلوس فتاةٍ ما تُراقِبُ الامر بذهولٍ.

" كارا جوون! مستحيل! اي حظ انا املك! "
وضع كلتا يديه على رأسه لشدة صدمته بعينينِ قد توسعت لفَرطِ سعادته.

" يا الهي تَجَمُعُكُما هذا اكثر خطورة حتى من الخطر! لحظة لحظة! "
مَشى سَريعا مُتَجِهاً نحو احد الكراسي الفارغه قاصداً حملها للجلوس معهما

" اكثر خطورة من الخطر؟ ما الذي يقوله هذا؟ "
بأستغرابٍ هي تسائلت هامسةً لجيمين عاقِدةً حاجبيها مُميلةً بجسدها الى الطاولة ليستطيع سماعها مُشيرة الى تاي

" قومي بمسايرته فحسب "
جيمين بأبتسامةٍ هادئة

" يا رجل انه يَجلبِ لنفسهِ كرسياً! "

" لا بأس سَنَهرِبُ بعدها "
التفتت ناظرةً لجيمين بعدما كانت تُتَابِعُ تَحركات تاي، عَض جيمين على شفتهِ السُفلى فأتسعت ابتسامتهُ لتعمل على إسهاب مُقلتيهِ والحَماسُ بادياً عَليهِ كَطفلٍ صغيرٍ يَستَعِدُ لطَرقِ باب الجيرانِ ليَهرُبَ بعدها راكضاً بأقصى سُرعته.

اعادت نظرها نحو تاي الذي وضع كرسيه بين الاثنين مُبتسماً لهما ابتسامةً واسعةً لِيَضيقَ قُطريّ عينيه اثر ابتسامتهِ تلك.
" تحدثا تحدثا، لا شأن لَكما بي، اود فقط مُشاهدة العباقرة وهم يحدثون بعضهم "

تبادل جيمين نَظراتَ إدهاشٍ مع كارا لفضولِ هذا المُعجب مُعيدينِ نظرهما اليه مُجدداً

" حسنا تاي، سَنفعل. اذاً كارا ما كنت انوي قوله هو ان..! "
تَحدثَ جيمين بعد ثوانٍ مِن الصمتِ ليُقاطعه الآخر.

" تبدو رائعاً حقاً سيد جيمين "
قال تاي مُضيقاً قطريّ عينيه مُتمَعِناً إياه

" شكرا لك تاي "

" اجل سيد جيمين أكمل لو سمحت؟ "
بأنزعاج قالت كارا

" انتِ ايضا تبدين رائعة كارا "
ببراءةٍ وعينينِ لامعتين قال تاي ذلك مُبتسماً تِلك الابتسامة التي تشبه إبتساماتِ القطط، رَمقتهُ بنظرةِ حادةٍ بطرفِ عينيها وكأنها بدأت تسئمُ تَطَفُلِهِ في مقابلتها مع اعظم كاتب على قيد الحياة، لو لم يكن جيمين جالساً أمامها لصفعت الآخر جاعلةً مِن أسنانهِ تتناثرُ مُحلقةً في المكان كونها تَكرهُ مَن يُقاطِع حدثاً مُهماً بالنسبةِ لها.

" اوه تاي! يبدو أن علي المغادرة الآن، انسة كارا هل تودين أن اقوم بتوصيلكِ الى المَنزل؟ "
قال جيمين ذلك بعدما نهض حاملاً حَقيبته مُحاولاً إنقاض تاي من كارا التي كان إنزعاجها واضحاً، لم تتردد كارا في النهوضِ ابداً جامِعةً أشيائها

" اوه بالطبع سيقلق شقيقي سيونغ فقد تأخر الوقت! "

" تايهيونغ صديقي، انها لفرصةٌ عَظيمةٌ إلتقائي بِك "

نهض تاي سريعاً بإبتسامةٍ واسعةٍ مُصافحاً يد جيمين بسرور
" انا الاسعد سيد جيمين! انا حقاً كذلك! "

التفتَ تاي سريعاً نحو كارا ليُمسِكَ كتفيها
" انتِ عظيمة! فقط استمري بالكتابة حسنا؟ "

اومئت هي بأبتسامة متكلفة لتمشي سابقةً جيمين الى الخارج، رَبتَ جيمين بلطفٍ على كتفِ تاي

" اراك في وقت لاحقٍ تاي! "

" انتظر لو سمحت! ارجوك دعني التَقِطُ معك صورة؟ "

" اوه بالتأكيد! "

اخرج تايهيونغ هاتِفَهُ سَريعاً واقترب من جيمين مُلتقطاً عِدةَ صُورٍ في ثوانٍ قليلة بحركاتٍ مُتعددةٍ منه وعندما أنهى التقاطَ الصُورِ التفت الى جيمين
" شكرا لك، شكرا لك سيدي "

اومئ جيمين سامِحاً لأبتسامتهِ بالاتساعِ اكثر وتحرك خارجاً مِن المَقهى

" بلغ الانسة كارا أنني احبها كثيرا! "
تاي صارخاً بحماس. 


التفتَ جيمين ضاحكاً ليومئ برأسهِ اليه وغادر سريعاً. وجدها واقِفَةً بالقُربِ من بابِ المقهى لذا هو اشار لها بركوبِ سيارتهِ الشخصية الخالية من اي مُرافِق، بقليلٍ من التوتر هي ركبت بجانبه.

راقب تايهيونغ من بعيدٍ السيارةَ وهي تتحرَكُ مُبتعدةً عن المكان. تَغيرت تِلَك الملامِحهُ الوديعةُ لأبتسامةٍ جانبيةٍ ارتسمتَ على شفتيهِ سامِحاً لعينيهِ أن تُظهِرَ حِدَتها وخبثها، وضع كلتا يديه في جيوبِهِ وتحرك مُبتعداً عن المطعم.  فورَ اقترابهِ من سَلةِ مُهملاتٍ هو رَمى بهاتفهِ واكمل طَريقهُ كأن شيئا لم يكن.

-------***-------

تَوالت الايامُ ولقاءاتُ جيمين مع كارا تَكررت اكثر من مرة، في المتنزهات العامة، في المطاعم والمحال التجارية، هم كانوا يقضون سوياً ما يُقارِبُ الساعتين. بادَلَ بعضهما الاخر العديد من الافكار واقترحا العديد من الامور التي تخص الكتابة. هُما شيئاً فشيئاً اصبحا صديقين، رُبما كان هذا بنظرِ كارا فكعادة من تَربى في مُجتمعِ الغَرب تَكونُ مُلامَسةُ اليَدينِ وتَعديلُ رَبطةِ العُنقِ او ازرارَ القميصِ لشيءٌ طبيعي للغاية على عكس من تَربى في مُجتمعِ الشرق الذي يرى هذهِ الأفعال جذابة للغاية وساحرة لدرجة الاعجاب.

كانت كارا تَتصرفُ بشكلٍ طبيعي، تُهَندِمُ ياقةَ قميصهِ او تنفضُ سترته إن سَكنتها دقائِقُ الغبار او حتى انها في بعض الاحيان تمسك يديه او كتفيه لتستدعي انتباهه. اما هو فلم تفعل معه فتاةٌ اخرى ما تفعله كارا لذا وبالخطأ أُعجب بها! هي بالطبعِ لم تنتبه لذلك ابداً لأنها لم تنظر اليه بتلكِ النظرةِ الشاعرية ، فعند ذكر الكتب والروايات بالنسبة اليها هذا يعني قد بدء وقتُ العمل ولا مجال للمشاعر فيه.

وعلى عكس برودِها كان احدهم يشتعل غيرة من بعيد، يُراقِبُ كل خطوةٍ تخطوها مع جيمين، هو صبر سبعةَ ايامٍ بالضبط وفي كل يَومٍ هو يُحاوِلُ تَهويدَ الأمرِ عليهِ بأعتبار الآخر كاتِبٌ يشاركها افكاره لكنه عندما لاحظ تلك المُلامسات البريئة التي كانت تقوم بها، أُضرِمَت بداخلهِ نار الغضب مُرافِقةً إياها إنبعاث دخان الغيرة من مَدخنةِ قلبه العاشق، جونغ ان قد ضاق ذَرعاً من جيمين الذي كان يبتسم لها بعينينِ لامعتينِ كما كان يبتسم هو إن ابتسمتَ هي صدفةً له عند مرورها بالقربِ منه في احدى الصباحات عندما تُقابلهُ خارج مَنزليهِما ليذهب كل منهما الى عمله. هو كَرِهَ جيمين وانزعج مِنه لأنه يتصرف معها كما كان يُريدُ أن يَفعلَ هو بالضبط ان خرجا في موعدٍ سويا.

لِذا في العشرين من سبتمبر - 9:30 مساءا هو قَرر الانتقامَ من جيمين!

بعد انتهاءِ لقاءهما و إيصالها الى منزلها، تبع جونغ ان جيمين بسيارتهِ الى حيث يَقُطنُ الاخير، ركن سيارته على مسافةٍ من بوابةِ قصر جيمين، بسرعةٍ فَتَحَ له الحرس البوابة ليدخل هو بسيارته الى الداخل.

ترجل جيمين من سيارته وهو يدندن ألحانَ أغنيةٍ ما، امسك جونغ ان بمضربِ البيسبول الخاص به و اراد الترجل من سيارته ناوياً القَفزَ مِن أعلى سور القصرِ خِلسةً الا انه توقفَ فَور رؤيته رَجل يتمشى ببطءٍ من سيارة جيمين حيث كان الاخير معطياً ظَهره اليه ولا يدري من يقف خلفه والغريبُ في الأمر لَم يَنتبهَ الحَرس لَذلك وإنما فقط وَلجوا إلى غُرفتهم الصغيرة بهدوءٍ وملامِحَ مُخيفة! لذا بقي جونغ ان ساكناً واراد مراقبة الوضع من مكانه. برويةٍ فتح جيمين بوابة القصر الداخلية واغلق الباب خلفه وهو لا يزال يُدَندِن.

توسعت حدقتي جونغ ان فور رؤيته جناحين ضخمين يبرزان من ظهر ذلك الرجل ليحلق بسرعةٍ كبيرةٍ الى احدى شُرَفِ القصر!

" بحق السماء ! ما هذا؟! "
بدهشةٍ همسَ جونغ ان

في داخل ذلك القصر، كان جيمين يفتح ازرارَ قميصه برويةٍ مُبتسماً حتى تذكر شيئاً ما، تحرك نحو هاتفه ليتصل بأحدهم واضِعاً الهاتف بعيداً عنه بعدما غَيرَ نَمط الاتصال إلى وضعيةِ مُكبِر الصوت مُنتظراً أن يُجيبَ الطَرف الآخر عليه. 

" جيمين انا بخير لا تقلق! "
وَصلهُ صوت كارا

" ماذا؟ اتصلت فقط لأخبركِ بـ...! "
توقف عن الحديث عند سماعهِ صوت وشوشةٍ قويةٍ من خلال المكالمة وصوت كارا الغير واضح يصله بهيئةٍ مُتقطعه..

اقترب مُمسِكاً إياهُ بحاجبين مقطبين وهو يرى ارقاماً خضراء غريبة على خلفية سوداء بدأت بالظهور والاختفاء بشكل سريع على شاشة هاتفته، ضغط على زر الاطفاء وقام بأقفالهِ مُستغربا وضعية هاتفه، توجه نحو حاسوبه المحمول وارسل لها رسالةً عن طريق البريد الالكتروني :

" يبدو أن خللاً ما قد اصاب هاتفي، اردت فقط ان اتمنى لكِ ليلة سعيدة "

جلس بالقُربِ من حاسوبه وأخذ ينتظر رسالتها لكن خطوط بيضاء وسوداء اخذت بالظهور على هيئةِ شكل مُريب حيثُ شاشةِ حاسوبهِ ليُعلن بعد ذلك انطفاءه بشكلٍ نهائي. قَطَب جيمين حاجبيهِ مُقتَرِباً مِن شاشةِ حاسوبهِ فورَ رؤيتهِ شَكلاً مُبهماً غَيرُ واضِحِ المعالم يَظهرُ فيها لَكِنهُ ألفتَ بذعرٍ خَلفهِ ما أن اكتشفَ إن ذلك الشَكل لَم يَكُن سوى ظِلِ رَجلاً ضَخمٍ يَقِفُ خلفه، بَحثَت عينيهِ في أرجاءَ الغُرفةِ عن أحد إلا إنها لم تجد أحداً! زَفرَ مُحاوِلا تهدئة نفسه.

" يبدو أنني متعب بحق "
ترك حاسوبه وخلع قميصه سريعاً وبعد ذلك بنطاله ليرمي بجسدهِ المرهق على سريره دون حتى ان يدفء نفسه بغطاء السرير.

في الخارج كان جونغ ان يركض هَلعاً ناويا فقط الوصول الى سيارته بأسرعِ ما يمكن بعدما تَسلقَ جدار الحديقةِ بشكلٍ أسهل مِن المرة الماضية كونهُ لم يَكتَرِث لتِلكَ الخدوش التي ملئت يديه فقد رأى هو شكل ذلك الرجل الذي كان يقف الى خلف جيمين قبل ان يختفي عند التفاته.

لم يدري هو كيف وصل الى منزله سريعا ليقفل بابه بكافةِ الاقفال التي يملكها وصعد راكضا كطفلٍ صغيرٍ الى غرفته مُحكِماً إغلاقَ بابها هي الاخرى، اسند ظهره الى الباب واخذ يُحاول تنظيم انفاسه المُتسارعة ماسِحاً عن جبينهِ ورَقبتهِ قطراتِ العرق الغزيرة.

رَجلٌ طويل، اشقر الشعر، حاد العينين، بؤباه لشدة لونهما الاحمر شك أنهما جَمرٌ من الجحيم! تفاصيل وجهه الباردة المُهيبة ونظرته الخبيثة التي كان يرمق بها جيمين كفيلة لتسبب ارتعاشٍ في اطرافه.

" من كان هذا؟ " 
هَمس لاهِثاً بعدما جَثى على الارضِ مُريحاً ساقيهِ المُتراجفتين

-------***-------

الحادي و العشرين من سبتمبر - 7:30 صباحا :

كان ينتظرها لتظهر امامه كي يُخبرها بما رأى ليلة امس، فعلى الرغم من بغضه لجيمين هو بالتأكيد لم يكن يتمنى له الموت!

اسرع هو اليها ليقف خلفها على بُعدِ مِترٍ ونصف فور اقترابها من سيارتها البيضاء الصغيرة، كان يُحاوِلُ فقط ترتيب كلماته فهو الان بموقفٍ صعب اليس كذلك؟ ان ترى من تحب وتحاول اخباره بأمر خطير خيالي وهناك احتمال كبير أنه سيقوم بتكذيبك! ستخسر ثقته بهذه الحالة صحيح؟ زفر بهدوءٍ مُحاوِلاً تنظيم انفاسه، اخذ مسافة جيدة بينه وبينها ليرسم ابتسامة هادئةٍ على شفتيه
" انسة كارا صباح الخير "

التفتت بأستغرابٍ الى صاحب الصوت خلفها لتبتسم ابتسامة خفيفة

" جونغ ان! صباح الخير كيف حالك؟ "
بنبرةٍ مُتعبةً كونها مُصابة بألتهابٍ ما اصاب حنجرتها اصبح  صوتها يحتوي على بحةٍ خفيفة

" بخير! انا.. وانتِ؟ "
بدأت الاحرف منه تتلاشى فور رؤيته ابتسامته فعادته الغبية بدأت بالظهور..

" آه كما تسمع وترى انا مريضة "
قالت مُتشكية 

" ارجو ان تتحسن صحتكِ قريبا "
توتره بات يزداد بعدما نسي سبب مجيئه اليها، أستمرَ الهدوء بينهما لثوانٍ حتى فتحت هي باب سيارتها بعدما فَقدت الامل في نَطقهِ أي حرفٍ آخر.

" اراك في وقت لاحق جونغ ان! "
بأبتسامةٍ قالت ذلك مُغلِقةً باب سيارتها خلفها بعدما ركبتها، هو لو ينبس بكلمةٍ حتى إبتعادَ سيارتها عَنهُ بمسافةٍ تُقارِبُ الخمسةَ عَشرَ مِتراً

" ياااا مهلاً! اود اخبارك بأمر يخص جيمين! "
تذكر اخيراً سبب مجيئه اليها صارخاً لكن بالطبع لم تسمعه..

ضَربَ الارض بقدمهِ اليُمنى غضباً وعاد داخلا الى منزله بأنزعاج، فَشل مُجدداً بالحديثِ معها، مَتى يَنوي أن يُصِبحَ شُجاعاً؟

-------***-------

الحادي والعشرون من سبتمبر - 11:11 مساءا :

انهى جونغكوك لتوهِ مُشاهدةَ احدى الافلام الخاصة بالفئة العمرية ما بعد الثامنة عشر والخاصة وبكل تأكيد بالـ مثليين

اغلق عينيه مُزفراً بأبتسامةٍ مُتخيلا تقليد كل حركة شاهدها في الفِلمِ مع جيمين، من خلعه قميصهُ عنه ولحتى اخر زفرة!
اجل رُبما فهمتم ما الذي المح إليه صَحيح؟

" هل علي الاتصال بشعبةِ الاطفاء يا صديقي؟ "
صوتٌ رخيم قد سُمع من خلف جونغكوك، بحركةٍ سريعةٍ سحب جونغكوك مسدسه مِن على مِنضدته ووجهه الى الخلف ليندهش بوقوفِ رجل ما خَلفه بهدوءٍ مُتكئاً بكتفهِ الى الجدار وكأنه لم يتطفل الى منزل حارس شخصي محترف!

" من انت يا هذا؟ "
جونغكوك بنبرة حازمة

" انا من جاء لعقد صفقة معك "
الاخر بأبتسامة جانبية

" اركع على قدميك وارفع يديك في الحال! أنَّكَ..!! "
قال جونغكوك ذلك لكنه حتى لم يكمل جملته عندما قاطعه الاخر

" بلاه بلاه! هذه الترهات لن تجدي معي نفعاً كوكي! "
صوت قوي صُدر من جانب جونغكوك، بُخارٌ يتصاعد من فَوهةِ مُسدسه معلناً عن انطلاق رصاصتين الى جسد الدخيل

" ياه! ما هذه الالعاب السخيفة؟! "
نظر الى صدره ليُبعد عنه تلك الرصاصتين اللتين لم تخترقا سترته حتى وإنما أكتفتا بالتوقفِ عِندَ مُلامَستِها صَدره، صوت سقوط الرصاصتين ارضا كانت مُرفقة بنظراتِ جونغكوك المليئة بالصدمة، من هذا؟! 

تمشى الغريب نحو جونغكوك ماراً بجانبهِ بعدما اخفض بيدهِ اليُمنى سلاح الاخر
" اجلس يا رجل لأخبرك بما اريد "

سمع كوك صوت جسد الاخر يرمى على الاريكة جالسا عليها بأريحية كأنه منزله، لحظات حتى تخطى جونغكوك صدمته ليستدير الى الغريب بنظراتٍ متوترة ليبتسم الآخر
" في البداية انا ادعى نامجون! "


{ نهاية الفصل الرابع }


Czytaj Dalej

To Też Polubisz

11.5K 1K 20
قتلت عائلتي ، لقد قتلتهم بسبب غبائي لم يقدر الناس اختلافنا ...ونظروا لنا كالوحوش التي يجب قتلها هل اردت ان اكون هكذا؟ لم ارد ولكنهم لا يشعرون بمقدار...
2.5K 189 10
"ماذا تفعل إذا سكنت في شقة يسكن بها شخص آخر غيرك،وهذا الشخص يتحكم في حياتك،ليس بالسوء،بل للأحسن،فـهو يغير مستقبلك للأفضل،فـهو ليس شخصًا عاديًا،بل هي...
4.6K 565 8
بَريقٌ يَتلألأُ مِن بَعيدٍ، ضَوءٌ يَشعُ يَجذِبُ عَينَيكَ لَها.. إنَها هُنَا حتى تَجعلَ غِلافَكُ يَشعُ مَعها، فَهل تَسمَحُ لها؟! l'éclat|2288 8:08 𝐀�...
35.4K 1.3K 41
" سُكري الأسمرَ هو مُلكً لِي ، خـصرُه الرقيق لأنامِلي ، ثُغره لشفتايَ و عُنقُه مقبرةً لِقُبلاتِي " TOP : Jk TK : ✓ © : rune_vk