مَلكةُ الثَّلج - قَـيدُ التعد...

By yumi__binu

110K 8.5K 9.7K

ذلكَ اليوم "الخَامس والعشرين مِن ديسمبر" حيثُ أثلَجت السَّماء لأوَّل مرَّة 🌨️ وقَفت بمفردهَا بهَالتهَا البَا... More

part 1
part 2
Part 3
part 4
part 5
Part 6
Part 7
part 8
Part 9
part 10
Part 11
Part 12
Part 13
Part 14
Part 15
Part 16
Part 18
Part 19
Part 20
Part 21
Part 22
Part 23
Part 24
Part 25
Part 26
Part 27
Part 28
Part 29
Part 30
Part 31
Part 32
Part 33
💔
Part 34
Part 35
Part 36
Part 37
Part 38
Part 39
Part 40
Part 41
Part 42
♡︎
Part 43
Part 44
Part 45
H-B ❤️✨
Part 46
Part 47
Part 48
Part 49
Part 50
Part 51
Part 52
Part 53
Part 54
Part 55
Part 56
Part 57
Part 58
Part 59
part 60
Part 61
رجع الحسَاب 😭⁦❤️⁩
ودَاع..
مفَاجأَة!

Part 17

2K 225 130
By yumi__binu


- كومنتَات بين الفقرَات تسعدنِي من فضلكم -
⁦♡(> ਊ <)♡⁩

-


ٱون يُونغ ولجَت لدَاخل القاعَة مجددًا، رؤيتهَا لدونِي ولاي هنَاك يقهقهَان بظرافَة معًا بينمَا كَاي جو تفسدُ نظَام حميتهَا تمامًا بأخذهَا تلكَ الأطبَاق كلَّها أشعرهَا بالرَّاحة لوهلَة كونهَم لَم ينتبهُوا لإختفائهَا أيضًا

كَاي توجَّه ناحيَة ثلاثتهِم دونَ لفتِ إنتباهِهم فِي حين أنَّها لا تزَال تبحَث بنظراتِها عَن عزيزهَا بِيكهيون الذِي لَم يكُن له أثرٌ وسَط القَاعة هنَاك!

" أينَ كنتِ بحقّ اللَّعنة! "

صوتُه الغَاضب القَادح دوَى بالقُرب منهَا كصوتِ فحِيح أفعَى ليجعَل قلبهَا يتخبَّط بين أضلعهَا بإرتبَاك
وعلَى الأرجَح هيَ لَم تجِد مَا تتفوَّه بِه كونهَا لم تقدِر علَى إختلاَق حجَّة بتلكَ السرعَة!

إلتَفتت بمَلامحهَا المتوتِّرة نحوَه بمَا أنَّه خلفهَا تمامًا وحسنًا هيَ لم تتفاجَئ برؤيَة ملامِحه الصارمَة وحدَقتيه التِي تناظرهَا بغَضبٍ وعتَاب، المسافَة التِي تفصِل جسدهمَا كانَت تعادِل قدمًا واحدًا وذلكَ كانَ كثيرًا عليهَا بحقّ

هيَ أشاحَت بنظرِها عَنه تمامًا محاولَة هذِه المرَّة جعلَ ذهنهَا يعمَل بشكلٍ صحِيح لتلقيَ بأيَّة كذبَة علَيه
فأمرُ تواجدهَا بالحمَّام لفترَة طويلَة دونَ سببٍ واضِح
مريبٌ لحدّ مَا!

صمتهَا لفترَة جعَله يزمجرُ بغضبِه مجددًا

" ٱون يُونغ! حينَ أسألكِ إفتحِ لعنتِك وتحدَّثي قبلَ أن ينفذَ صبرِي "

وسحقًا هوَ كانَ مخيفًا لحظتهَا وبشدَّة! هيَ ومَضت العديدَ من المرَّات تبتَلع ريقهَا بخفَّة مجيبَة علِيه هذِه المَّرة فهيئتُه الغاضبَة حينهَا لَم تسمَح لهَا بإطَالة الأمر أكثَر

" لمَا أنتَ غاضِب لهذَا الحدّ؟ لقَد إحتَجت تعدِيل بعضَ الأمُور وأيضًا والدتِي هاتفتنِي لذَا توجَّهتُ للحديقَة الخلفيَة بمَا أنَّ المكَان صاخِب هنَا! "
ٱون يُونغ بدَت طبيعيَة لحدّ مَا ويبدُو أنَّها كانَت
حجَّة مقنعَة وبسيطَة تجَاري بهَا الآخر

إلا أنَّه لَم يقتنِع بهَا كليًّا!

" تعدِيل بعض الأمُور! مثل مَاذا؟ "
هوَ حدَّق بهَا بشكّ لكنِّها قهقهَت بشكلٍ مفاجِئ
تجعَل منه يجفَل بمكانِه بإستغرَاب

" إلَهي بِيكهيون إنَّها أمُور تخصُّ النِّساء! أتريدُ الخوضَ فِي التفاصِيل؟ "

بِيكهيون تنحنحَ بحرجٍ بالِغ يلتفتُ محمحمًا
وبحقّ هوَ جعَل طرفَ رقبَته تصبغُ باللَّونِ الأحمَر منذُ أنَّه قامَ بحكِّها بشدَّة! وهنَاك ٱون يُونغ قهقهَت مجددًا علَى حيلتهَا و أيضًا رؤيَته محرَج بذَلك الشَّكل كانَ لطيفًا ومضحكًا بالوقتِ ذاتِه

" لقَد جعلتينِي فِي قلقٍ بالغ والآن تقهقهِين بكلّ حرِّية " ، هوَ تمتمَ بصوتٍ خافِت متذمِّر من حالتِها ويبدُو أنَّها إستطَاعت إلتقَاط كلمَاته بمَا أنَّها بذلكَ القربِ منه

" أنَا آسفَة هيُون "
ٱون يُونغ إعتَذرت بطريقَة لطيفَة تعطيِه تلكَ النظَرات البريئَة بينمَا ترمشُ العديدَ من المرَّات

" المرَّة القادمَة أتركِ لِي رسالَة ٱون يُونغ، لا تجعلينِي
أبحَث عنكِ كالمجنُون.. "
هوَ عاتبهَا مجددًا محدِّقًا بهَا هذِه المرَّة
لتومئَ هيَ بخفَّة مشكلَّة بشفاههَا إبتسَامة لطيفَة
كانَ من شأنِها جعلَ الآخَر يُظهر خاصَته أيضًا

" دعينَا ننضمُّ لهم "
بخفَّة أردَف يمسكُ بكفِّها الصغِير بين خاصتِه متوجِّهان معًا نحوَ البقيَّة هنَاك

وربَّما بِيكهيون انصدمَ تمامًا من حَال الٱخرَى التِي وبكلّ بسَاطة أنهَت ثلاث أطبَاق رغمَ زعمهَا كونهَا بحميَة

" لا تهلَع يَا بِيكهيوني فهاتِه إحدَى أنواعِ الحيوانَات المفترسَة المعرَّضة للإنقرَاض "
لايَ خاطَب صدِيقه منذُ رؤيَته لملامِحه المنصدمَة
محدِّقًا بكَاي جو والتِي صرخَت بغضبٍ شدِيد بعدَ نعتهَا بذَلك

وحسنًا بيكهيون وٱون يُونغ قهقهَا بشدَّة علَى وضعِه الحَالي فهيَ إنقَّضت علَيه تشدُّ خصلات شعرِه بقوَّة ودونَ تردُّد

كَاي وجَد نفسَه يذرِف دموعًا بسببِ وضعِ
صدِيقه الذِي أصبحَ يترجَّاها بتركِ خصلاتِه العزيزَة
هوَ قهقهَ وبشدَّة مانعًا دونِي من مساعدتِه بإمسَاك
ذراعهَا كونَه يستمتِع برؤيَة ذلكَ العَرض

" اللَّعنة عليكَ أيُّها الأسمر المتفحِّم "
دونِي شتمتُه بصوتٍ عالٍ تحاولُ الإفلات من قبضَته
ويبدُو أنَّها فشَلت تمامًا

" كَاي جُو أفلتِيه سيصبحُ أصلعًا بسببِك "
ٱون يُونغ حاولَت إبعَادها عَنه وأبدًا
لَم تختَلف عن الآخرِين بقهقهاتِها العاليَة

" أنَا آسِف و اللَّعنة، إبتعدِي عنِّي "
صوتُ لاي المتأوِّه بألَم صدحَ بالأرجَاء
ليزيدَ قهقهَات كَاي بشدَّة هوَ بدَى كمن سيلقِي
حتفَه بأقرَب وقت!

كَاي جو أشبعَت غليلهَا وغيضهَا بذَلك وإستماعهَا لإعتذَاره حينهَا جعَلها تفلتُ خصلاتُه وأخيرًا لكِن وعلَى ما يبدُو فإنَّ السحرَ سينقَلبُ على السَّاحر!

عزيزنَا لاي لَن يتقبَّل فكرَة أنَّه سيخسِر المعركَة بتلكَ السهولَة هوَ ركضَ ورائهَا دونَ تردّد مستمعًا لضحكَاتها التِي ملئَت المكَان تزيدُ غيضَه شدَّة!

" رؤيتهمَا هكذَا تجعلنِي أعيدُ التفكِير بشأنِ عمرهمَا الحقيقِي! يبدُوان بعمرِ الخامسَة حقًّا "
بِيكهيون قهقهَ مجددًا يحدِّق بكلاهمَا يثيرَان تلكَ
الفوضَى بالأرجَاء

" سأنتَقم لأجلِ عزيزِي شِينغ شِينغ "
صدحَ صوتُ دونِي العَال حينهَا تلقِي بكعبهَا العالِ
بعيدًا وراكضَة هيَ الٱخرَى خلفَ صديقتهَا

بِيكهيون وٱون يونغ قهقهَا عاليًا بسببهَا وهاهمَا الآن يناظرَان كاي بنفسِ الفكرَة التِي تجُول بذهنهمَا
همَا لن يتفاجَئا برؤيَتِه يركُض خلفَهم أيضًا! ㅋㅋㅋ

" بِيكهيون لنرقُص! "
صوتُ ٱون يُونغ العالِي تخلَّل مسامعَ الآخر ليلتفتَ
نحوهَا بإبتسَامة واضحَة وقبلَ أن يجيبهَا فعلاً
هوَ وجدَ نفسَه يُسحب بخفَّة من قمِيصه من طرفهَا

هيَ قهقهَت بخفَّة علَى ردَّة فعلِه المتفاجئَة آن ذَاك،
كفُّها الأيمن راحَ يُمسك خاصَته أمَّا عن الآخر فقَد أراحَته بخفَّة علَى كتِفه وعلَى الأغلَب هيَ إلتَصقت بجسَده بشكلٍ جنونِي تحملِق به بإبتسَامة ضائعَة

" بيكهيونِي لا تجلِس مكتوفَ الأيدِي، إفعَل كما أفعَل " هيَ تمايَلت بجسدهَا تجبرُه علَى فعلِ المثَل

ولكِن الآخَر بدَى كَشخصٍ تائِه بمعَالم فنيَّة مميَّزة!
هوَ لم يعطِي بالاً لثرثَرتها فقَط ضائِع بتلكَ الملامِح الفاتنَة والإبتسَامة الجميلَة التي تتوسَّط أمامَ أعينِه

" هيُون؟ "
بنبرَة متسائلَة نطقَت إسمَه منذُ أنَّه شاردٌ
بتلكَ الطريقَة

بِيكهيون همهمَ بخفَّة كونَه ومن الجيَّد لا يزَال لم يفقِد الإتصَال بالعَالم!

" لمَا لا تَرقص؟ أنتَ تجعلنِي أبدُو كبلهَاء تتمَايل بجسدهَا بمفردهَا " ، ٱون يُونغ تذمَّرت بإنزعَاج تضربُ كتفَه بخفَّة محاولَة لفتَ إنتبَاهه هذِه المرَّة

لكِن ومجددًا صمتُه كانَ بمثابَة إجَابة لهَا وذلكَ حقًّا أزعجهَا لتردفَ مجددًا

" بِيكهيون إن كنتَ لا ترغَب بهذَا دعنَا نـ .. "

هيَ لَم تتوقَّع ذَلك ولَم تخمِّن وقوعَه فجأَة فشفتَاه قد صُدمَت بخاصتهَا حينهَا يقاطِع حديثهَا بقبلَة لطيفَة

" بِيكهيون! "
ٱون يُونغ حلَّت أعينهَا علَى مصرعيهمَا مناديَة
علَيه بصدمَة وبكلّ خجَل راحَت تراقِب البقيَّة إن لمحَ أحدهُم فعلَته الآن

هوَ إبتسمَ بخفَّة مناظرًا وجنتَيها التِي صُبغَت باللَّون الأحمَر تمامًا لتثيرَ جلبَة مجددًا

" مَاذا إن رآنَا أحَدهم! "

هو رفعَ كتفَيه وحاجبيَه معًا بعَدم مبالاَة
وحسنًا لقَد جعلهَا هذِه المرَّة تنزعِج بحقّ بسببِ
ضحكَته آخرَ ذلك

" بِيكهيون إن كنتَ تجِد الأمرَ مضحكًا هوَ ليسَ كذَلك البتَة! و أيضًا أنَا لا أرغَــ .. "

هيَ صرخَت داخلهَا بِـ " اللَّعنة " كونَه لَم يعيرَها إهتمامًا ومجددًا حطَّ بشفتَيه علَى خاصتِها ولكنَّه لَم يحزِر فهذِه المرَّة قَد دفَعته عنهَا تحتَرق خجلاً بسببِ فعلَته الطائشَة

هيَ كادَت أن تصرخَ بوجههِ هذِه المرَّة إلاَّ أنَّ كَاي جو التِي نادَاتهما فجأَة جعلَتهما يلتفتَان معًا

" تعالاَ! يقولُ لاي أنَّه علينَا التوجُّه للحدِيقة الخلفيَة "

ٱون يونغ أومَأت بتفهُّم كمَا فعَل الآخَر وحسنًا هيَ توجَّهت نحوَ الٱخرَى بسرعَة تمسكُ بذراعهَا مغادرَة رفقتهَا وملتفتَة نحوَ بيكهيون تخرِج لسانهَا مغيضَة له
بعدَ أن جعَلته يتأوَّه هنَاك بمفردِه بسببِ قرصِها لذراعِه بقوَّة!

هو توعَّد بأن يتمَّ معاقبتهَا لاحقًا! وكمثلِ الجمِيع توجَّه بخطواتِه نحوَ الحدِيقَة الخلفيَة

لاي هنَاك جعَل رفاقَه يسبقُونه بالدُّخول فِي حين أنَّه إستقَام خلفَ صغِيرته دونِي محيطًا نصفَ وجههَا بكفِّه الأيمَن يحجبُ عنهَا الرؤيَة كونَ تلك المفاجَأة المميَّزة لليَوم لا تزَال بإنتظَارها

" ييشِينغ المزِيد من المفاجآت؟ "
دونِي تسائَلت بقليلٍ من الصَّدمة حينمَا أصبحَت
الرؤيَة أمامَها سودَاء تمامًا

" صدِّقيني ليسَت كغيرهَا "
هوَ أجَابهَا معَ إبتسَامة هادئَة يتمشَّى
بجانبهَا يجعلهَا تتبَع خطواته

" ستفتحِين عينَاك بعدَ العدّ لثلاثَة حسنًا؟ "
لاي همَس بذلكَ بالقربِ منهَا كونهمَا يتوسَّطان الحديقَة الآن لتومأَ له هيَ بسرعَة

" واحِد، إثنَان، ثلاثَة "

" الآن! "

صرخَة الجمِيع آخرَ ذلك جعَلتها تجفلُ من مكانهَا بهَلع
تفتَح أعينهَا أخيرًا ويبدُو أنَّ الأجوَاء من حولهَا زادَتها صدمَة

الحدِيقة مزيَّنة بشكلٍ جمِيل للغَاية حيثُ جعلتهَا تفرِّق شفتَاها بإنبهَار من كلّ ما ترَاه أعينهَا، تحملِق بمَا حولهَا بإعجَاب شدِيد ودونَ التفوُّه بحرفٍ واحِد منذُ أنَّ الكلمَات هرَبت منها!

" دونِي عزيزتِي توجَّهي نحو الممرّ شِينغ شينغ بإنتظَارك هنَاك عندَ نهايتِه "
كَاي جو خاطبتهَا مع إبتسامَة لطيفَة والٱخرَى انصاعَت تمامًا لطلبهَا لتتمشَّى بخطواتِها الهادئَة بذَلك
الممرّ فِي حين أن ملامِحهَا لا تزَال منبهرَة تمامًا من
جمَال المنظَر هنَاك

تلكَ الأضوَاء و الورودِ المنثورَة التِي تزيِّن الطرِيق جعلتهَا تبتَسم بخفَّة ترفَع نظرهَا مجددًا نحوَ ما ينتظرهَا وربَّما هنَاك هيَ فقَدت أنفَاسها للحظَة!

ييشينغ يقِف برجولَته الشامخَة وسطَ ذلكَ القَلب التِي شكَّلته تلكَ الورود الحمرَاء بينمَا تلكَ البالونَات خلفَه تشكِّل كلمَة أصابَت الٱخرَى بصدمَة تمامًا، هيَ توقَّفت عن الحركَة تمامًا حينمَا وصَلت نهايَة الممرّ تواجهُ ملامحَ الآخر الهادئَة التِي تزيِّنها إبتسَامته الآخذَة للأنفَاس أخيرًا

" يَا! إقتربِي أكثَر "
ٱون يُونغ خاطبتهَا هذِه المرَّة بصوتِها العَال بينمَا تجلِس هيَ والجمِيع خلفَهم يشهدُون علَى تلكَ اللحظَات الجميلَة

دونِي بدَت كلوحِ الثَّلج بحقّ، هيَ لَم تقوَى علَى الحرَكة ولا علَى التفوُّه بحرفٍ واحد! لطَالما مقَتت فكرَة المفاجَآت كونهَا وكاللَّعنة فضوليَة لأبعَد حدّ
إلاَّ أنّ مَا تواجههُ الآن ليسَ مجرَّد مفاجَأة كغيرهَا
وإنمَّا الأمر الذِي حلمَت بِه منذُ أن تملَّك قلبهَا ذاكَ
القابِع أمَامها

لاَي خطَى ناحيتهَا بخطواتٍ رجوليَة وإبتسَامة فاتنَة
كادَت أن تفقدَها وعيهَا، هوَ جذَب كفَّها بخفَّة يجعلهَا تقتَربُ أكثَر منذُ أنَّها بدَت كشخصٍ فقَد جميعَ حواسَه لوهلَة!

توسَّط بهَا بتلكَ البقعَة حيثُ تلتفُّ حولَهم تلكَ الورودِ المنثورَة ليردفَ و أخيرًا بنبرَته المخمليَة التِي بدَت أشبَه بالهَمس مناظرًا حدَقتيها اللاَّمعة بحبّ

" أنتِ تتذكَّري الوعدَ الذِي قطَعته علَيك قبلَ رحِيلك صحِيح؟ "

دونِي إستجمَعت نفسهَا أخيرًا بعدَ أن فقَدت إتصالهَا مع الجمِيع لفترَة تحدَّق بملامِحه لفترَة محَاولة العودَة بذاكرتهَا للورَاء ويبدُو أنَّها لَم تجِد شيئًا مشابهًا لقولِه!

هيَ خمَّنت بشكّ " عَن أيِّ وَعد يتحدَّث؟ "
وملامحهَا الهادئَة و المستغربَة حينهَا كانَت بمثابَة
إجَابة بالنِّسبة له! وحسنًا ذلكَ كانَ ضمنَ توقُّعاتِه حقًّا
هو يعلَم جيِّدًا أنَّها لَم تأخُذ الأمر علَى محمَل الجدّ آن ذَاك وهذَا مَا جعلهَا الآن تقفُ مبهمَة أمامَه تحاولُ وبشدَّة تذكُّر أيّ وعدٍ يتحدَّث عَنه فجأَة

لايَ إبتَسم بخفَّة حينهَا يمسِد علَى كفِّها بنعومَة قبلَ أن ينطقَ بتلكَ الاحرُف مجددًا

" قبلَ سنَة ونِصف، تحديدًا بالمطَار أثنَاء تودِيعك
همَستُ لكِ بشَيء جعَلك تقهقهِين حينهَا! الأمرُ لَم يكُن
هزليًا دونِي وأنتِ تعلمِين جيِّدًا كونِي وفيٌّ بجدَارة حينمَا يتعلَّق الأمرُ بالوعود صحِيح؟ "

حسنًا يبدُو أنَّ حدِيثه جعلَ ذاكرتهَا تعمَل بشكلٍ جيِّد الآن! كلمَاته بذَلك اليَوم كانَت مجرَّد مزاحٍ بالنِّسبة لهَا
ولا زَالت كذَلك

" ييشِينغ أنتَ تمزَح صحِيح! "
قهقهتهَا بذَلك الشَّكل آخرَ كلمَاتها جعَله
يقهقهُ بخفَّة أيضًا

علَى الأرجَح هيَ لَن تصدِّق إلاَّ بعدَ أن يتمَّ
الأمر بشكلٍ صحِيح! وعكسَها تمامًا كَاي جو بتلكَ الزاويَة ستذرِف دموعًا قريبًا كونهَا ستشهَد تلكَ
اللحظَة أخيرًا

لاَي إبتعَد عنهَا بخطواتٍ هادئَة يجثِو علَى ركبتِه
جاعلاً الٱخرَى تشهَق بصدمَة تغطِّي فاههَا غَير مصدِّقة لمَا يحصُل هنَاك أمَامها

" أميرتِي الصغيرَة أنـ ـ "

" إلهِي ييشِينغ كم عليَّ أن ٱخبركَ أنَّ تلكَ الطريقَة مبتذلَة " ، كَاي جو صرخَت من العَدم تقاطِع الآخَر بصوتِ تقززهَا آخرَ كلمَاتها وحسنًا هيَ جعَلت الجمِيع يقهقه بمَا فِيهم دونِي التِي فعَلت كونَ الآخر بوضعٍ حرج الآن

لاي فركَ رقبَته بحَرج يتحمحَم بتوتُّر وحينهَا لَم يرغَب بإطَالة الأمر أكثَر كونَه بأعلَى قمَّة فِي الإحرَاج

" دونِي صغِيرتي سأتجَاهل أمرَ المقدِّمَات و أخوضُ فِي صلبِ الموضوع إن كنتِ لا تمَانعِي! "

هوَ جعلهَا تقهقهُ من جدِيد تومئُ له بسرعَة وبشكلٍّ متكرِّر كونهَا بحماسٍ بالغ

" ليسَ وكأنَّنا نصوِّر مشهدًا درامِي لتنهي الأمر
بسرعَة! " ، كَاي سخرَ منه هو الآخر منهيًا كلمَاته بقهقهَة تبادَلها مع كاي جوُ أيضًا

وهنَا تمامًا ييشِينغ شتمَ ولعَن كلاهمَا كونهمَا مفسدِين إحدَى اللحظَات الجميلَة بحياتِه، هوَ ندمَ وبشدَّة لأنَّه قامَ بإحضارهِما

حدَّقا بهمَا بحنقٍ شدِيد ليَلتفِت مجددًا نحوَ الٱخرَى والتِي بدَت كأنَّها ستهرِم من أجلِ تلك اللحظَة
بنظرَات دافئَة تأمَّلها ليخرجَ من جيبِه و أخيرًا
تلكَ العلبَة الصغيرَة التي يتوسَّطها خاتَم
ألمَاسي جمِيل

" بعدَ الخمسِ سنَوات التِي قضينَاها معًا، الذكريَات السعيدَة التِي صنعناهَا معًا و الأشيَاء الجميلَة التِي خلفَّناها ببعضنَا البَعض أتقبلِين الآن إستمرارِي بجعلِ أيامنَا أكثَر سعَادة؟ دونِي أتقبلِينني زوجًا لكِ أعيشُ لكِ ولأجلِك ؟ "

مَن قَال أنَّه لَن يكُون رومانسيًا ويتجاهَل أمرَ المقدِّمات! لاي أنتَ كاذِب ㅋㅋㅋㅋ

الجمِيع بدَى متأثِّرًا بقولِه هوَ لم يلامِس مشاعِر عزيزتِه دونِي فقَط وإنَّما الكلّ! كَاي جو و ٱون يُونغ هنَاك جاهدَا بعَدم ذرفِ دموعٍ إلاَّ أن موقفَ الأخرَى سيجعَلهم ينتحِبون عَن قرِيب..

دونِي إبتَسمت باتِّساع تشابكُ كفَّيها معًا بقوَّة كونَها لا تريدُ هيَ الٱخرَى النحِيب هنَا كطفلَة رضيعَة، هيَ رمَقته بنظرَات دافئَة كمثلِه تمامًا ويبدُو أنَّها لَن تجعَله ينتَظر أكثَر فنبرتهَا العَالية اللطيفَة صدحَت بالأرجَاء فجأَة

" أنَا أقبَل واللَّعنة! "

الجمِيع قهقهَ حينمَا إرتمَت بجسمهَا علَى الآخَر تعانِقه بشدَّة متناسيَة أمرَ الخاتم ذَاك! وييشينغ آن ذَاك جاهدَ بإبعَادها عَنه كونهَا تلتَصق به كعلكَة تصرخُ
بحمَاس وسعادَة تكادُ بذلكَ إفقَاده سمعَه المسكِين

" دونِي عليكِ وضعَ الخاتم! "
هوَ صرخَ أيضًا منذُ أنَّها لن تستمعَ لنبرَته الهَادئَة
وعجبًا أنَّها فارقَت حضنَه و أخيرًا

همَا تركَا الجمِيع يخمنونَ بفكرَة واحدَة علَى الأغلَب
" أغرَب طلب زواجٍ شاهَدته! "

ييشِينغ زعمَ أنَّه سيتجاهَل أمرَ المقدِّمَات ليتقدَّم بعبَارات رومانسِية عكسَ قولِه تمامًا، فِي حين أنَّ الٱخرَى قَد تهجَّمت علَيه قبلَ وضعِ ذلكَ الخاتم الذِي سيشهَد علَى تلكَ اللحظَة

ربَّما غَريبين ولكِن بطَريقة ظريفَة صحِيح؟
⁦⁦♡(> ਊ <)♡⁩

دونِي حدَّقت بتلكَ القطعَة الألمَاسية التِي تلتفُّ حولَ أصبعهَا بإبتسَامة عريضَة، شكلُه جمِيل وبسِيط وذلكَ كانَ من ذوقهَا تمامًا هيَ ربَّما أحبَّته أكثَر من الشخص الذِي أصبحَ خطيبهَا توًّا

وذلكَ تمامًا ما إعتقَده حينمَا وجدَها شاردَة الذهن تمامًا بِه، ييشِينغ بدَى منغمسًا بملامحهَا الجميلَة واللطيفَة آن ذَاك عكسهَا تمامًا

هيَ حتَّى لم تنتَبه لهتافِ الجمِيع حينهَا مطالبينَ
بقبلَة تختِم تلكَ الأجواء الجميلَة و الرومانسِية

لاي قهقهَ بخفَّة علَى موقفهَا حينهَا، ولكنِّه يعلَم جيِّدًا كيفَ سيجذبُ إنتباههَا من جدِيد فحدقتيهَا قد لاقَت خاصَته بسرعَة حينمَا إقتربَ يدنُو نحوهَا بشكلٍ مفاجِئ

هوَ لَم يخطِئ لا تزَال تلكَ العاشقَة لهمسَاته وقربِه المفاجِئ، لا تزَال فتَاته التِي تشعُّ حدقتيهَا ببرِيق خاص حينمَا تتلاقَى مع خاصتِه

" هَل يمكنكِ تنَاسي أمرَ ذلك الشَّيء للحظَة "
بهمسٍ رجولِي قالَ يحيطُ خصرهَا بذراعِه اليمنَى
جاعلاً المسافَة بينهمَا مجرَّد إنشَات كانَ من شأنِها
جَعل داخِل الٱخرَى مبعثرًا أكثَر

ييشينغ إبتَسم بهدُوء حينمَا حاوَلت الإبتعَاد عَنه مستفسرَة لكنَّه منعَ ذلكَ بنبرَته المخمَلية مجددًا
يذيبُ قلبهَا حبًّا

" شوقِي لتلكَ الشفتَين فاقَ حدُّه، ألَا تبادلِيني الشعُور همم؟ "

همهمَته آخرَ جملتِه جعلتهَا تحتَ تأثيرِه مستسلمَة لكلّ تلكَ اللمَسات التِي باتَت تداعبهَا منذُ حين، دونِي أغمَضت أعينهَا مبتسمَة براحَة حينمَا خالجَتها تلكَ اللمسَات الدافئَة علَى خدِّها

" فعَلت، لقَد إفتقَدت كلّ جزءٍ مِنك ييشِينغ "
نبرتهَا النَّاعمة والهامسَة حمَلت الكثِير من المشاعِر
حينهَا هيَ فقَط جعَلت الآخَر يعشقهَا بتلكَ الحَال
أكثَر و أكثَر..

ييشِينغ حدَّق بتلكَ الوردِيتين لوهلَة وهَا هوَ الآن يأخذهَا بخفَّة نحوَ خاصتَيه مقبِّلاً إيَّاها بحبٍّ بالِغ
كفُّه اليسرَى تمسِد علَى وجنتِها بلُطف فِي حينّ أنَّ الٱخرَى قَد أحَاطت خصرهَا بتملُّك وبذلكَ هوَ فقَط جعَل تلكَ الصورَة التِي ٱلتقِطت توًّا تبدُو كلقطَة من درامَا رومانسيَة حقًّا!

كَاي جُو هنَاك جعَلت الأجوَاء أكثَر دراميَة وعاطفيَة بذرفِها لتلكَ الدّموع محدِّقة بكلاهمَا ويبدُو أنَّها منغمسَة بتلكَ القبلَة أكثَر منهما! ㅋㅋㅋㅋㅋ

كَاي إلتقَط صورًا كثيرَة مزيِّنًا ملامِحه بإبتسَامة جميلَة كونَه لا يقلِّ سعادَة عن صدِيقه الذِي يعِيش
أجمَل لحظَات حياتِه

ويبدُو أنَّ ٱون يونغ لَم تختَلف عن كلاهمَا فرأسهَا راحَ بخفَّة يستنِد علَى كتِف الآخر متمسِّكة بكفِّه و مطلقَة كلمَاتها بهدُوء

" بِيكهيون ٱنظُر لهمَا، لقَد أحبَّا بعضهمَا بصِدق حقًّا! أخشَى أن كلّ النهَايات ليسَت بتلكَ السعَادة كهذِه "

بِيكهيون إحتضَن جسمهَا بذراعِه مجيبًا عليهَا
بتلكَ النبرَة الهادئَة و اللطيفَة

" ستكُون خاصتنَا أجمَل بكثِير، أعدكِ "

ٱون يُونغ إبتَسمت بإتِّساع حينهَا ترفَع بنظرهَا نحوه
ترمُقه بتلكَ النظرَات الدَّافئَة ليبادلهَا أيضًا

تلكَ الٱمسيَة كانَت جميلَة بشكلٍ لا يصدّق، لقَد صنَعوا العدِيد من الذكريَات السعيدَة هنَاك معًا وعلَى مَا يبدُو
فإنِّهَا لَم تنتهِي تمامًا!

" لا أريدُ الترجُّل من السيَارة، هيُون كفّ عن قولِ ذلك! "

حسنًا بيكهيون إستغرَب تمامًا من قولهَا آن ذَاك فهوَ لم يتفوَّه بشَيء منذُ ركنِه للسيَّارة بالقُرب من منزلهَا
هيَ قهقهَت آن ذَاك بسببِ ملامِحه لتضيفَ مجددًا

" أقُول ذلكَ عمدًا، لأنِّي لا أرغَب بمفارقَة الجَرو خاصتِي "
بلُطف راحَت تربتُ على خصلاتِه تجعَله يلتفِت للجهَة الأخرَى تمامًا متذمِّرًا

" قبلاً كنتُ القطّ المشاكِس و الآن أصبَحت الجرو خاصَتك، ٱون يُونغ أنَا حقًّا لَن أتفَاجئ إن نعتينِي بإسمِ حيوانٍ آخر! "

هيَ قهقهَت مجددًا تمسكُ بوجنتَيه تحاولُ جعلَ مقلتيهمَا تتلاقَى معًا منذُ أنَّه تفادَى النظَر لهَا
وحسنًا ملامِحه المنزعجَة حينهَا كانَت أكثَر شيء ظرِيف قَد رأتُه اليَوم! هوَ يصبِح لطِيفا بشكلٍ لا يصدّق حينمَا يتذمَّر

" أنتَ ترفضُ لقَب الجَرو رغمَ كونِك تشبههُ الآن تمامًا! "

" حسنًا لا بأسَ بِه، فأنتِ تشبهِين الضفادِع حينمَا تتذمَّري أيضًا "

" بِيكهيون! "

وأجَل هوَ نجحَ بإغاضتهَا أيضًا، ٱون يُونغ أبعَدت كفَّيها عن وجههِ تمامًا تضمُّها نحوَ صدرهَا بغيضٍ
بينمَا ترمقُه بتلكَ النظرَات المنزعجَة

" مَاذا؟ ألَن يحقّ لِي نعتَك بألقَاب حيوانيَة أيضًا! "

" بِيكهيون بربِّك الجرَاء لطيفَة "

" و مَا خطبُ الضفادِع يا آنسَة؟ "

هوَ رفعَ حاجبَيه معًا كأنَّه يتحدَّاها وعلَى ما يبدُو فإن أحدُهم يتلعثَم بكلامِه كصبيٍ الآن

" إنَّـ ها إنَّها فقَـ ـط .. "

" إنَّها ماذا؟ لا تكونِي عدوانِية للضفادِع فهيَ ظريفَة أيضًا! " ، هوَ طأطَأ علَى أنفهَا بخفَّة آخرَ حديثِه ليبتسِم بخفَّة علَى شكلهَا الطفولِي حينهَا

تزمُّ شفتهَا السفليَة بغيض بينمَا تضمُّ كلا ذراعيهَا نحوَ صدرهَا في حِين أن تلكَ الملامِح المنزعجَة طاغيَة عليهَا تمامًا

بيكهيون أخرجَ هاتفِه من جيبِ بنطالِه محدِّقًا بالساعَة، هو متأخِّرٌ بدقيقَة ولكِن لا بأس!

إلتفتَ نحوهَا مجددًا مردفًا
" أغمضِي عينَاك "

" لمَاذا! "
هيَ إستفسَرت بتلكَ الملامِح التِي لا تزَال
تبدِي علامَات الغيضِ و الإنزعَاج

" فقَط إفعلِي "

" لَن أفعَل، تأخَّر الوقت سأذهَب "

بِيكهيون خمَّن أنَّها تصبحُ عنيدَة كاللعنَة أحيانًا ولكنِّه فقَط سيجارِيها منذُ أنَّه لا يرغَب بإزعَاجها أكثَر، هو أمسَك بذراعِها جاذبًا إياها نحو مكانهَا مجددًا يمنعها من الرحِيل

" لن أدعكِ تغادرِين قبل أن تفعلِي ما أمرتُك بِه،
إنَّه ليسَ بالأمرِ الجَليل صحِيح؟ "

ٱون يونغ تأفأفت بإنزعَاج تغمضُ عيناها مباشرَة منصاعَة لأمرِه، هيَ إستشعَرت هدوءَه لفترَة وذلكَ أربكهَا بحقّ

أنفاسُه الساخنَة ارتطمَت برقبتهَا فجأَة وبقربِه آن ذاك جعَل نبضاتهَا المتسَارعة تزدَاد جنونًا، هو أحاطَ ذلكَ العقدَ حولَ رقبتهَا هامسًا لهَا بحبّ

" ميلادٌ سعِيد ليونغِي "

ٱون يونغ فتحَت مقلتيهَا بصدمَة تردفُ بعدمِ تصدِيق
" ما هوَ تاريخُ اليَوم! "

بِيكهيون إكتفَى بجعلِ شاشة الهاتِف تقابلها كإجابَة وملامحهَا السعيدَة التي تغيَّرت تمامًا حينهَا جعَلت تلكَ الإبتسامَة الجميلَة تزيِّن ثغرَه

هيَ إبتَسمت بسعادَة أكثَر حينمَا لامَست أناملها ذلك العِقد الألماسِي الذي يلتفُّ حولها، لقد كانَ بسيطًا و جميلاً بالوقتِ ذاتِه و أكثَر ما ميَّزه هو تلكَ القطعَة الثلجيَة الصغيرَة التي تتوسَّطه

" بيكهُيون شكرًا لك، لقَد أحببتُه حقّّا"
ٱون يُونغ إنتحَبت بلُطف توجِّه بصرهَا نحوه مجددًا
حيثُ تلاقَت إبتسامتهمَا و نظراتهمَا الدافئَة معًا

" لا ٱصدِّق أنَّكِ بعمرِ الثانيَة و العشرِين أنتِ لا تزالِين عنيدَة وتتذمَّرين كصبيَّة بالخَامسَة من عمرهَا! "

بيكهيون قهقهَ آخِر ذلِك حينمَا ظهَرت ملامحهَا المتذمِّرة مجددًا وحينهَا فقَط وجَد فرصَة لإرضائهَا
بطريقَة تنَال إعجَابها لا محَال!

هوَ سرقَ قبلَة سريعَة من شفتيهَا معيدًا نظرَه نحوَ حدقتيهَا مباشرَة لينطقَ بتلكَ الكلمَات المعسولَة التِي تخلِّف أثرًا جميلاً بقلبهَا

" تقدُّمكِ بالعمرِ سيكُون مجرَّد رقمٍ بالنِّسبة لِي، فٱون يُونغي ستظلُّ صغيرتِي دائمًا و أبدًا! "

ٱون يُونغ مَالت برأسِها لليسارِ بشكلٍ لطِيف تحيطُ رقبَته هيَ هذِه المرَّة بذراعيهَا تعطِيه تلكَ النظرَات و التبسيمَة اللطيفَة

" أعتَقد أننِي أنقَذتُ مدينَة بحياتِي السابقَة لأحصلَ علَيك! "

بِيكهيون قهقهَ بخفَّة متبعًا فعلَته بمداعبَة لطيفَة لأنفهَا هامسًا بنبرَته الرجوليَة

" إذًا يبدُو وأنِّي أنقَذتُ العالَم بأسرِه "

هيَ إبتسَمت مجددًا وراحَت تتأمَّل حدَقتيه بحبّ كمَا فعَل تمامًا، لقَد كانَ الهدُوء يحُوم حولَهم تاركًا نبضهمَا يشكلِّ لحنًا حينهَا، نظرَاتهما الدافئَة إستمرَّت للحظَات كونَهما ومعًا غادرَا لعالَمٍ وردِي جمِيل يخصُّهما
يتغذَّان بآخرَ جرعَة من ملامحِ بعضهمَا قبلَ أن يتفارقَا وكأنَّها الجرعَة الأخيرَة ⁦꒰⑅ᵕ༚ᵕ꒱˖♡⁩

" بِيكهيون الوقتُ تأخَّر لا أريدُ جعلَ والدتِي تقلقُ أكثَر " ، نبرتهَا الهَادئَة صدحَت بالأرجَاء فجأَة و أبدًا لم تفارِق نظراتهَا ملامحَه التِي بدَت أكثَر جَاذبيَة تحتَ أضواءٍ خافتَة كتِلك

هيَ بدَت تائهَة بمعالمِه تمامًا وعكسَ كلمَاتها قلبهَا آبَى مفارقَة مالكِه فتعلُّقه باتَ يصبحُ أكثَر شدَّة

" ملكَة الثَّلج تطَالبُ بالمغادرَة ولكنّ الملكَ لا يرغَب بمفارقَتها، مَا العمَل؟ "
بِيكهيون ردَّ بهمسٍ طفِيف يلامِس خصلاتِها الأمَامية
بخفَّة جاعلاً إيَّاها تلتفُّ حولَ أذنهَا بعذوبَة
لمسَاته تزيدُ بعثرَة قلبهَا بينمَا تلكَ الفرَاشات تملَّكت معدتهَا

لكنّ وجلَّ إهتمَامها كانَ حولَ ذلكَ اللَّقب الذِي بدَى وبشكلٍ جمِيل مميُّز عن غيرِه، كأنَّها ولوهلَة مَا إستشعَرته بذاتِها! ٱون يُونغ أطلَقت العنَاء لإبتسَامتها الناعمَة تستفسِر هذِه المرَّة بدَلاً من الإجَابة

" هل لِي حقّ المعرفَة بهويَّة التِي تزعمهَا ملكَة الثَّلج يا ترَى؟ "

هيَ تعلَم أنَّها كانَت المقصدَ منذُ البدَاية ومَن غيرهَا! لكِن إستفسَارها كانَ علَى اللَّقب أكثَر من معرفَة صاحبَتِه المعلومَة

بِيكهيون هنَاك إبتسَم بخفَّة مخفضًا رأسَه للأسفَل لوهلَة قبلَ أن يعيدَ نظرَه نحوهَا جاعلاً كفَّيه تحيطُ وجنتيهَا بلُطف مضيفًا كلمَاته بنبرَته الهادئَة الرجوليَة

" ملكَة الثَّلج تكُون صغيرَة بِيكهيون التِي ولتوِّها حصَلت علَى عقدٍ يثبتُ صاحبَة اللَّقب! "

ٱون يُونغ أخفَضت نظرهَا مجددًا نحو ذلكَ العِقد تحدِّق بتلكَ القطعَة الثلجيَة الصغيرَة التي تتوسَّطه بإبتسَامة جميلَة، قبلاً هيَ حسبتهَا بسيطَة ومجرَّد شكلٍ نالَ إعجَابه إلاَّ أنَّها و الآن باتتَ تحمِل معنًا جميلاً لَا تزَال لَم تفهِم سبَبه

عقدٌ يحمِل قطعَة ثلجيَة مالكَته تلقَّب بِـ " ملكَة الثَّلج " لسببِ مَا ومجهولٌ عنهَا ستكُون فضوليَة بشأنِه لا محَال!

" بِيكهيون مَـ "

" ٱون يُونغ تأخَّر الوَقت عليكِ المغادرَة "
هوَ قاطَع حديثهَا قبلَ أن تتفوَّه بأيّ سؤالٍ
جوابُه سيكُون غيرُ مناسِب بلحظَة كتِلك

" ولكِن أنَا.. "

" والدتُك بإنتظَارك لا تجعليهَا تقلَق أكثَر "

ٱون يُونغ تذمَّرت هذِه المرَّة تحمِل حقيبتهَا لتفتحَ البَاب مجيبَة

" حسنًا، سأغادِر "

" إعتنِي بنفسِك يونغِي، ليلَة سعيدَة "

" ليلَة سعيدَة "

بِيكهيون قهقهَ بخفَّة حينمَا تفوَّهت بذَلك بشكلٍ لطِيف و متذمِّر بالوقتِ ذاتِه مشاهدًا جسمهَا الذِي إبتعَد عَنه أخيرًا، وهَا هو الآن يتوجَّه نحوَ منزِله أيضًا.


-

السَّاعة الثانيَة عشَر ونِصف، يومٌ ربِيعي مشمِس
وتحديدًا بروَاق الجامعَة التِي ملأتهُ قهقهَات كَاي جو
محاظَراتهم قَد إنتهَت توًّا الجمِيع بدَى متعبًا منذُ أنَّهم نامُوا بوقتٍ متأخِّر ليلَة البارحَة

ٱون يُونغ تريحُ رأسهَا علَى كتفِ بيكهيون الذِي تثائَب لمئَة مرَّة منذُ إستيقاضِه اليَوم، دونِي ولاي هنَاك يدفعَان عنهم الآخر الذِي حاولَ وبشتَى الأمُور الإرتماء بجسمِه على كلاهمَا لعلَّه يريحُ رأسَه وينعمَ بكتفِ أحَدهما

إلاَّ و أنّ كَاي خمَّن بمدَى سوءِ حظِّه اليَوم! ييشِينغ إعتَاد علَى كونِه الوسادَة الخاصَّة بِه إلاَّ أنّ تواجُد خطيبَته الآن يعدُّ كحاجِز بالنِّسبة له

وهنَاك عكسَهم تمامًا تلكَ الفتَاة ذات السبعَة أرواح كمَا لقبُّوها تثيرُ جلبَة بنكاتِها السخيفَة منذُ الصباحِ الباكِر، تقفِز تركُض و تقهقهُ بشكلٍ مستمرّ!

تملِك طَاقة سبعَة أشخاص لا محَال

" لا أقصِد الإهَانَة أو السخريَة من شكلِه ولكِن بحقّ
شكلُ رأسِه يذكِّرنِي بالفضَائيين "
هيَ قهقهَت بصوتهَا العالِ مجددًا ويبدُو أنَّها ستلقِي حتفهَا قريبًا بسببِ تلكَ الصورَة التِي إلتقطتهَا قبلاً

البروفيسُور الذِي طُردَ قبلاً بسببِ كاي ٱستبدِل بآخر
ورغمَ أن الجمِيع ٱعجبُوا بطريقَة شرحِه و إرسَاله لتلكَ المعلومَات بشكلٍ يسهَل على الجمِيع تخزينهَا
إلاَّ أنَّها كانَت هنَاك وحدهَا تقهقهُ بشكلٍ هستيرِي
علَى شكلِ رأسِه المستطِيل الضَّخم!

" كَاي جُو أنتِ إلتقطتِ صورَة له بشكلٍ غير قانونِي،
سيقاضِيك إن علمَ بالأمر ولَن يكونَ هنَاك أحدٌ لإنقَاذك" ، بيكهيون خاطبهَا
محذرًا إيَّاها لكِن وعلَى ما يبدُو فإنَّه يتحدَّث عبثًا

" إلهِي ٱنظُر لشكلِ رأسِه من هذِه الزاويَة، كأنَّه
رأس فضائِي بجسمِ إنسَان "
وحدهَا من تقهقهُ علَى ذلكَ ولا يهمُّها أمرُهم
فهم يستمرُّون بمحاولَة إيقافهَا عن السخريَة مِنه
ولكِن بدُون جدوَى

إتخذُوا لهُم مقعدًا جميعًا بعدَ أن توجهُوا لتلكَ الكَافيتيريَا وهذِه المرَّة كانُوا محطَّ أنظَار الجمِيع
منذُ أنَّ كَاي، ٱون يونغ و بيكهُيون بنفسِ الطاولَة!

هم فقَط لم يتوقَّعوا أن تلكَ الفوضَى و المجادلَة التِي حدَثت بينَهم منذُ أيَّام ستنتهِي بهدوءِ ثلاثتهِم بطاولَة واحدَة! بِيكهيون بدَى أكثَر راحَة منذُ أنّ الٱخرَى أخبرَته بكونِه ألغَى فكرَة الزوَاج تمامًا وعكسَ
مَا عهدَه كَاي بدَى كشخصٍ آخر تمامًا

هادِئ بشكلٍ غير طبِيعي، يقهقهُ بسعَادة من فترَة لأخرَى ولا يجِد مانعًا من تلاقِي نظراتهمَا كونَه هوَ الآخر يشعُر ببعضِ الراحَة بينهَم

" دونِي، ذكرينِي بإسمِ صديقَك ذَاك! "
كَاي جو إستغلَّت فرصَة صدورِ تلكَ الضحكَات من البقيَّة ومحادثتهِم التِي ضجَّت المكَان بمخاطَبة صديقتهَا متسائلَة

" سِيهون؟ "
دونِي ناظرتهَا بإستغرَاب ترتَشف القلِيل
من عصيرهَا لتجيبَ الٱخرَى بملامِح متحمسَة

" ٱوه أجَل سيهون! أيّ جامعَة إنتَقل؟ "

" إنتقَل لجامعتنَا أيضًا، لَم يلتحق اليَوم لغرضٍ ما لكنَّه و على الأغلَب سيحضرُ غدًا "

كَاي جو همهَمت بتفهّم تقضَم ما تبقَّى من ذلكَ البرغر ولكِن نظرَات الٱخرَى توحِي بأنّ المحادثَة لن تنتهِي بتلكَ السهولَة!

" ٱوي! لمَا تسألِين عَنه همم؟ "
نظرَات دونِي الخبيثَة كانَت كفيلَة بجعلِ الٱخرَى
تحدِّق بهَا بمللٍ واضِح

" مجرَّد فضول لا أكثَر! "

" لا أعتَقد ذلك! يا ترَى هَل وقعتِ بحبُّه من النظَرة الأولى؟ "

حسنًا يا رفَاق دونِي تكُون غَير منطقيَة أحيانًا
مَن يقع فِي الحبّ من النظرَة الٱولَى هذِه الأيَام؟ هذَا ما فكَّرت به الٱخرَى تناظرُ صديقتهَا بعَدم تصدِيق منذُ أنَّها تقهقهُ بمفردهَا كمجنونَة!

" دونِي عزيزتِي هَل فقَدت عقلَك يا ترَى؟ أم أنَّك فقَط تتفوهِين بالهرَاء! "

" لمَاذا؟ إعترفِي بالأمر لقَد شردتِي بملامِحه البارحَة
وكونِي صديقتكِ و أعرِفك جيِّدًا فتلكَ النظرَات لم توحِي سوَى بمدَى إعجَابك بوسامتِه وهيئَته الجذَابة "

كَاي جو قهقهَت بخفَّة مجيبَة عليهَا هذِه المرَّة بملامِح واثقَة

" لَم أنكرَ ذلك أبدًا! أعتَرف بمدَى وسامتِه ولكنِّي عازبَة و يحقّ لِي التغزّل بمَن أريد عكسَكِ تمامًا "

دونِي كانَت ستضيفُ مجددًا ولكِن الٱخرَى قاطَعتها
بنبرتهَا التي تتخلَّلها مشاعِر الشك و الظنّ

" إنتظِري دونِي! مَاذا لو علمَ ييشينغ بالأمر "

الٱخرَى قهقهَت بخفَّة مستعدَّة لتبريرِ ذلك ولكِن صديقتهَا سارعَت بنقلِ تلك الأخبَار للآخر وبقصَّة ٱخرَى فهيَ كانَت ولا زَالت أكثَر شخصٍ يشِي بأحدِهم و يستمتِع بذَلك

" ٱوي ييشِينغ ٱنظُر هنا! "
كَاي جو لوَّحت له كونَه مهتمًا بمشاهدَة ذلك الفيديو
رفقَة بيكهيون فهمَا ومنذُ فترَة يتشاركَان أطرَاف الحدِيث حولَ فيلمهِم المفضَّل لينتهِي بهمَا المطَاف بمشاهدة بعضِ المقاطِع منه

ولكن علَى ما يبدُو فإنّ أحَدهم سيشتم بمَا أنَّه تم مقاطعَته بذَلك المشهَد الحمَاسي!

" مَاذا كاي جو مَاذا! "
حسنًا ييشينغ بدَى بمَلامح منزعجَة حدّ اللعنَة حينهَا
ولكِن الٱخرَى لَم تعطِي بالاً فهيَ سارعَت بإلقَاء كلمَاتها

" حبيبَتك، خطيبَتك و زوجَتك المستقبليَة لَم تخبركَ أنَّها عادَت البارحَة رفقَة شابٍ كانَت تمدحَ وسامَته الآن! و برؤيتِي له يمكننِي القَول أنَّه سيكُون منافسًا وخصمًا لَك يا عزيزِي شينغ شينغ "

ملامِح ييشينغ بدَت هادئَة على عكسِ ما توقَّعت و إجَابته حينهَا كانَت كالصدمَة بالنِّسبة لها

" أعلَم! إنَّه ٱوه سيهون، أعرفهُ منذُ أيَام الثانويَة
وأيضًا دونِي لَم تنهِي يومهَا إلاَ وحدثتنِي عَنه لذَا
أعرفِه جيدًا وحقّ المعرفَة! "

دونِي تقهقه والٱخرَى وجدَت نفسهَا تشتمُ بكلّ أنوَاع الشتَائِم! ويبدُو أنّ ييشينغ لَم ينتهِي بَعد فهوَ أضَاف قائلاً

" ٱوه! بشأنِ كونِه منافسًا لِي فلاَ تقلقِ لقَد كانَ صديقًا وفيًّا لها لسنَة ونِصف فمنذُ أنهَا عرَّفتنِي لَه كحَبيبها وعدنِي تمامًا بالإعتنَاء بهَا كشقيقَته! "

" مَاذا نلتِ الآن من الوشايَة بِي يا عزيزتِي همم؟ "
دونِي أغَاضت الٱخرَى أكثَر تقهقهُ بجانبهَا فِي
حين أن الٱخرَى إرتَشفت كوبًا من عصيرهَا بإنزعَاج

" توقفِي عن إزعَاج أخِي! "
كَاي ربَت علَى خصلاتهَا بخفَّة ولا عجبَ
أنَّه تأوَّه بألَمٍ بعدَ أن دعَست على قدمِه بقوَّة فمنَاداته
لهَا بذَلك اللَّقب كانَ ولا زَال يجعَلها تثورُ غاضبَة

البقيَّة قهقهُوا من تعابِير وجههِ المتألمَة وبِيكهيون هنَاك همسَ بمزاح وسَط ييشينغ و ٱون يُونغ خوفًا من أن يتمَّ سماعَه

" يمكننِي الجزمَ أنَّه يرغَب بشتمهَا بصوتٍ عال لكنِّه ليسَ مستعدّ للكمَة تحطّ علَى وجههِ أيضًا! وبذكرِ ذَلك فأنَا أعتَرف بكونِ لكمتهَا أكثَر قوَّة من خاصَتنا "

الآخرَان جاهدَا بكتمِ ضحكَاتهما مثلَه تمامًا فكاي جو هنَاك بدَت كثورٍ غاضِب سوفَ يهجُم علَيهم بأيَّة لحظَة ولكِن يبدُو أنَّ أحدَهم سيزيدُ الطينَ بلَّة!

" أنَا لَم أزعجهَا قَط! لقَد أصبحَت مزاجيَة كاللعنَة و لا أعرفُ علَّة ذلك، لكِن علَى ما يبدُو فإنَّها أصبحَت تكُن مشاعرًا لأحَدهم حقًّا! "

دونِي إبتلَعت ريقهَا بتوتُّر تبتَسم في وجهِ الٱخرَى التِي بدَت غاضبَة أكثَر بعدَ ما تفوَّهت بِه، ولربُّما الكلّ رغَب بالإستمَاع للمزِيد بعدهَا خاصَّة بِيكهيون الذِي بدَى سعيدًا لوهلَة كونهَا وأخيرًا تخلَّصت من مشاعِرهَا نحوه إلاَّ و أنّ الأمرَ ليسَ بذَلك السهولَة كمَا يعهَده!

" إلهِي كَاي جُو أنَا لَم أتوقَّع كونَك تتخلصِين من مشاعِرك ناحيَة بِيكهيون بتلكَ السهولَة! "
كَاي همسَ لهَا جوارَ أذنهَا بمزاح فهوَ الآخر بدَى مصدومًا من الأمر لكنَّه وكمَا البقيَّة لا يعلَم بمدَى تضررِ روحهَا حينهَا

كاي جو فقَط إستقَامت من مكَانها مغادرَة المكَان بركضهَا الذِي بدَى مفاجئًا لهم جميعًا، بعدَ أن إستمتَع الجمِيع بقهقهَاتهم و نكاتِهم بشأنهَا أصبحَو الآن وبشكلٍ مفاجِئ هادِئِين محاولِين إستعَاب الأمرَ

" كَاي بمَاذا تفوَّهت حتَّى جعلتهَا تفرُّ هاربَة هكذَا؟ "
ييشينغ تسائَل بإستغرَاب وقلقٍ بالوقتِ ذاتِه
ليجيبَ الآخر بنبرَته الهادئَة مسرعًا

" لَم أتفوَّه بشَيء يجعلهَا تنزَعج لذَلك الحدّ، كمَا قَالت دونِي إنَّها فقَط مزاجيَة حدّ اللعنَة هذِه الفترَة "

" سأذهَب لأتفقَّدها "
ٱون يُونغ إستقَامت من مكانِها مردفَة ويبدُو
أنَّ دونِي فعَلت أيضًا

" سآتِي معك "

" كلاَ دونِي إبقَي هنَا، أخشَى أنَّها ستغضَب مجددًا عندَ رؤيَتك دعينِي أذهَب بمفردِي وأجلبهَا "

" حسنًا "

ٱون يُونغ إبتسَمت لهَا بخفَّة قبلَ أن تركضَ باحثَة عن الٱخرَى و حسبَ تخمينهَا آن ذَاك فسيكُون تواجدهَا بالحمَام الآن لذَا ودونَ تضييعِ وقتٍ أكثَر هيَ توجهَت هنَاك آملَة أن تعثرَ عليهَا

ويبدُو أنَّ تخمينهَا كانَ في محلِّه فجسمُ الٱخرَى الذِي قابَلته أمامَها حينهَا أشعَرها بالراحَة لوهلَة قبلَ أن تتقدَّم وبخطواتٍ هادئَة نحوَها

كاي جو بدَت كصبيَة صغيرَة تجلِس بالزاويَة هنَاك مخفيَة وجههَا بدفنِه وسطَ ذراعيهَا التِي عانَقت قدميهَا، ويبدُو أنَّ أنينهَا الخافِت كانَ واضحَ السمع على الٱخرَى حينمَا دنَت نحوهَا بخفَّة

" كَاي جو، آنظرِي لِي "
بنبرَة هادئَة وناعمَة أردَفت محاولَة جعلهَا تشعرُ
بالراحَة أكثَر بربتِها علَى ظهرهَا بحنَان

أنينهَا باتَ يصبحُ عاليًا أكثَر ويبدُو أنَّها لَن تستطِيع
إخفَاء الأمرَ بعد الآن، فكلّ ذَلك بتَر كلّ جزءٍ من روحهَا جاعلاً إيَّاها تتألَّم بقسوَة

" كَاي جو أرجوكِ إرفعِي نظَرك نحوِي، أخبرينِي بمَا يضيقُ صدرَك، وثمّ إبكِي بالقدرِ الذِي تشائِين فأنَا هنَا بجَانبك! "

كَاي جو هدَّأت من روعهَا قليلاً رافعَة رأسهَا هذِه المرَّة نحوَ صديقتهَا التِي تألَّمت حينَما قابَلت ملامحهَا الباكيَة و حدقَتيها المتلألأة التِي أصبحَت حوافهَا تقريبًا حمرَاء اللَّون، هيَ إبتَلعت غصتهَا المؤلمَة ساحبَة ما فِي أنفهَا لتنطقَ بكلمَاتها و أخيرًا

" ٱون يُونغ-آه أنَا لا أعرِف مَا العمَل حقًّا "

نبرتهَا المهتزَّة حينهَا جعَلت الٱخرَى تناظرهَا بحزنٍ أكثَر لتجعَل كفَّها وبكّل خفَّة يمسِد علَى خصلاتهَا مردفَة بهدُوء

" مَا الخَطب كاي جو؟ يمكنكِ إخبَاري لعلِّي أساعِدك "

نظَرات كاي جو بدَت أكثَر بؤسًا حينهَا، دموعهَا تنسَاب دونَ توقُّف بينمَا تقضِم شفتَها بشكلٍ قويّ جاهدَة بعَدم إطلاق شهقاتِها ومجددًا تجعَل قلبَ الٱخرَى ينفَطر بسببِ نبرتهَا المهتزَّة والباكيَة التِي صدحَت فجأَة

" الخطبُ هنَاك تمامًا، لا يمكِن لأحدٍ منكُم مساعدتِي ما دمتُ لستُ قادرَة علَى ذَلك! ٱون يونغ أنَا فقَط أجِد الأمرَ صعبًا وشاقًا يومًا بعدَ آخر ولا أعرِف ما العمَل! كيفَ سأجعَل قلبِي اللَّعين يتوقَّف عَن إمتلاَك تلكَ المشاعِر دونَ جدوَى لشخصٍ لَم ولَن يكُون لِي أبدًا؟ كيفَ سأجعَل تلكَ المشَاعر تختفِي بينَ ليلَة وضحَاها
كيفَ أنقذُ نفسِي من هذَا الألَم و اللَّعنة كيَف؟ "

نبرتهَا البَاكية علَت آخرَ كلمَاتها تغمضُ عينَاها بقوَّة سامحَة لتلكَ الشهقَة تهربُ منهَا هذِه المرَّة فذَلك الألَم بداخلهَا لَم تستطِع إحتمَاله أكثَر، وصديقتهَا هنَاك راحَت تجذِب جسمهَا بينَ ذراعيهَا تحضنهَا بقوَّة قاضمَة لشفتهَا السفليَة بحزنٍ بالِغ فقَد نَالت مقصدهَا دونَ ذكرِ إسمِه حتَّى

ومَن غيرُه؟ بِيكهيون الذِي أقسمَت علَى الفوزِ بِه وعَدم الإستسلاَم بشأنِه باتتَ الآن تنتحِب بشهقاتِها العاليَة تحتَ أحضَان معشوقَته

هيَ تظنّ نفسهَا مثيرَة للشفقَة ولكِن ذلكَ الحضن كانَت بحَاجة إلَيه منذُ مدَّة، شعورهَا بوجودِ شخصٍ بجانبهَا يواسِيها ويربتُ علَى ظهرهَا بحنَان كانَ أمرًا تأمَل حصولَه وهَا هيَ الآن تشددُ علَى حضنهَا بقوَّة تبكِي علَى كتفهَا براحَة أكثَر

" كَاي جو "
ٱون يُونغ همسَت بخفُوت تبعدُ جسمهَا عنهَا
منذُ أن هدوءًا عمَّ المكَان فجأَة فيبدُو أنَّ الٱخرَى
إنتهَت من نوبَة بكائهَا

حملَقت في أعينهَا بحزنٍ تمسكُ بوجنتيهَا بلُطف لتضيفَ بنبرَتها الهَادئَة قائلَة

" مهمَا كانَ الأمر صعبًا وشاقاً علَيك فأنَا متيقنَة من كونِك ستجتازِين هذِه المرحلَة، ستتخلصِي من مشاعرَك وتقابلِي الشخصَ المناسِب صدقينِي ستفعلِي! مَا دمتِ لَن تستسلمِي لحزنِك ومَا دمتُ أنَا هنَا بجَانبك و البقيَّة أيضًا فكونِي واثقَة من نفسِك يمكنكِ فعلهَا! "

" يمكننِي؟ "
بنبرَة مهتزَّة وأعينٍ دامعَة ردَّت، ويبدُو أنَّها
ستباشِر في نوبَة بكَاء ٱخرَى

" أجَل يمكنِك! لكِن علَيك النهوضَ من جدِيد ومواجهَة الأمر بدلاً من النحِيب هنَا كصبيَّة صغيرَة سُرقت حلوتهَا "

ٱون يونغ جعلَت تلكَ الإبتسامَة ترتَسم على شفتهَا من جدِيد، قهقهتهَا الخفيفَة آن ذَاك كانَت بمثابَة مصدرَ راحَة و طمأنينَة بالنِّسبة لهَا

بالرَّغم من أنَّ علاقتهم لَم تكُن جيِّدة سابقًا وكلتاهمَا تشاركَتا تلكَ المشاعِر المتذبذَبَة و الحَاقدة إلَّا أنَّها لَم تؤولَ إلَى الأسوَء و إنمَا جعلتهمَا الآن كصديقتَين لا ترضَا إحداهنّ إلاّ بالخَير للٱخرَى

" هيَّا إستقيمِي علينَا أن نرتبَ مظهَرك هذَا "
ٱون يُونغ ساعدتهَا بالنهوض تجعلهَا تغتَسل
آملَة أن تختفيَ آثَار البكَاء تلك من علَى ملامحهَا

ويبدُو أن ذلكَ لن يحصَل أبدًا! فإلتفَات كاي جو نحوهَا مجددًا جعلهَا تقضِم شفتهَا السفليَة بعَدم حيلَة
أعينهَا لا تزَال محمرَّة، جفونهَا منتفخَة بينمَا ملامحهَا لا تزَال تلكَ البائسَة و المحبَطة

" إنتظرِي عليَّ أن أراسِل دونِي، فلا أرغَب بأن يتمَّ رؤيَتك بهذَا الحَال "

كاي جو همهَمت بتفهّم لتفعَل الٱخرَى كمَا قالَت توًّا

« دونِي تعالَي للحمَّام وأحضرِي معَك حقيبتِي، وأيضًا أخبرِيهم بأنهَا بخَير وليسَ علَيهم طرحَ أيَّة أسئلَة عندَ حضورهَا ليتصرَّف الجمِيع بطبيعيَّة! أسرعِي نحن بانتظَارِك »

" ٱون يونغ-آه شكرًا لَك "
نبرَة كَاي جو الهادئَة صدحَت بالأرجَاء فجأَة
تقدِّم تلكَ التبسيمَة اللطيفَة للٱخرَى التِي بادلتهَا حالاً

" لا تشكرينِي أيتهَا الباكيَة، لا وجودَ للشكرِ بينَ الأصدقَاء ذلكَ كانَ واجبِي "

كَاي جو إتسعَت إبتسَامتها أكثَر وهذِه المرَّة نبرتهَا
بدَت أكثَر جديَّة وعاطفيَة حينمَا ردَّت عليهَا

" لا أعلَم إن كنتِ تشعرِين بالمثَل، ولكِن صداقتنَا التِي تمَّت فجأَة أبهجتنِي كثيرًا! لقَد جعلتينِي أشعرُ وكأنَّنا نعرِف بعضنَا منذُ زمَان ورغمَ أن الأغلبيَة هنَا يمقتونَك إلاَّ أننِي أجِدك بغايَة الطيبَة و اللطَافة وأيضًا أعتَقد أنَّهم يستحقُّون معامَلتك البَاردة فأغلَبهم مجرَّد حثالَة! "

ٱون يُونغ قهقهَت بسعادَة حينهَا وبذكرِ البهجَة فهيَ جعلتهَا كذَلك بمجرَّد تلكَ الكلمَات منهَا! إبتسَمت مجددًا تلفُّ حولَ أناملهَا بعضًا من خصلاتهَا مردفَة بلطَافة ومزاح

" حسنًا دونِي أخبرتنِي بالمَثل قَبلاً، يبدُو أننِي خُلقت لأجذبَ قلوبَ الجمِيع "

كَاي جو قهقهَت بظرافَة معلقَة علَى ذلكَ بضحكتهَا
" ويبدُو أنكِ خلقتِ بهذَا التواضع أيضًا يا عزيزتِي "

الٱخرَى قهقهَت أيضًا تضيفُ هذِه المرَّة كلمَاتها
اللطيفَة بتبسيمتهَا

"ربَّما لَم أتخيَّل يومًا أنِّي سأحصُل علَى صديقَة بعدَ مينسُو لكنِّي فعَلت! لقَد أسعدنِي لقائكِ ودونِي أيضًا أتمنَّى أن نحضَى بالكثِير من الذكريَات السعيدَة معًا "

" إذًا ٱون يُونغي تُصبح عاطفيَة بعضَ الأحيَان أيضًا "

كَاي جو و ٱون يُونغ إلتفتتَا لمصدرِ الصوت الذِي صدحَ بجانبِهم فجأَة ولا عجب أنهَا كانَت دونِي فهيَ
إقتحَمت المكَان منذُ ثوانٍ ودونَ أن يشعرَا بذَلك فمحادثَتهم باتَت مهمَّة أكثَر

" هيَّا دعونَا لا نطيلُ أكثَر، سأبدَأ برسمِ لوحتِي الفنيَّة الآن " ٱون يونغ أردفَت بذَلك تحمِل حقيبتهَا عن الٱخرَى جاعلَة من الٱخرتَان مستغربتَان حينهَا

وليسَ بعد أن أخرجَت تلكَ المساحِيق التجميليَّة
فيبدُو أنَّها ستخفِي آثارَ البكَاء علَى وجهِ كاي جُو بهَا!

.
.
.

كَاي جو بدَت كشخصٍ آخر تمامًا فملامِحها أصبحَت أكثَر جمالاً وجاذبيَة بفعلِ أحمرِ الشفاهِ ذاك وبقيَّة التفاصِيل التِي جعلتهَا تتألَّق وسَطهم بمظهرهَا حينهَا! ويبدُو أنّ ٱون يُونغ قامَت بذَلك عمدًا لتنسيها بؤسهَا وتجعلهَا واثقَة من نفسهَا أكثَر

وذلكَ تمامًا مَا كانَت علَيه الٱخرَى منذُ أن رؤيَة البقيَّة لهَا كانَت بمثابَة صدمَة لَهم، هيَ عادَة مَا تضَع ميك آب خفِيف لا يخفِي الكثِير من ملامحهَا الطبيعيَة و اللطيفَة إلاَ أن مظهرهَا الآن جذَب الكثِير من الأنظَار

ييشينغ وكَاي لم يتوقَّفا عن إلتقَاط صورٍ لهَا فعلَى الأرجَح هيَ لن تظهَر بتلكَ الهيئَة مجددًا، ورغمَ أنَّها باتتَ غاضبَة من صديقهَا الأسمَر بسببِ ما تفوَّه به قبلاً إلاَّ أنَّها راحَت وبكلّ سعادَة تقهقهُ رفقَته داخلَ القاعَة منذُ أن محاظرَتهم بدَأت علَى الساعَة الواحدَة ونِصف

مرَّت تلكَ الثلاثَة ساعَات أخيرًا لتعلنَ وأخيرًا عن إنتهَاء محاظراتِهم لليَوم ويبدُو أن الجمِيع بدَى متعبًا ومنهكًا فكلُّهم غادرُو بسرعَة متلهفِين للإرتمَاء بأسرتِهم بعدَ ذلكَ اليَوم الشَاق

ويبدُو أن ٱون يُونغ ليسَت كمَا الجمِيع فهيَ قد ودعَت بيكهيون بحجَّة أنَّها ستلتقِي بمينسُو التِي قد سبَق و هاتفتهَا كونهَا عادَت و أخيرًا من بيتِ جدِّها

بيكهيون تقبَّل الأمرَ سريعًا بمَا أنَّه استمعَ لمحادثَتهم ولكنِّه لا يعلَم بكونِ ملكَة الثَّلج خاصتَه تخطِّط لشَيء آخر!

ٱون يُونغ قامَت بمرسالَة مينسُو بعدَ توديعهَا له تخبرهَا أنَّها ستأتِي لمنزلهَا لاحقًا فقَد طرأَ عليهَا أمر مَا
وبمجرَّد دقائِق بعدهَا وصَلت لوجهتهَا تقابلُ ذلكَ المقهَى بملامِح هادئَة و متوترَة بالوقتِ ذاتِه قبلَ أن تدخلَه فعلاً

تمشَت بخطواتٍ ثقيلَة متمسكَة بحقيبتهَا الصغيرَة تبحثُ بنظرهَا عَنه، وهنَاك بالزاويَة تمامًا تمكَّنت من لمحِه يجلِس بهدُوء ويبدُو أنَّه شارد الذِّهن بموجَات البَحر التِي تجعَل الجمِيع ينصتُ لصوتهَا منذُ أن المقهَى كانَ مطلاًّ علَى البحر

هيَ خطَت ناحيَته بهدوء لتتخذَ مقعدًا مقابلاً له ورغمَ كونِه شارد الذِّهن منذُ وهلَة إلا أنَّه استشعرَ حضورهَا المفاجِئ لينتبَه لهَا بسرعَة

" أتيتُ لأننِي أرغَب بالإستمَاع للقصَّة كامِلة، بيكهيون لا يعلَم بالأمر لذَا منَ الأفضَل أن يتمَ هذَا الأمر بسرعَة " ، ٱون يونغ خاطبَته بنبرتهَا الهادئَة تحدِّق بِه مباشَرة وعكسَ ما اعتادَته تمامًا فملامِحه الآن تعطيهَا شعورًا بالراحَة أكثَر

كَاي إبتسَم بعنَاء يرمقهَا بتلكَ النظرَات الهادئَة ليومَأ بخفَّة قبلَ أن يردَّ قائلاً

" لا تقلقِ لَن ٱطيلَ عَليك "

أومَأت هيَ الٱخرَى بتفهّم وسرعَان مَا إقتحَم محادثَتهم ذلكَ النَّادل الذِي إصطفَّ أمامَهم بهيئَته مردفًا

" هل لي أن أعرفَ طلبَكما؟ "

" ٱوه، يمكنكَ إحضَار كوبَ قهوةٍ لي من فضلِك
ٱون يُونغ مَاذا ستشربِي؟ "

" عصِير برتقَال من فضلِك "

غادرَ النَّادل المكَان بعدهَا تاركًا خلفَه ذلك الجوّ الهَادئ
بينَهما، كاي يجِد الأمرَ صعبًا بإخرَاج تلكَ الكلمَات من فوهِه و الٱخرَى تبدُو كمَن سيفقِد صبرَه عَن قرِيب فصمتُه يربكهَا بحقّ

" هَل ستكتفِي بالصَّمت؟ "
أردَفت بهدوء تحدِّق نحوَ أناملِه التِي تتضَارب مع بعضهَا بشكلٍ جنونِي فيبدُو أنَّه لا يقلّ توتُّرًا عنهَا

كَاي تنهَّد بعَدم حيلَة مخفضًا رأسَه للأسفَل بإحبَاط، هوَ يخمِّن إن كانَ علَيه حقًّا الإفصَاح عَن الأمرِ وجعلهَا تعلَم بنقطَة ضعفِه بدلاً من الإعتذَار الذِي لَن يجدِي نفعًا!

وهنَاك تمامًا تركهَا بحيرَة من أمرهَا، هَل دعاهَا هنَا ليتلاعَب بهَا فقَط كعادَته؟ هَل سيجعَل منهَا أضحوكَة مجددًا كونهَا صدَّقته و لم تعارِض فكرَة مقابلَته لوحدهمَا هنا؟ هَل سيضلّ علَى حالِه تِلك هادئًا دونَ جدوَى ومضيِّعًا لوقتهَا!

ٱون يونغ قهقهَت بسخريَة من موقفهَا فجلّ مَا إستطَاعت إستنتاجَه حينهَا هو كونَه سيتلاعَب بهَا من جدِيد لا محَال، لَم ترغَب بهدرِ المزِيد من وقتهَا هناكَ محملقَة بملامِحه التِي بالكَاد تراهَا كونَه يخفيهَا بوضعيَته تِلك ولَم ترغَب بمواجهَة أمورٍ سيِّئة لربَّما ستحدُث فهيَ لَيست مستعدَّة للخوضِ بنفسِ تلكَ الأيَّام البائسَة

" إن كنتَ لن تتحدَّث فأنَا سأغَادر "
ببرودٍ أردَفت مستقيمَة من مكانِها متعهدَة بمغادرَة
المكَان إن بقيَ علَى نفسِ حالتِه تلك

ولكِن الملفّ الذِي أخرَجه فجأَة واضعًا إيَّاه فوقَ الطاولَة قَد أخَذ إنتبَاهها وهنَاك جعلهَا تعُود أدراجهَا
بملامِح مستغربَة تجلِس علَى مقعدهَا متسائلَة

" مَا هذا؟ "

" إفتحِيه وحينهَا ستعلمِين "
بنبرَة خافتَة أجَاب ومتفاديًا نظراتهَا تمامًا

ٱون يونغ أمسكَت بذَلك الملفّ بملامحهَا المستفسرَة
وسرعَان مَا فتحَته لتقابلهَا تلكَ الورقَة التِي بَاشرت بقراءَة محتواهَا دونَ تردُّد

مرَّت ثوانٍ عديدَة وبعدهَا أصبحَت دقيقَة، النَّادل أحضَر طلبهمَا وهيَ هنَاك جلَست بأعينٍ متوسعَة وملامِح منصدمَة تحملِق بآخِر ورقَة فورَ إنتهائهَا من قراءَة كلّ تلكَ الأحرف، الكلمَات و الجمَل الصَّادمة

هوَ توقَّع ردَّة فعلهَا تلك تمامًا، ولكنِّه علَى الأرجحَ وجدَ ملامحهَا المنصدمَة أكثَر راحَة من كونِها ستحدِّق فِيه بشفقَة، وذلكَ جلّ مَا خشاه!

" أ أنـ ـتَ .. "
أحرفهَا متقطعَة، نبرتهَا غير مصدِّقة وملامحهَا لا تزَال علَى حالهَا منصدمَة ممَا رأتُه أعينهَا وقرأَه لسانهَا توًّا

كَاي إبتلَع ريقَه بتوتُّر ليتنهَّد بعَدم حيلَة بعدهَا، فيبدُو أنَّه وفِي الآخر سيفصَح عن الأمر ويلقِي بكلمَاته التِي تعكِس صراحَة مشاعرِه بجرأَة هذِه المرَّة، رفعَ نظَره نحوهَا يحدِّق بهَا مباشرَة وسرعَان ما تحدَّث وبشكلٍ مفاجِئ

" كمَا رأيتِ، تلكَ كانَت كلَّها تشخِيصٌ لحالتِي منذُ سنَة إلَى يومنَا هذَا لربَّما لمحتِي كيفَ آلَت إليه الأمور وكيفَ تدَهورت نفسيتِي يومًا بعدَ آخر، لَن أستطيعَ لومكِ بقدرِ لومِ نفسِي أنَا كنتُ صاحبَ الخطيئَة منذُ البدَاية "

ٱون يُونغ تغيَّرت ملامحهَا لتصبحَ أكثرَ هدوءًا، تنصتُ لكلمَاتِه بإنتبَاه شدِيد لعلَّها تجد جوابًا وسَط أحرفِه لكلّ تلكَ التساؤلات التِي إستحوذَت علَى ذهنهَا منذُ مدَّة

الآخر زفَر بهدوء مبتلعًا ريقَه قبلَ أن يضيفَ بنبرَته التِي تكسوهَا مشاعرَ الحزن و النَّدم مجددًا

" لقَد بدَء الأمرُ بتلكَ الليلَة حينمَا رغَبت بالتقرُّب لكِ و كغيرِي غادرتُ الحلبَة خاسرًا ومتوعِّدًا بجعلِك تعانِين من الأسوَء، مشاعرِي السخيفَة حينهَا إستحوذَت علَى ذهنِي و تحكَّمت بِي أكثَر ممَا فعَلت وأستطِيع الإعترَاف هنَا تمامًا بمدَى إنهزامِي أمامَها وذلكَ ما جعَل حالتِي تسوءُ أكثَر
لقَد عانَيت من إظطرَابات نفسيَة و عصابيَة حادَّة، أفكَار وهلوسَات تملَّكت ذهنِي كلّ يَوم تجعلنِي شخصًا أسوءَ بكثِير مما كنُت علَيه، ظنُون وتخيُّلات وهميَة مدَّت لي خيطَ أملٍ رهِيف تشعرنِي بالسعَادة تارَة وبغضبٍ فادح تارَة ٱخرَى وهذَا سَبب أنِّي ولا محَال رُسِمتُ بمخيَّلتك كمجرَّد مختلّ ولربَّما منفصَم الشخصيَة كونِي عامَلتك بلُطف أحيانًا، بعدَم مبالاَة أحيانًا ٱخرَى وبقسوَة الكثِير من الأحيَان "

تنفَّس الصعدَاء كونَه ألقَى بذَلك دفعَة واحدَة لينهيَ ذلكَ بضحكَته الساخرَة و المتألمة بالوقتِ ذاتِه مكملاً حديثَه بجملَة لربَّما جعَل بهَا قلبَ الٱخرَى يتألَّم لسماعهَا

" لا عجَب أنِّي كنتُ وحقيقَة مجرَّد مختلّ، مريضٌ نفسانِي يعانِي من اظطرابَات تكادُ نفسيَته تُتلَف ليصبحَ وكمَا إعتقدتِيني تمامًا منفصِم الشخصيَة لا أكثر! "

قهقهَته الساخرَة صدحَت بالأرجَاء مجددًا ورغَم ثباتِه الخارجِي إلا أن الٱخرَى لم يصعَب عليهَا قراءَة لغَة أعينِه التِي بدَت كمَن تحمِل جمِيع المشاعِر البائسَة و اليائسَة بهذا العَالم

هيَ لم تعلَم بمقدَار ألمِه طيلَة تلكَ الفترَة الذِي لم ولَن يقلَّ عَن خاصتهَا، لربَّما بدَى كشخصٍ متغطرِس متسلِّط عدِيم رحمَة لا يأبَه لمشاعرِها بل جلّ مَا يهمُّه هو تفريغِ غضبِه بهَا و الإستمتَاع بجعلِها تعانِي
إلاَّ أنّ ذلكَ والأمرَ برمَّته لم يكُن تحتَ سيطرَته

سودَاويتَه التِي طغَت علَيه لم تكُن سوَى خَلل نفسِي و اضطرَاب عانَى منه دونَ أن يكشفَ عورَته لأحَد، لقَد جاهَد بتحمّل ذلكَ الألَم الذي أنهَكه دونَ
معرفَة أحَد بِه

ٱون يُونغ إبتلَعت ريقهَا بتوتُّر تردفُ وأخيرًا بعدَ صمتهَا لفترَة بنبرتهَا الهادئَة و المرتجفَة لحدّ مَا

" أتتعاطَى أيَّة أدويَة الآن؟ "

إلتفتَ موجهًا بصرَه نحوَ تلكَ النافذَة محدِّقًا بالبحرِ
ومجيبًا إيَّاها ببساطَة

" فِي البدَاية لَم أرغَب بأيَّة أدويَة كونَ عائلتِي لا تعلَم بالأمر لكنِّي أصبحُت أتنَاول الكثِير منهَا مؤخرًا، ييشينغ علمَ بالأمر منذُ فترَة لذَا أستطِيع إخفاءهَا هنَاك "

حملَقت بِه بأسَى قاضمَة شفتهَا السفليَة محاولَة تمالُك نفسهَا فدموعهَا توشِك علَى التجمُّع حولَ حدقتيهَا بالفِعل، لكنِّها لن تسمحَ لهَا بالإنسيَاب أبدًا فلا ترغَب بجعلِه يفكِّر بمدَى كونهَا تشفِق علَى حالِه

تنفَّست بعمق قبلَ أن تتحدَّث مخفضَة نظرهَا للأسفَل هذِه المرَّة

" ربَّما لَن تستطِيع محوَ تلكَ الذكريَات السيِّئة من ذهنِي ولَن أقدرَ أنَا علَى تناسِي تلكَ الأحدَاث الشنيعَة التِي تعرَّضت لهَا ولكِن .. "

هدوءهَا لوهلَة جعَل الآخر يعيدُ بصرَه نحوهَا مهتمًّا بالإستمَاع للمزِيد وهنَاك رفعَت رأسهَا هيَ الٱخرَى تجعلَ نظراتهمَا تلتقِي من جدِيد، يحدِّقان ببعضهمَا
لفترَة قبلَ أن تنطقَ بأحرفهَا مكملَة مَا بدَءت بِه

" لكِني سأجاهِد بنسيانهَا، سأعمَل علَى جعلِي أهتمّ بحياتِي الحاليَة بدَلاً من العيشِ في المَاضي ومحاولَة الظهُور كالضحيَّة دومًا لطالمَا مقتُ نظرَات الجميع التِي تشفَق علَى حالِي و حبذتُ أن يتمَّ رؤيتِي كفتَاة قويَّة إجتازَت كلّ ذَلك دونَ الإستنَاد علَى أحَد، رغمَ كلّ ذلكَ سأحاول صدِّقني "

إبتسَامتها الهادئَة التِي ظهرَت آخر حديثهَا
تلاشَت تمامًا حينمَا نفَى الآخر مرارًا مقتربًا نحوهَا بوجههِ الذي طغَت عليه ملامِح النَّدم تمامًا

" لا تتعاطفِي معِي لقَد كنتُ ومنذُ البدَاية مذنبًا بحقِّك وكثيرًا! لا أستطيع تعويضَك عن تلكَ الأيَّام السودَاء التِي عشتهَا بسببِي، لا أستطِيع طلبَ المغفرَة ولا حتَّى مسامحَة نفسِي! كونِي مختلّ أو منفصمَ الشخصيَة لا يعدُّ كحجَّة مقنعَة لطالمَا كنتُ صاحبَ الخطيئَة دومًا، لا تغفرِي لِي "

ٱون يونغ لَم تتصوَّر أنَّه سيكُون بهذَا الضُّعف أمامَها قَط! رؤيَته بهذِه الحَال تؤلِم روحهَا بشدَّة
قبضتهَا تشتدُّ قوَّة أكثَر تجاهدُ بتمَالك نفسهَا فلربَّما لا يعرفُ داخلهَا حقّ المعرفَة إلاَّ أنَّها كانَت ولا تزَال بشخصٍ حسَّاس لا يسعَه سوَى البكَاء بمواقِف كتِلك لكنِّها تجَاهد بعَدم ذرفِ أيٍّ من دموعهَا أمامَه حينهَا

كَاي صمَت لوهلَة محدِّقًا بملامحهَا الهادئَة يبتَلع تلكَ الغصَّة التِي آلمَت حلقَه حينهَا، قضَم شفتَه ببؤس ليطلقَ العنَاء لإبتسَامته المتألمَة تظهَر وسَط كلمَاتِه التِي ٱلقيَت على الٱخرَى مجددًا

" المُلام الوحِيد هنَا هوَ أنَا، أستحِقُّ الأسوَء
لا تتعاطفِي معِي "

" لمَا قمتَ بدعوتِي زاعمًا أنَّك ستقدِّم لِي تفسيرًا إن كنتَ ستتحدَّث بهذَا الشَّكل! "
ٱون يُونغ تهجَّمت بنبرتهَا الغاضبَة نوعًا مَا تحملِق
بِه مباشرَة فهيَ لا ترغَب بكونِه يلُوم نفسَه أكثَر ويجعَلها تعانِي أمامَه

إبتسَامته المتألمَة بكلّ مرَّة تجعلهَا ترغَب بالصراخِ فِي وجههِ تطالبِه بأن يتوقَّف عن التظاهُر! التوقُّف عن الظهورُ بتلكَ الهيئَة الهادئَة و الغَير مباليَة لمشاعرِه
والسمَاح لذاتِه بكشِف مدَى بؤسِه وعمقِ حزنه

روحُه تتضرَّر أكثَر بإخفاءِه لضجِيج قلبِه وظهورِه بذَلك الثباث، داخلُه معمَّر بالخرَاب لكنَّه يرغمُ نفسَه علَى الإبتسَام ألَن يجعَل نفسَه بذَلك ينهَار أكثَر و أكثَر؟

هيَ لا ترغَب بسمَاع المزِيد من تلكَ الكلمَات المحتقرَة لذاتِه مجددًا ولكنِّه سيفعَل! سيدعَس علَى كرامتِه أمامَها كونَه ولا أحد آخر يشعُر بمدَى ندمِه و تأنِيب ضميرِه له، بمدَى عمقِ ألمِه كونَه العلَّة الوحيدَة بفقدَان شخصٍ أحبَّه بكلّ صِدق

أيعلَم أحدكُم معنَى أن يعَاقب المرءُ نفسَه بتركِ ما يحبّ؟

هوَ كانَ الشخص الوحِيد الذِي أحسَّ بذلك الكمّ الهائِل من المشاعِر البائسَة و المتداخلَة ببعضهَا، عاجزُ عن إنقَاذ نفسِه والتخلُّص من كلّ تلك الأفكار السوداويَة
هذا ما جعَله الآن يلقِي بتلكَ الكلمَات القاسيَة مجددًا

" أتحدَّث هكذَا لأننِي كنتُ عالمًا بمَا ينهشُ روحِي كل يوم لكنِي لَم أستطِيع إيقافَه، كونَ أفعالِي الشنيعَة حطَّمت ثقتِي بنفسِي الآن و أفقدتنِي قيمتهَا
أصبحتُ شخصًا مبعثرًا لا يمكنهُ إتخاذ قرارٍ واحِد فِي حياتِه، شخصٌ غير صالِح للحبّ لا يستحقُّ معاملَة طيبَة من أحدِهم، شخصّ لا يستحقُّ البقاء أوالتضحيَة لأجلِه، بدِيل و مؤقَّت يُستغنَى عنه بسهولَة أنَا وبكلّ جدَارة أستحِـ ــ ـ ـ "

" كَاي توقَّف! "

نطقَها لإسمِه أوَّل مرَّة أصابَه بصدمَة حينهَا مقاطعَة لحديثِه الذِي جعلَ حدقتيهَا تفيضُ دموعًا ودونَ أن تجاهدَ بحبسِهم هذِه المرَّة فكلمَاته قاسيَة وجارحَة
فطَرت قلبهَا من الألَم ويا لصدمتِه التِي ازدَادت أكثَر بعدَ رؤيتهَا تبكِي بصمتٍ هنَاك تحدِّق بِه بأسَى شدِيد

هيئتهَا جعَلت قلبَه يعتَصر بين أضلعِه بألَم، هوَ
لم يعِي سببَ إنسيَاب دموعهَا ولكنِّها فقَط
أجَابت عن تساؤلاتِه بنبرتهَا المرتجفَة حينهَا

" أرجوكَ توقَّف عن لومِ نفسِك أكثَر! أنتَ لا تستحقُّ الأسوءَ أو أيًّا من الهرَاء الذِي تفوَّهت بِه، لقَد سامحتكَ منذُ اللحظَة التِي قرأتُ بهَا هذَا الملفّ ولا
أرغَب بالإستمَاع للمزِيد من الأحدَاث التِي وقعَت بالمَاضي أريدكَ أن تنسَى وتتناسَى فأنتَ تجعَل
حَالتك تتدهوَر أكثَر وحقًّا لا ٱريدُ أن أكونَ السَّبب فِي ذَلك! لنترك المَاضي خلفنَا ونمضِي قدمًا "

نبرتهَا التِي بدَت باكيَة أكثَر آخرَ حديثهَا جعَلت حدَقتيه تتلألأ أيضًا فرغمَ كلّ شَيء، رغمَ ما حدَث ومَا عانَت منه لَم ترغَب برؤيَته يعانِي أكثَر منهَا
بكَت لحالِه، تألَّمت لمرضِه وغفَرت له بسهولَة

هوَ خمَّن أنَّها ولا عجَب تنافِس الملاَك في طيبَته، رؤيتهَا بذَلك الحَال رفعَ ثقَته بنفسِه مجددًا، كلمَاتها أمدَّته بالقوَّة حقًّا وهنَاك تمامًا رَاح يحدِّق بهَا مع إبتسَامة هادئَة مطلقًا و أخيرًا تلكَ الكلمَة التِي أنهَشت روحَه بكبتهَا لسنِين

" أحِبّك "


.

Continue Reading

You'll Also Like

18.8K 1.5K 18
بعد أن أصبح أبًا أعزبًا في العشرينات من عمره، أصبح جونغكوك منهكًا بعض الشيء، وذلك حتى ينتقل بارك جيمين إلى المنزل المجاور ويقلب حياته كلها رأسًا على...
227K 8.8K 34
عـندمــا يـأتـي جـيـون لاحـد الـمـلاهـي الـرخـيصـة و لـكن بـها شـيء لا يـوجـد في غيـرهـا شـيء مــــمـــــيـــز . [مكتملة] Starting : 22/02/2023 Endi...
105K 6K 57
ترجمة للكاتبة : _microcosmo_ كيم جونغكوك صغير عائلة كيم، والذي يكبره ستة إخوة يفرطون في حمايته ويكونون صارمين في بعض الأوقات. كيف ستكون في حياته معهم...
7.3K 1K 4
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...