بسمالله
-
-
مضى اسبوعان على تواجدنا هنا بألاسكا ، اعتدنا على الطقس وعلى الروتين ، نستيقظ ونتناول الإفطار ونبدأ بالتجوال هنا وهناك واحيانا نذهب لجامعة الاسكا المحلية لنناقش شيء ما او نُقابل بعض البيولوجيين ثم نعود للمنزل او للحانة التي بجانبنا
انا ونوا نتسكع بأوقات فراغي ، هي لا تزال مُركزة على دراستها في مجال الهندسة ، قابلنا اختها ذات مره والتي كانت تُغني احياناً بالحانة خاصتهم
نقضي إجازات نهاية الإسبوع بأماكن جبلية او بمنتصف المدينة ، لا اكثر ولا أقل
|| شون ||
تعرفت على فتاة جميلة وقد ساعدتني بإيجاد بعض الأماكن الجيدة للتجوال بها وتدوين الملاحظات عنها ، تُدعى جيما ، لكنها اذكى مني وهذا يجعلني محرجاً معها
اتمنى لو استطيع مُجاراتها بكم المعلومات التي تملكه
جيما ذات صُحبة ممتعة ، بجانب كونها دعتني للذهاب لمكتبة عائلتها العريقة هي دعتني لتناول القهوة بمقهى مشهور لكن انا فقط مُحرج من كون أخيها سيأتي معنا لذا قررت إصطحاب ميلودي ، هي بالطبع لن تحرجني
"انتي مُستعده؟" قلت لأستمع لخطواتها على السلالم الخشبية
"اجل" قالت ونظرت لها بدت لطيفه بفستان ذو لون أحمرداكن قصير ومعطف اسود طويل ، شعرها مرفوع بربطة سوداء ايضاً
"ان سألت من انتي اخبريها انك اختي" قلت قبل ان أشعل محرك السيارة لتضحك بهستيرية
"لا تكن اخرق هي ستعلم الإختلاف بيننا" قالت لأزفر ، ندمت على تفوهي بهاذا
"انا صديقتك المقربة" قالت وهي تعدل شعرها لأومىء ونترجل ، اجل المقهى قريب جداً من مكان مسكننا
"فقط تذكر كن هادىء ولا تتوتر حسناً؟" قالت لأتنفس بعمق وابتسم
"ارجوك لا تبتسم هكذا والا صفعتك ورحلت" سقطت ابتسامتي لأقرص ذراعها وتتأوه
دفعت الباب الزجاجي ونحن ننظر للمقهى الخشبي ذو الرائحة الجميله ، رائحته مثل الكعك والقهوة ، الأشخاص يتحدثون بهدوء بداخله والبعض يقرأ ، الإضاءة تزين المكان بطريقة راقية لأرى جيما تلوح بإبتسامة بادلتها وانا اسحب ميلي خلفي
"مرحباً! سعيدة لقبولك دعوتي" قالت وهي تعانقني بسرعه ثم تشير الى الفتى الذي يشبهها جداً "هذا هاري ،اخي الصغير" قالت بفخر ليصافحني هذا الهاري وعيناه معلقة بميلودي
"تشرفت بلقائك" صوته ثقيل وخشن لأومىء له واخذ مقعداً
"تبدو انيقاً" همست جيما لتضحك واشاركها واشعر بوجنتاي تشتعل ، كنت فقط ارتدي بذلة رمادية عادية
"اذاً ، مالمناسبة الجميلة هذه؟" قالت ميلودي بعد ان تحدثنا وتعرفنا على بعضنا
"انه عيد ميلاد صديق مُقرب لكلانا ، فقلنا سيكون من الجميل ان اتيتما " قال هاري بلباقة وعيناه الخضراء لا تُفارق ميلودي
"هذا لطيف" قالت ليؤمئ البقية
"اظنه سيأتي الأن" قالت جيما وهي تعدل قرطها الؤلؤي
بقينا نتحدث مرة اخرى الى ان استأذنت ميلودي للذهاب لأن هناك شيء طارىء حدث
"ميلودي اتريدين ان أتي؟" قلت بقلق لتبتسم وتهز رأسها بالنفي "انتم يا رفاق استمتعوا انا فقط سأرى نوا" قالت لأومىء براحه واعود للأخوة ستايلز
في الحقيقة هاري اللطف ممايبدو ، لكن لديه نظرة قاتلة
|| نايل ||
دخلت بسرعه للمقهى وانا اُعدل ربطة عنقي السخيفة وارفع نظارتي الطبيه عن انفي
بحثت عن هاري لكن لا اثر له وعندما اردت الذهاب للبحث بالجهة الأخرى صدمت بفتاة تمشي بسرعة وهي تتحدث بهاتفها
"اسفة " قالت دون ان تنظر لي ......تبدو مألوفة
خرجت مُسرعة لأهز كتفاي ربما انا اتهيأ ،عدت للبحث عن هاري الى ان وجدته مع جيما وفتى غريب
"اعتذر فقط زحام مروري" كذبت انا لم اعلم ماذا علي ان اختار من ثيابي
"اوه لا بأس فقط اجلس يا فتى الميلاد" ابتسمت جيما
ابتسمت للفتى ذو الأعين الواسعه تذكرني بجروي وارنر "اهلاً ، جيمس؟" نطق ومد يده لأصافحه
"اجل" قلت ببتسامة ليؤمىء "كيف هي الحياة؟" سأل بلكنة امريكية لأتكلف الضحك "جيده وباردة" قلت ليبدأ هاري حديثه الامتناهي عن كوننا كارهين للطقس بينما نحن في نعمة ضخمة ، اين هي النعمة كوننا بالشتاء طوال السنه؟!
فجاءه رأيت بعض النادلين يأتوا ومعهم كعكه بها شموع لتتوسع إبتسامتي واخفي وجهي بكفي لأضحك
لابد انها فكرة هاري هذه هو يُحب هذه السخافات .
"عيد ميلاد سعيد!!" صرخوا بعد ان غنوا لمدة خمس دقائق وانا لم اكن مرتاحاً لكون الوضع غريب جداً
"اوه اشكركم جداً" قلت بسعادة لهم ليضع النادل الكعكه امامي
كنت على وشك نفخها الى ان اوقفني شون "تمنى امنيه!" قال وفكرت بأمنيه جيده ..... ان لا اكون وحيداً؟ اعتقد
نفخت ثم صفقوا مره اخرى لأصفق معهم ، ماذا؟ انا احمق بهاذه الأمور لا اعلم ماذا افعل
"ماهو شعورك نايل وانت بالخامسة والعشرون؟"سألتني جيما لأهز كتفاي واتناول الكعك
"لا شيء تغير جداً" قلت ليضحك شون ويشير لشفتاي
"لديك بعض الكريمه هنا" قال ومسح طرف شفتي لأقهقه ، اشعر انه شاذ ، علي الإبتعاد عنه
" اذاً شون اتريد ان تأتي لمنزلنا للعشاء؟" قالت جيما وهي تنظر بهيام له
"حسناً ربما" قال بتردد ليقول هاري بسرعه "اجلب صديقتك وتعال لا شيء لديك لفعله" قال ومسح شفتاه بالمنديل
"اوه حسنا سأرى ان استطاعت المجىء" قال واتاني فضول لأعرف من صديقته هذه
اكملوا ثرثرتهم وانا اقلب بالفراولة بصحني بملل ثم رفعت رأسي عندما رأيت عدة صناديق امامي مغلفة بطريقة جميلة
"هدية فتى الميلاد!" صفقت جيما بحماس لأقهقه وافتحها
"السوداء مني" قال هاري بفخر لأشعر بالحماسة
فتحت الشرائط بعناية ، جيما احضرت لي ساعة فضية من احدى العلامات الفارهة ، هاري احضر لي معطف وقبعة للكلاب لأضحك بقوة
"هل هذه لوارنر؟" سألت ليؤمىء "انها من مصمم فرنسي بالمُناسبة" قال لأعقد حاجباي بدهشة "مُصمم للكلاب؟" قلت ببلاهه ليشرح لي ان هذه فقط مجموعه محدودة لديه
"اما انا سأدعوك لكأس من الجعة بحانة ملاصقه لنا" قال شون وهو يمسك بكتفي ، رائع لست الوحيد الذي يعشقها
"موافق" قلت لنتبادل الأرقام
"وداعاً جيم وهازا" قال ثم لوح لي ليذهب مسرعاً وتلحقه جيما
"انظر لأختي" قال هاري وهو يأكل ماتبقى من الكعك "تبدو كالجرو خلف هذا الفتى ، هي حقاً واقعه له" ضحكت وهز رأسه
_____________________