عرش الساحرة

By -Cassiopeia_

172K 17.1K 3.1K

الشقاء! هو ما قد يُصيبك ولو جلست بأعلى منصبٍ قد تُفكر بوجوده، فبين أراضي مُوراس قارة الحرب البعيدة؛ هل قد تسل... More

1 | إليسانيت فوليمر.
2 | مِنهم وتكرههم !
3 | عِندما تغضب..
4 | لقاء مخترعٍ وساحِرة؟
5 | مخططاتٌ في الخفاء
6 | شَراكة .
7 | فصلٌ جديد، مُشتعل !
8 | شعورٌ سيء..
9 | ثورة!
10 | الهروب
11 | نحنُ الملوك !
12 | وداعاً، ماركون.
13 | العجوز ذو قبعة القش
14 | شجار
15 | العراف
16 | صياد الجوائز
17 | النبيل ..
18 | ماذا يُخفي؟
19 | بيكا والساحرة المزعومة..
20 | المُخادعة
21 | الى طريقٍ جَديدة
22 | كهفٌ غامِض
23 | أسطورة إيفيلوس
24 | مُطارَدة
25 | لعنةٌ بآستيس
26 | شبحُ المَاضِي
27 | لِصٌ في المَعبد
28 | رَفيقُ رحلَة
29 | بَين الشلالاَت ..
30 | تعاون.
31 | سر الاختفاء
32 | حقيقتها لغز ..
33 | مع العودة خطرٌ قادم ..
34 | حول نيران المُخيم
35 | عودةٌ شيطانية
36 | حاكم ريدانا
37 | أجوان
38 | انعتاق
39 | استيلاء
40 | ظُهور القِوى !
41 | تشتتٌ وهُروب ..
41 | وفُتحت أبواب القلعة ..
42 | بداية المواجهة ..
43 | نحو العرش.
44 | بالحُجرة السرية ..
45 | في سبيل العيش !
46 والأخـير | سِحرٌ أزلي ..
من نفس العالم !

40 | بين رمال الصحراء ..

2.3K 281 37
By -Cassiopeia_



-" هل نحنُ بعيديون بما فيه الكفاية عن مجالهم الآن؟ " تساءلت إليسانيت، تُحاول الحفاظ على تركيزها مع الطريق رغم الصعوبة الشديدة لذلك كون الريح لا تأبى التقليل من نشاطها؛ مُحملةً بالرمال الغزيرة.

-" نعم. لن ينقضي وقتٌ طويلٌ حتى نصل للحدود أيضاً. " أجابها مُرشدها، السجين الهارب، والذي كان بحال أفضل بكثير من خاصتها ولاشك أنه معتادٌ على هذا المحيط. غبطته حينها، واشتاقت من أعماقها لمناخ بلادها المُعتدل.

لمحت إليسانيت عن بعد سلسلةً صخرية، انتشر أشباهها بأعدادٍ قليلة في الطريق التي قطعوا؛ لكن ولعجلهم لم يقدروا على التوقف فيها خشية أن يُكتشفوا في حال كانوا متتبعين من بعثةٍ ما. " لنرتح بعض الوقت. " أخبرت المُرشد فلم يرد؛ ما يعني ما موافقته، فحتى إن لم يرغب علم أن الحيوانات بحاجةٍ لذلك.

توجهوا نحو الصخور ثم تنازلوا وربطوا الأحصنة بالقرب. أرقدت إليس كايرو الذي ما زال غير واعٍ قرب صخرةٍ ووقته من الريح عبر الجلوس وظهرها لها. جلس السجين بعيداً عنها بقليل، عيناه على الأحصنة كأنه يراقبهم.

في حين كانت الظهيرة حارقة، تميز الليل ببرودةٍ لاسعة. لم تكن بقرب برودة بلاد كومين، لكنها، ولمن يرتدي ملابس خفيفة، مسببةً للقشعريرة المتواصلة.

سريعاً ما أدركت أن قشعريرتها هذه لم تكن فحسب وليدة البرد.

-" اللعنة، ليس الآن. " تمتمت.

كانت تحس به. الشيطان، قريباً، نشطاً، لكن وللعجب .. ساكناً.

ابتلعت ريقاً وراحت تُحاول الحفاظ على هذا الاستقرار، وما لبث القلق أن غمرها رفقة الخوف؛ خوفٌ من تسببها مجدداً في كارثة جديدة. من يدري ما يمكن له الفعل إن حصل واستولى عليها. ثم تتبع كل هذه المشاعر السلبية الكره.. كرهٌ من ضعفها الذي لا يقل ولا يندثر مهما فعلت ومهما تمنت ورغبت. كانت تكرهه.

-" أنظري إليه. " دقّ قلبها حين سمعت صوته أخيراً. صوت الشيطان الذي كسر صمته.

تلقائياً، نظرت لكايرو. استطرد الشيطان:" سيموت. "

سكنت بضع لحظات. ما الذي يحصل؟ لم يحاول الشيطان حتى إرهابها كما يفعل معظم الليال مؤخراً. إنه فقط يتكلم، وهذا مريبٌ ومرعبٌ في آن.

-" .. ماذا تقصد؟ " تساءلت هامسة.

بقدر ما رغبت في فهم الذي يقول، تمنت أيضاً أن لا يرد عليها ويختفي. كانت تتمنى أن يختفي بالكامل، لكن، وعند هذه النقطة، باتت تحسها أمنيةً مغفلة رغم أنها كانت ممكنة. خابت آمالها حينما سمعته يكرر:" سيموت. "

-" ما- "

قاطعها، بنبرة صوتٍ أعلى:" لماذا تهتمين؟! إنه خائن !! لا يجبُ أن تهتمي لأمر خائن. إنه مثلهم، هذا القذر. خائنٌ مثل البقية. "

-" فلتصمت ! " صاحت، ما تسبب في توجيه المُرشد نظرةً سريعة نحوها ثم إبعادها عودةً للأحصنة. مهما كان الذي يحصل، طالما لم يطأه، لا تخاله سيهتم.

تشجعت، أخفضت صوتها ثم طرحت:" ما الذي تريده مني؟! "

انتظرت ثوانٍ ودقائق، ولم تأتها الإجابة.

-" لن أتركك- " استعدت للقول، لكنها قوطعت، عبر كايرو هذه المرة الذي فتح عينيه على حين غرة.

راقبته يتأمل السماء لحظاتٍ طويلة. لم يكن هناك أي قولٍ جديد و فعل من الشيطان، فأخذت نفساً تحاول إقناع نفسها بسلامتها هذه المرة.

رمش كايرو ثم نظر لها، دون تعابير، ثم نقل نظره لما حولهم حتى تنوه للصخر خلفه. صحح وضعيته نحو الجلوس، وقضى اللحظات الموالية ينظر للأرض.

تنهد، فرك جفنيه ثم رفع نظره نحوها وطلب:" فلتضربيني. "

استغربت إليسانيت وتساءلت:" ماذا- "

أجاب:" هذا غير مقبول. أنا أعلم أن هذا ما دار بخلدكِ طوال الوقت سابقاً، رفقة الغضب، وتبحثين عن سبيل لتحريره، تماماً مثل اليوم الذي وصلنا فيه لبيتي، وحولتي ثوب الحفلة لقطع ضئيلة. "

فكرت، ثم هزت رأسها. " لا تُحل كل المشكلات بالصياح واللطم، كما أنني لم أشعر بالغضب بتاتاً. أو على الأقل، ليس بعد. أريد شرحاً، هل.. كنت تعمل مع ريدر؟ مع جماعة الشيطان حقاً؟ " لم يدري كايرو هل هي شخصيتها التي تطورت وتخلصت بالفعل من مشكلة غضبها، أو أنها تُعاني خطباً ما. أحس بأنه ثاني خيار، لكن، ومن جهة، لم يحسب أن له الحق بالسؤال عن حالها بعدما انضم لمن أحالوا بها الضرر.

-" نعم. " رد.

-" منذ متى؟ "

-" السجن. حسناً، حينما انفصلنا قبل شهور وكنت معه؛ أريتهم مجبراً بعضاً من اختراعتي شأن الانفجارات، ثم هربت منهم، ولم أنظر خلفي ولو مرةً فكما قلت؛ لم أرد لذاك الرجل النجاح في مُبتغاه. لكن بعدها وقعنا فريسة هنا، وهو علم بهذا وقرر منحي الخيار بإخراجي شرط أن أعود للعمل معه. وهو ما فعلت. " لم تعلقّ إليس، كأنما أخذت تفكر ملياً بالأمر. أضاف سريعاً:" لكنني لم أنوي مُطلقاً الاستمرار بذلك، كل ما كنت أراه تلك اللحظات هو وجه الحاكم الدنيئ. كلما ما كنت أريده هو رؤيته ميتاً دون روحٍ مثلما أراني عائلتي، ولم يهمني أي شيءٍ آخر كما لم أفكر بأيّ تفصيل آخر. "

حينما لم ترد مجدداً، أصر:" فلتضربيني، ذاك ما أستحق ! حتى ورغم كل الهراء الذي تفوهت به حول العمل معاً، حينما وُضعتُ في موضع خيار؛ تخليتُ عنكِ بكل بساطة ! "

-" أخبرتك أن تصمت !! " صاحت، فصمت مطيعاً، ما دفعها للقول:" كلا، ليس أنت- يا إلهي، هذا مزعج ! "

-" هل من خطبٍ ما؟ " استفسر مُتردداً، عانياً تصرفاتها الغريبة.

أومأت نافية، ثم تنهدت وتساءلت:" .. هل أنت نادم؟ "

لم يتوقع هكذا سؤال. ولم يحتج التفكير ليجيب عنه فورياً. " كلا. لستُ نادماً على ما فعلت. لستُ نادماً على قتله ولو بالقليل. " أنزل نظره عنها لأرض، وأضاف نبرتا الحزن وكذا البغض باديتان في صوته:" .. لكنني أتمنى لو لم أدعس فوقكِ لفعلها. " ضرب نفسه، بعدما ذاق صبراً من عدم تعرضه لأيّ عقاب حتى اللحظة، ثم أضاف:" أنا حقاً وغد ! "

-" توقف عن هذا. " قالت، ففعل، ثم استكان؛ ينتظر منها أي كلمات أخرى .. ولم تأتي.

شعر برأسه يثقل مجدداً، وخشي أن يعني هذا وقوعه في الغيبوبة مرةً أخرى دون أيّ قدرةٍ له لمقاومتها، ثم استطال الشعور نحو الغيثان؛ فوقف ليستفرغ بعيداً عنهم وعندما عاد؛ وجدها تُكلم الرجل، تتحرى عن أمور عديدة. حينما لاحظته سألته:" هل بك مرضٌ ما؟ "

لم يعينه الاستفراغ في الكثير، بل ولعل ازداد دواره سوءً، جلس مرةً أخرى ورفع رأسه للسماء؛ يحاول مقاومة الرغبة في اغماض عينيه. 

-" إذاً كيف هي حال العاصمة؟ هل نجح الأمير فعلاً في استعادة التحكم؟ أم أنهم ما زالوا تحت السيطرة؟ " سألت إليس. 

أجابها الرجل:" لحقت أمساً كتيبةٌ من جندنا للدعم كانت في معسكر تدريب قريب من العاصمة، حصلت معركةٌ بينهم وبين الجند المحتلين، وخاصتنا فازوا. "

استغربت، وتساءلت:" لكن هذا غير معقول، ألم يكونوا غير مقهورين سابقاً؟ بل وإنني رأيت جند القصر كلهم يتساقطون ضدهم كغيث شتاء ! "

ردّ:" لم يتواجد السحرة بالقرب. لعلهم انسحبوا من قواتهم، ما أثر بطريقةٍ ما عليهم. "

-" الجند السود كانوا تحت سحر تقوية من المشعوذين. " أوضح كايرو، صوته انخفض عما كان. " بدونهم لا تتعدى قوتهم قوى .. حسناً، البشر العادية. "

-" فهمت. " تمتمت إليس، وحالما بادرت للإضافة على الكلام؛ تفاجئت بسعالٍ شديد من كايرو؛ شديداً لدرجةٍ حسبت فيها أن ما بداخله سيخرج حتى يتوقف، وما خرج كان دماءً كثيرة. حاول التكلم من خلالها وفشل، ثم لم يعد قادراً على تحمل دواره وفقد وعيه مجدداً.

شاهد المرشد كل هذا، وحينما لاحظ على إليسانيت قلة الحيلة والحيرة المتفاقمة، وقف ثم قال:" ألا يمكنك الإحساس بها؟ "

نظرت إليه إليس متشتتة وسألت:" ماذا؟ "

-" الطاقة التي تحيطه. "

-" طاقة؟ "

أومأ.

نظرت له، ولم ترى سوى شخصاً شاحباً راقداً وبالكاد تلمح صدره يترفعه وينخفض بطيئاً. فهم المُرشد ردة فعلها بالنفي فقال:" كلاّ، إنها لا تحيطه، بل منبعثةٌ منه. ألستِ ساحرة؟ كيف لا تحسين بها؟ " وفي العادة، بإمكان إليس فعلاً وبسهولة الإحساس بالطاقات السحرية في حال كانت قريبة منها. لكنها فشلت هذه المرة، فإما أن المُرشد يكذب لسببٍ أو لآخر مُختلقاً كل هذا؛ أو أنه فعلاً مُحق وهناك طاقةٌ منبعثة منه.

بأيّ حال، لم تفهم إليس العلاقة بين الطاقة وما حصل ويحصل لكايرو حالياً؛ ويبدو أن المُرشد توقع طرحها لهذا الاستفسار.

أحضر الأحصنة ومدّ لها حبل حصانها، ذهب ليعينها على حمل كايرو ثم تثبيته؛ وأضاف:" هناك طاقةٌ سحرية كبيرة منبعثة منه .. وهي تحاول تأليف نفسها على جسده، ولا أعتقد أنه ينجح. "

آه.

سيموت، ترددت الكلمة في دماغها وقد فهمت أخيراً ما قصد الشيطان بها. إن استمرت هذه العملية وباءت بالفشل في النهاية، لن يستطيع قلبه التحمل وستقضي عليه هذه الطاقة المُطوقة الغامضة. سيموت.

دون أيّ تعطيل آخر، انطلقت الأحصنة سريعةً مثل آخر سُويعات من حياة إليس الحافلة. ما هي هذه القوة؟ أهي بفعل المُشعوذين أم أنها ظهرت فجأة هكذا، بدون سابق إنذار؟ كل هذا مبهم. كل هذا غير مفهوم. والشيء الوحيد الي كانت متأكدةً منه بحكم عِلمها عن السحر؛ ما لم تفعل شيئاً لتكبح جماحها وتحدّ من حريتها هذه؛ لن تُدرك إلا ووجدته فاقد الروح بعيداً عن الحياة.

عليها إنقاذه.

لكن قبل ذلك، عبور الحدود.

|🍎🍌|



Continue Reading

You'll Also Like

4K 236 40
ألتفت "ريان" ليري وجه أخيه المصدوم و قد ظن أنه علي الأقل سيعانقه بعد فراق كل هذه السنوات... ولكن "نور" تحدث ببرود:حسناً..وماذا تريد الأن؟ أجابه "ريان...
6.5M 229K 25
بنت من محافضه البصرة تجبر لتتزوج من ابن عمها المتزوج....(مكتمله)