سُكّر غامِق

By xxfayaxx

384K 16.5K 8.8K

ذات العينان الغائمتان تحمِلُ قلباً نقيّاً بروحٍ مُشوّهة وقد ظنّت انّ الحُبّ ابعدُ ما يكون عن قلبها المُرتعِد... More

تشويقة
لعنة رضوان
ابناء ايمن
تتزوجيني ؟
نيران الانتقام
وعود
مشاعر غريبة
قبلة و هروب
غالية
اشواك الورد
سيد خجول
زُمُرّد
ما قبل العاصفة
حقائق
ارواح تائهة
تعاويذ القدر
طوفان
وجوه الحب
سقوط
تعب
تشتت
طفولة
حب وحرب
رجال العشق
عذاب
وصية
عِطر
بدايات ونهايات
توق
أقدار العمر
النهاية (عبق الماضي)

وجع القلوب

11.2K 593 273
By xxfayaxx

رائحة السجائر تفوحُ في الارجاء مُختلِطة برائحة العرق الرجولي والكحوليّات .. اصوات الجميع تتعالى بهُتافاتٍ مُشجّعة بينما يقبعُ هو بمُنتصف حلبة المُصارعة امام احد خصومه الذين يفوقونهُ عُمراً وحجماً الاّ ان معرفته بأصول اللعب تجعلهُ يستطيع الفوز على خصمه دون بذل جُهدٍ يُذكر فالاهم ان يُسدّد الضربة الموجِعة بالوقت المُناسِب .

القى به الرجُل ذو القامة العاتية بلكمةٍ اردتهُ طريح الارض الاّ انهُ نهض ليبتسِم بهدوء وسيل الدم ينهمِرُ من انفه وجانب فمه .. صدره العاري يتصبّبُ عرقاً بينما يداهُ الملفوفتين بقُماشٍ اسود مُحكمتان بشدّة وعيناهُ تنظُرُ بحدّة لنُقطةٍ خلف الرجُل حيثُ رأى كُلّ من جوان وريفال .

إصطكّت اسنانهُ بغضب قبل ان يُسدّد لكمة مدروسة بمُنتصف صدر الخصم الذي تهاوى جسدهُ الضخم ارضاً فأتبعهُ بقبضةٍ قويّة على احد كتفيه بينما يدهُ الاُخرى تُطبِقُ على جانب عُنقه مُحكِماً بخيوط فوزه بكُلّ قوّة الى ان اعلن الحكم انتهاء الجولة بفوز اوس لتتعالى هُتافات الجماهير ويبدأ المسؤولون عن النِزال توزيع اموال المُراهنة .. فتلك الحلبة القابِعة بالجانب الغربيّ للحارة مشهورة بنزالات المُراهنات التي تُكسِب الكثيرين اموالاً مُضاعفة .

همس اوس للحكم ببضعة كلمات قبل ان يترجّل متوجِها اليهما لتعقِد ريفال حاجبيها بألم من مظهره المُزري فوجهه مُغطى بكدمات كثيرة إضافةً الى الإنهاك البادي على ملامحه الاّ انها آثرت الصمت الى ان توقّف امامها بقامته التي تفوقها طولاً وهمس بغضب
- عودا للمنزل ، ولنا نِقاشٌ آخر بعد عودتي .

رمقتهُ بنظرةٍ بارِدة تنبِضُ بالألم فها هو يخذُلها مُجدّداً بعد ان عاهدها على عدم المُشاركة بتلك النِزالات التي يُباعُ فيها الجسد مُقابل بعض المال والهُتافات .. تلك الحلبة الناريّة التي يُقاتِلُ من يدخُلها للفوز فكُلّ رجال الحارات المُجاوِرة يأتون لمُشاهدة تلك العروض المُربِحة .
نظرت اليه بلوم الاّ انّ نظرتها القويّة الحادّة لم تُخفّف من إحتراقه فزفر بضيق قبل ان يهمِس من بين اسنانه
- من الافضل ان لا تُريني وجهكِ .. خاصّة بهذه اللحظة فأنا ارغبُ بشدّة بسحق رأسكِ الصلب هذا .

إبتسمت بمرارة وإلتفتت ساحِبة جوان خلفها لتتحرك الاخِرى بطاعة بالرغم من إلتفاتها خلفاً حيث اوس المكدوم .. اشار اوس لزيد بتوصيلهما للمنزل الاّ انّ ريفال اعادت نظراتها لزيد هاتِفة بنبرة خالية مِن المشاعر
- كُن برفقة صديقك فعندما يقتُلهُ احدهُم لن يجد من يحمِل جُثّته .
قهقه اوس دون مرح هاتِفاً بنبرة بتّارة
- على الاقل حينها قد تترُكي لعِب دور الضحيّة لأجلنا .

إنغرس سهمٌ من الالم بمُنتصف قلبها لتتشبّث بكتف جوان خوفاً من الإنهيار وتسائلت بداخلها بصدمة " هل لكلمةٍ ان تُلقي بالروح صريعة ؟ وهل حديثها برفقة كنان يوجِعهُ كوجعها هذا ؟ .. " شحب لونها بينما تثاقلت انفاسها بوجع الندم ورُغماً عنها تمنّت الاّ تجرحهُ بهذا القدر ؛ فبالنهاية سيظلّ انسان مهما حاولت ضمّه لمجموعة اهله عديمي الرحمة .

غادرت بخُطىً مُثقلة بالهموم بينما جثم الالم على قلب اوس مُدرِكاً انهُ جرحها بقسوةٍ لم يعهدها بنفسه من قبل .. وكُلّ هذا لأجل تلك العائلة التي القت بينهم لعنةً سوداء ستُفكّك علاقتهم ببوادر الخلاف .
همس اوس بصوتٍ شريرٍ قاسي
- لن تتزوّجيه يا ريفال ، لن اقودكِ للموت بيداي .. يكفينا ما نالنا منهم الى الآن .

.
.

بعد يومٍ طويلٍ مُهينٍ مؤلِم إستطاعت اخيراً الصمود من حالة الرُعب التي تلبّستها في الساعات الماضية ولكن شعور الإمتِهان لا زال يُرسِلُ طعم العُلقم في فمها ، كيف لأدهم ان يتمادى بهذا السفور معها بالذات ؟ هل لأنها الاضعف شخصيّةً بين الجميع ام لأنها الاسهل إجتياحاً بينهُنّ ؟ .

عضّت على شفتيها بقوّة كابِحة سيل الدمع المُحتجز على حافّة حدقتيها الاّ انها اجفلت برُعب وعيناها تلمحهُ يدلِفُ بغروره المعهود وتلك العنجهيّة الآسِرة تُحيطُ به . ظنّت انّها لن تراهُ اليوم على الاقل الاّ انّ ظنونها ذهبت مع رياح الخريف وهو يستقِلّ مقعدهُ في طاوِلة العشاء امامها مُباشرةً ممّا جعلها تُخفِضُ بصرها بذُل لتسقُط دمعةً يتيمة بين كفّيها المُشبكان بتوتُر .

ولم يرحمها هو من نظراته الوقِحة التي لا ينتبه اليها افراد العائلة مُنشغلين بالتحدُث حول حالة ليليان . إبتسمت بخيبة مُدرِكة ان لا احد سيُلاحِظها بالمُقارنة مع ليليان ، من هي لتُقارِن نفسها مع الحفيدة الكُبرى ذات الجمال والمكانة المخمليّة بين كُل افراد العائلة .. ليليان التي تجِد الحُبّ من كُلّ من حولها دوناً عن الجميع .. تمتلك إخوةً يعشقونها وأُمّا تفديها بروحِها وزوجاً هائماً بها دون خجل .. كم هي محظوظة بمكانتها لدى الجد رضوان .. فها هو يمتنِع عن الحديث شارِداً حُزناً على حالها .

قطع سيل افكارها رائحتها المُميّزة التي لا تقبل الجِدال .. فها هي ليليان رضوان بكامل اناقتها تتهادى بدلال ليقرع كعب حذائها العالي الارضيّة الرخاميّة بثوبها الازرق البسيط الذي يحفِرُ معالِم جسدها الفاتن بإغراءٍ موهوب . كان كِنان اوّل من نهض مُسرِعاً إليها يحتضِنها بين ذراعيه بقلق لتُغمِض عيناها بشدّة مُحافِظةً على آخر ما تمتلكهُ من هذه الحياة وهو كبريائها الذي يمنعها مِن البُكاء امام الجميع إلاّ انّ كِنان احاط وجهها بيديه هامِساً بألم
- هل تتوجّعين ؟ يُمكننا الذهاب الى المشفى حبيبتي ؟ أتشعُرين بالإنهاك ؟

اومأت بالرفض وجسدها ينتفِضُ طالِباً البُكاء الاّ انها زفرت انفاساً مُتمهِلة قبل ان تفتح عيناها امام عيناهُ الحنونين لتهمِس بإبتِسامةٍ حقيقية
- لا تقلق .. انا بخير ، انتُم فقط تُضخِمون الاُمور .
نظر اليها عابِسا بندم ً وقد إنشغل عنها بالفترة الماضية بسبب عمله و مشاكل ريفال .. إبتسمت مُطمئنةً إياهُ وهمست بمكر
- لن تستطيع الهرب منّي فيجب ان نتحدّث بشأن حبيبتكَ السريّة .
إبتسم بالرغم من القلق المُحيط بملامحه وقال بخفوت
- سنتحدّث كثيراً ، فقط كوني بخير صغيرتي .

أخذ قلبها ينتفِضُ بألم وهي تسمعُ منهُ تلك النبرة الحنونة التي تُذكّرها بوالدها ، كم تحتاجهُ الآن ! وكم كان سيصنعُ وجوده فرقاً بحياتها ؟! ليت للأيام عودة فلم تكُن لتنشغِل عنهُ ابداً ولكانت اعطتهُ حُبّاً يليقُ بأبٍ مثله .

ترقرق الدمعُ بعينها المُتعبتين الاّ انها لم تفِكّ وثاقهُ مُكبِلةً إيّاهُ بقوة إرادة قبل ان تقترب لتحتضن جدّها - الذي كان يُطالِعها بشرود - وتُقهقِه مُتمتِمة بغصّة مؤلِمة تمنعها الكلام
- اليوم فقط عرِفتُ قيمتي لديكَ يا ابا جواد ، لذا دعني اتدلّل عليكَ قليلاً .. لا تقلق انا بخير ولن يهزِمني شيء .. أولستُ إبنتكَ ام انّكَ تخليّت عنّي ؟ .
هتف رضوان بصوتٍ مُتحشرِج ويداهُ تمسح ُعلى شعرِها
- بل انتِ قطعة ٌمن روحي ، لم يرقى لمكانتكِ حتى ابنائي .. انتِ قلب هذه العائلة وجوهرتها الثمينة ، سأحرصُ على ان لا يُصيبكِ مكروهٌ ما حييت ، ستظلّي اميرةَ هذا القصر و تُحافظي على هذا الارث لأحفادكِ .. انتِ فقط من ستأخُذُ مكانتي ، انتِ فقط جوهرتي .

- باللهِ عليكَ يا جدّي ! دع عنك هذا القلق فالفتاة بخير ولا تشكوا مِن شيء .. دعوها على الاقل تتناول طعامها لكي لا تسقُط من الجوع .. إجلسي يا زوجة اخي .. فهؤلاء الظالمين يُلهونكِ عن طعام بوران التي تنازلت وطبختهُ خصيصاً لكِ .. هيا لكي لا يلتهِموكِ معهُ .

قهقه الجميع على حديث ادهم المرِح بينما رمقتهُ ليليان بإمتِنان لإخراجها من حرج تِلك اللحظة الدراميّة التي كانت ستطول مُبكيةً اياها بالتأكيد .. فجلست بأناقة على مقعدها بجانب بُراق الذي يتأملها بنظرةٍ عميقة تُشِعلُ رغبتها في البُكاء .. بدى شارِداً وهو يتذكّرُ هلع الساعات السابِقة .. بعد ان اُغمى عليها تملكهُ رُعبٌ مجنون فأخذها مُسرِعاً لأقرب مشفى والذي يبلُغُ نصف ساعة من القيادة والافكار السوداء المرعبة ، عندما فحصها الطبيب و اجرى بعض التحاليل ورسم للقلب اخبرهُ بما لم يستطِع تحمُله .

" السيّدة ليليان تُعاني من ضُعف شديد في القلب .. يبدوا انها تُعاني من ضغوطات جسديّة ونفسيّة كثيرة .. العمل المتواصِل مُنهِكٌ لمن هم بحالتها لذا يجب ان تحظى بالراحة الجسديّة والسكون النفسي الذي سيؤثِر إيجاباً على حالتها مع الإلتِزام بأخذ الادوية في زمنها المُحدّد والمُواظبة على الفحص الدوري كُلّ شهر في البداية الى ان نطمئن على حالتها "

حديثُ الطبيب يدور برأسه كمطرقةٍ ثقيلة تُهشِم روحهُ بلا رحمة وها هو يلمح شحوبها المُخيف الذي تُخفيه بأدوات الزينة بينما هو يراها بعين القلب هزيلة للغاية شاحِبةَ الوجه مُزرقّة الشفتين كالامواتِ تماماً .
شهق الجميع بصدمة واولهم ليليان التي هبط فم بُراق يُقبّلها بشراسةٍ موجِعة بينما اغمضت كاميليا عينيها بقوّة واظافِرها تحفِرُ بباطن كفّيها والمٌ عظيم يجتاحها من ذكرى الصباح المُهينة .. فتحت عينيها لتجِدهُ يرمِقها بنظرةٍ قاتِمة عميقة و عيناهُ تلتهِم ملامِحها المُرتجِفة الى ان غمزاليها بأحد عينيه وفمه يستذكِرُ طعم قُبلتِها البريئة ليبتسِم بإنتِشاء راغِباً بكسر كُلّ ما قد يمنعها عنهُ مُعلِماً إياها قواعد العشق التي تفتقرها .. سيستمتِعُ بإفساد اخلاقِها معهُ .. قريباً جدّاً سيطلُبُ يدها للزواج ولترفُض ليستلذّ بخطفِها بعيداً مُشبعاً شوق اعوامٍ من الكبت .

كانت ليليان مشدوهةً بتلك القُبلة العميقة الطويلة الغير مُهذّبة وكم تمنّت ان تطول تلك اللحظات الاّ ان حمحمة الجدّ رضوان الحادّة اربكتها بينما هتف ادهم بجُرأته السافِرة
- إبتعِد عنها يا رجُل فقلبها لن يتحمّل عواطفك الجيّاشة .. يجب ان تجِد حلّا لكي لا يذوب قلبها بين ذراعيك .

إحمرّ وجهُ تالين بشدّة ولم تستطِع كبح ضحكة هربت من بين شفتيها ليدخُل الجميع بنوبة ضحِك بينما يبتسِمُ ادهم وهو يرى كرميلا تضعُ يديها على فمِها تُخبئ ضحكتها الساحِرة عن عينيه الهائمتين فرقّت ملامِحهُ الى ان زال مرحها المُعتاد لتتشِح بحنين مُثيرٍ للشفقة و عيناهُ تلمعُ ببريق عشقٍ صادِق قبل ان يشعُر بنظرات احدهم نحوه فتصطدم عيناهُ بعينيّ كنان التي تُخبرهُ بصمت بأنهُ يُدرِكُ عشقهُ الخفيّ فيزيح عينيه بإرتِباك مُخفياً بريق اللهب عميقاً بقلبه علّها يوماً تستطيع رؤيته .

إبتعد عنها و يدهُ تُربّتُ على قلبها هامِساً بأنفاسٍ لاهِثة
- كُنتُ سأموتُ لو لم اُقبّلكِ في هذه اللحظة .
اغمضت عينيها بإبتسامةٍ واهِنة وكُلّ نبضةٍ مُتعاليةٍ من قلبِها المُنهك تُخبِرها انها تعشقُ هذا الرجُل بكُلّ صفاته وقسوته وبروده وحُبّه المجنون . هتف عماد رضوان بغضب
- هل ستظل على هذا الحال ام ستُنهي عرضك الفاحِش هذا
إبتعد بُراق عن ليليان هامِساً بصوتٍ اجشّ
- آسف ابي .. اعتذِرُ اليكم .
همس كِنان بأسف
- يبدوا انّ عملك برفقة ادهم افسد اخلاقك .

إبتسمت ليليان وهى تحظى بدفئ العائلة المُحبّب الذي يزيد من تمسُكها بحُبّ عائلتها ؛ فلم يُقلل إختِلافهم عن بعضهم البعض من قوّة إرتِباطهم فدوماً ما يبتسِمون بسعادة حقيقيّة دون تزييف المشاعر ليلتقي جميعهم تحت اجنحة الصقر الجارِح الذي يرمز لقوّتهم و همينتهم .
رنّ هاتِف كنان فجأةً فأجاب هامِساً بهدوء
- اجلبهُ لصالة الطعام .

بعد بِضع دقائق ، شهقت ليليان بفزع وهى تلمح الرجُل ذو الكدمات الدامية الذي ركلهُ احد حُراس القصر ليسقُط امام طاوِلة الطعام تحديداً عند قدميّ جُلنار التي شحبت بإرتِياع قبل ان ينهض الجميع بصدمة بينما كِنان يتناول طعامهُ بصمت وتلذُذ الى ان همس بنبرةٍ هادئة قائلاً
- اعتذر عن قرف المشهد الاّ انّهُ توجّب عليّ شهادتكم على ما سأقول .

طالعهُ الجميع بنظرات مُندهِشة طالِبة للتفسير فنظر الى الرجُل قائلاً
- اخبرتُك انني لن اقتُلك لذا تحدّث قبل ان افقِد اعصابي
إنتحب الرجُل بألم و نهض مُترنّحاً ليقِف مُطرِق الوجه امام رضوان هامِساً بنشيجٍ عالي
- اُقسِمُ انني لم اعلم انها حفيدتك .. لم اكُن لأعُضّ يد الخير التي مددتها لي .. السيدة جُلنار اخبرتني ان احرِق المتجر الصغير ولكنّها لم تُخبرني عن هويّة اصحابه .. لقد ظننتُ انها تنتقِم من احد أساء إليها وكنتُ احسَبُ انني افعلُ خيراً بمُساعدتها .

نهض كِنان وإقترب منه ليُسجيه ارضاً بلكمةٍ قاسية قبل ان يهتف بغضب
- لقد كادت خطيبتي تموتُ بداخل المتجر .. هل فكّرت بما كُنتُ سأفعله بِكَ إذا اصابها مكروه ؟! زوجة كِنان رضوان المُستقبليّة تتعرض للأذى من حُثالةً مثلك ؟! اُقسِمُ لولا عهدي بعدم تلويث يدي بالدماء لكُنتَ اوّل من اُرسِلهُ الى القبر .. لن اُقيلك من عملك لتظلّ ذليلاً لديّ الى ان تموت ، هذا هو عقابك .

اشار للحارس بأخذه وعاد لمقعده بهدوء بينما الجميع يُطالِعون بعضهُم البعض ببلاهة الى ان همس ايمن بحدّة
- حاولتِ قتل إبنتي ؟
شهقت جُلنار بصدمة وحرارة تسلعُ خدّها إثر صفعة مدوّية تردّد صداها مع هواء الليل الهادئ فرفعت وجهها تُطالِع ايمن بعينان مُحتقِنتان من الحقد والغضب وهتفت بقوّة
- نعم ، وسأُحاوِلُ مِراراً وتِكراراً اذا خطت بقدميها عتبات هذا القصر .

إبتسم كنان هامِساً بقسوة
- حينها ستكون زوجتي .. وسأنسى ذات يومٍ انّكِ بمقام اُمّي وسأُريكِ ما لن تنسيه بحياتكِ .
إقتربت منه مُتمتِمة بحدّة
- لن تتزوّجها .. لن تُفضّل إبنة البدو على ابنتي .. جدّكَ لن يوافِق على هذا النسب ، ستتزوّج كاميليا فقط .. يكفي ما نالنا من اخيك .

إتسعت عينيّ كاميليا بذُعر وقد تجمّد الدمعُ على وجنتيها و شعور الذُلّ يخسِفُ بكُلّ ذرّةٍ من كيانِها ولم تستطِع فِعل شيء سوى الركض بتعثُر لغُرفتِها علّها تموت قبل ان تخرُج منها مرّةً اُخرى بينما هدر ادهم بصوتٍ رجّ اجزاء المكان
- إخرسي ! كاميليا لن تكون لأحدٍ سواي .. سأتزوّجها رُغماً عنها وعنكُم اجمعين .

ولم يتردّد باللحاق بخُطاها الى ان وقف يلهثُ امام مرآها .. تجلِسُ على حافّة فراشِها تقبِضُ بيداها الصغيرتين على غطائه بينما وجهها المُختبئ خلف شعرها المُتهدّل ساقِطاً بذُل و انينٌ خافِتٌ يتسرّبُ مِن بين شفتيها .. دلف بهدوء واغلق الباب خلفهُ بالمِفتاح هامِساً بخفوت
- سأخسرُ نفسي إن لم اكسبكِ اليوم .. سأخسرها للأبد

.
.

- يا اللهي !
تمتمت ليليان وهي تتشبّثُ بقميص بُراق الذي احاطها بذراعيه هامِساً بقلق
- فلنذهب من هنا ؛ الاوضاع ستتأزّم وانتِ مُتعبة .. يجب ان ترتاحي من هذه الضغوطات .
سمحت لهُ بأن يقودها برويّة مُدرِكة انها تحتاج فعلاً للراحة فقلبها المُنهك يكفيه ما يحمِلُ من اسى .

إقتربت اسمهان من ابنها و اخذت تُربّت على كتفيه بحنان في مُحاولة لإمتِصاص طوفان غضبه الذي سيفتِكُ بالكُلّ و همست بتوتُر
- ارجوك إهدأ يا بُنيّ .. كُلّ شيء سيُحلّ بالمُناقشة وليس بالشِجار كالجاهِلين .
رفع كِنان وجههُ يُطالِع والدته وهي تقِفُ بجانبه بينما يحتلّ هو مقعده بصمت ، اغمض عينيه زافِراً بعُمق وقُبلةً حانية تُلقى على جبينه ليهمس برجاء
- انتِ لن ترفُضي زواجي أليس كذلك ؟

اجابت والدته بإبتِسامةٍ حزينة
- انا لا يُهمنّي في هذه الحياة سوى سعادتك ، اُريدُ ان ارى ابنائكَ قبل ان الحق بأبيك .
نهض مُحتضِناً قامتها القصيرة بحُب وألمُ عظيمٌ يتضخّم بمُنصف حلقه الاّ انهُ إستطاع الهمس بخفوت
- ستُزوجين ابنائي وابناء ابنائي ؛ فلا زالتِ صغيرةً اميرتنا الغالية .
إبتسمت اسمهان وقد تأكدت انّ إبنها لم يسلم من سِحر ابنةَ عِطر ، ولم تستطِع لومهُ فالعشق لا يُكبح .

إقترب كِنان من جدّه قائلاً
- هل انتَ موافِقٌ على زواجي من حفيدتك ؟
اجاب رضوان بقوّة
- كُلّ ما اطلُبهُ الآن ان تكون هُنا في هذا القصر .. وإذا انتَ مُتأكِدٌ من رغبتكَ فيها فتزوجها .
إبتسم كِنان بظفر بعد ان اخذ موافقة اهمّ فردين بحياته امّا عن ليليان وكريم فهو مُتأكِد مِن انهُما لن يُعارِضا رغبته لذا همس بسعادة
- بنهاية هذا الشهر سيكون زواجنا .. يجب ان يُجهّز جناحاً خاصّاً لأوس و جوان لأنهُما سيعيشان هُنا .

كانت تالين صامِتة بوجع بينما كريم شارِداً بحُزن اما نور الحياة فقد كانت تتأمّلُ الجميع بتركيز وكأنها تدرُس ردود افعالهم بينما صمت كادي بدى مُخيفاً وهي تتأمّلُ كِنان بنظراتٍ شيطانيّةٍ سوداء الى ان قطع الصمت صوت ايمن الوهِن موجِهاً حديثهُ لكِنان
- أولن تطلُب إذني للزواج مِن إبنتي ؟
نظر كِنان لعمّه بِكُرهٍ لم يستطِع إخفائه ولم يرقّ لمظهره المُتعب و غضون تُمسِكُ بمِرفقِه والدمعُ يتساقطُ على وجنتيها فهتف بنبرةٍ قاطِعة
- لن افعل ، سآخُذُ موافقة اخيها فهو الوحيد الذي تعترِفُ به .
غادر بهدوء تارِكاً الجميع في دوّاماتٍ من الاسئلة .

.
.

نام القمر ملتحِفاً بالغيوم الثقيلة بينما تثائب الليل مُستكيناً بنُعاس ولا زال اوس بالخارِج .. تذرعُ ريفال ارض الصالة جيئةً وذهاباً والف فِكرة تدور برأسِها فهاتفهُ لا يعمل منذ ايام بينما زيد صديقهُ لا يمتلِك واحِداً ممّا يعني ان فكرة الإطمئنان عليهِما مُستحيلة .. كانت جوان جلِسة بصمت والقلق ينهشُ فؤدها فمنذ صباح اليوم المشؤم تأكدت بأن هذه الليلة لن تمُرّ بخير فقد ابلغتهُم ريفال بقرارها الغريب بالزواج من كِنان فإعترض أوس بشدّة وتشاجر معها وانتهى به الامر خارِجاً من المنزِل الى ان جاء زيد واخبرهُما بخوضه نزال المُراهنات الذي لا يتناسبُ مع فتى بعُمره وقد تأذّى من تلك النِزالات كثيراً الى ان وعد ريفال بعدم خوضِها وها هو الآن يُخلُِف وعده . وضعت يدها على قلبها هامِسة بِوجل
- فليُعِدك اللهُ سالِماً يا اخي .

هتفت ريفال وقد ذاب قلبها من الخوف
- سأذهبُ للبحثِ عنهُ ، ظلّي انتِ بالمنزِل واغلقي الباب جيّداً الى ان اعود .
إنتفضت جوان من مكانها هامِسة بهلع
- مُستحيل ان تخرُجي في هذا الوقت وحدكِ .. دعينا نُخبر كِنان ، سيُساعِدنا بالتأكيد .
صمتت ريفال لثوانٍ قبل ان تتجِه لهاتِفها وتطلُب رقم كِنان وشعور الذُلّ يفتِكُ بقلبِها ولكن قبل ان يرُدّ على هاتفه تحرّك قفل الباب ليدلِف اوس بهدوء لتُغلِق هاتِفها بينما تقترِب جوان منهُ لتحتضُنهُ هامِسة بعِتاب
- لماذا تأخرت لهذا الوقت ؟ ألا تُدرِك مدى قلقِنا عليك ؟! .

تكلّف إبتسامةً مُنهكة واجاب بمرح
- لا داعٍ لكُلّ هذا ، كان لديّ بعض الاعمال المُهمّة .. انتِ تعلمي مدى إنشغال اشهر مُصارِعي الحارة .
إبتسمت بتوتُر وربّتت على كتفه هامِسة
- سأجلِبُ لك بعض الثلج ؛ فوجهك بحالة مُزرية .
إبتعدت بصمت بعد ان اشارت لريفال بالهدوء الاّ انّ الاخُرى تحوّل كُلّ قلقها لغضبٍ عارِم فهتفت بإستِهزاء
- يبدوا انّك تُبلي حسناً .. اين ذهبت بعد المُباراة ؟ هل إحتفلت مع اصدقائك السُكارى بأحد الملاهي الليليّة حيثُ فتيات الليل ام إقتصرت سهرتكُم على بعض المُكيّفات ؟ .

تجاهل سياط لسانها اللاذِع واخرج رُزمة من النقود ومدّها اليها قائلاً
- خُذيها و اعيدي المتجر كما كان ، وإستفيقي من لسعة الجنون التي اصابتكِ فإن كان المال هو ما قد يجعلكِ تُهينين نفسكِ وتتذلّلين لكِنان فها هو ما تحتاجيه.
لمعت عيناها بدموع القهر بينما تحوّل قِناعها الصارِم لآخر اكثر هشاشةً و ضعف فهتفت ببُكاء
- لن اتزوّجهُ لأجل المال ، انت تجرحني للغاية .

هتف بقسوة مُتجاهِلاً نحيبها المُتألِم
- بل تطلُبين الاقذر ، انت تُريدين الإنتِقام به من العائلة ، وكِنان لا يستحقّ هذا وانتِ كذلك لا تستحقّين حجم الآلام التي ستُعانيها من تلك العائلة .. إياكِ ان تظُنّي انني قد اسمح لكِ بأن تقتُلي نفسكِ في سبيل الإنتِقام.
هتفت بجنون وقد تفجّر بُركان تحمُلها
- نعم سأنتقِم ، سآخذُ حقّكَ وحقّ والدتنا .. سأُذيقهم مرارة ما ذُقناهُ بحياتِنا .. لن اُشفِق على أيّ احدٍ منهُم ، سيكون القصاصُ دامياً .. ولن تستطيع إيقافي مهما فعلت ؛ فسأتزوّج كِنان برغبتِك او برفضِك .

غادرت الى غُرفتها بخطواتٍ غاضِبة وقلبها يفورُ حِقداً وألماً و شرارات الإنتِقام تُلهِبُ وجهها إحمراراً .. اغلقت باب حاضِرها لتنزوي في اقصى اركان الماضي باكية كما لم تبكِ من قبل ، بكت سنوات الصمود التي جابهتها برأسٍ مرفوع ولكن لضعفها لم تعُد تستطيع الوقوف فسقطت ارضاً كسحابةً تُنجِبُ بعد اعوامٍ من الحمل .. ضمّت وجهها بين رُكبتيها تُخفي خيبتها وقلبها المجروح ينزِفُ حُزناً وخوفاً على مُستقبلٍ مُبهم .

هدر صوت هاتِفها كرعدٍ مُخيفٍ وهى ترى حروف اسمه .. لم تتردّد في الإجابة ليأتيها صوتهُ الحنون القلِق قائلاً
- ما الامر ريفال؟هل انتُم بخير ؟ لقد اقلقتِني عليكِ ؟
وصلهُ صوت شهقاتِها الواضِحة فنهض من فراشه هاتِفاً بخوف
- ريفال ؟ تحدّثي ارجوكِ .

وضع يدها على فمِها تكتُمُ شهقةً اكثر إيلاماً من سابِقتها الاّ انّ صوتها المكتوم صلى مسامِعه كصفيحٍ ساخِن وإترجّ قلبه بين اضلُعه بعُنف ليهمِس بحدّة
- لا تعبثي بأعصابي .. اللعنة على المسافات ، تحدّثي قبل ان اُجنّ من الخوف .. هل اوس و جوان بخير ؟ انتِ بالمنزِل أليس كذلك ؟ لا تقلقي .. سآتي إليكِ حالاً .. فقط إهدأي ولا تبكِ حبيبتي .

همست بصوتٍ مُتعبٍ صادِقٍ عميق
- اكرهُك .. كما لم اكره احداً مِن قبل .
سكنت انفاسه للحظةٍ بدت اعواماً من العذاب وهمس بداخله بألم " ليتكِ لم تتحدّثي .. ليتني استطيعُ تكذيب مسمعي كما كذّبتُ عيناي .. للتوّ فقط ادركتُ انّ للحُبّ وجع .. وجعٌ قاتِل كَسُمّ زُعاف .. "

إبتسم بحُزن هامِساً بنبرةٍ تقطُرُ حناناً وكأنهُ يُحادِثُ طِفلة
- لا بأس .. اعلمُ هذا ، إياكِ ان تُغلقي الخطّ .. دعيني اطمئنّ عليكِ الى ان اراكِ .. انا في الطريق حبيبتي .
بلحظات كانت سيّارتهُ تُصدِرُ صوتاً عالٍ مُغادِراً لمحبوبة العُمر وقد اقسم على خرق كُلّ قانونٍ يمنعهُ عنها ، سيُعيدها طفلةً بريئةً لو كلّفهُ الامرُ حياته .

.
.

لمح بُراق اثر سيّارة كِنان في ظلام الليل ليعود ادراجه لداخل الغُرفة بعد ان اغلق الشُرفة التي تُطِلّ على السماء المُلبّدة بالغيوم السوداء مُنذِرة بعاصِفة مُمطِرة . ويتجِه الى فراشه حيثُ تنامُ ليليان بملامِح شاحِبة مُتعبة وشعرها الليليّ يُحيطُ بها كغِطاءٍ كثيفة ، ابعدهُ قليلاً عن وجهها وأخذ يتأملها دون كلل مُتسائلاً بندم " كيف لي ان أغفلُ عنكِ لهذه الدرجة ؟! " لقد صُدِم عندما اخبرت الطبيب انها تُعاني من الإنهاك لفعل اقلّ مجهود و قد اُغمي عليها اكثر مِن مرّة إضافةً لضيق التنفُس وإضطراب نبضات القلب .

شعر بمرارة الذكرى وهو يقسوا عليها بِلا رحمة مُجرِداً اياها من عاطِفة الاُمومة التي يُدرِكُ تماماً انها العاطِفة الوحيدة التي تمتلِكها ؛ فحُبّها لجواد حقيقيّاً فطريّاً ناجِماً من اعماقها .. حاول الإعتِذار إليها في الساعات الماضية الاّ انها صوتها الناقوسيّ الحادّ همس بنبرةٍ غريبة قائلاً
- ثمّةَ جروحٌ تُحيينا واُخرى تُميتنا ، تأكّد انّك اليوم منحتني فُرصةً للحياة .. سأعملُ على ان أستغِلّها .

وبعدها طلبت منهُ ما لم تطلُبهُ طوال حياتِهما معاً .. فبالرغم من سنوات زواجهم التي قاربت على الستّة اعوام الاّ انها لم تُبادِر يوماً بأيٍ ممّا تحتاجهُ ولكن اليوم همست اليه بنبرةِ إحتياجٍ خالص قائلة
- دلّلني .
ولم يبخل عليها بالدلال فأغرقها بموجةٍ ناعِمة تقطُرُ حُباً و هدوءاً و دفئ .

.
.

بعد نِصف ساعة من القيادة السريعة وهو يسمعُ صوت بُكائها الذي تحوّل لصُراخٍ وشتائم و تحطيم ها هو يترجّل من سيّارته ويطرُق بابها بعُنف الى ان فتح اليه اوس وبعيناهُ نظرةً قاسية تحمِلُ كُرهاً لم يعهدهُ منهُ بالذات الاّ انهُ تجاهلهُ مُتجِها الى غُرفة ريفال ليجِد جوان جالِسة امام الباب تنتحِبُ بِحُزن بينما خبى صوت ريفال فإنحنى ليُنهِض جوان التي هتفت ببُكاء
- باللهِ عليك إترُكها ! إن كُنتُ تُحبّها حقّاً لا تؤذِها بقُربِك .

اجفل بألم من سِهام كلِماتها الجارِحة الاّ انّ ملامِحهُ ظلّت هادئة عندما قال
- ولأنني اُحبّها سأخوض حرباً قد تُخسِرني نفسي ، سأحرصُ على ان تتخلّص من كُلّ حقدها ولو كان السبيل جُرحي .. آسِف يا جوان ولكنّني لن اتنازل عنها بعد كُلّ هذه السنين .

إبتعد عنها و لكم الباب بكتفه ليُفتح ويدلف بهدوء بينما اوس يُطالِعهُ من بعيد بنظرات فارِغة من المشاعر مُتمتِماً بأسى
- كما تشائين يا ابنةَ اُمّي ، ستُدخِلينا معكِ ابواب الجحيم الاسود ، سأدعوا الله ان يُنجيكِ منها ولكنني لن انجوا ؛ سأحرِقُ المعبد ومن عليه .

في ساعات الصباح الاولى ، ترجّلت ريفال من سيّارة كِنان الذي خرج بدوره وإقترب مِنها قائلاً
- هل ادخُل برفقتكِ ؟
احنت رأسها بخجلٍٍ من نفسِها قبل ايّ احد و اجابت بخفوت
- لا ، شُكراً .

الاّ انهُ لم يرحم ضعفها فأحاط وجهها بيداهُ و نظر لعُمق عيناها الهادئتين كغيمةٍ ربيعيّة لتشهد ترقرُق عيناهُ كحجرٍ كريمٍ يُجابِهُ الشمس والدمعُ الحارِقُ يتشبّثُ بأسوار رموشه الحادّة بينما إبتسامتهُ قد رُسمِت كلوحةٍ مُغرية على طول فكّه القويّ سامِحةً لبئرٍ خجولة بالبروز على خدّه الايمن وكأنها خُلِقت يتيمةً رفقاً بقلب من يراها .

فوجدت نفسها دون إرادةٍ منها تفغِرُ فمها ببلاهة وكأنها تُجابِهُ سيلاً من الاُمنيات اوّلها ان تحظى بروعة تقبيل ذلك الخد كما فعلت سابِقاً .. قُبلة واحِدة ، صغيرة .. بريئة كبرائتها ذلك الحين . و قد مرّت بعقله ذات الذكرى فلم يتردّد بتقريب خدّه من فمِها لتلثُم دمعةً تسلّلت عنوةً من بين جفنيه المُطبِقين بإنتِشاء وكأنّ ظمأ روحه رُؤيَ اخيراً و قد تجمّدت هذه اللحظة بعقله وقلبه الى الابد .

بدأت هي بالإرتِجاف مُقاوِمةً ألماً عظيماً بمُنتصفِ معدتها كطِفلٍ بدأ بالنمو و بالرغم من كُرهِها الشديد لقُربه الاّ انّها شعرت لثوانٍ بلذّةٍ غريبة جعلتها تنتفِضُ كأرنبٍ مذعور فتلعثمت قائلة
- الى اللقاء .

ركضت مُسرعة علّها تختبئ من شعور الإستسلام المُرّ الذي بدأ بغزو كيانها فإبتسم وعيناهُ تنقُش ذكرى هذا اليوم الذي لن يبرح مُخيلتهُ الى ان يموت . و قاد سيارته الى القصر الى ان دلف بخطواتٍ مُتمهِلة كأسدٍ شبعان ليجِد الجميع يتناولون الإفطار بصمتٍ مُقيت ليهتِف بسعادة
- لقد تزوّجت .

.
.
.
.
.
.
.
مرحباً
رأيكم بالبارت ؟
والاحداث الى الآن ؟

.
.
.
.
.
.
.
.
.
هل ستتغير ليليان ؟
ما الذي فعلهُ ادهم لكاميليا ؟
ما سرّ علاقة كريم وكاميليا ؟
ماذا حدث بعد إنهيار ريفال ؟
كيف حدث وتزوّجت ريفال بهذه السُرعة ؟
ماذا ستكون ردّة فعل العائلة على زواج كِنان ؟
هل اوس وجوان سيوافِقان على المكوث بالقصر ؟
هذا واكثر في الاجزاء القادمة .

.
.

سيكون التنزيل مُتأخِراً قليلاً في الثلاث اسابيع القادمة نظراً لأنني اُريد التفرُغ قليلاً لكتابة قصة قصيرة ستُشارِك بأحد المُسابقات لذا سيكون البارت القادم يوم الثلاثاء بإذن الله .. و ما ان تنتهي القصّة سأعاود لتنزيل بارتين بالاسبوع

.
.
.
..
...

مع حُبّي ❤❤❤

.
.
.
..
...
فايا

Continue Reading

You'll Also Like

705K 15K 44
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
2K 560 35
مدين هذا العالم بإعتذار لكل نسائه عن العبث اللئيم الذي يحدث معهم، ولكن من الألف إلى الياء ستظلّ الأرض و السماء ممنونة لوجود النّساء. نُشرت في: 2/7/20...
2.1K 127 28
لا أبحثُ عن أصدقاء عاديين.. ولكني أبحثُ عن أصدقاء لا أسقط منهم سهوا، في زحمة حياتهم ولا يغيبون عن ذاكرة قلبي في زحمة أيامي.. هذهِ الرواية كتبتها مع ص...
5.9M 168K 108
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣