لاجلك تغيرت (وسام مصطفى)

By KS31N0

53.5K 1.2K 91

يقولون إن الحب يصنع المعجزات، هل أتخلى عن صفاتي التي لازمتني طوال حياتي من أجل حُبك لي؟ هل يسامح قلبك وينسى... More

الندم
اللقاء
الوعد
ذكريات
ذكريات 2
المفاجأة
الزواج
النهاية
ملاحظة + شكر

اليوم الموعود

3.6K 96 3
By KS31N0

تقدمت وفتحت باب الخزانة لتجد الكيس الذي يقصده، فأخرجته وظلَّت تنظر إليه بتوجسٍ قبل أن تفتحه غافلةً عن نظراته الماكرة، مدت يدها لتُخرج محتواه،شيءٌ أحمر، لا هذا بلون النبيذ، لم تفهم ما هو!

خيوطٌ متشابكة لم تستطع ترتيبها، ظلَّت تحاول على الأقل الوصول إلى شيءٍ به يدلها على ماهيته، مظهرها يثير الضحك حقًا وهو مستمتعٌ ببراءتها وغفلتها أن ما تمسكه ليس بسوى غلالة! لا ليست غلالة إطلاقًا! بل خيوط متشابكة صنفت كنوع من الثياب النسائية.

وانفجر ضحكًا من مظهرها لتنظر إليه في عدم فهمٍ تحول إلى اتساع عينين وشهقة خجلة، اقترب منها متسائلاً بخبث:

- هل أعجبتكِ ؟

رفعت مجموعة الخيوط بيدها لتواجه وجهه وهتفت:

- ما هذا قصي؟

اتسعت ابتسامته وسحب تلك الغلالة من بين أناملها وهمس:

- إنه فستان نوم.

زمَّت شفتيها بغضب، أمَّا هو فلا يراه سوى دعوة لقبلة!

- هل تُسمِّي هذا فستانًا قصي! يا إلهي أنت لن تتغير.

زاد قربه وتوترت هي، أمسك بكفَّيها معًا ليهمس لها بمكر:

-بلى، لكني تغيرت مع غيرك وليس معك انت، انا زوجك وسأظل عابثا معك انت شئت ام ابيت.


ابتسمت رغمًا عنها واحمرت وجنتاها فتابع:

- أنتِ أميرتي، أمرتِ وأنا لأجلكِ تغيرت، أتريدين أن أعبث مع غيركِ ؟

عجيبة هي الأنثى! في لحظةٍ لا بل أقل من لحظة تُحوِّل الخجل لعاصفة غضب! كأول يوم وأول لقاء كانت تلك الغمزة حاضرة، فابتسم، لقد حقق الهدف وأغضبها ليطلق الجنون بداخلها، ونجح كعادته! هي فتاته صغيرته، ومروضة العابث الذي لم يعرف حبًا من قبل.

الأنثى قد تكون نقطة تغيير في حياة رجل، أو نقطة بداية ما بعد الضياع، ليس ضعفًا أن تُعطي فرصة أخرى! وليس بخطأ أن تسامح قلبًا تحبه، فقط تأكد أنه يستحق! وعلينا ألا ننسى، أن حواء خُلقت من ضلع آدم، حواء تكمل آدم و آدم يكملها.

بعد سنة

لتنال أي شيء عليك السعي إليه دائمًا، التخلي عن المعيقات التي تقف بينك وبينه حتى لو اضطررت للتغير تمامًا.

يقولون إن الحب يصنع المعجزات، والمعجزات في الحب مهما كانت صعبة فإنها تتحقق رغمًا عن كل شيء، وهو حقق أكبر معجزة كان يظن أنه مستحيل تحقيقها؛ قصي لم يعد عابثًا ولا يُكلم النساء.

تغيُّر عظيم في تاريخ البشرية، وسببه تلك الصغيرة صاحبة البطن المنتفخ والمنامة القطنية التي يصل طولها إلى ركبتيها، تلعق النوتيلا من يديها الملطختين ثم تمسك بقطعة من"المحشي" وتكدسها في فمها.

محشي!

أجل ولمَ لا؟ فمَن تستطيع تغيير قصي تفعل أي شيء حتى لو كان المحشي بالنوتيلا!
ظل يراقبها من بعيد وهو يقرأ كتابه المفضل، أمَّا هي فمستندة على رخامة المطبخ ومع كل كمية أكل يجدها تئن وتلامس بطنها المنتفخة لتتواصل مع توأمهما القادم ياسمين وجوري، كما اتفقا على تسميتهما.

اتسعت ابتسامته وهو يضع كتابه دون أن يبعدها عن مرمى عينيه العابثتين، في ظل انشغالها وجدته يحيط بها من الخلف ويضمها إليه، ليرتكز كفَّاه على بطنها ويهمس في أذنها:

-كيف حال صغيرتاي الشقيتان؟

ابتسمت برقة لتلعق ما تبقَى من الشكولاتة في إبهامها، لتبادله الهمس بشقاوة:

- تهتم بصغيرتيك فقط؟ ماذا عني؟

تنهد مطولاً ليديرها قبالته وأمسك بكفها ليلعق أصابعها:

- أنا لا أخاف على امرأةٍ تتوحم على المحشي بالنوتيلا يا صغيرة!

ضربة خفيفة على كتفه كان ردها، لتستدير وتكمل وجبتها الشهية وهي تتمتم:

- اذهب الآن، أرغب في الأكل.

عقد حاجبيه في غيظٍ طفولي وهتف:

- ألا تظنين أنكِ قد تخطيتِ هذه المرحلة؟ أنتِ في شهرك الثامن حبيبتي.

هزت كتفيها بلا مبالاة:

- احببت هذا الأكل ولا أريد أن أتوقف عنه.

عقد حاجبيه ليتذمر:

- لكنك هكذا ستكسبين الكثير من الوزن!

هل كانت تلك غلطة عمرك يا قصي؟!
لا بل ذنب ارتكبته ولن يحل عليك مساء إن لم تهرب الآن!

تطلَّع إليها وهي تستدير إليه، حاول كتم ضحكاته من منظرها المضحك، شعرها المشعت وعينيها المتسعتين دهشةً وغضبًا، ثم شفتيها وأسنانها الملطخة بتلك النوتيلا بالإضافة لتلك المنامة الطفولية.

قالها من قبل؛ الأنثى عند الغضب تصرخ، تضرب أو تسكت أو تقوم بأي شيء، لكنها هي _وهي فقط_ من تغمز عند الغضب.

لكن غمزتها تلك تابعها تأوُّه ووضع كفها على بطنها وملامحها قد بدى عليها الوجع، عقد حاجبيه واقترب منها:

- حبيبتي ما بكِ ؟ هل يؤلمكِ شيءٌ ما؟

نظرت إلى بطنها لوهلة وما لبثت حتى بدأت تحس بسائل دافيء يلمس رجليها، لتطلق صرخة صمَّت أذنيه وجعلته يكاد يفقد نبضات قلبه، ظلَّ ينظر لصورتها المذعورة حتى وجدها تصرخ به:

- قصي تحرك سوف أموت!

مال نحوها يمسك بكلا كفيها و يحثها على التنفس، كان توتره قد بلغ أقصى مراحله؛ فقد احمرَّ وجهه وتعرق جبينه على عكسها هي، ففي لحظة قد بدى هو من سيوشك على الولادة!

ظل يردد في هيستيريا والمسكينة تكاد تموت ألمًا:

- حسنا حبيبتي، خذي شهيقًا ثم زفيرًا...

واستمر يرددها في حين بدأت هي في الصراخ أكثر:

- شهيق... زفير... شهيق... زفير...

أغلقت عينيها تحاول استدعاء الصبر لكن عبثًا،وبمعجزةٍ مدَّت كفيها لتحيط وجهه وتركز
بعينيه وهي تلهث:

- قصي، قصي ركز معي! أنا من ستلد وليس أنت، إذًا باالله عليك اذهب و أحضر لي لباسي.

ثم صمتت قليلاً لتصرخ بوجهه:

- ألا ترى أنني سألد!! يا إلهي!

هزَّ رأسه بصمتٍ ليحاول التنفس ثم استقام ليجمع شتات أفكاره لتصرخ به:

- آاااه قصي ليس وقت التفكير، اذهب!!

انطلق راكضًا إلى غرفتهم و أكل الدرجات التي تفصله عن الطابق العلوي في لحظات، وفتح الخزانة ليسحب منها لباسها وقد حرص أن يكون واسعًا؛ فلا يرغب بأن يرى بطنها المنتفخ غيره.

Continue Reading

You'll Also Like

1K 77 10
"شوف يا أحمد أنا جبتك علشان يبقا الكلام قدامك، أنا مش هطلق بتول..." "آدم". "مش هطلقها دلوقتي أنا وعدتها إنها هتكمل تعليمها وهي على ذمتي، أنا هسافر ال...
1.1K 186 32
روايه بالعاميه المصريه، عن عصابه بتاجر في الاعضاء، وبالصدفه البحته بطلتنا حوريه كشفت العصابه فحاولوا العصابه يقتلوها ويخلصوا منها. بس الحادث ده خلاها...
10.3K 322 19
المقدمة : عندما تحيا المرأة بدون هوية مجرد جسد ملوث وشخصية ضعيفة وقلب يدمي من كثرة الطعنات.. عندما تجد من يسلبك نقاء روحك وطهارة جسدك وحرية أفكارك فه...
2.9M 59.3K 77
نتحدث هنا يا سادة عن ملحمة أمبراطورية المغازي تلك العائلة العريقة" التي يدير اعمالها الحفيد الأكبر «جبران المغازي» المعروف بقساوة القلب وصلابة العقل...