ذكريات 2

3.9K 111 5
                                    

هل عندكِ شكٌّ في مَن أنتِ
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأةً تكسر حين تمر جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي
فكأنكِ أنثاي الأولى
وكأني قبلكِ ما أحببت
وكأني قبلك ما مارست الحب...
لا قبَّلت ولا قـُبِّلت
ميلادي أنتِ ...
وقبلكِ لا أذكر أني كنت
وغطائي أنتِ ...
وقبل حنانك لا أذكر أني عشت
وكأنني أيتها الملكة
من بطنكِ كالعصفور خرجت
هل عندكِ شكٌّ أنكِ جزء من ذاتي
وبأني من عينيكِ سرقت النار
وقمت بأخطر ثوراتي

نزار قباني

الانثى: أعظم القادة في معارك الحب، هي الصبر، التضحية العطاء والبقاء، حياة لا يكتمل الرجل إلا بها.

هي حاربت بكل قواها طوال سنة، تجاهلت، تفهمت وثقت وأمَّنت، لكن متى يقوم هو بخطواته نحوها؟

يريدها؟ تعلم علم اليقين أنه يعشقها كما لم يعشق رجل امرأة من قبل.

يحتاجها؟ متأكدة، بل لمست جزءه الصغير بداخله، حيث يمكث ذلك الطفل الصغير المحتاج للمسةٍ حنون وتربيتة يدٍ ومسحةٍ على الجبين فينسى التعب.

الصبر: صبرت وتناست وتغافلت، بل ادعت الغباء أمام نظرات كل امرأةٍ تقترب منه بمكر، وهو لا يوقفهن بل يستمتع وهي تموت وتصبر.

التضحية: ضحَّت بكبريائها وعِندِها من أجله هو فقط، أحبَّته فضحَّت بكل مبادئها، خُطتها كانت الدراسة ثم العمل لرعاية أم مريضة وأخت صغيرة لا تزال الحياة طويلة أمامها، ومن أجله هو غيرت المسار لتضع تلك الحلقة الذهبية التي تعلن أنها ملكٌ للعابث.

العطاء: كل ما امتلكته كان قلبها الصغير الذي علَّمه هو السير في أروقة العشق، وعشقه بات الوطن لديها فأعطته كل ما امتلكت ولو طلب روحها لما بخلت.

وبقاءها رغمًا عنها بات صعبًا، يقتل كرامتها ويجرح كبرياء ً تخلت عنه من أجله، والآن بقاءها معه هو وحده من سيحدده.

تطلَّعت إلى الصغيرة ملك بحنان وربتت على خصلاتها القصيرة، مدت يدها للأوراق أمامها
وهي تزم شفتيها مدعية الضيق.

-ملك ما هذا؟؟ لقد اتفقنا على ان تكتبي الارقام وحدها والاحرف وحدها.

ابتسمت لها الصغيرة بشقاوة وعادت لتنهي واجبها المدرسي، فابتسمت لها وهزت رأسها في يأس.

دلفت إلى المطبخ حيث والدتها بابتسامة باهتة، وجلست على الطاولة تراقبها بشرودٍ لاحظته
الأم على الفور، فتقدمت نحوها وجلست تربت على كفها:

-الا تزالين مبتعدة عنه؟

اومأت لها بنعم:

لاجلك تغيرت (وسام مصطفى) जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें