لاجلك تغيرت (وسام مصطفى)

By KS31N0

53.5K 1.2K 91

يقولون إن الحب يصنع المعجزات، هل أتخلى عن صفاتي التي لازمتني طوال حياتي من أجل حُبك لي؟ هل يسامح قلبك وينسى... More

الندم
الوعد
ذكريات
ذكريات 2
المفاجأة
الزواج
اليوم الموعود
النهاية
ملاحظة + شكر

اللقاء

6.2K 154 21
By KS31N0

الانثى في نظر بعض الرجال تداويها كلمة ولمسة حنون، إلا هي !! ليست كأي أنثى، هي الصغيرة المتمردة التي لا تكفيها الكلمات ولا تتقبل اللمسات مهما كانت بريئة!

زفر في ضيق وهو يفتح باب مكتبه، واتجه إلى المدرج بحثًا عنها، عن صاحبة الغمزة!
الدكتور الوسيم يكاد يركض ويصطدم بكل شخص في طريقه، الوسيم متوتر! الوسيم عينه خائفة، متوترة وهي تبحث عنها في جميع ممرات الجامعة، لكن لا وجود لها!
الهاتف اللعين مغلق، لا وجود لها في قاعة المحاضرات، وصديقتها الغبية التي تكرهه بشدة كان ردها عن سؤاله عنها زم شفتين ونظرة متقززة منه وهزة رأس بمعنى لا أعلم، واللعنة على صديقتها وعلى أنامل الحية بل عليه هو الوسيم العابث!

"سحقا لك!"

وانفجر بجنون في وجه الطالب المسكين الذي سكب قهوته على ثياب الدكتور الذي يبدو
مجنونًا، فقد تم تدمير قميصه ناصع البياض وبذلته السوداء الفاخرة. وكأن هذا ما ينقصه!

بعد دقائق يائسة من البحث عنها توقف يشبع صدره بالهواء لعله يستطيع التفكير، يعلم أن
عند غضبها تفضل البقاء وحيدة ومنعزلة عن الجميع، فجنونها لن يتحمله أحد، وابتسم مجرد أن خطر بباله ذلك المكان: مكان اللقاء.

أول أيام السنة الجامعية الجديدة والعابث متشوق لمغامراته العديدة والمثيرة، تم تكليفه بتدريس السنوات الأولى واللعبة صارت ممتعة، فور وصوله قرر الإتجاه إلى مكانه السري والمكان الوحيد الخالي من طلاب الجامعة، اقترب قليلاً ليحتل مسامعه نحيب رقيق وشهقات شبه مسموعة، والباكية انثى.

ابتسم بخبث و هو يتوجه نحو الصوت وخياله يصور له كيف يمكن مساعدتها والتخفيف عنها، ربما ضمةٌ إلى صدره الدافيء فيغرقها بالحنان، وربما لمسة يدٍ تتحول لجولة في طول ذراعها، وربما قبلة!

اتسعت ابتسامته وهو ينحني تحت تلك الشجرة القصيرة التي كان يختفي خلفها دائمًا حين كان طالبًا بنفس هذه الجامعة التي أصبح دكتورًا بها، لكن الطالب والدكتور لم يحدث تغيير بينهما؛ فالجنون واحد والخيالات الواسعة والدافئة واحدة!

اقترب بخطواتٍ متمهلة نحوها لتظهر خلف أوراق الشجرة الضخمة: رقيقة، صغيرة، جسم
ضئيل، وملابس واسعة محتشمة، تبدو مختلفة وشهية!

لمسة على الكتف تُدعى تربيتة وعنده بداية متعة، ونال ما لم يتوقعه؛ استدارة سريعة ولكمة يدٍ صغيرة. صغيرة! لكمتها أقوى من لكمته هو! أحسَّ بدوارٍ وسائل ساخن ينحدر من أنفه، واللون على يديه أحمر، إنه دم!

اتسعت عيناه وهو يراها تقوم من مكانها ونيران الغضب تنفجر من مقلتيها البنيتين، والنبرة
زاعقة بصوتٍ بدا له لحنًا رغِب بمراقصتها عليه.
نال لكمة خدرت أنفه ولا يزال خياله منتعشًا! ظل يحملق بها وهي تصرخ به:

- كيف تتجرأ على لمسي هكذا، بل الإقتراب مني في مكانٍ خالٍ كهذا!

ابتسم لصورتها الكارثية؛ خصلاتها البنية الهاربة من طرحتها، ودموعها المنهمرة على وجنتيها
الحمراوين، وشفتيها المزمومتين بغضبٍ ارتسم على ملامحها الطفولية، وعادت نبرتها تحسر
تأمله لها:

- هل أنهيت تأملك هذا أم لا يزال شيءٌ أعرضه.

ولسانها طويل!

استند على ذراعه ليقوم من الأرض، وتراجعت هي للخلف كأي أنثى، خافت.

اقترب منها بخطواتٍ ثابتة متمهلة وعيناه الزرقاوان تضيقان بنظراتٍ متفحصة، تجاهل دموعها التي لم تتوقف وزاد من قربه ليحتل عطره أنفها وأرغمها على استنشاقه ليتغلغل بداخلها، وارتعشت رغمًا عنها.

أحسَّ برجفتها فلمعت عيناه بانتصارٍ وهمس قرب أذنها:

- هذه اللكمة لن أنساها ما حييت.

ثم رفع كفه يتحسس أنفه الذي ينزف وثبَّت نظراته مباشرةً بنظراتها التي تبدو ثابتة وقوية رغم اهتزاز الدموع بهما:

- سأظل أتذكر هذا الألم طوال حياتي، ألمٌ لذيذٌ جدًا.

ونال حمرة الوجنتين واشتعال المقلتين، يكاد يجزم أن نيرانها لفحت بحر عينيه فتبخر في
لحظاتٍ شبه معدومة، ومع لمعة عيناها نال غمزة!

مهلاً غمزة!

نظر إليها في استغرابٍ ليبتعد عنها قليلاً وهتف مستغربًا:

- هل غمزتني للتو!

ارتبكت وعدَّلت طرحتها لتحمرَّ وجنتيها، حقًا ما بالها هذه الصغيرة!؟ تضرب وتصيح، تبكي
وتخجل والآن تغمز بعد الغضب ثم ترتبك!
مسحت دموعها بظهر كفها سريعًا وحملت حقيبة ظهرها وكادت تنصرف صامتةً فأوقفها
ضاحكًا:

-مهلاً ! حقًا أريد أن أعلم هل غمزتني حقًا أم كانت مجرد تخيلات.

أغمضت عينيها تستدعي الصبر واستدارت اتجاهه ترفع سبابتها في وجهه، وأخيرًا اشتعلت لينال هو ويرتوي من غضبها الذي بات ممتعًا وأنساه ما جاء من أجله:

- اسمع يا هذا، أنا لا أملك وقتًا لتفاهتكَ هذه، وإن كنت ترى نفسكَ ظريفًا وأن شكلكَ الجميل قد يجعلني كغيري منبهرة فأنت مخطئ، مخطئٌ كثيرًا.

اتسعت ابتسامته ووضع يديه بجيبه هامسًا بمكر:

- هل تغازلينني الآن أم ماذا؟

هي منهارة وهو يمزح! بل يزيد غضبها وهي لن تستحمل، زادت من قربها له دون أن تعير ابتسامته المستمتعة انتباها.

- من كل كلامي لم تنتبه سوى لهذه الكلمة! يا إلهي أنت فظيعٌ حقًا!

هزَّ كتفيه مدعيًا البراءة:

- أنا لا أهتم سوى بالمهم، وأنتِ تغازلينني وأنا معجبٌ بهذا.

زفرت في ضيقٍ و هي تبتعد عنه بخطواتٍ سريعة:

- أنت حقًا شخصٌ بارد وأحمق، محاضرتي أهم من كل هذا الغباء وأنصحك أن تذهب لفعل شيءٍ مفيد.

- أي محاضرة؟

هتف بها قبل أن تختفي لتجيبه ببرود:

-لا شأن لك

Continue Reading

You'll Also Like

10.4M 252K 55
من بعد تلك المرة الوحيدة التى جمعها القدر به اصبحت من بعدها غارقة بحبه حتى أذنيها..قامت بجمع صوره من المجلات و الجرائد محتفظة بها داخل صندوق كما لو ك...
115K 4.3K 79
قلادة السماء الزرقاء كبرياء زوجة اقتباس وقفت متسمرة امامهم تنظر اليهم بصدمة وهى تراقب تلك التى تميل بغنج على صدر زوجها باريحية واسترخاء وكانه موطنها...
1.1K 186 32
روايه بالعاميه المصريه، عن عصابه بتاجر في الاعضاء، وبالصدفه البحته بطلتنا حوريه كشفت العصابه فحاولوا العصابه يقتلوها ويخلصوا منها. بس الحادث ده خلاها...
531K 39.5K 63
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...