لوفينيا

By Rozalle

6.1K 1K 513

"أتلعبُ معيٓ لعبة ؟ قانونها بسيط جدًا! اقتل أو أُقتٓل .. وما عليك سوى الإلحاق بروحي للسماء قبل أن تُسلب روحك... More

وماذا بعد؟
وقعتُ في المصيدة
من التّالي؟
نُقطة ضعف
عُقبة أخرى
أغيثوني بِقهوة
سُويعاتٌ حاصِلة
شرٓاكةٌ ناجِحة
مُذنِبةٌ بريئة
كلّ امرأةٍ أُنثى
بِحاجٓةٍ للمُساعدة
مهمّةٌ ناجِحة
متنمّرة
إنقِلاب
فرصةٌ ضائعة
ثلاثةُ مفقودين
لُعبةٌ جديدة
كابوس
قبلٓ ستّةِ سنوات
وصيّة
العاشر
البحث عن صديق
ثقة
تلميح
التسجيل
تعارف
خبيث
حقيقة
رحلة البحث
أسفل الباخرة
بلا أمل
الخطّة الفاشلة
القاتل
نهاية اللعبة
بعد ثلاثِ سنوات
لقاء
النهاية

لِقاءٌ مدبّر

111 31 5
By Rozalle

كانٓ سائرًا في مٓمٓرّاتِ تلك الباخرةٍ وحيدًا

لم يكُن خائفًا أبدًا رُغمٓ الهدوء القاتِل الذّي يعمّ المكان
حتّى عندما غادرت الأضواء المنيرة لتتركه
في ظُلمةٍ دامسة

هل ستبقى الكهرباء على هذا المنوال؟
فٓلم يكن مستعدًّا لها أبدًا فيكفيه نظٓرُه المشوّش

توقّف لبرهةٍ عن السّيرِ خشية الارتطامِ بشيءٍ
ما دام بلا أعين يُبصِرُ بها

أصبح المكانُ أكثرٓ هدوءًا من ذي قبل ،
فلم يعُد يسمٓعُ حتّى صوتٓ قدماهُ الّتانِ تخطُوانِ
على تلك الأرضيّة الخشبيّة

تسمّٓرٓ دقيقةً بِثوانيها في نفسِ مكانِه حتّى بدأ
صوتُ أنينٍ يرنّ مسامِعه

شعٓرٓ وكأنّ هناك من يبكي بصمتٍ جواره!

تقدّمٓ خواتٍ بسيطةٍ وهو عاجِزٌ عن تحديد مسارِ الصّوتِ
لشدّةِ خفوتِه

سألٓ راجيًا الإجابة
"أين أنت ؟"
إلّا أنّ الصّوتٓ قد انقطٓعٓ فورٓ لفظه

عادت الأنوارُ من جديد كاشِفةً له من كان يسألُ عنه
بالرّغمِ من عدٓمِ رغبتِها بإظهارِ نفسِها أمامٓه !

"مالّذِي تفعلينٓهُ هُنا إيفا؟"
سألٓها مُتظاهِرًا باهتِمامه لِتُحملِقٓ بهِ بِصمتٍ
مع نيّتِها في الهُجومِ عليه

"أهُناكٓ شيء؟"
سألٓها بِجهلٍ ليتذكّرٓ بعدها موتٓ رفيقتِها رُغمٓ قصر المدّة

يا إلهي!
تكرّرٓ الموتُ علينا لِيخفّ تأثيرُه بعدٓ كلّ مرّة
فكّرٓ بِنفسِه لِبُرهةٍ ثمّ عاودٓ السّؤالٓ بما يٓخصّه:
هل سؤنسى أنا الآخٓرُ عند موتي بكلّ سهولة؟

أثناءٓ تفكيرِه العميق انقضّت عليه إيفا بِصُراخِها
"أنتٓ هو السّبب"

تعجّبٓ من اتّهامِها الباطِل لِيبتسٓمٓ بِسُخريةٍ بعدها نافِيًا قولها
"نعم أنا هوٓ السّبٓب ، فأنا من دفعها لِتهوي أسفلٓ الباخِرة"

"أخبرتُكٓ بأن تُساعِدها!"
صرخت نحوه مُجدّدًا

لم يُعجِبهُ اسلوبُها في إلقاءِ اللّومِ عليه لِتُشعِرٓهُ
بِضعفِه لِلٓحظة
"وٓ هل وٓظيفٓتي هي العنايةُ بِكما؟"

ذرٓفٓت دُموعٓها كفتاةٍ صغيرةٍ باكية
"تعبت .. ما يحدُثُ هنا يستنزِفُ كلّ طاقتي"

كانٓ يرغٓبُ في الإقرارِ بقولِها شاهِدًا بأنّهُ
يستنزِفُ طاقتنا جميعًا فلستِ الوحيدةٓ الّتي تُعاني هنا!!
ولكنّه اختارٓ الاستِماعٓ بِصمتٍ رُغمٓ رغبتِه في العودةِ
تارِكًا إيّاها وحيدة

"أتعلم ؟ مُنذُ قدومي إلى هُنا وٓ أنا أشعُرُ
بأنّ سوءًا سيحصُل"
مسحٓت عيناها مُتجاهِلةً سٓيٓحانِ الماسكارا
لِتٓخلُقٓ هالاتٍ سوداءٍ أسفٓلٓ عيناها

فقط كدبّ الباندا،
علّقٓ كين على شكلِها في نفسِه مع عدٓمِ
اكتراثِه بِجديّةِ الأمر

أو أنّهُ اعتقٓدٓ بأنّها ستتوقّفُ عن بُكائِها لِتُواجِه الواقِعٓ
وسُرعانٓ ما غيّرٓ رأيٓهُ فجأة
"مالّذِي تفعلينه؟"
سألٓها عندما كان يُراقِبُها أثناءٓ إخراجِها لِعُلبةٍ صغيرةٍ بهدوء

"ماذا تفعلين؟"
سألها مُجدّدًا وهو يقترِبُ منها بِحذر

"أخبرتُكٓ بأنّني لم أٓعُد في وعيي،
تكفيني معاناتُ يومٓين"

"من أينٓ عثرتي على هذا السّم؟"
سألٓها مُحاوِلًا جذبٓ انتباهِهٓا بينٓما يقترِبُ منها بِبُطئٍ شديد

لم تُجِبهُ أثٓرٓ استغرابِها من سؤاله لِيُعيدٓ الكرّة
"أتعلمين؟ يبدو بأنّ هذا السّمّ هوٓ نفسُهُ الّذي قتل نانا"
ذكّرٓها بنانا عن غيرِ قصدٍ لِتُعاوِدٓ ذرفٓ دُموعِها
من جديدٍ وتُبادِرٓ في فتحِ العلبة

أمسٓكٓ بيدِها بِهُجوميّةٍ لِتُحاوِلٓ نزعها من غيرِ جدوى
ولِلٓحظةٍ اعتقٓدٓ بأنّ النّصرٓ له
ولكنّهُ غيّرٓ رأيٓهُ عندٓما قذٓفٓت بِنظّارٓتِهِ بعيدًا
لِيٓقٓعٓ أرضًا معها في آنٍ واحد

"سُحقًا !! انتظِري لنتحدّث"
أمٓرٓها محاوِلًا إيقافٓها لِتتجاهٓلٓهُ وهي مُنشٓغِلةٌ في عُلبتِها

"على الأقلّ أعطني نظّارتي قبلٓ موتك!
فأنا لا أرغٓبُ بأن ينتٓهي حالِي مُستلقِيًا هُنا"
كانٓ يُحدّثُها ويداهُ تعبثانِ في أرجاءِ المكانِ راجِيًا
العُثورٓ على نظّارٓتِهِ قبلٓ فواتِ الأوان وهوٓ بالكادِ
يستطِيعُ التّحكُّمٓ بدقّاتِ قلبِهِ المُتسارِعةِ خوفًا

"ستُزهِقِينٓ روحًا أُخرى بِسٓبٓبِ طمٓعِك!"
صرخٓ نحوٓها لِيُلامِسٓ وأخيرًا بِطٓرٓفِ ما كانٓ يبحٓثُ عنه

إلتقٓطٓها بِسُرعةِ البرقِ مُرتديًا إيّاها
"ياللحظ! كُسرت كسرًا قويًّا هذه المرّة"
كرِهٓ كونٓ نظّارتٓهُ هي الضّحيّة في كلّ مرّةٍ يُقحِمُ
نفسهُ بِمُشكلةٍ لا دخٓلٓ لٓهُ فيها

رفٓعٓ بِبٓصٓرِهِ نحوٓها لِيُشاهِدٓها واقِفةً بِسُكونٍ
وعلبتُها الفارِغة قد سقطت للّتوّ من يدِها

أدركٓ حينها بِفواتِ الأوانِ لِيُطأطِئ برأسه مُغلِقًا عيناهُ مع عدٓمِ
رغبٓتِه في رؤيةِ سُقوطِ جثّتِها أرضًا وخروجِ رغوةٍ من زبٓدٍ
أثٓرٓ التّسمّم

عاوٓدٓ فتْحٓ عيناه بِمُجرّدِ سماعِهِ لِصوتِ الأنينِ مُجدّدًا!
وٓ هُنا أدركٓ بأنّ كِلتٓا الرّفيقتينِ في غباءٍ يُرجى شِفاؤه..

"إذًا فالعُلبةُ فارِغةً من الأصل، لٓرُبّما
أُستُخدِمت كُلّها في قتلِ نانا"
قالٓ بِسُخريٓةٍ لِيُدرِكٓ بأنّهُ هو الغبيّ في ذِكرِهِ لنانا مُجدّدًا
فمُعاوٓدتها للّنّياحِ هوٓ ما يكره

"كفاكِ بُكاءً فلا فائِدة.. ماتت بالفعلِ!"
حاوٓلٓ مواساتٓها لِيُدركٓ بعدها بأنّ إغلاقه لِفٓمه هوٓ
أفضٓلُ وسيلٓةٍ للمواساة..

قامٓ بعدٓ جلوسِه على الأرضِ أثرٓ سُقوطِه
لِيقتٓرِبٓ منها بِصمت

"آسِفة"
اعتذٓرٓت منهُ باكيٓةً لِتنقضّ عليه بِمُعانقتِها إيّاه،
وهذا ما دفٓعٓ مزٓاجٓهُ للّتعكّر
فأكثرُ ما لا يستطيعُ تحمّلهُ هوٓ المُلامٓسة،
وٓ لم تُعانِقهُ والِدتُه قط لِتفعلٓ المثلٓ فتاةٌ غريبة!

حاوٓلٓ الطّبطٓبةٓ على ظٓهرِها وإزاحٓتها عنهُ بخفّةٍ
دونٓ شعورِها بتقزُّزِه حاليًّا

تحرّكت بعدٓها مُستعيدةً وعيها
"يبدو بأنّني فقدتُ عقلي لوهلة"

"لوهلةٍ فحسب؟"
سألها بِسُخريةٍ قاصِدًا مُلاطٓفتها لِيعلمٓ بعدها بأنّه ليس وقتُه

ابتٓسمٓت بِسٓبٓبِ صراحٓتِه لِيُقِرّ الإنفِصامٓ الّذي تُعانِي منه
"مُنذُ أوّلِ يومٍ حدّثنِي والِدي بشأنِ الزّواجِ منكٓ وأنا
كارِهةٌ لك"

وسّعت إبتسامٓتها أكثر لِتُلقي بعدها بِبٓصٓرِها نحوه
"ولكنّنِي عندما إلتقيتُ بِكٓ أحببتُك"

توسّعت عيناهُ صدمةً لِيُراجِعٓ إصرارٓ صديقِهِ جاسون
بِذهابِه عِوٓضًا عنه!

عاودٓ شريطُ الأحداثِ قبلٓ قدومِه إلى هنا ليتكرّرٓ بِسُرعةٍ
وهوٓ يرسُمُ ملامِح الإستيعاب بتفاجُئٍ على كين

أهذا ما كُنتٓ تُخطّطُ لهُ أيّها اللّئيم؟
لِقٓاءٌ مدبّرٌ من نوعٍ آخر ..
هُنا توعّدٓ بِصديقِه راجِيًا عودتٓهُ بِفارِغ الصّبرِ لِمُحاسبتِه

سيطرٓ على غضٓبِهِ محاوِلًا الإستمرارٓ
في البقاءِ هادِئًا لِيُغيّرٓ الموضوعٓ بِفٓضاضٓة
"لقد أنقذتُ حياتِك ، أليسٓ هُناكٓ مُقابل؟"

بالرّغمِ من لقائه بها صُدفة ..
ورغبتُه بالمُغادرة سريعًا عنها ..
وكون العلبة فارِغة ..
إلّا أنّه ببساطةٍ نسٓبٓ الفضلٓ له لِتحقيقِ مُبتغاه!

"مالّذي تُريدُه؟"
سألته برِضًا تام على سيطرتِه

لامٓسٓ كسرٓ نظّارٓتٓهُ لِيلفِظٓ محاوِلًا كبت غضبِه
"حتّى بأنّكِ قد كسرتِ نظّارتِي!"

وبالرّغمِ من أنّهُ هوٓ من تدخّلٓ في شؤونِها
وأمسك بِمِعصٓمِها لِتُقاومه ملقيةً بنظّارتِه
إرضًا عن غيرِ قصدٍ سيكونُ هو البريء مجدّدًا ..

"لكٓ ما تُريد"
طلبٓت منه أمرها بأريحيّةٍ وكأنّما ليس هُناك ما ستخسره

"أرني بطاقتك"
كانٓ هذا هوٓ طلٓبُه ، فالبحثُ عن شريكه هوٓ ما يدفٓعُه
لذلك ..

وعوٓضًا عن الرّفضِ استسلمت لأمره بانصياعٍ
وتلبيةٍ لأمرِ زوجِها المُستقبلي بِثقةٍ تامّة

"جبٓان"
أخبرتهُ لِيقطٓعٓ ثِقتها بِشُكوكِه وهوٓ يضحكُ ساخِرًا
"قُلتُ بأنّني أرغٓبُ برؤيتِها وليس سماعِها"

أخرجت بِطاقتها من خرقةٍ في فُستانِها،
كانت قد اتّخذت تِلك التّمزيقة جيبًا لها دون الإكتراثِ
لِوقوعِ ما بِداخِلِها حتّى البطاقة نفسها

أمسكٓ بالبِطاقةِ ليتأكّدٓ بعدٓها من صحّةِ قولها
"لِنٓعُد إليهم"
أمرٓها بعد إرجاعِها لها

همّ بالِمُغادٓرةِ ولكن عند الإلقاءِ بِظهرِه لها أمسكت
بيٓدِه موقِفةً إيّاه لِيلتفت
"ألن تُرِيٓني بطاقتك؟"
سألته ببراءةٍ لِيضحك بعدها باستهتارٍ رُغم جدّها في الأمر
"لستُ الشّريكٓ الّذي تبحثين عنه"

هُنا غضِبت بطفوليّةٍ بعدٓ قولِها
"ومالسّيّء في الثّقٓةِ بي؟"

"أكبرُ خطئٍ هو الوثوقُ بك .. فقد تفقدين صوابكِ
كما فعلتي للتو لتفشي بكلّ أسراري بسهولة!"
فسّرٓ لها سبب عدم اقتناعِه في إفشاءِ البطاقة

صمتت رُغمٓ ضيقِها عابسة لِيقول مكرّرًا
"هل نعودُ إليهم؟"

لم تٓكُن مُتلهّفةً لِلِقاءِ البقيّة ومواجهةِ أعدائِها
ولكنّها اختارت تسليمٓ نفسِها لكين بحجّةِ ثقتها
وشعورِها بالرّاحة

خطٓى مُسبقًا بِخطواتٍ مُتسارِعة وهي خلفه
مع عدٓم رغبتِه في رؤيتها ، فقد يدفٓعه وجهها إلى
فُقدانِ ما تبقّى من صٓبرِه

فلم يُلقي اللّومٓ على جاسون فحسب !
بل كانت هي السّبٓبُ الثاني في تعاسٓتِه

وبالرّغمِ من خُضوعِها له إلّا أنّ ردّة فعلها
لم تكن ناتِجةً عن خوفٍ قط

توقّفٓ فجأة لِيرتطِمٓ رأسُها بِظهره خالِقًا تعبيرٓ
الإنزِعاج
"مالّذي شعرتي به حالٓ قدومك هنا؟"

تساءلت عن نوايا سؤالِهِ لِتحدّقٓ بهِ بحاجِبٓاها
المقرونان دون أن تنبس ببنت شفة

تنهّدٓ لِيُحافِظٓ على أعصابِه
"أخبرتِني للتوّ بأنّ تخمينكِ كانٓ صائِبًا عند شُعورِك
بسوءٍ قادِم صحيح ؟"
سألها مفصّلًا لِتُطٓأطئ برأسِها مفكّرة
"حسنًا لم يكُن شعورًا فحسب بل الأمرُ مثيرٌ للّريبة
منذ البداية حتّى بأنّ إيما علّقت على الأمر موافِقٓةً إيّاي"
كانت تتحدّثُ بطبيعيّةٍ حتّى وصولِها لِلّفظِ باسم إيما فعندها
بدٓأٓت تِلكٓ الغصّةُ بالتّأثيرِ في صوتِها مسبّبٓةً زعزعته

إلّا أنّ كين عاوٓدٓ سؤالٓها دونٓ شفقةٍ وكأنّه اعتادٓ على صوتِها
الباكي
"مالغريبُ في الأمر؟"

رفعٓت عيناها الزرقاويّتين نحوٓه
"الأُناسُ همُ الغريبونٓ هنا جاسون!
أعني بأنّني إلتقيتُ بالكثيرِ من معارفي السّابِقين
وأُناسٌ لم أتعرّف عليهم حتّى رُغمٓ إصرارهم بأنّهم على
معرِفةٍ بي مُسبقًا، ليست صُدفة صحيح؟"

صمٓتت لِلٓحظةٍ لِتُمهلهُ الوقت الكافِ للّتفكير ثمّ عاودت
الحديثٓ بهمس
"إكتشفتُ بأنّني قد سبٓق وأن كُنتُ في نفسِ المدرسةِ الّتي
ارتادتها نانا وناتاليا رُغمٓ عدٓمِ وجودِ علاقةٍ بيننا مُسبقًا ، ولستُ
أنا فحسب! بل إيما أيضًا إلتقت بحبيبِها السّابق"

صمٓتت لِلٓحظة ثمّ نطٓقت باسمِه
"لويس الخائن .. لطالمٓا أخبرتني إيما بِشأنِ رجُلٍ منحته ثِقتها
لِيترُكها بِبٓساطةٍ كأيّ دُميةٍ عبٓثٓ بِها في مجالِه اللّعوب"

لم يشأ كين الإستماع لِقصّةٍ أخرى عن إيما دون الخروجِ بِفائدة
لِذا فاكتفى بِمُقاطٓعتِها بِسؤالِه
"هؤلاء الثّلاثة فحسب ؟"

أجابته بِشكوكٍ في الأمر
"أشعُرُ وكأنّ هُناك أملٌ في معرفتي للبقيّة ولكنّ لي ذاكِرةٌ
لا تُساعِدُ!"

سألته  بِأمٓلِ العثور على إجابٓةٍ تُرتّب أفكارها
"ماذا عنكٓ ؟ ألم تتعرّف على أحدِهم؟"

ضحِكٓ بِضحكةٍ خاليٓةٍ من الفُكاهة وهوٓ يسخرُ من نفسه
فكيف لكين معرفة معارِف جاسون فردًا فردًا؟

على الرّغمِ من كثرةِ النّاسِ حولٓ جاسون إلّا أنّه لم يتحدّث سوى عن الأقربِ منه  .. والآخرون هم مجرّدُ أشخاصٍ
يعرِفُ أسماءهم .. يثرثرُ معهم قليلًا .. ثمّ ينساهم تمامًا
رُغمٓ بُروزِه في ذاكرتهم

أمّا بالنّسبٓةِ لذاكِرةِ كين فلم يُسجّل أيًّا من أحادِيثِه فيها
فكلّ ما يُحكى له من قِصٓصٍ لأشخاصٍ مجهولين بالنّسبةِ له
هي معلوماتٌ لا فائدةٓ منها
وٓ لم يكُن مُحتاجًا لِتلك الثّرثرٓة إلّا في هذا اليوم ..

لم يُجِبها ولكنّه حدّقٓ بِعيناها رُغمٓ ذِهنه الشّارِد فهو في عِراكٍ
مع عقلهِ راجيًا إيّاه التّذكر.. التّذكر بأيّ شيءٍ يدفعه
لِمعرِفةِ الحقيقة .. ولو الإمساكٓ بِطرٓفِها فحسب

المديرة كيندل!
توسّعت عيناهُ فورٓ تذكّره ما لٓفظت بِه مايا سهوًا

لم يكترِث لِلّقٓبِ الّذي أطلقتهُ مايا على تلك العجوز
ولكنّ الظّروف دفعتهُ لِتحليلِ كلّ كلِمةٍ تخرجُ
من أفواهِ زُملائه الضّحايا

ابتسمٓ بِابتِسامةٍ جانبيّة مُشيحًا وجهه عنها
وهُوٓ يكرّرُ السّؤال للمرّة الثّالِثة
"هل نعودُ الآن؟"

--------------------

إيفا:
لا تبقٓ وحيدًا في لٓحظةِ جُنونِك ..

Continue Reading

You'll Also Like

28.7M 1.7M 55
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
3.9M 96.6K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
1.8K 233 8
فائزة بالمركز الثاني ؛ بمسابقة الفرق على حساب : @Be-The-One لقرون طويلة ظلّ النبلاء والملوك يضربون بقبظةٍ من حديد ، تعصف بالضعيف وتمجدّ بالقوي والشدي...
جينوفيفا By aya ayrin

Historical Fiction

6K 791 80
كنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير...