The Butterfly Effect

By vallery0O

159K 7K 3.3K

"إن إعصاراً ما حدث في قلب آفرودَيت ، كان سببه رفة من جناح ابولو بمكان بعيد منذ بضعة شهور" - إدوارد لورنز ،... More

.1
.2
.3
.4
.5
.6
.7
.8
The End

.9

4.1K 458 73
By vallery0O

(9. Naz| ناز .)

ناز : الكبرياء الذي يأتي من معرفتك انك محبوب ، بغض النظر عن ما تفعله .

***

"اوه (سيدة.رأس البطاطا) اخبريني ، هل صحيح ان الألم جمال .. هل يأتي الوجه الجديد مع تأمين ؟ هل امتلاككِ لوجه جميل سيجعل الامر افضل ؟**"

رددت كلمات الاغنية بصوت خافت بينما تقف امام المرآة في حمام غرفتها الصغير ، وترسم واحدة من تلك اللوحات التي احبت رؤيتها على جسدها .

درو كان ينتظرها في الخارج ، لأنها وعلى حد قولها .. لا تحب ان يراقبها شخص ما بينما (تعمل ) .

"اوه (سيد.رأس البطاطا) اخبرني ، كيف تحملت تكلفة جراحتها  ؟ أتقسم أنك ستبقى للأبد ؟ حتى لو لم يعد وجهها متماسكاً ؟" 

ضحكت بصوت مرتفع امام المرآة عندما سحبت قلماً برتقالياً من بين مجموعة الالوان الضخمة امامها وبدأت تعبئ الخطوط الصغيرة التي حددتها بالاسود سابقاً في وجهها وعنقها .

على عكس المرات السابقة .. لم تحاول منع يديها من رسم ما تريد ، لم تحاول جعل ما ترسمه أكثر طبيعية .. لقد اطلقت العنان لنفسها ، وها هي الآن ، ترى نمراً أمامها بدلاً من انعكاسها  !

لم تشعر بالخجل مما تفعله (كما كانت تشعر عادة) ، لأنها تعرف ان درو لن يحكم عليها ، وانه في اسوأ الحالات .. سيضحكان معاً على كيف تبدو  ، ثم ستحاول مجدداً . 

ابتسمت بينما مدت ذراعيها امام المرآة ، كانت بلا شيء يغطي جسدها سوى الروب الحريري الابيض الذي اخذته من غرفة والدتها ، بدون ان تهتم لنظراتها المستغربة التي تبعتها بها .. لأنها لم تراها يوماً ترتدي شيئاً انثوياً . 

انزلت ذراعيها ببطء لتسمح للروب بالانزلاق عن كتفيها كاشفاً جسدها العاري ، ثم تبتسم امام المرآة بحب وقبول للمرة الاولى ، البقع البنية كانت تبدو مميزة ، كانت تجعلها في الواقع تبدو كنمرةٍ أكثر .

لطالما ابتسمت باعجاب لعملها سابقاً ، لكنها لم تتقبل ابداً مظهر جسدها .. والآن ، بدأت تفكر ان المشكلة ليست بجسدها ، أو بأعمالها  .

لأن درو يرى نفس الجسد الذي يرمقه الآخرون بنظرات اشمئزاز جميلاً !

(ربما المشكلة في عقولهم بعد كل شيء .)

قالت آفروديت لنفسها ، برغم يقينها التام ان عقل درو هو الشاذ ، إلا انها رأته أكثر طبيعية واعتدالاً من عقل اخيها . 

امسكت بالقلم الاسود لتواصل الرسم على جسدها بعد ان انهت وجهها وعنقها وجزءاً لا بأس به من كتفيها  .

سمعت ضربة على ازرار البيانو الصغير خاصتها بالخارج لتبتسم اكثر ، ولم تستغرب بما انه تعرف درو وهوسه بالعزف ! لا تستطيع حتى ان تفهم كيف يقاوم نفسه ولا يلمسه عندما يكونان معاً .. ولقد قررت السماح له باستعمال البيانو العزيز خاصتها . 

هي لا تحب الموسيقى بالدرجة التي يحبها بها آبولو ! وبالرغم من هذا .. انها لا تمنع نفسها من العزف على ذلك البيانو يومياً (وان كان عزفها رديئاً بدرجة ما) .

شيئاً فشيئاً ، بدأت ضربات اصابعه على البيانو تزداد سرعة بشكل تدريجي ، ما جعلها تعلق يديها في منتصف الطريق بينما تمسك بالقلم الاسود لتستمع له .

لم تملك سوى اغماض عينيها ، مندهشة من التناغم المثالي لعزفه برغم كون ارتجاف يديه غير قابل للسيطرة ! لقد كانت قادرة على سماع يديه ترتجفان ، كانت قادرة على سماع مرضه . 

كانت قادرة على سماع حبه أيضاً ، فنه ، ومعاناته .. كل شيء كان شديد الوضوح في موسيقاه ، حتى أنها لتقسم أن حديثه حتى ليس بهذا الوضوح . 

حتى الخروجات الفجة عن النوتة في عزفه كانت تزيدها جمالاً بالنسبة لآفروديت .. التي اكتشفت نوعاً جديداً تماماً من الموسيقى للتو .

لا ارادياً ، وجدت رأسها يتمايل ببطء على نغمات البيانو ، بينما تتحرك خصلات شعرها البنية الشعثاء هنا وهناك مع حركتها الهادئة .. عزفه كان ساحراً .

كل خروج عن النوتات ، كل الاخطاء الجلية فيه .. وانعدام الكمال لدرجة تخطف الانفاس ، تكاد تقسم انه اخترع فناً جديداً للتو . 

انتظرته حتى انهى المقطوعة القصيرة ، والتي لن تفوز بأي جوائز (على الارجح) إذا سمعها ناقد ما .. لكن هذا كله لم يهم !

هي ايضاً لن تفوز بجائزة ملكة جمال العالم ! وبالرغم من هذا .. في لحظات محددة ، لحظات قصيرة جداً يستطيع درو بقدرة غريبة اطالتها ، كانت تشعر كذلك .

خرجت من الحمام بينما تسير ببطء على اطراف اصابعها ، لكي لا تقاطع اندماجه .. كان يرفع رأسه ليواجه السقف بعينان مغلقتين .

قبل ان يلتفت لها ويفتحهما ، ثم يبعد يديه سريعاً عن البيانو ! 

في تلك اللحظة القصيرة ، التي فصلت بين التفاتته لها ولمعان الاعجاب الذي غطى عينيه لدرجة اتساع بؤبؤهما .. لقد رأت قليلاً من القلق وربما الخوف !

في شخصية بلا عقل لدرجة مثيرة مثل درو .. القلق والخوف كانا مشاعر غير واردة مطلقاً ، لهذا تجمدت للحظات قبل ان تفهم سببهما .

انه يملك تلك النظرة ، النظرة ذاتها التي تكون على وجهها عندما يراها اي شخص بمساحيق التجميل !

لقد كان شجاعاً جداً عندما قال انه لا يستطيع العزف ، لكنه كان جباناً عندما اعتقد انها سمعت عزفه !

(اعتقد ؟) كيف له ان ينسى اصلاً انها في الحمام على بعد بضعة اقدام ! بالطبع ستسمعه !

خفت لمعان الاعجاب في عينيه حتى اختفى تماماً عندما لاحظ نظراتها للبيانو ، وانزلهما لتلتصقا بقدميه العاريتين بدون ان يتحدث .

"لماذا لم تسمعني عزفك سابقاً ؟"

سألته باستغراب ، ليرفع يده المرتجفة ثم يقول بابتسامة سخرية "عزف ؟ ارجوكِ !"

بادلت سخريته بابتسامة صادقة ، انه يذكرها بنفسها تماماً .. لم ترَّ نفسها كآفروديت للحظة قبل ان يأتي هو ! ربما انه دورها لتجعله يشعر مثل آبولو .

ربما هذا ما كان يعنيه بأن المرايا تعكس صوراً مشوهة ، وعيون الآخرين أكثر دقة . 

في حالته ، لقد كانت محاولة الوصول إلى المثالية بمثابة محاولة للانتحار .. لقد كان بالفعل يكمن في التفاصيل ، في اخطاءه الصغيرة ، في اللحظات التي تظهر فيها نوتاته عندما يكون اقوى من الرجفة في يديه . 

بطريقة الخاصة ، لقد كان كاملاً . 

لأنه تلك المقطوعة المليئة بالعيوب كانت مرضية بالنسبة لها اكثر من معزوفات بيتهوفن ! ربما هو آبولو .. فقط بطريقته الخاصة .

"جرب مجدداً ."

"رايلي ، لا ."

قال بهدوء وهو يرفع عينيه ببطء لها ، قبل ان يلمس خدها لتتطلخ يداه بالالوان البرتقالية والسوداء ثم يهمس مجدداً "لا يمكنني ، انا لست انتِ ."

"أنت لست انا ؟"

سألته باستغراب ليبتسم لها محاولاً اخفاء خيبته بسبب يداه المرتجفتين ثم يقول "أنتِ جميلة بطريقة لن يتمكن اي شخص من فهمها بسهولة .. لكن انا ، انا لست عازفاً ، ولن اكون كذلك ابداً  ."

عندما قال عبارته الاولى ، مسح جسدها العاري بنظراته .. وكأنه ينظر إلى قطعة من الفن ، ما جعلها تبتسم ! هذا الفتى لن يخطو خارج عالمه ابداً .

"فقط جرب ، لمرة واحدة ."

استسلم درو لضغطها الرقيق عليه ، عندما وضعت يديه فوق البيانو ونظرت نحوه برجاء .. ليغمض عينيه ثم يحرك يداه بعشوائية فوقه .

النوتات الموسيقية كانت ترسم نفسها في رأسه تلقائياً كعادتها ، كل ما عليه ان يفعله هو ان يضع يديه على آلة .. ثم سترتسم النوتات في رأسه وسيبدأ بسماع الموسيقى في اذنيه ! 

كل شيء كان شديد الوضوح في رأسه ، النوتات كانت مثالية هناك حتى انها خطفت انفاسه هو .. وكان يكررها في رأسه مراراً وتكراراً لشدة ما أحب سماع نوتاته .. لكنه لن يستطيع ابداً ايصالها للخارج بهاتين اليدين ، لن يستطيع جعل أي شخص آخر يسمعها .

تلك الفكرة وحدها جعلت يده تتصلب بعد ان عزف نصف مقطوعته ، ثم التفت لرايلي بخيبة وكأنه اثبت وجهة نظره في كونه عازف فاشل .. لكن ما رآه اخبره بالعكس .!

كانت تملك نفس نظرته المسحورة الهوسية ، وتحدق باصابعها المرتجفة وكأنها كنز ما ! لكن مقطوعاته كانت سيئة لدرجة مثيرة للرثاء ! كيف لها ان تحبها ؟

"إذا كنت ستجاملينني ...."

قاطعته قبل ان يكمل عبارته وقال "لن افعل ، عزفك مريع ."

لا يعرف لماذا ضحك عندما قالت هذا ، برغم ان هذه الفكرة عادة تجعل جسده يرتجف بمزيج من السخط والحزن ! لكنه ضحك .

"لكن درو ، النوتة في رأسك .. يمكنني سماع اجزاء منها عندما تتوقف يديك عن الارتجاف للحظات ! وانها .. مبهرة ."

قالت العبارة الاخيرة باندهاش لا تستطيع ان تتصنعه ابداً ، ليبتسم درو .. ليس وكأنه لا يعرف ان النوتات في رأسه مذهله ، لكن .. ما الفائدة إذا لم تستطع اخراجها ؟

____________________________________________________________________________

**الكلمات في البدايه من أغنية Mrs.potato head ، لـMelanie Martinez ..

Xoxo

Continue Reading

You'll Also Like

1.7K 331 27
انا هنا لدعم روايتكم 🤍🤍 لا ادعم ⛔️الروايات المنحرفة ⛔️والروايات المخالفة لدين الاسلام مصمم الغلاف : @mehdiTMD2
142K 4K 26
قصة حب غريبة نوعآ ما فا هي نشأت بين شاب كلاس و بنت " غجرية " فكيف كان لقاءهم و ما مصير حبهم ؟ للكاتبة : السلطانة كوكي
5.6K 336 15
" لقد أبعدونى عن المدينه خوفاً على من الحرب لكنهم لم يعلموا أنى سأواجه ما هو أصعب بكثير" "لا تحاول لكى لاتتأذي يافتاة فما تبحثي عنه سيوقعك بالمشاكل...
22.9K 856 36
أكره كم أحببتُ لمساتكِ، قربكِ مني، ابتسامتكِ، أكره كم انا غارق بحبك! ⚜⚜⚜ .... تم دعم الأفكار من "Game of Thrones" و "The king :Eternal monarch" كيم ت...