إبن القمر.

By _Reemxoxo

24.8K 1.7K 767

"أنظر إلى عيني، أخبرني بكل تلك الأكاذيب الوردية، إحك لي عن كيف ستبني لي بيتا صغيرا من أشعة الشمس لا يدخله أحد... More

Chapter 1
Chapter 2
Chapter 3
Chapter 4
Chapter 5
Chapter 6
Chapter 7
Chapter 8
Chapter 9
Chapter 10
Chapter 11
Chapter 12
Chapter 13
Chapter 14
chapter 15
إشعار بالحياة
قرارات صعبة
chapter 17
كتاب جديد

chapter 16

165 11 13
By _Reemxoxo

تلخيص الفصل السابق: أرلينا في المشفى بسبب العيار الناري الذي تلقته، انتهى معرضها قبل يومين وقد كانت في غيبوبة، ولم تتسنى لها الفرصة لأخذ رقم زين او معرفه كيفية التواصل معه، المحققين نايا وديفيد وآرون في منزل أرلينا يعاينون الأدلة، عندما وجدت نايا جهازا يحتمل أن يكون قنبلة موقوتة.
......

ألا تشعر أحيانا بضياع لا تفسير له؟

ضياع حتمي، مرضي، مزمن،تشعر به في أكثر الأيام عشوائية؟ أي أن للناس تتحدث اليك، وتضحك، وتقوم بكل الاشياء التي يجب أن تقوم بها، ولكن في نهاية اليوم، عندما تطفئ الأضواء ويأتي وقت النوم، تشعر بأنه يوم آخر قد ضاع بدون فائدة، وبأنك لم تقم بشيء يذكر؟

أنها واحدة من أعراض الإكتئاب المرضي، أي أنه لو كنت تشعر بهذا، فمبارك عليك، انت مصاب بالإكتآب، إنضم إلى النادي.

واحدة من نتائج هذا المرض هو الكسل، وعدم الرغبة في فعل شيء، والنوم الزائد، أعتقد أن الكثير من الناس يعاني من الإكتئاب.

لما خلقنا؟ لم وجدنا في هذا العالم؟ إلنقع في الحب؟ لنساعد الناس؟ إلندرس، نجد وظيفة، ثم نستمر لبقية حياتنا في دفع الضرائب ثم نموت؟

أحيانا تبدو الحياة فارغة بالنسبة لي، تبدو الوجوه فارغة، والكتب، والألوان، والأحاديث، كلها فارغة.

الأشخاص، الأماكن، والمعتقدات وكل ما نؤمن به، تبدو لي ككتب قرأتها عديدا من المرات ومللت منها. أخاف أحيانا أن يدفعني شعور كهذا للجنون. أجننت بالفعل وإنتهى؟

لقد مضت بالفعل أسابيع على قدومي الى نيويورك، عدنا انا ولوي الى عاداتنا القديمة بعد تلاشي الخطر قليلا، عدنا الى سهراتنا المتكررة في البارات الرخيصة، وتجوالنا في الشوارع فجرا، وموسيقانا وكل جنوننا القديم، كم هو جميل شعور ان يعود صديق قديم وتشعر بأن شيئا لم يتغير .

لم أعد أعيش في شقتي القديمة، ليس بعد على الأقل، فما تزال الشرطة تراقب المكان وتمسحه بعد أن وجد جهاز تنصت قبل أسابيع في بهو شقتي، أرعبتني فكرة بأن هنالك من دخل وخرج دون علمي .

كانت أموري بخير اللحظة على ما أظن، فقد تخلصت من جبيرتي وكانت ذراعي في تحسن، كما أن أقامتي برفقة لوي في أحد الفنادق كانت على حساب الحكومة، ولكن كان هنالك ما ينقصني.

كان ينقصني القمر .

لا، ليس ذلك القمر الذي يضيء سمائنا عندما تحتضر الشمس، بل ذاك البشري الذي أصبح جاذبيتي في أيام، ثم تلاشى كحلم هارب دون سبب، لأستيقظ بعده من نشوتي، متسائلة أكان حقيقة ما عشت؟

أحقا وجد شخص مثله؟ المست وجهه الخشن بيداي الباهتتين حقا؟ اتحدثت اليه ام كان كله في عقلي، ولا أزال في ذلك الزقاق في منتصف اللامكان، نصف منتشية من قلة النوم، واقفة امام تلك الحديقة فجرا، اتخيل كل شيء؟

..

وجهة نظر الراوية 

الألم ليس سوى نزوة مازوشية، ولكنه أتخذه عادة، أو فنا.

فهو، هو سيد الصمت، سيد الحزن، والأعمال المشبوهة، والدخان المتطير.

كيف ظن في لحظة جنون، أنه سيستطيع إمتلاكها؟

هي، إلهة الجنس، إلهة الشغف، والجنون الإغريقي المدمر.

لم آمن بقصتهما أكثر من اللازم؟ كيف إنقاد إليها دون وعي كما ينقاد القمر الضائع الى الأرض؟

لأن عيناها كانتا توحيان بالسكون، شفتاها كانتا توحيان بالحب، لقد كانت الحياة ولقد كان يريد الحياة بشدة، لأول مرة.

جلس في غرفته المنعزلة أعلى بناية قديمة، في فجر ماطر إعتادت على مثله نيويورك، دخانه بين شفتيه، يحرقه ويحترق.

يراقب الخط الرمادي الذي يخرج من فمه وأنفه وهو يعلو ويتبعثر ثم يبهت ويختفي، طالما إكتسحته شهوة العبث بالدخان. وعندما كان يراقب الدخان الخارج من سيجارته، لم يكن بوسعه سوى أن يصدق بأن أجسادنا هي ليست سوى رماد منشق عن الحياة، وبأننا عندما نموت، ونرمي بأجسادنا نحو منفضةالنسيان، ننطلق ذرات خفيفة، مبعثرة، غبار لا ذاكرة له، نحو شيء أكبر منا.

أكان يؤمن بالقدر؟ بالله والملائكة والشياطين؟ هو نفسه لا يدري.

أحيانا يبدو له بأن قوة ما تتحكم بالعالم، وأحيانا يشعر بأن الله موجود فقط في عقل الإنسان، لأنه يحب العبودية، ورمي أخطائه على أشياء أكبر منه، وحمله على ما هو أقوى منه.

كل ما كان يعرفه بأنه يآمن بهما، بالقصة المدمرة التي جمعت جليده ونارها ليذوبا معا في حب يحول أشلائهما الى دخنة متأججةأقسمت على إحراق كل ما يمر في طريقها، ولم يلاحظا بأنهمافي إتحادهما كانا يحترقان الى عندما تحولاالى رماد ذهبي خامد، أيمكن أن تضرم النار مجددا في رماد خامد؟ فهو لم يشفى منها بعد، ولا يظن بأنه سيشفى منها يوما.

فلم يعد بوسعه الآن، سوى إستحضارها على ورق، لم يعد بوسعه سوى الرسم على الرماد.

فتاة من ورق، لم تعد سوي فتاة من ورق، تعيش بمحاذات أحلامه البيضاء، وبتوقيت بكائه، يجلس طيفهافي سريره كل مساء، وتعزف له معزوفة الصمت المؤلمة، وهو يحبس طيفها في غرفته، ويمنعه من الخروج والإختلاط بأشعة الشمس، خوفا من أن يراه الناس ويمسك بملابسة عشقية، أحد أطرافها مجنون، والآخر طيف لا وجود له!

أطلق تنهيدة طويلة،لم يرها منذ أيام المعرض، لم تخبره بأنها ستذهب دون وداع، لقد شعر بنفسه وقد بدأ يكرهها في تلك اللحظة، عندما عنها سأل صديقها الذي جاء ليأخذ اللوحات نيابة عنها، ولم يخبره شيئا، لم يأخذ رقمها ولا يعرف عنوانها، ولا حتى إسمها الأخير، لم يبق لها من أثر، بدأ يتسأل عما إن كان لها وجود حقا خارج عقله، فهو لا يملك منها الآن سوى ذكرياته، وبصمات قبلاتها على شفتيه، أكانت حلما؟ أيمكن أن تفعل بك الأحلام كل هذا؟

إستيقظ من غيبوبة أفكاره على صوت هاتفه المظلل، لم يقاوم الرغبة في دحرجة مقلتيه، آخر ما يحتاجه الآن هو آل ومصائبه.

"آلبيرت" تمتم متنهدا.

"جاسوسي المفضل، كيف حالك؟"

"وقود المحرقة كما تريدني"

ضحك آلبرت ضحكته المبحوحة "هذه هي المعنويات!"

أخبره بأنه يريده في مهمة على قدر عال من الأهمية وبأنها قد تغير كل شيء، حتى تورط زين مع عصابتين في نفس الوقت ، لم يعجب زين كلامه كالعادة، فأنت لا تتحرر من عصابة إلا عندما تموت .

Continue Reading

You'll Also Like

51.3K 2K 43
الرواية فيها احداث كثيرة من ضمنها شاب يخسر اصحابه بيوم واحد! ، وفتاة بسبب تمردها وعنادها حياتها تنقلب رأس على عقب، واخرى تكون ضحية لثراء والدها وطمعه...
1.2M 68.4K 63
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.
408K 21K 36
ندخل انا وياكم و نفتح الابواب عن حياة أنفال و المطبات الي مرت فيها بحياتها و هل وقفت عند هاي المطبات ولم تكمل حياتها ام هناك شخص أمسك بيدها لكي يكون...
318K 14.9K 48
فتاه يتيمه الاب والام تمت تربيتها عند عمها اخ اباها ولكن بوسط الكره والحقد تذهب أسيرة إلى داع١١ هل يا ترى يأتي شخص ويخرجها من هل عذاب؟ ام القدر لها ق...