" الن نأخذ الدروس هذا اليوم ؟ " قاطعت شرودي احد الطالبات لارفع بصري من على كرسي لوي الفارغ لأنظر اليها للحظه قبل أن اقول " لا ، لا شيء لليوم يمكنكم مغادرة الصف "
بدأ الجميع بحزم حقائبهم ليخرجوا بينما انا انظر من خلال النافذه ، بالتفكير بالامر ، هذا اليوم الثالث الذي لم يحظر فيه لوي للمدرسه ، لا هو ولا زين وبدأ الامر يقلقني ، فتعابير وجهه في أخر مره كانت مثل .. شيء لا يمكنني نسيانه او تخطيه
وانا الذي كنت اتمنى أن يختفي من المدرسه ، ها انا اتمنى رؤيته مجددا ، سحقا
" هاري ، أنت متفرغ ؟ " استدرت الى ليام الذي دخل الصف لأومئ له بلطف وابتسامه صغيره ، تقدم ناحيتي وعلى وجهه ابتسامه اكبر وهو يقول " هل تريد الذهاب للحانه اليوم ؟ سوف نستمتع "
" ماهي المناسبه ؟ " قلت وانا اقف واحزن اوراقي ليجيب بابتسامه منتصره " بمناسبة انفصالي عن جيمي "
" هل حقا انفصلت عنها ؟ " قلت بذهول ونظرت اليه ليومئ بسعاده قائلا " اجل ، منذ اسبوع من الان هل تصدق ؟ لا مزيد من اهدار المال بدون فائده ، لا مزيد من متطلباتها التي لا تنتهي "
" انت سريع جدا ، كم دامت علاقتكما ؟ شهرين ؟ "
" اجل ، ولكني اشعر بالتحرر الان "
ليام ، كان دائما شخص يتخذ قراراته بسهوله ، ويقوم بتنفيذها
-
" أنت تبدو مضحك " قلت مقهقه على ليام الذي بدأ بالرقص فوق الطاوله ، هو قد شرب كثيرا ، وعلى ما يبدو انه سعيد لحد كبير ، وهذا جعلني سعيد ايضا ، رؤية صديقي يتخلص من مشاكله التي يوقع نفسه فيها دائما ، أنه امر يجعلني اشعر بالسعاده
توقف ليام عن الرقص ونظر بعيدا لتبدو ملامح وجهه جديه ، نظرت الى النقطه التي كان ينظر اليها ، ولكن هناك الكثير من الموجودين ، لا يمكنني التركيز فيما ينظر ، اعدت بصري اليه لأراه يقفز من الطاوله ويعود الى مقعده بهدوء ، قطبت جبيني وانا اتساءل " ماذا ؟ ماذا حدث ليام ؟ "
" انه لا شيء "
" ملامح تقول العكس "
تنهد ليام ثم وقف قائلا " سوف اعود ، دقيقه فقط "
" انت .. " انا تحدثت ، لكنه تخطاني دون ان يستمع ، انا حقا اردت اللحاق به ولكني تكاسلت ، لأضع رأسي على الطاوله وازفر الهواء بضيق ، ها انا اعود مجددا للتفكير في ذلك الفتى ، سحقا له ، كان عليه فقط ان يأتي ويطلب المساعده ، لم يكن عليه تتبعي مثل اللصوص ، هذا سوف يجعلني اشك به
" لما انا افكر به بحق الاله ؟ انا ابدو كما لو اني تخطأت في حقه " تذمرت بصوت عالي بستياء ، ثم نظرت عبر المتواجدين هنا ، يبدو أن الكحول بدأت تأثر بي ، هل اغادر ؟ ام انتظر ليام فحسب
ماذا لو انه لن يعود ؟
أشعر بالصداع ، اريد العوده للمنزل ، وقفت بعدم اتزان وبحثت ببصري على ليام ، لكن لا اثر له ، اعتقد اني سأخذ سيارة اجره ، لا يمكنني ان اقود بهذا الشكل ، الالم يفتك برأسي ، ما اللعنه ؟ هل هذا بسبب تفكيري المفرط
به !
عبرت من خلال المتواجدين ، رغم انه منتصف الاسبوع الا ان هذه الحانه مكتظه بالبشر ! على ما يبدو ليام يستطيع اختيار الاماكن الجيده ، مثل هذه مثلا
كنت اقف على الرصيف ابحث عن سيارة اجره ، حتى وقفت واحده امامي بعد لحظات لاصعد ، حدقت عبر النافذه بخمول بينما افكر ما اذا كان ليام سوف يغضب لأني غادرت اولا ، ثم اني لا اعتقد بأني سأذهب للمدرسه غدا بهذا الرأس المؤلم ، اتمنى ان اكون بخير غدا ، ربما سوف ارى لوي
وبالحديث عنه ، اتسعت عيناي عن رؤيته يجلس على سور الحديقه الكبير ، رغم ان الساعه شارفت على الواحد صباحا ، امرت السائق ان يقف جانبا بسرعه وفعل قبل أن انزل واتجه بخطى غير ثابته الى مكانه ، هو كان يعبث بهاتفه عندما انا وصلت اليه ليرفع بصره وتقع عيناي على خاصته ، انه يبدو اكثر ارهاق من قبل
لوي ، ومنذ رأيته اول مره ، كان دائما مرهق ، هناك الهلات السوداء اسفل عينيه ، شعره دائما مبعثر ، وبشرته شاحبه ، هو دائما يبدو كما لو انه يبقى مستيقظا لوقت طويل
" انت هنا " قلت اولا ، بينما تعابير وجهه كانت بارده ، هو حتى لم يبدي أي ردة فعل لوجودي امامه ، ابتسمت بهدوء وانا اكمل " لما لم تأتي للمدرسه ؟ خلال الايام الفائته ، هل انت بخير ؟ "
" ولما انت مهتم ؟ " سأل ببرود لأشتت بصري في الارجاء وانا اجيب " لست مهتم ، انا فقط اتسائل "
" بالنظر اليك الان ، أنت لا تبدو كمعلم " هو سخر مني بابتسامه كبيره لأنظر اليه بجمود ، تلاشت ابتسامته و ابعد بصره عني معيده في شاشة هاتفه لأزفر الهواء قائلا " انا كنت اتسائل ... ما الذي كنت تريده ذلك اليوم ! "
" انت حقا تبدو مهتم ! لكن تعلم ، هذا ليس مهم لتقلق حوله لذلك انسى ما قاله زين ، وانسى ملاحقتنا لك " هو قال ببرود ليقفز من على السور ويقف امامي ، قطبت حاجباي وانا اقول " اذا انت تعترف انك كنت تلحق بي ذلك اليوم "
" كنت افعل "
ملامح وجهه ، كانت بارده جدا ، ردة فعله بارده تماما مثل تلك الهاله حوله ، لوي يبدو .. هادئ
" ولما كنت تفعل ؟ "
شتت بصره بعيدا للحظه قبل أن يكمل سيره ويتخطاني ، تجاهلني تماما ! لما اشعر بأن قلبي يتألم ، بطريقه غريبه !
" انا اتحدث معك " قلت وانا استدير اليه لكنه اكمل طريقه ملوحا بيده قائلا " ليس لدي اجابه ، ولا تسأل كثيرا ايها المزعج "
لما يتجاهلني؟
" توقف لوي انا اتحدث معك " قلت والالم في رأسي يفتك بي ، اللعنه على الكحول ، لم يكن علي أن اشرب منها ، كنت اتبع لوي بينما شعرت بجسدي يتثاقل ، " لوي " همست بصعوبه ، وشعرت بالخمول ، رؤيتي اصبحت مشوشه بينما لوي كان بعيد جدا ، اعتقد ان اخر ما رأيته هو ظله عندما انعطف الى اليسار ، ثم بعد ذلك ، لا شيء
-
أستيقظت بتعب بسبب أشعة الشمس المزعجه ، وأول ما سقط بصري عليه هو ليام الذي يجلس على الكرسي ويعبث بهاتفه
" ليام ! ما الذي حدث ؟ " قلت بهمس لينظر الي قبل ان يبتسم قائلاً " صباح الخير هاري ، كيف تشعر ؟ "
" بخير " أجبته بينما هو وقف وتقدم ناحيتي ليجلس على السرير ، بالنظر الى المكان انا أبدو في المشفى ! أوه صحيح ، لقد فقدت وعيي
" هل تشعر بأي شيء ؟ صداع أو اي شيء ؟ " ليام سأل بإهتمام لأومئ بالرفض ثم سألت بهدوء " كيف أتيت الى هنا ؟ "
" أحدهم قام بالأتصال بالمشفى عند وقوعك ، وعندما كنت أبحث عنك في ألحانه ولم أجدك اتصلت بك ليخبروني أنك هنا " اجاب ليام بينما هو يسكب لي كأس مياه ليناولني إياه ، هذا يعني أنه لم يكن لوي ، رغم هذا ، هو رحل دون أن يكترث لأمري ، لما أشعر بأن هناك خطأ ؟ اعني ، لما انا حزين لهذا ؟
" لما عبست فجأه ؟ " ليام سأل لأرفع بصري اليه قبل أن اقول " لا لاشيء ، انا فقط اريد مغادرة المكان "
" يمكنك ان تغادر الان إن اردت ، هم وضعوك هنا للملاحظه تحسباً لأي مكروه ، يبدو انك كنت مرهق فحسب " قال ليام وهو ينهض من على السرير لأتنهد ، هل حقاً انا كنت اتمنى الان لو كان لوي مكان ليام ؟
سحقاً لذلك اللعين ، لما بحق الاله انا افكر به كثيراً ؟
" بالمناسبه هاري " قال ليام مجدداً ونظرت اليه ليشير للخلف قائلاً " وجدت هذا الشيء متعلق في يدك "
راح بصري الى ما يشير اليه ليام لتتسع عيناي بصدمه عندما رأيت ذلك الفتى ينام على الأريكة المجاوره ، انا حتى لم أنتبه لوجوده هنا ، ما اللعنه !
" عندما وصلت الى هنا ، كان هو يمسك بيدك ويبدو انه غارق في النوم ، لذلك حملته ووضعته على الأريكة ، لم اكن اعلم ما الذي سأفعله به ، ولا اعلم ايضاً ما اذا كان هو من اتصل بالمشفى ام لا ، هو لم يستيقظ حتى الان "
كان نائم ؟
" هو .. منذ متى ؟ " سألت ليام بينما بصري كان معلق بالفتى الذي ينام على الأريكة ، شعره المبعثر الطويل يقع على وجهه بشكل عشوائي ، فمه شبه مفتوح ، بينما تنفسه متزن ، هو يبدو هادئ ، من الذي يظن بأن هذا النائم بسلام هنا نفسه الطلاب الجامح الذي يثير الفوضى في المدرسه
" لا اعلم حقاً ، ولكن الا ترى كم انه مسالم ؟ انه لا يبدو مثل لوي الذي نعرفه ، هو بطريقه ما يبدو لطيف ، هل توافقني ؟ "
نظراً الى شكل لوي صفير الحجم هذا ، هو حقاً يبدو لطيف ، وجميل ، انا حقاً لن أمَل من مشاهدته نائماً لوقت طويل جداً ، ولن ارغب بإبعاد بصري
ولكن لما بحق الاله انا ابتسم ؟ ولما اشعر بالسعاده ، هناك خطأ ما ، هناك شيء خاطئ يحدث
" بلى ، وأكن لا تنسى كونه شيطان في الحقيقه ، من يراه الان يظن بأنه لطيف ، لكن في الواقع لوي واللطافه لا يجتمعان في جمله واحده " انا قلت بينما لم امنع نفسي من الابتسام وانا أراقب الملاك الصغير النائم
" هيه ليام هل رأيت هاتفي ؟ " سألت عندما خطرت لبالي فكره ، أشار ليام الى الدرج بجانبي لأجد الهاتف هناك موصل بالشاحن ، التقطته وسلمته ليام قائلاً " التقط له صوره ، بسرعه قبل أن يستيقظ "
" انت جاد ؟ " قال ليام بحاجب مرفوع لأجيب بإبتسامه كبيره " أجل ، افعلها بسرعه "
نظر ليام للحظه ناحيتي قبل ان يتنهد ويذهب الى لوي ليلتقط الصوره ثم يعيد هاتفي لي ، رائع !
" انت تتصرف مثل الأطفال هاري " تذمر ليام عندما أظهرت الحماسه في وجهي وانا انظر للصوره ، انا اعترف اني أتصرف مثل طفل الان ، ولكن لا استطيع اخفاء الامر ! هل ابتزه بالصوره حتى لا يخرب صفي ؟
سأفقد متعتي ان لم يهتم للموضوع ، او يتصرف ببرود حياله ، اتمنى ان ينجح الامر
" دعنا نخرج ، وانت أحمل لوي " قلت لليام الذي قال بصوت مرتفع " هاه ؟ ولما انا "
ابتسمت ابتسامه كبيره وانا اقف من السرير لأقول لليام بثقه " انا مريض ، ايها الشرير "
في النهايه ، ليام قام بحمل لوي الذي لا يبدو انه سوف يستيقظ حتى لو قمت بتفجير قنبلة بجانب رأسه ، انه حقاً غارق في احلامه
-
" لما تحدق ؟ "
" انا لا احدق "
" انت تفعل هذا منذ الصباح "
" انا لا افعل "
" انت تحدق "
" أخبرتك اني لا أحدق "
" لما تبتسم اذاً ؟ ماهذه الابتسامه الحمقاء ؟ لا اجد سبباً يدعوك للإبتسام "
" انا افعل لاني سعيد "
نظر الي لوي بغضب ليبعد بصره بينما انا أضع يدي على الطاوله واتكئ عليها بأكبر ابتسامه امتلكها و أحدق به ، لأكون صادقاً ، انا بالفعل كنت احدق به طوال الوقت ، لانه نوعاً ما .. لطيف ، مع ذلك الاحمرار الخفيف فوق وجنتيه
" هل يمكنك ان تخبرني كيف انتهى الامر بي في منزلك ؟ " سأل لوي بعبوس دون ان ينظر الي لأجيبه بنفس الابتسامه " في الحقيقه لا اعلم اين هو منزلك ، لذلك اتيت بك الى هنا ، لكن هل تعلم ؟ انت بالفعل كنت نائم ليوم كامل "
علت ملامح لوي الهدوء فجأه واختفى العبوس ليعود الاحمرار الخفيف مجدداً ، لوي بطريقه ما ، كان يبدو مختلف
" هل يمكنني المغادرة ؟ " سأل بأدب لأنظر اليه بدهشه ، انه حقاً مختلف
وضعت يدي على الطاوله لأرفع نفسي واتحسس جبينه باليد الاخرى ، هو نظر الي بدهشه والاحمرار ازداد بينما يقول بإرتباك " ما الذي تفعله ؟ "
" لا يوجد حراره " قلت ثم أمسكت بوجنتيه بيد الاثنتان لأشدها بقوه ، هو تألم قبل ان يصفع يدي قائلاً " ما اللعنه ! "
" اذا هذا ليس قناع ! انت لوي حقاً " قلت بتفكير لأجلس على الكرسي مجدداً وانا اقول " ما الذي حدث لك ؟ "
" ما الذي تعنيه ؟ " قال لوي بهدوء وهو ينظر الى الاسفل لأجيب " هذا اللطف الذي حل بك فجأه ، ما الذي تريد من وراءه "
صمت لوي قليلاً وهو ينظر الى نقطه ما في الارض ، كان يبدو متردداً في اخباري ، لكنه في النهايه وقف مستعداً للخروج وهو يقول " شكراً لإستضافتك لي "
لوي حقاً .. مختلف !
" علي الرحيل " قال لوي مجدداً وهو يخرج من المطبخ لأقف واتبعه بهدوء ، هذا الـ لوي يدفعني للجنون ، في كل مره التقي به
وصل لوي الى الباب ثم قام بإرتداء حذائه وعندما انتهى هو نظر الي للحظه قبل ان يتنهد ويبعد بصره قائلاً " وشكراً على الافطار ، كان لذيذ "
" انت تشكر كثيراً ، هل سوف تموت ؟ ربما تريد التكفير عن أخطائك " قلت له وانا أطوي ذراعاي امام صدري ، نظر الي بهدوء قبل ان يستدير الى الباب مجيباً " ليس مضحك "
" شكراً لانك عدت من اجلي " قلت له بجديه ليقف للحظه دون ان يلتف ، اخذ نفساً طويلاً قبل ان يفتح الباب قائلاً " لم أعد لأجلك "
خرج لوي ليترك على شفتي اكبر ابتسامه ، لا اعلم ما ان كنت سعيد ام لا ، لكني احببت ألك المشاعر حقاً ، عدت الى الداخل لأحمل هاتفي واجلس على الأريكة قبل ان افتح البوم الصور ، لو يعلم فقط ..
ما الذي بحوزتي !