بعد ان انتهى الأختبار خرجت كارول من الصف متوجهة للمرور عبر ممر الكافيتيريا حيث وجدت هناك باثني و مجموعتها مجتمعين حولها جالسين علي الطاولة
ضحكت باثني بصوت عالي ساخر
- انظرو من لدينا هنا , اقسم انني لو كنت مكانها لما كنت سأتمكن ان اخطوا خطوة اخرى بداخل هذه المدرسة بعد ما حدث
- انها حقاً لا تملك اي خجل من نفسها
توقفت كارول وهي تستمع الى حديثهم بصدمة
- هل هم يتحدثون عني .. كما لو انهم ليسوا من افتعلوا كل ذلك ؟
لتقول باثني بستغراب
- هيي ! ارفعي صوتك ! مالذي تثرثرين به مع نفسك ؟
تغيرت نظرات كارول الى النظرات الحادة لتلفت برأسها الى باثني قائلة
- لقد قلت .. ان هذه الأرضية تبدو متسخة اليوم اكثر من المعتاد , لذا .. اذ لم تُطبقي فمكِ عني , سأضطر الى تنظيف هذه الأرضية بشعرك
اتعست عيون باثني بصدمة للحظة ثم انقلب الأمر الضحك بسخرية من المجموعة بأكملها لتنظر باثني الى كارول مجدداً بيعيون ادمعت من الضحك
- انتي !! كيف استطعتي تعلم التحدث بأسلوب الشوارع ؟ و ايضاً .. انتي حقاً تملكين القدرة لفعل ذلك من الأساس ؟
التفتت كارول بكامل جسدها الى باثني لتصبح موازية لها تماماً و ضمت كلتى يديها الى صدرها في وضعية X قائلة بنظرة تحدي
- كما تعلمين انا لست في مزاج للمزاح , لذا انا لست امزح , انا بالكاد تحكمت في اعصابي و تجاهلت ما حدث من اجل اختباراتي- حتى و ان قلتي هذا العذر الواهي , فأنتي لن تجرأي علي ذلك !!
- ما رأيك بأن تجربي اذ ما كنت اجرأ ام لا ؟!
- افعلي ان كانت لديك الجرأه الكافيه لفعل ذلك
وبدأت باثني واصدقائها بالضحك و السخرية مجدداً مع اصوات تتعالى
و بصوت حاد و عصبية صرخت كارول التي توجهت بسرعة بتجاه باثني
- حسنا !! انا استسلم !! لقد طفح الكيل
- وشدت كارول شعر باثني وبدأ الشجار بينهما وكل منها تمسك بالاخرا محاولات ضرب بعضهما البعض
وعمت الفوضى المكان وبدأت الاغراض تطير في الهواء مسببة بعض الكدمات لأي شخص كان عرضة لذلك
و بعد عدة دقائق لم يعد الأمر شخص يخص كارول و باثني و انما انقلب المكان بأكمله ليتحول الى فوضى عارمة حيث الجميع بات عالقاً مع بعضهم البعض و كل منهم يقوم بضرب الأخر حيث الامور اصبحت تزداد سوء ، حاول كل من ادم و زاك اللذان وصلى متأخران بعد ان سمعى بوجود الشجار و حاول كلاهما العثور علي كارول و اخراجها منه
حاول زاك سحب كارول من معصمها قائلاً
- كارول اهدئي !!!! دعينا نغادر الان
دفعته كارول جانباً وهي تصرخ بعصبية
- ابتعد
ثم رفعت كارول قدمها لتدهس بها قدم باثني بقوة مما جعل باثني تصرخ بقوة بينما بدأت تقفز علي قدم واحدة ثم تظاهرت بالوقوع وحاولت ان تزحف هاربة لكن كارول هجمت عليها وتحول الصراع ال صراع ارضي
كان ادم يقف جانباً مشجعاً كارول علي ضرب باثني بينما هو يضحك و يستمتع بمشاهدة العراك القائم في ارجاء الكافيتيريا بينما حاول زاك ان يقوم بتدخل سريع وسحب ديان من خصرها
- هذا يكفي ستقتلينها , المدير في طريق
لكن كارول التفتت بسرعه وقامت بضرب زاك بقدمها علي صدره حتى وقع ارضا
ثم عادت لتلتفت الى باثني لتصرخ بعصبية قائلة
- سوف تكون نهايتكي اليوم
صرخت باثني مستنجدة بصديقاتها اللوات هرعن للتدخل و شد كارول من شعرها لأبعادها عن باثني التي كانت ممدة ارضاً تحت رحمة كارول , تقدم ادم بسرعة ليدخل الحلبة ليشد شعر الفتاة التي كانت تشد بشعر كارول بدوره قائلاً
- لا يجوز التدخل في نزالات الفرد ضد الفرد , هذا غش يعاقب عليه القانون الم تسمعي بذلك ؟
- عن اي قانون تتحدث ايها الهمجي اترك شعري الأن !!
بعدت كارول يد الينا صديقة باثني عن شعرها مما جعل باثني تنتهز الفرصة لتقف محاولة الهروب الا ان كارول انتبهت لذلك و ركضت خلفها سريعاً الا ان زاك حاول اللحاق بها من دون استسلام
- كارول المدير في طريقه لى هنا , يجب ان تتوقفي الأن , ان امسك بك سوف توقفين من دخول الأختبارات
الا ان كارول لم تكن تستمع مما جعله يصرخ بصوته الخشن
- كارول !!!!!! هذا يكفي سوف تتعرضين لحظر الدخول الى الأختبارات !!!
توقفت كارول لوهلة بعد ان امسكت بشعر باثني مجدداً و التفتت بوجهه موجهة نظرات حادة و مخيفة الى زاك ثم قالت بعد لحظات من الصمت
- انت .. انا و انت .. لم نتحاسب بعد .. وجهك يزعجني للغاية
امسكت كارول بشعر زاك بالأضافة الى شعر باثني العالق في يدها الأخرى و بدأت تدور بهما في منتصف الكافيتيريا مما جعل ادم ينفجر من الضحك علي مظهر زاك بعد ان تم الأمساك به من طرف كارول و التي كانت تقوم بتفريغ كامل شحنات غضبها علي باثني و زاك
حاول ايزاك في تلك اللحظة انقاذ ما تبقى من شعره قائلاً وهو يضرخ
- حسنا لن اتدخل مجددا انا اسف !!!!!
وفجأه ضرب احدهم الباب بقوة ، فتوقف الجميع منفزعين بصمت
صرخ المدير بغضب
- ماهذا الذي يحدث هنا ؟! هل جننتم ؟!
ثم نظر المدير الى كارول التي كان منظرها يبدو وكأنها قد خرجت من حلبة للمصارع ، ليقول بنبرة متفاجئة
- كارول !! انتي ايضا متورطة في ذلك ؟! لا اصدق حقا ً
بينما صرخت باثني التي كانت بحالة يرثى لها
- متورطة في الامر ؟ هي من كان قد بدأت بكل ذلك في الأساس !!!!!
نظر المدير الى كارول بصدمة
- ياللهي , كيف سأتصرف معك الأن
اما كارول فهي كانت تنظر طوال الوقت الى الأرض من دون قول اي كلمة
و بعد ان انتهى حديثها في مكتب المدير خرجت كارول بوجه محبط و مكتئب لتجد ميكائل كان بنتظارها
- لقد تأخرتي , الم تقولي ان الأختبار ينتهي في العاشرة ؟ انها الثانية عشر الأن .. و ايضاً .. ما خطب مظهرك ؟
كانت العديد من علامات التعجب قد تجمعت فوق رأس ميكائيل بعد رؤيته لكارول وهي بذلك المنظر
برزت ضحكة خافته علي وجه ميكائيل جعلت كارول تنظر اليه بأستغراب متسائلة
- ما المضحك الان ؟
- لا شيء .. انتي فقط .. تبدين كقطة خرجت من شجار قطط
- قطة ؟
ابتسمت كارول بسخرية قائلة
- حسناً لقد خمنت الأمر بشكل صحيح و لكن ..
ثم هزت رأسها بملل قائلة
- جزئية القطط كانت خاطئة , اعتقد انها اقرب لأن يكون شجار افاعي او دببه ..شيء من هذا القبيل
بدأ ميكائيل بالضحك مما جعلت كارول تنظر اليه بذهول
- انها المرة الأولى التي اراك بها تضحك
- انا لا احب الضحك بالعادة ولكن .. لم اتمكن من منع نفسي حقاً , كان يجب ان تنظري الى نفسك في المرأة
تبدلت ملامح كارول الى ملامح منزعجة و بنبرة متذمرة قالت
- حسناً انا اعتذر لأنني ابدو امامك بهذا المظهر الفوضوي !!
- لكن .. لم تخبريني ..
اختفت الأبتسامة من علي وجه ميكائيل لتحل محلها نظراته الباردة التي تجعلك لا تفهم بمالذي يفكر به
- من الذي كان سبباً في ايذاء فتاتي الصغيرة بهذه الطريقة ؟ وجهك مليء بالجروح
ذُهلت كارول من ردة فعل ميكائيل لتقول بستغراب
- مالذي قلته الأن ؟ اعتقد بأن سمعي تضرر خلال تلك المعركة
- من الذي تسبب بتلك الكدمات و الجروح علي وجهك ؟
- اه انها مجرد فتاة لئيمة حقيرة تدعى باثني , يقولون ان والدها محلل سياسي وهو دائماً يدفع مبالغ دعم للمدرسة مما يجعلهم يتغاضون عن تصرفاتها و بعد ان علقت معها و امسك بنا المدير لقد كان صعباً بالنسبة له ليقرر في صف من سيقف فكما تعلم انا طالبة ترفع معدلات المدرسة و نقاطها في المسابقات العلمية و لم يكن سيتخلى عني بسهوله لكنه في النهاية فعلها و قرر اخذ صف تلك الحقيرة و معاقبتي
- و بماذا تمت معاقبتك ؟
- اه
وجهت كارول نظراتها الى الأسفل بعد ان خيم الإحباط علي وجهها مجدداً لتقول
- لقد تم حرماني من دخول الأختبار القادم و لكن قال بأنني سأتمكن من دخوله مجددا ًفي الدور الثاني
- اولن يأثر هذا علي معدلك في دخول الجامعة المناسبة
- بلى , سأثر بالتأكيد , لكن انا ايضاً كنت مخطأة لأنني لم اعطي لهذا اي اهتمام , لقد قاموا بذلي سابقاً و جعلي ابدو بمظهر عديمة الشرف امام الجميع , لذا الم اتمكن من التحكم بأعصابي اكثر من ذلك
قام مايكائيل بتشغيل السيارة ممسكاً بالمقود وهو يقول
- لا بأس , لقد اعطيتهم ما يستحقوا لذا لا تقومي بتأنيب نفسك , اما بالنسبة للمدير .. ان امتأكد من انه سيعود الى رشده قريباً وسيخربك بأن يمكنك دخول الأختبار القادم
- المدير ليس من هذا النوع من الأشخاص
- ربما هو فعل ذلك فقط لتهدأة تلك الفتاة في لحظة غضب , من المحال له ان يترك طالب مستجد مثلك يُحرم من دخول الأختبار صحيح ؟
تنهدت كارول وهي تقول بتعب
- لا اعلم , الأمتحان بعد يومين لذا لا بأس سأنسى بشأنه الأن لأنني متعبة للغاية
- حسناً , لنذهب الى مكان سينسيك تعبك
- هل هو كذلك ؟ انت متأكد ؟
- ربما
- اه! !! عدنا الى ربما !