.
.
.
قطع الممر بخطوات رصينه لا يسمع لها وقع على الارضيه الخشبية تحت الاناره الزرقاء الشاحبه للمستشفى ، بعدما ترك زين خلفه مشوش الذهن لا يكاد يستوعب الحقائق التي أخبره عنها فقد بين له ببضع كلمات أن حياته السابقه كانت سلسله من الاوهام ، ثم انصرف عنه ببرود
رأى الطبيب فيديل ينتظره تحت اعمده الممر ، ليساله عن سبب ما فعله ، ويبين له باسلوبه المعتاد أن حاله زين الصحيه ليست على أفضل ما يمكن كي يعلم بكل شيء الآن ، كان يتوقع تصرفاته ولم يكن بمزاج جيد كي يستمتع لنصائحه ، بالذات وان الوقت ليس في صالحه
تاهب الطبيب ليبداء حديثه مثلما توقع ، حين أقترب منه ولكن ريفن لم يعطه الفرصة
مرر له نظره جانبيه واستطرد وهو يمر من جانبه دون أن يتوقف
(قم بإجراء ما اتفقنا عليه ..)
.
فتوقف الطبيب للحظات حين سمع ذلك وبدى على وجهه شيء من التوتر المصحوب بالقلق ، لم يمنحه ريفن فرصه للنقاش كان الأمر مباشر .بحيث لا يملك غير التنفيذ ، زم شفتيه وتابع سيره قاصدًا حجرة مريضه
فانتبه زين حين شعر ب اثنان من الممرضين يقتحمون الغرفه و ينقضون عليه ....ليطرحوه ارضا ..فاضطربت أنفاسه واخذ صدره يصعد وينخفض بشكل غير مستقر حين راى تلك الابره تنتهك جسده على حين غفلة منه ..فمرر نظره نحو فيدييل كمن يعاتبه
وبدء يشعر بجسده يثقل. ..فسأله بصوت خافت وهو يقاوم إغلاق عيناه
(لماذا!؟ )
استقام المعني وهو يحدق به بنظرات بارده دون أن يبدي رد ..
حتى نام زين بسبب تأثير المخدر ...
فالتفت الطبيب نحو مساعديه قال (خذوه لغرفه العمليات ...)
.
.
.
.
قامو هناك بإجراء عمليه تنشيط لشبكة الأعصاب التي زرعوها داخله ...... واستغرق ا لأمرسبع ساعات متواصله
تم إخراجه من غرفه العمليات بعد ذلك
ففتح عيناه بتعب. .كان لا يرى بوضوح ....كل شيء ضبابي وهو على سديه يدفعه أحد الممرضين ، الأضواء ساطعة مثبتة على سقوف الممرات
انتابه شعور بالدوار ..وتسائل (ماذا حصل )
ادخلوه لغرفته ...وحمله الممرض الى سريره ..فوزع نظره بالمكان ليقع بصره على الطبيب فيدييل كان يحاول أن يستفسر منه ولكن المشكله أن صوته لا يخرج من حنجرته ، بسبب الضعف الذي يشعر به
ابتسم الطبيب ليطمأنه حين رآه بحاله اضطراب وقال له تلك الكلمه التي يكرهها كلما سمعها منهم .
(ستكون بخير )
كانت تشعره انه لا شيء ،فوضع يده على راسه وبدء الغضب يظهر على وجهه فقام فيدييل بحقنه بمهدء حتى يتجنب المشاكل
ثم استدار تركه تحت رحمه الممرضين ..ورحل اتجه لمكتب ريفن ليطلعه على التقرير الاخيره و يخبروه بالنتائج
لحظات وعاد زين للنوم ولكنه تأكد أن لريفن يد بالأمر ...وهذا أشعل الغضب بصدره
دخل الطبيب مكتب قائد المركز ليجده جالس على كرسيه خلف مكتبه الضخم . يتابع أعماله ..
دون أن ينتبه لحضوره ...فاستقام الطبيب بوقفته ليظهر طول قامته
وترجل صوته لييقض من امامه (سيد ريفن )
فرفع المعني رأسه لتلتقي نظراتهما. ...وساد الصمت للحظات. ..
فانتكا ريفن على كرسيه ..وقال (هل نفذت ما اتفقنا عليه )
فاومأ له المعني فيما كان يقترب قام عرض أمامه تقارير عن العمليه التي أجريت لزين ..
فتصفحه ريفن باهتمام بالغ ثم قال (انت لم تفعل إلا ما اتفقنا عليه أليس كذلك ..)
-(بالتأكيد )
-(هذا جيد ....)
وأغلق الملف ورفع رأسه نحوه واستطرد (الآن انتهت مهمتك معه ....تستطيع ان تنصرف )
فاغمض فيدييل عيناه وكان ذلك ازعجه. ...وقال (هو يحتاج للرعاية ...)
-(سيتجاوز الأمر وحده ، انه قادر على ذلك )
فاومأ له الطبيب وهم بالانصراف غادر الغرفه ..فضل ريفن صامت يتأمل ابتعاده. .كان يدرك أن ذلك الطبيب قد بدء يبدي اهتمام ملحوظ اتجاه زين وهذا ضد خططه لان زين يجب أن يبقى بعيد عن العواطف ..لأن الاهتمام يضعف قوته ..
غادر الطبيب غرفه ريفن وهو يشعر بالاسى على حال الفتى. ..فهو سيعاني كثيرا وحده .
فدخل إلى غرفته كي يودعه ليجده نائم
ففسأله أحد الممرضين
(هل نغادر الآن سيدي ...)
فاومأ له المعني إيجابا وهو يتنهد بشيء من الانزعاج ..واردف (لقد انتهت مهمتنا هنا ...)
فاومأ كلا الممرضين وانصرفا..
فاتجه الطبيب نحو الطاوله القريبة من سرير زين
قام كتب له ملحوظة صغيره ووضعها بجانب الادويه التي وصفها له
واتجه أيضا إلى الخارج ...
مرت عده ساعات حتى عاد .زين ليفتح عيناه حين ايقظه الم حاد يفتك بجسده فخرج صوته متاوها ......لم يكن هناك أحد جانبه .
فاعتدل بجلسته كان لايعلم ما فعلوه به ...مرر نظرة نحو الطاوله حين لفتت انتباهه تلك الورقه فالتقطها بيده المرتجفه
ليرى تلك الملحوظة
.."اهتم بنفسك لأنهم سيقتلونك أن راؤك ضعيفا "
ضل صامت ....للحظات ثم اتكا الى الخلف وأخذ دوائه
مرت على هذا الحال أيام ..وهو محتجز بغرفته لا يسمح له بالمغادرة ...حتى تحسنت صحته
وذات صباح
نهض من سريره اتجه إلى دوره المياه قام بأخذ حمام دافئ. ..وغير ثيابه
بعدما تلقى أمر بالاستدعاء ...جهز نفسه ووقف عند النافذه كانت السماء تمطر بغزاره والرياح شديده تلفح وجهه وتبعثر خصلات شعره
كان يعلم انهم يستغلونه لأجل مصالحهم الخاصه ...بدى الأمر واضح فهم
يريدون البلورات ..لهذا تبناه ريفن ، واحظره إلى هذا العذاب ..كي يدربه وبعدها يزج به بتلك العبه الخاسرة كما وصفها باترك .
لعبة الحياة ....فالاعبين يقتلون بعظهم لأجل القوه ..
ترا ما عليه أن يفعل ...
انتبه من شروده حين ايقظه صوت فتح الباب فمرر نظره جانبيه إلى هناك ليرى
هان مع ميكايل ....أدرك أن الوقت قد حان فرافقهم بهدوء
اتجه لمكتب ريفن . وهو يفكر بالحصول على المزيد من الاستفسارات منه ..
فهو لم يكن واضح كفايه بالمره السابقه ..دخل دون أن يطلب إذن ...وأغلق الباب
فانتبه له ريفن الذي كان واقف عند النافذه ....
وابتسم بلطف حين راى تلك النظره التي تشع اصرارا في عيناه
وأرخى رأسه بمرح قائلا (مرحبا بك زين )
فوقف المعني وهو يضع يده بجيب بنطاله قال (لما طلبتني )
-(لست انا من طلب رؤيتك ...بل إنهم ضيوفي)
فرفع المعني احد حاجبيه مستغربا
فابتسم المعني بشيء من المرح وهو يتكأ على الجدار بظهره (انهم من القيادة العليا ...) وضح فيما يلقي نظره نحو ساعته اليدوية واردف (ولكن أعتقد أنهما سيتاخرأن قليلا بسبب سوء الأحوال الجوية )
فجلس زين على الكرسي بصمت
(لما كل تصرفاتكم غريبه هذه الأيام ...وأيضا ماذا فعلتم بي ، لقد استيقظت على الم بجسدي )
فمرر المعني نظره نحو الخارج حين راى سياره سوداء تتوقف أمام المبنى
وأجاب بنبره هادئه
-(انا اسف حيال ذلك ولكن كان يجب أن تجرى عليك تلك العمليه لانها أوامر القياده العليا )
فبدى الفتور على وجه زين
(ماذا فعلتم )
فأجاب ريفن دون أن يبادله النظرات (لقد تم تفعيل نظام السيطره الخاص بشبكة الأعصاب ...)
-(صرتم تتحكمون بي .؟.)
فاومأ له المعني إيجابا
دخل بتلك الأثناء اثنان من الضيوف
فاستقام ريفن بوقفته قال (أهلا بكما ....)
لم يبدي الضيفان اهتمام لكلامه ..بل توجهو نحو زين مباشرتا . .
اخذو يتفحصونه بنظراتهم ويقيمون وضعه ...فرفع رأسه ليرهما
فتكلم ريفن (اعرفك زين على السيد لاني )وأشار نحو رجل أسمر البشره يرتدي نظارة سوداء ..
وشعره طويل مصفف إلى الخلف ..
والآخر (السيد موران )كان أشقر وعيناه بنيتان شرستين كان مفتول العظلات ..
فوقف زين ...بصمت
فترجل صوت لاني وهو ينظر له باستفزاز ( انه هزيل ولايبدو قويا ابدا ...)
فأجاب ريفن (لا تحكم عليه من مظهره الخارجي ..كما أنه لا يزال طفل لم يتجاوز ال 16 وقد غادر المشفى اليوم )
فالتفت له لاني وهو يخلع نظارته مستغربا (أحقا 16 عام فقط )
ضل زين صامت يحدق بهما بضجر دون أن يبدي كلمه
فمرر موران يده اسفل ذقنه رفع رأسه إليه قال (صغير جدًا ...هل انت متأكد انه يستطيع تنفيذ المهمة .....)
فابتسم ريفن قال (انا واثق من هذا .....)
أمسك زين يد موران ابعدها عنه بعصبيه
واستدار لينصرف حين استنفذ صبره ، فهم يتعاملون معه كاداة
لم يكد أن يصل إلى الباب ...ليشعر بألم مفاجئ يدب في جسده ...فتوقف وهو يحدق بالفراغ بعينان شاخصتين. .أدرك انهم فعلو نظام السيطره كاختبار
فتحرك لاني نحوه بخطوات ثابتة وهو يحمل جهاز صغير قال (جميل أرى أن التجربه الاخيره ناجحه ...ورفع مستوى السيطره ..فانهار زين على ركبتيه وشحب لونه
وبدت أنفاسه تضيق. ..استند على يديه وهو يلهث
فتحرك ريفن قام أمسك يد لاني ...وأخذ الجهاز منه وقام بإيقاف النظام
ابتسم موران وهو يثبت سهام نظراته نحو زين الذي بدى بحاله غضب عارم ...كان لا يستطيع قرائه أفكاره ..ولكنه كان يرى الحقد يشع من عيناه ...
التفت لاني نحو ريفن بأحتجاج ، حين قام بإيقاف لاختبار دون أذنه (كيف تجرئ على ...
فقاطعه ريفن بنبره أكثر حده (بحسب الاوامر هو سيبدأ مهمته من الغد لذا لن اسمح لكم بايذائه لاني احتاجه بصحة جيدة )
فالتفت له موران قال (هو يبدوا متمرد ، سناخذه معنا ، يجب أن يتم ترويضه )
مرر له المعني نظره مستنكرة قال (مستحيل ...)
-(أنها أوامر القيادة )
فابتسم المعني بشيء من السخرية قال (زين هو ابني بالتبني لذا سيبقى معي هنا )
فظل الاثنان ينظرأن له باستياء ...
ثم قالو (لا بأس سنتركه ..ولكنك ستلتزم بالاتفاق .)
فاومأ المعني موافقا ...
فتحرك الاثنان لينصرفوا ...
ظل زين صامت يتطلع بريفن ....الذي كان يتجنب مواجهته ..
ثم سأله يستفسر
(ماهو ذلك الاتفاق ....)
فالتفت إليه المعني بنظره جانبيه وأجاب
-(أن تنافس أفراد أسرتك لكي تحصل على البلورات لصالحنا ...)
فابتسم زين بسخريه فيما كان ينهض وقال (كنت اعلم ذلك
يتبع .....
******