جلس على طرف سريره بارهاق كان صوت صراخ تلك الفتاه لايزال يتردد في ذهنه وهي تطلب الرحمه
دون أن يستجيب أحد
اغمض عيناه وهو يلعن حظه السيء الذي قاده لهذا المكان وضع يده على راسه بألم . .
فضلت ميا تنظر له ...
وادركت انها ضغطت عليه فهو لايزال بفترة نقاهة .بعد العمليات الجراحية التي خضع لها ...
وقد كان من الأفضل أن لا يرى ذلك العقاب
فهو يبدو بحال أسوء .
لدرجه انه لا يتنفس بشكل مستقر. (انت بخير ) سالته
فمرر لها نظره ساخطه (لما انت لاتزالين هنا ...)
فسرت رعشه بجسدها وتراجعت خطوه إلى الخلف و هي تنظر له بعينان شاخصتين
ادركت انها أفسدت الأمر فقد زادت حدة انفعاله و سخطه على المكان
اتكأ زين على الجدار ودفن رأسه بين يديه بانزعاج واستانف (دعيني وحدي ومن الأفضل أن لا اراك مجددا ..)
فاغمضت ميا عينيها باحباط .فقد كانت هذه اول مره تفشل فيها وتحركت غادرت الغرفه كانت تشعر بالتهديد ، والتمست الخطر في صوته أغلقت الباب خلفها بهدوء وولت مسرعه وهي تحاول أن تضبط انتظام ضربات قلبها
ضل زين صامت يفكر بوضعه فقد كان المكان محصن من الصعب الهرب منه
وإذا ما حاول و فشل ، سيقتلونه ، اخفظ رأسه وبدء يتذكر أفراد أسرته ،
والده والدته ..شقيقه الذي لم يراه
وبدأ يتسائل ( لماذا هم تخلوا عني ...
هل انا سيء لهذه الدرجة كي يتركوني دون أن يبحثوا عني ؟
ماذا فعلت لاستحق ذلك )
وقت ذاك اتجهت ميا لمكتب ريفن ..كان معها تقرير قد كتبته بخط يدها تشرح فيه ما حصل .
طرقت الباب وانتظرت قليلا حتى سمعت صوت ريفن يسمح لها بالدخول
ثم دخلت تمشي بخطوات متقاربه وقد بدى القلق على وجهها ...
كانت الغرفة مغموره بضوء شاحب ، نظر لها ريفن ببرود من فوق اكوام التقارير و الملفات المتراكمه أمامه ، وكان مشمر عن ساعديه ، حل الازرار الاولى من قميصه وارخى رباط عنقه قليلا ، والقلم لا يزال في يده
(مالامر ....) سالها وهو يخلع نضارة القراءة خاصته
-(لقد فشلت ...)اعترفت بصوت خافت وهي تضع التقرير أمامه بخجل
فضل ريفن ينظر لها ثم تناول التقرير بيده ونهض اتجه نحو النافذه وقراءه تحت النور المتسرب من الخارج وادرك أن زين شهد على اعادم الفتاة الهاربه ، وانهارت اعصابه ، ورفض متابعه الجوله
فعاد وجه نظراته نحوها لاحظ انها لاتستطيع مواجهته كانت تتهرب من نظراته ، وتشعر بالاحراج كانت هذه المرة الاولى التي تفشل فيها ...
فقال (ماذا حصل؟ )
-(لقد تغير عندما اصطحبته ليرى عواقب الهرب ... ) بررت موقفها باحباط
تنهد ريفن ووضع يده على جبينه مستاء قال
-(انا كنت أريد منك أن تكوني صديقته ..فمن الضروري أن نكسبه لصالحنا )
-(أنا اسفه لاني خيبت ضنك ...)
عاد ريفن جلس بتثاقل على كرسيه وتهد بإحباط قال (لا بأس سأحاول أن أسوي الأمر معه )
لم تبدي ميا أي رد اكتفت بالصمت كانت مستاءة بسبب فشلها ..
فاستطرد ريفن وهو ينظر لها (يمكن لك الانصراف )
فاومأت موافقه واستدارت غادرت
_______
عند الصباح آفاق زين على صوت طرق خفيف على باب غرفته ، فتح عيناه بتعب ..كان قد نام باهمال بعدما ارهقه التفكير
نهض من سريره واتجه نحو الباب ..فتحه
ليرى لورا هناك .
ابتسمت حين رات وجهة المكتئب وقالت (صباح الخير .)
فسالها بصوت خافت (ماذا هناك )
فضحكت وهي تشير نحو الساعه قائله (انه وقت التدريب لقد أرسلني انجيليو لاخبرك ...فأنت ستبدأ من اليوم كفرد منا...)
فاستند زين على الجدار بيده قال (امهليني لحظات ريثما استعد ..)
- (سنكون بغرفه التدريب لذا اتبعنا متى تجهز )
-(حسنا ...)
فاستدارت لورا ورحلت .
أغلق زين الباب وتحرك نحو الحمام قام بأخذ حمام بارد .لكي يصحو ...
ثم ارتدى ثيابه
وذهب توجه نحو غرفه التدريب ...
ليجد الجميع هناك يخضعون لنفس التدريب ...
فضل يراقبهم ..
فانتبه له انجيليو ...وتحرك نحوه بخطوات ثابتة قال (مرحبا زين )
واخرج تفاحة من جيبه رماها له ...
فالتقطها زين ونظر لها مطولا وقد أعاد له ذلك الذكريات.
فقد كانت التفاحة الحمراء ذاتها التي كان يجدها جانبه عندما كان بالسجن قبل أن يخضع للتجارب
فرفع رأسه نحو انجيليو وقد أدرك أنه هو من كان يتركها له فابتسم له بامتنان ...
فجاراه المعني بابتسامه فاتره واستطرد ..
لقد أخبرنا السيد انك لا تزال ضعيف لن تحتمل الضغط لذا ...
فقاطعه زين ببرود
-(انا بخير ......)
-(أنها الاوامر يازين .....لذا عليك احترامها ...)
فامال المعني رأسه دون أن يبدي رد
فاستطرد انجيليو
-(سوف اطلب منك أن تراقب فقط خلال هذه الفتره ...لكي تتعلم الأوليات وبعدما تتحسن صحتك ستشاركنا التدريب
-(حسنا ...)
تطلع به انجيليو للحظات مديده ثم هم بالانصراف
.كان مستغرب لأنه وافق ولم يعترض مثل عادته ..ولكنها بدايه جيده ...
انضم لفريقه واستانفوا التدريب
بينما بقي زين يراقبهم وهو يأكل تفاحته ..
كانت حركاتهم متكررة ومهاراتهم عاديه ..فتسائل هل هذا مستواهم حقا ، أم انهم يتكاسلون ؟ لابد أن ريفن كان يسخر منه ليقوم باحباطه ؟!
مرت ساعه ونصف وهم على نفس الوتيره دون تطور في المستوى
فبدء زين يشعر بالضجر ، واخذ يتثائب ، حين دخل ريفن ، فوقف الجميع بانضباط وطاعة أمامه ثم انحنوا أمامه باحترام
عدى زين الذي لم يكترث لوجوده ولم يبدي اي نوع من إبداء الاحترام
تفاجأ انجيليو و الآخرين من سلوكه ..
فضل ريفن ينظر له باستياء ثم اقبل بخطوات رصينه ليقف جانبه ...وقال موجة كلامه لأعضاء الفريق
(لدي مهمه لكم )
فأجاب انجيليو (هل سنبدأ عملنا بشكل فعلي سيدي )
فاومأ له المعني إيجابا وأضاف
(هناك فتاه من أسره جيسكار اسمها صوفيا
اريد منكم حمايتها لانها بخطر )
(ما نوع الخطر ) سالت جينا
- (انها مطاردة من قبل ديرك اكوامادور ) اجاب وهو يتطلع بوجوههم يفحص وقع الكلمه على تعابير وجوههم التي شحبت حالما سمعوا اسم اكوامادور ،
(الفتاه هي وريثه أسرتها وسلامتها مهمه جدا ) اكد لهم موضحا
فنظر له زين قال (هل ساشارك؟)
فبادله ريفن النظرات لبرهه ، ثم عاد ليوجه كلامه نحو انجيليو ..متجاهلا اياه
قال (انها ساحرة ...لذا لا اريد ان تعرف انكم تتبعونها......اهذا واضح )
فاومأ له المعني إيجابا قال (كما تريد سيدي )
-(هذا جيد )أكمل جملته وهم بالانصراف
فابتسم زين بسخريه ....لأنه أدرك انه قام يتجاهله عمداً ، راقبه حتى اختفى خلف الباب ثم نهض هو أيضا وقرر أن يغادر ، لان المستوى هنا ممل
وسينام أن اطال الجلوس اكثر ، غادر صاله التدريب و اخذ يمشي دون وجهه محدده. .
حتى ساقته قدميه إلى مكان معزول ...تحيطه الأسوار المشبكه ...والارض مفروشه بالاثل بدى وكانه مكان قديم للعب الأطفال
فبدء تدريبه بمفرده .هناك فهو لا يريد أن يراه أحد ..ليس قبل ان يكتشف مهاراته بنفسه
ولكن دون أن يعلم كان ريفن يراقبه عبر شاشات المراقبه ...
كان جالس خلف مكتبه واضع يده اسفل ذقنه ...وهو يتأمل تحركاته
مرت 6 ساعات وزين مستمر دون توقف بدأت اشعه الشمس تصبح عموديه وازدادت حده الحراره مع انتصاف النهار .. حتى الغيوم تلاشت وهو لا يزال لم يتوقف ....رغم الارهاق الذي بدء يظهر على وجهه
فامال ريفن رأسه بانزعاج ، فهو يضغط على نفسه لا يعلم ما خطبه
فقام بمخاطبة انجيليو أخبره أن يذهب لكي يوقفه ويطلب منه الحضرور
فوافق الأخير وهم بتنفيذ أمر سيده ....
وقت ذاك
انهار زين وهو يلهث ....
كان غير راضي عن نفسه ...فهو يحتاج للياقه أكبر ...
نهض وتحرك ليعود إدراجه .... .ليجد انجيليو
واقف في آخر الممر ..ينتظره بصمت
فسأله (ماذا هناك ..)
-(القائد يطلبك بغرفته )
-(لماذا ..)
-(انا لا أعلم ) قال ذلك وهم منصرف
فتحرك زين ذهب لمكتب ريفن دخل حين وجد الباب مفتوح ليجد ريفن واقف عند النافذه ..(طلبتني؟!) استفسر
فأجاب المعني دون أن ينظر له
( لماذا ترهق نفسك ) كان صوته يحمل شيء من العنب
فامال زين طرفه وهو يغلق الباب قال (الامر لا يعنيك)
لم يشعر اذا بريفن وجه له صفعه ..شديده تردد صداها في ارجاء الغرفة
فرجع زين إلى الخلف وقد انتابه شعور بالدوار
كان متفاجئ من السرعة التي تحرك بها ووضع يده على جبينه وهو ينظر نحوه بصدمه
فاستانف ريفن (عليك أن تتصرف بانضباط ...فأنا قائد المركز هنا ...لذا لا تدفعني لأسلوب القسوه معك ... واعلم اني لست خائف منك ولكني لا اريد ان اضغط عليك ...
لذا راجع سلوكك قبل أن تقدم عليه )
فلم يجب زين ضل صامت
فجلس ريفن على الأريكه واستانف (انت ستشارك مع الآخرين بالمهمة القادمه وهي ستكون بمثابة اختبار أن نجحت ستعد من النخبه ....ولكن أن فشلت فسيتم قتلك )
اغمض زين عيناه واسدل يده جانبه دون أن يبدي رد ..
فاردف ريفن
(لقد جهزت لك بعض الأدوات ..)
وأشار له نحو الطاوله التي جانبه ..
كانت قد رتبت عليها بعض للأشياء
وهي بطاقه تعريف ...وهاتف جوال ومفتاح دراجة
فاخذها زين ...وتحرك نحو الباب ليغادر
فاضاف ريفن وهو ينظر له ( أتمنى لك النجاح ...من كل قلبي )
فمرر له زين نظره جانبيه ، دون أن يتفوه بكلمه اكتفى بالصمت ، فيما يهم بالانصرف .
ضل ريفن صامت يحدق باثره ، وهو يشعر أن هذه بدايه جيده للتواصل مع زين فهو لم يعانده هذه المره
يتبع
____________
ملاحظه (زين لا يعرف أنه من أسره اكوامادور ...)
💖🌺🌟