بعد ثلاثه أيام مما جرى
أتضح ان ذاك الشخص كان قاتل مأجور والفتى مازال مجهول الهويه بالنسبه للشرطه !
انه ليس هو هذا ما كنت اقوله لنفسي طيله تلك الأيام
فتحت باب غرفتي ودخلت ايبانا ابنه العمه قائله لي :
هيي أيتها الفقيره اذهبي لتساعدي أمي في المتجر ولا تتأخري مفهوم !
ماكيتا : حسنا انا ذاهبه
هذا صحيح نحن نملك متجر للكعك وهو مصدر عيشنا الوحيد العمه إيمليا تديره عن زوجها الذي توفي منذ زمن
في تمام الساعه 4:00 عصرا
كنت أساعد العمه إيميليا في ترتيب الأشياء او بالأحرى تنظيف المتجر ...ما يضايقني هو نظرات ذاك الشخص ..
انه يجلس خلف احدى الطاولات وهو يحتسي كوبا من القهوه الساده يرتدي معطفا أسود وقبعه سوداء يحاول فيها اخفاء تلك الندبه التي على وجهه
بعد ان أكمل كوبه نهض ليغادر فأبعدت نظراتي عنه بقلق
ذهب ناحيه العمه إيمليا ...بدا وكأنهما يتحاوران بموضوع خاص فذهبا نحو الخارج
أنتابني الفضول والقلق فتبعتهما وخرجت من الباب الخلفي
بدأت بأختلاس السمع ...فسمعت صوت العمه وهي تقول
العمه إيمليا : ما الذي تقوله أتنوي شرائها !!
للأسف نقودك لا تكفي ادفع ضعف السعر ويمكنك أخذها
قال ذاك الرجل بصوت يقشعر له البدن : تلك الطفله ستدر لنا بأموال طائله ان جعلتيني أستثمرها أعني لديها وجه جميل ...ان وافقتي على شراكتي بالطبع لن تندمين ...بأمكاننا ان نصبح ثريين..هي مجرد خادمه صحيح !؟
ماكيتا : س..سونو (مستحيل) *تقبض على يدها بقوه وقد توسعت عيناها *
العمه إيمليا : أنسى الموضوع انت لا تبدو وكأنك تمتلك المال الكافي ولا ضمان من انك تحاول خداعي *تلوح بيدها وهي ساخره* سأغادر هه لا تتجرأ وتطلب شيئ كهاذا
أرتسمت ملامح الغضب على وجه ذاك الرجل ونظر بحقد للعمه إيميليا
ماكيتا *في نفسها*
أنا أعلم ...أعلم انها لم تبعني لان المال كان غير كافي بالنسبه لها فقط هذا هو السبب..
غادرت ماكيتا قبل ان تراها العمه وأدعت بأن الأمور بخير ...ماكيتا الصغيره مشوشه بالكامل
بالرغم من ذلك تحاول عدم التفكير بأي شيئ ...تحاول أن تستجمع أفكارها
___________________لكن____________________
حياة ماكيتا المسالمه لم تدوم طويلا سرعان ما تهدمت وانقلبت حياتها رأسا على عقب وذلك بعد ان أحترق المتجر بالكامل
..ولأسباب مجهوله....ولم يتبقى منه شيئ صالح ...لم يعد للعمه إيمليا اي مصدر للنقود لقد تدهورت حاله هذه العائله الصغيره وفقدت مصدر معيشتها الوحيده
مرضت العمه إيمليا بسبب صدمتها وإيبانا توقفت عن الذهاب للمدرسه لبضعه أيام ...
وهاكذا قد تقرر بيع ماكيتا لذاك الرجل الذي تقول عنه الشائعات انه شخص سيئ...سيئ للغايه فلم يكن أمام العمه إيميليا خيار أخر غير التخلص من
فتاة لا قيمه لها عندها ....
ماكيتا : أرجوك عمتي لا تفعلي ذلك يمكنني العمل والتعويض عن ما حصل
العمه إيمليا : لا خيار أخر نملكه لا تجادلينني مفهوم يكفي ما حصل لنا *تصرخ*
ماكيتا : ديمو (لكن) أنا واثقه من انه هو المسؤول عن حرق المتجر لا يمكنكي فعل هذا بي ! لا يمكنكي اطاعته بسهوله
أهتاجت العمه إيمليا وأعتلتها ملامح غاضبه صفعت ماكيتا فأسقطتها أرضا
ملئت الدموع عينيها بينما حدقت في العمه بغضب ونظرات تملئها الحقد
العمه إيمليا : لا تنظري الي بهذه الطريقه هل تودين الموت ايتها الفقيره !! هذا طبيعي فلا أحد قد رباكي هه من المؤكد انكي بنت غير شرعيه ليرموكي في الشارع أمك كانت عاهره !!! *قالتها بنبره صوت عاليه*
ماكيتا *تقبض على يدها بقوه وملامح متألمه أرتسمت على وجهها*
عجزت عن الرد وقتها....لم تجد الكلمات المناسبه للرد عليها لأنها حتما كانت تعرف ذلك
....
تقرر بيعي غدا لذاك الرجل
بعد التفكير مليا قررت الهرب !!
سأترك خلفي كل شيئ ...ويبدو ان العمه إيميليا توقعت هذا عن طريق اقفالها للباب وجلوسها بجانبه
أستجمعت شجاعتي وغيرت ثيابي أرتديت حقيبه ضهر صغيره
وهربت عبر نافذه غرفتي ...كان الأمر صعبا وكادت قدمي ان تنزلق عده المرات
وحينما خطوت بخطوه خارج سياج المنزل ...شعرت بالهواء البارد النقي يضرب وجهي فتحت ذراعاي و اخذت نفسا عميقا وزفرته ببطئ كأن رئتاي قد ذاقت هواء لم تذقه منذ وقت طويل ...أشعر ان جسدي خفيف جدا وبأمكاني الركض بسرعه شديده
ركضت طويلا وطويلا ...وانا ابتعد عن ذاك السجن ...لم انظر للخلف ابدا ...لا اعلم اين سأذهب لكن حتما لن أعود !!
#ماكيتا
الظلام حالك بالفعل وقد أنيرت مصابيح الطرق الصغيره
بدأت بالسير ببطئ بعد ان ابتعدت بما فيه الكفايه وسرت وسط
هذا الشارع الذي يبدو كمقبره موحشه لا تكاد تسمع فيها سوى نباح الكلاب الضاله
أثناء اجتماعها حول القمامه ....وها انا أشعر بالفراغ ضممت ذراعاي بخوف محاوله الا افزع
توقفت عن السير حالما سمعت صوت خلفي يقول
"اوه انظروا الى هذه القطه الضاله"
التفتت ببطئ وجدت رجل سمينا وهو ثمل ويحمل بيده زجاجه شراب وبرفقته أثنين اخرين يبدوان كمشردين
...تبدو عليهما آثار الثماله
عدت بضع خطوات للخلف وقلبي يكاد يتوقف من الخوف
أقترب مني ذاك الهزيل فصرخت
"أبتعدوا عني لا تقتربوا أكثر" * بعينان دامعتان*
أمسك بذراعي وسحبني نحوه قائلا :
"انظروا إليها هههه انها خائفه لماذا تهربين هااا "
قال جملته الأخيره بصوت أشبه بالصراخ
ماكيتا: هانسيه اونجاي *أتركني أرجوك*
أقترح ذاك السمين قائلا
"انها ظريفه لما لا نبيعها في سوق العبيد"
ولأنهم في حاله ثماله بدئوا بالشجار فكسر احدهم زجاجه الشراب وحطمها بالجدار شدني من شعري بقوه
وقرب الزجاجه نحو وجهي قائلا :
"توقفوا عن الشجار...ما رأيكم ان أبدأ بتشويه وجهها ببطئ"
توسعت عينا ماكيتا وتجمعت دموعها بطارف عيناها
دفعت ذاك الرجل وأفلتت منه راكضه نحو الأمام
فلحق بها هذان الأثنان الا انهما يسيران بترنح بسبب ثمالتهما وهذا أعطى فرصه لماكيتا بالهروب
.....وصلت الى نهايه الزقاق مدت ذراعها قبل خروجها قائله في نفسها :
أحد ما....أحد ما...تاسكيته اونجاي (ساعدني ارجوك)
أغمضت كلتا عينيها حالما خرجت من الزقاق وهي تركض طالبه للمساعده ولسوء حظها لم تلحظ أقتراب الدراجه الناريه منها وبسرعه جنونيه تعثرت ماكيتا وسط الشارع
وتجمدت في مكانها حين أصبحت أمام تلك الدراجه مباشرتا عجزت عن الحركه والوقوف فأغمضت كلتا عينيها بعجز
وقبل لحظات من اصطدامها توقفت الدراجه أمامها بصعوبه مغيره اتجاهها قليلا
فتحت ماكيتا عينيها ووضعت يدها عليهما لتتمكن من الرؤيه بوضوح أكبر بسبب ضوء الدراجه المسلط نحوها
"بجديه كم مره تنوين الموت في اليوم"
نزع خوذته فأنسدلت خصلات شعره الأشقر نحو عينيه ...صوت بارد وهادئ مما يعطيه بحه جذابه... نظراته الواثقه كالمعتاد وتعابير متعجرف وقاسي بحق !
أنه هو مجددا !!!
.
.
.
.
يتبع !!
بدي دعمكم ورأيكم بيهمني لو في اي سؤال او فكره حابين تطرحوها أكتبوها بكومنت *^* يس انا بحب الكومنتات اكثر من التصويتات ههههه xD جانا للفصل القادم