.
نظرنا لبعضنا البعض ثم تظاهرنا بعدم اﻹهتمام سار مباشرة ليجلس معنا على الطاولة و كأنه في منزله
بول " أهلا "
نادى الخادمة و طلب منها أن تحضر له طبقا
هاري " إذا أتيت لتستمتع بثروتي "
بول " أنت لطيف جدا "
أحضرته له ثم بقي يبحث بعينيه في أرجاء البيت
بول " كيف حالك جينا ؟ "
و ما شأنك بذلك ؟
جينا " بحالة رائعة "
كان الصمت دليل قاطع على أنه هناك شيء حدث في البيت
بول " أشعر أن البيت فارغ و كأنه ينقص أحد "
قالها متظاهرا بالغباء ، أجل إنها في فرنسا
هاري " ألست كافيا بالنسبة لك ؟ ظننت أنك أتيت من أجلي ، حرام عليك أن تجرح مشاعري هكذا يا بول "
تظاهر هاري بمسح دموعه بأنوثة فحين ضحكت مع جيما
بول " مضحك جدا ، في الحقيقة أتيت من أجلك "
هاري " إذا لقد إشتقت إلي ؟ "
أنار عينيه بإبتسامة مصطنعة
بول " أتيت لنتحدث عن اﻷعمال "
هاري " أتعبت نفسك إلى هنا لتتحدث عن اﻷعمال ؟ صرح أنك إشتقت إلي "
أعلم أنه يحاول تهدئة نفسه بالمزاح رغم أنه ينطق كل كلمة بحقد و غضب ، ملامحه لا تعبر عن المزاح إطلاقا
بول " تعلم أن اﻷلبوم الجديد سيتم إطلاقه اﻷسبوع القادم ، بعدها بحوالي خمسة أيام ستكون هناك مقابلة مع الصحفيين و بعض المعجبين لتتحدثوا عن اﻷلبوم "
ماذا ؟ لكنه نفس اليوم
هاري " أسبوع و خمسة أيام ؟ إنه يوم نهاية عقدي معها "
أشار إلي
بول " أجل و ماذا بعد ؟ هي لا تحتاج وداعا رسميا ، يمكنها أن ترحل الليلة التي قبلها ، ليس و كأنك ستتعاطى في آخر يوم "
أرحل ؟ و لما يتحدثان عني كأنني لست هنا ؟
هاري " واو بول ، أتطلب منها أن تخالف العقد و ترحل قبل الوقت ؟ "
بول " لا ، حسنا يمكنها أن تغادر ذلك اليوم قبل المقابلة "
هاري " كلا ، ستحضر المقابلة "
بول " لماذا ؟ "
هاري " ﻷنها حبيبة زين "
و ها قد عدت حبيبته ، نظر إلي بول بتفحص و كأنه يبحث عن حجة ليتخلص مني بأسرع وقت لكنه لم يجد
بول " حسنا ، أنا لا يهمني أمرها ، فلتغادر حينما تريد ، هي ستذهب على أي حال "
إنقسم قلبي ﻷطراف صغيرة ﻷنني سأذهب حقا ، هاري لم يطلب مني البقاء ، ليس و كأنني أنتظره أن يفعل ذلك
هاري " و أتعبت نفسك كل الطريق لتخبرني بهذا ؟ كان يمكنك إرسال رسالة نصية "
أعاد بول بحثه بعينيه
بول " كنت خارجا على أي حال "
هاري " و هل ستذهب لبقية الشباب ﻹخبارهم ؟ "
بول " هناك رسائل نصية لذلك "
هاري " أتعبت نفسك من أجلي فقط ؟ "
هاري يدفعه كثيرا
بول " أجل هاري ﻷنني إشتقت إليك "
تظاهرنا كلنا بالضحك ثم نهض بول ليغادر
بول " شكرا على اﻷكل "
هاري " أنا لم أدعوك لﻷكل ، أنت دعوت نفسك "
غادر البيت و هو غير مرتاح تماما
جيما " أرأيت كيف كان يبحث عنها ؟ "
لم يجبها و بدأ يفكر ، أنهينا اﻹفطار ثم إتصل بأصدقائه و طلب حضورهم ، كنا ننتظر كلنا في غرفة المعيشة حتى أتى الواحد تلو اﻵخر ، حييناهم أنا و جيما ، جيما أخذت وقتا أطول مع ليام و أنا مع زين
هاري " حسنا ، إلى غرفتي اﻵن "
ساروا لغرفته و أنا و جيما نتبعهم و لما وصلنا لبابه أوقفنا
هاري " أنتما لا "
أغلق الباب في وجهنا بعنف و ذهبت معها لغرفتها ، إستلقينا هناك
جينا " عن ماذا تظنينهم يتحدثون ؟ "
جيما " ربما اﻷلبوم أو تلك المقابلة ، يا إلاهي علي أن أجد ما أرتديه "
نهضت بسرعة و بدأت تبحث في خزانتها
جينا " سأرحل بعد أيام "
يا إلاهي أنا أستوعب الفكرة اﻵن
جيما " أصمتي ، ليس وقت هذا التفكير اﻵن "
جينا " وقت أي تفكير اﻵن ؟ "
جيما " علينا أن نجد ما نرتديه للمقابلة "
جينا " بحق اللعنة مازال هناك وقت لذلك "
جيما " إنها آخر مقابلة لك ، عليك أن تبدي بأجمل منظر "
لقد قالتها ، آخر مقابلة لي ، ما يعني أنني سأغادر
جيما " إنتظري ، لدي الثوب المناسب لك "
بدأت تبحث ثم أخرجت ثوبا و يا إلاهي ، أنا لست مهتمة كثيرا بالموضة لكن هذا الثوب أبهرني ، هو ثوب طويل دون اكمام يبدأ من الصدر و عاري الظهر ، لونه ذهبي مثير ، أخفيت إعجابي بسرعة
جينا " و ماذا عنك ؟ ألن ترتديه ؟ "
جيما " كلا ، سأرتدي هذا "
أخرجت ثوبا آخر أبيض قصير
جينا " كلاهما مذهلان "
وضعت الثوب الذهبي بين يداي
جينا " شكرا لك "
جيما " العفو "
حملته أحدق به و أنا أشعر أنه آخر ثوب سأرتديه في حياتي و كأنها جنازتي ، عدا أنني لن أموت و الكل سيكون سعيدا .. عداي
أجبرتني بعدها على تجربته و جربت هي أيضا ثوبها ، بقينا نمزح متظاهرين أننا عارضات ثم عدنا لملابس البيت و بقينا نتحدث و نمزح ، في المساء سمعنا صوتا عند الباب
ليام " سأقول لها إلى اللقاء فقط "
هاري " لا داعي ، سأخبرها أنا بذلك "
قفزت جيما بسرعة لتفتح الباب فضحك ليام على هاري بينما عانقته جيما ،أعلم أن هاري يحب كونهما معا لكنه فقط يحب إغضاب ليام
هاري " ماذا أنت أيضا ؟ "
دخل زين للغرفة و نهضت ﻷعانقه
زين " ﻷودع اﻷخرى "
هاري " لوي ، نايل ، ألا تريدان توديع أحد ؟ "
سمعنا ضحكهما من الخارج ثم رحلوا جميعا و رحلت أنا و هاري من غرفة جيما
جينا " عن ماذا تحدثتم ؟ "
نظر إلي بتعجب
هاري " ماذا ؟ "
جينا " أنت و الشباب ، عن ماذا تحدثتم ؟ "
هاري " هل أنت فرد من الفرقة ؟ "
أكره هذه اﻷسئلة الغبية
جينا " لا "
هاري " إذا لا يمكنني إخبارك ، سرية الفرقة "
جينا " أخبرني الموضوع فقط "
هاري " لست الموضوع جينا ، لست الموضوع الوحيد في حياتي "
دخل لغرفته و أغلق الباب بقوة ، أكره لما يتصرف بغرور ، حسنا أنا لا أكره ذلك هذا ما يجعله مميزا لكنه يغضبني
ذهبت لغرفتي ﻷنام و أنقص يوم من أيامي المتبقية هنا ، إستيقظت في الصباح على رنين هاتفي و صراحة كنت أعلم مسبقا من المتصل ، أجبته بإبتسامة ناعسة
زين " أعلم أنني أيقظتك ، دائما أفعل هذا ، أنا آسف لكنني جد متحمس "
جينا " متحمس لما ؟ "
زين " ﻹمضاء اليوم معك "
جينا " و من قال أنني سأمضي اليوم معك ؟ "
زين " أنا أرجوا أن تفعلي "
صمت قليلا ﻷفكر ، لقد إشتقت لوجوده في حياتي ، كنت جد مهتمة بالمشاكل التي علقت فيها مؤخرا ، إشتقت ﻹمضاء وقت ممتع
جينا " حسنا "
زين " رائع ، سأمر ﻷخذك بعد ساعة "
ذهبت ﻷستحم و أغير ملابسي ثم ذهبت لﻹفطار و من هناك مباشرة لغرفة هاري
جينا " صباح الخير "
هاري " رؤيتك في الصباح لا تجلب الخير "
لما أتعب نفسي معه حتى ؟
جينا " سأخرج اليوم "
هاري " إلى أين ؟ "
جينا " مع زين "
إنتظرت غيرته المعتادة لكنه إستدار إلي و إبتسم
هاري " إستمتعي "
عبست لكنني أخفيت ذلك ، هل فقد إهتمامه بي ؟
نزلت ﻷجد زين ينتظر في الخارج ، أسرعت ﻷعانقه و أركب بجانبه ليبدأ القيادة
زين " لقد مضى وقت طويل ، كيف حالك ؟ "
جينا " لقد حدث الكثير مؤخرا لكنني بخير اﻵن ، ماذا عنك ؟ "
زين " لا شيء جديد ، المعتاد فقط "
جينا " إلى أين نحن ذاهبان ؟ "
زين " سترين "
قالها بتشوق لردة فعلي ، بقينا نتحدث حتى وصلنا لمعرض الكتاب
جينا " لطالما أحببت هذه المعارض "
لم أخرج منها إلا و يداي مملوءة بالكتب ، قادني للمدخل و بدأنا نتجول بين الصفوف و نتوقف عند بعض الكتب التي تثيرنا و نشتري أحيانا ، كان هناك بعض الكتاب الغير مشهورين و تحدثنا مع البعض منهم لكن عوض أن يوقعوا لنا إنتهى اﻷمر بأن يوقع لهم زين
إستمرينا هكذا لبعض الوقت ثم خرجنا من هناك بكيس مليء بالكتب و التي دفع زين كل ثمنها ، التسكع مع الشباب إقتصاد لي
ذهبنا لمطعم بعدها لكننا لم نأكل هناك ، طلب اﻷكل لنأخذه معنا و من هناك ذهبنا لبيته ، لم آتي إلى هنا منذ اﻷبد ، وضع اﻷكل على الطاولة و إنضممت له
زين " آسف لست في مزاج للطبخ و الطباخ ليس هنا اليوم "
لم أجبه ﻷنني كنت جد مهتمة بإدخال الطعام في فمي
زين " لقد سمعت عما حدث "
مع هاري ؟ مع بول ؟ مع لولا ؟ أم مع أمي ؟ إلاهي أدركت للتو أنه حدث الكثير
زين " مع بول و تلك الخادمة "
فقدت الرغبة في اﻷكل لكنني أكلت على أي حال
زين " أنا آسف لما حدث ، لا أحد يستحق ذلك ، سعيد أن هاري إكتشف اﻷمر و أرسلها بعيدا ، لكن كان بإمكانك أن تأتي إلي ، لكنت ساعدتك "
صراحة نسيت أمره تماما في تلك المرحلة
جينا " لم تخطر الفكرة في بالي "
زين " أخبرني هاري أنك كنت مقربة نوعا ما من تلك الخادمة "
جينا " أجل ، لكن لا بأس ، مجرد صديقة مزيفة "
زين " لا تلقبيها بصديقة حتى ، هي لا تستحق ذلك "
جينا " لم أكن يوما جيدة بإختيار اﻷصدقاء "
تظاهر بالدهشة
زين " لقد أحسنت في إختيار جيما و أنا "
إذا هو صديقي ؟ فقط ؟
زين " تعلمين أنني صديقك و سأكون هنا من أجلك مهما حدث "
ألم يرد مواعدتي منذ أشهر مضت ؟ هل غير رأيه ؟ أعني أعلم أنني لم أجبه لحد اﻵن و الظاهر أن إجابتي كانت ستكون ' لا ' لكن لما اﻵن ؟ لما إستسلم اﻵن و غير رأيه ؟ و لما يبدوا أن هاري تخلى عني أيضا ؟ هل إتفقا على التخلي عني ؟
جينا " أعلم ، أقدر ذلك "
.