تمرد عاشق الجزء الثالث ،(عشق...

By Sela987654321

601K 13.2K 1.5K

للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل... More

مقدمة
البارت الاول
إقتباس من البارت الثاني
إقتباس متقدم
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
اقتباس من الفصول القادمة
الفصل التاسع عشر
اقتباس من الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
السادس والعشرون
السابع والعشرون
اقتباس
الفصل الثامن والعشرون
إقتباس
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
تنويه
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
إقتباااااس متقدم

الفصل الثالث والعشرون

10.5K 317 40
By Sela987654321

عاد الامر كما كان ..
غريبين نحتسي الشوق والإدمان ..
نغامر على الحنين في ساحة النسيان ..
نكتب على الجدران كان يا مكان ..
حب ويقوده العصيان ..
غريبين ننتظر يمر الزمان ..
لعله يمنن علينا بالحنان
يا ساااااادة ..
فليشهد ﷲ أننا كنا ..
أحن من أن نخون أو نجرح أو نأذي ..
لكننا لم ننل شئ وكل شئٍ نال منا ..
ياسااادة
على أطراف أصابعي أعبر الليل...
كما لو أنني أعبر حقل ألغ..ام تفادياً لانفج..ار قصة أو ذكرى ..نسيتها يوماً ولم تنساني...

❈-❈-❈

فتح جفونه بتثاقل، من اختراق الضوء لعيناه، شعر بألم يفتك بجسده، وضع كفيه على عينيه إلا أنه شعر بشيئا فوق صدره، وتلامس كفيه لخصلاتها، ظن إنها معشوقته، فلاحت نظرته لأرجاء الغرفة، هب فزعا بعدما وجدها لم تكن غرفته، جحظت عيناه بذهول حينما لمحها تفتح عيناها بإبتسامة
-صباح الخير ياحبيبي

نظر لنفسه وإليه..يهز رأسه كالمعتوه رافضا ما رآه، لقد صعقته بمظهره كصاعقة الشتاء ..حاول التفوه ولكن كأنه شل ولم يعد يعلم كيف يكون الحديث، اتجهت نظراته برعب لثيابه الملاقاه على الأرض، هنا شعر وكأن ضلوعه تنكسر ضلعًا ضلعًا، وكأن صدره يطبق بصخرة عملاقة تمنع تنفسه..ابتلع غصته المدببة ورفع عيناه التي زاغت قائلا بهمس كاد أن يسمع
-ايه اللي جابني هنا..ذهب بذاكرته بخروجه من منزل باسم، وتشوش رؤيته، وبدأ عقله يضاربه ببعض المشاهد، هنا هب فزعًا يرتدي ملابسه سريعًا، ثم اتجه إليها وهي مازالت تجلس تطالعه بنظراتها الصامتة
جذبها بقوة من خصلاتها وباقصى مالديه من قوة قام بإرتطدام رأسها بالجدار
ايه اللي حصل بينا، انا ..
قبض على عنقها وهي تصرخ، حتى اختنق صوتها وشحب وجهها، ظهرت أمامه صورة معشوقته ببكائها
دفعها بقوة بعيدا عنه وهو يدور حول نفسه كالمجنون يزأر كالاسد، وبدأ يحطم كل ما يقابله حتى أصبحت الغرفة عبارة عن أشلاء متناثرة..جذبها بقوة بقميص نومها الذي يظهر معالمها الأنثوية بإستفاضة، ثم جذبها يدفعها لخارج المنزل حتى وصل بها للأسفل  بتلك الحالة كالمجنون، توقف أمامه أحد من وكله جواد بمراقبة فيروز، بعدما وجده يخرج بها بتلك الحالة
-جاسر باشا لو سمحت، مينفعش كدا ، لو سمحت..طالعه بتدقيق متسائلاً :
-إنت مين .!!.سحب فيروز من كفه ثم أشار إليها
-اطلعي اوضتك، وممنوع تخرجي إلا لما تجيلك الأوامر
امسكه جاسر من تلابيبه
-إنت مين ياروح امك، وازاي تتجرأ وتوقف قدامي كدا؛ وأوامر ايه

❈-❈-❈
نزع نفسه من بين كفيه قائلاً :
-أنا المقدم أيمن الجوهري، ودا عامر المسؤل عن مراقبة المدام،
تراجع للخلف مذهولا، ثم تحرك لسيارته يقودها بسرعة جنونية كالذي يتمنى موته لا محالة
استمع لرنين هاتفه نظر إليه بعيونًا مرتعشة ..وجد العديد من الاتصالات منها ومن والده
ضرب بقوة على المقود حتى شعر بتكسر عظم يديه
-آآه..صرخة هزت الأرض كما هزت قلبه الذي ينزف دون دمًا ..استمع لرنينه مرة أخرى فتوقف جانبا، يزيل عبراته مسيطرا على نفسه
-أيوة ياجنى
هبت من مكانها تبكي بصمت
-كدا تقلقني عليك، قولت رايح عشا لعمو باسم، اتصلت بيه الساعة٣ الفجر وقالي انك خرجت من ١٢ انت فين قلقت عليك
سحب نفسًا طويلا يعبأ صدره بالأكسجين الذي منع من حوله قائلاً
-اتأخرت في الشغل، كلموني ونسيت اكلمك ..قالها بعيونا دامعة بصمت نهضت متحركة لشرفتها
-هتتأخر لسة!!
انسابت دموعه وتسائل بإستخفاف
-ايه وحشتك!!

أغمضت عيناها تشعر أنه على غير مايرام فتحدثت
-جاسر إنت فيك ايه ..وضع رأسه على المقود يمنع شهقاته التي خرجت منه رغما عنه وضرب رأسه بالمقود عدة مرات ...استمع لحديثها
-جاسر ارجع متتأخرش، اه وحشتني، لو دا هيخليك ترجع

أغلق الهاتف يقبض عليه بعنف، وتراجع بجسده ونيران تلتهم صدره حتى تمنى موته بالحال..مرت دقائق وهو مازال على وضعه حتى تحرك بالسيارة متجها إلى حي الألفي

بمنزل صهيب
استيقظ على صوت هاتفه ..فتح عيناه يطالع المتصل جلس معتدلا
- ماما فيه حاجة..
-اختك عاملة ايه ياحبيبي..مسح على وجهه وأجابها:
-كويسة ياماما،انا كلمتها امبارح متقلقيش

-عز...هتفت بها نهى قائلة:
-عدي على اختك طمني عليها ياحبيبي ، قلبي وجعني عليها ..نهض من مكانه وتحرك للأسفل عندما استمع لرنين المنزل
-حاضر ياماما هعدي عليها..
مسحت دموعها تنظر لصهيب الغافي بسبب العقاقير وتحدثت :
-حبيبي هتيجي إمتى..نظر بساعة يديه
-المفروض هنسافر على خمسة ياماما ، بس معرفش ليه حضرتك مُصرة اجيلك أنا وعمو وبابا ميعرفش، وليه كل ماأسألك عن بابا تتهربي، هو بابا تعبان ياماما ، مش قولتي هتروحوا جولة سياحية..قالها وهو يفتح باب المنزل..وجد ربى تقف أمامه وعيناها ممتلئة بالدموع، فتحدث لوالدته
-ماما هكلمك بعدين..توقف أمامها يطالعها بريبة
-روبي ايه اللي جابك وعامل فيكي كدا

-إنت اللي بعت دول ..قطب جبينه متسائلًا :
-ايه دول ؟!
-الفستان والورد دا.. انت صح
تحرك للداخل حتى جلس على الأريكة وهتف
-جولك بالغلط، آسف الغبي مفكرهم علشانك..أصله قولتله ابعتهم ..رمقها بنظرة خاطفة
-يفرق معاكي ..اقتربت منه تستند على التربيزة بظهرها  وتضع كفيها على أحشائها
-ناوي تبعد عننا..نهض من مكانه ودنى منها يتعمق النظر برمايتها
-اللي باعك مرة يبيعك ألف مرة، مش دا كلامك لباباكي
رفعت كفيه تملس على وجهه
-عز أنا تعبت، قولي أعمل ايه، قلبي مجروح منك أوي، ورغم كدا بتوحشني أوي ..دنى حتى اختلطت أنفاسهما يقترب من ثغرها
-عز بيموت ياروبي وهو بعيد عنك
رفعت كفوفها تحتضن وجهه وتبحر بعيناه

❈-❈-❈
-بعد الشر عليك من الموت ياحبيبي..بتر باقي حديثها بخاصتيه، يجذبها من خصرها ليعصرها داخل أحضانه لتتأوة من شدة ضغطه بسبب حملها، ولكن هنا الأشتياق ونبضات القلوب فاقت الحدود مما جعلها تستمتع بقبلته..تراجعت فزعا عندما استمعت لصراخ جواد

ابتعدت بجسد مرتعش تكاد تسند نفسها ..وصل إليها جواد يرمقهم بنظرات نارية، ولم يسنح لأحدهما التفوة عندما رفع يديه وهوى بها على خد ربى
-اطلعي برة..امشي من قدامي
توقف عز أمامه مزهولا:
-عمو..لكمه بقوة بوجهه
-إنت ازاي تعمل كدا..ايه الانحطاط اللي بقى فيكم دا .. صفعة قوية على وجه عز
-فين اخلاقك وقيمك ياحلوف انت والبغل التاني..لدرجة دي انا اب فاشل معرفتش اربي ، مقعد معايا عيال زبالة
-عمو ..صرخ بها عز قائلا
-رُبى مراتي ..تصنم جواد بوقوفه يطالعه بصدمة
-مراتك ازاي يالا..لكمه بصدره وصاح بجنون
-إنت مش رميت عليها يمين الطلاق يالا..تراجع عز بعيدا عنه بعدما وجد حالته قائلاً :
-رجعتها ياعمو، ايه مراتي ورجعتها،واوعى تصدق الكلام اللي قالته، دي مجروحة مش أكتر وأنا هدواي جروحها ..لو سمحت ياعمو بلاش تدخل بينا
-يعني كنتوا بتلعبوا بيا، كانت بتقول كلام وبتكدب من ورايا
-لا ياعمو مش كدا..اقترب منه مستأنفًا
-معرفتش اني رجعتها اصلا..وقف  بجسد متجمد مذهولاً فأردف :
-يعني كانت بتقرب منك وتبوسها وهي مطلقة..بنت ، قالها وهو يكور قبضته ثم تحرك للخارج
امسك ذراعه عز وترجاه بنظراته
-لو سمحت ياعمو، احنا بنحب بعض بس ظروفنا مرجحتنا شوية، علشان خاطري
دفعه جواد بقوة:
-ابعد عني علشان منساش انك ابن اخويا ..قالها وتحرك متجهًا لمنزله ..توقف عندما وجد جاسر يترجل بتخبط من سيارته ..ظل يتابعه بنظراته ..أطلق تنهيدة ثم استمع لرنين هاتفه
-ايه اللي حصل؟!
اجابه الرجل
-اتصلت بحضرتك كتير يافندم
استمع لحديثه بأعين يتطاير منها الشرر، ثم أغلق هاتفه وصدره عبارة عن كتلة نارية، يريد أن يدخل يحطم ابنه..ظل بمكانه يطبق على هاتفه حتى كاد أن يكسره، ناهيك عن عروق رقبته النافرة، لأول مرة يكون بتلك الهيئة المرعبة..دقائق من الصمت المميت لديه، ثم تحرك بهدوء، محاولا السيطرة على نفسه
بالداخل ..هرولت للأسفل بعدما وجدته بتلك الحالة، خصلاته المبعثرة وثيابه الغير مهندمة ..تحركت سريعا فتقابلت بدخول جواد للمنزل، استمعا الى تحطيم شيئا بالداخل
أمسكت ذراعه وبقلب كاد أن يتوقف ذعرا على ابنها تسائلت :
-جواد جاسر ماله ، ايه اللي حصل!!

ربت على كتفها واتجه للداخل..توقف يطالعه بصدمة حينما وجده جالسًا على الأرضية يحتوي رأسه بين راحتيه، وتنهمر عبراته

دفعت غزل الباب ودلفت
-جاسر ماله ياجواد..شعر جواد بما صار، فأمسك كفيها
-غزل سيبنا لوحدنا
تحركت متجهة لأبنها قائلة:
-جاسر حبيبي ايه اللي حصل ، جنى كويسة، اتخنقت مع مراتك، أطبق على جفنيه وآه حارقة من جوف حسرته ومياه عبراته الحارقة تكوي قلبه قبل خده

اشتعل صدر جواد عندما وجده بتلك الحالة، فقام بدفع غزل بهدوء للخارج مغلقًا الباب خلفه، ثم تحرك إليه بخطوات هزيلة ضعيفة يتمنى أن يكذب حدسه ..جلس بجواره بهدوء رغم بركانه القابع بصدره فتحدث بثقل
-سامعك..أغمض عيناه بقوة كاد أن يمزق بها شعيراته الدموية،ثم انحنى برأسه على ركبته يعضا ندما على ما فعله
لحظات صمت مميتة حتى قطعها جواد
-ايه اللي حصل عند فيروز، وليه كنت منزلها بالشكل دا

تراجع بجسده يستند على الجدار
-لما كنت عارف اني هناك مجتش خدني ليه ، ليه دايما بتتأخر عليا ، ليه متبنقذنيش قبل ماأغرق

هز جواد رأسه غير راضيًا عما يقوله ثم أردف قائلًا:
-كنت عايزني اروح اجيب شاب عنده ٢٨سنة من شقة طليقته، والشاب دا ظابط ياحضرة الظابط..ياترى كنت مستني مني اعمل ايه، ادخل اضربك قلمين زي العيال الصغيرة واقولك ايه اللي جابك هنا، انا مش نبهت عليك الصبح، ليه ركبت البت دي عربيتك، ليه ادتلها فرصة تتحكم فيك

لا يعلم كيف يخرج مكنونه الذي يحرق داخله فرفع بصره لوالده
-مكنتش حاسس بحاجة، معرفش ايه اللي حصلي..خرجت من عند عمو باسم اخر حاجة افتكرتها ركبت معايا العربية
بعدها محستش بحاجة

اشتعلت أعين جواد ورمقه بإذراء
-ركبتها ليه العربية، كنت دوس عليها دا لو انت فعلا عايز تتخلص منها

-بابا لو سمحت..

لكمه بكتفه يهدر به:
-إنت بتحب البت دي يالا، ولا بتحب بنت عمك، ولا انت عجبك الموضوع كل شوية في حضن واحدة، وجاي على مزاجك وفرحان بنفسك أن الولا أمور والبنات بتدوب فيه

-بابا أنا قومت لقيت نفسي في سريرها من غير هدوم ومش فاكر حاجة

هل شعر أحدكم بطائر يذبح عنقه بسكينًا بارد وهو لا حول له ولا قوة، قبضة مؤلمة من بين ثنايا قلبه الذي بدأ يثور بنيران الغضب عندما هاله مقدار الضعف والحزن على ابنه، كم هو مؤلم أن ترى وليدك بتلك الحالة الهزيلة لقد سحبت روحه ولم يعد لديه القوة على الحديث، بل شعر بالعجز..هذا ماأحس به جواد ....
ردد  جاسر قائلاً:
-بابا أنا ممكن اكون عملت حاجة مع فيروز
بعينين متسعة كاتساع ما بين السموات والأرض..طالعه مصدوما، تمنى حينها أن تزهق روحه لبارئها

لا يعلم أي جرم ارتكبه حتى يحدث معه ذلك..ابنه حبيبه ربيبه ..فلذة كبده هو من اطعنه بخنجر بارد، هو من أسقط قيمه وأخلاقه ..ماذا يقول ذاك المعتوه ، هل جن بالفعل، ام هناك كوابيس تدار بعقله
هز رأسه رافضا حديثه وأردف بصوت ثقيل مشحون بالألم
-لا لا لا... مستحيل ، لا أنا أكيد بحلم بكابوس ..حاول النهوض ولكن اقدامه
لم تقو على حمله، كأن جسده انشق لنصفين، اغروقت عيناه بدموع الخذلان ..يتخبط ويترنح بوقوفه مرددا
-لا ..اكيد أنا ابني ميعملش كدا، لا ابني حبيبي..سندي، كبيري، هو اللي كسرني

نهض جاسر من مكانه عندما وجد شحوب وجهه، اقترب منه
-بابا والله ماكنت حاسس بحاجة، والله مااعرف ايه اللي حصل..دنى يمسك كفيه يقبلها بدموع الوجع
-سامحني والله غصب عني..مش فاكر عملت ايه
هوى على المقعد يفتح زر قميصه عندما أحس بعدم قدرته على التنفس، كأن لم يوجد اكسجين بالغرفة
اقترب جاسر وأعطاه سلاحه
-موتني لو دا يريحك، موتني وريحني من العذاب دا كله

دفعه جواد بقوة لم يعلم كيف اكتسبها

ثم نهض  من مكانه وارتفعت صيحاته حتى زلزلت المكان يعنفه غاضبًا
-اسمعني علشان انت خلاص مبقاش نافع معاك حاجة ، تعبت وقرفت من عمايلك، كل مرة بتحملني تهورك وغلطك، لو سمعت مني من الأول مكناش وصلنا للمرحلة دي، بس شكل الموضوع جه على هواك
انحنى يمسكه من اگتافه يهزه بعنف وزمجر قائلاً:
-بنت عمك هطلقها يابن جواد وروح كمل حياتك مع الاشكال اللي زي فيروز، لأن فرصك عندي انتهت، عمك بين الحياة والموت وانا هنا بلم في مصايبك مع زفت الطين فيروز، ليه علشان حضرة الظابط الفاشل مش قادر على حتة بنت جاية من الكباريهات ..انا جواد الألفي على اخر الزمن اسمي يبقى جنب حتة زبالة بسبب ابني، دفع المقعد بقدمه حتى سقط وصرخ به
-الغلط مش عندك، الغلط عندي اني قبلت واحدة زي دي تتحكم في عيلتي

امسكه يوقفه يهزه بعنف
-كام مرة نبهتك وقولتلك ابعد عنها ، كام مرة قولتلك سبني عليها، وحضرتك عملتلي دكر ..وتقولي انا هتصرف
دفعه بقوة بالجدار
-بنت عمك دخلت المستشفى بسببك، عمك بين الحياة والموت بسببك، اختك سابت بيت ابوها بسببك، العيلة اتفركشت بسبب ، روبي حياتها ادمرت بسببك، ايه كنت عايز تسمع من ابوك دا، اه حتة عيل معرفتش اربيه، والنهاردة رجعلي وتقولي مش فاكر ايه اللي حصل معرفش حصل بينا ايه
امسك المقعد ودفعه بقوة على النافذة حتى سقط زجاجها بالكامل ، وقام بتحطيم كل ما يقابله، وهو يزأر كالأسد الذي منع عنه طعامه، ويريد الانقضاض على فريسته قائلا بصوت كالرعد
-ابني على اخر الزمن يطلع زاني...آه صرخ بها صرخة اهتزت لها جدارن المنزل
استمع لطرقات غزل على باب الغرفة
-جواد افتح الباب
-غزل..صاح بها بغضب حتى تحركت من أمام الباب
رفع نظره لابنه
دار حول نفسه كالمجنون، يجذب خصلاته بعنف
-ليه يابني ، ليه تعمل فينا كدا..دي اخرتها ياجاسر، تطلع زاني في الآخر

انتهكت صحته حتى هوى على الأرضية ولسان حاله
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
"اللهم اجرني في مصيبتي"..قالها بشهقة بكاء وانسابت دموعه، مرددا
"لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
زحف لوالده يرفع ذراعيه يبكي بشهقات مرتفعة
-سامحني يابابا والله ماكنت اعرف هوصل لكدا، عمري مافكرت أنها تكون بالحقارة دي
عيناه تحجرت بالعبرات واهتز داخله بنيران مستعيرة من حالة والده التي يراه بها لأول مرة
-بابا..همس بها جاسر، عندما زاغت نظرات جواد بأنحاء الغرفة، ولم يرى منه سوى عبراته التي تنساب بصمت
لا يعلم أن والده داخله يغلي كالمرجل الذي جف مائه
وضع رأسه على ساقه  وأردف بنبرة خافتة تكاد تسمع:
-لما فوقت مفكرتش غير فيك، عارف انك هتتصدم وممكن تروح فيها، بس وحياة ربنا انا معرفش ايه اللي حصل ولا فاكر غير. اني ركبت العربية وبس

سكت هنيهة ثم تنهد تنهيدة مرتعشة
وآهة طويلة كانت أبلغ رد في تلك اللحظة التي تحرق بها روحه

-هموت يابابا..ابنك هيموت من اللي بيحصل معاه، حاسس بصخرة بتهدني،

رفع جواد كفيه يمسد على خصلاته
وهمس بتقطع
-جاسر..اعتدل ينظر لوالده برجاء أن يرحم ضعفه، ثم اومأ برأسه منتظر عقابه:
-إنت عايز ايه يابني، عايز ترجع فيروز، ولا عايز جنى، علشان افهم هعمل ايه ..أنا مبقتش فاهمك، ماهو لو بتحب جنى كنت مستحيل تخلي فيروز تكسرك كدا، ولا كنت قربت منها مفيش راجل بيحب واحدة ويقدر يكون مع واحدة تانية ، صعب ياجاسر،

-بابا أنا عايز حياة مستقرة مع مراتي وبس، فيروز متهمنيش ، مش عايز غير البنت اللي اول ماقلبي عرف يحب دقلها
لاحت ابتسامة حزينة على وجهه جواد فخلل أنامله بخصلات ابنه مردفًا
-يبقى لازم تتعب شوية، ومتكنش بالضعف دا، عيب الراجل يبقى ضعيف، الراجل بقوته، فكر وشوف إنت عايز ايه بالظبط.. وبالنسبة للي حصل النهاردة مش عايز أي مخلوق يعرفه، لحد ماارجع من السفر، لازم نقعد مع جنى الأول وتحكلها، ولو هي متمسكة بيك هترضى، أما لو كان الموضوع تقيل عليها فاعذرها مفيش ست تتحمل اللي اتحملته جنى..جنى بتحبك من زمان، وكانت بتشوف مراتك في حضنك، كفاية عليها وجع، ولو ليكم نصيب في بعض صدقني لو أنا بنفسي حاولت اطلقكم مش هقدر

❈-❈-❈

رفع كف والده وقبله
-أنا بحبك أوي يابابا..اوعى تفكر كلامي ليك دا كره، والله ابدا طول عمرك مثلي الأعلى
ضمه جواد لأحضانه بقوة وانسابت دموعه
-إنت نور عيني ياجاسر، عايزك تبقى قوي ومتضعفش ولو قلبك هيضعفك دوس عليه، سمعتني دوس على قلبك اللي يخليك ضعيف حتى لو مع جنى نفسها، اوعى تضعف وتذلل لحد مهما حصل، انت راجل، واللي يحاول يقل بيك امسحه من على وش الدنيا

سكت للحظة، ثم سحب نفسًا وزفره بقوة
-قوم اعدل هدومك وظبط نفسك، مش عايز مامتك تعرف حاجة ، ولو سألتك قولها متخانق مع جنى، نهض جواد من مكانه ونفث دخان غضبه ثم هتف بنبرة تحذيريه
-لو شوفتك ضعيف تاني انا اللي هدوس عليك بنفسي..ياله قوم خد شاور وحصلني على تحت لازم نروح مشوار قبل اي حاجة
قالها جواد وتحرك للخارج، محاولا السيطرة على نفسه..هبت غزل متجهة إليه تنتظره بالخارج
-جواد..توقفت تطالعه بنظرات تفحصية
-جواد كنت بتزعق وتصرخ ليه، ايه اللي حصل ، جاسر عمل ايه
ضمها لحضنه ثم طبع قبلة أعلى رأسها
-حبيبتي مفيش حاجة ، مشاكل جاسر وجنى، ابنك متهور كالعادة
كانت تطالعه بصمت، ثم أدارت وجهه ونظرت لعيناه الهاربة
-بص في عيني ياحبيب عمري وانت بتكلمني وقولي مخبي عليا ايه

رسم ابتسامة على ملامحه ثم انحنى
يمرر إبهامه على ثغرها
-زيزو بتكذب جوزها بعد ٣٠سنة جواز
وانا اللي كنت بقول هأجل السفر النهاردة علشان اشبع من حضنها شوية قبل مانسافر، هناك ممكن مانشوفش بعض غير دقايق
-تأجل السفر ياجواد..وعلشان تشبع بحضني .. اقتربت منه تحتضن وجهه وتخترق عيناه بنظراتها
-مخبي عليا ايه ياجواد..انحنى يطبق على ثغرها بقبلة شغوفة ..حتى رفعت ذراعها تعانق رقبته ..ثم سحبها من كفيها
-تعالي يازيزو ، محتاجك في موضوع، ابتسمت متناسية ماصار منذ دقائق وتحركت بجواره تحتضن ذراعيه متجهين لغرفته

بمنزل جاسر
كانت جالسة بالشرفة تنتظر وصوله، وضعت كفيها على صدرها متنهدة
-ياترى انت فين ياجاسر ، وصوتك متغير ليه يارب مايكونش اللي في بالي يابن عمي..ماهو أنا مش هستنى لما تيجي 
هزت رأسها رافضة حديثها مع نفسها قائلة
-ايه اللي هبل دا، انتي اتجننتي فعلا صدقتي الكدبة ماانتِ عارفة أد ايه هو وبيحبك..رفعت هاتفها مرة أخرى

لحظات تكاد تموت من الغيرة وعقلها يصارع قلبها ...بغرفته بمنزل والده خرج على رنين هاتفه، توقف ينظر لأسمها وصورتها
أطبق على جفنيه ورفعه بأنامل مرتعشة، ثم وضعه واتجه لغرفة ملابسه

بعد فترة من الوقت كان يجلس أمام الطبيب ينتظر مابداخل التحليل

نظر الطبيب لتلك الورقة ثم اتجه إلى جواد
-زي ماحضرتك توقعت يافندم، فيه مادة غريبة بدم جاسر، وللأسف التحليل ظهر المادة دي ..نوع من حبوب الهلوسة والجنس

ارتفعت دقاته بعنف، وشعر بالأختناق، فنهض بترنح قائلاً
-يعني افهم من كدا ..ممكن يكون حصل حاجة
أوقفه والده قائلاً:
-جاسر ..اتجننت اقعد واسمع الكلام، ثم اتجه للطبيب
-هي ليها آثار جانبية يادكتور
نزع الطبيب نظارته الطبية ثم أردف
-بص ياجواد علشان اكون صريح معاك
دي بتكون خطيرة لو كان مدمن على اقبالها، يعني فيه رجالة كتير بتاخد منها في حالة يعني..صمت الطبيب قائلا
-أكيد عرفت قصدي
اومأ برأسه وهتف :
-لا يادكتور دا حد حب يعمل مقلب مش لطيف مع جاسر، فكنا عايزين نتأكد من نوع الحبوب بس
انطفأ وجهه ثم نهض متحركا سريعا للخارج..توقف جواد يشكر الطبيب وتحرك خلفه
وصل إلى سيارته، ونيران داخلية تحرق دواخه وقلبه يصفعه بقوة
-قدرت تخون جنى ياجاسر، ازاي قلبك قدرت يعمل كدا..كور قبضته يضرب فوق السيارة حتى وصل إليه والده
-اركب ياله لازم اتحرك خلال ساعتين

استقل السيارة بصمت وقادها وهو يطالع الطرق بذهن مشتت وقلبًا مفتت انتبه لحديث والده
-اياك تقول لجنى لحاجة..نظر لوالده بتيه وأردف
-بابا ازاي وصلتلي الحبوب دي، عمو باسم مستحيل يعمل كدا

-باسم ميعرفش ياجاسر، دي فيروز لعبت أكيد على مراته، حتى ممكن مراته متعرفش، بس ازاي حياة دخلتها البيت، انت بتقول مشفتهاش، يبقى فيروز اتفقت مع الخدامة ممكن
نظر للخارج وأجابه بنبرة متقطعة
-أو ممكن حياة نفسها ماهم صحاب وعملوها قبل كدا

هز جواد رأسه رافضا حديثه
-لا مظنش، حياة مش كدا، ولو بتفكر في اللي عملته فهو غصب عنها، باسم مرحمهاش في الأول وأي حد مكانها كان عمل كدا وأكتر...انا ميهمنيش دلوقتي غير مراتك، خايف عليها ، امسك ذراعه وتطلع إليه
-جاسر لسة علاقتك بجنى متوترة
لسة واخد منها موقف

أطلق زفرة حارة وهتف
-بابا جنى كل شوية تقولي عايزة تطلق، وانا مستحيل اطلقها، سمعتني مستحيل حتى لو هقعدها غصب عنها

نظر جواد للخارج وأجابه
-مطوعهاش الست عايزة الحب والحنان، وانت اكبر مسهوك في المواضيع دي
رمق والده بنظرة صامتة ..التفت إليه جواد يرفع حاجبه ساخرا
-ايه بقول حاجة غلط، مش دي الحقيقة، غبية جنى معرفش حبيتك على ايه، طب والله الواد ياسين احسن منك ولا أوس، معرفش سبتهم ليه ومسكت في حلوف زيك، ولا جواد دا كان هيعرف أنه معاه أميرة
بابا..صاح بها بغضب وزمجر من بين أسنانه ونار الغيرة تحرقه
-جنى حبيبتي قبل ماتكون مراتي، وكنت هتجوزها هتجوزها غصب عن الكل حتى غصب عن حضرتك

رمقه جواد بنظرة ساخطة لم يفهم معناه ثم تحدث
-اللي يسمعك بتقول كدا يقول ان الولد متجوزش عليها ومراته حملت مرتين، جذبه من تلابيبه
-كنت بتحبها ياخويا وجايلك نفس للعقربة، ولا الجمال ودع الحب يالا،مش بقول مسهوك يابن جواد

ابتلع غصة مُرة  كالعلقم أحكمت حلقه حد الأختناق حتى لمعت عيناه بالعبرات قائلاً:
-اه كنت، بس فكرت كنت بحس بإيه يابابا..ذهل جواد من حديثه حتى طالعه بصدمة متسائلًا
-جاسر ..ربنا اعطاك فرصة حلوة بدل اتعذبت زي مابتقول، حافظ عليها، امسك فيها بايدك وسنانك

❈-❈-❈

عند جنى بعد فترة
هبطت للأسفل تبحث عن عاليا وجدتها تجلس تحتسي قهوتها تنظر للأمام وهي تحتضن كوبها بين يديها..جذبت مقعدا وجلست بمقابلتها
-صباح الخير
رفعت عاليا نظراتها إليها
-انتِ شكلك عامل كدا ليه، ايه منمتيش ..فركت وجهها ثم أجابتها
-معرفتش انام وجاسر لسة مرجعش

وضعت عاليا كوبها وتسائلت
-ماتحكيلك قصة الظابط الولهان دا
ضيقت جنى عيناها ثم ابتسمت
-ظابط وولهان!!
وياترى ياحضرة المشاكسة عرفتي منين
اقتربت منها وهمست تغمز لها
-أصلك ماشفتهوش يوم ماسقطي، كان زي المجنون، والله صعب عليا وكان بعيط وبيضمك لحضنه زي الطفل الرضيع ..لمست كفيها
-هو فيه حب كدا، وبشوفك كمان بتبقي عايزة تاكليها بعيونك

ابتعدت بنظراتها وتنهيدة محملة بوجع الحب قائلة:
وانا بعشقه وبموت لو بعد عني..اتجهت بنظرها لعاليا وتحدثت مبتسمة
-تعرفي كل شوية أقوله طلقني علشان بعشق جنانه وتمسكه بيا، رغم اني عارفة فيه واحدة في النص بينا
-استني استني ..تقصدي إيه فيه واحدة بينكم
اختنق صوتها وازدادت ضربات قلبها تقص لها حكاية العشق اللاذع بينهما

شهقة خرجت من فم عاليا
-ياحبيتي..دا إنتِ اتوجعتي اوي، ازاي قدرتي تتحملي الوجع دا

ابتسمت جنى رغم دموعها التي انسابت قائلة :
-وقت مابيخدني في حضنه بنسى الوجع دا ..مش عايزة حاجة غير اكون جوا حضنه وبس ياعاليا، عارفة أنه بيحبني، بس بيوجعلي قلبي لما بشوفه بتهاون بقلبي
اقتربت  عاليا تحتوي وجهها بين راحتيها
-هو بيحبك وانتي بتحبيه يبقى الباقي مايلزمكيش، حاربي للحب دا بس المهم تتاكدي انك بتحبيه

اومأت لها ثم ابتسمت قائلة:
-احكيلي بقى حكايتك ايه، وليه ياسين اتجوزك
رغم سؤالها البسيط إلا أنه كان كالخنجر الذي اخترق صدرها، سحبت نفسا وزفرته بوجع وكأنه اشواك خربشت جوفها فتحدث
-من تلات سنين ابن عمي فجأني أنه بيحبني، كنت لسة في أولى جامعة، انا كنت معجبة بيه، هو كاريزما وكمان شخصيته قوية، شغال محاسب في بنك..ابتعدت ببصرها وذكريات مأسوية تصفعها فاستانفت
-دخل عليا بالحب، وانا للاسف عبيطة وصدقته، انسابت عبراتها فرفعت نظرها بعيناها الباكية
-والله كنت بحبه ياجنى، حبيته اوي، شوفت فيه كل حاجة حلوة في الرجالة..أزالت عبراتها
-اصلي نسيت أقولك رسم عليا دور الحنية والرجولة وأنه بيخاف عليا ووو
حاجات كتيرة تتمناها اي بنت في حبيبها ، لحد ما خلاني متعلقة بيه، لدرجة مبقتش اقدر اعدي يوم من غير مااشوفه..وضعت كفيها على صدرها علها تهدأ من الوخز الذي يرافق أنفاسها وكأنه يسحب روحها
اتقدملي ووافقت رغم رفض كريم وماما بس بابا كان موافق وهو اللي وقف معايا واتخطبنا وفضلت قصة الحب سنتين لحد ماجه اليوم اللي انكشف وشه الحقيقي

هنا شعرت بقبضة تعتصر صدرها حتى شحب وجهها وشهقة خرجت من فمها مع بكائها
-خرجت مرة من الجامعة لقيته مستني وعمل حوار غدا، واتصل ببابا، وانا الهبلة صدقته
ارتجف كفيها تضغط بقوة على فنجانها ومع ارتعاشة لجسدها وعبراتها تغرق وجهها ..ربتت جنى على ظهرها تهز رأسها حتى تكمل مابدأته
رفعت وجهها وعيناها التي أغرقت وجهها ..دنت جنى تزيل عبراتها تهتف
-مايستهلش صدقيني، وحياة ربنا ما يستاهل دمعة واحدة من عيونك
-خدرني ياجنى، حطلي منوم في الأكل
وخدني شقة صاحبه، قومت من النوم لقيت نفسي نايمة على سرير من غير هدوم والحقير مصورني
شقهة خرجت من فم جنى تضع كفيها على فمها تهز رأسها بعنف
-مستحيل !! بتقولي ايه
ارتفع صوت بكائها تضع كفيها على وجهها
-صورني عريانة، ومعرفش عمل ايه تاني، وهددني لو ابوكي مكتبش المصنع باسمي  قبل الجواز هفضحك، اداني ورق وقالي لازم ابوكي يمضي عليه قبل فرحنا والا هدمرك 

كان طمعان في مال ابويا، ومن فترة كان فيه مشاكل على الميراث بين أبوه وبين ابويا ..بس جه عمي وقال خلاص مش محتاجين حاجة، جدي كان أدى عمي نصيبه وهو ضيعه، والباقي كتبه لبابا وعمتي، بابا كبر المصنع وعمل محلات للحلويات، وشغله كبر، عمي طبعا اتجنن هو خسر فلوسه في البورصة، وكان لازم اللي يعوضه، فعملوا اللعبة دي

صمتت تلتقط أنفاسها ثم أكملت
-رجعت البيت وانا منهارة مش عارفة اعمل ايه وافكر، عقلي وقف على كل حاجة..مكنش قدامي حل تاني ياجنى، لازم انقذ سمعتي وسمعة اهلي ، تغور الفلوس، بس بابا ميستهلش تعبه يضيع في الأرض..خالد له اخت طيبة اوي ومبيعجبهاش أفعال ابوها
قولتلها كل حاجة..قالتلي خلي عمي يمضي على الورق ويديلك الصور وانا هتصرف، انا قولت اكيد بتلعب عليا

المهم قولت اللي ربنا كاتبه هيكون،. وفعلا حطيت الورق زي ما قال ودخلت اكلم بابا وهو بيمضي على شوية حاجات..علشان مايخدش  باله

سحبت نفسا عميقا واستأنفت. :
-وادتله الورق زي ما اتفقت مع سما اخته، فرح وقالي جهزي نفسك للفرح ، انا بحبك ياعاليا صدقيني، وعملت كدا علشانك، رفضت وقولت مستحيل اكون مراتك لو هتموتني ..خنقني وقالي لو مجهزتيش للفرح هفضحك اوعي تفكري أن الورق يهمني اكتر منك، انا بحبك انتي، وبدأ يهجم عليا ويعتدي عليا بطريقة حيوانية ياجنى، وفهمني أنه سلب شرفي في اليوم إياه
انا مش عارفة أصدقه ولا لا..رضيت بنصيبي ووافقت..

وبعد اسبوع كان الورق سما رجعته قبل ميعاد الفرح باسبوع، في الوقت دا كريم حاول يوقف الجوازة بس أنا كنت خايفة من الصور اللي معاه، ابتسامة ساخرة لاحت على وجهها
-ورغم دا كله كنت بصدقه لما كان بيقولي انا بحبك وعايزك، انتي اهم من أي حاجة..

لم تستطع منع عبراتها تأثرا بآلام قلبها التي نازعت روحها فأستانفت حديثها المؤذي لقلبها
-اجمل اسبوع عيشهولي قبل الفرح، حسسني اني اهم شخص في حياته زي ماقال، كنت خايفة يعرف موضوع أن سما سرقت الورق ورجعته، انا حرقته قبل مابابا يشك، كان مخطط يسجله بشوية فلوس رشوة ، بس جاله سفرية ضرورية وسافر، ولما رجع كان قبل الفرح ..ومتقبلناش من يوم ماسافر  دبي ورجع قبل الفرح بيوم ..كلمني فون وقالي اتجهزي ياحبيبتي فرحنا بكرة، عايزك تبقي احلى عروسة..مخبيش عليكي ياجنى، انا كنت لسة بحبه، مش شايفة اي راجل احسن منه، ادتله عذر أنه عمي اتظلم من حقه في ميراث جدي زي مافهمني..بس جه يوم الفرح ومسح اي ذكرى بينا حلوة وخلاني اكره اكتر شخص في الدنيا حبيته

تنهدت بقلة حيلة تهز أكتافها
-لقيت كريم بيقولي دا هيكتب عليكي أصل ابن عمك قال فيكي كل الكلام الحلو ..وطبعا بابا وكريم صدقوا وجوزوني غصب عني ياسين المتهور دا..

ضمتها جنى لأحضانها قائلة
-عارفة انا المفروض اشكر ابن عمك دا، علشان خلاني اعرف اجمل بنوتة في الدنيا
ابتسمت من بين بكائها
-انتي جميلة اوي ياجنى، ربنا يسعدك مع حبيبك يارب
رفعت جنى كفيها للسماء قائلة:
-ياااااارب يسمع منك،اصل معمولي عمل على قرموط في بحر مليان ميه جارية
قهقهت  الفتاتان كأنهما لم يتوجعا من ألم الحب ثم توقفت جنى
-قومي  نعمل نسكافيه، وادخلك فن الرسم هينسيكي كل حاجة ، تذكرت شيئا فطالعتها
-بس ياسين ابن عمي طلع راجل اوي ياعاليا، الواد الصراحة عجبني من الموقف دا

مصمصمت شفايفها بحركة مرحة ولطمت كفيها ببعضهما
-اهو دا زي التور اللي مصدق طلقوه من عنبر الحيوانات
قهقهت جنى عليها تلكزها بكتفها
-بس يابت..دا ياسو العشق، تعرفي ياسين دا اكتر واحد في ولاد عمي بحبه، تحسيه راجل في نفسه
وضعت عاليا وجنتيها فوق راحتيها ترمقها مستهزئة:
-اممم..يامحنو ، كملي  وياترى حضرة عبالظابط يعرف ولا دا عادي علشان إخوة ياحنينة

أطلقت ضحكة ناعمة تهز رأسها
-إنتِ مشكلة وحياة ربنا، وبعدين عيني في عينك كدا الواد مش هزك يابت، دا عليه عضلات سالمان خان

ارتفع وجه عاليا بشبه إبتسامة
-دول عضلات الحمار الوحشي، بقولك تور وطلقوه تقوليلي يعجبك
❈-❈-❈

سحبت نفسًا ناعما وذهبت بذاكرتها
-ياسين معذور، اتخدع ببنت حبها وهي لعبت بمشاعره ممكن الموضوع اثر عليه علشان كدا بيعاملك بقسوة، بس ياسين مفيش أحن منه صدقيني، جامع صفات عمو جواد كلها وقت الوجع تلاقيه سندك ووقت الفرح تلاقيه سعادتك
-شوفت ياحضرة الظابط مراتك بتتغزل بجوزي..هبت فزعة قائلة
-جاسر متفهمش غل..ولكنها توقفت عن الحديث عندما التفت ولم تجد أحدا واستمعت لضحكاتها
-كملي ياست المتجوزة، كان نفسي يسمعك، وقتها كنا قرينا الفاتحة على ياسو بتاعك وخلصت منه، واهو اورثه بدل ماانا مش مستفادة حاجة منه
دفعتها بقوة تسبها ثم ولجت للمطبخ

❈-❈-❈

عند جاسر وجواد
توقف بالسيارة أمام منزل والده..نظر جواد امامه وتحدث
-جاسر!!
كنت تعرف إن فيروز مشلتش الرحم
جحظت عيناه ينظر لوالده بذهول
تقصد ايه حضرتك يابابا
استدار إليه بجسده
-امها لعبت لعبة حقيرة يوم حادثة جنى فعلشان يخرجوا منها امها خلت الدكتور ينزل الجنين، وقال إن الرحم لازم يتشال من النزيف

بملامح جامدة تنبت من الصدمة والذهول ، كان يستمع لوالده وكأن أشواك مسننة تخربش صدره بالكامل،
فاستدار يبتعد بنظره وصدره فوهة بركانية للانصهار قائلاً:
-لدرجة دي يابابا، يقتلوا نفس بريئة علشان يهربوا ..حمحم جواد قائلا:
-أنا مقصدتش دا ياحبيبي، أنا اقصد حاجة تانية، وبعدين مش عايزك تزعل انت ربنا عوضك، وبكرة مراتك تجبلك بدل العيل اتنين وتلاتة، اللي أقصده من كلامي لو حصل حاجة بينك وبين البت دي وانت مش فاكر ممكن بعد كام شهر تيجي تقولك أنا حامل، حتى لو مكنتش حامل وقتها هتعمل شوشرة، وحياتك هتتدد، غير المرة دي مستحيل صهيب يسامح، صدقني وقتها هيدوس عليا علشان بنته، فلازم تشوف هتعمل ايه، انا قولت لأيمن يحبسها في بيتها وممنوع تخرج حتى لو وصل بيا الحال اموتها، أصل اللي زيها ميستهلش الشفقة والرحمة

زفر بحدة ليخرج وجعه القابع بصدره قائلا:
-أنا اللي خايف منه أنها تكون مصورانا وتبعتها لجنى، وقتها مش هقدر اعمل حاجة، دا من مجرد كلمتين كل شوية تقولي طلقني، تخيل لو عرفت حاجة زي دي ممكن تعمل ايه

حياتي اتهدت انا حياتي كدا اتهدت..ظل يرددها وهو يضرب المقود بعنف حتى كاد أن يكسر معصمه
امسك والده كفه قائلاً
-اثبت وفوق لازم تفكر هتنهي الموضوع دا ازاي من غير خسارة، اولا فيروز مش هبلة علشان تجري تقول لجنى دلوقتي ، هي بتخطط لحاجة اكبر، انت استغل الموضوع دا علشان تخلص منها للأبد، أشار بسبباته محذرا إياه
-إياك تتمادى بغلط اكبر من غلط، انت ظابط كل خطوة تكون بحساب، راجل قانون من الاخر
زمان دفنت واحدة حية لما فكرت تقرب من امك، وبيجاد دفن عمتي وبنتها علشان غنى، ياترى يابن جواد انت هتعمل ايه علشان مراتك

أنهى حديثه بنظرة قاتمة تحمل من التحذير مايكفي لإفاقة ابنه

ترجل جواد من السيارة ثم استند على بابها
-قدامي أقل من ساعتين هسافر مع عز ومامتك، عمك حالته مش تمام ، مش عايز نهايته تبقى على ايدك ياجاسر، اللي عمل في عمك كدا، جنى ..مجرد ماجنى بعدت عنه شوفت حصله ايه، تخيل لو حصلها حاجة بسببك ممكن يعمل ايه..كلمة أخيرة
مهما جنى تقولك طلقها متسمعش كلامها، دي عاملة زي امك كلام في الهوا، اصلي عانيت قبلك يابن جواد، بس الفرق بينا كبير ..انا مكنتش بستحمل دموعها، لكن إنت ماشاء مكنة قهر برجلين ماشية على الأرض

اعتدل بوقفته يشير بيده
-ارجع على بيتك، مراتك اتصلت بمامتك مرتين هتموت عليك من الخوف، رغم انك حلوف معها، حاول متبينش حاجة لحد ما نعرف بنت هاشم بتخطط لأيه، مع اني عرفت خلاص أنها مش عايزة غير تخنقك حواليها وخلاص

❈-❈-❈

وصل بعد قليل  لمنزله ينظر إليه بألمًا يفتت قلبه وجعًا، ترجل بهدوء، وبخطوات بطيئة كأنه يتعلم المشي حتى وصل إلى الداخل ..وجدها تخرج من المطبخ تجمع خصلاتها بقلمها الرصاص، وابتسامتها التي حُرم منها تزين شفتيها وهي تهتف:
-خلاص يابنتي، والله لأقول لياسين لما يرجع..ولكنها توقفت عن الحديث وتجمدت إبتسامتها، عندما وجدته يقف بتلك الحالة يستند على الجدار..وضعت كوبها فوق المائدة وهرولت إليه
-جاسر!!
طالعها بعيون الخذلان والألم ..وقفت أمامه تحتضن وجهه عندما وجدت دموعه المتحرجة داخل مقلتيه، ارتفعت دقاتها حتى كادت تخترق ضلوعها فتسائلت :
-حبيبي مالك ايه اللي عامل فيك كدا..

ابحر برماديته على ملامحها الندية، تمنى يزهق روحها داخل احضانه، يعشقها بجنون

أمسك كفيها الذي تحتضن به وجهه وأغمض عيناه متسائلا:
-بجد ياجنى أنا حبيبك ..

ابتلعت غصتها وتناست ماصار إليها

فهزت رأسها

ازاي لسة  بتسأل ياجاسر،
-مبقتش واثق فيكي مش دا كلامك
آلمها حديثه وكأنه غرسها بخنجر بروحها 
-سبيني ياجنى!!
-لا إنت فيك ايه ، ايه اللي حصل معاك
تحرك متخبطا
-مفيش حاجة!!..نظرت لعاليا الصامتة ثم اتجهت إليه سريعا
-جاسر!!
أغمض عيناه محاولا السيطرة على نفسه..اقتربت منه تبحث بعينها عن  مايؤلمه، احتضنت ذراعه
-مش هتقول لجناك مالك ..

كعصفور بترت اجنحته، تحرك وهو يتحدث:
-تعبان بس وعايز ارتاح ..لحظات مرت عليها وهي تراقب تحركه ..وصلت إليها عاليا
-ايه مش هنروح المرسم
هزت رأسها رافضة
-لا ياعاليا، هروح اشوف جوزي ماله..آسفة مش هقدر اركز في حاجة وحالته كدا
ربتت عاليا على كتفها
-لا ياحبيبتي روحي ...تحركت سريعا متجهة للأعلى..
دفعت الباب ودلفت للداخل وجدته ينزع ثيابه متجها للمرحاض..توقف ينظر إليها بصمت حتى اقتربت منه
-إنت مخبي عليا إيه

هنا تحرك إليها بخطوات بطيئة وعيناه تعانقها وروحه تأن بألم ينخر بصدره، امسك كفيها يربت عليهم
جنى أنا محتاجك أوي

احتضنت كفيه التي يمسكها بها، وطبعت قبلة عليهما
وجنى جنبك هنا

جذبها بقوة يضع رأسه بعنقه وآه حارقة خرجت من ثنايا روحه هامسًا بأنفاسه الحارة
-"تعبان..تعبان اوي"ترقرقت عيناها واقتربت تلامس خاصته هامسة له
-سلامتك حبيبي من التعب..ابتسامة من ثنايا عشقه يعصرها بقوة لأحضانه حتى ذابت منصهرة تشدد من أحضانه تستمع لحديثه
"مش عايز غيرك..والله ماعايز غيرك ..أخرجها من حضنه..والتقط كرزيتها بعشقه الجان، يفصل جنان عشقه وسبح بعسلها يدنو من ثغرها
"خديني في حضنك، حبيبك تعبان

سحبت كفيه حتى وصلت للفراش تتمدد بجواره على الفراش ...وضع رأسه بأحضانها، وكأن هنا ملاذه وراحته أغمض عيناه يسحب عطرها الذي أصبح جرعته..خللت أناملها بين خصلاته
-احكيلي حبيبي ، قولي ايه اللي تعبك، واتأخرت ليه، مكنتش عند عمو باسم

ظل صامتا لدقائق ناعمة بينهما وهي تتلاعب بخصلاته
-مش عايز تحكيلي ياجسور،هانت عليك جنجونة حبيتك تخليها قلقانة عليك
رفع رأسه من أحضانها
-جنى إنتِ لسة زعلانة مني ..وضعت رأسها بجوار رأسه ثم رفعت كفيها على وجهه
-وأنا لسة مبأثرش فيك ياجاسر، بقيت عادية ومبقتش تحبني، مش انت اللي قولت كدا

دنى بأنفاسها الحارة
-كذاب ..فيه حد يصدق واحد كذاب، امسك كفيها يضع موضع قلبه ثم همس وهو يلامس ثغرها بخاصته
-طول ما دا بيدق اعرفي انك ساكنة الروح، وقت مايوقف عن النبض اعرفي أني ميت وانك ميتة

دنت تختبأ بأحضانه، ثم رفعت ذراعيه تحاوط خصره
-طيب ليه كل شوية توجع قلبي ياجاسر..داعب وجهها يمرر أنامله عليه بالكامل
-أنا مجنون بيكي ياجنى..زي ماانت مجنونة بيا ياروحي

لمعت عيناها بالسعادة مما جعلها تضع رأسها بعنقه هامسة له
"بحبك أوي يابن عمي"
مسد على خصلاتها مقتربا من ثغرها
"وأنتِ بقيتي ادمان لابن عمك يابنت عمي" قالها وهو يحتوي ثغرها ليذيقها من ترانيم عشقه

عند جواد بعد خروج جاسر
وصل إلى سيارة عز الذي يضع بها حقيبته..فتح الباب واستقلها
-وصلني عند باسم في عشر دقايق، تعرف يالا
توقف يحدجه بتساؤل
-فيه حاجة ولا إيه ؟!
انزل يعني ولا إيه !!

وصل بعد قليل فاتجه ببصره إليه
-خليك هنا خمس دقايق ورجعلك

ترجل من السيارة متجها اليه، ولج للداخل بعدما استقبلته الخادمة..كان باسم يجلس يتناول إفطاره بجوار زوجته وابنه

توقف أمامه يرمقه بغضب ووجع بآن واحد..نهض باسم من مكانه بعدما وجد ه بتلك الحالة
-جواد!!

اقترب منه جواد والحزن يجوب على ملامحه حتى حفر ثقوبا بداخله وعيناه تناظره بصمت
-جواد مالك بتبصلي كدا ليه؟!

صمت برهة يتأمل الحسرة والخذلان المرتسم فوق ملامح جواد..فأمسك كتفه يهزه
-جواد..دفعه جواد مبتعدا
-ولادي اعتبرتهم ولادك، كنت ببقى نايم مرتاح علشان عارف انهم عند بيت ابوهم زيك زي حازم وسيف وصهيب

ظل باسم يستمع إليه بعينين متوهجتين كالنيران ..فرفع كفيه أمام جواد
-جواد ايه لزوم الكلام دا
لكمة قوية بوجه باسم يدفعه بقوة حتى سقط على المقعد يمسكه من تلابيبه
-أنا ابني على اخر الزمن يزني بسببك ياباسم ..ابني يتغدر بيه في بيتك..في بيت اخويا يالا.
توقف باسم مذهولا ينظر إلى حياة التي تضم ابنها تحتضنه حتى لا يرى صراعهما، ثم استدار إلى جواد
-تقصد ايه ..انحنى جواد يحاوطه بذراعيه
-ابني اتحطله حاجة في اكله أو شربه هنا ياباسم، والست فيروز مستنياه برة، وفي الاخر ابني يصحى يلاقي نفسه عندها والباقي اكيد عارفه
انت بتقول ايه مش فاهم

صعق باسم حينما فهم مايؤل إليه جواد ، اتجه بنظره الى حياة التي طأطأت رأسها تهزها
-والله ياباسم ماعملت اكل..جت دخلت قعدت شوية بس ومشيت
تحرك جواد مغادرا
-يااسفي عليكوا ..يااسفي على الصداقة.

نهض من مكانه وكأن هناك صاعقة صفعته بقوة بصدره، فاقترب منها
-فيروز دخلت بيتي بعد اللي عملته

باسم هي كانت بتعيط
صاح على مربية ابنه
-خدي فارس الجنينة، ثم اقترب منها يمسكها من أكتافها يهزها بعنف
-كسرتي كلامي ياحياة، دخلتي فيروز بيتي..باسم اسمعني
-جت امتى؟!.
-باسم اسمعني؟!
أشار بسبباته
اخرصي مش عايز اسمع صوتك، ردي على السؤال بس
انسابت عبراتها وأجابته
-جت قبل ما جاسر يجي بساعة ومشيت قبله بربع ساعة
-هي اللي عملت الأكل
هزت رأسها بالنفي سريعا ..ابدا والله مقربتش من حاجة ومسبتهاش لوحدها ولا لحظة، مفيش غير وقت ما طلعت اغير هدومي بس
صاح باسم على الخادمة
-فيروز دخلت المطبخ امبارح
هزت الخادمة رأسها وقصت ماله

ثار باسم بغضب وكأنه تحول لشيطان يركل كل ما يقابله ..
اقتربت تمسك كتفه
-باسم اسمعني
-انتِ طالق ياحياة
توسعت عيناها تطالعه بذهول، ظل لفترة ونظرات خذلان بينهما حتى استدار متحركا للخارج

عند جواد بسيارته
-عز دقيقة واحدة على العنوان دا
توقف عز بالسيارة يدقق النظر بملامحه
-عمو مالك وشك مخطوف كدا ليه، وايه الموضوع
أشار بيديه
-سوق ياعز علشان منتأخرش على الطيارة
وصل أمام العمارة التي تسكن بها فيروز، ثم دفع الباب بقدمه حتى انفتح على مصراعيه
كانت تجلس منكمشة منذ أن اخذها الرجل وحبسها بمنزلها، وأخذ هاتفها
مانعا جميع التواصل بها، ولج للداخل يشير بيديه للرجل الذي معه
-افحصلي الشقة دي، اي كاميرا فيها طلعه
جلس يضع ساقًا فوق الأخرى ..يشير بيديه إليها ..نهضت تطالعه بصمت
-جتلك وقولتلك بعاملك بقلب ابو جاسر وحاولت افهمك، بس الهبلة مفكرة أنها ذكية
نهض من مكانه وتحرك إليها وفجأة على غير عادته، جذبها من خصلاتها
-بقى حتة عيلة تلعب بشرف ابن الألفي يابت، اتجننتي، جذبها يدفع رأسها بالجدار بقوة ثم تركها حتى سقطت تبكي وتصرخ به
-ابنك دا جوزي، حبيبي اللي حضرتك خطفته مني ورحت جوزته لبنت اخوك

امال بجسده يرمقها بنظرات لو خرجت من مقلتيه لأحرقتها قائلا
-وعزة ربنا يافيروز لو قربتي من بنت اخويا لادفنك حية..انحنى أكثر يجذبها من عنقها يضغط بقوة عليه حتى كادت أن تلفظ روحها، ثم تركها يدفعها بقوة
-قربي من ابني تاني وشوفي هعمل فيكي ايه، انا دفنت ناس بعدد شعر راسك ..كنا بودي  مش احبسك والهبل بتاع جاسر دا، واشوفك هتعملي ايه لكن للأسف خايف من القذارة تلوث بنت اخويا، اسبوع واحد بس افوقلك واعرفك مين هو جواد الالفي، أو اقولك روحي اسألي عليها سحر
إنما هي اللي قالتلك على الخطة النجسة دي بعد ما زرتيها..مط شفتيه يهز رأسه
-أكيد الرقاصة هي بتاعة الخطط دي

حدجها بنظرة مشمئزة ثم أردف
-معرفش ابني ازاي اتجوزك وقرب منك، دا انا قرفان ابص في وشك، شايفك بنت زي الحرباية بتتلون، بس العيب مش في ابني، العيب فيا انا

مسح ذقنه مقتربا منها
-تحبي نهايتك تكون ازاي، انا بقول شوية مية نار على وش الحلوة اللي فرحانة بيه ..
رفع سبباته وهدر محذرا إياها
-اي سفالة منك ياسافلة هنهيكي، دول ولاد الألفي اللي بتحاولي تجذبيه لقذراتك

محسن ..هدر بها جواد
البت دي متشمش هوا البلكونة حتى لحد ماارجع

بمنزل جاسر
فتحت الجميلة عيناها ترسمه ببنيتها ، ثم مررت أناملها على وجهه وانحنت تطبع قبلة حانية على وجنتيه هامسة له بعدما وضعت وجنتيها فوق رأسه تحتضن كفيه تخلل أناملها بأصابعه
-حبك بقى داء ودواء يابن عمي، معرفش الحب كله كدا ولا إحنا اللي حبنا له طعم تاني
فتح عيناه بعدما شعر بها ولكنه ظل صامتًا ..فاكملت حديثها
-شوفت الدوا المر اللي لازم تاخده علشان تخف وتتعالج..اهو انت كدا ياجاسر بالنسبالي، لازم افضل احبك وقلبي يدق بنبضك علشان اعرف اعيش، لو بعدت عني اموت، موجع اوي

أغمضت عيناها مبتسمة
-بس رغم وجعه بس بعشقه..لحظات وكانت أسفله يحاوطها بجسده
"أنا حبي موجع ياجنى، لدرجاتي بتتوجعي مني، لمست وجنتيه مبتسمة
-بس أحسن وجع، جاسر لجنى الروح والحياة
استند بجبينه فوق جبينها وهمس بأنفاسه الحارة
-وجنى روح جاسر..رفع نظراته ورسم ملامحها الندية لقلبه
-المفروض النهاردة أكون اسعد راجل في الدنيا، بعد ماشوفت ضحكة حبيبتي ، ورجع قلبي ينبض من تأني

داعب وجهها بأنفه هامسا لها

-وحشتيني أوي أوي ياجنجون
رفعت ذراعها تعانق رقبته
-وانت كمان وحشت جنجون
غمز بعينيه
-اد ايه..ماتوريني كدا عايز اشوف وبعد كدا احكم..جذبت رقبته ودنت تلثم ثغره حتى ذاب الأثنين برحلة عشقهما

غاص بها تحت سطوة عشقه يسكب لها من نيران عشقه ماألذ لها ، طاف بها وطافت بها على انغام دقات القلوب، وانفاسهما الحارقة تلهب مايقترب منهما ..اخيرا استحوذ عليها ببحر عشقه الذي ابعدهما أكثر من ثلاثة أشهر كان يعتصران من ألم الفراق في غيبات الحب ..بعد فترة من نعيم الجنة تناسى بها كل ماصار له ..جذبها لأحضانه يحاوطها بذراعين ينعمان بالحب والحنان، وشعور الراحة يسير داخل الأبدان ..همس بجوار أذنها بنغمة عاشق حد الجنان
"اموت بكِ عشقًا ياسيدة الأكوان"
استنشقت رائحته الرجولية التي ألهبت دقات قلبها بين الضلوع وهمست بلسان يذيب بعشقه لأبعد الأزمان

"دعني احطم غرورك داخل أحضاني ياملهم الروح والكيان"

قبلة فاصلة لتذهب الأرواح بسبات عميق حتى استيقظ بعد فترة يداعب جفونها بعينان ترسلان أسهم العشق والاشواق
فتحت عيناها وابتسامة جميلة تداعب وجهها قائلة بنبرة متحشرجة
-صباح الحب ..قبل ارنبة أنفها قائلا
-مساء العشق ياجنة الخلد والريحان

افلتت ضحكة تعتدل على الوسادة تقترب منه تضع رأسها بصدره
-عايزة نسافر بعيد كام يوم، مش عايزة اشوف حد غيرك ممكن
رفع كفيها يقبلها
-مهلكتي تؤمر وعليا التنفيذ، بس خايف عليكي حبيبتي مقدرش امسك نفسي
لكمته بصدره
-متبقاش قليل ادب بقى، بتكلم جد، اعصابي تعبانة، بقالي وقت مبعملش حاجة فعايزة اغير جو، علشان ارجع على شغلي
داعب وجنتيها بابهامه
-حاضر عيوني..اقتربت تطبع قبلة على وجنتيه، ثم بحثت بعينيها عن شيئا ترتديه فضكت بصوت مرتفع
- مضطرة اخد قميصك ياحبيبي..جذبته قبل ماتصل يديه إليه
فقهقه بصوته الرجولي، حتى أنارت الدنيا حولهما وغردت الطيور لفرحة قلبهما

جذبها حتى سقطت فوق الفراش تضحك بعدما ارتدت قميصه تغلق ازارره
-جاسر..وسع بقى ماتبقاش بايخ
حاوطها بذراعيه ينظر إليها وهي أسفله ..ملامحها الطفولية البريئة يتشعب لها القلب ويحنو لها القاسي فهمس دون تردد
-"جنى أنا خنتك من غير مااقصد، غصب عني"
ارتفعت ضحكاتها تحاوط عنقه
-وياترى الكابوس دا في حضني ولا لما كنت بعيد عن حضني

امال يقبلها يردد من بين قبلاته
-ياريته كابوس، بس والله العظيم ما حسيت بحاجة حطولي دوا في الأكل

توقفت عما تفعله عندما وجدت دموعه
فهبت فزعة معتدلة
-"انت بتقول ايه ياجاسر"

Continue Reading

You'll Also Like

16M 343K 56
باردة حياتها معه ....لا تعلم سبباً واحداً يبرر بروده معها أو عدم اهتمامه بها...فقد تزوجها و لا تدرى لما اختارها هى تحديداً..؟! سارت كالعمياء فى طريقه...
1.7M 33.4K 83
اشد الجروح الما ليست التي تبدو اثارها في ملامح ابطالنا بل التى تترك اثر ا لا يشاهده احدا فى اعماقهم. هي✨ لم تخبره بمخاوفها ...ولكن نقطه نور فى اعم...
712K 4.6K 6
المقدمه ******** حينما يدق القلب لا يعرف المنطق ولا الفلسفه لا ينظر الي المال ولا الجمال ... ينسي الاحلام التي صنعها في فارس الأحلام... تجبرهُ بأن ي...
430K 33.2K 59
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...